• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التعريف بالمخطوطات
علامة باركود

رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية

رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/10/2012 ميلادي - 24/11/1433 هجري

الزيارات: 20682

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية

سنة 1297هـ/ 1879م



قام بهذه الرحلة في سنة 1297 هـ/1879م، رجلٌ بغدادي سمى نفسه (السيد أحمد أفندي اللحافي)، قاصدًا إستانبول لشأن من شؤونِه لم يشأ أن يذكرَه في رحلته، ومن المحتمل أنه أراد التوصل إلى بعض الوظائف الشرعية من خلال توسطه شيخ الإسلام في الدولة العثمانية؛ فإنه قصده بالزيارة، وتقرَّب إليه، على ما يُفهم من كلامه.

 

وعلى الرغم من عدم وقوفنا على ترجمة له فإن في وسعنا أن نكوِّن تصورًا عامًّا لثقافته من خلال رحلته نفسها؛ إذ كان أبوه -كما يفهم من لقبه - ممن يمتهنُ صناعة "اللحفان، جمع: لحاف" ببغداد، وإليها نُسب، وأنه كان معدودًا من "السادة"؛ أي: من أسرة تنتسب إلى آل البيت النبوي[1]، وذكر في رحلته عن قرية (عين قباقب) القريبة من دمشق أن هذه القريةَ كانت "محل كرامة أجدادنا"، مما يفهم منه أنها موطن أسرته الأول قبل أن تنزحَ منها إلى بغداد.

 

وقد نال قسطًا من التعليم أهَّلَه للتعرف على عددٍ من الشخصيات البارزة في مدينته، وشُغف بدراسة الإسطرلاب، وفنون (الهيئة) القديمة، حتى إنه كان يصطحب معه إسطرلابًا في رحلته، يستخدمه لإشباع هوايته في قياس ارتفاعات الأرض، ومن الراجح أنه عمل (مؤقتًا) في بعض مساجد بغداد، وهي مهنةٌ كانت تختص بضبط أوقات الصلاة؛ فإن ولدًا له اسمه عبدالحليم، كانت له اهتماماته نفسها، وعمل مؤقتًا في جامع السراي ببغداد[2].

 

سكن أحمد اللحافي في بيت كان يقع في محلة الميدان في بغداد، قرب مدخل شارع الرشيد اليوم؛ حيث كان له مجلس يحضره البغداديون، وقد ورث ابنه المذكور هذا المجلسَ، فلبث ُ يعقِدُه كلَّ أسبوع حتى وفاته.

 

ويفهم من قصيدة أثبتها بعضُ معاصريه في آخر كتاب رحلته، بعض اهتماماته الأخرى، وأبرزُها الموسيقا، وربما الغناء أيضًا؛ فهو "بلبل الألحان"، وله أيضًا شعرٌ وُصِف بأنه "ممتاز" [3]، ولكن لم نقفْ على شيء من هذا الشعر، ونحن نستكثره على الرجُل؛ فإن لغته التي كتب بها رحلته وأسلوبه، وأفكاره، لا تدل على علو كعبٍ في أي من تلك المجالات، كما لا تشير محاوراته مع معارفه، مما أثبته في ثنايا رحلته، على نباهة خاصة، أو دقة فكر.

 

وعلى الرغم من أنه عمل في أثناء إقامته بإستانبول مُدرِّسًا في بعض مدارسها إلا أنه لم يكن معدودًا بين المدرِّسين المبرزين، فعمله ذاك لم يكن إلا بتوسطٍ من شيخ الإسلام نفسه، ومعظم مَن التقى بهم في أثناء رحلته لم يتعرفوا عليه إلا بجهد، بل إنه اضطر إلى تعريفهم بنفسه أحيانًا، ولسنا نعلم أنه كتب شيئًا غير تدوينه وقائعَ رحلته من بغداد إلى إستانبول، وحتى هذه تكاسَل عن وضع مقدمة لها - كما ذكر ناسخ مخطوطتها السيد أحمد شمس الدين الآلوسي - مما دفع بالأخير إلى القيام بهذه المهمة، وكتابة مقدِّمةٍ مناسبة.

 

لم يحدِّد اللحافي زمن قيامه برحلته، بيد أن من الميسور معرفةَ ذلك؛ فإنه أشار إلى لقائه بوالي دمشق مدحت باشا، ومن المعلوم أنه تولاها سنة 1295رومية 1297هـ / 1879 م، وصرح بأنه التقى بواليها الجديد أحمد حمدي باشا، وقد تولاها في ذلك العام.

 

وتكشف رحلة اللحافي عن الطريق المتخذ في أواخر القرن التاسع عشر للسفر إلى العاصمة العثمانية، مع تحديد لمراحل هذا الطريق ومحطاته، وذلك على النحو الآتي: السير برًّا من بغداد إلى بيروت، عن طريق: أبو غريب - الصقلاوية - الرمادي - هيت - جُبّة - حديثة - الفحيمي - عنة - النهية - القائم - البو كمال - الصالحية - الميادين - الدير - تدمر - عين قباقب - صخنة - أبو الفوارس - القريتين - عطنة - جرود - دوما - دمشق - زحلة - بيروت، ثم الإبحار منها إلى إستانبول، مرورًا بقبرص - رودس - أزمير - مضيق كالي بولي.

 

ويختلف هذا الطريق - (وجه عام - عما كان يسلكه بعض البغداديين في سفرهم إلى إستانبول منذ عهد بعيد، حينما كانوا يجتازون جبال طوروس في مسالك عدة، فإنه - كما لاحظنا - سلك طريقًا صحراويًّا مباشرًا من البوكمال فدير الزور (عند الحدود العراقية السورية الحالية) ثم إلى دمشق، ومنها إلى بيروت حيث ركب سفينة، أو بالأحرى باخرة، أقلَّتْه إلى قبرص، ومنها إلى أزمير فإستانبول بحرًا.

 

وليس من العسير توضيحُ أسباب هذا التغيير في الطريق، فتوفُّر حدٍّ أدنى من الأمن، وتنامي سلطات المدن، وتحسُّن السفن، واستقرار خطوط الملاحة البحرية - كانت كلها وراء أرجحية هذا الطريق لدى مسافري تلك العهود.

 

ومن ناحية أخرى فإن الرحلة تحفل بأسماء الأشخاص الذين التقى بهم المؤلِّف أثناء رحلته، ومنهم ولاة وقادة عسكريون، وموظفون رسميون آخرون، وعلماء وأعيان وغيرهم، وهي لا تخلو من انطباعات شخصية عما مَرَّ به من معالِمَ، وما لقيه من صعوبات.

 

والنسخة الوحيدة المعروفة اليوم من هذه الرحلة، تَحتجنُها خزانة المركز الوطني للمخطوطات ببغداد، تحت العدد (3346)، وهي بخط السيد أحمد شمس الدين الآلوسي، نقلها عن نسخة المؤلف "التي أملاها وصنَّفها" نقلاً حرفيًّا بما فيها "من إملاء وتحرير وإعراب وبناء وتقرير وتسطير"؛ ولذا لم يُصلح منها شيئًا من الأخطاء الإملائية والنَّحْوية العديدة التي تحفل بها، بيد أنه أضاف عليها مقدمة من إنشائه "جَريًا على العادة؛ لتكون عند ذوي الألباب مستجادة".

 

وكان لابد لنا - عند نشرنا هذه الرحلة - أن نصلح من أخطائنا الظاهرة ما وسِعنا إصلاحُه، إلا أننا نبَّهنا إلى ذلك في مواضعه، ومنها استطرادات قليلة قد أخلَّت بالسياق وأربكَتْه، فحذفناها وأشرنا إلى ذلك أيضًا[4].

 

نص الرحلة

الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلَّمه البيان، ومنحه عقلاً امتاز به عن سائر الحيوان، وعلَّمه ما لم يعلم، وفهَّمه ما لم يفهم، والصلاةُ والسلام على من أسرى به ليلاً إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى حظيرة القدس فكان قاب قوسين (أو أدنى)، ورأى من آياته الكبرى ما لا تكاد تحصى، فعاد منشرح الصدر قرير العين وعلى آله وأصحابه نجوم السائرين[5] إلى طريق الهدى، والمرشدين إلى سواء الطريق ما أظلمَ ليل، ولاح ضوءُ صبحٍ وبدا.

 

وبعد، فقد رأيت رحلة الفرد الذي ما تثنى في مرآة الزمان لناظر، والأوحد الذي كَلَّ لسانٌ عن سِرِّ مناقبه؛ لِما حازه من جم المآثر، ذي الذهن الواقد، المُجمع على فضله على رغم أنف الحُسّاد، الذي عَزَّ عن شبيه في الظاهر والخافي، حبيبنا وأنيسنا السيد أحمد أفندي اللحافي، أحد المدرسين المشار إليه في بغداد المحمية، بلَّغه الله كل أمنية، وذلك فيما جرى له وعند سفره إلى فروق[6]، فكان الفرق بين رحلته وبين رحلة غيره من الفضلاء كفرق الصبح يَروق؛ بيد أنه بعد أن أتمَّها، ورصَّع جيدها بلآليها[7] ونظمها، ولم يُحَلِّها بديباجة، فهي كعروس لم تُزيَّن بخضاب، ولا جُليت عن منصة الأنس كالغادة من الأتراب، فحلَّيتُها بهذه الديباجة؛ ليَروق حُسنها، ويعلوَ قدرها وشأنها، لدى من رام أن يكحِّل ناظره بإثمد سوادها عند مطالعته لها، ويقف على ما أودع فيها من البلاغة وسكب العبارة فيزداد بها شغفًا ووَلَهًا، فقال - لا فُضَّ فوه، ولا برح من يجفوه -

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خرجنا يوم الخميس بكرة من النهار غُرَّة شعبان[8] من الزوراء، فتوجهنا إلى الشام، مرفقين معنا خمسة أنفار من طرف الحكومة لمحافظتنا، وكان معي عماد الدين يشيِّعنا، فبينما نحن سائرون نزلت عن مطيتي، وركبت يعفور[9] عبدالحليم[10]، وعبدالحليم عماد الدين ركِب مطيتي.

