أدب الوصايا في النثر الأندلسي

ملخص الرسالة

أدب الوصايا في النثر الأندلسي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة على أشرف خلقه أجمعين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فأدب الوصايا فن طريف، يجمع فيه الموصي خلاصة تجاربه، ويجسد فيه عمق مودته.

والوصايا تراث يسمو في مضمونه وصياغته، ويتجاوز حدود الموصَى إليه إلى فضاء مفتوح.

والوصايا في النثر الأندلسي - في الأعم الأغلب - تصدر من والد لولده، ولا تقف فوائد المضمون عند ذلك الولد، وإنما هي فضل مُشاع لكل من قرأها واستمتع بصياغتها.

ولما اطلعت على الوصايا في الأدب الأندلسي؛ وجدتها في الشعر والنثر، فقصرت بحثي في الوصايا النثرية.

ولا أقصد في بحثي الوصايا بالمفهوم الشرعي، إنما أقصد الأدب النثري الذي يحمل الجمال الفني المؤثر، الصادر من أديب يوجز تجربته وثمرة علمه.

وتتمثل أهمية الموضوع فيما يأتي:

أ- إن فنًا أدبيًا مثل فن الوصايا يستجمع فيه الموصي فكره، ويخلص نيته، ويظهره بأسلوب شاعري، يدعمه بالآيات القرآنية، والحكم البليغة؛ جدير بأن يدرس دراسة تجلو سماته، وتبين أغراضه.

ب- تتجلى أهمية الوصايا من خلال احتفاء التشريع الإسلامي بها، يدل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من نماذج للوصايا المفيدة، مثل وصية لقمان لابنه.

ج- أدب الوصايا باب من أبواب التربية، بل هي فن من ضرورياته.

د- فن الوصية يأتي غالبًا في حالة خلوص ذهن، وقرب فراق في حالة يصعب على الإنسان إلا أن يحكي ما استقر في نفسه من تجارب الحياة؛ فتكون الوصية بذلك موجزة صادقة.

هـ- حملت الوصايا الأندلسية مضامين مهمة، تنبعث منها عاطفة جياشة، عبر عنها الأدباء بلغة فصيحة؛ فدراستها ستضيف مرجعًا للباحث والمربي معًا.

وكان من أسباب اختياري لهذا الموضوع، ما يأتي:

أ- أهمية الوصايا النثرية النابعة من القلب بعيدًا عن التصنع والرياء.

ب- من خلال اطلاعي على المصادر والمراجع في هذا الموضوع لم أجد كتابًا جمع الوصايا الأندلسية في النثر، ودرسها دراسة أدبية تسبر أغوارها؛ لتحدد أغراضها وخصائصها.

ج- لقد تمكنت من جمع المادة العلمية، وتوافر لدي ما يستحق الدراسة، كما حصلت على أكبر قدر من المصادر والمراجع في هذا الموضوع من مراكز البحوث والمكتبات العامة والخاصة.

د- الثمرة العاجلة التي يقطفها القارئ من خلال قراءته لنموذج وصائي واحد، تتجلى فيه خلاصة تجارب الموصي في عبارات موجزة، وعاطفة متدفقة.

هـ- أن فن الوصايا يحمل كثيرًا من المضامين السامية، والملامح الفنية المتميزة.

وقد كنت أهدف في دراستي لهذا الموضوع إلى الآتي:

أ- التعرف على السمات العامة للوصايا النثرية في الأدب الأندلسي، وقيمتها في التربية.

ب- دراسة جوانب الاتباع وجوانب الإبداع في أدب الوصية الأندلسية.

ج- بيان قيمة المضمون، وأثره في المجتمع.

د- الإسهام في تحقيق رسالة الجامعة للدراسات العليا في بحث الأدب العربي، وتقديمه إلى القراء والباحثين للإفادة منه.

ومن خلال مراجعتي للعديد من فهارس الرسائل العلمية في أقسام الدراسات العليا في الجامعات السعودية والعربية، وسؤالي أصحاب الاختصاص من أساتذة الدراسات العليا، وغيرهم من المعنيين بالبحوث العلمية؛ لم أجد دراسة في هذا الموضوع.

فهرس الموضوعات