• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / المخطوطات المصورة / العلوم اللغوية / الأدب
علامة باركود

مخطوطة إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي ( دراسة نقدية لنسختي آيا صوفية ولايدن )

مخطوطة إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي.. دراسة نقدية لنسختين
أ. د. أحمد عبدالله الحسو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/12/2013 ميلادي - 17/2/1435 هجري

الزيارات: 18437

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مخطوطة إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي

( دراسة نقدية لنسختي آيا صوفية ولايدن )

 

تمهيد:

على الرغم من أن أدب الترجمة الذاتية، يشكل نهجًا واضحًا في الأدب العربي في مرحلة ما قبل الحداثة، فإنه لم يأخذ مكانته في الدراسات الحديثة كما يجب، وجاء كتاب:

Interpreting the- Self Autobiography in the Arabic Literary Tradition.


الذي صدر باللغة الآنكليزية سنة 2001 م، ثم ترجم إلى العربية ونشر سنة 2009م [1] تحت عنوان: (ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي)، نقلة نوعية، وضعت هذا الأدب في المكان الذي يستحقه، فقد سلط الكتاب الأضواء على أكثر من مائة ترجمة ذاتية عربية ظهرت بين القرنين: 3هـ/9 م - 13 هـ/19 م، وأخضعها للتحليل والدراسة وخرج من ذلك بنتائج في غاية الأهمية، والكتاب ثمرة عمل جماعي ساهم فيه تسعة من الباحثين الأمريكيين؛ تولى أحد أعضائه وهو دُوَيْت راينولدز، مهمة تحريره.

 

ولعل أهم ما انتهى إليه هؤلاء الباحثون في كتابهم هذا، أمران أولهما (أن السيرة الذاتية في الأدب العربي في عصور ما قبل الحداثة، هي نوع متميز وغني ويحتاج إلى أن يدرج في الميدان الأوسع من الأدب العالمي)، وثانيهما دعوتهم إلى ضرورة تحرك الباحثين للكشف (عن نماذج أخرى من السير الذاتية العربية...) ودراستها، كونهم لم يتعرضوا (لذكر كثير من النصوص التي ما زالت مخطوطة) [2].

 

ويأتي تحقيقنا لمخطوطة: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي) [3] التي كتبها عن حياته وأعماله مؤرخ القرن التاسع الهجري شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831هـ - 902هـ) [4]، والتي تمثل - من وجهة نظرنا - قمة ما وصل إليه أدب التراجم العربية في العصر الإسلامي، استجابة لهذه الدعوة، آملين أن يساعد ذلك على تقديم إضافة تسهم في إثراء صورة ومكانة الترجمة الذاتية العربية في الأدبين العربي والعالمي.

 

يتوفر من هذه المخطوطة حسب معلوماتنا حتى الآن، نسختان أولاهما تمتلكها مكتبة آيا صوفية، ضمن خطياتها التي تحتفظ بها مكتبة السليمانية في إستانبول، أما الثانية فهي محفوظة في مكتبة جامعة لايدن في هولندا.

 

وقد تيسر لنا - بفضل المنحة التي قدمتها - مشكورة - مؤسسة المخطوطات الإسلامية (TIMA) - أن نقوم بأكثر من زيارة للمكتبتين المشار إليهما، ودراسة النسختين وإخضاعهما للنقد المنهجي جرحا وتعديلا، بهدف تحديد مدى صحة نسبتهما إلى المؤرخ المحدث شمس الدين السخاوي أولًا، ومدى سلامة المتن في كل منهما، من حيث تكامله وخلوه مما ليس منه، والعلاقة بين النسختين ثانيًا، في إطار مشروعنا لتحقيق النص.

 

وإننا إذ نضع هذه الدراسة بما توصلت إليه من نتائج بين إيدي المتخصصين المعنيين بتحقيق المخطوطات، نأمل الاستنارة بآرائهم فيما قد نكون أخطأنا فيه، أو فاتنا ذكره، وفيما يخص احتمال معرفتهم بتوفر نسخ أخرى من هذه المخطوطة المهمة، فمع أننا رجعنا إلى جميع فهارس المخطوطات المعروفة، وخرجنا بما يؤكد وجود أصلين اثنين لها فحسب، إلا أن ثمة ما لم نصل إليه، وهو الفهارس الخاصة بمقتنيات الأسر العلمية المكية والمدنية واليمنية، والتي نعتقد أنها ربما تمتلك نسخة ثالثة أو أكثر من المخطوطة موضوعة البحث.

 

ونحن إذ نشير إلى ذلك، إنما نأخذ بنظر الاعتبار أن تلامذة المؤلف المكيين والمدنيين واليمنيين، كانوا على تواصل دائم معه، وكانوا حريصين على اقتناء مؤلفاته؛ مما يجعل تصورنا هذا واردًا.

 

دراسة نقدية لمخطوطة إرشاد الغاوي

نسخة آيا صوفية:

ورد أول ذكر لمخطوطة باسم: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي) في (دفتر كتبخانة آيا صوفية ) الصادر سنة 1304هـ تحت رقم (2950)، وانها من تأليف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن بن محمد السخاوي الشافعي [5].

 

عند تفحصنا لهذه النسخة، وجدنا أنها تقع في مجلد واحد يضم (462) صفحة، في كل منها (27) سطرًا، إلا في بعض الحالات، أما عدد كلمات كل سطر فهو يتراوح بين 12-20 سطرًا، وقد لوحظ أن الورقة الأولى منها غير مرقمة، وقد كتب في أعلاها عنوان المخطوطة بالصيغة التالية: (كتاب إرشاد الغاوي للسخاوي)؛ أعقبها رقم 27، وجاء في الصفحة أيضًا عبارة باللغة العثمانية نصها (كتابك اون آلتنجي يابراغنك صول صحيفه سي آخرنده در)، وترجمته هي: الصفحة اليسرى من الورقة السادسة عشرة من الكتاب [وضعت] في آخره)، كما ورد فيها اسم المكتبة ورقم المخطوطة.

 

وفي حين كانت الصفحة (1- ا ) خالية، فإن الصفحة التالية (1 - ب) تضمنت في أعلاها عنوان المخطوطة ثانية، وهو: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي بترجمة السخاوي)، أعقبها عبارة: (في التصوف جله)، وقد شطب عليها وكتب بعدها (طبقات في التاريخ)، بخط مخالف للخط الذي كتب به العنوان، ومتفق مع خط ما شطب.

 

وقد ورد في الصفحة نفسها رقم المخطوطة إلى جانب ختم السلطان العثماني محمود خان[6]، متضمنًا نصًّا قرآنيًّا وهو: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، إضافة إلى علامة الطغراء التي ميزنا فيها اسم السلطان محمود وكلمة وقف، كما ورد في الصفحة ذاتها النص التالي: (قد وقف هذه النسخة سلطاننا الأعظم والخاقان المعظم مالك البرين والبحرين خادم الحرمين الشريفين السلطان بن السلطان، السلطان الغازي محمود خان، وقفًا صحيحًا شرعيًّا لمن طالع وتبصر، واعتبر وتذكر، أجزل الله تعالى ثوابه وأوفر.

 

حرره الفقير أحمد شيخ زادة المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين، غفر لهما)، وقد ختم بختم أعقبه توقيع، يبدو أنهما لأحمد شيخ زادة المشار إليه في النص [7].

 

ويعني هذا أن المخطوطة قد تم وقفها خلال عهد السلطان المشار إليه إبان عصره الذي امتد بين سنتي (1808-1839م ).

 

تفتقد المخطوطة لصفحة العنوان؛ إذ إنها تبدأ مباشرة بمقدمة مختصرة للناسخ ( آيا صوفية 2 -أ) جاء فيها قوله: (بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا؛ قال شيخنا الشيخ الأمام العلامة الحجة الفهَّامة، شيخ الإسلام، أوحد العلماء الأعلام، الحافظ الكبير، والعلامة الشهير، بيهقي زمانه، وأوحد عصره وأوانه، شمس الدين أبو الخير محمد بن الشيخ المقدس المقري زين الدين عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي القاهري الشافعي أدام الله النفع بعلومه آمين).

 

وقد تلا ذلك مقدمة للمؤلف ابتدأت بقوله: (الحمـد لله الناقد البصير، والعالم بما في الضمير، ساتر العيوب، وغافر الذنوب، وجابـر القلوب.

 

وبعدُ، فقد التمس مني بعض نبلاء الأصحاب، وفضلاء الطلاب..... كتابةَ شيء مـن ترجمتي المغفلة، وأخباري المعطلة...)، ثم قال: وسمَّيته: إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي...).

 

تتضمن نسخة آيا صوفية إِلحاقات دونت على حواشي صفحاتها [8]، أو في أوراق منفصلة عنها وضعت في ثناياها [9]، وقد حُدِّدَ مَوْضِعُ معظمها من النص على اعتبار أنها جزء منه، بيد أنه لم يرد في أي منها من هو كاتبها، ولا تاريخ إضافتها.

 

هل كتب السخاوي ترجمة ذاتية منفردة لنفسه؟

إن ورود عنوان لهذه المخطوطة في الصفحات الأولى منها، ووروده ثانيةً في مقدمة المؤلف، متضمنًا اسم السخاوي صراحة، لا يمكن الأخذ به على سبيل القطع، فقد تكون من تأليف غيره عنه، وقد تكون منسوبة إليه.

 

إن ما يقوي هذه الشكوك أن السخاوي لم يشر إلى ترجمة لنفسه باسم: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي) في أي من مصنفاته الأخرى، وبخاصة في كتابه: الضوء اللامع الذي كتب جانب منه قبل وفاة المؤلف بعامين[10]، كما أن وجود الحاقات دَوَّنَهَا مجهول على هوامشها، وأخرى قام بإلحاقها بها في أوراق منفصلة كما ذكرنا آنفًا، يضفي قدرًا من الغموض بصدد ما هو من النص فعلًا، وما هو ليس منه، ويضعنا أمام تساؤل عن مدى سلامة النص ككل، ومن ثَمَّ صحة نسبته للسخاوي كلًا أو جزءًا.

 

للتحقق من ذلك، قمنا بدراسة الإلحاقات التي سبقت الإشارة إليها في خمس وسبعين صفحة من صفحات المخطوطة، وكان أول ما خلصنا إليه أنها جميعًا - (باستثناء بعض ما أُضيف بخط الناسخ) - مكتوبة بخط واحد، وأن رسم الكلمات فيها متماثل بعضه مع بعض، ويعني هذا أن كاتبها شخص بعينه.

 

كما تمت مقارنة مضامين الإلحاقات مع النص، واتضح أنها تتسق معه أسلوبًا، وتتكامل معنًى؛ مما يؤكد أنها جزء منه؛ مما جعلنا نميل إلى القول: إن كاتبها ربما يكون هو المؤلف نفسه.

 

وقد شجعنا هذا على مقارنة الخطوط التي كتبت بها هذه الإلحاقات، مع ما هو معروف من خطوط لشمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي، ومن ذلك ما كتبه بخطه في الصفحة الأخيرة من الجزء الرابع من كتاب الضوء اللامع للسخاوي (نسخة دار الكتب المصرية)، والذي جاء في نهايته قوله: قاله وكتبه محمد بن عبدالرحمن السخاوي مؤلفه... [11].

 

وقد ظهر لنا، وبما لا يقبل الشك، أنها تتماثل مع خط السخاوي تماثلًا كليًّا.

 

وقد قمنا - لمزيد من التأكد - بمقارنة الأسلوب الذي كتبت به جمل وفقرات النص في المخطوطة مع كتابات السخاوي المعروفة، واتضح أن هناك تماثلًا تامًّا بين بعضها بعضًا، ثم أجرينا مقارنة ما ورد في المخطوطة من معلومات عن مسموعات السخاوي ومروياته وشيوخه وأقرانه وتلامذته، مع ترجمته المختصرة التي تضمنها كتابه: الضوء اللامع لأَهل القرن التاسع، ثم مع عديد من التراجم فيه، فاتضح أن ثمة تطابقًا وتكاملًا تامًّا، بل إن كثيرًا منها يحمل ذات الجمل والعبارات مكررة بين كتاب وآخر من كتب السخاوي.

 

من هو ناسخ مخطوطة آيا صوفية؟

ومع أن هذا يعطي موثوقية كبيرة لهذه النسخة يقربنا من الاقتناع بأنها من تأليف السخاوي، فقد كان لا بد من التحري عن شخصية ناسخ المخطوطة للتأكد من أنه كان معاصرًا للسخاوي، وأن إقامته لم تكن بعيدة عنه، فذلك هو ما يفهم من كثرة إضافات السخاوي على النص، ووجود ملحوظات بخطه تطلب من الناسخ أن يقدم عبارة أو يؤخر أخرى في النص [12].

 

وحيث إن المؤلف كان إبان تأليفه لترجمته مقيمًا في المدينة المنورة، فلا بد أن يكون الناسخ من سكانها أو سكان مدينة قريبة منها، فمن هو ناسخ مخطوطة آيا صوفية؟

 

ليس ثمة إشارة إلى اسم الناسخ في أية صفحة من صفحات المخطوطة، وإن كان من المتوقع أنه ذكر ضمن صفحة العنوان أو الصفحات الأخيرة، بيد أنها مفقودة كما ذكرنا سابقًا.

 

إن حقيقة أن معظم كتب السخاوي نسخت من قبل النجم عبدالعزيز بن فهد الهاشمي[13]، يجعلنا نميل إلى افتراض أنه هو من نسخ مخطوطة آيا صوفية، وعليه فقد رجعنا إلى ترجمته ودرسناها بدقة، ووضح لنا أنه كان معاصرًا للسخاوي وتلميذًا مقربًا إليه، وأن أكثر مدينتين وُجِد فيهما إبان حياته هما: مكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم أجرينا مقارنة للخط الذي كتبت به المخطوطة مع ما هو معروف من خطوط ابن فهد، فثبت لنا على سبيل القطع أنه هو من نسخ هذه المخطوطة.

 

وعليه فإن بإمكاننا القول: إن نسخة آيا صوفية التي تحمل عنوان:

( إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي)، هي ترجمة السخاوي لنفسه فعلًا، وأنه هو مَن ألفها، وأنها نسخت من قبل تلميذه العز عبدالعزيز بن فهد الهاشمي (ت922هـ)، وأنه - أي: السخاوي - كان يشرف على عمله فيها؛ إضافةً، وتصويبًا وتنظيمًا.

 

مدى تكامل مخطوطة آيا صوفية:

وحيث إننا تحققنا من اسم مؤلف وناسخ هذه النسخة، فقد كان علينا التأكد من أن صفحاتها في موضعها السليم؛ وأن بعضها في أعقاب بعض، كما كان علينا التأكد من احتمالات وجود نقص أو عدمه فيها.

 

للتأكد من ذلك تفحصنا الترقيم المتبع في هذه النسخة، ووجدنا أن هناك ترقيمات ثلاثة، كتب أحدها بقلم رصاص؛ مما يعني أنه من عمل مفهرس حديث، (سنشير إليه تاليًا بالترقيم الحديث)[14].

 

بموجب هذا الترقيم، أُعطي رقم لكل ورقة بصفحتيها، وجاءت أرقام المخطوطة بموجبه متسلسلة دونما نقص ابتداءً بالرقم (1- ب)، وانتهاءً بآخر ما وجد منها وهو الصفحة الأُولى من الورقة:( 232- ا)؛ مما يوحي بأن المخطوطة متصلة حتي آخر ما وجد منها دونما نقص.

 

أما الترقيم الثاني، فهو مدون بالحبر الذي كتب به النص، بما يعني أنه من صنع الناسخ نفسه، اعتمد وضع تعقيبة في نهاية كل صفحة للإعلام بأول كلمة تبدأ بها الصفحة التالية.

 

أما الترقيم الثالث، فقد اتبع نظام الكراسات، فأعطي للورقة الأولى من المخطوطة رقم 1، ثم تركت الأوراق التالية دون ترقيم حتي الورقة العاشرة التي أُعطيت الرقم 2. واستمر إعطاء رقم آخر كل عشر صفحات حتى نهاية النص.

 

بدراسة الترقيمات الثلاثة [15]، اتضح أن واضع الترقيم الحديث، انطلق من افتراض أن المخطوطة كاملة في تسلسلها، ولم يتنبه إلى تناقض افتراضه هذا مع الترقيمين الآخرين.

 

يدل على ذلك أمران:

أ - اعتبر الصفحتين (70 - ا) و(70 - ب) في ترقيمه متصلتين في حين أن التعقيبة في أولاهما وهي كلمة (البيان) لا تتسق مع ما جاء في الصفحة التي تليها والتي تبدأ ببيت من الشعر جاء فيه:

فقلبي مذ فارقتهم في كآبة
وأوصاله في كل حين تَقَطَّعُ[16]

بما يشير قطعًا إلى وجود نقص في الصفحات، ومع ذلك فقد اعتبرها استمرارًا لسابقتها، مع أن بين الصفحتين صفحات مفقودة كثيرة كما سنوضح بالفقرة التالية.

 

ب - اعتبر الورقة التي تحمل الرقم (7)، ضمن ترقيم الكراسات، والذي يغطي الصفحات العشر التالية والورقة التي تحمل الرقم (17)، في الترقيم ذاته، متصلتين، فأعطاهما رقمين متسلسلين، متجاهلًا غياب الأرقام " 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، والتي يمثل كل منها عشرة من أوراق المخطوطة؛ أي: عشرين صفحة منها، وهذا يعني أننا أمام نقص كبير في مخطوطة آيا صوفية يبلغ مائة وثمانين صفحة، بيد أننا كنا محظوظين أن نجد ما يقابل هذه الصفحات موجودًا في نسخة لايدن كما سنوضح ذلك عند الحديث عنها في السطور التالية.

 

نستخلص من كل هذا أن مخطوطة آيا صوفية تعكس مادة متسقة مع بعضها، متكاملة في صفحاتها، باستثناء ما أشرنا إليه من نقص يتمثل بصفحة العنوان ومائة وثمانين صفحة في أواسطها، ثم بعدد من الصفحات لا نستطيع تقديرها في أواخر الفصل الأخير منها، بيد أنها - مع ذلك - تعتبر ذات أهمية كبيرة، باعتبارها نسخت تحت إشراف المؤلف وعليها خطوطه وإضافاته، ثم إنها نسخت من قبل تلميذ له وأحد رجال العلم في عصره.

 

فهل يجعلنا هذا نقبل بها نسخة (أما) في تحقيقنا لها؟

إن ذلك منوط بما ستنتهي إليه دراستنا النقدية التالية للنسخة الثانية من مخطوطة (إرشاد الغاوي)، التي سبق لنا القول: إنها محفوظة في مكتبة جامعة لايدن، وهو ما سنعالجه في الصفحات التالية.

 

دراسة نقدية لمخطوطة إرشاد الغاوي

نسخة لايدن:

بالرجوع إلى فهرس مخطوطات المدينة المنورة التي سبق أن اقتنتها مكتبة جامعة لايدن، والذي أصدره كارلو لاندبيرك (Carlo Landberg) سنة 1883م [17]، أشير إلى مخطوطة للسخاوي تحت عنوان: كتاب في رجال القرن التاسع، وهو عنوان يبدو أن المفهرس اختاره بسبب عدم اهتدائه إلى عنوان لها.

 

ولعله بنى اجتهاده هذا على ما وجده في تعقيبات ثلاثة لمجهولين، وردت في نهاية المخطوط [18] جاء في واحد منها ما نصه:

(هذا الكتاب للسخاوي قطعًا في رجال القرن التاسع، بدليل قوله في أثناء الكتاب: وممن أخذ عني الشيخ يحيى المناوي لفظًا، عنى تأليفي المسمى بالقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، قال في كشف الظنون: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع؛ للشيخ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي الشافعي المتوفي سنة 902)، ثم قال: الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع لشمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي الشافعي المتوفي سنة 902؛ انتهى: كشف، فيحتمل أن هذا الكتاب هو الضوء اللامع، والله أعلم؛ انتهى، كاتبه: آمين).

 

وجاء المعقب الثاني مؤيدًا لما ذكر في التعقيب الأول الذي نسب الكتاب للسخاوي، فقال:

(وأيضًا مما يدل على أن هذا التأليف للسخاوي، هو قوله في أثناء الكتاب عند ترجمة الزيني عبدالباسط بن خليل الصفوي، فإنه صرح فيه بأنه السخاوي؛ انتهى).

 

أما المعقب الثالث، فقد رد على ما جاء في التعقيب الأول، نافيًا أن تكون المخطوطة هي إحدى نسخ كتاب الضوء اللامع، فقال: (ثم ذكر في أثناء الكتاب عند استدلاله على أنه يسوغ للرجل أن يترجم نفسه، وبيان مزاياه وفضائله، تحدثا بنعمة الله، قال: كما ذكرته في كتابي: الضوء اللامع، فمنه يعلم أن هذا الكتاب ليس هو: الضوء اللامع).

 

ويبدو أن المعقبين الثلاثة، ومن قبلهم كارلو لاندبيرك، اقتصروا على تصفح المخطوطة دون قراءتها وتفحصها، ففاتهم ما ذكر بشكل واضح في الورقة الخامسة منها، أن عنوانها هو: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي) [19]، وأنها حسب هذا العنوان هي الترجمة الذاتية للسخاوي وليس كتابًا في رجال القرن التاسع.

 

ما أخطأ فيه كارلو فيما يخص عنوان مخطوطة لايدن، لم يقع فيه (فور هوفر VOOR HOOVE P) في فهرسته التي أصدرها سنة 1980 [20]، فقد ذكرت تحت رقم (Or.2366-1) أن عنوان المخطوطة هو: (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي).

 

وقد قمنا بمقارنة هذه النسخة بنسخة آيا صوفية، فثبت لنا أنها منسوخة عنها، وأنها كانت أصلًا لها، بدليل أن ناسخها صرح في بعض ما استنسخه أنه نقله من خط المؤلف، وبدليل قيامه بضم جميع ما ألحقه السخاوي بهوامش نسخة آيا صوفية في خمسة وأربعين صفحة منها، إلى مواضعها من النص في نسخة لايدن، إضافة إلى أنه أخذ بتوجيهاته المثبتة على بعض صفحات نسخة آيا صوفية، فاجرى التعديلات اللازمة بموجبها فيها.

 

تقع نسخة لايدن في مجلد واحد تبلغ عدد صفحاته 640، وهي مكتوبة بخط النسخ المعتاد، تضم كل صفحة منها سبعة وعشرين سطرًا، وبمعدل خمسة عشر كلمة للسطر الواحد، وهي مكتوبة بخط النسخ المعتاد، تفتقد هذه النسخة لصفحة العنوان وإلى عدد من الصفحات في بدايتها وأخرى في نهايتها، أما أول صفحة وصلتنا منها فهي التي تبدأ بعبارة: (اختير المشي على هذا الأسلوب المشترط...) [21].

 

من هو ناسخ مخطوطة لايدن؟

كان أول من أشار إلى اسم ناسخ مخطوطة لايدن، هو كارلو لاندبيرك ( Carlo Landberg) في فهرسته المشار إليه آنفًا؛ حيث نص على أنه: محمد بن فهد الهاشمي المتوفى سنة 954هـ، وأنه كان تلميذًا للسخاوي.

 

وقد استند في حكمه هذا - كما يبدو - على تعليق كتبه أحدهم في آخر صفحة من هذه النسخة (324- ب) جاء فيه: (هذا الكتاب للسخاوي بخط تلميذه محمد بن فهد الهاشمي) [22]، كما اعتمد على ما وجده من تشابه بين خطوط هذه النسخة ونسخة للضوء اللامع مكتوبة بخطه، محفوظة في المكتبة الخديوية بالقاهرة [23].

 

ولم يفصح فور هوفر بشكل واضح باسم الناسخ، بيد أن هناك تعقيبًا بالإنكليزية كتبه مجهول (لعله فور هوفر نفسه) في الصفحة الثانية من الورقة الأولى من المخطوطة، ينص على أن ناسخ مخطوطة لايدن هو عبدالعزيز بن فهد المتوفى سنة 922 هـ، وأنه كان تلميذًا للسخاوي أيضًا [24].

 

وكما هو ملاحظ فإن المُفَهْرِسَيْن وصفا الناسخ بأنه كان تلميذًا للسخاوي، وهو وصف لا يصح إطلاقه على محمد بن فهد؛ إذ إنه لم يكن قد تجاوز الحادية عشرة من العمر عند وفاة السخاوي سنة 902هـ، في حين أنه ينطبق على والد محمد؛ لأنه هو من لازم السخاوي ملازمة كبيرة، كما يفهم مما ذكره شيخه عنه؛ حيث قال:

(واستمد مني، وقرأ على في بحث ألفية الحديث مع غيرها من تصانيفي، وحضر عندي في الإملاء وغيره، ثم دخل القاهرة أيضًا، فلازمني في السماع والقراءة، وكان مما قرأه على قطعة كبيرة من أول شرحي لألفية الحديث، وجميع شرح النخبة، وحضر كثيرًا من مجالس الإملاء، بل واستملى بعضها...، ولما جاورت سنة ست وثمانين والتي تليها أكثر من ملازمتي، كتب بخطه جملة من الكتب والأجزاء، وتولع بالتخريج والكشف والتاريخ، وأذنت له في التدريس والإفادة والتحديث) [25]، أفلا يوحي هذا بأنه هو التلميذ المقصود؟.

 

إن مما يشجع على افتراضنا هذا، أنه هو من نسخ نسخة آيا صوفية، وأنه الأبرز بين نساخ مصنفات السخاوي الأخرى.

