التنزه والسياحة البرية عند سكان مدينة حائل

ملخص الرسالة

التنزه والسياحة البرية عند سكان مدينة حائل

دراسة في جغرافية السياحة والترفيه

مستخلص الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مرتادي البر من السياح والمتنزهين من سكان مدينة حائل، ومحاولة التعرف على خصائصهم وتوجهاتهم وانطباعاتهم نحو هذا النمط السياحي، ودراسة أشهر المواقع السياحية التي يفضلها سكان مدينة حائل، ففي هذه الدراسة تم الجمع بين المنهج الاستدلالي والاستقرائي، والاستفادة من المنهج السلوكي المفيد في إيضاح السلوك والاتجاه الذي تتخذه الظاهرة.

وقد تم تطبيق الدراسة على عينة عشوائية مكونة من ٥٠٠ فرد من مجتمع الدراسة، وهم البالغون من سكان مدينة حائل، مَن هم في سن الخامسة عشرة فما فوق، على اختلاف شرائحهم، ذكورًا وإناثًا، مواطنين ومقيمين، وذلك لمعرفة بعض الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لدى سكان منطقة الدراسة وسلوكهم السياحي تجاه مثل هذا النمط من أنواع السياحة، ولتحليل بيانات الدراسة فقد تم استخدام بعض الاختبارات الإحصائية، مثل اختبار كاي (x²)، ومعامل ارتباط سبيرمان (Spearman Correlation)، والتباين الأحادي (ANOVA)، والجداول المتقاطعة (Tabulation cross)، كذلك استخدمت الجداول التكرارية؛ وذلك لتوزيع البيانات الخام إلى فئات نوعية وكمية، وتمثيلها بالجداول والرسوم البيانية والخرائط.

وأظهرت نتائج الدراسة أن سكان مدينة حائل يفضِّلون الخروج إلى المناطق البرية القريبة من مقر إقامتهم بغرض التنزه والسياحة البرية، خاصة في عطل نهاية الأسبوع، وعطل الربيع، وأنهم يمارسون أنشطة ترويحية أثناء خروجهم للبر، وتختلف هذه الأنشطة باختلاف بعض خصائص هؤلاء المتنزهين والسياح؛ كالجنس، والعمر، والحالة الزواجية، والمستوى الاقتصادي، ومدة الإجازة السنوية، وبيَّن أفراد عينة الدراسة أن مواقع السياحة البرية بمنطقة حائل تحتاج إلى خدمات تطويرية، وعناية خاصة بها، مبيِّنين أهم المشكلات التي تواجههم أثناء الخروج للتنزه والسياحة البرية.

وتكونت الدراسة من خمسة فصول، بالإضافة إلى خاتمة، وقائمة بالمراجع، وثلاثة ملاحق للاستبانة ولإحداثيات المواقع البرية، ولبعض الإحصاءات.

واشتملت الدراسة على أكثر من ٧٠ جدولًا إحصائيًّا، و ٥٨ شكلًا.

ففي الفصل الأول تم التعريف بموضوع الدراسة، وأسباب اختياره، وأبعاد الدراسة، والتعريف بمنطقة الدراسة، ثم تناول مشكلة الدراسة وتساؤلاتها، وأبرز أهدافها، وأهميتها، والمفاهيم الأساسية في الدراسة.

أما في الفصل الثاني فقد تم تناول الإطار النظري للدراسة، والنظريات ذات العلاقة بموضوع الدراسة؛ كنظريات الحركة، والترويح، ومفهوم الصورة الذهنية، ثم الدراسات السابقة؛ حيث قسمت إلى دراسات أجنبية، ثم دراسات عربية، ثم دراسات محلية.

أما في الفصل الثالث فقد تم تناول منهج الدراسة، وعينتها، وأدواتها، وإجراءات التطبيق والأساليب المستخدمة في جمع البيانات وتحليلها وتمثيلها.

وفي الفصل الرابع تم تناول العوامل الجغرافية المؤثرة في التنزه والسياحة البرية بمنطقة حائل؛ حيث قسمت إلى عوامل طبيعية وبشرية؛ شملت الطبيعيةُ الموقعَ، والتضاريس، والمناخ، والنبات الطبيعي، والمتنزهات الطبيعية، بينما شملت البشريةُ النقلَ والمواصلات، والخدمات العامة، والبنية السياحية، والخدمات الرياضية، والثقافية، والخدمات التجارية، والعادات الاجتماعية، والتقاليد، والعوامل التاريخية؛ كالآثار، والحدائق، والمتنزهات.

أما الفصل الخامس فقد خصص للدراسة الميدانية؛ حيث تم أولًا تناوُل خصائص عينة الدراسة، ثم تم الإجابة على تساؤلات الدراسة؛ كالسمات العامة للتنزه، والسياحة البرية، والنقل، ونوعية الأماكن السياحية المختارة، والمتنزهين والسياح في أماكن السياحة البرية، والخصائص المفضلة في الأماكن السياحية البرية، والمشكلات التي تواجهها عينة الدراسة أثناء الخروج للتنزه والسياحة البرية، وانتهت الدراسة بخاتمة متضمنة نتائج وتوصيات الدراسة.

مقدمة:

تميز العصر الحديث بالاهتمام المتزايد بالسياحة؛ حيث أصبحت السياحة مطلبًا اجتماعيًّا لكثير من الناس؛ فهي صناعة بضاعتها الخدمات الفندقية والترفيهية، وأسواقها الناس، وتأتي أهمية السياحة من منطلق أنها من الأنشطة التي تسهم في تحقيق أهداف علمية واجتماعية وثقافية واقتصادية؛ لأنها تتيح فرصة التعرف على المناطق المختلفة ومعالمها الجغرافية المتميزة، فيما تتمثل الأهمية الاقتصادية للسياحة في تحقيق أقصى درجة ممكنة من التشغيل للموارد في الدولة، وتوزيع نتاج عمليات التنمية على رقعة أكبر منها، ودفع عجلة التنمية في أقاليمها المختلفة، وزيادة الفرص الاستثمارية.

أما على مستوى المجتمع، فالسياحة تؤدي إلى زيادة إنتاجية الأفراد، وزيادة ترابط العلاقات الاجتماعية، وزيادة الوعي الثقافي والاجتماعي، وأما على مستوى الفرد، فالسياحة تساعد في التخفيف من ضغوط العمل، وإحداث تغيير في نمط الحياة، من خلال توسيع آفاق الفرد ومداركه، والتعرف على حضارات وثقافات وتقاليد جديدة؛ لذا أصبحت ميدانًا للعديد من الدراسات العلمية في مختلف فروع العلوم الاجتماعية، وبرزت الجغرافيا كأحد أهم العلوم التي درست هذه الظاهرة من مختلف جوانبها في إطارها المكاني وعلاقتها بالظاهرات الجغرافية التي تتفاعل معها وتؤثر بها.

وتهتم جغرافية السياحة بدراسة السياحة والأنشطة التابعة لها من خلال اهتمام واضح بعنصري المكان والعلاقات والآثار المتبادلة بين هذه الأنشطة، وتولي جغرافية السياحة اهتمامًا واضحًا بالامتداد المكاني والعلاقات المكانية للظواهر الناجمة عن السفر، وقضاء وقت الفراغ، والمقومات الجغرافية لأركان النشاط السياحي الثلاثة: مناطق الاستقبال (بيئة العرض السياحي)، ومناطق الإرسال (بيئة الطلب)، والنقل السياحي.

أما عن مجالات البحث والدراسة في جغرافية السياحة، فإن ماستبرون ووول (الجلاد، ١٩٩٧ م، ص ١٤) يحددانِ إطار ومجال السياحة في ثلاثة عناصر رئيسية، هي:

العنصر المتغير:

وتمثله الحركة أو السفر المصاحب لنشاط الحركة السياحية، واختيار المكان أو الأماكن المقصودة.

العنصر الثابت:

ويتعلق بالإقامة في بيئة العرض السياحي، وهي إقامة تتوقف على مجموعتين من العوامل، هما:

١- عوامل تتعلق بالسائح، وتضم خصائصه الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر وتحدد مدة إقامته، ونمط النشاط السياحي، ومستوى استخدامه للإمكانات والخدمات القائمة.

٢- عوامل تتعلق بملامح المكان المقصود، وتضم الملامح البيئية الطبيعية، والبناء الاقتصادي، ومستوى التنمية السياحية، والبقاء والتنظيم الاجتماعي والسياسي.

فهرس الموضوعات: