دعوة المجتمع النسائي (( دراسة تأصيلية ميدانية في المدينة المنورة ))

ملخص الرسالة

دعوة المجتمع النسائي

(( دراسة تأصيلية ميدانية في المدينة المنورة ))

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، والصلاة والسلام على إمام الدعاة، وقدوة الناصحين، القائل: (( إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ))[1]، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الأبرار الذين ساروا على نهجه القويم، واتبعوا دعوته، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فلقد كرم الإسلام المرأة، ورفع قدرها، وأعلى مكانتها، وكفل حقوقها، ورفع الظلم عنها، وساوى بينها وبين الرجل في الأجر، وأثبت لها حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، وحق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إنّ من العلم ما هو فرض عين يأثم تاركه ذكرًا كان أم أنثى، كما أن لها ما للرجال إلا ما اختُصّت به من دونهم، وهي مخاطبة بالتكليف بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالرجل، كما قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71] [2]، قال السيوطي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية: وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: ﴿ والمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِنَات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضْ يَأْمُرُوْنَ باِلمْعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِِ المُنْكَر ﴾، يدعون إلى الإيمان بالله ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، ينهون عن الشرك والكفر )[3]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( من رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيده فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ ))[4]، وهذا النص والذي قبله من النصوص العامة التي يدخل فيها الرجال والنساء على حدٍ سواء، وقد تمثّلت ذلك أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، منذ أول يوم أوحي فيه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث واسته بنفسها ومالها، وطمأنته وأخبرته بيقينها بنصر الله له[5]، ثم صدّقته وآمنت بما أوحي إليه، ودعت إلى ما دعا إليه، وعندما التقى النبي - صلى الله عليه وسلم - رهط الخزرجيين عند العقبة كان من بينهم امرأة من بني النجار[6]، وفي بيعة العقبة الثانية كان من بين المبايعين للنبي - صلى الله عليه وسلم - امرأتان[7]، وهكذا استمر عطاء المرأة المسلمة في الدعوة والتربية عبر العصور الإسلامية المتتابعة عالمة وداعية وقارئة ومعلمة ومربية، وجميع ذلك بما يتناسب مع فطرتها وإمكاناتها وما يحفظ لها كرامتها وسترها وحياءها. ولكن ذلك أغاظ أعداء الإسلام الذين سعوا ولا زالوا مستمرين لحرف الدعوة الإسلامية عن مسارها، وتشويهها ووضع العوائق الكثيرة في طريق وصولها إلى المسلمين عامة والمجتمع النسائي خاصة، ومع كل ما بذل من الجهود لإبطال كيدهم إلا أنهم حققوا شيئا مما يهدفون إليه، لسرعة تأثر المرأة، ولضعف الخطاب الدعوي الموجه إليها، وهو ما يؤكد ضرورة القيام بهذا الواجب العظيم، كما يتطلب بذل المزيد من الجهود من قبل المتخصصين في الدعوة للقيام بدراسة متخصصة حول دعوة المجتمع النسائي والمعوقات التي تعترض سبيل القيام بهذا الأمر، ومعرفة أهم الوسائل والأساليب المناسبة في دعوة النساء، وتحقيق أفضل النتائج المرجوة، وأبلغ التأثير في المجتمع النسائي المستهدف.

ولما كان على طالب مرحلة الدكتوراه اختيار موضوع للكتابة فيه، وبعد السؤال والاستخارة والاستشارة، وفقني الله تعالى لاختيار هذا الموضوع فعزمت مستعينا بالله على خوض غماره وسبر أغواره، والبحث فيه ووضعت له العنوان التالي:

دعوة المجتمع النسائي

(( دراسة تأصيلية ميدانية في المدينة المنورة ))

أهمية البحث:

1- ورود كثير من الآيات والأحاديث الصريحة التي تحدّثت عن النساء ومكانتهن، وأنهن شقائق الرجال.

2- احتفاء الشرع بالمجتمع النسائي وتخصيصهن بالخطاب كعامة ما جاء في قضايا النساء في سورة البقرة وآل عمران والأحزاب والتحريم وغيرها، بل وتخصيص سور في القرآن الكريم غلب عليها بيان أحكام وقضايا النساء كسورة النساء والطلاق والتحريم والممتحنة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من خطبة العيد أتاهنّ فوعظهن وذكرهنّ بالله، الأمر الذي يدل على اهتمام الشرع بالنساء، ناهيك عن المرأة الصالحة والمربية الفاضلة والأم المؤمنة التي تخرّج أجيالا من الدعاة والعلماء والقادة ورجال التربية والفكر.

3- إفراد الشريعة الإسلامية السمحة النساء بأحكام خاصة بهن، شملت جميع أحوالهن، كما صنّف العلماء قديمًا وحديثًا العديد من الكتب المستقلة التي جمعت تلك الأحكام ومنها:

• كتاب أحكام النساء، للحافظ عبد الرحمن بن الجوزي.

• كتاب المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، للدكتور عبد الكريم زيدان.

• كتاب حسن الأسوة فيما ورد عن الله ورسوله في النسوة، لصديق حسن خان.

4- الهجوم الغربي المنظّم والمستمر على المرأة المسلمة بهدف إفسادها وإخراجها عن طبيعتها، وحثها على التمرّد على الأحكام الشرعية، والأخلاق الحسنة، تمهيدًا لتحررها وانسلاخها من دينها، وتمثّل ذلك في كثير من القوانين والأنظمة التي صدرت عبر عدة اتفاقيات ومؤتمرات بدءًا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948م، ومرورًا بمؤتمر(المساواة والتنمية والسلم) الذي عقد في المكسيك في عام 1975م، ووصولا إلى المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين الذي عقد عام 1995م، وهو من المؤتمرات التي تم فيه صراحة الدعوة إلى العديد من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية، بل ومخالفة الفطرة البشرية، وتلاه مؤتمر تنظيم الأسرة والسكان الذي عقد في القاهرة، مما يتطلّب جهدًا كبيرًا لمواجهة هذه الهجمة، والتوعية الشاملة بأهدافها، وكما أن ظلم المرأة محرّم، فإن المخالفة للشرع محرمة كذلك.

5- القيام بهذا الواجب يحد - بإذن الله - من انتشار المنكرات في المجتمع النسائي، ويؤمّن حماية للمرأة ضد ما تتعرض له من محاولات الإفساد.

6- اهتمت هذه الدراسة بمعرفة أكثر الوسائل والأساليب استخدامًا من قبل الدعاة والداعيات.

7- تكون هذه الدراسة عونًا - بإذن الله - للدعاة والداعيات، ومكاتب الدعوة والإرشاد، ومكاتب توعية الجاليات، في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة، لتعزيز الوسائل والأساليب الأكثر استخدامًا، وتفعيل الوسائل والأساليب الأقل استخدامًا، في دعوة المجتمع النسائي.

موضوع البحث:

يتحدد موضوع البحث في بيان كيفية دعوة المجتمع النسائي، باستخدام الوسائل والأساليب المناسبة لتحقيق ذلك، من خلال المضامين والميادين الخاصة بدعوة المجتمع النسائي.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى:

1- التعرف على واقع دعوة المجتمع النسائي.

2- المشاركة في الجهود المباركة التي تبذل من قبل الدعاة في هذا المجال، ومحاولة توحيدها للوصول لأفضل النتائج.

3- بيان الوسائل والأساليب المناسبة لدعوة المجتمع النسائي، مع معرفة أكثر الوسائل والأساليب استخدامًا من قبل الدعاة والداعيات.

أسباب البحث:

1- قلة الدراسات - حسب علم الباحث - في هذا المجال مما دفعني إلى بذل جهدي في بيان هذا الموضوع حسب الإمكان.

2- الهجوم القوي والمنظم على المرأة عموما والمرأة المسلمة خصوصا لتشويه صورة الإسلام، وإبعادها عن دينها، بل والسعي لاستخدامها في تقويض الفضيلة وانتشار الفساد، مما يستوجب القيام بجهود دعوية قوية في المجتمع النسائي.

3- تزويد القائمين على دعوة المرأة بدراسة علمية تعالج موضوع دعوة المجتمع النسائي.

