• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الحياة والموت في شعر عهد بني أيوب (648 - 567 هـ)

ليلى عبدالحميد علي الهنداوي

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية التربية للبنات
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: أ.د. ناظم رشيد
العام: 1425هـ - 2004م

تاريخ الإضافة: 22/5/2022 ميلادي - 20/10/1443 هجري

الزيارات: 4421

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الحياة والموت في شعر عهد بني أيوب

648 - 567هـ

 

العربُ قومٌ يتعشقون الكلمة الحلوة، ويطربون لسماع اللحن العذب، ويقيمون الأسواق والمواسم تحقيقًا لمتعة السماع، والشعر جبلة فطروا عليها، وسجية متأصلة في نفوسهم، يولد معهم ويعيش داخلهم ويجري على ألسنتهم، فلا غرو أن يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين"[1].

 

لذا احتفظ الشعر بمكانته المرموقة كفن يتمتع بالحيوية من خلال قيمة قيمه الإنسانية النبيلة، ولقد كان الشعر وما يزال راصدًا رؤية الإنسان لنفسه وللأشياء من حوله مبينًا علاقات الإنسان بما حوله وتفاعله المستمر مع الحياة وحواره مع شخوصها باسطًا لنا عبر اللغة آماله وآلامه وتطلعاته بالكلمة المنغومة الموحية، وبتجاربه الإنسانية، ولن ينضب معينه أبدًا.

 

ومن كرم الشعر أن نتمثل بقول النمر بن تولب توسلًا[2]:

أعذني رب من حصر وعيٍ
ومن نفس أعالجها علاجا

إنَ الموضوعات الإنسانية في تجدد مستمر، وموضوع (الحياة والموت في شعر عهد بني أيوب 567ـ648 هـ) إنما هو حلقة تكمل سلسلة دراسات أدبية سابقة، سيتم التنويه عنها في (التمهيد)، وكانت تلك الدراسات معينًا ثرًا أعانت البحث، مع تباين الحقبة الزمنية، وتميزها الشديد بسبب (الحروب الصليبية)، وأثرها في تلون الأدب بألوان شتى من الأغراض الشعرية والرؤى الفكرية والثقافية التي صورت الحياة الأيوبية وظروفها وأحداثها وجسدت صور الموت في الجهاد وقتال الأعداء.

 

وأما ما يخصُ خطة الدراسة فقد تضمنت تمهيدًا، حاولت فيه تقديم (إلمامة) موجزة عن الحياة والموت من منظور الشعر العربي بالإشارة إلى الدراسات السابقة. موضوع الحياة و الموت معادلةً تغلغلت في النسيج الشعري لكافة الشعراء في كل عصر وزمان، مع الإشارة إلى الدراسات السابقة التي أسهبت ووفت.

 

وتحققت الدراسة في ثلاثة فصول، الفصل الأول: خصص لدراسة المجتمع الأيوبي وأثره في رؤى الشعراء الفكرية، متضمنا:

1. المجتمع الأيوبي

2. واقع الحياة في المجتمع الأيوبي: السياسية والدينية والاجتماعية والأدبية.

3. أثر المجتمع الأيوبي في رؤى الشعراء الفكرية.

4. شعراء العهد الأيوبي ورؤاهم.

 

تناول هذا الفصل ما حول الأدب من حياة نشأ فيها، ومدته بألوان من التغذية، جعلته ذا مظهر خاص به، وطعم يميزه عما سواه، والقصد بـ (ما حول الأدب)، تلك البيئة التي عاش في كنفها، وذلك الفضاء الذي تنفس فيه. والحياة السياسية، التي يمكن عدها (القمة) التي تربعت كل ألوان الحياة الأدبية والدينية والاجتماعية، وغزت أحداثها وتقلباتها أكناف المجتمع الأيوبي عامة".

 

من هنا برزتْ أهمية ما تضمنه الفصل الأول، ليكون المنهل الذي تستقي منه فصول الدراسة الأخرى خواطرها ورؤاها، بنظرات شامله شاملة تبين ملامحه السياسية والدينية والاجتماعية لما لذلك كله من صلة وثيقة بالأدب وأهمية كبرى في فهمه وتذوقه وتحليل صور الحياة والموت في أشعاره.

