• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لكل مقام مقال (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    ما لا يسع القارئ جهله في التجويد: الكتاب الثالث ...
    د. عبدالجواد أحمد السيوطي
  •  
    تمام المنة في شرح أصول السنة للإمام أحمد رواية ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: العلم والدعوة والصبر
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    فتاوى الحج والعمرة (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    اسم الله تعالى الشافي وآثار الإيمان به في ترسيخ ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    متفرقات - و (WORD)
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الأوجه الإعرابية في قراءات أهل البصرة وأثرها في دلالة النص القرآني

أسامة صباح عبدالله الرفاعي

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة البصرة
الكلية: كلية الآداب
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: أ.د. عدنان عبدالكريم جمعة
العام: 1425 هـ - 2004 م

تاريخ الإضافة: 5/9/2021 ميلادي - 27/1/1443 هجري

الزيارات: 7201

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الأوجه الإعرابية في قراءات أهل البصرة

وأثرها في دلالة النص القرآني


المقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

 

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فعملًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه حُذيفةُ بن اليمان رضي الله عنه، والذي يقول فيه: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحونَ أهل الكبائر وأهل الفسق، فإنه سيجئ بعدي قوم يُرْجِعُونَ بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنَّوْح، لا يجاوز حناجرَهم، مفتونة قلوبُهم وقلوب من يعجبهم شأنُهم)) [المعجم الأوسط 7/ 183، مجمع الزوائد 7/ 169].

 

بفضل الله سبحانه وتيسيره اخترت هذا البحثَ الموسوم (الأوجه الإعرابية في قراءات أهل البصرة وأثرها في دلالة النص القرآني)، الذي نعرض من خلاله تراث أهل البصرة والجهود الكبيرة التي بذلوها في خدمة كتاب الله تبارك وتعالى، وما تحمَّلوا من أمانة عظيمة تمثلت بالقراءات التي قرؤوا بها ونُسبت إليهم فعُرفت بهم.

 

وتتعدد الأوجه الإعرابية في تلك القراءات، فاكتفينا بتناول مجموعة من القراءات في الرفع والنصب والجر دون غيرها؛ لكثرتها واتساع مادتها، فكان مبتغانا أن نصل إلى معنى قراءة القرَّاء بهذه الوجوه، وهل قراءتهم قائمة على دليل شرعي مُسَبَّق استند إليه القارئ فوافقت قراءته الجانب النحوي للمعنى المطلوب، مع عدم معارضته لأصل من أصول الدين أو فروعه.

 

ومن الأهمية بمكان أن نبيِّن في هذا المقامِ مسألةً لا تخفى، وهي أن القارئ لا يستند فقط إلى الجانب اللغوي دون غيره من الجوانب الأخرى التي لها علاقة وثيقة بتلك القراءة، فلا يمكن أن يقرأ حتى تكون عنده نظرة مسبقة بالسُّنة المطهرة الشارحة لكتاب الله عز وجل، وعلى هذا الأساس يكون العلم بالشريعة مقيِّدًا للقارئ، وهذا القيد هو الذي ينظر إليه القارئ قبل أن يقرأ بالوجه الذي تحتمله القراءة، فتكون عندئذٍ القراءة غير مخالفة للمعاني الأخرى التي تحتملها الأوجه المختلفة.

 

لكن إذا قُرئ بقراءة تخالف أصلًا من الأصول أو فرعًا من الفروع، كأنْ تخالف - مثلًا - فعلًا متواترًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه القراءة لا تجوز شرعًا؛ لأنها ستكون من باب اختلاف التضاد، وهذا النوع من الاختلاف غير مقبول في باب القراءات، وما كان على شاكلته فإما أن يُردَّ أو يوجَّه التوجيه السليم الذي يزيل وجه الخلاف؛ كتوجيه القراءة المنسوبة إلى أبي حنيفة رحمه الله: ﴿ إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ ﴾ [فاطر: 28] برفع لفظ الجلالة على أنه فاعل، ونصب (العلماء) على أنه مفعول، فهذه القراءة تخالف أصلًا من أصول ديننا، ووجه المخالفة أن الخشية نوع من أنواع العبادات، ومعلوم أن العبادة حكمٌ تكليفي على العباد حق لله سبحانه وتعالى، فكيف يكون العكس، وهو أن الله يخشى العلماءَ، تعالى الله عن ذلك، فمثل هذه القراءة إما أن تُرَدَّ في حال عدم صحة نسبتها إلى قائلها فلا يكون لها أصل، أو أن نثبت العكس فتوجَّه بما يلائم الأصول، فيكون المعنى: أن الخشية يراد بها هنا الإجلال ورفع الشأن، فالله سبحانه وتعالى يُبَجِّلُ العلماءَ ويرفع شأنهم؛ لأنهم أشد ُّ الناس خشيةً له سبحانه.

 

وما كان فيه مخالفة لأصل من الأصول أو فرع من الفروع، لا يخلو من الخطأ، وهذا الخطأ يظهر جليًّا في مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ لا يعتقد أن أحدًا يفهم ما في كتاب الله عز وجل أحسنَ من فهم النبي صلى الله عليه واله وسلم، وهو المبلِّغ عن الله تعالى، والوحيُ ينزل عليه تارة بعد أخرى.

 

وهذا الأثر يُرى واضحًا في قراءات القرَّاء، فإننا نجد قراءاتهم لا تخالف وجهًا من الوجوه، فإما أن يكون المعنى موافقًا تمامًا فيكون بمثابة التأكيد، أو يأتي بمعنى جديد تحتمله الآية فيكون بمثابة الفائدة المرجوَّة، أو تحتاج إلى توجيه يزيل عنها الغموض والإبهام ويزيدها وضوحًا.

 

والقرَّاء متفاوتون فيما بينهم، فمنهم من كان له اختيار في القـراءة، ومنهم من كان له متابعة، ومنهم من له اختيار ومتابعة، ولعل هذا يفسِّر لنا معنى تعدُّد القراءات السبع، والثلاث المكملة للعشرة، والأربع المكملة للأربعة عشر، فضلًا عن غيرها من القراءات.

 

وقد اعتمدت في بداية دراستي لهذا الموضوع على معجم القراءات القرآنية في استخراج قراءات القرَّاء البصريين، وهو من تأليف الأستاذ أحمد مختار عمر والأستاذ عبدالعال سالم مكرم، وكان المعجم قد رُتِّبَ بشكلٍ جيدٍ سَهَّلَ عليَّ الكثير من الصعوبات؛ لأنه يذكر قراءة المصحف، ثم يذكر الأوجه التي قُرِئ بها، ومن قرأ بكل وجه، والمصادر التي ذُكِرَ فيها ذلك الوجه من القراءة، والمتمثلة بكتب إعراب القرآن وكتب معاني القراءات والتفاسير، وغيرها من الكتب القديمة والحديثة لتتمة البحث.

 

وقد اقتصر البحث في منهجيته على دراسة الجانب النحوي وأثره في الدلالة، ولم يتطرق إلى غيره في توجيه أو توضيح إلا ما كان له صلة بالجانب النحوي؛ وذلك خشية الإطالة والإسهاب.

 

ومنهج البحث في الدراسة يقوم على ذكر الآية برسم المصحف وتبيين وجهها، ومن ثم ذكر الوجه الذي قُرِئ به ومن قرأ به من قرَّاء البصرة، ثم إعراب قراءة المصحف وقراءة البصريين، وتبيين المعنى المراد من كلا القراءتين؛ حتى يتسنى لنا معرفة المعنى الجديد، ومن ثم يتبين لنا الوجه الذي أُريد من القراءة.

 

وعندما نتطلع إلى القراءات القرآنية، نجدها قد وُجِّهَت من حيث الإعراب والمعنى، وهذا ما يُسَهِّل علينا التوجيه في قراءات قرَّاء البصرة لنتعرف على السبب الذي من أجله عَمَدُوا إليه، وقد قمت بتوثيق هذا التوجيه من كتب التفسير، ومن أهم ما اعتمدته في توثيق وتوجيه القراءات يمثل بحقٍّ الوسيلةَ المعتبرة عند أهل الصنعة في إزالة ما يُتَوَهم أنه تناقض، أو أن ما ورد بخلاف المصحف هو باطل، فضلًا عما خالف السبعة على رأي من يقول: إن الحق في كل شيء واحد، وهذا في اختلاف التضاد لا التنوع. [اقتضاء الصراط المستقيم: 54-53].

 

فهي حق من عند الله عز وجل؛ ولهذا انبرى لهذه المسألة من يدافع عنها على أنها مقبولة كغيرها من القراءات القرآنية، فمن المعاني ما يبرز عن النص أول وهلة، وهذا ما أتى به أصحاب التفسير، ومنها ما يأتي للوهلة الثانية، وهذا ما أتى به أصحاب كتب معاني القرآن.

 

ولا يخفى ما للإعراب وصلته بتوجيه القراءات من أهمية كبيرة، فهو المسألة الجوهرية لتغيير المعاني، وهذا الشيء لا يخفى على أحد يتلذذ بسماع الفصيح من الكلام وما يطرأ عليه من تغيير يؤدي إلى اتساع أفق المعنى وتوضيحه.

 

وقد ضمَّ البحث في طياته تمهيدًا وأربعة فصولٍ وخاتمة.

 

تناولت في التمهيد التعريف بالقراءات، ومسألة الرواية، وأنواع القراءات من حيث السند واتصاله أو عدمه، وشروط القراءات التي اتفق أهل الصنعة على صحتها، وموجزًا لتراجم قرَّاء البصرة الذين ورَدَ ذكرُهم في البحث.

 

أما الفصل الأول، فقد تناولت فيه ما له علاقة مباشرة بمادة البحث، وقد ناقشت مسألة اختلاف القراءات وتوجيهها، وأهمية الإعراب لمعانيها.

 

وتناولت في الفصل الثاني والثالث والرابع دراسة قراءات البصريين التي قُرئت بغير وجه المصحف، فكان الفصل الثاني عن قراءة الرفع ودلالتها، وكان الفصل الثالث عن قراءة النصب ودلالتها، والفصل الرابع عن قراءة الجر ودلالتها.

 

وفي الخاتمة وضحت ما توصل إليه البحث من نتائج على سبيل الإجمال.

 

واللهَ العظيم أسأل أن أكون قد وُفِّقْتُ فيه للصواب، وأن يثيبني عليه، وأن ينفع به من طلبه، وأن يغفر لي ما كان فيه من الخطأ... آمين.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي يسَّر لنا البحث في القراءات، وبصَّرنا بما فيها حتى رأينا الحق، وهذا ما نرمي الوصول إليه ونبتغيه، فسلكنا منهج البحث للوصول إلى الفهم الصحيح الذي تتضح من خلاله حكمةُ الله عز وجل من الاختلاف وعلمه فيه، والذي طالما بحث الباحثون فيه ولا يكادون يحيطون به علمًا، ولكن تتضح لنا فيه آية من آيات عظمة الله عز وجل تستحق بحقٍّ الوقوفُ عندها، والبحث في مضامينها، فـ(لو أُعطي العبدُ بكل حرف من القرآن ألفَ فهم، لم يبلغ نهاية ما أودعه الله في آية من كتابه)، ولكن لا نقول إلا كما قال ربنا جل وعلا ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1].

 

وبعد المسير في رحاب كتاب الله وما يتعلق به، تظهر لنا حقيقة ما دار في البحث من موضوعات بعد مناقشتها، ونخلص منها بأهم النتائج، وكما يأتي:

♦ يمكننا أن نعرِّف القراءات تعريفًا يفرِّق لنا بينها وبين الأحرف السبعة، ويبين نشأتها وتطورها، وتحديد الفترات الزمنية التي مر بها ذلك التطور إلى أن استقر مصطلح القراءات عند أهل الصنعة، فهي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه القراءة التي تُسمى بالأحرف السبعة، وما تلقَّاه الصحابة رضي الله عنهم مِن فِي النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنْ وُحِّد المصحف، وما تلقاه التابعون عن الصحابة، وفي هذه الفترة وما بعدها اكتمل تطورها، فأصبحت قراءات بالمعنى الذي نعرفه، فهي مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القرَّاء، مخالفًا به غيره في النطق بالقرآن الكريم، مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء كانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها اختيارًا أو اتِّباعًا.

 

♦ إن اختلاف القراءات معجزة من معجزات الله تبارك وتعالى التي أودعها في كتابه العزيز، فالتوافق الذي بين الوجوه المختلفة، وتأييدُ بعضها لبعض من غير تناقض في المعاني والدلائل، ولا تنافٍ في الأحكام والأوامر، مع زيادة الفوائد الجديدة في تنزيل القرآن بالانتقال من وجه إلى آخر، واستخدام ذلك التعددِ في تفسير كلامه من باب تفسير القرآن بالقرآن، واتساع رقعة المعاني لإثراء النص القرآني في حدود ما يسمح به المعنى العامُّ للنص، وغيرها من الأمور - لَتُبيِّنُ لنا بصدقٍ هذه الآيةَ العظيمة التي أعجز الله سبحانه بها أكابر أهل العلم والمعرفة فضلًا عن غيرهم، وما كان هذا الأمر على هذا الوجه إلا لأن الاختلاف في القراءات عبارة عن اختلاف تنوع وتلائم، وهو محمود لما ذكرنا من المحاسن، بعكس الاختلاف المذموم، وهو اختلاف التضاد وعدم الانسجام.

 

♦ الاختلاف في القراءات حق نزل من عند الله تبارك وتعالى، فلا يجوز لأحد أن يُعرض عن وجه منه بإرادته، ولا يفضِّل بعضها على بعض إلا ما كان فيه وجه تفضيل مقبول من كمال اكتمال شروطٍ، أو رقي نوع من الأنواع، مع مراعاة قدسية الأخرى وعدم تسقيطها أو إهمالها؛ لأننا نعتقد أنها من عند الله تعالى.

 

♦ اختيار القارئ للقراءة لا يكون بديهيًّا، ولا يكون تبعًا لهوى في نفسه، فلو كانت كذلك لما اتسمت بطابع القدسية، فجوهرها قائم على ضوابط كانت تدور في خَلَد القارئ، بيَّنها العلماء فيما بعد، وجُعِلت مناط قبول القراءة أو ردِّها، وهي: موافقة العربية، وموافقة رسم المصحف، وصحة السند. وهذه الضوابط إنما هي وسائل تعين على الفهم الصحيح للقراءة، والغاية الكبرى تحقيق ما أراد الله سبحانه من هذه القراءة في تحقيق الأصول والفروع، وغالبًا ما يقرأ القرَّاء اتِّباعًا لمن قبلهم، على اعتبار أن القراءات سنةٌ متبَعة، ومع اعتبار الأوجه الإعرابية والمعنى، ولو كان الأمر على غير هذه الصورة لقرَأَ من شاء ما شاء، فاختيار القارئ للقراءة يقوم على أساس عدم مخالفة أصل من أصول الدين وفروعه.

 

♦ لقد وُجِّهت القراءات توجيهات كثيرة، فأزال العلماء الغموض عنها، ودفعوا اللبس الواقع عليها، وبيَّنوا أحسن وجوهها، وهذا الأمر لا يشكل نقصًا أو ضيرًا في القراءات، فلم ينظر العلماء الذين عملوا بالتوجيه إليها من هذا المنطلق بدافع تغيير الخطأ إلى الصواب، بل كان عملهم قائمًا على أساس توضيح المعنى الذي أراده الله تبارك وتعالى، والذي في حقيقته لا خلاف فيه، إلا أن إدراك العقول هو الذي يختلف، والأفهام غالبًا ما تكون متفاوتة؛ ولهذا فتوجيه القراءات لا يغير خطأً إلى صواب، وإنما يجلي الغموض الذي اعترى الصواب.

 

♦ يعتبر الإعراب من الوسائل المهمة التي يركن إليها العلماء في توجيه القراءات، وإن حركات الإعراب تدل على معانٍ في غيرها، تُدخل الوضوح إلى النص بعد غموضه، فتكسبه سلاسة وسهولة في النطق، وسرعة في الإدراك والفهم، وكلا الأمرين قد تُكلِّم فيه، فالأول ينطبق على قول من قال: إن الحركات يُتوصل بها إلى النطق بالكلمات، والثاني ينطبق على قول من قال: إن الحركات الإعرابية دلائل على المعاني.

 

♦ هناك ارتباط وثيق ودقيق بين القراءات والنحو، يَظهَرُ بوضوح عند العلم بحقيقة (أن النحاة الأُوَل الذين نشأ النحو على أيديهم كانوا قرَّاء؛ كأبي عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي، ويونس، والخليل، ولعل اهتمامهم بهذه القراءات وجَّههم إلى الدراسة النحوية؛ ليلائموا بين القراءات والعربية، بين ما سمعوا ورووا من القراءات وبين ما سمعوا ورووا من كلام العرب).

 

♦ كانت صحبة بعض مشاهير البصرة مباركة فيما رأينا من قراءاتهم، فاتضح لي من خلال ما تقدَّم أوجه قراءاتهم، والتي تُعتَبَرُ بحق روافدَ تصب في كتاب الله عز وجل، تعين بعد إعانة الله عز وجل أصحابَ اللغة والأدب والفقهاء والأصوليين والمفسرين فضلًا عن غيرهم.

 

♦ إن مَثَلَ تعدد أوجه القراءات والإفادة منها مَثَلُ طريقة الإفهام، راعى فيها ربُّنا جل وعلا عقول الناس ومداركهم، ووضَّح لهم كلَّ طريق يُسَهِّلُ لهم الهداية والتبصر بأمور العبادة، والنظر بعين البصيرة إلى هذه الدنيا وما فيها؛ ولهذا أخبرنا الله عز وجل عن كتابه فقال عزَّ من قائل: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، أخبرنا عن (شرف القرآن وجلالته، وأنه يهدي لأعدل وأعلى العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن، كان أكملَ الناس وأقوَمَهم وأهداهم في جميع أموره).

 

♦ وضوح أثر الأوجه الإعرابية في قراءات قراء البصرة على دلالة النص القرآني من خلال ما بحثنا فيه مما له علاقة مباشرة لإظهار المعنى القرآني.

 

ولعلي أكون قد هُديتُ إلى الصواب وابتعدت عن مواطن الزلل، فلله الحمد في الأولى والآخرة، فما كان فيه من الزلل فمن نفسي ومن الشيطان، وما كان فيه من الصواب فمن الله وحده.

 

والحمد لله رب العالمين.


فهرس المحتويات

الموضوع

الصفحة

المقدمة

1- 5

التمهيد

6- 20

التعريف بالقراءات

7

الرواية وأنواع القراءات

8

شروط القراءات

12

تراجم قراء البصرة الذين ورد ذكرهم في البحث

16

الفصل الأول: اختلاف القراءات وتوجيهها وأهمية الإعراب لمعانيها

21 - 58

1- اختلاف القراءات

22

طبيعة اختلاف القراءات

23

أسباب اختلاف القراءات

23

أوجه اختلاف القراءات

23

حكم اختلاف القراءات

26

حقيقة العلاقة بين القارئ والقراءة

26

فوائد اختلاف القراءات

28

الفوائد الوظيفية لاختلاف القراءات

29

2- توجيه القراءات

32

قدسية القراءات عند القرَّاء

32

صواب نظرة القدماء للقراءات

33

الغرض من توجيه القراءات

33

لا وجه للترجيح بين القراءات

33

تفاوت العلماء في تقبلهم للقراءات

34

أهمية التوجيه عند العلماء

34

حال العلماء مع القراءات

35

استيعاب التوجيه لجميع القراءات

36

أشهر المصنفات في توجيه القراءات

37

توجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه القراءة المشهورة

37

حقيقة التوجيه

37

ما ينبغي النظر إليه عند التوجيه

38

نموذج في التوجيه

40

3- أهمية الإعراب في معاني القراءات

45

أهمية الإعراب في اللغة العربية

45

ظهور مشاكل الكتابة عند تدوين القرآن الكريم

45

معالجة مشاكل الكتابة

46

حقيقة الإعراب

46

فائدة حركات الإعراب

47

أهمية الحركات في توضيح المعنى

48

العلاقة بين الإعراب والمعنى

48

ارتباط حركات الإعراب بالعامل

51

تبيين فلسفة العامل

51

أصل الخلاف عدم التفريق بين لغة الحوار ولغة الكتابة

52

لغة الحوار

53

لغة الكتابة

54

الاستدلال على صلة الإعراب بالمعنى

55

اختلاف مناهج التوجيه باعتبار النظر إلى الإعراب والنظر إلى المعنى

57

الفصل الثاني قراءة الرفع ودلالتها

59 - 98

سورة البقرة: 124 (الظالمين - الظالمون)

60

سورة البقرة: 161 (والملائكةِ والناسِ أجمعين - والملائكةُ والناسُ أجمعون)

62

سورة البقرة: 196 (والعمرةَ - والعمرةُ)

63

سورة البقرة: 197 (فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ - فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدالٌ)

66

سورة البقرة: 219 (قل العفوَ - قل العفوُ)

70

سورة البقرة: 233 (لا تضارَّ - لا تضارُّ)

72

سورة البقرة: 240 (وصيَّةً - وصيَّةٌ)

75





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مخطوطة مجموع في القراءات يتضمن: (شرح ابن القاصح - زلة القارئ - العدد المعتبر من الأوجه بين السور)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • العلامة الإعرابية بين القدماء والمحدثين: دراسة في أساليب (النداء، التعجب، المدح والذم، الإغراء والتحذير) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العلاقة بين العلامة الإعرابية والمعنى في كتاب سيبويه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إعراب كفى بالله شهيدًا (هل تعرف طريقة الثوابت الإعرابية؟)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • العلامات الإعرابية من حيث تطورها التاريخي وأهميتها الشمولية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تدريس المهارات الإعرابية في الجملة العربية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أوصتها الأعرابية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وصية الأعرابية وتأنق النهاية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (14)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • اختلاق الأوجه والمعاني في كتب حروف المعاني (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب