جهود الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه "دراسات لأسلوب القرآن" - دراسة وتحليل

ملخص الرسالة

المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدًا، وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن بيان جهود العلماء وإبراز مناهجهم ودورهم في خدمة القرآن الكريم، مما ينبغي أن يهتم به طلبة العلم، وتتركز عليه جهودهم، وذلك للأهمية الكبرى في مجال التفسير، والحاجة الماسة لهذا العلم الجليل، للإفادة منه، نهجًا، وعلمًا، وعملًا.

وإذا تأملنا هذه الجهود العظيمة عبر العصور والأزمان، لا يمكن لنا أن نغفل عن دور عالمنا الفاضل الذي ذاع ذكره في الآفاق، بما قدم من خدمات جليلة لهذا الدين العظيم، مما نالني شرف البحث عن هذا العالم الجليل وجهوده من خلال مؤلفاته وعلى وجه الخصوص، "دراسات لأسلوب القرآن الكريم"، للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة، وقد حاولت الباحثة بدراسة وافية عن حياة الشيخ؛ الشخصية والعلمية والعملية، وبيان جهوده في الدراسات القرآنية، التي كان لها الأثر الكبير في إثراء المكتبة العلمية بفيض من العلم الجليل، الذي لم يسبقه إليه أحد، في جعله معجمًا، نحويًا صرفيًا على هذا الوجه من الترتيب.

مشكلة الدراسة:

تحاول الدراسة أن تجيب عن الأسئلة الآتية:

أولًا: من هو الشيخ "محمد عبد الخالق عضيمة"؟

ثانيًا: الوقوف على اجتهادات الشيخ عضيمة، وطرق معالجته للقضايا اللغوية، الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية على حد سواء.

ثانيًا: الوقوف على الجهود التي بذلها الشيخ "عضيمة" في مجال الكشف عن أساليب القرآن في التعبير عن مقاصده؛ وفي بيان الأدوات التي يحتاجها المفسر في تفسيره لكتاب الله عز وجل، مما يعين المفسر على عمله.

ثالثًا: بيان الآثار المترتبة على جهوده، من البحث والتعمق بمثل هذه الدراسة التي تتعلق بخدمة كتاب الله عز وجل، وإبراز الجوانب المهمة فيها.

رابعًا: كيفية دفاعه عن القراء والقراءات، من خلال كتابه "دراسات".

أهمية الدراسة:

تبرز أهمية الدراسة ما يلي:

أولًا: إظهار شخصية عالم جليل ظهر في القرن العشرين، وكان رائدًا من رواد العلم في التفسير والدراسات القرآنية.

ثانيًا: بيان منهج الشيخ "عضيمة" في كتابه وأثرها في خدمة كتاب الله تعالى.

ثالثًا: إن هذا النوع من الدراسة؛ يسهم في إفادة طلبة العلم والدارسين، لأنها تتناول أسلوب القرآن من جوانب متعددة.

رابعًا: مكانة كتابه لدى علماء النحو والتفسير، وتنوع الموضوعات وطريقة عرضها، كان سببًا كافيًا لخوض البحث فيها، والاستزادة منها علمًا ومنهجًا.

خامسًا: إبراز تراثه الفكري الذي خلفه وازدانت به المكتبة الإسلامية.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى جملة من الأهداف وأبرزها:

أولًا: معرفة شخصية الشيخ عضيمة، والعوامل التي ساهمت في تكوين شخصيته.

ثانيًا: بيان الجهود والمنهجية التي قام بها في خدمة الدراسات القرآنية.

ثالثًا: بيان المؤلفات التي استعان بها في تأليف كتابه، "دراسات لأسلوب القرآن الكريم".

الدراسات السابقة:

إن الحديث عن منهج الشيخ عضيمة، في كتابه " دراسات لأسلوب القرآن الكريم"، وبيان جهوده وأسلوبه بما له من الأهمية، لم تقف الباحثة على من أفرد هذا الموضوع بدراسة متخصصة، وإنما وجدت رسالتين تناولتا القضايا اللغوية والصرفية في مجال اللغة العربية؛ وهما:

الأولى: "الشيخ عضيمة وجهوده اللغوية"، للطالبة مكية جعفر شاه، رسالة ماجستير، لغة عربية، جامعة أم القرى، 1989م، تعرضت الطالبة في هذه الرسالة لجهود الشيخ اللغوية في الفهرسة والتحقيق والتأليف، ثم تناولت مصنفه " دراسات لأسلوب القرآن" لبيان محتوياته بشكل عام.

الثانية: "البحث الصرفي عند الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة"، للطالبة وجدان برهان عبد الكريم الدليمي، ماجستير، لغة عربية، جامعة المستنصرية، 2004م، تعرضت الطالبة في هذه الرسالة للحديث عن مؤلفات الشيخ الصرفية ومصادره وطرائق عرضه للمادة، إضافة إلى منهجه في الدراسة الصرفية بشكل عام، ويلاحظ أن ما ذكر في الرسالتين السابقتين؛ لم يظهر أثر هذه القضايا على التفسير.

لذلك جاءت دراستي في مصنفات الشيخ عضيمة، للتركيز على الجانب المهم في كتابه " دراسات لأسلوب القرآن"، لإبراز منهجه وجهوده القيمة في هذا المجال، بغية تحديد مسارها وإدراك مقوماتها، وفهم جوانبها، والتعرف على مميزاتها، وبيان أهميتها للمفسر وطالب العلم، وبيان كيفية التعامل مع القرآن الكريم، وفهم أسلوبه في قراءاته المختلفة، وذلك لحاجة المفسرين والمهتمين بالدراسات القرآنية بهذا النوع من الدراسة، التي تتناول أسلوب القرآن في جوانب متعددة، وكيف وظفها لخدمة كتاب الله عز وجل، لتكون أدوات ثمينة تعين المفسر على استخراج المعاني اللازمة التي يحتاجها في تفسيره، ويتم بذلك تقريب الدراسة إلى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية وتيسيرها لهم، راجية من الله التوفيق والرشاد، وأن يكون العمل خالصًا لوجهه الكريم.

منهجية البحث:

اعتمدت الباحثة أثناء طرحها لهذه الدراسة أكثر من منهج على النحو التالي:

أولًا: المنهج التاريخي لاستعراض الفترة التي عاشها الشيخ "عضيمة".

ثانيًا: المنهج الاستقرائي في تتبع الدراسات القرآنية في مصنفه "دراسات لأسلوب القرآن الكريم".

ثالثًا: المنهج الوصفي لتحليل المادة العلمية التي طرحها الشيخ "عضيمة"، لبيان المنهج الذي اتبعه بما يصب فائدته في دائرة البحث.

رابعًا:المنهج التحليلي للكشف عن مقاصد الشيخ "عضيمة" في عرض هذه المادة العلمية وطريقة تعامله معها.

ثم إن الباحثة التزمت أثناء طرحها لهذه الدراسة الخطوات التالية:

1- استقراء كتاب الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة "دراسات لأسلوب القرآن"، الذي يشمل على أحد عشر مجلدًا كاملًا، وذلك لبيان منهجه في كتابه، وأثره في التفسير.

2- إلتزمت عند توثيق المرجع لأول مرة في الهامش على كتابة المعلومات كاملة عن ذلك المرجع، وإذا تكرر فكنت أكتفي باسم المؤلف وكتابه ورقم الجزء والصفحة.

3- ترجمت للمفسرين، والمقرئين، واللغويين، ممن جرى لهم تعلق بالبحث، ولم أترجم للمشاهير من الصحابة والتابعين وغيرهم ممن تغني شهرتهم عن الترجمة لهم.

4- الرجوع إلى الشواهد القرآنية، ومواطن الاستشهاد للتأكد من توثيقها، مما نقله الشيخ عضيمة من أقوال النحويين والمفسرين.

5- بينت بعض المصطلحات والمفردات اللغوية من كتب اللغة.

6- عزو الأقوال إلى أصحابها، ضمن نطاق البحث ما أمكن.

7- الاعتماد على أمهات الكتب، والمراجع المهمة للاستناد إلى آرائهم، ما لم يذكره الشيخ، أويعتمد عليه في ترجيح الآراء، أو للإشارة إلى قيمته وأهميته.

أرجو أن أكون قد وفقت في اختيار هذا الموضوع، ووفيت الشيخ حقه راجية من الله القبول، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المبحث السادس:

مال هذا الدراسة وما عليها:

ألمح الشيخ (عضيمة) في مؤلفاته السابقة، عن نيته في تأليف كتاب يكون في دراسة لأسلوب القرآن الكريم، وقد ألفه الشيخ بعد تأليفه (لفهارس كتاب سيبويه)، وقد وقع هذا الكتاب في ثلاثة أقسام كما ذكرنا، القسم الأول: في معاني الحروف بثلاثة أجزاء، والقسم الثاني منه ما جاء في الصرف بأربعة أجزاء، والقسم الثالث منه ما جاء في النحو وهو على أربعة اجزاء؛ وبعد عرض جهود الشيخ عضيمة -رحمه الله- في كتابه سنذكر ما توصلت إليه الدراسة من محاسن ومآخذ عليها، لنكون بذلك قد أحطنا بالدراسة، ولو بالشيء اليسير لا يذكر أمام ما قدمه الشيخ بهمته العالية، الذي اتصف بالتفاني في انتاج هذا الجهد العظيم، وسنبين ذلك من خلال الآتي:

المطلب الأول: أهم ما امتاز به كتاب الشيخ عضيمة

وبيانه من خلال الآتي:

1-الكتاب فريد من نوعه في بابه واختصاصه، لما يحويه من علم غزير لدقائق علم الصرف في ظل الأسلوب القراني المُعْجِز.

2- المقدمة وترتيبها، عبرت عن عقلية منظمة وشخصية متزنة، ذات مبدأ وهدف وأسلوب.

3- بيان الجهود التي بذلها في كتابه " دراسات".

4- ابتكر الشيخ (عضيمة) في تأليفه " دراسات" منهجًا جديدًا أبان عنه بقوله: "رأيت أن أقدم أمام دراسة كل حرف صورة واضحة موجزة لعناصر الدراسة التفصيلية، واخترت لها عنوان: (لمحات عن دراسة.. كذا)"[1].

5- أما جهود الشيخ (عضيمة) في هذا الكتاب؛ يتلخص: بعرض الموضوع بشكل مختصر، ثم يتبعه بتفصيل للموضوع وما ورد منه في القران الكريم وقراءاته.

6- أما الغرض من تقديم الموضوع بشكل مختصر فهو كما يرى (عضيمة)؛ ل "تقريب هذه الدراسة الى نفوس القراء على اختلاف درجاتهم الثقافية. وتيسرها.

7- لهم، فمن شاء اكتفى بهذا القدر، ومن شاء رجع الى الدراسة التفصيلية[2].

8- إن هذا المنهج كفل له حرية نقل النصوص في الدراسة التفصيلية؛ لأن البحوث النحوية إن لم ترتكز على النصوص كانت كلامًا إنشائيا أجوف لا غناء فيه".[3] (فالشيخ عضيمة) حرص من نهجه هذا على إفادة القارئ من النصوص، نظريًا وتطبيقيًا.

9- أفاد القارئ؛ بأن يعرف متى أراد هل مثل هذا الأسلوب، وارد في القران أولا ؟ وإذا كان ورد فهل ورد كثيرًا أو قليلًا ؟ وفي قراءات متواترة أو غير متواترة. كما أنه يستطيع أن يحتكم إلى أسلوب القرآن ويرجع إليه في الموازنة بين الآراء المختلفة، كما كان يفعل الصدر الأول في الاحتكام إلى كلام الفصحاء ومشافهتهم قبل أن يدب اللحن إلى الألسنة"[4].

10- دراسته موضوعين في غاية الأهمية موضوع درسه في كتابيه السابقين،[5] وهو: (القلب المكاني في القرآن الكريم) إذ أعاد دراسته في هذا الكتاب بشكل موسع والموضوع الثاني الذي درسه هو: (الإلحاق في القرآن الكريم) وقد أشار (عضيمة) إلى ذلك بقوله: وفي كتابي بابان: القلب المكاني في القرآن، والإلحاق في القرآن، وقد طرق حديثهم غيري، ولهما وجود في غير كتابي، ولكن ليس بالتفصيل الذي عرضته.[6] وفضلًا عن هذين الموضوعين فإن هناك مسائل متعددة لم يضمها كتاب حواها هذا الكتاب في قسمه الثاني وقد أشار إلى بعضها الدكتور (عبد الله التركي) فيتصديره القسم الثاني من هذا الكتاب[7].

11- ومما يحسب للشيخ أسلوبه المتميز في الرد على آراء العلماء، إذ احتكم في موضوعات متعددة إلى الأسلوب القرآني في الرد على أقوال العلماء[8].

12- تنوع مصادر الكتاب ومراجعه بين النحو، والصرف، واللغة، وكتب إعراب القرآن، وكتب القراءات القرآنية، وغيرها.

13- النظر في إعجاز القرآن نظرات جديدة، لأنه لا يتيسر للناس إلا بعد أن يتم تحليل اللغة تحليلًا دقيقًا، قائمًا على حصر الوجوه المختلفة لكل حرف من حروف المعاني، وتصاريف اللغة التي بدورها تؤثر في المعاني والأساليب، وتحدد الفروق الدقيقة بين عبارة وعبارة وأثرها في النفس الإنسانية فيها، وفي دلالاتها[9].

14- ومن المزايا القيِّمة لهذا البناء الضخم؛ أن الشيخ فتح لنا أبوابًا جديدة ومهمة؛ للنظر في إعجاز القرآن نظرة جديدة، مما يعين على إنشاء علم بلاغة مستحدث، الذي لا يمكن معرفته إلا بتحليل اللغة وتحليل مفرداتها وأدواتها تحليلًا دقيقًا، التي هي حروف المعاني، وبعد معرفة الفروق التي تحدثها هذه الحروف في مواقعها، وأثر هذه الفروق في تفضيل كلام على كلام.

15- وضع أساسا علميًا ثابتًا للحكم على أساليب القرآن وموقعها من النحو والصرف[10].

المطلب الثاني: أهم ما يمكن أن يؤاخذ عليه الشيخ في كتابه:

وبيانه من خلال الآتي:

1-هناك بعض المسائل التي كان فيها الشيخ (عضيمة) ناقلا للنصوص، من غير أن يبدي رأيه، بينما يدلي بدلوه، مناقشًا ومرجحًا في الكثير منها.

2- عدم ذكر المصادر في الهامش، وذكرها في المتن ما يخالف بهذا طريقة التأليف المعروفة.

3- احتوى القسم الثاني من هذا الكتاب على موضوعات نحوية، كان من المفروض ألا تدرس في هذا القسم؛ لأن المؤلف قد خصه بالصرف بأجزائه الاربعة.

4- تكرار بعض الموضوعات في مواضع مختلفة من أجزاء الكتاب.

5- عند تخريجه الآيات القرآنية، إذ يترك ذكر اسم السورة ويذكر بدلًا عنها رقم تسلسلها.

6- خلو كتاب الشيخ من فهرس للمصادر والمراجع، التي ورد ذكرها في هذا الكتاب قديمًا وحديثًا، فما من كتاب حوى إحصاء لدقائق علم الصرف في ظل الأسلوب القرآني، وفي جميع قراءاته سواء المتواتر منها وغير المتواتر، فهذا الكتاب يعد مصدرًا مهمًا في دعم القواعد المختلفة للغة.

7- يكثر الشيخ من النصوص المنقولة بالنص أكثر من نقلها بالمعنى، والإقلال من الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف، أو كلام العرب المنثور والمنظوم، وإنما كان ينقل نصوصًا نحوية اشعارًا، أو أمثالًا، وقد احتوت الاجزاء جميعها على فهارس تفصيلية، لموضوعات كل جزء وقراءاته.

8- في القسم الثالث للدراسة النحوية، يكثر من المسائل الصرفية، فتبدو المواضع متداخلة.

الخاتمة:

الحمد لله الذي أنعم علي بإتمام هذا العمل، حمدًا كثيرًا لجلال وجهه وعظيم سلطانه؛ وأن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم.

وهكذا بعد أن انتهيت من الكتابة عن جهود الشيخ عضيمة في كتابه: "دراسات لأسلوب القرآن"، دراسة وتحليل، واستقراء كتابه المرة تلو الأخرى لما فيه من الفائدة التي لا تتأتى إلا بالمحاولة الجادة والمثابرة والمتابعة الحثيثة؛ لفهم محتويات هذا الكتاب القيم الغني في مادته العلمية والعملية، والذي يثري قارئه بجميع العلوم والمعارف، فيما يتعلق باللغة العربية، والنحو وعلوم القرآن على أكمل وجه، رحم الله شيخنا، وأثابه على الجهود التي بذلها في إكمال هذا العمل الضخم العظيم. التي تعتبر باكورة أعماله في استخرج كتاب كامل بأقسامه الثلاثة عن أسلوب القرآن الكريم؛ ليكون أداة رائعة للمفسر والنحوي وطالب العلم، فيما يرده من الفائدة من هذا الكتاب الرائع؛ وبناء عليه أستطيع القول بأنه:

1- هو عالم فذ تمتع بعلم عميق متين، أساسه النشأة الصالحة، بحيث عاش في ربوع أسرة تمثلت بعقيدة إيمانية صافية، مكنته من النجاح بعلمه وعمله؛ على الصعيد الأسري والإجتماعي.

2- إن هذا الجهد العظيم الذي استغرق من الشيخ عضيمة؛ قرابة خمس وثلاثين سنة، في إنجاز هذا العمل الضخم، في جوار الكعبة المشرفة، يتفيئ من ظلالها بالبحث والعمل الدؤوب؛ مستمدًا من خبرته في علم النحو وفهرسة الكتب، ما يظهر أنه متمكنًا ضليعًا ورائدًا من رواد هذا العلم العظيم؛ والذي بنهاية المطاف أخرج لنا كتابًا رائعًا عن بأسلوب القرآن الكريم.

3- إن كتاب الشيخ احتوى بأقسامه الثلاثة على ثلاثة محاور: المحور الأول يتحدث عن حروف المعاني وما يتعلق بها، والثاني: يتحدث عن النواحي الصرفية بكل الأوزان وما يتعلق بها من الأفعال والأسماء، مع القلب المكاني الذي حاور به العلماء بأنه أول من فصل به وناقشه؛ وأثبت ما نفاه النحويين بأن القرآن خلا من بعض الأساليب ليبنها، بعد الاستقراء الكامل للقرآن الكريم، والثالث: الذي خصصه للدراسة النحوية بكل متعلقاتها.

4-إن الدفاع عن القراء احتل، عنوانًا رئيسيًا في صفحات كتابه؛ ليبين ما نسب إليهم النحويون من رد قراءتهم المتواترة؛ وهذا لعدم استقرائم النصوص وتتبعها، مما أفاد الشيخ عضيمة في هذا المجال.

5-توسع في علوم القراءات القرآنية؛ المتواترة والشاذة، بحيث لا تبرح في أي ركن من أركان كتابه "دراسات لأسلوب القرآن".

6-استطاع أن يدرج على علم الأصوات؛ وهو أحد فروع اللغة المهمة، دراسة شملت؛ المدود، والإشباع، والإبدال، والتنوين، والكثير مما يتعلق بهذا المجال.

7- اهتم بإبراز لغة العرب، واللهجات والشعر وأقوال العرب، مع قلة استشهاده الحديث النبوي الشريف.

8- كان له دور كبير في بيان معاني ألفاظ القرآن الكبير من مصادرها؛ والتعرض لوجوه الإعراب والترجيح فيما بينها، والاستدلال بأراء النحويين واللغويين والمفسرين مما أثرى مادته العلمية مرجحًا تارة، وناقلًا أخرى مما يرشدنا على موافقته لما ذهبوا إليه من آرائهم.

9- كان غالبًا ما يميل إلى المذهب البصري، مبينًا ذلك من خلال آرائه؛ ولا يمنعه من نقل آراء الكوفيين، والترجيح بينها والتعليق عليها.

10- استعمل المصادر الأصلية من كل نوع من العلوم التي ذكرها واستفاد منها؛ مع عدم اعتماده على مصادر أساسية في التفسير كالطبري وغيره.

التوصيات:

إن هذا الكتاب قيم في بابه، وأرجو أن ينال الإهتمام من الجميع؛ والاعتماد عليه كمرجع أساسي في مجال علوم القرآن وما يتبعها.

ومن يتأمل هذا الكتاب بأقسامه الثلاثة؛ فهو متنوع في أدائه وعرضه؛ بحيث يثير الهمة العالية في استتباع مواضيعه وقضاياه؛ وينبئك بأنه يحمل بين ثناياه كل ما يحتاجه المفسر من العلوم الأساسية؛ المتعلقة بالتفسير وقضاياه.

وبعد فإنني أتمنى أن أكون قد حققت الهدف من بيان منهجه؛ ووضحت بعض مقاصده، وأفدت من كتبه، وسعيت نحو الطريق الصحيح في العلم.

إن قصرت فأرجو من الله أن يغفر لي زلتي، وإن أصبت فأتمنى أن يجعلها الله في ميزان أعمالي الصالحة؛ ويتقبل مني لأنه هو الله العليم الحكيم.

وأختم رسالتي بالصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والرحمة لجميع أمة محمد راجية من الله التوفيق.

والحمد لله رب العالمين

الباحثة: سوسن فيصل "أمير علي" الشهابي.

قائمة المحتويات