4- الحاجة الماسة إلى البرامج الدعوية التي تناسب المجتمع النسائي والمبنية على أساس علمي واقعي.

5- صلة هذا الموضوع بالمرأة التي بصلاحها يصلح البيت والمجتمع، كما أنها تمتلك الكثير من القدرات التي ينبغي الاستفادة منها في دعوة بنات جنسها.

6- الحاجة الماسة إلى التعرّف على الوسائل والأساليب المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات، في دعوة المجتمع النسائي.

تساؤلات البحث:

يسعى الباحث للإجابة على التساؤلات الرئيسة الآتية:

1- ما أسس وخصائص دعوة المجتمع النسائي؟

2- ما واقع دعوة المجتمع النسائي؟

3- ما الكيفية التي تتم بها دعوة المجتمع النسائي؟

4- ما الوسائل والأساليب المناسبة لدعوة المجتمع النسائي؟

5- ما البرامج الدعوية التي بمكن القيام بها في دعوة المجتمع النسائي؟

6- ما الوسائل والأساليب المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي؟

حدود البحث:

تنحصر الدراسة الميدانية في معرفة أكثر الوسائل والأساليب استخدامًا من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي في المدينة المنورة.

الدراسات السابقة:

من خلال البحث والنظر لم أجد من سجّل هذا الموضوع بهذا المسمّى سواءً في رسالة ماجستير أو رسالة دكتوراه، إلا ما كان من بعض الدراسات السابقة التي تتعلق بموضوع دعوة المجتمع النسائي عموما، من حيث المشابهة في بعض مفردات العنوان مع الاختلاف عنه في المضمون، وملامستها لبعض جوانبه، وذلك على النحو التالي:

1- المرأة المسلمة المعاصرة إعدادها ومسؤوليتها في الدعوة، للباحث الدكتور أحمد بن محمد ابن عبدالله أبا بطين رحمه الله ( رسالة علمية دكتوراه مطبوعة )[8]، وتقع في ستمائة وسبعين صفحة.

وقد هدفت الدراسة إلى إعداد المرأة المسلمة للمشاركة في الدعوة إلى الله وتأصيل ذلك من الكتاب والسنة.

واشتملت على أربعة أبواب، إضافة إلى المقدمة، وجاءت على النحو التالي:

الباب الأول: مكانة ا المرأة ومسؤوليتها في الدعوة

الباب الثاني: طرق إعداد المرأة

الباب الثالث: الظروف المحيطة والمؤثرة في الإعداد

الباب الرابع: كيفية ممارسة المرأة للدعوة

وكان من أهم التوصيات التي أوصى بها الباحث: انه ينبغي على طلاب العلم وطالباته الكتابة في موضوع الإعداد للدعوة على مستوى الدراسات العليا لكل من الرجال والنساء، وقيام فئة من طالبات العلم في الدراسات العليا بإجراء بحوث ميدانية دعوية في الوسط النسائي، تتناول على سبيل المثال واقع الدعوة إلى الله في المنزل والمدرسة والمجتمع ومواقع العمل المختلفة، ومن خلال الخدمة الاجتماعية كذلك.

وهذه الدراسة تختلف عن دراستي من عدة أوجه:

‌أ- إن هذه الدراسة خاصة بإعداد المرأة داعية، وبيان الكيفية التي ستُمارِس بها الدعوة، بينما موضوع دراستي خاصة بدعوة المجتمع النسائي.

‌ب- الدراسة السابقة تخاطب المرأة داعية، بينما دراستي تخاطب المرأة مدعوّة.

‌ج- دراستي لها جانب تطبيقي عملي تحليلي، أما الدراسة السابقة لم تتطرق أبدًا لهذا الجانب.

‌د- ما ذكر في هذه الدراسة السابقة ينصب على ما يعترض إعداد المرأة داعية، بينما ما سأتحدث عنه - إن شاء الله - سيعالج كيفية وصول الدعوة للمرأة.

2- دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء، للباحثة الجوهرة محمد العمراني ( رسالة علمية ماجستير على قرص مرن بصيغة بي دي إف )[9]، وتقع في خمسمائة وثلاثين صفحة.

وقد هدفت الدراسة إلى بيان اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنساء، واشتملت على ستة فصول، إضافة إلى مقدمة، ومبحث تمهيدي بعنوان: مكانة المرأة في الإسلام.

وجاءت الفصول على النحو التالي:

الفصل الأول: موضوع دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء.

الفصل الثاني: دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء باعتبار مراحلهن.

الفصل الثالث: ميادين دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء.

الفصل الرابع: أساليب دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء

الفصل الخامس: خصائص دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء

الفصل السادس: أوجه الاستفادة من دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء في الوقت الحاضر.

وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة: أن المرأة حظيت في ظل الإسلام بمكانة مرموقة فكان له حظ في التعليم والتربية، وان النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا النساء في ميادين مختلفة ولم يقصر الدعوة على ميدان واحد.

ومن أهم التوصيات: محاولة التوسع في دراسة دعوة النساء من خلال القرآن والسنة التركيز على دراسة ما يتعلق بالمرأة المسلمة.

وتتفق الدراسة السابقة مع دراستي من حيث عموم موضوع دعوة النساء باعتبار المرأة مدعوّة.

وتفترق عن دراستي من عدة أوجه:

‌أ- الدراسة السابقة تختص بالتطبيقات النبوية في دعوة النساء في المجتمع النبوي، بينما دراستي عامة في دعوة المجتمع النسائي.

‌ب- الدراسة السابقة تختص بدعوة المرأة المسلمة فقط، بينما دراستي شاملة لدعوة المرأة المسلمة وغير المسلمة، مع تركيزها على دعوة المرأة المسلمة.

‌ج- دراستي لها جانب تطبيقي عملي تحليلي، أما الدراسة السابقة لم تتطرق أبدًا لهذا الجانب.

‌د- الدراسة السابقة تركز على الجانب التأصيلي، بينما دراستي تشمل الجانب التأصيلي والتحليلي لواقع دعوة المجتمع النسائي في الوقت الحاضر، والإفادة من الأساليب والوسائل الحديثة.

3- دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، للباحثة هند بنت مصطفى محمد الطيب شريفي، ( رسالة علمية دكتوراه غير مطبوعة ).

وقد هدفت الدراسة إلى: إبراز موضوعات الدعوة المناسبة لطالبات المرحلة الثانوية، وتقويم الجهود الدعوية المقدمة للطالبات في هذه المرحلة.

وقد تكوّنت الدراسة من جزأين، يقعان في تسعمائة صفحة، واشتملت على بابين إضافة إلى الفصل التمهيدي والخاتمة وجاءت على النحو التالي:

الفصل التمهيدي: أهمية دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وثمراتها.

الباب الأول: الجانب النظري من الدراسة، وفيه خمسة فصول:

الفصل الأول: موضوعات دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية.

الفصل الثاني: القائمات بدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية.

الفصل الثالث: الطالبات المدعوات في المرحلة الثانوية

الفصل الرابع: وسائل دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وأساليبها.

الفصل الخامس: معوقات دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وسبل الارتقاء بالدعوة.

الباب الثاني: الجانب الميداني للدراسة

وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة: ضرورة مراعاة اختيار الموضوعات المناسبة لاحتياجات الطالبات.

ومن أهم التوصيات: تدريس مادة الدعوة لطالبات المرحلة الثانوية، وتسخير التقدم التقني والفني لخدمة الدعوة إلى الله تعالى وفق ضوابط تتوافق مع مصلحة الدعوة وتحقيق أهدافها، كما انه لابد أن يُتبع البحث ببحوث مماثلة في ميدان الدعوة، حتى يمكن تحقيق الغايات المرجوة من البحث.

وتفترق دراستي عن هذه الدراسة من حيث:

‌أ- إن الدراسة السابقة خاصة بدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، وبالتالي فان كل ما يتعلق بمحتواها ونتائجها يتوجه إلى هذه الفئة من المجتمع النسائي الذي تتنوع فيه أصناف المدعوات وأحوالهن، بينما دراستي عامة في دعوة المجتمع النسائي.

