• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / أبحاث علميّة جامعيّة
علامة باركود

النبوة عند أهل الكتاب

العنود آل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2012 ميلادي - 15/7/1433 هجري

الزيارات: 43742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة الملك سعود

كلية التربية

قسم الثقافة الإسلامية

النبوة عند أهل الكتاب

إشراف

أ. د. خالد القاسم

إعداد

العنود آل الشيخ

مسار العقيدة والمذاهب المعاصرة.

المستوى الثاني

الفصل الدراسي الثاني 1432/1433هـ


المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

الحمد لله العظيم والثناء لوجهه الكريم أن شرفنا سبحانه وأكرمنا بنعمة الإسلام وبعث إلينا خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أتم الصلاة والتسليم، فقد أنزل الله تعالى التوراة والإنجيل وهذه الكتب السماوية ينبغي على المسلم احترامها والإيمان بها  لكنها تعرضت للضياع والتحريف، ثم أنزل علينا خير كتبه وتعهد سبحانه بحفظه إلى يوم الدين، قال عز وجل: ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾، وقد نسخ القرآن الكريم ما قبله من الكتب والشرائع التي نزلت على أهل الكتاب، ولما كان الإيمان بالأنبياء والرسل من أركان الايمان فإن من مقتضيات الإيمان بهم توقيرهم واحترامهم وحبهم، وتصديقهم فيما أخبروا، واتباع دينهم وشريعتهم، واتخاذهم أسوة وقدوة، وعدم الكلام عنهم إلا بما هو خير، واعتقاد عصمتهم من الشرك والكبائر والذنوب المخلة بالمروءة و القادحة في دعوتهم، ونفي كل ما يقدح في أشخاصهم أو نبوتهم ورسالتهم، فهم – عليهم الصلاة والسلام - أشرف الخلق وأتقاهم لله اصطفاهم الله لتبليغ أوامره ونواهيه ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور،  ولهذا سأتناول في بحثي المتواضع هذا النبوة عند أهل الكتاب وما نسبه اليهود والنصارى إلى الأنبياء من القبائح - شرفهم الله عنها- ونرد عليهم. ومن أهداف البحث:

• التعريف بالعهد القديم والعهد الجديد.

 

• بيان التحريف الواضح في التوراة والإنجيل وما فيهما من تناقضات.

 

• الذود عن خيار الخلق أنبياء الله ورسله وبيان عظم مكانتهم.

 

ويتضمن البحث تمهيد ومبحثان:

التمهيد: التعريف بالعهد القديم والعهد الجديد.

 

المبحث الأول: الأنبياء عند أهل الكتاب والرد عليهم.

 

المبحث الثاني: وقوع التحريف.

 

تمهيد: التعريف بالعهد القديم والعهد الجديد

العهد القديم (التوراة):

ويراد بها في اصطلاح اليهود: خمسة أسفار يعتقدون أن موسى عليه السلام كتبها بيده ويسمونها "بنتاتوك" نسبة إلى "بنتا" وهي كلمة يونانية تعني خمسه أي الأسفار الخمسة وهذه الأسفار هي:

1- سفر التكوين: ويتحدث عن خلق السموات، والأرض، وآدم، والأنبياء بعده إلى موت يوسف عليه السلام.

 

2- سفر الخروج: ويتحدث عن قصة بني إسرائيل من بعد موت يوسف عليه السلام إلى خروجهم من مصر، وما حدث لهم بعد الخروج مع موسى عليه السلام.

 

3- سفر اللاويين: وهو نسبة إلى سبط بني لاوى بن يعقوب الذي من نسله موسى وهارون عليهما السلام، وأولاد هارون هم الذين فيهم الكهانة أي القيام بالأمور الدينية وهم المكلفون بالمحافظة على الشريعة وتعليمها الناس، ويتضمن هذا السفر أموراً تتعلق بهم وبعض الشعائر الدينية الأخرى.

 

4- سفر العدد: وهو معني بعدِّ بني إسرائيل، ويتضمن توجيهات، وحوادث حدثت من بني إسرائيل بعد الخروج.

 

5- سفر التثنية: ويعني تكرير الشريعة، وإعادة الأوامر والنواهي عليهم مره أخرى، وينتهي هذا السفر بذكر موت موسى عليه السلام وقبره1.

 

وقد يطلق النصارى اسم التوراة على جميع أسفار العهد القديم2.

 

أما في اصطلاح المسلمين فهي: الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام3 نوراً وهدى لبني إسرائيل.

 

أما الكتب الملحقة بالتوراة فهي: أربعة وثلاثون سفراً، حسب النسخة البروتستانتية فيكون مجموعها مع التوراة تسعة وثلاثين سفراً، وهي التي تسمى العهد القديم لدى النصارى.

 

العهد الجديد:

النصارى يقدسون كلا من العهد القديم والعهد الجديد ويضمونها معاً في كتاب واحد يطلقون عليه اسم " الكتاب المقدس ".

 

العهد القديم بالنسبة للنصارى منسوخ حكماً فلا يعملون بشيء من تشريعاته، وقد ألغي العمل به بولس إلاّ أنهم يعتقدون قداسته ويستفيدون منه معارفهم الدينية مثل المعلومات المتعلقة بخلق السموات والأرض، وخلق آدم، وقصص الأنبياء، كما يقتبسون منه كثيراً من الأدعية في صلواتهم وخاصة من المزامير، التي تتضمن كثيراً من الأدعية والابتهالات.

 

والعهد القديم: هو التوراة مع الكتب الملحقة بها، وقد سبق ذكرها وتعريفها.

 

أما العهد الجديد: فهو مجموعة من الأناجيل والرسائل الملحقة بها وتتضمن حسب المدون فيها: دعوة المسيح عليه السلام، وتاريخه، وشيئاً من دعوة أوائل النصارى، وتاريخهم، ورسائل دينية أخرى.

 

وتجدر الإشارة إلى إنجيل برنابا [1]، الذي حذف من قبل النصارى فقد حاربت المسيحية برنابا وأغفلت دوره تماما وهو: أحد حواريي المسيح عليه السلام الذين شهدوا له وعملوا على نشر دعوته بعده، والسبب في حذف اسمه من الأناجيل لأنه كان يرى في المسيح إنسانا رسولا وليس إلها، وأن إسماعيل الذبيح لا إسحاق، وأن يسوع لم يصلب بل رفع إلى السماء وان الذي صلب هو يهوذا الخائن الذي شبه به، وأن المسيح المنتظر الذي تحدث عنه العهد القديم هو " محمد " لا يسوع.[2]

 

اتضح من ذلك انهم لا يريدون الاعتراف به لأنه يثبت أن الإسلام هو الدين الحق وهو ينفون ذلك بل ويحاربونه لمكابرتهم، قال تعالى: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾ النمل آية (14).

 

المبحث الأول: الأنبياء عند أهل الكتاب والرد عليهم


من يقرأ التوراة والإنجيل والكتب الملحقة بها يجد أن أنبياء الله والموكلين بهداية الناس وتعليمهم الهدى والخير لا يتمتعون بصفات الصالحين والأتقياء، بل يجد أن العهد القديم ينسب إليهم كثيراً من المخازي والقبائح التي يتنزه عنها كثير من الناس العاديين. فكيف يليق أن ينسب شيء من ذلك إلى الأنبياء الذين قد اصطفاهم الله وخصهم بهذه المهمة العظيمة وهي تبليغ دينه والذين هم قدوة للصالحين وأئمة في البر والتقى.

 

قال تعالى: ﴿ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ ﴾ الأنعام (89).

 

وصف اليهود للأنبياء - عليهم السلام - في التوراة المحرفة:

إن بني إسرائيل حسب ما ورد في كتبهم انحرفوا عن دينهم انحرافات خطيرة وكثيرة، بل تركوا دينهم وعبدوا الأصنام والأوثان خاصة فيما قبل السبي[3]، ولا نشك أن جزءاً كبيراً من التحريف كان في تلك الفترات وهي التي لا يتورع أصحابها عن الافتراء على الله عز وجل وعلى أنبيائه عليهم السلام فتمت في ذلك الزمان التحريفات الكثيرة أو كتابة كتب كاملة ونسبتها إلى نبي من الأنبياء، ثم إن المتأخرين منهم لم يكن لديهم الجرأة على تمحيص تلك النصوص أو أنهم أيضاً اختلت موازينهم بسبب ذلك التحريف. ومن أمثلة افتراءاتهم على أنبياء الله ورسله:

• نوح عليه السلام:

زعم اليهود في كتابهم أن نوحاً عليه السلام، شرب الخمر وتعرى داخل خبائه، وفي هذا قالوا "وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر وتعرى داخل خبائه".[4]

 

هكذا وصفوا نبي الله نوحاً عليه السلام وهو أول أنبياء الله إلى المشركين والذي دعا قومه إلى دين الله ألف سنة إلا خمسين عاماً كما ذكر الله عز وجل حيث قال: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ العنكبوت آية (14).

 

وامتن الله على بني إسرائيل أنهم ذرية ذلك العبد الصالح نوح عليه السلام فقال جل وعلا ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾ الإسراء آية (3).

 

فامتن الله على بني إسرائيل بنسبتهم إلى ذلك العبد الصالح، واليهود يصفونه بتلك النقيصة، وما ذلك منهم إلاّ خدمة لأهوائهم وأغراضهم التي تتضح من بقية كلامهم في القصة نفسها حيث يقولون بعد الكلام السابق "فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته".[5]

 

فيتضح من هذا النص أن مقصد اليهود منه لعن الكنعانيين الذين كانوا أعداءً لبني إسرائيل، كما أن فيه خطأً ظاهراً من ناحية أن حام هو الذي أبصر عورة أبيه حسب النص السابق، فلماذا خُص كنعان من بين إخوته؟ ما ذلك إلا لهدف خاص في نفوسهم وهو لعن الكنعانيين أعدائهم ولو كان بالافتراء على الله عز وجل وعلى نبيه نوح عليه السلام. كل ذلك من أجل خدمة مآرب (صهيونية )، فكيف بالأب الرحيم على ابنه طمع بنجاته من الغرق مع كفره ودعا الله له: ﴿ رب إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق، وانت احكم الحاكمين ﴾  هود آية (45)، ويظلم حفيده دون ذنب أو سبب في ذلك! فيصبح أبو البشر متهتكا ظالما، ويستجيب الله لدعاء الرسول المتهتك الظالم، فيقضي في كنعان وذريته من بعده، دون ذنب اقترفوه![6]

 

• إبراهيم عليه السلام:

أن إبراهيم خليل الرحمن عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قدّم امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال الخير بسببها، "أخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى أبرام خيرا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وغماء وأتن وجمال" [7].

 

ولولا ان الرب تدخل فضرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة إبرام لاعتدى عليها فرعون، وأعادوا رواية القصة في مواضع عديدة وتكررت القصة ذاتها مع ابنه إسحاق وكان ذلك تقريرا لقاعدة أخلاقية الغاية تبرر الوسيلة. [8]

 

هذا ذم للخليل صاحب العقل الكبير الذي اهتدى إلى الله تعالى بالنظر في سمائه وصاحب القلب الشجاع الذي جاهد اباه وقومه وخالفهم في عبادة الأصنام ودعاهم إلى التوحيد بالرغم من أذاهم وإحراقهم له الذي لم يرده عن الحنفية الخالصة، قال تعالى:، والذي امتثل لأمر ربه ولم يتردد في ذبح أغلى ما عنده ابنه إسماعيل فجازاه تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ الصافات آية (107).

 

وقد كذبوا على خليل الرحمن، وقد قص علينا الرسول صلى الله عليه وسلم قصة إبراهيم هذه عند دخوله لمصر، وفيها أن ملك مصر كان طاغية، وكان إذا وجد امرأة جميلة ذات زوج قتل زوجها وحازها لنفسه، فلما سئل إبراهيم عنها قال هي أخته، يعني أخته في الإسلام، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله حفظ سارة عندما ذهبت إلى الطاغية، فلم يمسها بأذى. [9]

 

ذلك كله محض افتراء وكذب، وهو من افتراءات اليهود على أنبياء الله تعالى وكذبهم عليهم، وأن هذا من أظهر أدلة تحريف الكتب الإلهية والعبث فيها وفق أهوائهم، ورغباتهم. وهذا كله يكفي في التعبير عنه قول الله عز وجل ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ البقرة آية (79).

 

• لوط عليه السلام:

ومن الأنبياء الذين افترى عليهم اليهود لوط عليه السلام فقد افتروا عليه فرية عظمى ورموه بشنيعة كبرى يترفع عنها أعظم الناس فساداً. حيث زعم اليهود أن لوطاً عليه السلام قد زنى بابنتيه الكبرى والصغرى بعد أن أنجاه الله من القرية التي كانت تعمل الخبائث وأن البنتين أنجبتا من ذلك الزنى.[10]

 

وهذا محض إفتراء وبهتان لنبي كريم ولبناته وأهل بيته الصالحين، وقد ذكر الله عز وجل لنا صلاح لوط عليه السلام وأهل بيته وطهارتهم على لسان أعدائه فقال جل وعلا: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ النمل آية (56).

 

ولو بحثنا عن سبب افتراء اليهود لهذه الفرية في كتابهم لوجدنا أنهم إنما قصدوا الطعن في أعدائهم المؤابيين والعمونيين من خلال هذه الفرية، لأنهم زعموا أن البنت الكبرى حملت من ذلك الزنى فأنجبت مؤاب وهو أبو المؤابيين، وأن الصغرى حملت أيضاً من ذلك الزنى وأنجبت بني عمي وهو أبو بني عمون، فلهذا السبب والهوى كذب اليهود على نبي الله ووصموه بهذه الفعلة الشنيعة، وفي ذلك أوضح دليل على التحريف. وذكر كامل عسفان أن بعض العلماء يرى أن هذه القصة أسطورية من أصل مصري مرتبطة بآلهة الموت نفتيس التي سميت "أفروديت"، ولأن الفكر المصري أثر في اليهود زمنا طولا واستقر في وجدانهم يمكن تسرب هذه الاساطير إلى أقلامهم مع ما تسرب من المعتقدات الفرعونية إلى ديانتهم. [11]

 

• يعقوب عليه السلام:

زعموا أن يعقوب عليه السلام احتال لأخذ النبوة والبركة من أبيه إسحاق عليه السلام لنفسه، فذكروا أن إسحاق عليه السلام لما كبر وكف بصره دعا ابنه عيسو وهو الأكبر، وحسب التقليد لديهم فإن البركة تكون للأكبر، وطلب منه أن يصطاد له جدياً ويطبخه حتى يباركه، فذهب عيسو للصيد كما أمره أبوه، إلا أن أمهما كانت تحب يعقوب وهو الأصغر أكثر من أخيه عيسو وأرادت أن تكون البركة له فدعته وأمرته أن يحضر جدياً فيطبخه وأن يلبس ملابس أخيه ويضع فوق يديه جلد جدي حتى يبدو جسمه بشعر مثل جسم أخيه عيسو، فيظن إسحاق عليه السلام أنه هو فيباركه، ففعل يعقوب عليه السلام ذلك ثم دخل على أبيه ففي ذلك قالوا: " فدخل إلى أبيه وقال: يا أبي، فقال: ها أنذا، من أنت؟ فقال: يعقوب لأبيه: أنا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني، قم إجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك، فقال إسحاق لابنه: ما هذا الذي أسرعت لتجد يا بني؟ فقال: إن الرب إلهك قد يسر لي، فقال إسحاق ليعقوب: تقدم لأجسك يا ابني أأنت هو إبني عيسو أم لا؟ فتقدم يعقوب إلى إسحاق أبيه فجسه وقال: الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو، ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدى عيسو أخيه، فباركه وقال: هل أنت هو ابني عيسو؟ فقال: أنا هو، فقال: قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي، فقدم له فأكل وأحضر له خمراً فشرب، فقال له إسحاق أبوه تقدم وقبلني يا ابني، فتقدم وقبله، فشم رائحة ثيابه وباركه وقال: انظر رائحة ابني كرائحة حقل، قد باركه الرب، فليعطك الله من ندى السماء، ومن دسم الأرض، وكثرة حنطة وخمر، ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل، كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين"[12]. وفاز يعقوب بالبركة بهذه الحيلة، وبعد أن جاء أخوه عيسو لم يكن أمامه إلا الصراخ والعويل لفوات البركة.

 

وبهذا الكلام يصمون أباهم يعقوب عليه السلام بالكذب مراراً، وانتحال شخصية أخيه كيداً، وأخذ ما ليس له فيه حق احتيالاً، كما يصمون أباهم إسحاق عليه السلام بالجهل الشديد إلى حد التغفيل والغباء حيث لم يستطع أن يميز بين ولديه، وهو أمر مستبعد جداً أن يقع لأقل الناس إدراكاً وأشدهم تغفيلاً فضلاً عن نبي الله إسحاق عليه السلام وهذا كله مما لا يليق وصف الأنبياء عليه السلام به، كما أن النبوة ليست بيد إسحاق ولا بيد غيره من الأنبياء، بل هي محض تفضل من الله عز وجل. قال تعالى ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ الزخرف آية (32).

 

وقال تعالى ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ الأنعام آية (124).

 

ويتجلى في هذه القصة طرفاً من مكر اليهود وكيدهم، فإذا نظرنا إلى قصة إسماعيل وإسحاق عليهما السلام نجد أنهم أغفلوا مسألة البكوريه في استحقاق البركة والتي يقصدون بها النبوة، وجعلوا البركة لإسحاق دون إسماعيل عليه السلام لأن إسماعيل عندهم ابن جاريه[13]، ولما صار الأمر متعلقاً بعيسو ويعقوب، وعيسو هو الأكبر حسب كلامهم اخترعوا هذه القصة، حتى يبينوا أن يعقوب قد أخذ البركة دون أخيه عيسو. وأيضاً تلك البركة التي يزعمون أنها للأكبر لا نراها بَعْدُ في نبي آخر من أنبيائهم، حتى أن يعقوب عليه السلام، لما بارك أبناءه عند موته جعل البركة العظمى ليوسف عليه السلام[14] وهو أصغر أبناء يعقوب ما عدا شقيقه بنيامين فقد كان أصغر منه، وهكذا أيضاً بارك يعقوب أفرايم ومنسي ابنى يوسف عليه السلام، فقد كان منسي هو البكر، فجعل يعقوب عليه السلام البركة الأهم لأفرايم وهو الصغير حيث وضع عليه يده اليمنى [15]

 

فهذه قصة مخترعة مفتراه على نبي الله إسحاق ويعقوب عليهما السلام، لاشك في ذلك.

 

• هارون عليه السلام:

زعموا أن هارون عليه السلام هو الذي صنع لهم العجل ودعاهم إلى عبادته " ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له قم إصنع لنا آلهة تسير أمامنا... فقال لهم هارون: انزعوا أقراط الذهب التي في أذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها.... فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً. فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل".[16]

 

فهل يعقل أن نبياً أرسله الله لدعوة قومه إلى عبادة الله وحده يصنع لقومه عجلاً ويدعوهم إلى عبادته؟! حاشا أنبياء الله من ذلك. وقد بين الله عز وجل في القرآن أن الذي صنع لهم العجل هو السامري فقال عز وجل: ﴿ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ﴾ طه آية (85). أما هارون عليه السلام فقد قام بواجبه من ناحية نهيهم عن عبادة العجل، قال جل وعلا ﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ﴾ طه آية (90). [17]

 

• داود عليه السلام:

زعموا أنه زنى بامرأة أحد جنوده، وحبلت من ذلك الزنى، ثم إنه تسبب في مقتل زوجها حيث أمر أن يجعل في مقدمة الجيش حتى يعرضه للقتل، ثم بعد مقتل زوجها تزوجها ومات ذلك المولود الأول، ثم حبلت مرة أخرى فأنجبت النبي سليمان عليه السلام [18]

 

حاشاه من وصفه القرآن بما هو أهل له قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾.


• سليمان عليه السلام:

زعموا أن سليمان عليه السلام تزوج بنساء مشركات يعبدن الأصنام، ثم هو عبد الأصنام معهن وبني للأصنام أيضاً معابد لعبادتها [19].، " أضطجع معك يا اختي".[20]

 

حاشاه عليه السلام قد فضله تعالى على كثير من عباده وكان دعاؤه: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾النمل آية (19). [21]

 

فبحسب دعوى التوراة أن ابن الرجل النبي أصبح بما فعله واحدا من سفهاء إسرائيل بل واصبح مثلا للانحراف والخطيئة، ولم يقف الأمر على ذلك بل إن السلوك المنحرف من قتل ورشوة وسرقة وزنا وتزوير والتحايل والكذب بكل هذه المعاني هي القيم السائدة والمنتشرة والتي تغلب على كل سلوك القوم في كل مراحل حياتهم وعصورهم. داوود وابنه سليمان عليهما السلام مثلا للطهر والنقاء والفضل ولكن التوراة على ديدنها تصورهم بخلاف ذلك وتلبسهم ثوب الخطيئة.  [22]

 

 

وصف النصارى للأنبياء - عليهم السلام - في الإنجيل المحرف:

النصارى كذلك نسبوا إلى الأنبياء القبائح والرذائل وذلك بتصديقهم لما جاء في التوراة المحرفة بالإضافة إلى ما في الإنجيل المحرف كما ورد بيانه فيما سبق، ومن أمثلة هذه المزاعم المكذوبة على الرسل:

• ورد في إنجيل متى أن عيسى من نسل سليمان بن داود، وأن جدهم فارض الذي هو من نسل الزنى من يهوذا بن يعقوب.[23]

 

• أن يسوع أهان أمَّه في وسط جمع من الناس "كان في قانا الجليل عرس وكانت أم يسوع هناك. فدعي يسوع وتلاميذه إلى العرس ونفدت الخمر فقالت ليسوع أمه: ليس عندهم خمر، فقال لها يسوع: مالي ومالك أيتها المرأة لم تأت ساعتي بعد ".[24] فأين هذا مما وصفه به القرآن ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي ﴾ مريم آية (32).

 

• وأن يسوع شهد بأن جميع الأنبياء الذين قاموا في بني إسرائيل هم سراق ولصوص. "الحق الحق أقول لكم: أنا باب الخراف جميع الذين جاؤوا قبلي لصوص سارقون ولكن الخراف لم تصغ إليهم".[25]

 

• وفي إنجيل مرقس زعموا أن عيسى عليه السلام يسب البحر  والريح، " قالوا له يا معلم أما تبالي أننا نهلك ؟ فاستيقظ وزجر الريح وقال للبحر: اسكت! اخرس!" [26]

 

هذا غيض من فيض مما تطفح به تلك الأناجيل المحرفة من وصف الأنبياء والرسل بما هم بريئون منه، إن الأنبياء والرسل أزكى الناس وأطهرهم وأفضلهم، والله إن هؤلاء لضالون فيما وصفوا به أنبياء الله الأبرار الأطهار. [27]

 

 

المبحث الثاني: وقوع التحريف والاعتراف بذلك

الكتاب الذي بين يدي اليهود والنصارى لا سند له يمكن أن يعتمد عليه في صحة المعلومات الواردة فيه، فقد حرفوا كلام الله سبحانه وتعالى وبدلوا فيه بالزيادة والنقصان، قال تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة آية (75). وقال جل وعلا: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ آل عمران الآية (78).

 

فهو مليْء بالتحريف والتناقضات ومن أمثلة ذلك: قالوا في سفر الخروج (33/11) في كلام الله لموسى "ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه".

 

ففي هذا يزعمون أن الكلام يتم مقابلة مما يوحي بأن موسى عليه السلام يرى وجه الله تعالى حين يكلمه.

 

وفي نص آخر بعد هذا يقولون إن الله قال لموسى لما طلب أن يراه سفر الخروج (33/20) "لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش".

 

فهنا ذكروا أن الله تعالى نفى أن يستطيع موسى أو أي إنسان رؤية وجهه عز وجل. وفي هذا تناقض واضح مع ما قبله ودليل على التحريف. وغيرها الكثير.

 

ومما يدل على وقوع التحريف أيضا الاختلاف في عدد الأسفار، مما هو معلوم أن بين يدي اليهود والنصارى ثلاث نسخ مشهورة من التوراة والعهد القديم. ومن هذه النسخ تتفرع سائر الترجمات تقريباً وهي:
1- النسخة العبرية:

وهي المقبولة والمعتبرة لدى اليهود وجمهور علماء البروتستانت النصارى وهي مأخوذة من الماسورية وما ترجم عنها.


2- النسخة اليونانية:

وهي المعتبرة لدى النصارى الكاثوليك والأرثوذكس وهي التي تسمى السبعينية وما ترجم عنها.

 

3- النسخة السامرية:

وهي المعتبرة والمقبولة لدى اليهود السامريين.

 

وإذا عقدنا مقارنة بين النسخ الثلاث من ناحية عدد الأسفار نجد أن النسخة العبرية تسعة وثلاثون سفراً فقط. أما النسخة اليونانية فهي ستة وأربعون سفراً حيث تزيد سبعة أسفار عن النسخة العبرية ويعتبرها النصارى الكاثوليك والأرثوذكس مقدسة. أما النسخة السامريه فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً. [28] كما يوضح الخلاف فيما بينهم في ثبوت صحة بعض الأسفار وبطلانها وعدم الاعتراف بها على وقوع التحريف.[29]

 

قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: وكان الروم واليونان وغيرهم مشركين يعبدون الهياكل العلوية والأصنام الأرضية فبعث المسيح عليه السلام رسله يدعونهم إلى دين الله تعالى فذهب بعضهم في حياته في الأرض وبعضهم بعد رفعه إلى السماء فدعوهم إلى دين الله تعالى فدخل من دخل في دين الله وأقاموا على ذلك مدة ثم زين الشيطان لمن زين له أن يغير دين المسيح فابتدعوا دينا مركبا من دين الله ورسله دين المسيح عليه السلام ومن دين المشركين. [30]

 

ويعترف كبار المراجع النصرانية بوقوع التحريف والزيادة المستمرة حيث تقول لجنة الكتاب المقدس البابوية في مدخلها سنة 1948 م: يوجد ازدياد تدريجي في الشرائع الموسوية سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية. ويقول كيرت (الكتاب المقدس المتداول حاليا لا يحتوى على التوراة والإنجيل المنزلين من الله).

 

ويقول جيمس جنستنج: (ومع هذا فإننا نتوقع إن نجد خلال صفحات الكتاب المقدس بعض الأجزاء من التوراة والإنجيل الأصليين، مما يتحتم معه دراسة جادة لكي تجعل مضمون الكتاب المقدس مفهوما).

 

وأشار الناقد اليهودي الشهير اسبينوزا عن تحريف الأسفار التوراتية حيث يقول (يسلم معظم المفسرين بوقوع أي تحريف في النص، حتى الأجزاء الأخرى، ويقرون أن الله بعناية فريدة كلها من أي ضياع )،ويضيف (أما اختلاف القراءات فهو في نظرهم علامة على إسرار في غاية العمق، ويتنافسون بشان النجوم الثمانية والعشرون الموجودة وسط إحدى الفقرات، بل تبدو إشكال الحرف ذاتها وكأنها تحتوى على إسرار كبيرة ولست ادري إن كان ذلك ناجما عن اختلال العقل وعن نوع من تقوى العجائز المخرفين أم أنهم قالوا ذلك بدافع الغرور والخبث حتى نعتقد أنهم وحدهم هم الأمناء على أسرار الله ولكنى أعلم فقط أنى لم أجد مطلقا أي شيء عليه سيما السر في كتبهم ولم أجد فيها إلا أعمالا صبيانية.[31]

 

النتائج

1/ أن أهل الكتاب طعنوا في أنبيائهم ووصفوهم بأبشع الصفات والرذائل ونسبوا إليهم ما يقدح فيهم.

 

2/ أن الأوصاف التي نسبوها إلى أنبيائهم تتنافى مع مكانتهم الكبيرة ودورهم العظيم في الهداية و إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وبدلا من وضعهم في مكانتهم الجليلة واحترامهم واتباعهم قاموا بالعكس تماما.

 

3/ السبب الأكبر في تمادي اليهود والنصارى كثيرا على أنبيائهم بوصفهم بأبشع الصفات والخزايا هو لتبرير خطاياهم وانحرافاتهم الأخلاقية والفواحش والرذائل المنتشرة بينهم.

 

4/ التضارب والتناقض الواضح في كتبهم يدل على وقوع التحريف فيها وأنه تم التلاعب بها بشكل كبير.

 

5/ مزاعمهم القبيحة عن خيار البشر وحملة الرسالة السماوية تدل قطعا على وقوع التحريف في كتبهم.

 

6/ أن مصادرهم وكتبهم الدينية كلها محرفة وأصابها التبديل والضياع وما هو موجود الآن لا يتعدى أن يكون تراثا شعبيا لا سند له إلا الذاكرة وقصص وروايات، والكتب الدينية إن لم تنقل نقلا متواترا فلا يصح اعتبارها ولا الأخذ بما فيها من شرائع وأحكام وعقائد.

 

7/ أن الأمة الإسلامية هي المدافعة عن الأنبياء والرسل، المشيدة بمآثرهم، فهي وراثة الأنبياء، المقيمة لدينهم، بخلاف ما عليه اليهود والنصارى تجاه أنبيائهم.

 

الخاتمة

الحمد لله في الأولى والآخرة على أن أنعم علينا بهذا الدين العظيم ومنّ علينا بنور القرآن الكريم، المحفوظ المصان من الزيادة والنقصان، وكل ما يعارض الفطرة أو العقل السليم، اللهم زدني به والمسلمين نصرة وعزة، اللهم أتم علينا هذه النعمة العظيمة بشكرها، وتوفيقنا إلى العمل بها على الوجه الذي يرضيك عنا، والذود عنها وعن أنبياءك ورسلك بكل ما أوتينا، وأحمده تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه أن وفقني على إتمام هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المراجع

• القرآن الكريم.

• دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية، تأليف: سعود بن عبدالعزيز الخلف، مكتبة أضواء السلف، الرياض، الطبعة الرابعة،1425هـ.

• الكتاب المقدس العهد القديم، دار المشرق بيروت، الطبعة السابعة 2007.

• الكتاب المقدس العهد الجديد، دار المشرق بيروت، الطبعة السابعة 2007.

• دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية، تأليف: د. كامل سعفان، دار الفضيلة.

• اليهود بين الدين والتاريخ، تأليف: صابر عبد الرحمن طعيمه، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الاولى 1972.

• الرسل والرسالات، تأليف: عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الطبعة الرابعة عشرة 1427هـ.

• الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، تأليف: أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، دار العاصمة، 1419هـ.

• المدخل إلى العهد القديم (الكتب المقدسة)، تأليف: صموئيل يوسف خليل، دار الثقافة، القاهرة، الطبعة الثانية 1993.



[1] تداولت وسائل الأعلام العربية نهاية الأسبوع الماضي الخبر التالي:

"عُثر في تركيا على نسخة نادرة من الإنجيل مكتوبة باللغة الآرامية وتعود إلى ما قبل 1500 عام، تشير إلى أن المسيح (عليه السلام) تنبأ بظهور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من بعده.

وطالب البابا بنديكتوس السادس عشر معاينة الكتاب الذي بقي في الخفاء أكثر من 12 عاماً، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقال وزير الثقافة والسياحة التركي أرطغول غوناي: "إن قيمة الكتاب تقدر بـ22 مليون دولار، حيث يحوي نبوءة المسيح بظهور النبي محمد، ولكن الكنيسة المسيحية عمدت إلى إخفائه طيلة السنوات الماضية لتشابهه الشديد مع ما جاء في القرآن الكريم بخصوص ذلك". حيث جاء في نسخة الإنجيل أن المسيح أخبر كاهناً سأله عمن يخلفه، فقال: "محمد هو اسمه المبارك، من سلالة إسماعيل أبي العرب". وذكر غوناي أن الفاتيكان طلبت رسمياً معاينة الكتاب الذي أصبح بحوزة السلطات التركية، بعد اختفائه عام 2000 بمنطقة البحر المتوسط في تركيا، واتهمت حينها عصابة من مهربي الآثار بسرقته خلال الحفريات غير الشرعية وتتم محاكمتهم حالياً. ومع ذلك فإن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي تكفل الله بحفظه ولكن إيراد ذلك لبيان أن النصارى لا يريدون الاعتراف بدين محمد صلى الله عليه وسلم ويحاربون ويخفون أي دليل يثبت صحته.

[2] دراسة في التوراة والإنجيل، لكامل عسفان 270-271

[3] السبي البابلي، للاستزادة ينظر: مقارنة الأديان لأحمد شلبي، (اليهودية 1، 84)، مكتبة النهضة المصرية ط 7

[4] سفر التكوين (9/20)

[5] سفر التكوين (9/22)

[6] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية 108-110،  دراسة في التوراة والإنجيل 10-11.

[7] سفر التكوين ( 12/14).

[8] سفر التكوين12.

[9] الرسل والرسالات للأشقر 105-106، دراسة في التوراة والإنجيل 12-13.

[10] سفر التكوين (19/30-38).

[11] دراسة في التوراة والإنجيل 14.

[12] سفر التكوين (27/18-29).

[13] سفر التكوين (25/5).

[14] سفر التكوين (49/22-27).

[15] سفر التكوين (48/13).

[16] سفر الخروج (32/1).

[17] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية 111-116.

[18] سفر صموئيل الثاني (11/1-26).

[19] سفر الملوك الأول (11/1-9).

[20] صموئيل الثاني (3/1-14).

[21] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية 114-115، دراسة في التوراة والإنجيل 116-117.

[22] اليهود بين الدين والتاريخ، لصابر طعيمه 242-243.

[23] متى (1/10).

[24] يوحنا ( 2/4).

[25] يوحنا، (10/8).

[26] مرقس ( 4/35).

[27] الرسل والرسالات 107-108.

[28] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية ( 1/ 96-97، 100).

[29] المدخل إلى العهد القديم  لصموئيل يوسف  ( 38-39).

[30] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، شيخ الإسلام ابن تيمية، (1/ 244).

[31] سلسلة تحريف العهد القديم، د.منقذ محمود السقار (موقع الكتروني).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النبوة والأنبياء.. وربك يخلق ما يشاء ويختار
  • من مفاضلات النبوة في مكانة ألفة المسلمين من الدين
  • خصائص النبوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
  • فقه التعامل مع أهل الكتاب من السنة والكتاب
  • دعوة أهل الكتاب

مختارات من الشبكة

  • من دلائل النبوة في كتب أهل الكتاب(كتاب - آفاق الشريعة)
  • نبوة محمد في عيون أتباع الأديان الأخرى(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضائل أهل بيت النبوة في كتب السنة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من مشكاة النبوة (4) في مهنة أهله - باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مشكاة النبوة (4) في مهنة أهله (خطبة)- باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مشكاة النبوة (4) في مهنة أهله (خطبة) (باللغة الإندونيسية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مشكاة النبوة (4) في مهنة أهله (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مشكاة النبوة (4) في مهنة أهله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثلاث رسائل في فضائل الصحابة وأهل بيت النبوة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من الدلائل العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (5) (حادثة الإفك وصدق النبوة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- جمالية البحث
عبدالله عبدالعزيز ال عتيق - السعودية 26-10-2018 09:16 PM

البحث جميل جدا رغم اطلاعي عليه في وقت متأخر عن نزوله ولكن كما يقال : ازرع تحصد الحقيقة أني استفدت منه استفادة رائعة، البحث ملم بجوانب عديدة بالإجمال ويعطي مفاتيح للقارئ أسأل الله أن ينفع به في الدنيا والآخرة
ولك خالص الدعاء والرجاء لك بالتوفيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب