برنامج مقترح لتدريب معلمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في ضوء أسس المنهج التكاملي

ملخص الرسالة

برنامج مقترح لتدريب معلمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية

في ضوء أسس المنهج التكاملي

دراسة علمية مقدمة إلى قسم التربية في كلية العلوم الاجتماعية

مستخلص الدراسة:

هذه الدراسة بعنوان: "برنامج مقترح لتدريب معلمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في ضوء أسس المنهج التكاملي".

حاولَت هذه الدراسةُ الإجابةَ عن الأسئلة التالية على الترتيب:

١- ما الأسس العلميَّة لبناء المنهج التكامليِّ في المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية؟

٢- ما جوانبُ القوَّة وما جوانب الضعف لدى معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية، فيما يتعلق بأسس وتطبيقات المنهج التكامليِّ في المرحلة الابتدائية؟

٣- ما البرنامج المقترَح لتدريب معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية في ضوء مِعيار الدراسة؟

٤- ما مدى كفاءة البرنامج المقترَح من خلال تطبيقه على عيِّنةٍ من المعلمين؟

وقد استخدم الباحثُ في هذه الدراسة منهجَين: الأول هو المنهج المسحيُّ الوصفيُّ؛ والآخر هو المنهج شبه التجريبي.

وقد خلصَت الدراسةُ إلى عِدَّة نتائج؛ من أبرزها:

١. بِناء قائمةٍ بأسس المنهج التكامليِّ للمواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية، اشتملت على "٥" أسس رئيسة، وكلُّ أساس يحتوي على مجموعة من العناصر بلغ عددُها "62" عنصرًا فرعيًّا.

٢. ضعف درجة تمكُّن معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض في الأساس الأول: التنظيم التكاملي.

٣. ضعف درجة تمكُّن معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض في الأساس الثاني: الإعداد والتخطيط التكاملي.

٤. ضعف درجة تمكُّن معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض في الأساس الثالث: إستراتيجيات التدريس التكاملية.

٥. ضعف درجة تمكُّن معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض في الأساس الرابع: الأنشطة التكاملية.

٦. ضعف درجة تمكُّن معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض في الأساس الخامس: التقويم التكاملي.

٧. يرى المحكِّمون من الخبراء التربويِّين أن البرنامج المقترحَ صالحٌ لتلافي نواحي الضعف لدَى معلِّمي المواد الاجتماعية، فيما يخصُّ أُسسَ وتطبيقات المنهج التكامليِّ بدرجةٍ كبيرةٍ بنسبة (100%).

٨. يرى المحكِّمون من الخبراء التربويِّين أن البرنامجَ المقترَح صالحٌ للتجريب بدرجةٍ كبيرةٍ بنسبة (100%).

٩. أن البرنامج التدريبيَّ المقترح لتدريب معلِّمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في ضوء أسس المنهج التكاملي، يتَّصفُ بالكفاءة والفاعليَّة فيما يختصُّ بأسس وتطبيقات المنهج التكاملي لدى أفراد عيِّنة الدراسة؛ حيث بلغَت نسبةُ متوسِّط الكسب المعدَّل لبلاك Blacke (٠.٧٣)، وهي نسبة مقبولة؛ لأنها تزيد على (٠.٠٥)، والذي يمثِّل الحدَّ الأدنى للحكم على صلاحية البرنامج التدريبي، واعتبارِه فعَّالاً.

وفي ضوء ما توصلَت إليه الدراسةُ من نتائج؛ يوصِي الباحثُ بما يلي:

١. حاجة معلمي المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية للتدرب على أُسس المنهج التكاملي عند تطبيق المنهج بصورة تكاملية.

٢. وضع الحلول المناسبة لبعض جوانب الضعف المحددةِ في هذه الدراسة، لمعلمي المواد الاجتماعية بالمرحلة الابتدائية، ضِمن برامج الإعداد قبل الخدمة.

٣. الاستفادة من قائمة الأسس العلميَّة لبناء المنهج التكاملي في المواد الاجتماعية، في المرحلة الابتدائية.

٤. الاستفادة من البرنامج التدريبيِّ المقترح في هذه الدراسة من قِبل وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، عند تطبيق المواد الاجتماعية بصورةٍ متكاملة.

٥. الاستفادة من أدوات الدراسة المقدَّمة في هذه الدراسة.

٦. تدريب معلمي، ومعلمات التاريخ، والجغرافيا، والتربية الوطنية، في المراحل الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، في ضوء أُسس المنهج التكامليِّ في حال تطبيق المنهج، حسب خطط وزارة التربية والتعليم.

٧. إجراء دراسات تربوية تستهدفُ التحققَ من جوانب القوة وجوانب الضعف فيما يخصُّ أسس وتطبيقات المنهج التكاملي في المرحلة المتوسطة والثانوية.

الفصل الأول: مشكلة الدراسة

1-1: مقدمة الرسالة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فللتعليم دورٌ مهمُّ ورئيس في تنمية ورقي المجتمعات البشرية، ذلك الدور الذي جعل منه الخيارَ الأول للتقدم في جميع مناحي الحياة، وامتدادًا لأهمية دور التعليم تعاظَمَ دورُ المعلم والمنهج؛ فكان لِزامًا الاهتمام بهما وتطويرهما، كون نتائج التطوير لا تنعكس عليهما فقط، بل تمتد إلى أغلى ما تمتلكه الأمة وهم الأبناء.

واهتمام التعليم بالمنهج ينبثق من كونه "الوسيلة التي تعتمد عليها الدول، لبلوغ أهداف المجتمع الذي تخدمه وتحقق أغراضه"؛ (المكاوي، ٢٠٠٠ م، ص ٩)؛ لذا تحرِص دول العالم على الأخذ بالاتجاهات الحديثة في مجال المناهج.

والمنهج التكاملي من الاتجاهات العالميَّة المناسبة، التي "بادرَت كلُّ دول العالم المتقدم إلى الأخذ به في بناء مناهجها الدراسية "(مبارك، ١٩٩٥ م، ص ٦).

كما أنه "أحد المداخل البارزة في إعداد التلميذ إعدادًا متكاملاً ومتوازنًا، وتزويده بمنظومة المعارف والخبرات والاتجاهات التي تمكِّنه من التعامل بوعيٍ ومرونة مع مشكلات العصر وقضاياه المعقدة، وإكسابه مهارات الاتصال والتفاهم مع الآخرين والعمل معهم بروح الفريق"؛ (نصر، ٢٠٠٣ م، ص ٧٣).

وبروز المنهج التكاملي في هذا الوقت يأتي كونه حلاًّ لمشكلات "تجزئة المعرفة والانفصال بين ما يتم تدريسه في المدارس وما يحدثُ في الواقع"؛ (المعيقل ٢٠٠١ م، ص ٤٣)، وما يعانيه التلميذ من "تكدُّس المواد وازدحامها على وقته وذهنه"؛ (الرشيد، ١٤١٨ هـ، ص ١١٧)، ومن إهماله "لسيكولوجية التلاميذ من حيث الميول والاستعدادات وخصائص النمو"؛ (مبارك، ١٩٩٥ م، ص ٧٤).

وقد بادرَت المملكةُ العربية السعودية، ممثلة في وزارة التربية والتعليم، في وقتٍ سابق ببناء بعض مناهج المواد الاجتماعية، وَفق المنهج التكاملي للصف الثاني والثالث لتعليم الكبار؛ (وزارة المعارف، ١٤٢٣ هـ)، وتسعى في المنظور القريب، ومن ذلك بناء النسخة التجريبية لمقرر الاجتماعيات؛ (كتاب الطالب - كتاب النشاط)، (ط ١٤٢٧ ١٤٢٨ هـ)، للتعليم الثانوي المرن، البرنامج المشترك؛ (وزارة التربية والتعليم، ١٤٢٧ هـ)، وتسعى كذلك لبناء باقي مناهج المواد الاجتماعية في مراحل التعليم العام، وفق نفس المنهج؛ كونه يعتبر "أكثر ملاءمة لحقل المواد الاجتماعية، الذي يضمُّ بين جوانبه عددًا من المواد الدراسية، التي تقوم بينها مبادئ وأفكار مشتركة"؛ (الجبر وعلي، ١٩٨٤ م، ص أ)؛ ولإمكانيته "من تحقيق أهدافها المرجوَّة"؛ (مبارك، ١٩٨٥ م، ص ٢١).

وقد أشارَت بعضُ الأدبيات التربوية إلى ضرورة تحقيق التكامل في المنهج "من مُنطلقٍ مؤدَّاه أن المواد الدراسية المنظمة والمترابطة يسهلُ استيعابها بسهولة، كما أنها تبقى لدى المتعلم فترة أطول، على عكس المعلومات المجزَّأة أو غير المترابطة"؛ (سعادة ومحمد، ٢٠٠١ م، ص ٥٠).

إن كل ما تقدم من مسوغات، يُعطي دافعًا قويًّا لبناء مناهج المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية بصورة متكاملة، وهو ما يأمله الباحثُ في القريب العاجل إن شاء الله تعالى، ولعلَّ مُوافقة المقام السامي الكريم، بالبرقية رقم (7م/ ب/ 701)، وتاريخ 11/ 10/ ١٤٢٥ هـ، على أسلوب التكامل في المواد الاجتماعية أو (الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية)، تؤتي ثمارَها، وتنعكس إيجابًا وتوافقًا مع ما تقدَّم من توصيات سابقة.

1-2: مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:

إن بِناء مناهج المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية وفق المنهج التكامليِّ ليس نهايةَ المطاف؛ لأنه قد لا يُحقق الهدفَ الذي وُضع من أجله، ما لم يكن المعلمُ قادرًا على تنفيذه بالشكل الذي خطط له.

كما أن إتقانَ المعلم للمادة التي يقوم بتدريسها من الأمور الأساسية لنجاحه في إتمام عمليَّة التعلم، وهذا لن يتحقق بدرجةٍ مقبولة؛ كون المعلم معدًّا أساسًا في كليات وأقسام منفصلة، واعتاد تدريسَ المواد الاجتماعية بشكلٍ منفصلٍ؛ مما قد يوجِد فجوةً بين ما قد تعلمه في الماضي وما يُراد منه مستقبلاً.

فهرس المحتويات