حاشية السندي على سنن النسائي- دراسة نحوية صرفية لغوية

ملخص الرسالة

حاشية السندي على سنن النسائي

دراسة نحوية صرفية لغوية

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين: سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن من المعلوم لدى كل مسلم أن السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولا يستطيع المسلم السير من دونها، فهي النور للسائر في لُجَّة الطريق، يستمد منها المسلم - بعد القرآن الكريم - الهدى بين طرق الضلالة، والمعرفة في طريق الجهالة.

ولطالما كانت لديَّ رغبة لدراسة الحديث النبوي الشريف دراسةً تخصصية شرعية، إلا أن الله - عز وجل - شاء أن تكون هذه الدراسة في الحديث لغوية، ومما شجع على ذلك قلة الدراسة فيها؛ إذ إن كتب الحديث الشريف وشروحه - على كثرتها - لم تنل العربية وعلومها فيها الاهتمامَ الذي نالته كتب التفسير والشعر من قبل الباحثين، علمًا أن في هذه الكتب موروثًا لغويًّا هائلًا يشجع على البحث والدراسة.

وجاء اختياري لـ(حاشية السندي على سنن النسائي) موضوعًا للبحث؛ كون الإمام السندي المتوفى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف عُنِيَ في حاشيته بالكلام في المسائل النحوية والصرفية واللغوية التي وردت في الحديث. وبعد الاستئناس بآراء أهل الشأن، ولا سيما أستاذتي الدكتورة خديجة زبار الحمداني، ارتأيت أن يكون عنوان البحث (حاشية السندي على سنن النسائي دراسة نحوية صرفية لغوية)، وجاء البحث مقسمًا على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.

أشرت في المقدمة إلى سبب اختيار الموضوع وأهميته، وتقسيمي لمحتويات البحث، وفي التمهيد عرَّفت بحياة الإمام السندي الشخصية والعلمية.

أما الفصل الأول، فقد خصصته للدراسة النحوية، وجاء مشتملًا على ثلاثة مباحث، الأول: في التأويل النحوي، واشتمل على التضمين، والزيادة، والحذف. والثاني: جاء مشتملًا على قواعد كلية إعرابية ذكرها النحاة، وأشار إليها الإمام السندي، واخترت منها أربع قواعد فقط مفصلة القول فيها. والثالث: خصِّص لدراسة الممنوع من الصرف.

والفصل الثاني خصصته للدراسة الصرفية، وتناولت فيه طائفة من الموضوعات التي كرر القول فيها، وكان اختياري لأربعة منها، كانت مادة خصبة للبحث والدراسة، وهي: الجمع، واقتصر على جمع التكسير فقط؛ لأنه الأغلب إن لم يكن الوحيد في حاشية الإمام السندي، ثم التصغير؛ إذ ورد كثيرًا في تعليقاته سواء أقياسيًّا كان أم غيره، ثم النسب الذي ورد قليلًا في تعليقاته، إلا أن اختياره كان ضروريًّا؛ لاشتماله على ألفاظ خارج القياس، والنسب بصيغ خالية من ياء النسب. ثم النيابة الصرفية، وجاءت كثيرة لديه؛ فاستحقت البحث والدراسة، زيادة على ذلك قلة الدراسة فيها؛ مما شجعني على دراستها بالتفصيل.

والفصل الثالث كان مخصصًا للدراسة اللغوية التي جاءت موسعة في حاشيته، واشتمل على ثلاثة مباحث أيضًا؛ الأول: وخصص لدراسة ظواهر لغوية دلالية، واشتمل على مقدمة في الدلالة، ودراسة الاشتراك، والتضاد، والترادف، والضد، والخلاف، والمثنيات، والمثلثات، والثاني: خصص لبحث ظواهر لغوية غير دلالية، وهي المعرب، والتغليب، وظواهر لهجية نبَّه إليها الإمام السندي على طائفة من الألفاظ التي فيها اختلاف في اللهجات من حيث البنية في التذكير والتأنيث، والاختلاف في استعمال المثنى بالألف مطلقًا، أو ما يتعلق بالأصوات مثل الاختلاف في الفتح والضم، والثالث: تناولت فيه التصحيح اللغوي، وتضمن الإصلاح اللساني في الألفاظ والصيغ والتراكيب، ثم الإصلاح الكتابي الذي اشتمل على التصحيف والتحريف، والفصيح والعامي، والنقد اللغوي الذي جاء على محورين؛ تمثل الأول في نقده للإمام السندي، والثاني نقده لغيره.

هذا، وقد ورد أثناء البحث ذكر بعض الأعلام، وسأرجئ التعريف بهم إلى آخر الرسالة.

ولقد بذلت جهدي لتحقيق الموازنة بين المادة التي جمعت، وبين المادة المختارة للبحث؛ تحقيقًا للأمانة العلمية من جهة، والتزامًا بتحقيق التوازن بين فصول البحث بوصفه ضرورة من ضرورات البحث العلمي من جهة أخرى، محاولةً تجنُّبَ التكرار في الأحاديث النبوية الشريفة أو الأمثلة إلا في مواضع معدودة اقتضتها طبيعة البحث؛ لقلة الأمثلة من جهة، ولتعدد جوانب تعليقات الإمام السندي على اللفظ من جهة أخرى.

منهج البحث:

يتلخص منهج البحث بما يأتي:

1 - تم تتبُّع المادة المتعلقة بعنوان الرسالة، سواء التي كان للإمام السندي فيها رأي، أو التي نقلها عن غيره.

2 - عملت على الخروج من الرتابة، محاولةً عرض المادة العلمية بطريقة تساعد على وضوح المادة وسهولة فهمها؛ إذ أذكر الحديث وموطن الشاهد فيه، ومن ثم آراء العلماء، وأُتْبِع ذلك بما يوضح وجه الموافقه أو الشذوذ لقواعد العربية، مع مخططات توضيحية.

3 - حاولت أن أعزِّز قول الإمام السندي في اللفظة الواردة في الحديث من ناحية نحوية أو صرفية أو لغوية بالطرق الأخرى التي ورد فيها الحديث.

4 - الرجوع إلى أكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع التي ترفد الرسالة بالمادة المتنوعة، والإحاطة بأكبر قدر ممكن من آراء العلماء.

5 - قمت بالتعريف بالأعلام وإعطاء نبذة بسيطة، ولا سيما أعلام الحديث والمفسرين.

الخاتمة:

وأنا أصل إلى ختام هذه الرسالة أثبت أهم ما جاء فيها، ثم أُتْبِع ذلك ببيان أبرز النتائج التي تم التوصل إليها:

1 - إن الإمام السندي وُلد ونشأ في قرية (تته)، ثم ارتحل إلى (تستر)، وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، ثم درس بالحرم النبوي الشريف.

2 - لم تقتصر معرفة الإمام السندي على جانب واحد من العلوم؛ وإنما تنوعت معارفه، فكان رحمه الله - زيادة على معرفته باللغة - عالمًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق.

3 - عُني الإمام السندي ببيان القضايا النحوية، وأظهر مقدرة كبيرة في ذلك من خلال المسائل التي ذكرها في حاشيته؛ إذ عني بمسائل التأويل النحوي من التضمين والزيادة والحذف كما كانت له عناية واضحة بالإشارة إلى بعض القواعد الإعرابية التي تضمَّنها الحديث الشريف، وزيادة على ذلك إشارته إلى موضوعات في النحو كالممنوع من الصرف الذي فصل القول فيه من حيث صرف اللفظ أو منعه.

4 - شغَلَت المادة الصرفية حيزًا كبيرًا من حاشية الإمام السندي؛ إذ عني ببيان مسائل الصرف؛ كالجمع الذي اقتصر على التكسير فقط، والتصغير الذي نبَّه عليه بجميع أحواله وأينما ورد، والنسب بأنواعه، والنيابة بين الصيغ الصرفية.

5 - كان للقضايا اللغوية نصيب عظيم في حاشية الإمام السندي، فأشار إلى عدد من الظواهر اللغوية والدلالية؛ كالاشتراك اللفظي والتضاد والترادف والضد والخلاف والمثنيات والمثلثات، وإلى بعض الظواهر اللغوية غير الدلالية من المعرب والتغليب، ولم يفُتْه التنبيهُ على بعض الظواهر اللهجية.

6 - اهتم الإمام السندي بمسائل التصحيح اللغوي، فوجَّه عنايته إلى الإصلاح اللساني والكتابي، وبيان الفصيح والعامي، كما كان له اهتمام بقضايا النقد اللغوي.

أما أبرز النتائج التي تم التوصل إليها، فهي كما يأتي:

1 - سعت الدراسة إلى إعطاء مقدمة عن الظاهرة التي تناولها كل مبحث في الرسالة لإيجاد حلقة وصل بين الظاهرة في كتب اللغة وتطبيقاتها العملية في الرسالة من جهة، وتمييزًا لها من غيرها من الظواهر المتشابهة لها أو المتقاربة معها من جهة أخرى؛ مثل الاشتراك والترادف والضد وغيرها، من دون أن ينكر أيًّا منها؛ إذ كانت له عناية واضحة بها.

2 - استقصت الدراسة ظاهرة النيابة، سواء الحرفية أو الاسمية أو الفعلية، وحتى النيابة بين الصيغ الصرفية.

3 - إن مذهبه بصريٌّ؛ إذ كان ملتزمًا باستعمال مصطلحاتهم، متابعًا لأئمتهم في آرائهم النحوية.

4 - يلتزم بالقاعدة الأساسية أو الشائعة لدى النحاة حنى إنه يؤاخِذ غيره من العلماء إذا ما جنح إلى أمرٍ بعيد عن القاعدة، لا سيما إذا شكل التباسًا في المسألة، إلا في الباب الصرفي وجدته أحيانًا يهمل حتى الإشارة إلى الألفاظ الخارجة عن القياس، وللعلماء فيها تأويلات كثيرة وأقوال مختلفة، وقد يضبط اللفظ على خلاف القاعدة حتى من دون الإشارة إلى أنه مخالف لما قال به العلماء، بل ينص على ذلك الضبط، وأحيانًا أخرى يتناول اللفظة بالتفصيل ويرجح أحد الأقوال فيها.

5 - يبتعد عن التأويلات البعيدة والمثيرة للالتباس، بل كان واضحًا في تأويلاته بما يحقق الفهم للقارئ، ويوضح المسألة المؤولة.

6 - عمل على الاستفادة من الطرق المختلفة التي ورد بها الحديث، ووظفها في مادته النحوية واللغوية.

Abstract

Badraddin Al-Ayni was born on seventeenth of Ramadhan year (762 A.H) at Eintab, and he grew up, and started his scientific life with studying difference sciences and he was charactrised in Doctrine that he took from his father and he memorized "Holy Quran", and he began to go the sheikes of science in his country to get from them the Religion sciences that he was being Judge instead of his father, and his desire to further study caused him to travel to Halab on year(783 A.H), and he attended at great respected scientists.

After his father's death on year(784 A.H), he went to many countries for asking for science till he lived in cario till he died in cairo on year(855 A.H).

Al-Siyaq-context-theory is considered from most important results of guidance search and speech-Al-Hadeeth- and one of most important programs of meaning study at scientists depends on using the word in language, and the role of it as it recognizes with the neighbours of language units, and the owner of this theory The English linguist Ferth who sees that the meaning is context relations.

Al-Syiaq-context- divides according to this theory to:

1-  language context

2- current or maqam context

3- cultural context

4- emotional context

Al-Siyaq-context- as defines with the following of words in the serial of words that caused to the caring and efforts of owners of explanations books such as Al-Ayni who started in his explanation about the effect of guidance of context in explaining the texts and knowing them in accurate and deep shape.

On the contrary of the level of guidance of pronunciation and on level of conjugate and grammar structures ensuring his deep knowledge with conditions and instructions of Al-Siyaq-Context-Guidance.

الفهرست