توجيه الشاهد القرآني في مغني اللبيب (تأصيل وتطبيق ومنهج)

ملخص الرسالة

توجيه الشاهد القرآني في مغني اللبيب

تأصيل وتطبيق ومنهج

ملخص البحث:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد، فهذا بحثٌ في "توجيه الشاهد القرآني في مغني اللبيب: تأصيل وتطبيق ومنهج"، وهو بحث يُعنى بالتوجيهات التي كان لابن هشام موقفٌ فيها، ومنهجه في الرد والترجيح والموافقة.

واقتضت طبيعةُ هذا البحث أن يأتي في مقدمة تتضمنُ بيانَ الموضوع، وسبب اختياره، ومنهج البحث، وتمهيد تناولت فيه اتجاهات المعربين في إعراب القرآن الكريم، ثم جاءت الدراسةُ في ثلاثة أبواب:

أولها: الدراسة النظرية، وتضمنت ثلاثةَ فصول؛ وهي: السماع، وآراء النحاة وأصولهم، ومراعاة المعنى.

وثانيها: الدراسة التطبيقية، وتضمنت ثلاثة فصول؛ وهي: السماع، وآراء النحاة وأصولهم، ومراعاة المعنى.

وثالثها: منهج ابن هشام في التوجيه، وتضمن ثلاثة فصول أيضًا؛ هي: السماع، وآراء النحاة، والمعنى، ذيلت البحثَ بخاتمة أتبعتُها بفهارس فنية، ووقف البحث على نتائج؛ من أهمها:

١ - يحتجُّ ابن هشام بالقراءات المتواترة أو الشاذة التي تعضد التوجيهَ الذي يختاره، كما يحتج بالنظير، ولا سيما ما اقتصر استعماله على القرآن الكريم.

٢ - يرفض ابن هشام التوجيهَ إن خالفه الرسمُ القرآني.

٣ - يختار ابن هشام التوجيهات التي تعضدها الآراءُ النحوية إن بُنيت تلك الآراء على استعمال لم يقع في القرآن الكريم إلا كذلك، أو بُنيت على قواعد أجمع عليها النحاةُ، أو كانت تلك القواعد مشهورة مطَّردة عندهم.

٤ - يتخذ ابنُ هشام من المعنى معيارًا يحدد به ما يختاره من توجيهات، فالتوجيه الذي لا يوافق المعنى يعده خطأً وإن راعى ما تقتضيه الصناعة.

٥ - يعتمد ابن هشام في اختيار التوجيهات على القواعد الشائعة التي قرَّرها النحاة أو الآراء النحوية التي تبطل التوجيهات عندما لا تحمل تلك التوجيهات التنزيل على الأشهر.

٦ - تابع ابنُ هشام غيرَه في أغلب التوجيهات التي اختارها، وممن أكثر الأخذ عنهم أبو حيان.

٧ - كثيرًا ما وفق ابن هشام في اختيار المعنى في توجيه الشاهد القرآني؛ إذ كان غالبًا ما يعتمد على السياق.

وغير ذلك من النتائج المذكورة في خاتمة البحث، والحمد لله رب العالمين.

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنه يطيبُ لي أن أعرض هنا موضوعَ البحث، ودوافعَ اختياري له، ومنهجي الذي سرت عليه فيه.

أما الموضوع، فهو: "توجيه الشاهد القرآني في (مغني اللبيب): تأصيل وتطبيق ومنهج"، وهو بحث يُعنى بالتوجيهات التي كان لابن هشام موقفٌ فيها، ومنهجه في الرد والترجيح والموافقة، وما قد يكون في ذلك من جديد غير سابق عند غيره، ومما دفعني إلى اختيار هذا الموضوع في "مغني اللبيب":

١ - يتجه كتاب "مغني اللبيب" لخدمة القرآن الكريم؛ إذ يُعنى بتوضيح ما يشكل إعرابه من آي الذكر الحكيم، ويتجنب ما لا يختصُّ بالإعراب، وإعرابَ الواضحات، فهو كتابٌ مهم في التفسير والعربية؛ إذ يقول صاحبه: "وضعت الكتاب لإفادة متعاطي التفسير والعربية"[1]، إضافة لما يمتاز به من كثرة الشواهد القرآنية وتنوع التوجيه فيه.

٢ - وضوح شخصية ابن هشام في مناقشة الآراء وتقويمها، والاختيار منها والرد عليها، فأفاد من "المغني" كلُّ مبتدئ في تعلم الإعراب، وكلُّ مستمسك منه بأوثق الأسباب؛ لذا فإن دراسة هذه التوجيهات في "مغني اللبيب" مفيدةٌ للبحث العلمي.

خطة البحث:

اقتضت طبيعةُ هذا البحث أن يأتي في ثلاثة أبواب، تسبقها مقدمةٌ وتمهيد، وتتلوها خاتمة، تتبعها فهارس فنية؛ وتفصيل ذلك كالآتي:

١ - المقدمة: تضمنت نبذة عن الموضوع، ودوافع اختياري له، وخطة البحث، ومنهجي الذي سرت عليه.

٢ - التمهيد: تناولتُ فيه اتجاهات المعربين في إعراب القرآن الكريم.

٣ - الدراسة: وجاءت في ثلاثة أبواب:

الباب الأول: الدراسة النظرية "الأصول والأسس"؛ وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: السماع.

الفصل الثاني: آراء النحاة وأصولهم.

الفصل الثالث: مراعاة المعنى.

يتناول البحثُ قيمةَ كل فصل من هذه الفصول في صناعة النحو وتأسيس قواعده، وأهم آراء النحاة فيه بإيجاز.

الباب الثاني: الدراسة التطبيقية؛ وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التوجيه على أساس السماع؛ وفيه مبحثان:

المبحث الأول: القراءات ورسم المصحف.

المبحث الثاني: مراعاة النظير.

الفصل الثاني: التوجيه على أساس آراء النحاة؛ وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:

أ - رأي الجمهور.

ب - جمهور البصريين.

المبحث الثاني: القواعد والأصول النحوية.

المبحث الثالث: قواعد الترجيح.

الفصل الثالث: التوجيه على أساس المعنى.

الباب الثالث: منهج ابن هشام في التوجيه؛ وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: موقفُه من السماع.

الفصل الثاني: موقفه من آراء النحاة.

الفصل الثالث: موقفه من المعنى.

الخاتمة:

وفيها ذكرتُ أهمَّ النتائج وبعض التوصيات.

الفهارس:

وتضمنت سبع فهارس فنية؛ هي:

١ - فهرس الآيات القرآنية، ٢ - فهرس القراءات القرآنية، ٣ - فهرس الأحاديث النبوية، ٤ - فهرس الأشعار، ٥ - فهرس الأرجاز، ٦ - فهرس المصادر والمراجع، ٧ - فهرس الموضوعات.

منهج البحث الذي سِرت عليه:

أما منهجي في تناول هذه المسائل، فكان على النحو الآتي:

١ - تناولتُ المسائلَ التي كان لابن هشام توجيه صريح فيها، أو عضد فيها توجيه عالم آخر، أو خالف فيها رأيًا آخر.

٢ - أُصنِّف المسائل التي كان لابن هشام توجيه فيها تبعًا للأصل: السماع أولاً، ثم آراء النحاة، ثم المعنى.

٣ - يعتمد ابن هشام في توجيه كثير من المسائل على أساسٍ فأكثر؛ لذلك يتم طرحُ المسألة بالتفصيل عند عرضها في الأساس الأول الذي اعتمده في الاختيار فحسب.

٤ - أضع للمسألة عنوانًا يعبِّر عن رأي ابن هشام، أو ما خرج عن القاعدة المطردة عند النحاة، أو أذكر موضع الشاهد في الآية مع ذكرها.

٥ - أفصِّل القولَ في المسألة، فأورد التوجيهات التي ذكرها ابنُ هشام، وأهم آراء النحاة فيها، وأدلتهم، والردود عليها إن وجدَت، وقد أورد توجيهات لم يذكرها ابنُ هشام في بعض المسائل إذا كان لذكرها فائدة.

٦ - أذكر التوجيهَ الذي اختاره ابنُ هشام في تفصيل المسألة، وما اعتمد عليه من دليل، وغالبًا ما أبين وجهَ القوة أو الضعف في التوجيه الذي اختاره، وذلك بمقارنته بالتوجيهات الأخرى.

٧ - قد يكون في بعض المسائل خَلْط من المتأخرين في نسبة الآراء لقائليها؛ لذا عنيت - في الأغلب - بتحقيق نسبتها إلى أصحابها، وبيَّنت وجه الخلط فيها، معتمدة في ذلك على كتبهم.

٨ - في نهاية المسألة غالبًا ما أوضح رأيي فيما أتممتُ مناقشتَه، وأعتمد في اختياري على ما قرَّره جمهورُ النُّحاة من القواعد النَّحوية المطردة.

وقد أختار توجيهًا يخالف توجيهَ الجمهور إن كان هناك ما يدعمه، كأن قَوِيَ معنًى وصح صناعة.

وبعد:

فإني أتوجَّه بجزيل الشكر والامتنان لله تعالى، الوهاب المنان، الذي أعانني ووفقني، وسهَّل لي الصعاب، وفتح لي أبواب العلم، وأسأله أن يرزقني الزيادة فيه ما حييت.

ثم الشكر كل الشكر لسعادة الدكتور المفضال: محمد أحمد خاطر، الذي كابد معي مصاعب فهم النصوص وفكِّ عويصها وكبح جماحها، فعاش معي مراحلَ كتابتها بجلَد وصبر، ولم يضن علي بوقت أو جهد، فجزاه الله عني خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.

وأود أن أشكرَ سعادة الدكتور الفاضل المعطاء، الذي غمرني بعلمه وفيض كرمه في بحث الماجستير، وامتدَّ عونه لي في الدكتوراه؛ سعادة الأستاذ الدكتور: سعد بن حمدان الغامدي، الذي كان صاحب الفضل في إيجاد فكرة هذا البحث، ثم غمرني بكرمه لتكرمه بقبول مناقشة هذا البحث وتقويمه هو وسعادة الأستاذ الدكتور الفاضل: محمد بن عبدالعزيز الرفاعي، فجزاهما الله عني خير الجزاء.

ثم أقدم خالص الشكر والامتنان مطعمًا بأنوار البر والإحسان إلى والدي الحبيب رحمه الله تعالى، ووالدتي الحبيبة أطال الله بقاءَها، فطالما أمدَّاني بالدعاء المتواصل، الذي كان له الأثر الكبير في توفيق الله لي لإتمام هذا البحث.

وأخصُّ بالشكر ذلك القلب الكبير الشاحذ لهمتي حين فتورها، والذي تعجز كلماتي عن ذكِر ما قام به من دور في مواصلة بحثي هذا... إلى الدكتور: محمد عمر الشماع، فهو المنارة حين يحلك الظلام، وهو الوقود حين تنفد العزيمة.

كما أتوجه بالشكر إلى جامعتي؛ جامعة الملك عبدالعزيز، ممثلة في عميد الدراسات العليا العربية، ومدير الابتعاث، ووكيل كلية الآداب، ورئيس قسم اللغة العربية، والمشرفة على قسم اللغة العربية، وجميع القائمين عليها؛ وذلك لتمكيني من الابتعاث، وتفريغي لإتمام هذا البحث.

كما أتوجه بالشكر إلى جامعة أم القرى، ممثلة في رئيس الدراسات العليا العربية، وعميد كلية اللغة العربية، وجميع القائمين عليها.

ولا يفوتني أن أشكرَ كلَّ من ساهم في بناء هذا البحث العلمي.

وختامًا، هذا بحثي أضعُه بين أيديكم، فما كان فيه من صوابٍ فمِن الله تعالى وحده، فضلاً منه ومنَّة، وما كان فيه من نقص أو خلل أو قصور، فمن نفسي والشيطان، ولكن عزائي في ذلك أنَّه ما من عمل إلا ويعتريه نقص إلا كتاب الله عز وجل.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تحقيق: الفاخوري، دار الجيل، بيروت، ط ٢، ١٤١٧ هـ، ٣٩٥/٢.