• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    حديث في فقه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: دروس ...
    د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
  •  
    تأملات في سورة الفاتحة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التعريف بالمخطوطات
علامة باركود

قراءة في كتاب: نزهة المشتاق في علماء العراق للرحبي البغدادي

قراءة في كتاب: نزهة المشتاق في علماء العراق للرَّحبي البغدادي
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/9/2012 ميلادي - 23/10/1433 هجري

الزيارات: 28999

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نزهة المشتاق في علماء العراق

نص جديد في تاريخ العراق في القرن الثاني عشر للهجرة


نزهة المشتاق في علماء العراق كتاب ما زال مخطوطاً ألفه عالم عراقي جليل هو محمد بن عبد الغفور الرَّحبي البغدادي من أهل المئة الثانية عشرة للهجرة (الثامنة عشرة للميلاد)، ترجم فيه لعدد من علماء العراق وأدبائه المعاصرين له، وأكثرهم ممن لم يُترجَم لهم أحد.

 

المؤلف:

ومؤلف الكتاب هو كما سمّى نفسه في خطبته (أبو البركات محمد بن عبدالغفور الرَّحبي)، فهو من آل الرَّحبي الأسرة البغدادية القديمة[1] التي طالما خرَّجت العديد من العلماء والأدباء، ومنهم من تولى مناصب القضاء والإفتاء، في بغداد وفي الحلة وفي البصرة، إبّان العصر العثماني، وكان أسلافها قد نزحوا من بلدة (الرَّحبَة)[2] في بلاد الجزيرة، ووفدوا إلى بغداد في زمن غير محدد، حيث سكنوا في محلة باب الشيخ، قرب جامع السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وفي محلة السِّنِك، إحدى محال الجانب الشرقي من بغداد، وكانت لهم في محلة باب الشيخ قصور ودور، ألفت محلة قائمة بذاتها نسبت إليهم فعُرفت بمحلة آل الرحبي[3]، وفيها انعقدت مجالسهم الثقافية التي كان يؤمها أهل العلم والأدب لأجيال عدة، ومنهم من اختار السكنى في مدينة الموصل[4]، وفي قرية بُهْرُز من أعمال مدينة بعقوبا[5]. ومنهم من تولى الإفتاء في الحلة، مثل محمد الرحبي، وإفتاء الشافعية في البصرة، مثل الشيخ علي بن الشيخ محمد الرحبي[6]، وعثمان الرحبي[7]، ومن علمائهم المؤرخ محمود بن عثمان بن محمد الرحبي (توفي بعد 1162هـ/1748م) مؤلف كتاب (بهجة الإخوان في ذكر الوزير سليمان)[8]، والعلامة الشيخ عبد العزيز بن محمد الرحبي البغدادي (توفي سنة 1184هـ/1770م) مؤلف كتاب (فقه الملوك ومفتاح الرتاج المرصد على كتاب الخراج) وهوشرح كتاب الخراج لأبي يوسف[9]، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرحبي (توفي سنة 1197هـ/1782م)، الذي عَدَّه العلامة عبد الله السويدي من شيوخه[10] وكان مؤرخاً كتب في موضوعين مهمين هما (تاريخ قضاة بغداد) و(تاريخ نساء بغداد)[11]. ومنهم أيضاً عبدالرحمن الرحبي، وخليل بن محمد الرحبي، وعبدالغفور الرحبي، والد المؤلف، والملا ياسين بن عبد القادر الرحبي، وعبد الكريم بن محمود الرحبي، وعبد الكريم بن الشيخ محمد الرحبي، والحاج إسماعيل بن محمود الرحبي، وعمر أفندي بن محمود الرحبي، وعبد السلام الرحبي[12]، وعبد الفتاح الرحبي، وإبراهيم الرحبي، وبكر بن الشيخ محمد الرحبي، وكان عالماً له (الحواشي السنية في شرح ألفاظ الآجرومية) و( تحفة المبتدي وتذكرة المنتهي)[13]، ويوسف الرحبي وولده جواد بن ملا يوسف بن شيخلي بكر)[14]، وقاضي البصرة عبد الحميد بن عبد الله بن محمود الرحبي (توفي سنة 1247هـ/1831م)[15]، وله رسائل مهمة في أصول الفقه[16]، وعبد الحافظ الرحبي القاضي في الأحساء سنة 1282هـ/1864م[17] وغيرهم ممن عاش في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة (18، 19م) وغيرهم. "وكلهم علماء أعلام"[18]. وترجم الأديب عثمان عصام الدين العمري (المتوفى سنة 1186هـ/1772م) لطائفة من أدباء هذه الأسرة تحت عنوان "بيت الفضلاء الرحبية"[19]، وقال السيد إبراهيم فصيح الحيدري (المتوفى سنة 1300هـ/1882م)"هو بيت علم، وقد نشأ فيهم رجال أجلاء"[20].

 

لم يُترجم مؤلف الكتاب لنفسه في كتابه، ربما تواضعاً منه، ولكنه ترجم لأبيه عبدالغفور ترجمة ضافية، فقال" هذا المَوْلى ربيب أدبٍ وكمال، وفخر ومجدٍ وأفضال، في ميدان العلوم سابق طلق عنانه، كأنما حُشر الصواب بين بيانه وبَنانه، مجمع البحرين، العِلم والأدب، وملتقى الفخرين الحَسَب والنسب، فاق بكل فن، أبناء العصر والزمن، فكم كشف مُشكلاً وحَلَّ مُعضِلاً، بلسان طلق فصيح، وميدان فضل فسيح، جوهرة خلته لا يشوبها عَرْض، حميد النجدة في كل عرض، يجري على لسانه ما ينطق الدهر باستحسانه، حَسَن المحاضرة، وارف المناظرة، سامي القدر، عالي الذكر، متوقد كالقمر ليلة البدر، إلى عزمة تليِّن قسوة الدهر الأبي، ويُتلى حديثها كما يُتلى الحديث النبوي، وهِمَّة تناطح الأفلاك، وتشامخ السَّماك، وهو كالبدر في التمام، وليَدَيه في الجود آثار الغَمام، بثبات يستخف بالجبال الرواسي، وأنس يلين القلب القاسي، وإعلان بالصدق وإظهار للحق، يقول الحق ولو على نفسه، ويدحض الباطل ولو أرسله إلى رِمسه، بقلب أسد، ورأي مُسدّد، وذكاء إياس، وفصاحة قس وحفظ ابن عباس، وأنا لا أرض لهذا المولى إلا التوحُّد، ولا أقبل له إلا التفرُّد، فإذا قلتُ: فاضل، فقد ساواه في الفضل سواه، أو قلت: ماجد، فقد شاركه في المجد ما عداه، وأما وصفه فلا يحيط به طرسي، ويقصر دونه نفسي، وفي ما ذكرتُ ففي الحقيقة واصفٌ نفسي، لأنه سبب حياتي الفانية، وتتبعها حياتي الباقية، لا أعد من الفضل ما كثر لديّ وما قل إلاّ منه ابتداؤه، وإليه انتهاؤه، وكنت له أطوَع من قلمه لكَلِمه، ومن بنانه لبيانه، وما ملتُ عن نفحه ولا تنحيَّت، من حين دبيت إلى أن التَحَيْت، لأسعد في آخرتي ودنياي، ومماتي ومَحياي. وكان -رحمه الله تعالى- حريصاً على فائدة يلقيها إليّ، أو عائدة يجري نفعها عليّ، حتى علمني القريض وذلك فضل من الله يؤتيه من يشا، وفي آخر عمره، ومنتهى أمره، عبثت به أيدي اللأواء والمصائب، وأخنى عليه الدهر ونابه بأعظم النوائب، واجتاحه بقتل ولده، وقطع حشاشة كبده، وجَور بعض الملوك والخواص، يمنعهم القصاص، ولم يزل يئن أنين الثكلى، ويرفع الشكوى إلى المولى، وكان من جملة وصاياه أن يقتل، بساعة قبل أن وافاه الأجل، وعن هذه الدنيا الدنية ارتحل، فرحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه دار القرار"[21]. وقد ساق له أبيات من قصيدة جميلة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أن "له في القريض باع طويل"[22].

 

فهذه الترجمة، على ما حشد فيها من ضروب البلاغة، تشهد على البيئة الأدبية التي نما فيها مؤلف الكتاب وربى، والرعاية الفائقة التي حظي بها من أبيه الأديب المثقف، مع وجود أخوة له لم يذكر أسماءهم، ولم يصفهم، عدا إشارته إلى أخ له قتل لأسباب غامضة سكت عن ذكرها، ويظهر أن قتله كان على يد بعض الولاة أو خواصهم، ربما لأمر سياسي، أو لشأن يتصل بمنافسة على بعض الأمور، ومن ثم لم يلق القاتل ما يستحقه من عقاب يشفي غليل أبيه المكلوم.

 

وللمؤلف قصيدة أوردها في كتابه تكشف عن جانب من شخصيته، منها قوله[23]:

أطوي الفيافي لأطوي شِقّة السَّفر
وأنحر البيد بالأنضاء والسهر
وامتطي العزم مُهراً سابقاً طلقا
يحط ما فره في موقع البصر
أغرٌّ أدهمٌ مفتول الأكارع لا
يثنيه عن قصده شيء سوى القدر
مُضمَّر سابح حجل سوابقه
يسابق الريح سباق لدى الظفر
أعلوه في جحفل طَِلق الجنان من
الشُّهب الدراري ملء السهل والذمر؟
وإنني من عمود الصبح معترض
سُمْر الرماح وترسي دارة القمر

 

ومنها مفتخراً:

وإنني أنا من فرع الهُداة إلى
سبل المكارم تجب نخبة البشر
وفيهم المجد المفصل والمجد المؤثل والع
لم المُوطَّد بالقرآن والزُبًر
ومقتدى الخلق في طولٍ وفي شرفٍ
أكفّهم قد حكاها صَيِّب المطر
لا يدرك الواصف المُطري مدائحهم
لذاك قد قلتُ فيهم قول مختصر
وإن لي همّة في جنبها صََغُرَت
شُمُّ الرواسي تَسري وهي لم تَسِر
لا غَروَ إني أنا الرحبي من أُسُدٍ
أضحوا نجوم الهدى للبدو والحضر

 

 

والقصيدة تشهد بأنه كان، فضلاً عن أدبه، فارساً محارباً، وشجاعاً مقاتلاً، له في الحرب صَولات وجَولات، له فرسٌ يعلوها، وجحفل يصحبه، وخنجر وسيف يتمنطق به، ورمح يحمله، يطوي الفيافي ليلاً، ويركب الصعب في نيل العُلا، طلباً لعز ضائع، يستودع أفلاذاً له، ولا يقيم في دار الهَوان، وتأبى همته صحبة الجاهل، معتزاً بأصله السامي ونبل محتده. ولا ندري عن أي هدف كان يسعى إلا أن يكون طلباً لثأر أخيه، أو دفعاً لضُرٍّ أصاب أسرته لسبب يتعلق بجَور بعض الولاة، مما نوه به في ترجمة أبيه.

 

وفي قصيدة له "في ذم الزمان وأبنائه، وغدره لأرباب الفضائل وجفائه" نظمها في عنفوان شبابه، أنه كان له عهد ذاك ولد اسمه خليل، له من العمر ست سنين، يحفظ لامية العجم "ليتعلم منها مكارم الأخلاق والشيم"، ولكن سرعان ما دهمته خطوب قصر عندها العقل، وحدثته نفسه بمفارقة وطنه ورهطه، وامتطاء البيد، وأن أعداءه وان كانت لهم رياسة إلاّ أنه كان "لهم دون الورى جهل"، وأنه فضَّل أن "يطلب العلياء" على الإقامة بين ظهرانيهم، وقد ختم قصيدته بالفخر بعشيرته وحَسَبه[24]. فالقصيدة إذن تتصل في غايتها مع سابقتها وإن تزيدنا معلومة عن ولده خليل.

 

ويروي المؤلف في مقدمة كتابه قصته مع الأدب، وكيف شغف به، وتتبعه في الدفاتر، وفي صدور الأدباء، فذكر أن أولع به منذ صغره، إذ قال "إني منذ عرفت نفسي، وميَّزت يومي من أمسي، مُولعٌ باقتناص الأبكار من الأدكار، بالآصال والأبكار، باذلاً وسْع الجد، راكباً مطايا الجد، أنفق نقد عمري في سلم فوائده، وأجري حلية الجد في اقتناص شوارده، أنشد ضالته في الكتب والمجامع، وأملأ بفرائده أصداف المسامع.."[25].

 

وقد امتدح الأديب عثمان عصام الدين العمري مواهبه الأدبية بقوله "إمام محراب العلوم، ومالك أزمة الحجا والفهوم، أرفع أهل النصوص، وأبرع أهل العموم والخصوص.. وهو الآن مشكاة العلم والكمال، ومصباح المعارف والأفضال، وقمر الدجى في ظلام الليال"[26].

 

والمؤلف بعد هذا شاعر، تتناثر في الكتاب أبيات وقطع شعرية من نظمه، من ذلك قوله[27]:

العلم أحسن مصحوب ومدّخر
وخير مال مدى الأيام يكتسبُ
فصاحب العلم مأمونٌ ومحتشمٌ
والمال كم زال في ذل ولا عجبُ

 

وقوله[28]:

وحبيب أطال هجريَ عمدا
وسقاني صبرا كؤوس المُدام
وجفاني وصدَّ بالصدِّ عني
ورماني بالبُعد دون الأنام
ليته أبدَلَ الصُدودَ بوَصلٍ
وسقاني من ثغره البسَّام



وقوله[29]:

فكرتُ ليلة وصلها في صدِّها
فجَّرت بقايا أدمعي كالعندم
وعلمتُ أني لا أطيق فراقها
وعَضَضتُ كَفّي عَضَّة المُتندِّم
وطفقتُ أمسح أدمُعي في جيدها
من عادة الكافور إمساك الدمِ

 

وقوله في مطلع قصيدة:

ألا يا نسيمَ البان والشيح والرَّند
لقد زدتني شجواً وهيَّجتَ ما عندي
وأجّجت ناراً في الحشى بعد ما خَبَت
وأظهرتَ سِرّاً كان خافٍ من الوَجدِ
وجددتَ عهداً بالعًذيب وبارق
وأنشبت قلباً كان خالٍٍ من الودِ

 

وهو لم يُشر إلى أنه ينقل شعره من ديوان جمعه، وإنما كان يصرح بأن كان ينظم أشعاره غالباً في أثناء تأليفه الكتاب، وحتى قصيدته في الفخر بنفسه لم يذكر من أين نقلها من مجاميعه.

 

والمتأمل للكتاب تلوح له قدرة المؤلف في تأليفه، ووفرة اطلاعه على مصادر عصره الأدبية، وعلى مؤلفات السابقين ودواوينهم، كما يظهر له أيضاً أنه كان عالماً في علوم شتى، أبرزها علم التفسير، وأن له رسالة، أو أكثر، في هذا العلم، أثبت منها في كتابه رسالة مستقلة في تفسير سورة الفاتحة.

 

وكانت وفاته -رحمه الله- بعد سنة 1175هـ/ 1671م.[30].

 

سبب تأليفه:

لم يؤلف الرحبي كتابه هذا تلبية لطلب أحد معاصريه، وإنما استجابة لرغبته في جمع تراجم أدباء عصره في كتاب شامل لأعمالهم الأدبية مع نماذج من أشعارهم، وكان هذا النمط من التأليف شائعاً لدى أدباء عصره، وما سبقه، على ما سيأتي بيانه بعد قليل.

 

وكانت فكرة تأليف كتاب في هذا الإطار تلوح في ذهنه منذ مدة سبقت تأليفه إياه، إذ قال "وكثيراً ما عَنَّ لي [أن] أؤلف كتاباً يشتمل على فرائد مسائل العلوم، وعقود محاسن المنثور والمنظوم". إلاّ أن شواغل الحياة، وما أكثرها، كانت تحول دون تحقيق تلك الفكرة، وفي ذلك يقول" يَصدّني عن ذلك حوادث دهر تستفرغ صبر الجليد، وصروف أيام يشيب بوقائعها رأس الوليد، ومقاساة الشدائد والمحن، ومعاداة الدهر والوطن".

 

ثم أنه انصرف، رغم همومه وخطوبه، إلى تقليب طَرْفه "في رياض الدفاتر"، حتى اجتمع لديه كتاباً "تسجد الأقلام في طرسه لأنه للعلم والأدب جامع"، مسمياً إياه (نزهة المشتاق في علماء العراق).

 

وبعد أن فرغ من تأليفه، لم يجد من يستحق أن يهديه إليه من ولاة العراق، ويظهر أن علاقته السيئة بهم -مما ظهر لنا من قبل- كانت السبب وراء هذا الموقف، ففكر في إهدائه إياه إلى الصدر الأعظم في الدولة العثمانية الوزير محمد راغب باشا، وكان هذا الوزير أديباً عالماً عرف بمؤلفاته المهمة[31]، وقد طار صيته بسبب ذلك في الأقطار العربية، فسعى عدد من الأدباء إلى إهداء مؤلفاتهم إليه تشرُّفاً لا طلباً لمال او حظوة[32]، فكان مؤلفنا واحداً من هؤلاء، وقد امتدحه في خطبة كتابه بعبارات تدل على تقديره لما تحلى به هذا من أدبٍ جَم، وعلم وافر، وفضل عميم، فقال "فلم أرَ له أهلاً يقول لطَيْف محاسنه أهلاً غير مولى الموالي وصدر الصدور، من شَرَح الله بنسمات لفظه الصدور، الذي رفع للعلم أرفع راية، وجمع بين الرواية والدراية.."[33] الى آخر ما صاغه في حقه من عبارات تنطوي على كثير من المديح والثناء. وعلى أية حال فإن الكتاب وجد طريقه إلى راغب باشا حيث استقر في خزانته.

 

منهجه ومحتواه:

اختار المؤلف منهجاً غير مألوف لدى مؤلفي عصره، فقد سعى إلى أن يجمع في كتابه بين عدة علوم، إظهاراً لبراعته فيها جميعاً، فجاء الكتاب مشتملاً على ثلاثة كتب مستقلة في الأقل، الأول في التراجم الأدبية، ويضم ثلاثا وعشرون ترجمة، وسننوِّه به بعد قليل.

 

والثاني في المقامات الأدبية، وأول كل مقامة قوله "حدّثنا الواله الأبي، أبو البركات الرحبي فقال..."، وتقع في ثلاث وثلاثين مقامة، حذا فيها حذو مقامات الهمذاني والحريري، فللمقامات بطل سماه (ابو الذبيح الحنفي)، يكتشفه في كل مكان يقصده على هيئة تختلف عن سابقتها، على أن الحنفي هذا لم يكن أفاقاً محتالا كما في مقامات الهمذاني والحريري، وإنما هو واعظ في مقامة، وصوفي في أخرى، وفقيه في ثالثة، ومفسر في خامسة، وهكذا. وبحسب التقليد السائد في المقامات، فإن وقائع كل مقامة تجري في مدينة ما، كأن تكون بغداد، أو حلوان، أو عانة، أو حلب، أو القاهرة، او سرنديب، او اليمن، او استانبول، أوأصفهان، أو الصين، وغير ذلك، فمن المقامة التاسعة مثلاً نقرأ[34] "حدثني الواله الأبي، ابو البركات الرحبي، فقال: اجتاحني غريم الغرام، واستباحني هائم الهيام، وأصاب صائب الصَّبابة الصَّب صَبا، وانتاب لاعج الكآبة الكئيب فكبا، فضاقت الأرض بما رحُبت، وهجرت الروح الوكر وأبَت، وعظم الشوق والتَوْق، وكَبُر عُمري عن الطوق، فخرجت كالهائم في سَفَره، العاشق في سحره، لأصقل مرآة الجَنان، في بعض الجِنان، فوقعت على بعض الحدائق، وأنا غير فائق، فطرقتُ الباب، وأنا منتاب، وأتى البواب، فقال: مَن؟ فقلت: فتى لا يدري له من فنَن!، فأغلظ في الجواب، و.. ذا ناب، وتركني وآب، فعظم المُصاب، فترصدّتُ اللعين، وشَحَذتُ له السكين، لأحلق ذقنه، ..."،. ومن المقامة الحادية والعشرين نقرأ[35] "حدثني الواله الأبي، أبو البركات الرحبي، فقال: طالت العُزلة، وأعضلت[36] العلة، فحرَّكتني من لشطري الأدب حلب، إلى النقلة إلى حلب، فلما دخلتها من باب قنِّسرين، وأنا من حادث الدهر أمين، بقلب ليث العَرين، فأنحر حُر، وإن متُّ الضر، فرأيت على الباب فتى، بحسنه قد فتن، فدنوت منه وتوسمته من قرب، وسألته عن الطريق، فقال: الغريب ذيب، فقلت: صدق من قال السؤال ذل ولو عن الطريق، فتبسم ضاحكاً وقال: سيدي ..."

 

والثالث كتاب في الأدب مرتب في ثلاث وثلاثين باباً أيضاً، وكل باب مخصص لنوع من المعاني، فباب في (النسب) وثان في (الحماسة) وثالث في (الربيع) ورابع في (السحاب الممطر) وخامس في (منافع الشراب) وسادس في (الشجاعة) وسابع في (الصبر) وثامن في (العفو) تاسع في (العدل والظلم) وعاشر في (كلام الملوك) وحادي عشر في (الغنى والفقر) ثاني عشر في (اليسر بعد العسر) وهكذا، من ذلك قوله في باب (في الحبيب وأحواله) " الحبيب هو الطبيب للقلب الكئيب، وروح الروح، الساكن في القلب المجروح، وناهب العقول، وآسر الأسود الفحول، والاعب بالألباب، والمجري العيون دماً كصوب السحاب، والقاتل عمداً هزلا وحدا، والطاعن بسمر القوام القويم، والمحيي العظام بزَوْرة وهي رميم..". ومنها قوله في باب (الحماسة) "الحماسة في اللغة الشجاعة التي هي خير بضاعة، وعند أرباب الأدب وشعراء العرب، نوع من أنواع البديع، مُستحسن لدى الجميع، وهو من النظم في أعلى رتبة، ولابد لكل شاعر من قصيدة في الحماسة يُروِّح بها قلبه، ويفتخر برَهطه ويمدح قومه وصحبه، أو يتحمس ببسالته وأنفته، أو يصف شجاعته مع عفته، أو يفخر بآبائه وقومه وعشيرته، ويذكر كرمهم وعراقتهم، ويتميز بحسن سريرته وسيرته، أو يخبر عن شدتهم إذا حمى الوطيس...".

 

أما طريقته في جمعه بين هذا الكتب فهي ترتيبها على التوالي، فبعد كل ترجمة مقامة، وبعد كل مقامة باب من أبواب الكتاب، وفضلاً عن ذلك فإن في الكتاب رسائل في علوم متنوعة، هي:

1- رسالة في تفسير سورة الفاتحة للبيضاوي أدرجها في مقدمة الكتاب.

 

2- تعليقة على الرسالة السابقة لصبغة الله الحيدري اول مترجمي المؤلف.

 

3- رسالة في خلق الأعمال لجلال الدين الدواني.

 

كما انه أودع في ترجمته لعبد العزيز الرحبي نصوصاً كاملة لخمس من رسائله هي:

4- رسالة في الحَوْض المُدوَّر في الهندسة، وتتضمن شكلاً هندسياً.

 

5- رسالة كشف الغين عن انطباق المنطقتين في طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، وتتضمن شكلا هندسيا مثل سابقتها.

 

6- رسالة في بيان ما احتوى عليه اسم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

7- رسالة في المُعمَّيات والالغاز.

 

وإدراج رسائل كاملة في موضوعات مختلفة في كتاب واحد، لا جامع بينها غير أنها من انتقاء كاتب واحد، هو ما عرف باسم السفينة، ولعل أشهر هذا النوع من المؤلفات كتاب (سفينة الراغب) الذي جمع مادته الوزير محمد راغب باشا، وهو من أهدى إليه الرحبي كتابه هذا.

 

أما في الترجمة الأدبية، التي تمثل الهدف الأول من الكتاب وموضوعه الرئيس، فقد تأسى بتلك السلسلة من كتب التراجم الأدبية العربية، التي بدأها الثعالبي في (يتيمة الدهر) وانتهت إلى ابن معصوم المدني في (سلافة العصر)، وهي كتب تتوسط في منهجها بين الأدب وفن التراجم، على نحو يمثل تأثير الأدباء في كتابة التاريخ، وقد برز هذا النمط من التأليف في العصر العثماني، حين ترجم الأديب البغدادي عهدي البغدادي في كتابه (كُلشَن شعرا) أي حديقة الشعراء، لطائفة كبيرة من العلماء والمدرسين والأمراء والدفتريين ممن عاصرهم في بغداد، أو ممن التقى بهم في أثناء رحلته إلى القسطنطينية بين سنتي 960هـ/1550 و970هـ/1563م، وأورد لكل منهم نماذج مطولة من أشعاره وترسله، إبرازاً لمقدرته الأدبية. وشهد القرن الثاني عشر للهجرة (18 م) استمراراً لهذا النمط من الكتابة إلا أنه اقتصر في هذه الحقبة على العناية بالتراث الأدبي العربي دون غيره، مما منحه بعداً قومياً واضحاً، ومن تلك الأعمال يمكن أن نذكر الآن كتاب (الروض النضر في ترجمة أدباء العصر) وكتاب (نشأة الصِّبا في أحاديث الأدبا) لعثمان بن علي العمري الموصلي (المتوفى 1186هـ/1882م) و(نشوة السُّلافة ومحل الإضافة) لمحمد علي بن بشارة النجفي(المتوفى 1188هـ/1774م) و(مراتع الأحداق في تراجم من رَقَّ شعره وراق).[37]

 

وقد تأثر الرحبي بهذا المنهج تأثراً كبيراً، فأورد تراجم عدد كبير من شعراء العراق في عهده، إلاّ أنه لم يكتبها على وفق طريقة المؤرخين، وإنما على وفق منهج الأدباء، فجعل من كل ترجمة قطعة أدبية محضة، دون أن يعنى بالدرجة نفسها في إيراد المعلومات التاريخية التي تضبط حياة صاحبها، مثل تحديد سنة ولادته، ووفاته، وما بين هذا وذاك من معلومات ضرورية لفهم مراحل حياته. واهتم اهتماماً شديداً بإيراد نماذج من أعمال صاحب الترجمة الأدبية، بل لم يكتف بذلك فحسب، وإنما جعل يوازن بينها، وما قاله شعراء آخرون في المعنى نفسه، بما يكشف بوضوح عن مقدرة عالية في فنون الأدب، ويوضح استيعابه العجيب لكتب الأدب السابقة، ومقدرته الفائقة في الاستشهاد بمؤلفيها كلما لزم الأمر ذلك، فهو حينما يورد أبياتاً لصاحب الترجمة يقرن بينها وبين أبيات أخرى لشعراء آخرين من عصور مختلفة، عالجوا موضوعها نفسه، على نحو يجعل مباحثه تقرب من أن تكون ضرباً من الأدب المقارن، من ذلك أنه حينما أورد قصيدة للأديب عبد الله الفخري، كاتب ديوان الإنشاء في عصره، جزأها إلى قطع عديدة، وقارن بين كل قطعة بالعديد مما أورده في معناها شعراء العربية، بضمنهم نفسه، فكان من بين إولئك الشعراء ابن قلانس، والقاضي، والنصير الحمامي، وابن عبد الحديد، وصدر الدين، وشرف الدين المقدسي، وابن رشيق، والصابي، والمتوكل الليثي، والبولاني، وامرؤ القيس، وابن الرومي، ومجنون ليلى، والتهامي، وابن حمديس، والبهاء زهير، وابن الساعاتي، والصفدي، وذو الرياستين، وشرف الدين عيسى الناسخ، وصفي الدين الحلي، والوزير المغربي، وابن نباتة، وابن رشيق، وابو الحسين الجزار، وابن زيدون، والقيسراني، وبعض الأندلسيين، ومهيار الديلمي، والطغرائي، والسراج الوراق، والصفدي، وابن المعتز، وأبو نواس، وابن عبد المجيد، ومحمد بن غالب، والمعري، والقاضي الحشيشي، وابن الجهم، وأبو تمام، وحمديس الصقلي، وأبو فراس، وابن الفارض، وعبد الصمد، وشهاب الدين محمود، وعبد الرحمن الحلبي، وغيرهم ممن لم يسمهم واكتفى بقوله أنهم "بعض الشعراء"، وهكذا الأمر مع جميع من أورد لهم نماذج من أشعارهم.

 

يبلغ عدد من ترجم له 23 ترجمة هي:

1- صبغة الله أفندي الحيدري

 

2- عبد الله أفندي الفخري

 

3- محمد أسعد الفخري

 

4- فخري أفندي الفخري

 

5- عثمان أفندي العمري

 

6- حيدر أفندي بن صبغةالله الحيدري

 

7- ياسين أفندي مفتي الحنفية

 

8- عبد الله السويدي

 

9- عبد الرحمن السويدي

 

10- علي أفندي مفتي الشافعية

 

11- عبد الكريم الرحبي مفتي الشافعية

 

12- عبد الغفور أفندي الرحبي

 

13- عثمان أفندي الرحبي

 

14- عبد العزيز أفندي الرحبي

 

15- بكر أفندي الرحبي

 

16- عبد السلام أفندي الرحبي

 

17- عبدالجليل الرحبي

 

18- عبداللطيف أفندي الرحبي

 

19- عبد الستارأفندي الرحبي

 

20- حسين افندي الرحبي

 

21- محمود أفندي الرحبي

 

22- محمود أفندي الرحبي مفتي الحلة

 

23- محمد سعيد أفندي الرحبي

 

والتراجم العشر الأولى هي لأعلام بارزين في العراق، اثنان منهم من آل الحيدري الأسرة العلمية الكردية المنحدرة من قرية (ماوَران) قرب اربيل في منتصف القرن الثاني عشر للهجرة (18م)، وإثنان من آل السويدي الأسرة العباسية المنحدرة من قرية الدور في شمال بغداد في مطلع ذلك القرن، وثلاثة من آل الفخري، وواحد من آل العمري، وهما الأسرتان اللتان انحدرتا من الموصل في منتصف القرن المذكور، واثنان لم يتحدد منحدرهم، أما التراجم الأخرى فهي جميعاً لأعلام أسرة الرحبي، وواضح أن المؤلف استقصى جميعهم في عهده، حتى أنه ترجم لمن كان شاباً ما زال في طلب العلم، وأكثر هؤلاء انفرد بالترجمة له، ومن هنا تاتي أهمية هذه التراجم.

 

تفاوتت هذه التراجم طولاً وقِصَراً بحسب مكانة صاحبها لا بحسب قربه من المؤلف، فبينما توسع في تراجم الاخرين حتى بلغت العشرات من الصفحات، مثال ذلك ترجمته لصبغة الله الحيدري حيث جاءت في نحو خمس عشرة ورقة، وبلغت ترجمة عبد الله الفخري نحو عشرين ورقة، وترجمة محمد اسعد الفخري تسع ورقات، وترجمة عثمان العمري نحو خمس وعشرين ورقة، لم تتجاوز ترجمة أبيه الصفحة الواحدة، وأقل من ذلك لترجمة غيره من الرحبيين. ولنا ان نلاحظ انه لم يحدد درجة قرابته ممن ترجم لهم من الرحبيين عدا أبيه، بل سكت عن أية إشارة تدل على صلته بهم، لكنه أشار في ترجمته لفخري افندي فخري زاده أنه أرَّخ عام زواجه بشطر هو (بدر النُهى قارَنَ شمس الكمال) وهذا التاريخ يعدل بحساب الجُمَّل سنة 1174هـ/1761م، ونظم قصيدة بمناسبة اطلاق عذاره في السنة نفسها، مما دلَّ على صلة مودة وصلت بينه وبين هذا الممدوح[38]، وذكر في ترجمة عثمان العمري أنه "أرسل إليه مُلغزاً في اسم محمد"[39]. وهذا يؤكد صلة من الود وَصَلت بينه وبين هذا الأديب أيضاً. وكان العمري قد اختار في كتابه (الروض النضر في ترجمة أدباء العصر) أن يترجم للرحبي ترجمة أدبية موسعة[40]، فما كان من الأخير إلا أن يترجم له بتوسع أيضاً في كتابه هذا، آخذا بقوله تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60].

 

وعلى الرغم من سكوت المؤلف عن ذكر أسماء مصادره، فمن الواضح أنه كان على صلة شخصية بمن ترجم لهم، إن كانت تلك الصلة صداقة أو قرابة، ولذا فإننا نجده يطنِب في مديحه لهم، من ذلك مثلاً قوله في ترجمة السيد صبغة الله الحيدري، إذ قال "هذا المولى المقتدى بآثاره، المهتدى بأنواره، الإمام الذي أضحى علم الأئمة الأعلام، والهمام الذي قصرت عن استيفاء فضائله الأرقام، ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام، علامة في وجهه من كل مكرمة علامة، بحر العلم الذي لا يدرك ساحله وبَرِّه الذي لا تطوى رواحله، نسب طاهر ومجد أثيل، وفخار فضل جزيل، عمرت به مدارس العلوم بعد اندراس، بعد أن أشرفت على الاندراس، وعادت بدوره منيرة بعد الأفول والإنطماس، إن نطق ند بيانه حواجز الإشكال عن وجوه المعاني، واعترف بفضله كل قاص وداني، عُمدة المحدثين قديماً وحديثاً (ثلاثة أبيات في مدحه) وفرقد الفضل ومصباحه، رقى أفلاك العلم فاطلعت له شمسها وقمرها، وحل منه رسوماً قد عفت بالجهل فعمرها، وتجلت عليه عرائس أبكار الأفكار، وكشف أستار المشكلات فأوضحها وضوح الشمس في رابعة النهار، واشتهر فضله في جميع الأقطار.." إلى آخر هذا النمط من الإنشاء.

 

ولأن بعض من ترجم لهم من الرحبيين لم يكن شاعراً أو لم يشتهر بالشعر، فإنه سكت عن ايراد شيء من نظمه، فجاءت ترجمته مبتسرة إلى حدٍّ كبير، من ذلك قوله في ترجمته عبد الكريم الرحبي مفتي الحلة أنه "هذا المولى فرع من ذلك الأصل، ودر بحر العز والفضل، فهذا البحر الزاخر، الذي لا يُدرَك له آخر، شنفت بمكارمه الأسماع، وانعقد على فضله الإجماع، عليه في حلِّ المعضلات المدار، إلى آثاره تتطلع الأبصار، فهو روض الفضل المرتوي النبت الخصيب، وصاحب الكرم الذي كيف سدده فهو مصيب، والعالم النحرير، الشافعي الصغير، وروح الروح ونزهة الفؤاد، ومحله من الفضل محل السويداء من القلب والإنسان من السَّواد، فهو سماء فضل على قدره، وشمس فخر فلله دَرِّه، قد جمع بين تليد المجد وطريفه، والخاتل في ظل الكمال فسيحه ووريفه، سرح في فنون العلوم وسام، واجتلى وجوه مسائلها الوسام، فقرأ لإمام المقتدى، والهُمام الذي به من ظلمة الجهل يهتدى، والصادع بالحق، والناطق بالصدق، والحاوي لجميع المعارف، والمالك لأزمة المقاصد في المواقف، ونخبة العلماء العاملين، وزين الملة والدين، ومنهاج العابدين، وبقية السلف الصالحين، وقد كان يسحب ذيل فصاحته على سحبان وائل، إلى بلاغة عجزت عنها جهابذة الأوائل، فهو شمس فضل يضيء به الزمن البهيم، وبحر علم تروى به العطاش الهيم، تصبو اليه أولو الألباب، وقد جمع من العلوم اللباب، وهو صاحب الفضل الذي لا ينكر ولا يجحد، والعلم المفرد تخمَّرت طينته بالندى، وأفرغت في قالب الهدى، لا تأخذه في الله لومة لائم، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم، وفي آخر عمره ولي الافتاء للشافعية، ووافته المنية، وكانت له أمنية، وتخلص من هذه الدنيا الدنية، فرحمة الله عليه في البكرة والعشية"[41]. وقوله في ترجمة محمد سعيد افندي الرحبي "هذا المولى أمير الكرام، وصاحب نفثات الأقلام، نبت في روضة النجابة، ودعا الأمل فأجابه، قد توقد ذكاه، وطلع في سماء الكمال ذكاه، فهو راسخ الغرة والجبين، وعمود الصبح المبين، وقد كسى فصاحته الفصاحة، وتفتّق من رَونق البشر والصباحة، وسلمت اوقات اشتغاله عن المعارضة والجدل، ولم يعتاض عن اكتساب المعارف ببَدَل، فرد آيات العلوم وتلاها، وعن اقتناص شوارد الأدب وما تلاها، وقد جمع من فوائد العلوم ما لا يدخل تحت حساب، مع الاستعداد الذاتي الذي يأبى ان يكون بالإكتساب، وسلامة طبعه في جميع حالاته، وتوفر أمانيه من اسباب التحصيل وآلاته، فهو الدرة الفاخرة، والروضة الزاهرة، والبُرْد المُحبَّر، والعقد المُجوهَر، وهو ملازم الدرس على الفاضل النحرير، والشافعي الصغير، أستاذ الكل في الكل، بحر المعارف والفضل، صبغة الله افندي، أدام الله ظله، وأعلى في الدارين محله"[42]، فهذه التراجم تكاد تكون مجرد صورة قلمية يرسمها المؤلف لمن يترجم له، لا أن تكون ترجمة حقيقية له، والدليل عل ذلك ابتسارها الشديد واقتصارها على معلومة وحيدة ربما كان لها بعض فائدة في التعرف على حياة المترجم، وأما سائرها فهو أماديح وعبارات ثناء. والطريقة التي اتبعها في عرض كل ترجمة أن يفتتحها بأبيات في مدح صفات المترجم، يظهر أنها من نظمه، قبل أن يبدأ في عرض الترجمة نفسها. على أنه على الرغم من ذلك فإن التراجم حوت فوائد تاريخية مختلفة، كقوله في ترجمة بكر أفندي الرحبي أنه " كان ملازماً للتدريس في حضرة القطب الرباني والهيكل الصمداني، جامع الإشارات والمعاني، الشيخ عبد القادر الكيلاني"، وأن له "مؤلفات سديدة وتعليقات" و"مصنفات"[43]. وقوله في ترجمة عبد الجليل الرحبي إلى أنه قصد حضرموت بحراً حيث التقى بشيخها السيد عبد الله الحداد، وبلغ من تأثره بمنهجه الروحي أنه "لما رجع إلى الأوطان، ترك الأهل والإخوان، والأحباب والخلان، وأخذ العيال والأولاد، وقصد تلك البلاد، واشتغل بالأعمال الصالحة والطاعات، واستغرق أوقاته بالعبادات"[44]. وقوله في ترجمة عبد الستار الرحبي أنه "سكن في آخر عمره البصرة الفيحاء، حتى انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء"[45]، وقوله في ترجمة محمود الرحبي أنه كان مفتياً على المذهب الشافعي"[46]. وفي ترجمة سَميٌّ له محمود، أنه "مفتي الحلة الفيحاء"، وقوله عن عثمان أفندي الرحبي أنه "كان قد ولي الإفتاء في الحلة الفيحاء حتى سكن دار البقاء"[47]، وقوله في ترجمة عبد الكريم الرحبي أنه "في آخر عمره ولي الإفتاء للشافعية"[48]، وقوله عن عبد العزيز أفندي الرحبي أن "له تأليفات في سائر العلوم فائقة، وتحقيقات رائقة، مع اشتغاله في التدريس والإفادة، وتردد الطلبة عليه للإستفادة، لكن له مدة تنوف على عشرين سنة قد لازم البيت واعتزل عن أهل الدنيا..الخ"[49]، كما أنه أثبت له نصوصاً كاملة لرسائل مهمة في بعض العلوم، نوَّهنا بها من قبل، وهذه الرسائل لم تعرف من قبل. وأثبت في ترجمته عبد الله الفخري منظمة مطولة في وصف حصار نادرشاه للموصل سنة 1156هـ/1743م فقال"ومن بديع نظم صاحب الترجمة.. ما نظمه في وقائع نادرشاه وما نتج منها ومحاصرته للحدباء ورحيله عنها وعدم نيله منها ما أراده، ولم يحصل له مُتمناه ومُراده، إذ هي محروسة بعين عناية الملك المتعال، وإلاّ فهي وقعة تشيب لها الأطفال، وتدك الجبال، وتذهب العقول، وتحير الفحول، وقى الله شرها، وبرَّد حَرَّها، ودفع ضرَّها، فألف هذا الفاضل الذي فاق الأوائل هذه الأرجوزة، وجعلها ميدان تلك الوقعة والحروب والنوائب.."[50]، وتقع المنظومة، أو ما اثبته منها، في 72 بيتاً. ورسالة للأخير كتبها إلى شريف مكة المكرمة الشريف مساعد يهنيه، ويعزيه بوفاة أخيه مسعود[51].

 

ومنها القصيدة التي أشار فيها إلى المعركة التي خاضها والي بغداد الوزير أحمد باشا (1136-1147هـ/1723-1734م) ضد صقر الشبيب، شيخ قبيلة قشعم النازلة على الفرات الجنوبي، سنة 1152هـ/1739م[52]، مفتتحاً إياها بقوله "هو الوزير ابن الوزير، العادم الأشباه والنظير، المرحوم المغفور أحمد باشا، .. وذلك حين تكلف الإغارة بنفسه، وكادت تؤدي من حر الهجير والقيض إلى حتف أنفه.. فشن الغارة، وأجج نقع الفَلا وأثاره، على الطائفة المسماة بآل قشعم، وشيخها إذ ذاك صقر الشبيب، الليث الغشمشم، فعطب من العسكر وخيلهم ناس كثير، واشتد الخطب بهم من شدة وقد الهجير، وضل كثير من الجند إذ أخذوا خلاف طريق العدو طريقاً، وهو مع فئة قليلة وقعوا بالعدو، ونصرهم الله عليهم، فريقاً يقتلون ويأسرون فريقاً"، وتقع القصيدة، أو ما انتخبه منها، في 23 بيتاً، وصف فيها المعركة وأرخها[53].

 

المخطوط:

توجد مخطوطة الكتاب بخط مؤلفه في مكتبة راغب باشا باستانبول، وأولها "الحمد لله الذي قصرت غاية العقول عن حقيقة ذاته، وكلت أذهان الفحول عن الوصول إلى إدراك بعض كمالاته..". وخطها نسخ جيد مما كان شائعاً لدى نساخ عصره، وفي كل صفحة 26 سطراً، في كل سطر ما بين 8-10 كلمة، وهي تقع تحت العدد 1050 ويبلغ مجموع أوراقها 263 ورقة، وعلى بعض أوراقها كلمات أو عبارات سقطت عند تبييض مؤلفه الكتاب فأضافها فيما بعد، وفي المركز الوطني للمخطوطات ببغداد نسخة مصورة من هذا المخطوط تقع في ثلاثة مجلدات تحت الأعداد 9420 و9421 و9422، وفي خزانتنا نسخة مصورة منها، ومنه نسخة في المدينة المنورة في 716 ورقة، تحت العدد 262[54]، وأخرى كانت لدى سليمان بن صالح الدخيل، صاحب جريدة (الرياض) المتوفى سنة 1945، نشر قسماً منها في مجلة (اليقين) البغدادية الصادرة سنة 1340- 1341. ونسختان في مركز الملك فيصل للبحوث في السعودية تحت العددين 104385 و46676[55] وكانت في خزانتي جامع الفضل وجامع القبلانية ببغداد نسختان من كتاب عنوانه (تراجم أدباء العراق)[56] لعله هذا الكتاب، ولم يعلم مصيرهما الآن.

 

والكتاب بعد هذا جدير بالتحقيق، فهو يمثل درة من درر الأدب والتاريخ في عصره، ويكشف عن صفحة مهمة من صحائف الثقافة في العراق في القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر للميلاد)، وفيه من الفوائد والشذرات التاريخية ما يستحق العناية والاهتمام.

 



[1] ذكر المؤلف فيما يأتي من شعره أن أسرته تنتسب إلى الدوحة النبوية، وقد سجل عبد الحميد هذا نسبه على النحو الآتي: عبد الحميد بن عبد الله بن محمود بن عثمان بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد النافع الموسوي الحنفي المعروف بالرحبي، فهو من ذرية الإمام موسى الكاظم إذاً. كتابه (الزلزلة العظمى) في المكتبة القادرية. كتابنا: الآثار الخطية في المكتبة القادرية، بغداد 1977، ج2 ص488.

[2] تقع الرحبة على بعد 5 كم جنوب مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور.

[3] جاء في وقفية الحاج اسماعيل بن محمود أفندي الرحبي المؤرخة في 20 جمادى الآخرة من سنة 1225هـ/1810م، أنه وقف دارَين "في محلة آل رحبي زاده، وباغجة (حديقة) ملحقة بالدارين المذكورين". كتابنا: معالم بغداد في القرون المتأخرة، بغداد 2000، ص39.

[4] كتابنا: الاثار الخطية ج1 ص88 اسم لاحد المالكين هو محمد بن الحاج عبد الرحمن الرحبي اصلا الشافعي مذهبا الموصلي مسكنا والخاتوني مولدا سنة 1100هـ/1688م ولم تتاكد لنا هوية الخاتونية التي ولد فيها.

[5] إبراهيم الدروبي: البغداديون أخبارهم ومجالسهم، بغداد 1958، ص136.

[6] محمد سعيد السويدي: ورود حديقة الوزراء، بتحقيقنا، دمشق 2012، وعثمان عصام الدين العمري: الروض النضر في ترجمة أدباء العصر، بغداد 1975، ج3 ص79.

[7] الروض النضر ج3 ص88

[8] يتضمن ترجمة الوزير أحمد باشا بن حسن باشا (1136-1147هـ/1723-1734م) وألفه باسم الوزير سليمان باشا أول ولاة المماليك (1162-1175هـ/1749-1761م). منه نسخة بخطه في مكتبة المتحف البريطاني، وقد حققناه وهو قيد الطبع.

[9] إسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين ج1 ص585. وقد نشر بببغداد بتحقيق الدكتور أحمد الكبيسي.

[10] النفحة المسكية في الرحلة المكية، بتحقيقنا، ط2، بيروت 1911، ص99. وقد كتب اسمه في حاشية تمليك له على احدى مخطوطات المكتبة القادرية ببغداد على النحو الآتي: محمد بن الحاج عبد الرحمن الرحبي اصلا الشافعي مذهبا الموصلي مسكنا والخاتوني مولدا سنة 1100هـ/1688م ولم تتاكد لنا هوية الخاتونية التي ولد فيها. الاثار الخطية ج1، بغداد 1973، ص88.

[11] آل هذان الكتابان مع كتب أخرى إلى عبد القادر الرحبي الذي كان مقيماً في بهرز، قرب بعقوبا، وبذلنا مساع حثيثة في أوائل السبعينات من القرن الماضي لمقابلته والاطلاع على الكتابين، إلا أن جهودنا فشلت، بسب تركه بهرز والانتقال إلى بغداد سراً لظرف ألم به، ثم علمنا أن كتبه تفرقت في غيبته ولم يعلم مصيرها. كتابنا: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، ط2، لندن 2009، ص176- 177.

[12] استخرجنا هذه الأسماء من سجلات الوقفيات المحفوظة في وزارة الأوقاف (ديوان الوقف السني الآن)، وينظر الملحق الذي أضفناه إلى كتاب عبد الرحمن حلمي السهروردي، بتحقيقنا، بغداد 1996، ص127-128.

[13] كتابنا: الآثار الخطية في المكتبة القادرية ج3، بغداد 1979، ص309 و312.

[14] ورد اسماهما مالكين لكتب في المكتبة القادرية، الآثار الخطية ج3 ص312.

[15] كتابنا: الآثار الخطية ج2، بغداد 1976، ص488.

[16] من مؤلفاته (لباب المنار) و(زجاجة الأنوار في كشف لباب المنار) وكلاهما في المكتبة القادرية، الآثار الخطية ج5 ص124، 125.

[17] الآثار الخطية ج1 ص188،

[18] الدروبي: البغداديون ص136.

[19] الروض النضر ج3 ص79.

[20] ابراهيم فصيح الحيدري: عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد، بغداد بلا تاريخ، ص92.

[21] المخطوط، الورقة 209.

[22] المخطوط، الورقة 209، وقد ترجم عثمان عصام الدين العمري لعبد الغفور هذا في الروض النضر ج3 ص86 ترجمة أدبية وأطنب في الثناء عليه.

[23] المخطوط، الورقة 39- 40 .

[24] المخطوط، الورقة 87.

[25] المخطوط، الورقة 5ب و6 .

[26] الروض النضر ج3 ص90.

[27] المخطوط، الورقة 26.

[28] المخطوط، الورقة 30.

[29] المخطوط، الورقة 36 .

[30] كارل بروكلمان: تاريخ الأدب الجغرافي العربي، الترجمة العربية، قم 2008، ج7 ص407.

[31] ولد محمد راغب باشا سنة 1110 هـ/ 1698م، في استانبول وفيها تعلم، وكتب النثر البليغ ونظم، عيِّن بِمَنصب رئيس الكُتَّاب في سنة 1153 هـ/ سنة 1741م، واستمرّ في عمله حتى عُيّن والياً على مصر برُتبة وزير سنة 1157هـ/ 1744م، فبقي فيها خمس سنوات. وفي عهد السلطان عثمان الثالث تولى منصب الصدر الأعظم سنة 1170 هـ/ سنة 1756م، واستمرّ في منصبه حتى وفاته في 24 من شهر رمضان سنة 1176 هـ/ 8 نيسان سنة 1763م، بنى راغب باشا مدرسةً ومكتبةً امتازت بمجموعة نادرة من الكتب نسخها بأيدي مشاهير الخطاطين. ألّف راغب باشا كُتُباً قيّمة طُبع بعضُها والآخر ما زال مخطوطاً، ومن مُصنفاته: التحقيق والتوفيق في بيان أحوال السلطان محمود خان والصدور ومشايخ الإسلام مخطوط باللغة التركية والتوفيق والتحقيق في العروض، و (سفينة الراغب ودفينة المطالب) مطبوع في القاهرة سنة 1282 هـ/ 1865م. و (سِيَر النبي صلى الله عليه وسلم) رسالة تركية. و (صَيقل الفهم) و(تلخيصات راغب باشا) و (تخميسات راغب)، و (رباعيات راغب). و (رسالة في غزوات الوزير الحاج محمد باشا الصدر الأعظم) و (عقود العقول في شرح الأمثال العربية) باللغة التركية . محمد خليل المرادي: سلك الدرر ج1 ص380

[32] منهم في العراق الأديب خليل بن علي البصير الموصلي (المتوفى سنة 1176هـ/1762م) إذ أهدى إليه أرجوزة مطولة في أحوال حروف الجر، بعنوان (الدرر المنظومة والصرر المختومة). حققناها ونشرناها في مجلة المجمع العلمي العراقي، المجلد 25، السنة 1974. جاء في أولها"

أهديتها إلى الوزير الأعظم
شمس الكمالات نظام العالم
محمد صدر الصدور الراغب
في العلم والحكمة ذي المواهب

[33] المخطوط، الورقة 7.

[34] المخطوط، الورقة 131.

[35] المخطوط، الورقة 208.

[36] في الأصل: أعظلت.

[37] كتابنا: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، ط:2، لندن2009، ص61.

[38] المخطوط، الورقة 76.

[39] المخطوط، الورقة 96

[40] الروض النضر ج3 ص90.

[41] المخطوط، الورقة 204.

[42] المخطوط، الورقة 262

[43] المخطوط، الورقة 234.

[44] المخطوط، الورقة 241.

[45] المخطوط، الورقة 248.

[46] المخطوط، الورقة 256.

[47] المخطوط، الورقة 214.

[48] المخطوط، الورقة 240.

[49] المخطوط، الورقة 219.

[50] المخطوط، الورقة 40.

[51] المخطوط، الورقة 27 -47.

[52] ينظر عبد الرحمن السويدي: حديقة الزوراء في سيرة الوزراء، بتحقيقنا، بغداد 2002، ص436-440 وياسين العمري: الدر المكنون في المآثر الخالية من القرون، الورقة 541، نسخة المتحف البريطاني، ورسول حاوي الكركوكلي: دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء، ترجمة موسى نورس، بيروت بلا تاريخ، ص47.

[53] المخطوط، الورقة 51، 52.

[54] عمر رضا كحالة: المنتخب من مخطوطات المدينة المنورة، دمشق 1393هـ، ص86.

[55] موقع ملتقى أهل الحديث.

[56] نعمان خير الدين الآلوسي: فهرست مكاتب بغداد الموقوفة، بتحقيقنا، ديوان الوقف السني ببغداد 2012.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قراءة في كتاب: الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم
  • قراءة في كتاب (المقصور والممدود) لأحمد بن ولاد
  • قراءة في كتاب ظاهرة التأويل الحديثة في الفكر العربي المعاصر
  • قراءة في كتاب "أساطير الصهيونية"
  • قراءة في كتاب: الحداثة في التداول الثقافي العربي الإسلامي
  • قراءة في كتاب: القرآن الكريم والدعوة إلى تنمية الحس الجمالي
  • قراءة في كتاب: الشوكولاتة .. التاريخ الكوني
  • قراءة في مسألة استخدام التساؤلات والفرضيات ومتى يجمع بينهما
  • علامة العراق ( د. عبدالكريم زيدان ) حياته وآثاره
  • قراءة في كتاب " نزهة المتقين " عرض ونقد
  • استنتاج مشتاق
  • قراءة في كتاب: الديمقراطية والعلمانية في التجربة الغربية - رؤية إسلامية - د. منير شفيق
  • الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك للمقريزي
  • كتاب قلائد العقيان للفتح بن خاقان (ت 535هـ / 1141م)
  • تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
  • وعاد المشتاق إلى محرابه..
  • قراءة في كتاب: البناء العقدي للجيل الصاعد

مختارات من الشبكة

  • قراءة موجزة حول كتاب: قراءة القراءة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أهمية القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قراءة مختصرة لكتاب: النهضة بين الحداثة والتحديث - قراءة في تاريخ اليابان ومصر الحديث (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القراءة المقبولة والمردودة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قياس وتدريبات القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قصة كتاب: مع كتاب "المشوق إلى القراءة وطلب العلم" في قناة المجد الفضائية(مادة مرئية - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • مخطوطة الجزء الأول والثاني من كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع ( شرح كتاب التبصرة )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قراءة في كتاب " ملاحظات علمية على كتاب المسيح في الإسلام "(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب