مفتاح الأقفال ومزيل الإشكال عما تضمنه مبلغ الآمال من تصريف الأفعال دراسة وتحقيقا

ملخص الرسالة

مِفْتاحُ الأَقْفَالِ ومُزِيلُ الإِشْكَالِ

عما تَضَمَّنَهُ مُبَلِّغ الآمال مِن تصريف الأفعال

لأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم السِّجِلماسيّ (ت1214هـ)

من بداية الكتاب إلى نهاية فصل في بيان ما يعرض للفعل عند الإسناد

دراسةً وتحقيقًا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الكريم المَنَّان، المُنعمِ علينا بالبيان، له الحمد على آلائه التي تترى، ونعمه التي ليست على ذي بصيرة تخفى.

والصَّلاة والسلام على أفصح الناطقين، وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد:

فلقد هيأ الله للغة القرآن -اللغة العربية- من العلوم ما أسهم في حفظه، ومكّن من فهم خصائصه، فبرز نحاة ولغويون كانت بغيتهم حفظ اللغة من الاندثار، والعربية من لوثة اللحن الذي صار، وما فتئوا حتى استوى العِلْم على سوقه، فغدا عِلْمًا يُشار إليه بالبنان.

وكما لا يخفى ما بين عِلمي النحو والصرف من الوشائج والصلات، ففي نشأتهما كانا رفيقي درب، ولا أدل على ذلك من كتاب سيبويه الذي جمع بين دفتيه مسائل نحوية وصرفية وسمى كل ذلك النحو، وبدأ الفصل بين العلمين وتخليص مسائل التصريف من مسائل النحو عند معاذ بن مسلم الهرّاء الكوفيّ (ت187هـ)، فقد برع في صياغة الأبنية الاختراعية لتدريب المبتدئين، وذلك ما سمي بـ(مسائل التمرين)كقولهم: صُغْ من ((خَرَجَ)) على وزن ((دَحْرَجَ))، فيقال: خَرْجَجَ، وقد بدأ التأليف في الصرف مستقلًا عند أبي عثمان المازني في كتابه:"التصريف" ثم أبي الفتح عثمان بن جني في كتابه:"المُنصِف"، وبعد ذلك عُنِي العلماء بدراسة أصوله ووضع الشروط لموضوعات مسائله؛ لما يتميز به علم الصرف من فوائد تتمثل في الحفاظ على اللغة وضبط كثير من مفرداتها[1].

ومِن بين مَن انبرى لضبط مصطلحات عِلْم الصرف، وتأصيلها وتقسيمها تقسيمًا علميًّا دقيقًا: ابن مالك العالم الجليل، فكما أَمَدَّ علم النحو بألفيَّته المشهورة كذا ألّف في الصرف منظومة، هي: لامية الأفعال، وهي تُضاهي ما نثره ابن الحاجب في شافيته الموضوعة في الصرف من حيث إقبال العلماء عليها.

ولِجودة صنيع ابن مالك، وبديع سبكه، أحاطها العلماء باهتمامهم، فاتجهوا لشرحها نظما ونثرا، بل وُجِد منهم مَن أعرب أبياتها، ومن أبرز أولئك الشرّاح مؤلِّف كتاب: ((مفتاح الأقفال ومزيل الإشكال عما تضمنه مُبلِّغ الآمال من تصريف الأفعال))، وهو: (محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الجليل السجلماسي)؛ الذي شَرَحَ لامية الأفعال نظما، ثم قام بشرح منظومته وإمدادها بما يدعم مسائلها ويوثق أقوالها مستدركا ومنبها، فجمع بذلك طريقتين من طرق الشرح، النظم الذي حُسْنُه في سهولة حفظه، والنثر الذي فتح به المغلقات ووضَّح المشكلات، ودعم الأقوال وأظهر الأحوال.

وترجع أهمية الموضوع وأسباب اختياره إلى عدة أسباب منها:

1- قلة الكتب المؤلفة في علم الصرف.

2- إمداد المكتبة الصرفية بكتاب جمع بين دفتيه شرحين على لامية الأفعال.

3- أن هذا الكتاب يستمد قيمته العلمية من لامية الأفعال تلك التي صنفها ابن مالك، وكثرت حولها المصنفات.

4- أن في تحقيق هذا الكتاب إثراء لتراثنا العربي.

5- إخراج هذا الكتاب إخراجا علميا دقيقا كما أراد مؤلفه.

6- إبراز الجهد العلمي لهذا العالم الجليل، وتبيان طريقته في عرض المادة العلمية.

7- احتواء الكتاب على الاستدراكات والتنبيهات من المصنف على غيره من شرّاح لامية ابن مالك.

8- ما تميّز به المؤلِّف من الإفادة من كتاب التسهيل لابن مالك وجعله رافدًا للامية، فملأ كتابه بنصوص التسهيل وشروحه.

9- الأمانة العلمية التي تميز بها المؤلِّف بنسبة الأقوال لأصحابها، وتوضيحه الأقوال بما يبينها ويميزها.

والخطّة التي سرتُ عليها تكوّنت من مقدّمة وتمهيد، وقسمين؛ أحدهما للدّراسة والآخر للتّحقيق، ثمّ فهارس تفصيليّة:

المقدّة: وذكرت فيها أهميّة الموضوع، وأسباب اختياره،
وخطّة البحث، ومنهجي فيه، وشكر مَن أسهم في إنجاز التحقيق.

التّمهيد: (ابن مالك ولاميّة الأفعال)، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: ابن مالك حياته وآثاره بإيجاز.

المبحث الثاني: لاميّة الأفعال، وقيمتها العلميّة، وأهم شروحها.

القسم الأول: الدّراسة:

(محمّد بن أبي القاسم السّجلماسيّ وكتابه مفتاح الأقفال)، وتكوّنت من فصلين:

الفصل الأول: محمّد بن أبي القاسم السّجلماسيّ: حياته وآثاره، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأوّل: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه.

المبحث الثّاني: مولده ونشأته ووفاته.

المبحث الثّالث: شيوخه وتلاميذه.

المبحث الرّابع: مكانته العلميّة.

المبحث الخامس: آثاره.

الفصل الثّاني: كتاب ( مفتاح الأقفال )، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأوّل: تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته إلى المؤلّف.

المبحث الثّاني: سبب تأليف الكتاب ومنهج المُؤلِّف فيه، وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأوّل: سبب تأليف الكتاب.

المطلب الثّاني: طريقته في عرض المادّة العلميّة.

المطلب الثّالث: عنايته بآراء العلماء.

المطلب الرّابع: الأصول التي اعتمد عليها.

المبحث الثالث: مصادره.

المبحث الرّابع: موقفه من ابن مالك ومن شرّاح لاميّة الأفعال،
وفيه مطلبان:

المطلب الأوّل: موقفه من ابن مالك.

المطلب الثّاني: موقفه من شرّاح لاميّة الأفعال.

المبحث الخامس: وصف النّسخ الخطّيّة ونماذج منها.

القسم الثّاني: النّص المحقّق [من أوّل الكتاب إلى نهاية فصل في بيان ما يعرض للفعل عند الإسناد (لوحة 60/أ)].

وقد وضعتُ فهارس مفصلة على النحو التالي:

1) فهرس الآيات القرآنيّة.

2) فهرس الأحاديث النّبويّة والآثار.

3) فهرس الأقوال والأمثال.

4) فهرس الأشعار والأرجاز.

5) فهرس الأعلام.

6) فهرس الأماكن والبلدان.

7) فهرس المصادر والمراجع.

8) فهرس الموضوعات.

9) فهرس الفهارس.

وقد سرتُ في تحقيقي لهذا الكتاب على المنهج التالي:

• اعتمدتُ على النسخة المصورة من مجموعة مخطوطات عمر حمدان والموجودة بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، ورمزتُ لها بـ(أ) وقابلتُها بالنسخة الحجرية التي رمزتُ لها بـ(ط).

• نَسْختُ الكتاب من النّسخة التي اعتمدتها أصلًا حسب القواعد الإملائيّة الحديثة، مع مقابلة المنسوخ بأصله المنسوخ منه.

• إذا وجد سقط في نسخة الأصل أكملتُه من النّسخة الأخرى، ووضعتُه بين معقوفتين هكذا [   ] وأشرتُ إلى ذلك في الهامش.

• ما جزمتُ بخطئه في الأصل كتبتُ الصّواب من النّسخة الأخرى ووضعتُه بين قوسين هكذا (   ) وأشرتُ إلى ذلك في الهامش.

• ما جزمتُ بخطئه في جميع النّسخ اجتهدتُ في تصويبه، ووضعتُه بين قوسين هكذا (   ) وأشرتُ في الهامش إلى الخطأ مع بيان سبب التصويب.

• وضعتُ خطًّا مائلا هكذا / للدلالة على بداية اللوحة مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.

• عزوتُ الآيات القرآنيّة إلى سورها مع بيان رقمها وكتبتها بالرسم العثماني.

• وَثَّقتُ القراءات من كتب القراءات.

• عزوتُ الأحاديث النّبوية، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيتُ بعزوه إليهما، وإن لم يكن فيهما أو في أحدهما قمتُ بعزوه إلى كتب الحديث المعتمدة.

• وثَّقتُ أقوال العرب وأمثالهم من الكتب المعتمدة.

• وثَّقتُ الشّواهد الشّعريّة مع نسبتها إلى قائلها من مصادرها أو مظانّها.

• وثَّقتُ المسائل الواردة في الكتاب من الكتب المعتمدة وعلَّقتُ عليها تعليقا علميّا إن اقتضى المقام ذلك.

• شرحتُ الكلمات الغريبة وعرَّفت بالمصطلحات العلميّة والأماكن والبلدان تعريفا موجزا من الكتب المعتمدة.

• ترجمتُ للأعلام المذكورين في المخطوط بإيجاز.

• التزمتُ بعلامات التّرقيم وضبطتُ ما يحتاج إلى ضبط.

• وضعتُ الفهارس العلمية على النحو المبيّن في الخطّة.

وفي ختام هذه المقدمة: يشرفني ويسعدني أن أتقدم بالشكر الجزيل لوالديّ وزوجتي على بثّ روح حب العلم، والحث على مواصلة التعلم في الجامعة المباركة التي نشأت فيها منذ المرحلة المتوسطة، ولا تزال تُغدق علي برعايتها، وتغذي عقلي بما ينفع -بإذن الله- في الدنيا والآخرة.

كما أتقدم بجزيل الشكر لأستاذي ومشرفي العزيز:

سعادة الأستاذ الدكتور: أحمد بن محمد عبد النعيم، فلقد أمدَّني بملحوظاته النيِّرة، وأرشدني لطريق التحقيق العلمي، وأفدت منه في إخراج هذه الرسالة فجزاه الله خيرا.

والشكر موصول لكلية اللغة العربية ممثلة في عميدها: سعادة الأستاذ الدكتور: عبد الرزاق بن فراج الصاعدي، ولوكلائه، وقسم اللغويات ممثلا في رئيسه: سعادة الدكتور: محمد بن عبد الحي عمار، وجميع منسوبي الكلية.

كما أخص بالشكر والعرفان زملائي الأعزاء: أحمد محمد طويل، وخالد بن عبد المعين العوفي، وخلف الجهني، ومبارك بن لافي الكلبي، ومحمد أمان الله، على اهتمامهم وتعاونهم وإبداء نصائحهم، وختاما أسال الله العلي القدير أن يجعل عملي مقبولا وأن ينفع بما قدمت.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فهرس المحتويات