 

للتأكد من ذلك قمنا بمقارنة الخط في نسخة لايدن مع مصنفات السخاوي المكتوبة بخط عبدالعزيز بن عمر بن محمد بن فهد، ومنها نسخة آيا صوفية، ونسخة الهند من كتاب الضوء اللامع، وقد اتضح لنا بما لا يقبل الشك ان نسخة لايدن نسخت من قبله، فهل يعني ذلك انها نسخت تحت إشراف المؤلف على غرار نسخة آيا صوفية؟

 

هل نسخت نسخة لايدن في حياة السخاوي

ان خلو هذه النسخة من اي تعقيب أو إضافة للسخاوي على صفحاتها، كالذي لوحظ بشكل واسع في نسخة آيا صوفية، يجعلنا نميل إلى القول انها نسخت بعد وفاته، بيد ان ثمة نصين في وأحدة من صفحات نسخة لايدن، ذكر فيهما الناسخ اسم المؤلف دون ان يعقب بعبارة: (رحمه الله) [26]، بما يتناقض مع ما ذهبنا إليه.

 

حلا لهذ التناقض كان لابد من معرفة التاريخ الذي حرر فيه السخاوي ترجمته الذاتية ومن ثم تاريخ قيام النجم عبدالعزيز ابن فهد باستنساخ نسخة عنها؛ هي نسخة آيا صوفية التي كانت الاصل في قيامه بنسخ نسخة لايدن.

 

ومع اننا لا نمتلك معلومات محددة جوابا على ذلك، الا ان ثمة مؤشرات تعطي انطباعا ان بعض مراحل عملية استنساخ نسخة آيا صوفية تمت في أو بعد مساء يوم الاثنين، التاسع عشر ذي الحجة من سنة 901 هـ، اي قبل وفاة السخاوي بثمانية اشهر، فهذا ما يفهم مما قوله فيها حكاية عن نفسه. قال: (...ثم ارتحلنا إلى المدينة المنورة في موسم سنة أحدى وتسعمائة...فوصلناها في مساء يوم الاثنين تاسع عشر ذي الحجة...) [27].

 

ان هذا النص يعني ان السخاوي كان ابان هذه الحقبة المتأخرة من حياته مستمرا في تحرير ترجمته وفي الاشراف على عملية النسخ من قبل تلميذه النجم ابن فهد اولا باول وهو ما انتج لنا نسخة آيا صوفية التي تمثل في نظرنا مسودة ثانية، بسبب الحاقات واضافات السخاوي الكثيرة عليها، كما ان ماورد في تصويباته من توجيهات للناسخ مثل قوله (يقدم) أو (يؤخر) [28] تعني ان ثمة اتفاقا بينه وبين الناسخ على القيام باستنساخ نسخة أخرى تأخذ بملحوظاته واضافاته، مما يرجح ان الناسخ بدأ بذلك وقتا ما ابان الاشهر الثمانية الاخيرة من حياة السخاوي وظل يواصل عمله فيها بعد وفاته، وهذه هو ما يفسر خلوها من اية تعقيبات له عليها.

 

مدى تكامل النص في مخطوطة لايدن

سبق القول ان نسخة لايدن منسوخة عن نسخة آيا صوفية، فهل يعني هذا انها متماثلة معها كليا من حيث تسلسل صفحاتها واتصال النص فيها، وإلى اي مدى تخلو هذه النسخة مما هو ليس منها؟

 

وصولاً إلى جواب عن ذلك، قمنا بدراسة ما على هذه النسخة من ترقيمات ومن ثم مقارنتها ببعضها لمعرفة مدى اتساقها، على غرار ما قمنا له في دراسة ترقيمات نسخة آيا صوفية، وقد وجدنا أن ثمة ترقيمًا حديثًا مدونًا بقلم رصاص، أعطي رقم (1) إلى الصفحتين الأولى والثانية من اول ورقة وصلتنا من نسخة لايدن، وهي التي تبتدئ بعبارة:(اختير المشي على هذا الأسلوب لكونه انسب واضبط...) [29]، واستمر الترقيم متسلسلا ودونما نقص حتي الورقة الاخيرة التي اعطاها الرقم (322)، بما مجموع صفحاته (644 )صفحة.

 

ومع ان هناك ترقيمين اخرين في هذه النسخة، فقد اضطررنا إلى الاكتفاء بدراسة وأحد منهما وهو ترقيم بحسب التعقيبة، كون الترقيم الثاني - وهو ترقيم بموجب نظام الكراسات، غير متكامل وكثير من ارقامه غير واضحة.

 

لوحظ ان هناك اتساقا بين كل تعقيبة مع اول كلمة في الصفحة التالية باستثناء حالتين وهما:

1- ورد في اخر الورقة (48 - ا) من نسخة لايدن، تعقيبة نصها: (خديجة بنت أحمد) إشارة إلى أن الصفحة التالية تبدأ بها، في حين أنها بدأت باسم مخالف هو: (إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن عبدالكريم العرابي القدسي )، بما يعني أن هناك مادة مفقودة، وقد ظهر لدي مقارنة هذه الصفحة مع ما يقابلها في نسخة آيا صوفية، أن جانبًا من الصفحة (48–ب) والصفحتين (49-أ) و(9 –ب)، وجانبا من الصفحة (50 - ا) من نسخة آيا صوفية مفقود في نسخة لايدن.

 

2 - ورد في اخر الورقة (54 - ا) من نسخة لايدن التعقيبة التالية: (الابناسي) إشارة إلى أن الصفحة التالية تبدأ بها، في حين أنها بدأت بكلمة مخالفة هي:( المغربي)، وهو مؤشر يبين، ان هناك مادة مفقودة. ولدي مقارنة هذه الصفحة بما يقابلها في نسخة آيا صوفية، ظهر ان نسخة لايدن تفتقد قرابة أربع صفحات يقابلها في نسخة آيا صوفية الصفحات التالية: (55 - ب) و(56 –ا) و(56 - ب ).

 

ولعل من أهم ما تميزت به نسخة لايدن، انها عَبْرَ مائة وثمانين صفحة من صفحاتها التي تبدأ بصفحة: (– 68 - ب) وتنتهي بصفحة: (164-ا)، عوضت النقص الكبير الذي سبق ان اشرنا إلى وجوده في نسخة آيا صوفية.

 

نستخلص من كل هذا أن مخطوطة لايدن متسقة في تسلسل صفحات متكاملة في نصها باستثناء عدد قليل من الصفحات المفقودة في بدايتها، وإلى عدد آخر أواخر الفصل الأخير منها، وإن كان جانب كبير من المادة المفقودة متوفر في نسخة آيا صوفية.

 

خلاصة:

استنادًا إلى دراستنا هذه، لمخطوطة (إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي للإعلام بترجمة السخاوي) بنسختيها الوحيدتين المتوفرتين في مكتبة آيا صوفية ومكتبة لايدن، تم التوصل إلى ما يلي:

أولاً: اعتمدت نسخة آيا صوفية نسخة أُمًّا؛ نظرًا لأنها نسخت تحت إشراف المؤلف شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي، ولأنه - أي: السخاوي - قام بقراءتها وصَوَّبَ أخطاءها وأضاف إليها بخط يده، معلومات جديدة في أكثر من موضع، إضافة إلى أنها مكتوبة بخط تلميذ السخاوي النجم عبدالعزيز بن فهد، كما تم اعتماد نسخة لايدن، نسخة موازية في الأهمية للنسخة الأم، بل إنها اعتبرت - وبقدر تعلق الأمر بالصفحات المفقودة من نسخة آيا صوفية، والبالغة مائة وثمانين صفحة - نسخة أُمًّا لانفرادها بها.

 

 

ثانيًا: تم تحقيق النص في إطار أربعة أجزاء، كونه يتعلق بموضوعات، كل منها يشكل وحدة بذاته، وفيما يلي تعريف بأهم مضامينها.

 

ا - الجزء الأول: تضمن مقدمتين؛ أولاهما عن أسباب تأليف لترجمته لنفسه وخطته فيها، وثانيتهما في ثناء المرء على نفسه، وهل هو جائز أم لا، كما تطرق إلى نشأته ودراسته، والموضوعات التي درسها، وإلى نشاطاته العلمية، وأسماء شيوخه، وما أخذه عنهم، مركزًا على شيخه ابن حجر، إضافة إلى رحلاته في طلب العلم، ومسموعاته ومروياته ومقروءاته، وقد ضم هذا الجزء أسماء أكثر من أربعمائة من المسندين والأئمة الذين سبق له أن أخذ منهم، كما تطرق إلى مائة وخمسة وسبعين اسمًا ممن أخذ عنهم شعرًا، وإلى سبعة وخمسين آخرين ممن كان على صلة علمية بهم، وأعقبهم بذكر ثلاثمائة وستين اسمًا، ممن أخذ عنهم أيضًا، وأردف ذلك بمائتين وعشرة أسماء لغيرهم، وأنهى الجزء بذكر نبذة إجمالية وأخرى تفصيلية لمسموعاته.

 

يقع هذا الجزء في 250 صفحة تقريبًا:

ب - الجزء الثاني: أورد السخاوي في هذا الجزء نصوصًا مما قاله عنه، وعن مؤلفاته وشيوخه وأقرانه، إضافة إلى خمسين قصيدة قيلت في الثناء عليه، ومنامات شوهد فيها، ووظائف شغلها، كما أعطى معلومات مفصلة عن المصنفات التي ألفها ومجالس الإملاء التي عقدها.

 

يقع هذا الجزء في 350 صفحة تقريبًا.

 

ج- الجزء الثالث: شمل هذا الجزء نصوصًا لما كتبه السخاوي من تقريض لمصنفات معاصريه، وأعقبه بتقديم نصوص لما كتبه من شهادات لمن حضر مجالس إملائه وتحديثه، ولما كتبه من إجازات لطلبته، كما تضمن هذا الجزء الخطب التي كتبها والرسائل التي أرسلها إلى العلماء والملوك، ومن أبرزها رسائل متبادلة مع الجلال السيوطي والسلطان الأشرف قايتباي، وأمراء الهند وغيرهم، كما تضمن ثلاث مقامات كتبها السخاوي عن أحداث عاصرها، وهي جميعًا لم تكن معروفة من قبلُ.

 

يقع هذا الجزء في 200 صفحة تقريبًا.

 

د - الجزء الرابع: أورد السخاوي فيه أسماء الأخذين عنه، ثم أعقبها بالعودة إلى ذكر معلومات عن مرحلة النشأة وعن نشاطاته العلمية مع خاتمة لكتابه وغير ذلك، يقع هذا الجزء في 200 صفحة تقريبًا.

 

الملاحق:

 



[1] ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي، تحرير دُوَيْت ف راينولدز؛ ترجمة: سعيد الغانمي، وقد صدرت الترجمة عن مؤسسة كلمة ( هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ) بالامارات العربية المتحدة سنة 1430هـ /2009 م، وسوف نشير اليها تاليا: ترجمة النفس.

[2] ترجمة النفس، مدخل الي الطبعة العربية، ص 13.

[3] سوف نشير إلى المخطوطة تاليا: ( إرشاد الغاوي ).

[4] حدد الشوكاني نقلاً عن ابن فهد وفاة السخاوي عصر يوم الأحد سادس عشر شعبان من سنة 902هـ، انظر: البدر الطالع، ج 2 ص،184 (457).

[5] كتبخانة آيا صوفية، آيا صوفية جامعشريفي درونندة واقعدر، تاريخ تأسيسي، 1250، در سعاد ت،(محمود بك مطبعة سي - باب عالي جوارندة أبو السعود،جادة سندة. نومرو (72) (1304 )، ص، 178. ترجمة هذا النص هي: "مكتبة آيا صوفية، تقع في داخل جامع آيا صوفية الشريف، تاريخ تأسيسها 1250، در سعادت (استانبول)، مطبعة محمود بك، شارع أبو السعود، بجوار الباب العالي رقم 72، 1304 ص 178".

[6] هو السلطان العثماني محمود خان الثاني. حكم بي سنتي: 1808-1839م.

[7] انظر الملحق رقم 1.

[8] انظر الملحق رقم 2،3،4.

[9] انظر الملحق رقم 5،7،6.

[10] انظر عن ذلك الملحق رقم 8 وما جاء فيه على لسان السخاوي وابن فهد عند انجاز احد اجزاء: الضوء اللامع سنة 899 هـ..

[11] انظر الملحق رقم 8.

[12] انظر الملحق رقم 9.

[13] نسخت كثير من مؤلفات السخاوي من قبل العز عبدالعزيز بن فهد الهاشمي ومنها كتاب الضوء اللامع. انظر الملحق رقم 8.

[14] من المعروف ان هذا النوع من الاقلام لم يستخدم الا في القرن السابع عشر الميلادي، اي بعد تاليف السخاوي لكتابه باكثر من قرنين.

[15] عن هذه الترقيمات، ينظر الملحق رقم 10.

[16] انظر الملحق رقم 11.

[17]CATALOGUE DE MANUSCRIPTS ARABESBOVENANT D UNE BIBLIOTHE QUE, a EL - MEDINA , ET APPARTENANT A LA MAISON, E.J. BRILL, COMPILED BY CARLO LANADBERG (Dr. Ph.), LEIDE - E. J.BRILL.11883, p. 4

وقد ترجم فهرس كارلو لاندبيرج تحت عنوان: فهرس مخطوطات مكتبة المدينة المنورة في ليدن، ترجمه من الفرنسية إلى الإنجليزية: د. عاصم حمدان علي حمدان ثم قام: د. عبيد محمد أحمد خيري بترجمته من الإنجليزية إلى العربية: ونشرته مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة،ج1 ص 67 (4)؛ وسوف نشير اليه تاليا: كارلو لاندبيرج، فهرس مخطوطات مكتبة المدينة المنورة في ليدن.

[18] انظر الملحق رقم: 12.

[19] انظر الملحق رقم: 13.

[20]Codices Manuscripti ( V11), Handlist Of Arabic Manusccripts In The Library Of The University Of Leiden and Other Collections in the Netherlands, Compiled by P. Voorhoeve (second enlarged edition), 1980, Leiden Universitypress, The Hage\Boston\London, P, 135.

[21] انظر الملحق رقم: 18.

[22] انظر الملحق رقم 14.

[23] كارلو لاندبيرج، فهرس مخطوطات مكتبة المدينة المنورة في ليدن، ج 1 / ص 67.

[24] انظر الملحق رقم 15.

[25] انظر ترجمته في الضوء اللامع ج4/224- 226.

[26] انظر الملحق رقم 16.

[27] انظر الملحق رقم 17.

[28] انظر الملحق السابق رقم 9.

[29] انظر الملحق رقم 18.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من الأجزاء المخطوطة النادرة
  • - أقدم نسخة للقران الكريم مخطوطة باليد تعرض في الصين
  • جولة مع مؤلفات الآلوسي رحمه الله المطبوعة والمخطوطة
  • استدراكات على بحث مخطوطة ترجمة العلامة السيوطي
  • قراءة في مخطوطة بهجة الإخوان في ذكر الوزير سليمان
  • 170 ألف كتاب و11 ألف وثيقة تخدم 60 ألف باحث سنويا
  • استعادة مخطوط يمني نادر يعود للقرن السادس الهجري كان في إيران
  • أما آن للمغرب المطالبة بمخطوطاته في "الإسكوريال"..؟
  • كلام الإمام السخاوي عن العلامة السيوطي في سيرته الذاتية "إرشاد الغاوي"

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة هداية الراغب لشرح عمدة الطالب [نسخة أخرى] ( شرح عمدة الطالب لنيل المآرب )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة هداية الراغب لشرح عمدة الطالب [نسخة أخرى] ( شرح عمدة الطالب لنيل المآرب )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبى طالب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نقل نادر من كتاب "القول المبين في ترجمة القاضي عضد الدين" المفقود للسخاوي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة إرشاد طلاب الحقائق(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إرشاد الطلاب إلى وسيلة الحساب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كفاية الطالب القنوع ببدائع عوالي الإسناد المرفوع (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة منهج الطلاب (مختصر منهاج الطالبين للنووي)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب