مرويات أم المؤمنين عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم - دراسة موضوعية

ملخص الرسالة

مرويات أم المؤمنين عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم-

دراسة موضوعية

الحمد لله الواحد المنان، العظيم الإحسان، أهل الثناء وصاحب الآلاء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، مبلِّغ الرسالات ومؤدي الأمانات، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أمَّا بعد:

فإنَّ للحديث عن رسول الله وأزواجه الكرام رهبة ومهابة، يلزم معها الوقار والتزام الأدب والدِّقة في نقل الآثار والأخبار.

ولمَّا كان لُبُّ بحثي يخص أعلم نساء أهل الأرض؛ وأحبّهن إلى فؤاد نبي الأمة محمد؛ السيدة عائشة بنت أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، أنجب السائلات والمسئولات، لفَّتني اللهفة وشملني الفضول لمعرفة ما كان يدور بخلدها وهي تسأل رسول الله، وبنفس اللهفة كنت أنظر إجابات المصطفى لتلك السؤالات الذكية المتعددة، فيتلقاها عقلي وفؤادي بالرضا والحبور.

وكان سحر الحديث الشريف يمسني كلَّما ذاكرت كتب أهل العلم وأقوالهم وتحليلاتهم المتعلقة بأم المؤمنين عائشة، مروًا ر بشخصيتها الفريدة الجامعة لصفات الخير والأرب، فكانت الشمس تشرق إيذانًا بيوم جديد، واللب مأخوذ بصحبة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، لا أفارق تلك الكتب إلا لغلبة النوم أو لأشغال الحياة.

ولم تكن هذه الدراسة مجرد أطروحة أثيرها كي أنال بها الدرجة العلمية المرجوة، بل ويشهد ربي أنها من أوسع أبواب الخير المفتوحة لي، وهل هناك أشرف وأحظى من مجالسة الأنبياء والصحابة والعلماء!

وأنَّ الفائدة التي تحصَّلت لي من هذه الدراسة والسعادة التي شرحت صدري وملأته إيمانًا لا أظن المرء يجنيها إلا إذا لزم أسبابها، والدنيا دومًا شاغلة أهلها وملهية إلا المستبصرين.

أسأل الله الكريم أن ييسر لنا الخير أينما حلَّ، ويرزقنا حُسن العمل وصحة الاتباع، وأن يمُنَّ علينا بصحبة المصطفى وأزواجه أمهات المؤمنين وعائشة منهن خاصة رضي الله عنهن في الفردوس الأعلى، في حياض النعيم على سرر متقابلين.

المقدمة:

أهمية البحث:

تمسُّ هذه الدراسة شخصية مُبدعة صادقة، كانت من دعائم الإسلام خلال وبعد وفاة نبي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرف البحث من شرف موضوعه.

أثيرت الكثير من الهالات حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ والكثير من الافتراءات أيضًا، فانبرى أهل العلم في كل عصرٍ للدفاع عن السيدة المصونة عائشة، وكان من جميل الأقدار أن أكون ممن يحمل لواء سبر الحقائق إثبات الوقائع مركزة على الأسانيد الداعمة المقبولة.

تختلف هذه الدراسة عمَّا سبقها من أبحاثٍ؛ إذ موضوعها ينفرد بكونه جمع للكثير من السؤالات لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي في التفسير و الفقه و العبادة وسائر أمور الحياة، مما يصلح أن يكون فيما بعد مُ سندًا للسيدة عائشة فيما روته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ مُرتَّبًا حسب الموضوعات المتعددة.

يمثل مادة دسمة ترصد آراء السيدة عائشة في المسائل التي سألت عنها، أو سُئلت عنها، فغالبًا ما كانت تُعلِّق مستشهدة بما دار بينها وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

دِقَّة السيدة عائشة وفكرها الواعي في الطرح يجعل الاستفادة منها عظيمة في حل مشكلات زمننا المعاصر، خاصة وهي ناجمة عن سوء الفهم والتطبيق لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقد عاصرت السيدة عائشة فتنة لاتقل ضراوة عن الفتنة التي يعيشها وطننا العربي المكلوم، بين متشددٍ غالٍ ومُقصِّرٍ مُفرِّط، وقد كان د ورها دومًا التذكير بوصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ التي غابت عن العقول وذهلت عنها الأذهان.

دُرَّة هذا البحث سيدة فريدة، حملت لواء الحرية والإنصاف للمرأة في زمن وأد البنات وبيعهن في الأسواق كالسلع الرخيصة، فهي نبراس للمرأة في كل العالم وكل زمان، نصرت المرأة بضعفها في مجتمع الرجل القوي، فحازت على التكريم من قِبل الرجال قبل النساء، بذكائها وفهمها وصدقها وحُسن تكوينها و تدبيرها، وكانت في سؤالاتها دومًا نصيرة لبنات جنسها وأرضاها وأكرمني برؤياها.

أسباب اختيار الموضوع:

1- تجلية مكانة المرأة العلمية في الإسلام، وحقها الشرعي في التعلم ودورها الفاعل في الأمة من خلال السيدة المتميزة عائشة رضي الله عنه، لظلم المجتمع الدائم للمرأة سواء من أعداء الدين الحاقدين، أو أبنائه الجاهلين الذين أساؤوا فهم الدين.

2- ولا أنسى فضل زوجي البراء في اختيار هذا الموضوع، فقد ساهم حفظه الله في إنارة الفكرة لدي، وحبّبني في خوض غماره إذ قل طارقوه.

أهداف البحث:

♦ الوقوف على أسئلة السيدة عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم، على اختلافها وتنوعها، وتجلية أدبيات السؤال، و صيغته ومناسبته للأوقات، والاستفادة من الإجابات الواضحة والنافعة لكل زمان.

♦ التحقق من صحة المرويات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و تتبع الأسانيد و الحكم عليها، مع مراعاة صحة المتن، فهو دين تسير وفق نهجه أجيال المسلمين.

♦ استشعار الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمييزها عن ما دونها في دائرة القبول، من أحاديث متعلقة بفضائل الأعمال والترهيب والترغيب، و إقران الفوائد الحديثية بفوائد فقهية، من خلال سؤالات أم المؤمنين رضي الله عنها في الفقه والتفسير والعقيدة وسائر شؤون الحياة، وهي أمور هامة ينبغي على المسلم أن يعلمها.

♦ بيان مكانة المرأة العلمية من خلال سيدة العلماء، السيدة عائشة رضي الله عنها، وانصافها في ظل ما تتعرض له المرأة كل يوم من تسفيه لرأيها وتجهيل لفكرها، من أعداء الأمة وجهلتها على السواء.

الدراسات السابقة:

1) "مسند السيدة عائشة رضي الله عنها"، لابن أبي داود السّجستاني: ذكر فيه ما أسندته السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع ذكره للموقوفات.

2) "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"، لبدر الدين الزركشي: تعرَّض فيه لاستدراكات المحدثة الفقيهة عائشة ك على الصحابة في رواياتهم، وما فيه من توثيق للسنة ومناقشات لها غير مكذبة ولا متهمة، وقد رُتب على أسماء الصحابة واستدراك عائشة عليهم بحسب اسم الصحابي.

3) "أم المؤمنين عائشة"، لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية:وهو كتاب غني وافر الفائدة.

4) "عين الإصابة في استدراك عائشة على الصحابة"، لجلال الدين السيوطي: تحدَّث فيه عن فضائل عائشة مرتبًا على أبواب الفقه.

5) "موسوعة عائشة بنت أبي بكر الصديق (أم المؤمنين)"، للدكتور: عبد المنعم الحفني: وهي أول موسوعة عن أم المؤمنين منذ بداية الإسلام إلى الآن، وهو كتاب جامع لكل ما روته أمنا عائشة من أحاديث ومجريات الأمور منذ البعثة وحتى وفاتها، وما رواه الآخرون عنها، وفتياها وتفسي ا رتها وسعة علمها حتى وفاتها رضي الله عنها.

6) "موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين -حياتها وفقهها-"، للشيخ سعيد الدخيل: تناول فيها حياة عائشة وتكوين شخصيتها، وعرض آراءها الفقهية مرتبة حسب المعجم، وقد أفادتني جدا هذه الموسوعة إذ ان فقه عائشة مستوحى من سؤالاتها لرسول الله.

7) "عائشة معلمة الرجال والأجيال"، لمحمد قطب: كتبه صاحبه دفاعًا عن عائشة وتوسع في إبراز سعة علمها.

8) "موسوعة الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي المعاصر من نبع السنة النبوية"، لخديجة النبراوي: وقد أفردت فيه مبحثًا عن مرويات عائشة وطلبها للعلم.

كل الكتب والموسوعات السابقة تطرقت إلى سعة علم عائشة وفهمها واستدراكاتها وأثرها في المجتمع، لكن أيا منها لم يفرد سؤالاتها لرسول الله بالدراسة والتحليل، مما حدى بي إلى المبادرة بدراسة سؤالات عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-راسة موضوعية وتحليلها والاستفادة منها، مما يجعلها الدراسة الأولى إذ لم تطرق من قبل، أسأل الله التوفيق.

منهج البحث:

أرتأيت أن يكون منهجي في البحث:

1) جمع عدد من سؤالات أم المؤمنين عائشة من الكتب الستة، والاستفادة من المسانيد تحديدًا في هذا الباب لسهولة التعامل معها في مثل هذا البحث، واستخلاص كل ما يمكن أن يدل على منهجها في السؤال، وآدابه، وموضوعه، وأسلوبها فيه.

2) توظيف هذه المرويات حسب مطالب البحث، وتصنيفها موضوعيًا، والربط بينها وفق الطابع الموضوعي.

3) تخريج ما يمر من أحاديث في الدراسة، فما كان في الصحيحين فالعزو إليهما فقط، وإن كان الحديث في غيرهما فالتوسع والدراسة حسب ما يقتضي البحث خاصة ما كان في إسناده مقال، مع الاكتفاء بتخريج الأحاديث تخريجًا وافيًا دون الشواهد إلا لحاجة، وتقديم بقية الكتب الستة في العزو، مع الترتيب حسب وفيات المؤلفين، فيما بقي إن وجد.

4) الاكتفاء بذكر الراوي الأعلى في متن الرسالة، والإشارة إلى الأسانيد حسب الحاجة من خلال التخريج في الحاشية، والترجمة للمغمورين من الصحابة الكرام دون مشاهيرهم، ولمن كان فيه مقال من الرواة دون المتفق على صحة حديثهم.

5) شرح الحديث موضوعيًّا، وذلك بالرجوع إلى كتب شروح الحديث، وغريب الحديث، والاستفادة مما كُتب من مؤلفات حول عائشة قدر الإمكان، لبيان المراد من الحديث ودلالته على الموضوع.

6) التعريف ببعض المصطلحات بالرجوع إلى الكتب المختصة في هذا الفن.

7) ذكر المرجع وتوثيقه كاملًا في الفهارس مع الاكتفاء بذكر اسم الكتاب والمؤلف وموضع الشاهد منه عند وروده.

8) ترجمة الأعلام وبيان غريب الألفاظ والأماكن والقبائل وما شابه بالرجوع إلى مظانها.

9) عمل الفهارس اللازمة التي تخدم البحث وتيسر الوصول إلى محتوياته.

خطة البحث:

يتكون البحث من: مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة.

المقدمة:

وتشتمل على أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهداف البحث و الدراسات السابقة والمنهج المتبع في البحث.

الفصل الأول: ترجمة لأم المؤمنين عائشة وبيان مكانتها العلمية.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: ترجمة للسيدة عائشة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: اسمها ونَسبُها وكُنيتها وألقابُها.

المطلب الثاني: مولدها ونشأتها ووفاتها.

المطلب الثالث: فضلها ومناقبها.

المبحث الثاني: المكانة العلمية للسيدة عائشة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: سَعة عِلم عائشة.

المطلب الثاني: تواضعها وأمانتها العلمية وسبقها في السؤال.

المطلب الثالث: شخصية عائشة المؤثرة في حياتها العلمية.

الفصل الثاني: السؤالات والاستشكالات

ويحتوي على تمهيد ومبحثين:

التمهيد: فيه تعريف بالسؤالات لغة واصطلاحًا.

المبحث الأول: دواعي السؤال عند أم المؤمنين عائشة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: طلب المعرفة المبدئية.

المطلب الثاني: الرغبة في العمل على علم.

المبحث الثاني: استشكالات أم المؤمنين عائشة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: معنى الاستشكال.

المطلب الثاني: بعض الأمور التي أُشْكِلت على عائشة.

الفصل الثالث: الموضوعات التي سألت فيها أم المؤمنين عائشة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: قضايا العقيدة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: ما يُسأل عنه من أم ور المعتقد، وما يُكَف عنه.

المطلب الثاني: سؤالات السيدة عائشة في قضايا العقيدة.

المبحث الثاني: المسائل الفقهية:

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: في وجوب التفقّه في الدين، والحثّ عليه من أقوال أم المؤمنين وأفعالها.

المطلب الثاني: سؤالات السيدة عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في القضايا الفقهية.

المبحث الثالث: سؤالات عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التفسير.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تدبّر الكتاب العزيز، وفهمُه في حياة أم المؤمنين.

المطلب الثاني: سؤالات عائشة في تفسير القرآن الكريم.

المبحث الرابع: سؤالات أم المؤمنين عائشة في شئون الحياة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: فقه الحياة، وب ا رعة أمّ المؤمنين فيه.

المطلب الثاني: سؤالات عائشة في شئون الحياة.

الفصل الرابع: أدب السؤال عند أم المؤمنين عائشة، وعملها بعلمها.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: مراعاة أحوال المُعلِّم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: اختيار الظرف المناسب، زمانًا ومكانًا.

المطلب الثاني: عدم الإثقال في المسألة.

المبحث الثاني: التأدّب مع المعلم، والعمل بالعلم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الأسلوب المهذّب في سؤال عائشة النبي-صلى الله عليه وسلم-

المطلب الثاني: حسن فهمها واستيعابها عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-

والله أسأل التوفيق والسداد والأجر والمثوبة.

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، أما بعد:

فقد يسّر الله إتمام هذه الدراسة في سؤالات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كنتُ أول المنتفعين بها، من خلال العيش مع أم المؤمنين رضي الله عنها، والتفاعل مع أسئلتها الحاذقة، ومواقفها التي تفيضُ بالعلم والحكمة والأدب.

وأختمُ كما عادة الباحثون بأهمّ النتائج والتوصيات.

أولًا - النتائج:

1) أبرزت هذه الدراسة المكانة العلمية السامقة للسيدة عائشة رضي الله عنها، مع تواضعها الجليل في حضرة العلم، و أدبها الجم في التلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2) أظهرت الدراسة شخصية السيدة عائشة رضي الله عنها، من خلال استعراضها وتحليلها وإبراز ملامحها التي رسمت خارطة حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وخطَّت لها اسمها بين جهابذة طلبة العلم وحملة علوم الشريعة.

3) ظهر جليًا من خلال البحث كثرة سؤالات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، و عمق مغزاها، كما وضح اهتمام السيدة عائشة رضي الله عنها بشتى ضروب العلم، وتنوع محاور الأسئلة في العقيدة والتفسير والفقه وسائر شئون الحياة، مما جعلها ذات قدم ثابتة في الدين والدنيا.

4) أثبتت الدراسة أن السيدة عائشة رضي الله عنها ضربت مثالًا للمرأة العظيمة، التي تحدَّت ظروف بيئتها وصعاب زمانها، وتفوَّقت لتكون نموذجًا يُحتذي ممن يخلفها من النساء، في التميز والعطاء وقهر المستحيل.

5) رسَّخت هذه الدراسة مبدأ أهلية المرأة لحمل العلم والارتقاء به، خلافًا لما يُشيعه بعض المنتسبين لرَكْب العلم؛ من أنَّ العلم إنما يقوم به الرجال.

6) خَلُصت هذه الدراسة إلى أنَّ نجم السيدة عائشة رضي الله عنها قد لمع بامتلاكها الحجة والدليل مع الثقة والجرأة، وهو ما يكفي لنجاح أي امرأة مهما قوبلت بالتسخيف والإحباط، كما برز دورها في المشاركة للمجتمع من خلال استدراكاتها على الصحابة ومناقشاتها، وعدم سكوتها على ما أرته مخالفة للسنة النبوية.

ثانيًا- التوصيات:

1) توصي الباحثة نفسها وطلبة العلم؛ بمزيد من الاهتمام بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بحثًا واستفادة واقتداءً.

2) وتوصي بتتبّع سؤالات غيرها من الصحابة الك ا رم للنبي صلى الله عليه وسلم، المكثرين منهم خاصة.

3) كما توصي بالاستفادة من سؤالات السيدة عائشة رضي الله عنها، والأخذ بالإجابات عليها، وتطبيقها في ميادين الحياة، خاصة وأنَّ سؤالاتها كانت عميقة البُعد ومتشعبة في كل المجالات النافعة.

4) وصية خاصة لبنات حواء في كل عصر ومكان أن تمثَّلن عائشة رضي الله عنها، في الارتقاء الفكري، والانخراط في هموم المجتمع، والمشاركة وإبداء الرأي وممارسة حرية الفكر والتعبير.

5) أوصي بأن يكون هذا البحث بذرة في مشروع سؤالات الصحابة الكرام لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كخطوة سبَّاقة إذ لم يتم التطرق بشكل متفرد ومخصوص لهذه السؤالات، والاستفادة منها.

6) يصلح أن يتطور البحث ليكون مُسندًا،احتذاء بطريقة السلف في المسانيد، لكن بشكل مختلف، إذ يتم حصر و جمع أسئلة الصحابي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتتبع إجابات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتصنيف هذه التساؤلات حسب الموضوعات المختلفة من فقه وعقيدة وتفسير وفقه وهكذا، وهي طريقة جديدة في ترتيب المسانيد.

7) نشر الوعي الديني من خلال مجم وع الأسئلة والإجابات، واصلاح ما يمكن إصلاحه في المجتمع؛ في ظل انحراف الفكر وتناقضه وازدواجية التحليل في فهم الدين وأصوله، وما يهدده هذا القصور في الفهم من أخطار على الأمة وحاضرها.

8) استيعاب مجموع من الشروح القديمة والمعاصرة لأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مقرونة بالاستنباطات الفقهية في مواطن ورود تلك الأحاديث، بطريقة تجمع بين الحديث والفقه، فتعم الفائدة وتزيد القيمة المعرفية.