 

وشمل الفصل الثاني (منظور الشعراء للحياة والموت في أبعاده الفكرية):

1- البعد السياسي.

2- البعد الديني.

3- البعد الاجتماعي والأخلاقي.

4- البعد النفسي (الوجداني).

 

إذ ركز هذا الفصل على دراسة الحياة والموت في الأبعاد الفكرية من خلال دواوين الشعراء التي أسعفت البحث بنصوصها، وأوضحت العلاقة الجدلية بين الأبعاد الشعرية وصور الحياة والموت.

 

وأخيرا" الفصل الثالث (الملامح الفنية في شعر الحياة والموت) وشمل:

1- الصورة الشعريةاللغة والأسلوب.

2- الصورة الشعرية اللغة والأسلوب.

3- الصنعة البديعية.

4- الاقتباس والتضمين.

 

وتضمنت الصورة الشعرية، ملمحًا فنيًا لصور الحياة والموت في شعر الجهاد استحقاقًا للدور الفاعل الذي حققه الجهاد الإسلامي للمجاهدين، فملأ الحياة الأيوبية، واحتضن عوالم الشهادة، وانزل الموت والفناء بالأعداء.

 

وجاءت خاتمة البحث موضحة النتائج التي توصلت الدراسة إليها.

 

وبعد الاعتماد على الله سبحانه، اعتمدت الدراسة دواوين الشعراء الذين توفرت دواوينهم، بغض النظر عن إقليمية الشاعر، مع الاستفادة من كتب التاريخ والأدب والنقد والبلاغة، وكان لكتاب (خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الاصبهاني) حضور واضح في ترسيخ لبنات الدراسة.

 

وعذرًا إن بدا ذلك إسرافًا في الإفادة من كتب دراسة الشخصية وعلم النفس والاجتماع، ومردُ ذلك إلى عمق العلاقات بين النتاج الأدبي للشعراء وبين النفس الإنسانية وخلجاتها، وتأثير شخصية الفنان على إبداعه وتميزه، وعمق استجاباته لمجتمعه وأحواله.. والسبب الثاني هو الولع بتلك الدراسات النفسية بشكل خاص في الحياة العملية والتربوية.

 

وخصت مقدمة العلامة ابن خلدون، بنصيب وافر في توجيه (مجتمع) الدراسة لما فيها من ومضات توثيقية لتدعيم بعض الأفكار والآراء.

 

وللحق أقول: إنَ هذه الدراسة عصارة لمجهود، شاءت الرعاية الإلهية أن يبصر النور، جهود شخصية استنفذت استنفدت كل ما أمكن من صبر ومعاناة، فكانت الجذاذات رفيقات السهر المضني، والكتب أصدقاء.. أصدقت البحث وأغنته - إن شاء الله - مكللة تلك الجهود، بعلم ورأيِ وحرص ومتابعة ونفس الأستاذ الدكتور ناظم رشيد مشرفًا، ولن يعجز القلم عن الثناء عليه، واعترافًا بفضله وكرم علمه، يصح في شخصه قول الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند الله فانظروا ماذا يتبعه من الثناء[3]. صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

وأتوجه بالشكر والتقدير لأساتذة قسم اللغة العربية - جميعا - وعلى وجه الخصوص الأستاذ المساعد الدكتور حسن منديل رئيس القسم.

 

وكما يوجب الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور أحمد إسماعيل ألنعيمي لما أبداه من عون ولم يبخل بنصيحة أو توجيه.

 

ولن يفوتني توجيه الشكر الجزيل للأخ الأديب والصحفي (سمير النشمي) لما رفد البحث من مصادر وتوجيه وآراء.

 

وتستحق (الصديقات) ذكرى وشيماء وعلياء، كلمات الثناء إذْ كنَ كالبلسم الشافي لجراحات الحياة الدراسية والكتابية.

 

وختامًا، وختامها مسك كما يقال، فمن واجبات المحبة العميقة، يبدو الشكر عاجزًا ليفي ((رفيق الحياة)) حقه، لا من أجل صبره ومواساته وتشجيعه، خلال مرحلة الدراسة والكتابة.. بل لمواقفه النبيلة خلال رحلة العمر.

 

وأخيرًا.. الحمد لله الذي بنعمته تكمل الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الكائنات، وعلى آله وصحبه نجوم الهداية والخيرات وسلم تسليمًا كثيرًا فإنْ أصبت خيرًا وفضلًا فهو منة من الله سبحانه، وإنْ تكاثرت الهنات والمساوىء فهي من نفسي وتقصيري، وأتضرع إلى الله تعالى أنْ يثيبني على هذا بمقدار إخلاصي فيه لوجهه، فهو حسبي ونعم الوكيل.

 

الخاتمة

سبق القول في المبحث الأول من الفصل الأول، إن على الدراسة الموضوعية الاهتمام قبل كل شيء بمجموعة القيم الاجتماعية والأنماط الثابتة المرتبطة التي تتحكم في نشاط المجتمع وتكون له شخصيته الحضارية بكل ما يتصل بهذه الشخصية من مفهومات الحياة والموت والعلاقات ومصير الإنسان…. فليس مهمتنا التقويم وإصدار الأحكام الأدبية، وإنما هي جملة أمور سواء كانت حقائق أم مفاهيم فكرية أم نتائج - ولا يمكن الجزم بصحتها جميعها - فكما يقال: الباحثُ آخر من يحق له الحكم … لكنه أول من تشير إليه أصابع النقد والنقاش.

 

ومن المعلوم - بادئ ذي بدء - أنَّ الحضارة الإسلامية دعت إلى الإقبال على عالم الحس والاستمتاع بمسرات الحياة دون إفراط أو تفريط. ومن ذلك اصطبغ مفهوم المجتمع من الحضارة الإسلامية بالتفاؤل وحب الحياة، ولم يعد العالم الحسي كما كان في بعض الحضارات المتشائمة مدعاة للاثم ومجلبة للخطيئة، بل أصبح في ظل الإسلام هبة من الله للإنسان ومجالًا لطموحه وتفاؤله.

 

ومن هذا تأكد للجميع، أن الشخصية الحضارية للمجتمع الإسلامي لم تكن متشائمة، أو متراجعة عن الحياة أو منكرة لفردية الإنسان بل كانت متفائلة ومؤكدة لذاتية الفرد.

 

وفي عهد بني أيوب (567-648هـ)، جسد الفرد جميع الأدوار الممكنة التي تؤكد ذاتيته كبطل فارس أو شاعر مغامر، أو مقاتل صنديد… ولكن هذا الفرد- بنظرنا - لم يكن بمفرده في مسرح الحياة، فالبطل معه أبطال للمساندة، والحروب الصليبية (صراعات دينية)، مع ضخامة في العدد والعدة، والساحة بحاجة إلى أكثر من بطل، وربما يكمل البطل دوره المخطط له، فيعقبه من يكمل ذلك الدور وبدقة و إخلاص مشهودين، وهكذا تُقاس الفردية من خلال   الجماعة، وينظر للسيوف كآلات حرب وجهاد لكنها لن توقف تيار التقدم الحضاري في حين تستمر عجلة الفن في دورانها على الرغم من خوض الأيوبيين أضخم معركة للجهاد، فإذا بالمدارس تفتح والمكتبات تنشأ والحصون والقلاع تبنى وعلى قدم وساق في الصناعات والحرف…. كلها مجتمعة لإقامة أعظم بناء حضاري شهدته العصور الوسطى وهو بناء الحضارة الإسلامية.

 

ويبقى الشعر العربي حيا يواكب الأحداث فهو يرمز إلى قيم إنسانية خالدة وكلما غالى الدهر بحدثانه اشتد العربي ولا سيما الشعراء - لرهافة إحساسهم - تعلقًا بلغتهم وتراثهم وثقافتهم.

 

وبالنظر لعراقة موضوع الحياة والموت، فقد تناوله الأدباء والشعراء في مختلف العصور كما تناولوا بقية الموضوعات التي شغلتهم وعبروا عن أفكارهم ورؤاهم ما شاء لهم ذلك متأثرين بالعصر وظروفه وحوادثه وملابساته ولعل أبرز ما يتراءى للباحثين في عهد بني أيوب من القضايا الكبرى (الحروب الصليبية) التي استحوذت على تفكير الشعراء واستغرقت جزءًا من أشعارهم حتى كأنهم جردوا من أشعارهم أسلحة خاضوا بها معارك التحرير إلى جانب الأبطال المجاهدين.

 

كشف الفصل الأول عن المجتمع الأيوبي الذي تنوع فيه العنصر البشري بما يحمله من تقاليد وأفكار وعادات ونشاطات وقد تمايز الأتراك والأكراد في أدائهم العسكري إلا أن للقبائل العربية مواقف مشرفة في المشاركة في الجهاد والاستشهاد.

 

بعد تسارع الأيوبيين لتنفيذ خططهم الإصلاحية أثبت الفرد الاجتماعي الأيوبي كفاءته في كونه استجابة ضرورية تاريخية في ميدان القتال في حين سخر الشاعر شعره ليكون مرآة صقيلة عاكسة لما يحويه مجتمعه من إيجابيات وسلبيات الشاعر ومجتمعه (وحدة حية متفاعلة) وقد شهدا ولادة الوحدة الإسلامية من جديد وتلاشت الإقليمية.

 

وأصبحت الحروب الصليبية أيضا من أهم البواعث الأولى على قول الشعر وتجويده ومواكبته لسير الأحداث جملة وتفصيلًا وقد أحب المجتمع الأيوبي الشعر بكافة طبقاته وتعلقوا به ونظموه ولم يعد حكرًا على الطبقة المثقفة وللحروب الصليبية يد طولى في هذا التعلق.

 

وتجرأ الشاعر الأيوبي على مجتمعه وحدد مواطن الفساد ورصد الظواهر الشاذة وحاربها ولم يميز ما بين سلطان أو رجل من العامة.

 

وكشف الفصل الأول عن الارتباط الوثيق بين الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وأخيرا تأثير كل ذلك في الحياة الأدبية.

 

وثبت أن روح الشعر متأثرة بالأحداث مسجلة لوقائعها وتتلون معانيه بألوانها وكان للشعراء أمام الأحداث قدرة مميزة هي (الحدس).

 

أدرك الشعراء - كما أدرك الجميع - أن حياتهم تواجه أشرس بل أعتى حرب دينية عرفها التاريخ، لذا لاح في أفق المسلمين الصراع الديني من خلال وصف أحداث العصر وملاحمه الخالدة فظهرت المعاني الدينية المرتبطة بالدين الإسلامي.

 

وظهرت الحاجة - تبعا لظروف المجتمع الأيوبي - إلى الوعظ والإرشاد الديني والزهد، فالحروب صراع ديني، والناس ما بين عوامل ذاتية ونفسية، وعوامل سياسية واجتماعية وهم تحت التأثير المباشر.

 

ومن هنا سطع نجم (المدائح النبوية) لأسباب سياسية بحتة، وسجلت تطورًا هو خروجها من المعاني الضيقة إلى المعاني الشاملة التي تضم تاريخًا منظومًا لسيرة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

 

وازدهر التصوف ازدهارًا ملفتًا للنظر وأسباب هذا الازدهار تعود إلى الأخطار الخارجية الكبرى والكوارث الطبيعية وتشجيع السلاطين. ومن ناحية أخرى ثبت أن الشعر وثيقة اجتماعية لتطوير الحياة الاقتصادية في مختلف صورها ومظاهرها. وكشف الفصل أيضًا أن المجتمع الأيوبي وبكافة طبقاته يقف موقفًا واحدًا ثابتًا لا يتزعزع وهو (قدسية بيت المقدس) فإن تحريره وسلامته مما لا يعلى عليه.

 

ومن المفاهيم التي برزت هي تأثر الحياة الأدبية بما تخلفه الحياة السياسية والدينية والاجتماعية… وكان أدب هذه الحقبة نتاجًا عسيرًا لما تمخض عنه الوضع السياسي، ورغم ذلك تجلت أصالته واستطاع أن يعطينا مرآة صادقة عما في جوهره وعرضه، وما فيه من تيارات أدبية ومذاهب بيانية لها مفاهيم خاصة، ونظرات عميقة، تتناول مختلف مظاهر الحياة الفكرية رزينها وماجنها إنها الحياة الإنسانية، ولا أدب بغير الإنسان والحياة.

 

ومن النتائج المهمة التي وصل إليها الفصل الثاني حرية الشعراء فيما يفكرون وينظمون فكان شعر المديح (الحياة الدنيا) إذا جاز التشبيه، حيث النفوس مولعة بحب الثناء والناس متطلعون إلى الدنيا وأسبابها من جاه أو ثروة على رأي ابن خلدون… لذلك جسد شعر المديح صور الحياة الحقيقية التي أحاطت بهالة مقدسة (الأبطال) الذين خاضوا غمار الحروب وخلدهم بصور حبيبة إلى النفوس قريبة من القلوب.

 

جاءت مواقف الشعراء من الحياة مظللة برؤاهم الذاتية، فالدنيا تارة شوهاء عاطلة غير جديرة بالاهتمام والعمر فيها خلق مرقع وتارة أخرى الحياة هي الجهاد (همهم وشغلهم الشاغل)، ودماء الأعداء خمرتهم النشوى وبالمقابل فالممدوح كريم مع المنايا يسوق إليها الأعداء وبحر من الندى مع السائلين والعافين. وتفنن الشعراء في رسم صور مظلمة لموت الأعداء، وان اختلفوا في غزارة المنظوم.

 

ووضحت رؤية ظاهرة المحاكاة والاحتذاء لدى شعراء العصر، وأسبابها كثيرة منها:

1- السبب النفسي، نظرة الشعراء للأقدمين نظرة (المثل الأعلى).

 

2- السبب اللغوي، اتساع المسافة بين اللغة اليومية ولغة الأدب.

 

3- السبب الحضاري، التهديد الذي واجهته الحضارة الإسلامية في عصر الحروب الصليبية.

 

4- السبب النقدي، ترديد النقاد من أن الأقدمين قد استغرقوا المعاني، ولم يُبقوا للمتأخرين شيئا.

 

وتنوعت صور وأساليب الرثاء بين الشعراء، إلا أنها تقليدية، فمنهم من رثى صادقًا ومنهم من رثى تكسبًا ولرضى الأحياء فجمع بين التعزية والتهنئة. ولم يستأنس الشعراء بالهجاء كغرض عميق التأثير في حياتهم، كما في العصر الأموي مثلًا، ولكنهم برعوا في الهجاء الساخر اللاذع الذي يبنى على هدف اجتماعي.

 

وجاءت دراسة البعد الوجداني لتبحث عن الحب الذي هو الأصل الذي تدور عليه العواطف والمشاعر الإنسانية، ويكاد يخلو هذا العهد من أي شكل من أشكال الحب العذري وأسباب ذلك نفسية خاصة بالشعراء وحياتهم وأيضًا الحروب الصليبية والظروف الاجتماعية وتقلقل المشاعر وفقدان الأمن والاستقرار. وأتضح أن حب الطبيعة ودمشق ومصر والخمرة…. يفوق حب المرأة، وفاق شعر الوصف والشكوى والقصص شعر الغزل، وأوضحت الدراسة طغيان صفة الحنين والاشتياق على الألفاظ الغزلية وبذا غدت قصائدهم (قصائد حنين واشتياق وشكوى) وهي تصب في مصب واحد.

 

وأما شعراء الصوفية فقد نهلوا معانيهم وصاغوا ألفاظهم متكئين على الأشعار الغزلية العذرية وقد تعدوا ذلك إلى أي شعر وجداني يناسب الحال والمقام.

 

ومثلت قصائد الخمرة الواقع النفسي للشاعر، مع ضعف الوازع الديني لديه وشاركت الطبيعة والسقاة والغناء على انتشارها، وشاعرها لم يبتعد كثيرا عمن سبقوه من شعراء الخمرة.

 

أما فيما يتعلق بالفخر فقد انتهينا إلى أن الشعراء ضمنوا قصائدهم معنى للحياة هو الافتخار بشاعريتهم ووصف تلك الشاعرية واختفى الافتخار بالقيم التي كان الشاعر العربي يفتخر بها سابقًا كالمحتد العربي والقبيلة وما إلى ذلك.

 

ومما عالجه الفصل الثالث الصورة الشعرية لشعر الحياة والموت ومن ضمنها الصورة الشعرية للأشعار القدسية باعتبارها احتلت مكانة مرموقة حينئذ بسبب الحروب وظهور (القدسيات) بشكل فني متفرّد، واستمد الشعراء الكثير من معانيهم وألفاظهم وأفكارهم من القرآن الكريم في تشكيل لغتهم الشعرية. كما تناول هذا الفصل طغيان الصنعة البديعية وليس من باب العبث اللفظي قول ابن حجة: (إن لكل زمان بديعًا تمتع بلذة الجديد)، وتنازع الشعراء مذاهب فنية متباينة في الصناعة الشعرية، وبلغت مرحلة نضجها الفني. وقد مّيزوا في بعض المذاهب البديعية مدارس برز فيها شعراء كان لهم السبق الفني فيها كالشاعر شرف الدين الأنصاري.

 

وتأثرت لغة الشعر بظروف الاختلاط بغير العرب، واستغرق التكلف اللغوي والأسلوبي بعض الشعراء بقصد التلاعب بالألفاظ ليدل على اقتدار لغوي متمكن في نفسه. وقد تفرد شعراء بني أيوب بأساليبهم ما بين الأسلوب التقليدي و الأسلوب الشعبي الميسر والأسلوب الزخرفي.

 

وأثبت الاقتباس والتضمين، بكونهما جزءًا من روح ذلك التراث الخالد للأمة الإسلامية المتمثل بالقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي القديم.

 

تلك هي أهم المفاهيم أو الحقائق التي توصلت إليها الرسالة، فإن كانت جديرة بالاهتمام، فإنها قد حققت إضافة متواضعة لما سبق من دراساتٍ، ويكفي الاستشهاد بقوله ﴿ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [الأنعام: 152]، صدق الله العظيم.

 

وختامًا، الحمد لله أولًا وآخرًا، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.

لكل شيء إذا ما تمّ نقصانُ
فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمور كما شاهدتُها دول
من سرّهُ زمن ساءتهُ أزمانُ[4]

 

المــوضوع

الصفحة

المقدمة

أ

التمهيد: معادلة الحياة والموت: موضوعًا شعريًا

1

الفصل الأول: المجتمع الأيوبي، واقعه وأثره في رؤى الشعراء الفكرية..

17

1. المجتمع الأيوبي..

17

2. واقع الحياة في المجتمع الأيوبي:

25

- الحيـاة السياسية

25

- الحيـاة الـدينية

36

- الحياة الاجتماعية..

5.

- الحيـاة الأدبيـة

67

3. أثر المجتمع الأيوبي في رؤى الشعراء الفكرية

78

4. شعراء العهد الأيوبي ورؤاهم.

88

الفصل الثاني: منظور الشعراء للحياة والموت في أبعاده الفكرية

1.5

1. البعـد السياسـي.

1.8

2. البعـد الدينــي.

138

3. البعد الاجتماعي والأخلاقي.

165

4. البعد النفسي (الوجداني).

188

الفصل الثالث: الملامح الفنية في شعر الحياة والموت:

24.

1. اللغة والأسلوب

241

2. الصورة الشعرية..

253

3. الصنعة البديعية..

269

4. الاقتباس والتضمين..

282

الخاتمة

293

المصادر والمراجع.

299

الخلاصة باللغة الإنكليزية



[1] العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده:1/ 30.

[2] الأغاني: 22/ 284.

[3] شرح الزرقاني: 4/ 319 ، وأيضًا: موطأ مالك: 2/ 904.

[4] نفح الطيب: 4/ 487 (من قصيدة أبي البقاء صالح الرندي).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عقبات الحياة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة: الحياة في سبيل الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحياة العلمية في مدينة الرياض لراشد بن محمد بن عساكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • يا بني.. أتعبتنا الحياة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حياة محمد صلى الله عليه وسلم وصناعة الحياة (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • وحين تكون الحياة حياة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة الفرق بين الحياة المستمرة والحياة المستقرة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رقي الحياة في حياة الرقي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب