تبني الموهوبين من منظور إسلامي (اكتشاف المواهب ورعايتها) (PDF)

تبني الموهوبين من منظور إسلامي

(اكتشاف المواهب ورعايتها)

في إطار: المؤتمر العلمي الدولي الأوَّل لرعاية الموهوبين

تحت عنوان: (نحو استراتيجية وطنية لرعاية الموهوبين والمتفوِقين في الجزائر)

أيام: 29-30 نوفمبر / 01 ديسمبر 2014 م

جامعة البليدة 2 - الجزائر

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

قسم العلوم الاجتماعية

بالتعاون مع: مخبر الصحة النَّفسية (التربية - الموهبة - الإبداع)

والجمعية العلمية للموهوبين والمتفوقين بالجزائر

الموهبة... تلك القدرة الاستثنائية والطاقة الكامنة في نفس الموهوب والتي تجعل منه مبدعا في مجال من مجالات الحياة المختلفة، وهذه المواهب بحاجة لبيئة تصقلها وتوجهها لتكون في خدمة البلاد والعباد، فإما أن يُكتشف ذلك الاستعداد الفطري للنُّبوغ وتتم رعايته، أو تُطمس معالمه وتخبو!

لذا وجب التنبُّه للخصائص الجسمية والعقليَّة والنَّفسية التي يتفرَّد بها الموهوب عن أقرانه، ثم تشجيعها والعمل على توفير المحيط المناسب لتفتُّقها.

وبالرجوع لعالمنا العربي والإسلامي حاليا، لا نجد غير اكتشاف للنُّبوغ الترفيهي من غناء ورقص وتمثيل، فأين الجدُّ من كل هذا؟ وأين البحث عن المواهب التي تكون مشاريع مفكرين وعلماء ومخترعين ينهضون بالأمَّة ويقودونها؟ وأين الثقة بأصحاب المواهب المتميزة؟

وهنا نطرح أسئلة جوهرية تدور حولها مداخلتنا:

كيف تعامل الإسلام مع فئة الموهوبين بدءا من اكتشافها فرعايتها؟

وهل الاهتمام بالموهوبين في الإسلام يخصُّ صغار السن فقط، أو يتعدَّى إلى الاستغلال الإيجابي لقدرات الموهوبين الذين يمتلكون إمكانات تؤهلهم لأداء مهامهم على أحسن وجه؟

وهل من المجدي إعطاء الفرصة للموهوب لإثبات قدراته، وإنْ كانت المهمة عظيمة؟

ومن يكون وراء اكتشاف المواهب يا ترى؟

هذا ما سنحاول الإجابة عنه في الصَّفحات الموالية، والتي سندعِّ مها بأمثلة تاريخية تبين المنهج الإسلامي في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، بدءا من رصد نماذج من عناية القرآن الكريم بتصوير مواهب مختلفة عبر القصص القرآني.

ثم بذكر تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المواهب المختلفة التي عاينها بين صحابته رضي الله عنهم، والنَّتائج الطيبة من وراء ذلك.

لنكشف بعد ذلك عن حال أجدادنا وتعاملهم مع أصحاب القدرات المتميزة، وذلك برصد مجموعة من ثمار العناية بالمواهب ممَّن قرع صيتهم الأسماع عبر تاريخ حضارتنا.