‌ب- إن الدراسة السابقة تحدد القائم بالدعوة إلى الله بالنساء وبالأخص معلمات المرحلة الثانوية، بينما دراستي تشمل الدعاة والداعيات من الرجال والنساء، إضافة إلى الجهات الأخرى كمكاتب الدعوة وغيرها.

‌ج- إن الجانب التطبيقي في الدراسة السابقة على عينة من طالبات المرحلة الثانوية، بينما الدراسة الميدانية في دراستي ستكون على عينة من الدعاة والداعيات، لمعرفة مدى استخدامهم للوسائل والأساليب في دعوة المجتمع النسائي.

خطة البحث وتتضمن:

مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة وفهارس.

المقدّمة وتشتمل على العناصر المنهجية التالية:

أهمية البحث

موضوع البحث

أهداف البحث

أسباب البحث

تساؤلات البحث

حدود البحث

الدراسات السابقة

خطة البحث

منهج البحث.

التمهيد

التعريف بمفردات عنوان الرسالة وتحليلها ويتضمن مبحثين:

المبحث الأول: الدعوة ( تعريفها - فضلها - أهميتها - الحاجة إليها - حكم القيام بها - خصائصها ).

المبحث الثاني: المجتمع النسائي ( تعريفه - أهميته ).

الباب الأول

خصائص دعوة المجتمع النسائي

ويتضمن أربعة فصول:

الفصل الأول: خصائص دعوة المجتمع النسائي والأحكام الدعوية المتعلقة بها

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: خصائص المجتمع النسائي

المبحث الثاني: الأحكام الدعوية المتعلقة بالمجتمع النسائي

الفصل الثاني: خصائص الخطاب الدعوي الموجه للمجتمع النسائي

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالخطاب الدعوي وأهميته في دعوة المجتمع النسائي

المبحث الثاني: خصائص الخطاب الدعوي الموجه للمجتمع النسائي

المبحث الثالث: آثار دعوة المجتمع النسائي

الفصل الثالث: خصائص ومؤهلات الداعية في المجتمع النسائي

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: التعريف والأنواع

المبحث الثاني: الصفات والأخلاق

المبحث الثالث: المهارات والمقومات

المبحث الرابع: الالتزام بالمنهج الصحيح في الدعوة

الفصل الرابع: الخصائص المتعلقة بأصناف المدعوات وأهميتها في دعوة المجتمع النسائي

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: خصائص المدعوات المسلمات

المبحث الثاني: خصائص المدعوات غير المسلمات

الباب الثاني

مضامين دعوة المجتمع النسائي

ويتضمن ثلاثة فصول:

الفصل الأول: العقيدة

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: التأصيل العقدي وأهميته في المجتمع النسائي

المبحث الثاني: نماذج من الأخطاء المخالفة للعقيدة في المجتمع النسائي

المبحث الثالث: الوقاية من الوقوع في الأخطاء المخالفة للعقيدة في المجتمع النسائي

المبحث الرابع: معالجة الأخطاء المخالفة للعقيدة في المجتمع النسائي

الفصل الثاني: الشريعة

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: التأصيل الشرعي وأهميته في المجتمع النسائي

المبحث الثاني: نماذج من المخالفات الشرعية في المجتمع النسائي

المبحث الثالث: الوقاية من الوقوع في المخالفات الشرعية في المجتمع النسائي

المبحث الرابع: معالجة الأخطاء المتعلقة بالمخالفات الشرعية في المجتمع النسائي

الفصل الثالث: الأخلاق

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: التأصيل الأخلاقي وأهميته في المجتمع النسائي

المبحث الثاني: نماذج من الأخلاقيات السلبية في المجتمع النسائي

المبحث الثالث: الوقاية من الوقوع في الأخلاقيات السلبية في المجتمع النسائي

المبحث الرابع: معالجة الأخطاء المتعلقة بالأخلاقيات السلبية في المجتمع النسائي

الباب الثالث

وسائل وأساليب دعوة المجتمع النسائي

ويتضمن أربعة فصول:

الفصل الأول: استخدام الوسائل والأساليب في دعوة المجتمع النسائي

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أهمية استخدام الوسائل والأساليب في دعوة المجتمع النسائي

المبحث الثاني: خصائص وسائل وأساليب دعوة المجتمع النسائي

المبحث الثالث: الآثار الايجابية المترتبة على استخدام الوسائل والأساليب في دعوة المجتمع النسائي

الفصل الثاني: وسائل دعوة المجتمع النسائي

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: الوسائل المكتوبة والمقروءة

المبحث الثاني: الوسائل المرئية والمسموعة

المبحث الثالث: الوسائل القولية

المبحث الرابع: الوسائل الحديثة المتجددة

الفصل الثالث: أساليب دعوة المجتمع النسائي

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أساليب دعوة المجتمع النسائي باعتبار أصناف المدعوات

المبحث الثاني: أساليب دعوة المجتمع النسائي باعتبار ميادين دعوتهن

المبحث الثالث: أساليب دعوة المجتمع النسائي باعتبار أحوالهن

الفصل الرابع: الدراسة الميدانية

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أداة البحث وهي: استبانه من إعداد الباحث

المبحث الثاني: عينة البحث

المبحث الثالث: تحليل النتائج وتفسيرها

الخاتمة وتتضمن مايلي:

‌أ- خلاصة البحث

‌ب- نتائج البحث

‌ج- توصيات الباحث

الفهارس:

وتتضمن مجموعة من الفهارس الفنية الموضحة للبحث على النحو التالي:

1- فهرس الآيات القرآنية

2- فهرس الأحاديث النبوية

3- فهرس الآثار

4- فهرس الأعلام ( رجال، نساء )

5- فهرس الأماكن والبلدان

6- فهرس المصادر والمراجع

7- فهرس الموضوعات

منهج البحث:

المناهج التي سيستخدمها الباحث في بحثه:

1- المنهج الوصفي التأصيلي: وهو المنهج الذي يمكن به وصف ظاهرة بعينها وتفسيرها، وتأصيلها للوصول إلى نتائج صحيحة بخصوصها[10].

2- المنهج التحليلي: وهو المنهج الذي يعتمد على جمع البيانات ميدانيا بوسائل متعددة ويتضمن الدراسة الكشفية والوصفية والتحليلية[11].

ويستخدم الباحث هذا المنهج عند دراسة نتائج الاستبانة التي يقوم الباحث بإعدادها وتحليل نتائجها.

وإضافة إلى ما سبق فان من لوازم منهج البحث لهذه الدراسة إخراجها على المنهج العلمي من خلال:

1- عزو الآيات إلى أماكنها في المصحف الشريف، مع كتابتها بالرسم العثماني.

2- الالتزام بتخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية، مع الإشارة إلى من صحَّح الحديث أو حسَّنه من العلماء إذا كان في غير الصحيحين، قدر الإمكان.

3- مراعاة أصول البحث في الاستدلال وفقه النصوص، وذلك بمراعاة القواعد المُعْتَدِّ بها عند العلماء في هذا الباب، ومن ذلك استقراء النصوص الواردة في المسألة دون الاقتصار على بعضها، وذلك لفقهها فقهًا سديدًا.

4- الكتابة بلغة علمية، مع مراعاة سهولة العبارة وسبكها، والابتعاد عن الأسلوب العالي الذي لا يفهمه إلا المتخصص قدر الإمكان.

5- العناية بشرح الألفاظ الغريبة، وبيان معاني الكلمات الغامضة.

6- الترجمة للأعلام خاصة الصحابة - رضي الله عنهم -، عدا المشهورين منهم.

7- ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط، لإزالة ما قد يحصل من اللبس عند القراءة.

8- الالتزام بعلامات الترقيم.

9- عمل الفهارس اللازمة كما هو موضح في الخطة.

خلاصة البحث:

عنوان هذه الرسالة: (( دعوة المجتمع النسائي - دراسة تأصيلية تطبيقية في المدينة المنورة ))، وقد انتظم في مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب، ويهدف إلى التعرف على واقع المجتمع النسائي، وبيان الوسائل والأساليب المناسبة لدعوة المجتمع النسائي، من خلال الوقوف على خصائص النساء ومضامين دعوتهن. وتهدف الدراسة الميدانية إلى معرفة أكثر الوسائل المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي، وبلغت عينة البحث الميداني (150) من الدعاة والداعيات شارك منهم في الدراسة (110)، وتم إعداد الاستبانة وتم التحقق من صدقها وثباتها، وأظهرت النتائج أن هناك قصورًا في استخدام الوسائل في دعوة المجتمع النسائي.

نتائج الدراسة الميدانية:

1- أشارت النتائج أن الوسائل المكتوبة والمقروءة المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي كانت بدرجة أحيانا.

2- أشارت النتائج أن الوسائل المرئية والمسموعة المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي كانت بدرجة نادرا.

3- أشارت النتائج أن الوسائل القولية المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي كانت بدرجة أحيانا.

4- أشارت النتائج أن الوسائل الحديثة المستخدمة من قبل الدعاة والداعيات في دعوة المجتمع النسائي كانت بدرجة أحيانا.

نتائج الدراسة النظرية:

الحمد لله الذي أعانني وأتم لي ويسر، وصلى الله على النبي الخاتم ثم أما بعد /

فمن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال دراستي لدعوة المجتمع النسائي ما يلي:

1- أكدت الدراسة أن مراعاة الخصائص المتعلقة بالنساء من العوامل المهمة جدًا في نجاح دعوة المجتمع النسائي.

2- أكدت الدراسة أن الالتزام بالتأصيل العقدي والشرعي والأخلاقي وبالمنهج الصحيح في الدعوة إلى الله تعالى من أهم شروط القيام بدعوة المجتمع النسائي.

3- أكدت الدراسة على وجوب التزام المرأة بالحجاب الشرعي، وتجنب الاختلاط بالرجال، وتجنب الظهور في القنوات بداعي الدعوة إلى الله أو غيرها.

4- أكدت الدراسة أن تجديد خطاب الدعوي يجب أن يتضمن عدم المساس بالنصوص الثابتة أو الثوابت الشرعية أو المضامين الدعوية.

5- بينت الدراسة أن زيادة معدل المخالفات العقدية والشرعية والأخلاقية تظهر مدى الحاجة إلى معالجة تلك المخالفات ووقاية المجتمع النسائي من الوقوع فيها.

6- أثبتت الدراسة أن واقع المجتمع النسائي يحتم على الدعاة والداعيات استخدام العديد من الوسائل المتنوعة والحديثة.

7- أكدت الدراسة أن الأفراد والجهات القائمة بدعوة المجتمع النسائي يلزمها التعاون والتنسيق المستمرين لتتمكن من القيام بواجبها بفعالية أكبر.

توصيات الباحث:

من أهم التوصيات التي يوصي بها الباحث:

1- إجراء المزيد من البحوث المتعلقة بدعوة المجتمع النسائي مع التركيز على الأبحاث الميدانية.

2- فتح معاهد متخصصة لإعداد وتأهيل الداعيات في مجال العلوم الشرعية والإفتاء والإرشاد.

3- فتح أقسام نسائية في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسؤوليات وضوابط محددة للقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمعات النسائية.

4- تفعيل استخدام الوسائل بمختلف أنواعها خصوصًا الحديثة والمرئية والمسموعة في دعوة المجتمع النسائي.

5- فتح باب القبول للدراسات العليا في التخصصات الشرعية لتتمكن الراغبات في مواصلة دراستهن من الداعيات وغيرهن من أفراد المجتمع النسائي على أن يتم تعيينهن في أعمال الدعوة المتعلقة بالمجتمع النسائي.

6- تبني بعض الجامعات الشرعية فتح كراسٍ جامعية باسم المرأة المسلمة أو المرأة الداعية للدراسات الدعوية تُعنى بالدراسات المتخصصة بدعوة المجتمع النسائي.

7- فتح أقسام نسائية في مكاتب الدعوة والإرشاد وتعيين مفتيات وداعيات ليقمن بواجب الدعوة والإرشاد في المجتمع النسائي.

فهرس الموضوعات