 

أبو غريب:

فلما دَنينا[11] من أرض أبو غريب[12]، رأى الجنود بطيخًا أخضر، وساروا إليه حتى يجنوا منه للأكل، وهو معمول في الخدود، وجداول الماء تجري.

 

وأنا قلت لهم: تنحَّوا عن هذا الطريق، ولا يجوز لكم الأكلُ من هذا البطيخ، قالوا: يا سيدنا، نبتاعه بالدراهم، فدخلت خيل الجنود في الجدول، وهربت مطية عبدالحليم في جدول من الجداول، فوثب عبدالحليم عن ظهرها كأنه فهد، والجَمَّال يقول: واجملي! واجملي! انكسر جملي، وأنا قلت له: عليَّ بالظمآن، لا تخف ولا تحزن؛ إن الله معنا، ثم نهضَت المطيَّة وخرجنا سالمين، غير أن الغرار[13] الذي فيه متاعنا، والخبز والسكر صار عجينًا، ثم ألقيناه، فأقبل عليه الجنود يأكلون منه، ويقولون: يا سيدنا، هذا دقيق ملوَّن بسكر، فقلت لهم: هنيئًا مريًّا!

 

فبعدما قضوا وطرهم بالعجَل، ركبنا مطايانا وتوجهنا إلى مدير (أبو غريب) محمد شواف زاده،[14] فأتينا إليه، ونوَّخنا مطايانا بباب خيمته، فقابلنا بالترحيب والتكريم والتبجيل، ومعه ولده عبدالرزاق، فقال لي: يا جدي، ما هذه الساعة المباركة التي أتت بك؟ ثم قبَّلت بين عينيه، فكان جلوسنا عنده ست ساعات، ثم صلينا المغرب، وودعت ولدي عبدالحليم، وعبدالرزاق ووالده محمد علي أفندي.

 

الصقلاوية:

وتوجهنا نحو الصَّقلاوية[15]، فلما أتيناها نوَّخنا مطايانا عند مدير التيل[16] حيدر أفندي، فجلسنا مع حيدر أفندي برهة من الزمان، وإذا حسن بك قائمقام من أمراء العساكر[17] المنصورة مُقبلٌ من الشام ودخل علينا، فلما رأيته نهضت وقبَّلت بين عينيه، فجلسنا معه مقدار ساعتين من الزمان، ثم نظر إلى ولدي محمد، وقال: ما هذا الشبل الذي معك؟ فقلت: هذا ولدي محمد أخو عبدالحليم.

 

عبور الفرات:

وسرنا نحو الفرات، ثم أتينا الفرات، فقدّموا لنا فُلكًا حتى نعبر نحوالشامية[18]، فلما أدخلنا مطايانا في الفُلك، وإذا قوم من عشيرة[19] الدليم يريدون أن يدخلوا[20] معنا للعبر، والجنود ما رضوا أن يدخلوا معنا، وصارت منازعة بين الفريقين، الجنود يقولون: لا تدخلوا، وهم يقولون: ندخل، فأخذ[21] الجنود أيديهم إلى سلاحهم، وكذلك القوم، وأنا أصلح بينهم[22]، وإذا عجوز شمطاء زلاء[23]، مِنْطيق تقول: الفتنة من هذا الشُّوَيخ، فلما قالت هذا الكلام، وابنها كذلك تفوَّه في هذا الكلام، وكان معنا خادم اسمه محمد جاويش متوجهًا إلى إستانبول، لما سمع الكلام من ابن العجوز، وكان في يده دَنبُوس[24] فضربه تحت إبطه فأغمي عليه، فسمع يوزباشي[25] الجنود حيدر أغا، فقال: ياشيخ، ما هذا الأمر؟ فقلت: الجناية من الجنود، ثم بَدّل الجنود، فقال[26] القوم: جزنا[27] عن دعوانا، ولو ألف رجل يموت لحُسن كلام الشيخ، ورئيس القوم كان محمد الأعرج المعروف بالطوبال[28]، فبعد ما عبَرنا ركبنا مطايانا وتوجهنا الى الطوبال فنزلنا عنده، وبتنا ليلتنا، وكانت بئس الليلة؛ لأنه رجل دنيءٌ ما يلتفت إلى حق[29] الضيف.

 

الرمادي:

وتوجهنا نحو الرمادي[30]، ونزلنا عند قائمقام الدليم أحمد أفندي[31]، فقام مستقبلاً لنا بالترحيب والتبجيل، وكان الوقت الشمس في رابعة النهار، فجلسنا معه، ثم أتانا بغذاء، فأكلنا وشربنا معه، فسمع بنا طه أفندي شواف زاده[32] فقال: مرحبًا بكم، فذهب بنا إلى بيته، فبِتْنا عنده تلك الليلة، فلما مضى ثُلثَا الليل، قُدِّمت لنا مطايانا، وتوجهنا نحو هيت، وقد رفقوا معنا أربعة فرسان من طرف الحكومة، فبعد ما مضت ثلاث ساعات من النهار قال[33] رئيس الفرسان علي أغا: أنتم تفوزون بهذه المفازة، ونحن نورد خيلنا ونتبعكم، فلما فارقناهم وإذا رجل أعنزي[34] راكب على مطية شعلاء[35] وبراء ومعه شاب رديفه، ظهر علينا من الوهد، والكمين في الوهدة، فلما رآه سعد جمالنا قام ينادي بالويل: واجمالي! لقد ذهبت روحي وجمالي، قلت له: لا تحزن، اصبر؛ إن الله مع الصابرين، فقلت لهما: يا أخا العرب، ما أنتما، وما تكونان، ومن أي العرب أنتما؟ فقالا: نحن من عنزة، فلما توسموا فيَّ وفي ولدي جعلوا ينظرون إلينا شزرًا، فقلت لهم: أتعلمون ما هذا الغلام الذي معي؟ قالوا: لا، قلت لهم: هذا ابن أخت لكم، فقال: كيف هو الحضري يصير ابن أخت لنا؟ فقلت لهم: لما عبدالله الفاضل[36] كان في الشام، وتزوج بالشام، فإن هذا من تلك المرأة، وقصته معلومة لا تخفى على ذوي الألباب، فلما قلت لهما: هذا ابن أخت لكما فكانوا بين المُصدِّقين والمكذبين، فقالوا: يا سيدنا، اسلك هذا الطريق حتى نرجع إلى قومنا منذرين ومُخبرين، فقلت لهما: اذهبا قبل أن يخبرا بكما الجنود، فوجهوا مطيِّهم إلى نحو قومهم مجنبين مسرعين، فلحق بنا الجنود، وهذا الكلام الذي جرى بيني وبينهما، وعل ارتكابي هذا الكلام ضرورة ألجأتني إليه، لا الكذب شيمتي، ولا أرضى به لكن أُحْوَج إليه.

 

هيت:

ثم أتينا هيت قبيل المغرب، فنزلنا عند ياسين الذياب[37] باب محط الفواضل والأفاضل، رجل كريم، وما وجدناه[38] في داره، بل وجدنا أخاه[39] عبدالله يفوق[40] حاتمًا في الكرم؛ لأنه كان شيخ العرب، كسَّابًا وهَّابًا، وهذا يجود بكدِّ يمينه، يا له من رجل كريم، ولا[41] يوجد الآن في العراق مثله، رجل تقي نقي.

 

جُبَّة:

ثم سَرينا في الليل، وتوجهنا نحو جُبّة[42]، فلما أتينا جبة، وهي جزيرة في نهر الفرات، نوَّخنا مطايانا، ونزلنا في حصن متخذ للجنود المحافظين لبناء السبيل.

 

حديثة:

ثم سَيَّر معي محافظُ القلعة أربعة فرسان، فخرجنا من جُبة نحو حديثة[43] سائرين ليلاً، فأصبحنا في حديثة، وكذلك هي، جزيرة في نهر الفرات.

 

نزلنا في حصن متخذ للجنود المحافظين لأبناء السبيل، واجتمعنا بأناس من أهلها فقراء، كل رجل منهم عمامته قد لفها رَحَويَّة الشكل خضراء، والمغزل في يده يغزل، ويتكلم في الحِيَل[44] الشرعية، كل حيلة عملة المحكمة[45] عندهم، وإذا برجل أتى إليَّ وقبّل يدي، ولحيتُه كأنها عرض تسعين، فقال: يا سيدي، هل تعرفني من أنا؟ فقلت له: لا يا أخي، فقال: ابن سيد حديد، وسيد حديد كان خادمًا في جامع المصرف[46] في بغداد في محلة محمد خليل[47].

 

الفحيمي:

وسرنا نحو الفحيمي[48]، فأتيناه صباحًا، فنوَّخنا مطايانا بباب الحصن، وكان ذلك اليوم عبوسًا قمطريرًا من شدة الحر والسموم، وقد قتل رجال كُثر، فقضيا ذلك اليوم ولم نرَ مكروهًا.

 

النهية:

وسرنا نحو النهية[49] مع أربعة فرسان مرفقين معنا، فلما وصلنا النهية، وهي كذلك حصن متخذ للجنود المحافظين لأبناء السبيل، ولم ننزل فيها.

 

القائم:

فبقينا ليلنا سائرين حتى دخلنا القائم[50]، فنزلنا عند المدير السيد محمد سعيد أفندي نجل السيد عمر أفندي[51] نقيب برصه[52]، وجميل زاده[53]، وهو رجل كريم، حلو الشمائل، ذو عقل ودراية، ثم قال: يا سيدي، هذا المحل محلك، وأنا ذاهب للتعشير، وولدي مصطفى أفندي[54] هو هنا، فهو مقيم بضيافتكم فكان الأمر كذلك.

 

البو كمال:

ثم بتنا ليلتنا، وخرجنا سائرين سَحرًا نحو أبي الكمال[55]، فدخلناه وقت القيلولة، وإذا خارج البلدة سقيفة مبنية لأبناء السبيل، فوجهنا مطايانا نحو المضيف، فخرج رجل من نحو المضيف مرحِّبًا، فأخذ بخطام مطيتي، وقال: المنزل عندي، ونزلت عنده، وكان حاتمًا، وقبل هذا ذكرنا ياسين الذياب[56] حاتمًا، فذاك يصرف بماله، وهذا كساب وهاب صفة حاتم، فصيح اللسان حلو الشمائل، قدُّه كأنه عُود بان، فلما جلسنا معه وبدأنا بالمنادمة، وإذا بقائمقام أبي الكمال مع عبد الحكيم أفندي البغدادي فقال القائمقام: يا مولانا، لأي شيء ما شرفتنا؟ فقلت له: المقام مقامك يا سيدي، ثم قضينا في راحة حتى انفلق الصبح.

 

الصالحية:

وتوجهنا نحو الصالحية[57] فأتيناها قبل الظهر، وقيَّلنا فيها وبردنا بالظهر.

 

الميادين:

وتوجَّهنا سائرين نحو المَيَادين[58]، فبينما نحن سائرون في القَيْظ، وإذا بأسدٍ له صَوْلَة، فجَفَلَتْ ونَفَرتْ الإبل منه، ولم نَضبِط أخطامها، والفرسان معنا غائرون[59]، فزادها جفلاً ونفورًا، فلما سكنت الإبلُ وخيلُ الجنود، قلتُ لولدي: السلامة، وهو كذلك يقول: السلامة يا أبتي.

 

فلما وصلنا الميادين، استقبلَنا "القائمقام" شاكر أفندي بالترحيب والتبجيل، فأنزلنا في مكان داره - وكان خيرَ المنزلين - وجَرَتْ بيننا المنادمات إلى المغرب، فلما جَنَّ الليل قدِّمتْ لنا مطايانا وسرنا نحو الدير.

 

الدير:

ثم سِرْنا ليلَنا كله، وكانت[60] الإبل تخفضنا طورًا، وترفعنا طورًا؛ لأن الأرض نَجْدٌ ووهاد، فلما انفلق الصبح أتينا الدير صباحًا، وأَنَخْنا مطايانا بباب المتصرف السيد "محمد علي باشا" ابن السيد شريف، فلما دخلتُ عليه قام على قدميه مرحِّبًا، وقال لي: من أين القدوم يا مولى؟ فقلتُ له: من بغداد، فقال: مع مَن أتيتَ؟ فقلتُ له: أنا وولدي مع فرسان مرافقين معنا من مرحلة إلى مرحلة، فقال لي: إلى أين الذَّهاب؟ فقلتُ له: إلى القسطنطينية العظمى، قال: وعلى أي طريق تذهب، على[61] طريق حلب أو على طريق الشام؟ فقلتُ له: على طريق الشام، فقال لي: أما الذهاب على طريق الشام، فلا يمكن السلوك فيه الآن؛ لأن الزمان قيظ وحر شديد، فقلتُ له: يا سيدي، لا بدَّ أن أذهبَ من هذا الطريق، فأَطْرَق برأسه[62]، ثم رفعه، وقال: عليَّ بابن هديب العكيلي، فأتى بابن هديب، فقال له: الشيخُ يريد الذَّهاب على طريق "صخنة"، فقال: يا سيدي، بوجود همتكم يمكن هذا، فالفرسان الذين[63] نُركِبهم معه يحملون الماء، ثم أمر بخمسة فرسان، فقال لهم: توصلوه إلى القريتين، وبعدما جلسنا معه خمس ساعات، قدمتْ لنا مطايانا وركبناها، وتوجَّهنا نحو الشام، وأرفق معنا إبلاً حاملة الماء لنا وللفرسان، وكان المسير ليلاً، فسرنا ليلتنا ونهارنا، وذهبوا مسرورين، فلما انقضى النهار ومد الليل أطنابه؛ أمر شيخ الحمل بالرحيل.

 

تدمر:

فرحلنا سائرين في البَيْدَاء ليلنا مع نهارنا إلى أن أتينا تَدْمُر، فأَنَخْنا خارجها، فلما نظرتُ إليها فإذا هي بلدة عظيمة، ورأيتُ بعض دُورِها خاوية على عروشها، وبعضها قائمة على حالها، ونظرتُ إلى الأساطين؛ فإذا منها: صنف أبيض، وصنف أحمر، وصنف أزرق، وهي من الرخام.

 

يا لها من بلدة! وأكثر ما قال المؤرِّخون إنها لسليمان ابن داود، ثم أتى جار الله شيخ تدمر إليَّ، وقال لي: "يا سيدي، أدعوك للمضيف حتى نتبَرَّك فيك"، فذهبتُ معه للمضيف، وبِتُّ ليلتي في أرغد عيش، وكان فيها خطيبًا، فقال لي: تبقى ههنا في رمضان حتى نستفيد منك، فقلت له: لا يمكنني يا أخي، فقال لي: "تشرِّفَ[64] يا سيدي علينا بكم موعظة"، فكتبتُ له موعظات لأربع[65] جُمَع.

 

عين قباقب:

وأتينا إلى "عين قباقب"، وهي محل كرامة أجدادنا، فروينا مطايانا، وكذلك الفرسان أوردوا خيلهم، فمضينا سائرين أربع وعشرين ساعة.

 

صخنة:

وأتينا "صخنة"، ورأينا الحمل نائخًا هناك، ورأينا[66] خيمة مضروبة خارج القرية، فأَنَخْتُ بباب الخيمة، وخرج من بابها[67] رجلٌ مع خدَّامه، فإذا هو العثمان العكيلي شيخ الحمل، وبعدما حيَّانا بأحسن تحية أقبل[68] الفرسان إليه يقبِّلون الأيادي، يقولون: هل ترخصنا وتمشي مع الحمل، أو نذهب معك إلى القريتين، فقلت لهم: لكم الرخصة؛ لأن بقيت أربع مراحل للإبل، فهذه الأربع مراحل نسير مع الحمل، فقبَّلوا يديَّ وذهبوا مسرورين.

 

أبو الفوارس:

ثم رحل الحمل وأناخ بأبي الفوارس، وهو بمسافة ساعة عن تَدْمُر، فقمنا نحن وصلَّينا الصبح، وركبنا مطايانا وتوجهنا نحو أبي الفوارس، فلما وصلنا الحمل، رأينا[69] الخيمة مضروبة حول البئر، وهذا المكان ذو آبار وقَنَوات، وكذلك هذه، من آثار سليمان، فمنها معطلة، ومنها غير معطلة يشرب[70] منها أبناء السبيل، وهذا المكان واقع بين جبلين، وهو مفازة يسمونه "الدوة"، وهو إلى القريتين بمسافة[71] عشرين ساعة، وكل جبل فيه بعض العيون، يَهطِل منها الماء، لكن لا يخرج إلى مكان، وأنا أخذتُ الأَسْطُرلاب لأَزِن[72] بعض الأرض التي يخرج منها الماء، وهي قابلة للتعمير، لكنها محتاجة إلى قوة دولة.

 

القريتين:

ثم رحلنا نحو القريتين[73]، فسِرْنا يومنا وليلتنا، فلما وصلنا نزلنا عند شيخ القرية "فيَّاض آغا"، وهي قرية ذات أشجار وأثمار، فيها تفاح[74]، وكُمَّثْرَى لم أرَ مثله لا في بغداد ولا في الشام ولا في جميع الدنيا، ثم فارقنا الحمل وسار معنا "فياض أغا" - وهو رجل جليل تنجب له النجائب - فشيَّعنا كم ساعة[75]، وودعنا وسَيَّر معنا فرسانًا محافظين لنا.

 

سدوم وعطنة:

فسرنا سدوم، وهي بلدة قوم لوط، طولها ثلاث ساعات، وعرضها ساعتين، وبقربها قرية يقال لها "عطنة"، فقالوا لي: يا سيدي، ننزل في هذه القرية للاستراحة؟ فقلتُ لهم: لا أنزل في هذه القرية؛ لأنها قرية قريبة من قرى الذين ظلموا، ألا نتأسَّى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه في غزوة تَبُوك لما أتى إلى مدائن صالح، قال: ((لا تناموا فيها، ولا تجلسوا فيها، واذكروا الله؛ لأنها ديار الذين ظلموا))، ثم أَلَحُّوا عليَّ فأتيت شيخ القرية "مصطفى الغزال"، فأَنْخَنا مطايانا عند بابه، وهو مع بنتٍ له خماسية يقبِّلها ويلاعبها، فقلتُ له: ما هذا التقبيل! لعلها زوجة لك؟ قال: هذه بنتي، ثم رجعت رفقتي، وقالوا لي: ما هذا التقبيل؟ فقلت لهم: لعله تقبيل كرامة، لا يظن بالمسلم إلا هذا، ثم قلتُ لهم: اركبوا مطاياكم حتى نخرج من هذه القرية؛ لأنها بقرب قرية لوط.

 

جرود:

فرَكِبنا مطايانا حتى أتينا "جرود"[76]، فنزلنا عند "محمد أغا الجرودي"، فلم يكن، بل كان نسيبه فارس أغا التنصري، فقام بضيافتنا وإكرامنا وأحسن مثوانا، وهو رجل كريم حاتمي الصفات، عنزي[77] الشجاعة، ذو عقل ودراية، وجَرَت المنادمة بيننا إلى الصباح.

 

دوما:

وركبنا متوجهين نحو دمشق، فطال علينا المسير، فنزلنا دون دمشق في دوما[78] عند القاضي الشيخ "محمد سعيد أفندي"، وهو سبط "الجابي محمد أفندي"، وهو يفصل بين الخصوم في دار الحكومة، فلما سمع بنا أتى مهرولاً، فحيَّانا بتحية القدوم، وجلسنا معه وجَرَت المنادمة بيننا، فقلتُ له: يا أخي، أسألك عن "محمد أفندي الجابي"، كيف حاله؟ فقال: هو جدي، فقمتُ إليه، وقبلت بين عينيه، وقلتُ: له ذاك أخي، وابنُ ابنِ بنت أخي[79]! ثم رجعتُ الكلام عليه، وقلتُ له: ما حاله الآن؟ فقال لي: وَهَنَ العظم منه، لكنه لم يكن بدعاء ربه شقيًّا، ثم أقمنا عنده تلك الليلة مع أناس من أهل الشام خارجين للنزهة، فلما انفلق الصبح سرنا إلى دمشق.

 

دمشق:

فدخلناها، ثم أتينا الصالحية، فأَنْخَنا مطايانا عند باب الوالي "مدحت باشا"[80]، فدخلتُ عليه، فقام على قدميه، وقال: أهلاً بالشيخ أحمد اللحافي، ثم سألني على أي طريق سلكتَ، فقلتُ: سلكتُ[81] طريق الشامية، وقلتُ: يا مولاي، كذبت كذبات على العرب؛ ترهيبًا لهم، قلتُ لهم: الوزير "مدحت باشا" باعث عليَّ، ثم ضربني على يديَّ تلطيفًا، وقال: للهِ دَرُّك من رجل داهية زمانه، فالتفتُ إلى ولدي، وقلت: يا بني، هذا تأويل رؤياي من قبلُ، قد جعلها ربي حقًّا، فجَرَت المنادمة بيننا بُرْهَة من الزمان، ثم خيَّرني، وقال لي: يا شيخ، أين تريد أن تُضَيَّف؟ هل تريد أن تضيف ههنا، أو في بيت "سعيد باشا"، أو في بيت المفتي؟ فقلت له: ضيافتي تكون عند "سعيد باشا"؛ لأن بيننا حقوقًا قديمة، فأتينا إلى دار "سعيد باشا" فجلسنا فيها، وكان الرجل يتنَزَّه في "جنينة" له، فلما سمع بنا أتى مبادرًا إلينا، ثم قال لي: يا مولاي، قدومك إليَّ نعمة غير مُرتقبة، الحمد لله الذي مَنَّ[82] بقدومكَ عليَّ، ثم قال لي: يا سيدي، الرخصة لاستقبال المشير الذي جاء من إستانبول، فقلت له: ومَن يكون المشير؟ فقال: مشير العراق سابقًا "حسين فوزي باشا"، فزادني سرورًا بقدومه، ثم أخذتُ استراحتي بُرْهَة من الزمان، ثم ذهبت إليه فدخلتُ عليه في المقصورة، فوجدته جالسًا مع أحمد أيوب باشا المشير[83] السابق، فلما رآني قام ناهضًا على قدميه، وهو يرطن بالتركي، ومعناه بالعربي: أهلاً وسهلاً بقدومك علينا، فأَجْلَسنِي عن يمينه وولدي جالس[84]، فقال: مَن هذا الغلام الذي معك؟ فقلت: هذا ولدي "شقيق عبدالحليم"، فقال: ما رأيتُه في بغداد، فقلت له: يا مولاي، هذا كنز مخفي؛ إذ وجد عبدالحليم اختفى، وإذا لم يوجد عبدالحليم ظهر، فضحك المشيران، ثم قال: إلى أين الذهاب؟ فقلت له: إلى القسطنطينية، فقال: صُمْ رمضان ههنا، فقلت: أصوم في القسطنطينية، فقال أحمد أيوب باشا رطنة بالتركي معناها بالعربي: تريد أن تشتِّت رمضان، فقلت له: يا مولاي، هذا كلام أهل العراق قبلك، ثم قال لي المشير حسين فوزي باشا: كيف يكون ولدك عبدالحليم، وعلى أي حال يكون، وهو على هَوَسه القديم في نشر العلوم، فقلت له: بل يزيد على ذلك يا سيدي، فقال لي: اكتب له من لساني لا يفتَر عن سعيه، ثم قمت منه ذاهبًا إلى دار الضيافة، وكان اليوم الجمعة أول رمضان[85]، ثم أخذتُ راحتي، ثم بعد بُرْهَة من الزمان، وإذا بالشيخ "عبدالقادر أفندي" نجل المرحوم السيد مراد أفندي الكيلاني[86] أتى إليَّ فحيَّانِي بتحيَّة القُدُوم، وسُرِرْنا[87] بقُدُومِه غاية السرور، واستأنسنا معه وقتًا من الزمان، فذهب إلى داره، وأنا ذهبتُ إلى الجامع[88] الأموي فرأيتُ شيخًا على كرسي جالسًا يعظ الناس، وهو يتكلم في قدوم رمضان.. ثم في اليوم الثالث ذهبنا إلى الشيخ مسلم الكزبري[89]، فدخلت فإذا هو جالس على كرسي، فجلست في الحلقة وهو يتكلم.. وفي اليوم الثامن أتيتُ إلى جامع الأموي فودَّعتهم فردًا فردًا، ودعوا لي بالسلامة، وقالوا: راشدًا مهديًّا، ثم أتيت إلى دار ضيافتي، فأفطرت مع سعيد باشا، فلما مضى بُرْهَة من الليل ودَّعتُه، وذهبنا إلى العَرَبة فركبنا فيها، وقلنا: بسم الله.

 

وودَّعَنا أناسٌ من أهل الشام، وركب [90] معنا؛ أربعة من النصارى، وهم خليل، وموسى، ومحب كرامة، ويوسف، فلما جلسنا وأخذنا بالمنادمة، فإذا كل واحد منهم أفلاطون زمانه، ثم قال لي: يا سيدي، ما هذا الغلام الذي معك؟ قلتُ: هذا ولدي. ثم قال موسى: لا شبه له بك. قلت له: بل هو ولدي، وأمه عرسي، فقال خليل: لا تنظر إلى سُمْرَته (فإنما)، له شبه بالعينين والوجنتين والمنكبين، ثم قالوا لي: يا مولانا، من أي البلاد أنت، ومَن تكون؟ قلتُ لهم: أنا عراقي، واسمي الشيخ أحمد اللحافي، ثم قالوا: إلى أين الذهاب؟ قلتُ لهم: متوجهًا إلى القسطنطينية العظمى والخلافة الكبرى، قال خليل: يا سيدي، كيف تسميها الخلافة الكبرى، و قد قال نبيكم - صلى الله عليه وسلم - الخلافة بعدي ثلاثون، ثم تكون إمارة أو ملكًا عضوضًا؟ فقلتُ له: الخلافة الكاملة ثلاثون، ثم رجع موسى إليه، وقال: صدق الشيخ وبالحق نطق.

 

زحلة:

ثم لما أتينا قريب "زحلة"[91] في جبل لبنان خرج الثلاثة إلى زحلة إلا موسى؛ فإنه بقي معنا إلى أن أتينا بيروت.

 

بيروت:

فلما أتيناها ونزلنا من العَرَبة قبَّل يدي، وهو يقول: العُذر من التقصير، محروسًا راشدًا مَهديًّا، فمشيتُ الخطا سائرًا، وولدي على إثري، وإذا الناس يتحدثون[92] بأن والي الشام الآن أتى، وقد نزل في دار عمر غزوة، فقلت لولدي: أين منزلنا يكون الليلة؟ فقال: الليلة ننزل الخان. فتوجهنا نحو الخان المسمى "خان حمزة"[93]، فانفردنا بحجرة، ولم يناقشنا أحد بأجرة. ثم لما جلسنا قلتُ له: اذهب فابتَع لنا فطورًا. فراح وابتاع لنا فطورًا وأتى، فلما أفطرنا حمدنا الله، ثم قلت له: يا بُنِيَّ قُم نذهب إلى والي الشام "حمدي باشا"[94]، والدار النازل فيها قريبة من الخان؛ لأن معنا حقوقًا قديمة، فلما أتينا إليه دخلنا عليه، وهو قاعد على الطعام، فجلستُ ولم أسلِّم وأنا بهيئة السفر بألبسة رثَّة، ولم يَعْرِفنِي، فقال لي: تفضل إلى الطعام، فأشرتُ إليه بيدي إني على كفاية حتى لا يعرفني في أثناء تناول الطعام، ثم لما قضى وَطره من الأكل والشرب، بدأ يغسل يديه، فلما قام من المغسل توجَّهتُ[95] إليه وصافحتُه وحيَّيته بتحية، وهو لم يعرفني، فقلتُ له: يا سيدي، لم تعرفني، فقال: مَن أنت؟ فقلت: أنا السيد الشيخ أحمد اللحافي، فقال: والله شبهت بك من عينك وأنت جالس، ثم بدأ بالترحيب وأجلسني عن يمينه، وجَرَت المنادمة بيننا، فقلتُ له: يا سيدي لِمَ لمْ تعرفني؟ قال: يا سيدي مضى قرن من الزمان، لم أرك[96] على قول من قال: إن القرن ثلاثون سنة[97]، وأنت طعنتَ في سن الشيخوخة، وكانتْ رؤيتي لك وأنت كهلٌ[98] وودعنا، فبعد بُرْهَة من الزمان توجَّه إلى الشام، ونحن توجَّهنا إلى الفُلك المشحون المنسوب إلى "نمسة"، ورئيس الأول[99] كان اسمه "بتروفج"، وكان مسيحيًّا[100]، ذا عقل ودراية، لله دَرُّه من رئيس، كان ذا[101] عدالة عرفية، ثم لما رآني حيَّاني بأحسن تحية، وكان معظمًا لي ولولدي.

 

قبرس ورودس:

ثم بدأت السفينة بالمسير، فقلت: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ (هود: 41)؛ فسارت ليلتها ويومها حتى أتت "قبرس"، ثم رستْ محاذية إلى جزيرة قبرس، فبقيتْ راسية ثماني ساعات، ثم سار الفلك متوجهًا نحو "لدس"[102]، فلما وصلنا بقي الفلك راسيًا ساعتين.

 

أزمير:

ثم جرى الفلك، وتوجَّهنا نحو أزمير، فلما وصلنا بقي الفلك راسيًا يومًا وليلة، ثم خرجتُ منه إلى مدينة أزمير أنا وولدي نمشي في أزقتها، وننظر يمينًا وشمالاً فإذا هي كأنها "بارس" محل[103]؛ لأنه يوجد فيها من جميع الملل، ثم بَقِينا نتخطَّى في أزقتها ساعتين، ثم رجعنا إلى الفلك ودخلنا فيه، وإذا بقادين خانلي زاده حافظ محمد أفندي أزميرلي، رأيته داخلاً في الفلك، فنظرتُ إليه، فإذا هو ذو عقل ودراية، فسألتُه عن فنون كثيرة، فأجابني، ثم جَرَتْ بيننا مذاكرة في العلوم ونحن متوجهون نحو جزيرة مدلي[104] فأرست السفينة مقدار ساعتين.

 

جناق قلعة وكلي بولي:

ثم توجَّهنا نحو جَنَه قلعة[105]، وهي متخذة على حافتي[106] البحر.

 

لله دَرُّ مَن أسسها، وفيها مدافع عظام.، ثم جرت السفينة نحو كَلي بُولي[107]، فلما أتتْ رستْ محاذية البلدة، وهذه البلدة مدفون فيها محمد أفندي اليازجي[108] - تغمده الله بالرحمة - ثم تهيأنا - أنا وولدي - وتوجهنا نحو مرقده الشريف، فقرأنا الفاتحة، ثم رجعنا إلى الفلك.

 

القسطنطينية:

وجرى نحو القسطنطينية  فوصلنا إليه صباح الاثنين السابع عشر من رمضان، ثم خرجنا[109]، ودخلنا القسطنطينية متوجِّهين نحو "أيه صوفية"، فلما أتيناها وضعنا متاعنا عند إمامها، وذهبنا نمشي في أزقة القسطنطينية حتى أتينا جامع "بايزيد"، فصلَّينا الظهر هناك، ثم ذهبنا إلى جامع السليمانية لنصلي العصر، فبعدما انقضتْ صلاة العصر - وكان في كل من أركانها الأربعة واعظ يعظ[110] - توجَّهنا[111] نحو الركن الشمالي لنسمع واعظَه، وإذا "بحقي أفندي" من أمراء العسكرية، وقبل هذا كان في بغداد من المعلمين[112] في مكاتب[113] الدولة العلية العثمانية، وكانت لنا معه رفقة وصحبة قديمة، فلما رآنِي قام على قدميه وقبَّل يديَّ، وقبَّلت ما بين عينيه، فقال لي: المنزل عندي، فقلتُ له: بل ذاهب إلى شيخ الإسلام، فقال: لا يمكن! يا سيدي، هذه الليلة ضيافتك عندي، وكانت داره في (أبي أيوب الأنصاري)[114]، ثم خرجنا متوجِّهين نحو أبي أيوب الأنصاري، فقال لي: يا سيدي نركب في الفلك؟ فقلت له: يا مولاي هذا اليوم خرجتُ من الفلك، ولا طاقة لي بالركوب في الفلك؛ لأن معي وجع رأس من الركوب في الفلك، فذهبنا نمشي في الطريق، فأطبقت السماء بالسحاب، وأنزل الماء من المُزْن كأفواه القِرَب، وكان الوقت قيظًا، فقال حقي أفندي: نمضي إلى بيت أقارب جمال أفندي رئيس مكتب إعدادية بغداد، فذهبنا إلى ذلك المنزل وخرج صاحب المنزل، وقال: الإفطار عندي. فقال حقي أفندي: لا يمكن، أعطانا "شمسيات" حتى نمضي إلى دارنا، فأتى إلينا بشمسيات، وذهبنا إلى داره، فلما أتينا المنزل تجرَّدنا [115] من ثيابنا، وأتى إلينا بثياب لبسناها، فبتنا تلك الليلة بأرغد[116] عيش ومسامرة، فلما انفلق الصبح أتى إلينا بماء فتوضأنا وصلَّينا.

 

ثم توجَّهنا نحو القسطنطينية، وهو مشيع[117] لنا، حتى خرجنا عن دور الأَيُّوبِيَّة[118]، ثم رجع عنا ونحن رَاجِلُون حتى دخلنا جامع "بايزيد" لنصلي العصر، وإذا بسيد سلمان أفندي نقيب الأشراف القادري[119]، فلما رآني توسَّم[120] فيَّ، فقال: السيد أحمد؟ قلتُ: نعم، يا سيدي، فأقبل عليَّ وعانقني، والناس في الجامع ألوف ينتظرون تقبيل أياديه، فأخذنِي وأجلسني بين يديه، وهو يسألني عن أحوالي ومجيئي، فقلتُ له: يا سيدي، بخير، والناس يقولون: ما هذا الصعلوك؟! يعظمه؟! ولم يلتفتْ إلى هؤلاء الوزراء والعلماء المنتظرين إلى تقبيل يديه، فقال لي: اذهب إلى منزلنا هذه الليلة، فقلتُ له: أبغي الذهاب إلى شيخ الاسلام[121] هذه الليلة، فقال: راشدًا مهديًّا، وبلغ السلام عليه. ثم ذهبت اهرع الى نحو داره، فلما أتيت الى داره دخلت[122] على وزيره المسمى الآن "بكتخدا"، فقلتُ له: يا سيدي، أريد المواجهة مع شيخ الإسلام، فقال: بعد الإفطار، فلما آن وقت الإفطار قدَّموه لنا، فأتى إلى الإفطار بذاته شيخ الإسلام، وأقبل كل واحد منا يناوله[123] الطعام، وهو ينظر إليَّ ويظن أني من المدعوين على هذه السفرة ويتوسَّم [124]فيَّ ولم يعرفني، فلما طعمنا انتشرنا عن السفرة، ثم بعدما توضَّينا وتوضأ شيخ الإسلام، فلما أتم الوضوء أقبلتُ عليه مصافحًا له، فنظر إلى مستشاره وقال [125]: مَن يكون الأفندي، فقال له: من مدرسي [126]بغداد السيد أحمد اللحافي، فقال لي: أهلاً بك، ثم قال: آتوا له بقهوة ودخان، فقلت له: يا سيدي، ما ابتليتُ بالدخان، ثم التفتَ إلى ولدي، وقال: ما هذا الغلام الذي معك؟ فقلت له: هذا ولدي وابن عرسي، فقال لي: أين أنت نازل؟ فقلتُ له: يا سيدي بين السماء والأرض، فقال: كل واحد منا بين السماء والأرض، فقلت له: يا سيدي أنتم لكم منازل، وأنا لم يكن لي منزل، فقال: ضيافتك عندي، فقلت له: يا سيدي لا يمكن؛ لأن الضيافة ثلاثة أيام، ثم التفت إلى درس وكيلي[127] مصطفى أفندي - وكان جالسًا عنده - فقال له: هيِّئ له مكانًا، فقال لي: في الخرقة الشريفة[128]أو في اسكدار؟ فقلت له: لا يمكنني لأن المحل بعيد، ثم قال: في مدرسة إبراهيم باشا؟[129] فقلتُ له: نعم يا سيدي.

 

فانفردنا منها بحجرة فسكنا فيها أيامًا، ثم سمع بنا الشيخ السيد أحمد ببا أفندي الموصلي، فأتى إليَّ فقال: يا سيدي، كيف تجلس هنا، وأنا في إستانبول، وما تنزل عندي؟ قلتُ له: يا سيدي، هذه مدرسة الإبراهيمية، قال لي: يا سيدي، التي أنا فيها كذلك إبراهيمية، ثم أمر بنقل متاعنا إلى التِّكية، وكان هجوعنا في الليل بالتكية فأقمنا في النهار في المدرسة، وأيام العطل نذهب إلى الأصدقاء، منهم صفوت باشا، ونزهت أفندي، والى باب المشيخة، وإلى رؤوف باشا وإلى أدرنة، وإلى قدري باشا صدر أعظم سابق[130]، والى مُنجِّم باشي الحاج كامل أفندي، وإلى نصيف باشا ناظر الأوقاف، وإلى درويش الحيدري، ومن أشبه ذلك[131]، لا سيما سيدي الشيخ سيد سليمان أفندي الكيلاني، فمضتْ أيام، وأنا على هذا الدأب.

 

ثم (إن) سيدي سيد سلمان أفندي عزم عليَّ على الرحيل إلى بغداد، فأتيتُ وودَّعته وقلتُ له: راشدًا مهديًّا، وكذلك ودَّعت أخاه[132] السيد أحمد أفندي، وكاتب سِرِّه ملا حمادي أفندي، ففارقت وتوجهت إلى القسطنطينية العظمى فهطلت دموعي على خدي، فأتيتُ مكاني وجلست في غرفتي، وناديت[133] ولدي السيد محمد، فقلت له: يا ولدي، آتني بماء، فنظر إليَّ مُتغيِّر اللون، وقال[134]: يا أبتي ما أصابك؟ فقلت له: يا ولدي، فراق سيدي السيد سلمان؟ فأتاني بماء ممزوج بسُكَّر، فقلت له: يا ولدي، أنا أمرت بماء، كيف تأتيني بماء ممزوج بسُكَّر؟ فقال لي: يا أبتي، لما رأيتك متغير اللون خرجتُ لآتي لك بالماء، فرأيت جمال أفندي الحكيم، فقلت له: إن أبي اعتراه عشق وصبابة لمفارقة سيده سيد سلمان أفندي، فقال: أعطه ماءً ممزوجًا بسُكَّر، فلما أخذتُ الكأس من يد ولدي وأوردته على شفتي؛ لم يسغ لي الشراب، وكنتُ أتجرعه كشارب الحمم، وكان جالسًا عن شمالي الشيخ محمد وهبي، وعن يميني الشيخ عبدالغني الطرابلسي[135].

 

فصببتُ الكأس عن شمالي وناولته محمد وهبي، فأنشد الشيخ عبدالغني الطرابلسي:

صددتِ الكأس عنَّا أمَّ عَمْرِو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهُ اليَمِينَا

 

ثم أتى أمير من العساكر المنصورة فأجلسني، واتكأتُ على شجرة شمسية، فرطن بالتركي بما معناه بالعربي: ما دهاك؟ فقلتُ له: لمرافقة سيدي سلمان أفندي، كذلك رطن بالتركي بما معناه: يحق لك ذلك، فنزل عن فرسه وأركبني، وقال لخادمه: اذهب به إلى القسطنطينية، ولم أثب عن صهوة الجواد، وكان الخادم يسندني حتى لا أسقط عن الجواد، وأتي بي إلى المدرسة، فلما أنزلني أغمي عليَّ، ثم اجتمع عليَّ المدرسون[136] والطلبة، وجاء ولدي محمد، فقال: واأبتاه، فلما سمعتُ صوت محمد أتتني الإفاقة، ثم قالوا: ائتوا له بحكيم، فذهب إلى ملا حسن إلى باب سر عسكر[137]، وأخبر صفوت باشا بذلك، فبعث بالعربة وأركبتُ فيها، فذهبتُ إلى دار صفوت باشا، وإذا بالحكيم واقف في الدار ينتظر مجيئي، فمدَّ الحكيم يده إلى يدي، ونظر إلى العرق الضارب، فقال: لم يكن فيه شيء إلا عشق وصبابة، فقال: ارقوه، وإذا بكريم أفندي، قال: صدق الطبيب؛ هي الصبابة، ومحبة لولده عبدالحليم، ففتحت عيني، ثم تكلم من هناك الحاج كامل أفندي مُنجِّم باشي، قال: بلغنا عنك (أنك) تقول: عاشق لسيدي سيد سلمان أفندي، فقلتُ له: نعم ذاك مجازي وهذا حقيقة، ثم قال محمد: أمس البارحة أتانا كتاب من تلقائه، فقال: ائتوني بالكتاب، ثم ناوله ولدي محمد الكتاب، فأخذت راحتي واندفع عني إعلان العشق، والله أعلم[138].

 


[1] ذكر لي المرحوم جواد بن السيد هبة الدين الشهرستاني (المتوفى في 4 آب 2005م) أن عبدَالحليم بن أحمد اللحافاتي لم يكن يتحدَّث عن نسبه، وقد سأله بعض شيوخ عشيرة (العصامات) في مجلس السيد هبة الدين عن نسبه، فاكتفى بالقول: إنه (من بني آدم)؛ تواضعًا منه فيما يظهر، وذكر بعضُ من ترجم لولده عبدالحليم أنه ابن أحمد بن خلف، فأثبت اسمَ أبي السيد أحمد صاحب هذه الرحلة التي نقوم بنشرها، وأن نسبه يعود "إلى الصوفي المشهور بشر الحافي"، ينظر يونس إبراهيم السامرائي: تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر، بغداد 1402هـ/ 1982م ص242-243، هذا بينما تكشفُ المخطوطة أنه اللحافي، بإثبات اللام الثانية، نسبة إلى صناعة اللحف، وهكذا كان معروفًا لدى أهل بغداد في عصره.

[2] ولد عبدالحليم ببغداد سنة 1276هـ/ 1859م ونال تعليمًا جيدًا في بغداد وإستانبول، مكَّنه من تولي القضاء في بعض المدن العراقية، وانتخب نائبًا عن بغداد في مجلس النواب العراقي، وكان له شغف بجمْع الكتب، ومنها مخطوطات نادرة، أهديت بعد وفاته إلى مكتبة الأوقاف المركزية في بغداد، وله مؤلَّفات، منها: مجموعة سماها (مجموعة الحافي)و(عمدة الكتاب)، ورسالة في فن الوراقة، وعمل مدرسًا في جامع السراي ببغداد حتى وفاته سنة 1362هـ/ 1943م، وكان يحوز على إسطرلابات، منها ثلاثة من البرونز، محفوظة اليوم في المتحف العراقي؛ ينظر الدليل الرسمي للمملكة العراقية لسنة 1936 ص901، الزِّرِكْلي: الأعلام ج3 ص283، وهاشم الأعظمي: تاريخ جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة، ج1، بغداد 1965، ص 185، ويونس السامرائي: تاريخ علماء بغداد ص 242.

[3] الرحلة، الورقة 14.

[4] كنا قد نوهنا بهذه الرحلة في كتابنا: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، ط1: 1983 (ط:2 لندن 2009، ص 280- 281) ونشرنا نصها في مجلة المورد التي تصدرها وزارة الثقافة في بغداد، المجلد 18 العدد 4/ 1989 ص203-215، وقد عدنا إلى تلك النشرة، فراجعناها ونقحَّناها، وأضفنا إليها تعليقات جديدة، وزدنا في مقدِّمتنا ملاحظات ما يوضح هوية مؤلفها، وغير ذلك.

[5] في الأصل: السادين.

[6] أحد أسماء مدينة القسطنطينية أو إسلامبول.

[7] في الأصل: بواليها.

[8] الموافق 9 تموز سنة 1879م.

[9] اليعفور: الظبي، يريد به الجمل الذي كان يركبه ابنه.

[10] ولد ولده عبد الحليم في بغداد سنة 1276هـ/ 1859م فيكون عمره في وقت قيام والده برحلته هذه نحو عشرين سنة.

[11] الصواب: دنونا.

[12] أرض زراعية واسعة في غربي بغداد، ولا يعلم من هو أبو غريب هذا، ونرجح أن يكون صحيح الاسم (ألبو غريب) اسم لإحدى العشائر التي سكنت هناك، ومن المعالم الأثرية المهمة في هذه المنطقة تل أثري يسمى بتل (العليمي)، يرقى إلى العصر البابلي القديم، وقد أنشئ في أرضه سجن أبي غريب الشهير؛ كتابنا: الأصول التاريخية لمحلات بغداد، بغداد 2004، ص128.

[13] جمع غرارة وهي القربة.

[14] هو محمد علي بن عبدالرزاق الشواف، الأسرة البغدادية الكرخية التي انحدرت من دير الزور في القرن الثاني عشر للهجرة (18م)، نوه به السيد محمد سعيد الراوي في تضاعيف ترجمة أبيه؛ تاريخ الأسر العلمية في بغداد، بتحقيقنا، ط1، بغداد 1997 ص246.

[15] قرية تقع على نهر الفرات اتخذت في أواخر العصر العثماني مركزًا لوحدة إدارية باسم (الصقلاوية - الفلوجة)، ووصف الأب أنستاس ماري الكرملي الصقلاوية في أثناء رحلة له سنة 1886م (1304هـ) بقوله: "هي قرية صغيرة، فيها قليل من الخضر، تزرع في بساتين صغار بلا أشجار، وبضعة أسواق، وهي مبنية على نهر الفرات على شكل الأزج"، وقال في الهامش "في الصقلاوية 249 نسمة، و45 دارًا و3 خانات و4 قهاوي، وهي مديرية الحكم، ليس فيها جامع ألبتة، وفيها مركز للتلغراف، وبعض أهلها ينامون في دكاكينهم (مخطوط كان في مكتبة الدراسات العليا بآداب بغداد برقم 244، وهو اليوم في المركز الوطني للمخطوطات، الورقة 8).

[16] أي مدير التلغراف.

[17] في الأصل: عساكر.

[18] أي: الجانب الغربي من الفرات.

[19] في الأصل: عشيرت.

[20] في الأصل يدخلون، تدخلون.

[21] في الأصل: فأخذوا.

[22] في الأصل: بينهما.

[23] الزلاء: الخفيفة الوركين، أو هي القوس التي يزل السهم لسرعة خروجه، كناية عن سرعتها في الكلام.

[24] هراوة فيها مسامير.

[25] اسم رتبة عسكرية عثمانية مركبة من يوز: مائة، باشي: رئيس، قائد، مقدم.

[26] في الأصل: فقالوا.

[27] عامية، بمعنى: تركنا.

[28] طوبال، تركية، وتعني: الأعرج.

[29] في الأصل: بحق.

[30] حينما مر اللحافي بالرمادي لم يكن قد مضى على إطلاق هذه التسمية غير أربع أو خمس سنين، فالرمادي مدينة حديثة سميت بهذا الاسم في عهد الوالي مدحت باشا (1869- 1872م)، وكانت تسمى قبل ذلك قلعة الرمادي نسبة إلى تل الرماد الذي بنيت عليه، وهو تل أثري قديم لون الرماد، وهي اليوم مركز محافظة الأنبار في غربي العراق؛ فرحان الحديثي: تاريخ الحديثة 1/26.

[31] هو أحمد أنوري أفندي، أشارت إليه جريدة الزوراء في عددها 1063، المؤرخ في 10 محرم 1300هـ/1882م، بوصفه (قائممقام الدليم الأسبق).

[32] هو الشيخ طه بن عبدالرزاق الشواف، كان عالِمًا، تقلد قضاء البصرة مدة طويلة، وتولى التدريس في مدارس بغداد، وكان شاعرًا أيضًا، توفي في 14 صفر سنة 1328هـ/1900م، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير؛ إبراهيم الدروبي: البغداديون، بغداد 1958، 39.

[33] في الأصل: فقالوا.

[34] نسبة الى عنزة، كما سيذكر المؤلف، القبيلة المعروفة.

[35]الشعلاء من الخيل: الذي في ذنَبه أو في مقدم رأسه أو مؤخره بياض، ومن تميل عينه إلى الحمرة خِلقة. Bottom of Form

[36] هو الشيخ عبدالله الفاضل، أحد شيوخ قبيلة الحسنة إحدى القبائل العربية الرحل في منطقة الجزيرة وبادية الشام، عُرف بشعره الجزل من نوع (العتابا) الذي صور فيه مأساته الشخصية من إصابته بالجدري والجذام، ونَبْذِ قبيلته إياه، ومنهم زوجاته، ثم نجاته، والتحاقه بقبيلته بعد مكابداتٍ جمة؛ انظر عن حياته وشعره رضا محسن القريشي: الفنون الشعرية غير المعربة ج4 (بغداد 1979] 33-46.

[37] من فضلاء هيت وكرمائها، وقد أشاد الرحالة ألوا موسيل بأسرته في أثناء مروره بهيت ســـنة 1912هـ فقال: "وعائلة الياسين أبرز عوائل المدينة، وعلى رأسها محمد بن ذياب"؛ (الفرات الأوسط، رحلة وصفية، منشورات المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1990، ص50).

[38] في الأصل: وما نجده.

[39] في الأصل: أخيه.

[40] في الأصل: يفيق.

[41] في الأصل: ولم.

[42] مدينة صغيرة جميلة تقع غرب الرمادي، قرب مدينة حديثة، في جزيرة يحيط بها نهر الفرات من كل جوانبها، فيها آثار بعض الأبراج الدفاعية الحصينة، وكانت تابعة - وجزيرةُ آلوس المجاورة، في عهد المؤلف - إلى قضاء عنه (عانه).

[43] مدينة على الفرات في غرب العراق، نشأت على جزيرة تقع وسط نهر الفرات، ثم ترامت فيما بعد على جانبيه، تبعد عن بغداد بنحو 260 كيلو متر، وتمتد على نهر الفرات مسافة قدرها 25 كم، وتبعد عن عانه جنوبًا بنحو 74 كم، أسس فيها الأمير شبيب بن علي سلطة وراثية نائبًا عن آل فضل (آل أبي ريشة) في عانه، وحمل لقب بك، في القرن العاشر للهجرة (الحادي عشر للميلاد).

[44] في الأصل: حيل.

[45] كذا في الأصل.

[46] مسجد لَمْ يزلْ قائمًا، قريب من شارع الخلفاء، شيده أحمد أفندي المصرف سنة 1227هـ/1812م، وكانت فيه بعض الحجر ومدرسة وخزانة كتب، محمود شكري الآلوسي: مساجد بغداد وآثارها، بغداد 1341هـ، ص73.

[47] يقع هذا المسجد في طريق لا ينفذ، سمي بشارع المصرف نسبة إليه، وعد في بعض العهود من محلة البارودية، وليس فيها بين أيدينا من مصادر ما يشير إلى محلة بهذا الاسم، وورد في حاشية على كتاب العقد اللامع بآثار بغداد والمساجد والجوامع، لعبدالحميد عبادة، بتحقيقنا، بغداد 2004، ص184، أن جامع المصرف يقع في زقاق، كان يسمى قبل إنشاء الجامع، بزقاق صالح در.

[48] تقع قرية الفحيمي في غرب مدينة حديثة، وهي تنسب إلى واد هناك.

[49] هي اليوم قرية تابعة لناحية العبيدي في قضاء القائم في محافظة الأنبار.

[50] كانت القائم في أواخر القرن التاسع عشر، تتألف من مخفر للشرطة وخان واسع اتخذ مركزًا للناحية، وهو يقع على ضفة الفرات اليُمنى، وهي اليوم مدينة عامرة، تبعد القائم عن بغداد بنحو 420 كم، وترتبط بها نواحي العبيدي والرمانة والكرابلة.

[51] ورد اسمه في سالنامة بغداد لسنة 1299هـ، مديرًا لناحية القائم.

[52] في الهامش: بروسا.

[53] لم يذكر اسمه، واكتفى بذكر لقب أسرته، ونرجح أن يكون من آل جميل الأسرة البغدادية العريقة التي نزحت من بلاد الشام واستقرت في مدينة الحديثة على الفرات حينًا من الدهر؛ ينظر محمد سعيد الراوي: تاريخ الأسر العلمية في بغداد، ملحق للمحقق ص 399، وإبراهيم الدروبي: البغداديون ص32.

[54] هو مصطفى وفي الجميل، وكان أديبًا، توفي سنة 1324هـ/1906م؛ البغداديون ص31.

[55] هكذا يكتبها المؤلف والمشهور (البوكمال)، وهي مدينة سورية على الجانب الأيمن لنهر الفرات، على الحدود السورية العراقية، ومركز منطقة البوكمال في محافظة دير الزور، تأسست عام 1864م بعد أن كانت قرية صغيرة تسمى النحامة.

[56] ينظر ما ذكره في حديثه عن بلدة هيت.

[57] بلدة على الفرات، إلى الشمال من البوكمال.

[58] مدينة على الفرات في جنوب دير الزور.

[59] يريد: هاجمون.

[60] في الأصل: وكان.

[61] في الأصل: إلى على.

[62] في الأصل: طرق راسه.

[63] في الأصل: الذي.

[64] يريد: تفضل.

[65] في الأصل: أربع.

[66] في الأصل: فرأينا.

[67] في الأصل: باب.

[68] في الأصل: فأقبل.

[69] في الأصل: فرأينا.

[70] في الأصل: يشربون.

[71] في الأصل: وهو بمسافة.

[72] في الأصل: وزان، ووزن الأرض اصطلاحًا: قياس مستوى ارتفاعها.

[73] بلدة إلى الشمال الغربي من دمشق، كانت تعد من أعمال حمص، ذكر ياقوت أن بينها وبين تَدْمُر مرحلتين؛ معجم البلدان 4/336.

[74] في الأصل: تفاحًا.

[75] يريد: عدة ساعات.

[76] بلدة إلى الشمال الشرقي من دمشق، قرب صيدنايا

[77] نسبة إلى عنزة، القبيلة العربية المعروفة.

[78] بلدة إلى الشمال من دمشق.

[79] كذا في الأصل: ولعله أراد: ابن بنت أخي.

[80] تولى دمشق سنة 1295 رومية / 1879 م، ولَبِث فيها سنة واحدة، وثماني أشهر؛ (صلاح الدين المنجد: ولاة دمشق في العهد العثماني، دمشق 1949، 93)، وكان قد تولَّى - قبل ذلك - بغداد كما هو معروف.

[81] هنا استطراد لا وجه له فحذفناه.

[82] في الأصل: من الله.

[83] في الأصل: شير.

[84] في الأصل: جالسًا.

[85] ويوافق 7 آب سنة 1879م.

[86] هو السيد عبدالقادر بن السيد مراد الكيلاني النقيب، ترجم له الدروبي، فقال إنه كان "من العلماء الأعلام، ومراجع الإسلام في مدينة السلام، له باع طويل في العلوم العقلية والنقلية، وله مشاركات في الفنون الغريبة.. انتهتْ إليه رئاسة أسرته في عهده، انتخب عضوًا في محكمة الاستئناف، وأجيز من قِبَل رئيس علماء الشام الشيخ عبدالغني الغنيمي الميداني، ثم درس في الحضرة الكيلانية مدة طويلة، وتخرج فيه جمع غفير من العلماء، توفي سنة 1315هـ/1897م"؛ البغداديون ص19.

[87] في الأصل: استرينا.

[88] في الأصل: جامع.

[89] هو الشيخ المحدث سليم بن عبدالرحمن الكزبري المتوفى سنة 1299هـ/1881م، من كبار علماء دمشق في علم الحديث في عصره، ونقيب أشرافها، له إجازات كثيرة في هذا العلم؛ ينظر عمر نشوقاتي: مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين، وسيرهم، وإجازاتهم؛ دمشق 2007.

[90] في الأصل: وركبوا.

[91] في الأصل: رحلة.

[92] في الأصل: يتحدثون الناس.

[93] خان في بيروت يُنسَب إلى مؤسِّسه حمزة سنو، وهو من أصل مغربي هاجرت أسرته (آل سنو) إلى لبنان، وقد توفي "حمزة سنو" في بيروت عام 1840 م. ينظر موقع عائلة سنو. http://www.kadmous.org

[94] هو أحمد حمدي باشا ولي الشام سنة 1292 رومية/ 1876، وفي سنة 1296 رومية/ 1880م؛ (ولاة دمشق 93)، وكان قد أقام ببغداد سنة 1286هـ/ 1869م، حين وجهت إليه رئاسة أركان الفَيْلق السادس؛ (عباس العزاوي: تاريخ العراق بين احتلالين 7/221،223)، ويظهر أن تعرُّف المؤلف عليه كان في أثناء إقامته تلك.

[95] في الأصل: فتوجهت.

[96] في الأصل: أراك.

[97] في الأصل: ثلاثين، وفي الحقيقة فإنه لم يكن مضى على إقامته ببغداد غير ست سنوات في أكثر تقدير.

[98] في الأصل: كهلاً.

[99] لعله يريد: ورئيسه الأول.

[100] في الأصل: مسيحي.

[101] في الأصل: ذو.

[102] لعلها: رودس، وهي جزيرة تقع في اليونان. بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا، في منتصف المسافة بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص.

[103] لم يتأكد لنا معنى هذه العبارة.

[104] جزيرة مقابلة لخليج أدرميد، إزاء الساحل الغربي للأناضول.

[105] كذا يكتبها المؤلف، والصحيح، "جناق قلعة"، حصن ضخم شامخ في مدخل المضيق المسمى باسمه، النافذ من البحر المتوسط إلى بحر مرمرة، وكان يسمى بالقلعة السلطانية، وتقععلى الجزء الجنوبي من بحر مرمرة، ويصل بين أراضيها الموجودة في آسيا وأوروبا مضيق يحمل معها الاسم نفسه.

[106] في الأصل: حافتين.

[107] مدينة شهيرة على الساحل الأوربي لمضيق جناق قلعة (الدردنيل).

[108] هو الشيخ محمد ديجان اليازجي، من كبار الصوفية في عصره، من آثاره شرحه لفصوص ابن عربي، و(أنوار العاشقين) توفي سنة 855هـ/1451م.

[109] يريد: خرجنا من السفينة.

[110] في الأصل: في أركانها الأربعة كل واعظ يعظ.

[111] في الأصل: فتوجهنا.

[112] في الأصل: معلمين.

[113] في الأصل: المكاتب.

[114] محلة شهيرة في القسطنطينية كانت تعد يومذاك من ضواحيها.

[115] في الأصل: فتجردنا.

[116] في الأصل: بأرقد.

[117] في الأصل: مشيعًا.

[118] محلة أبي أيوب الأنصاري التي تقدمت الإشارة إليها.

[119] هو السيد سلمان بن علي بن سلمان القادري، نقيب أشراف بغداد، ولد سنة 1250هـ/1834م، ودرس العلوم في المدرسة القادرية ببغداد، وتبوأ وظائف قضائية عدة، وفي سنة 1286هـ/1869م اختير نقيبًا للأشراف، ومتوليًا للأوقاف القادرية، وتوفي سنة 1315هـ/1897م؛ محمد صالح السهروردي: لب الألباب (بغداد 1933) 128، وإبراهيم الدروبي: البغداديون6.

[120] في الأصل: فتوسم.

[121] وهو يومذاك الشيخ عرياني زاده أحمد أسعد أفندي، تولَّى مشيخة الإسلام في الدولة العثمانية من سنة  1306 إلى 1293 هـ/ 1878 - 1889 .

[122] في الأصل: فدخلت.

[123] في الأصل: يناول.

[124] في الأصل: يتسوم في.

[125] في الأصل: فقال.

[126] في الأصل: مدرسين.

[127] أي وكيل الدرس، وهو الموظف المختص بالإشراف على شؤون التعليم الديني وكالة عن شيخ الإسلام الذي يرتبط به هذا النوع من التعليم آنذاك.

[128] هي ما كان يعرف بالبردة الشريفة الثانية، وكانت في مبنى قريب من جامع السلطان محمد الفاتح، يفتح للزيارة وللطعام وللمبيت، قال عبدالقادر آل أبي السعود المقدسي: "هذه البردة الناس يعتقدون أنها بردته - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنها بردة سيدنا أُوَيس القرني - رضي الله عنه"؛ رحلة من نابلس إلى إسلامبول، بتحقيقنا، قيد النشر.

[129] الراجح أنه يقصد دار الحديث التي أنشأها شهزاده باشي في إستانبول، وقد أضاف إليها إبراهيمُ باشا الداماد، الصدر الأعظم في عهد السلطان أحمد الثالث (1083-1149هـ/1673-1736م) مكتبةً مهمة.

[130] في الأصل: سابق صدر أعظم، وهو محمد قدري جناني پاشا، تولى منصب الصدارة العظمى من 1 رجب 1297هـ/9 حزيران 1880 إلى 7 شوال 1297هـ/ 12 أيلول 1880م.

[131] كذا في الأصل، يريد من أشباههم.

[132] في الأصل: أخيه.

[133] في الأصل: فناديت.

[134] في الأصل: فقال.

[135] هو الشيخ عبدالغني بن أحمد بن عبدالقادر الرفاعي الفاروقي الطرابلسي، المتوفى سنة 1301هـ/1883م.

[136] في الأصل: المدرسين.

[137] مصطلح تركي بمعنى قائد الجيش.

[138] في آخر المخطوط تعليقه للناسخ أحمد شمس الدين الآلوسي؛ هي: (قد كتبتُ هذه الرحلة على نسخة المؤلف أعلاه، وصنفها ذو الفضل الوافي، والأدب الوافر الكافي، السيد أحمد أفندي اللحافي، كما عليه مسوَّدة الأصل من إملاء وتحرير، وإعراب وبناء، وتقرير وتسطير، غير أنه - عليه الرحمة - لم يُعَنْوِنْ رحلته بديباج كأمثالها؛ جريًا على عادة نظائرها وأشكالها، وذلك إما كان سهوًا منه وتكاسلاً، أو تسويفًا وتجاهلاً، وإني طالما سمعتُ منه يذكرها تبجحًا بها، وإلى ما حوله من اللطائف؛ مشيرًا ومنبهًا، فأحببتُ أن أُعَنْوِنَها بديباجة؛ جريًا على العادة؛ لتكون عند ذوي الألباب مرغوبة مستجادة"، وذكر أبياتًا في تقريظها، فيها شطب وتعديل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قراءة في رحلة إلى الحجاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
  • الرحلتان الرومية والمصرية لفضل الله الدمشقي
  • رحلة من نابلس إلى إسلامبول
  • تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

مختارات من الشبكة

  • هولندا: فريق اليقين ينظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الرحلة في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وداعا بغداد ( القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة مجموع فيه ذم الدنيا لابن أبي الدنيا ومنتخب الزهد والرقائق للخطيب البغدادي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • جزء فيه من فوائد وحكايات أبي سعد البغدادي عن شيوخه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاغتراب في قصيدة "لا تعذليه" لابن زريق البغدادي: دراسة أدبية موضوعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مختصر نهاية الأمل في علم الجدل لابن المعمار الحنبلي البغدادي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فوائد من مصنفات الخطيب البغدادي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب