كتاب الكامل الفريد في التجريد والتفريد (دراسة وتحقيق)

ملخص الرسالة

كتاب الكامل الفريد في التجريد والتفريد

لجعفر بن مكي الموصلي المتوفى سنة (713 هـ)

مفردة الإمام أبي عمرو (باب الفرش)

دراسة وتحقيق

مقدمة البحث:

الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته الغر الميامين، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فإنَّ أولى ما صرفت فيه الساعات، وانقضت فيه الأعمار، كتابَ الله عز وجل. وهو أجلُّ الأعمال وأرفعها قدرًا عند الله عز وجل؛ لذلك اهتم به العلماء اهتمامًا بالغًا، فقضوا أوقاتهم في تعلمه وتعليمه وتدبره والعمل به والبحث عن حكمه أسراره، إلى أن بدأ التأليف في قراءات القرآن وعلومه، ومنذ أن ألَّف ابن مجاهد كتاب "السبعة" بدأ العلماء يكتبون في مفردات القراءات ومنهم الإمام أبو جعفر الموصلي الذي ألف في مفردات القراء السبعة وجعلها في كتاب واحد سماه: "الكامل الفريد في التجريد والتفريد"، وكان من نصيبي تحقيق: مفردة الإمام أبي عمرو (باب الفرش) لتكون موضوع بحثي التكميلي لمرحلة الماجستير، فأسأل الله تعالى العون والسداد.

أهمية الموضوع:

تتجلى أهمية الموضوع في:

1- كونه متعلق بكتاب الله عز وجل، حيث إنَّه يتضمن قراءات مختلفة من القرآن الكريم.

2- اعتماد المؤلف -رحمه الله- في مادة كتابه على مصدر من مصادر أصول النشر، وهي الشاطبية كما ذكر ذلك بقوله: «وألزمت نفسي بتجريد مذهب هذا الإمام الرَّباني بما احتوى عليه من الحقائق والمعاني من الكتاب الموسوم بحرْز الأماني ووجه التَّهاني الذي نظمه الشيخ الإمام والحبر المهام علَّامة زمانه وآية أوانه ولي الله أبو القاسم الشاطبي قدَّس الله روحه ونور ضريحه...»[1].

3- اعتناؤه - رحمه الله - بذكر مفردة كل قارئ من القراء السبعة على حده، وذلك مما يعين الباحث والدارس على الاهتمام بأصول القراءات القرآنية.

4- قسَّم المؤلف كتابه إلى سبعة أقسام، وذكر في كل قسم منها قارئًا وما انفرد به عن غيره من القراء السبعة، مبتدئًا بمفردة الإمام نافع، ثم الإمام الذي يليه...، وهكذا حتى انتهى إلى مفردة الإمام الكسائي، وذلك اقتداء بالإمام ابن مجاهد في كتابه "السبعة"، كما ذكر ذلك في مقدِّمة كتابه حيث قال: « وسلكت سبيل من تقدمني بتقديم نافع المدني؛ إذ به بدأ أبو بكر بن مجاهد، وحذا حذوه من مصنفي كتب القراءات غير واحد، ثم إني أتْبع مذهب نافع بمذهب إمام بعد إمام حتى أختم بالسابع، فإذا كمل تفريدها وتجريدها سمَّيتها بالكامل الفريد في التجريد والتفريد..»[2].

5- ابتدأ المؤلف مفردة الإمام أبي عمرو بمقدِّمة، ذكر فيها: اسم القارئ، وكنيته، ونسبه، ومناقبه، وسنده، ومولده، ووفاته، وذكر رواته وأسانيد قراءتهم؛ وذلك كعادته في كل مفردة من مفردات القراء السبعة.

6- ألزم المؤلف نفسه في بداية باب الفرش بذكر بعض الأصول في أول كل سورة، كالإدغام والإمالة وغيرهما. كقوله في مفردة أبي عمرو في أول سورة البقرة: «التزمت أن أذكر في أول كل سورة ما اجتمع فيها من الحروف المدغمة من باب الادغام الكبير، وأن أذكر مايقع فيها من أحكام الهمز المجتمع من كلمة وكلمتين وأذكر الحروف الممالة على مذهبه... »[3].

7- توضيح المصطلحات التي استعملها في كتابه، كقوله في شرحه لمفردة أبي عمرو: (الدوري): أي قرأ بها الدوري.

(السوسي): أي قرأ بها السوسي.

(بلا خلاف): أي إجماع من سائر الأئمة والرواة.

(في الحالين): أي حالتي الوقف والوصل.

(قد ذكر): أي لها نظائر في سور أخرى.

8- استشهاده في آخر مفردة الإمام أبي عمرو بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية.

9- توجيهه لبعض القراءات القرآنية.

11- توضيح المصطلحات القرائية، كالاستعاذة والبسملة وغيرهما.

12- تعدد نسخ الكتاب وانتشارها في العالم العربي والإسلامي.

أسباب اختيار الموضوع:

رغبتي في خدمة كتاب الله عز وجل، والاهتمام بقراءاته، وكتبها، وما يتعلق بها.

مكانة المؤلف ومنزلته العلمية، وذلك باعتباره عالمًا من علماء القراءات، كما ذكر ذلك الإمام ابن الجزري)[4].

إبراز قيمة علم القراءات العلمية وجهود العلماء - رحمهم الله - فيه من خلال تحقيقه.

حرصي على تحقيق مفردة الإمام أبي عمرو - رحمه الله – تحقيقًا علميًّا، ومن ثم طباعته وإثراء المكتبات به.

الإسهام في التسهيل لطلاب العلم في الحصول على مفردة كل قارئ من القراء السبعة، وما يختص به من خلال تحقيق هذا الكتاب.

عدم تطرق الباحثين إلى تحقيق مفردة الإمام أبي عمرو البصري.

الرغبة في نشر هذا الكتاب وفق منهج علمي أصيل، يتبع فيه أسس التحقيق المنهجي.

الدراسات السابقة:

من خلال بحثي في مصادر المعلومات وفهارس المخطوطات تبين لي أن هناك من العلماء من سبق الإمام أبا جعفر في التأليف في مفردات القراء السبعة، منهم الإمام أبو الطيب بن غلبون (ت 399هـ) في كتابه: "رسالة فيما انفرد به القراء في الروايات من التالين بالحروف"[5]، والإمام أبو عمرو الداني (ت 444هـ) في كتابه: "المفردات في القراءات السبع"[6].

خطة البحث:

قسَّمتُ البحث إلى: مقدمة، وقسمين، والخاتمة، والفهارس.

أما المقدمة فمشتملة على: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وبيان خطة البحث.

القسم الأول: الدراسة، وفيه تمهيد، وثلاثة فصول:

تمهيد: في القراءات والقراء السبعة.

الفصل الأول: مفردة الإمام أبي عمرو وعناية العلماء بها وفيه مبحثان:

المبحث الأول: في تعريف المفردات.

المبحث الثاني: عناية العلماء بمفردة أبي عمرو والتأليف فيها.

الفصل الثاني: ترجمة المؤلف وفيه، ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: اسمه، ونسبه، ومولده.

المبحث الثاني: شيوخه وتلاميذه.

المبحث الثالث: ثناء العلماء عليه ووفاته.

الفصل الثالث: دراسة الكتاب، وفيه سبعة مباحث:

المبحث الأول: موضوع المفردة وسبب تأليفها.

المبحث الثاني: تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته لمؤلفه.

المبحث الثالث: وصف النسخ الخطية.

المبحث الرابع: المصادر التي اعتمد عليها المصنف في تأليفه.

المبحث الخامس: منهج المصنف في الكتاب، والرموز التي استخدمها.

المبحث السادس: الملاحظات على الكتاب.

المبحث السابع: منهجي في التحقيق والرموز المستخدمة فيه.

القسم الثاني: قسم التحقيق

تحقيق النص: مفردة الإمام أبي عمرو (قسم الفرش)، والتي بلغ عدد ألواحها سبعة عشر لوحًا.

الخاتمة: وفيها ذكر لأهم النتائج التي توصلت إليها من خلال الدراسة والتحقيق لهذه المفردة، والتوصيات.

الفهارس العلمية: وتشمل على:

1- فهرس الأعلام المترجم لهم.

2- فهرس المصادر والمراجع.

3- فهرس الموضوعات.