آداب قراءة القرآن الكريم في الحديث النبوي الشريف

ملخص الرسالة

آداب قراءة القرآن الكريم

في الحديث النبوي الشريف

-دراسة وتحليل-

مقدمة البحث:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإنَّ من منن الله تعالى على العبد أنْ جعل له القرآن الكريم منهجًا منزهًا عن النقائص؛ فقال: ﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، وإنَّ من واجبات أداء الشكر لهذه النعمة أنْ يعتني المسلم بتدّبره، وتفّهمه، والتأدب عند تلاوته وسماعه. ولما كانتِ السنة النبوية المطهرة هي المفسِّرُ لأحكامه وأوامره ونواهيه وآدابه وفضائله؛ إذ هما صنوان لا يفترقان ينبع عنهما تعاليم الشرع الحنيف، أحببت أن أدرس موضوع: (آداب قراءة القرآن الكريم في الحديث النبوي الشريف؛ دراسةٌ وتحليلٌ) جامعًا بين هذين العِلْمين وممتثلًا بأمر الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، إذ هو الخلق الذي تنبع عنه الآداب والأخلاق والفضائل والقيم، صلى الله عليه وسلم.

سبب اختياري للموضوع:

لما منَّ الله تعالى علي بإتمام الدراسة التحضيرية تأملتُ في سُنَّة النبي-صلى الله عليه وسلم- فوجدت نفسي أمام موضوعٍ له من الضرورة والأهمية الشيء الكثير في زمان تكاد الآداب والقيم واتباع نهج الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- قد غفل عنها أكثر الناس، وعمّ الجهل بينهم فأحببت أن أدرس هذا الموضوع دراسة تحليلية شاملة.

فكانت أهم الأسباب التي دعتني إلى اختياره:

1) أنَّ هذا الموضوع له أهمية في حياة المسلم؛ الصغير والكبير، الرجل والمرأة، وكل فردٍ منّا يحتاجه؛ لأنَّه يُعلِّم كيفية التأدب عند قراءة كتاب الله العزيز، وكيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلّم الصحابة الآداب والأخلاق وكيفية التعايش مع كتابه جل وعلا.

2) إجابةً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»، ومحبة مني للسنة النبوية وتعلم هذا العلم الشريف.

فشاءت قدرة الله تعالى أن يكون هذا البحث مقسَّمًا - بعد هذه المقدمة - على مدخلٍ، وثلاثة فصولٍ، وخاتمة. وهي:

الفصل الأول: آداب الطهارة والآداب الظاهرة والباطنة لقراءة القرآن الكريم.

الفصل الثاني: أوقات وأماكن القراءة.

الفصل الثالث: مراعاة أمور مهمة قبل وبعد القراءة.

وسوف تأتي مفصَّلة في موضوعاتها إن شاء الله.

وأمَّا الخاتمة فذكرتُ فيها أهم نتائج البحث.

أما منهجيتي في البحث فكانت كالآتي:

1- قمت بجرد لجميع الأحاديث التي تختص بآداب قراءة القرآن في كتب السنة النبوية الشريفة وتصنيفها حسب مواضيعها في البحث.

2- فيما يخص المرويات إتَّبعتُ في تحليلِ كلِّ حديثٍ الأمورَ الآتيةَ:

أ- ذكرت الحديث تحت موضوعه وتخريجه بذكر الكتاب والباب والرقم والصفحة والجزء إذا كان الحديث في الكتب التسعة، وأما باقي كتب السنة الأخرى فاقتصرت على ذكر رقم الحديث والجزء والصفحة خشية الإطالة في ذلك.

ج- ترجمتُ رجال السند بما اتفق عليه الإمام ابن حجر والذهبي رحمهما الله إن اتَّفقا، فإنْ اختلفا أخذتُ بحكم الحافظ ابن حجر إلا أن يكون الرجل قد كثر الكلام فيه فأستعين بالكتب الأخرى توخيًّا للوصول إلى النتيجة المطلوبة.

د- وذكرت أهم اللطائف التي احتواها ذلك السند.

ه- ذِكْرُ غريب الحديث، وردُّ كل معلومة لمصدرها.

و- الحكم على سند الحديث وبيان درجته.

ز- بيان المعنى الإجمالي للحديث.

ح- ما يستفاد من الحديث وذلك بذكر أهم الأحكام المتعلقة فيه.

أما ما يخص الصعوبات التي واجهتها، فأهمها: الظرف الذي يمر به بلدنا العزيز، ثم إنَّ ضيق الوقت، وصعوبة الوصول إلى المصادر، والتنقلات بين المكاتب العامة والخاصة، وذلك من جملة الصعوبات التي واجهتها.

واستعنت بتحقيق ما كتبتُ بأهم المصادر وأوثقها، من كتب الحديث والفقه واللغة.

وقد كان معي في هذه الرحلة الشاقة شيخي الأستاذ الدكتور/ محمد شاكر الكبيسي مشرفًا، وناصحًا، وأمينًا، بما عهد عنه من إخلاص وأداء الأمانة في عمله، نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في سجل حسناته، ويرفع من درجاته إنه سميع مجيب.

وأخيرًا وليس آخرًا: فإني كتبت هذه الرسالة في ظل ظرف صعب، وما مرت به مدينتنا (الفلوجة) من ظرف يدع الحليم حيرانًا، إذ ليس لدي إلا أن أضع ذلك بين يدي السادة المناقشين، فإن أصبت فذلك بفضل الله تعالى، وإن أخطأت فذلك اجتهاد مني، ورحم الله من أقال عثرتي ونبهني إلى هفوتي، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخاتمة:

بعد حمد الله تعالى وتوفيقه توصلت في بحثي هذا إلى النتائج التالية:

1) أنّ آداب تلاوة القرآن الكريم هي من الهدي النبوي الذي أرشد به -صلى الله عليه وسلم- أمته تأدبًا مع كتاب الله العزيز.

2) وأنَّ رسول الله كان المثل الأعلى في تعليم الصحابة رضي الله عنهم وتعليم أمته الخلق الحسن وكيفية حسن التلاوة.

3) أن الآداب التي وردت في الحديث النبوي مختلفة، وعلى المسلم أن يراعيها عند تلاوته للقران حتى يحصل المقصود منها: أن يكون على طهارة، أن يكون في حضور قلب، والإصغاء، واجتناب ما يخلّ بالمقصود، والخشوع، والتدبر، وقراءته بتؤدة وترتيل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والعمل به.. وبقية الآداب الأخرى التي مرّت بنا.

4) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أمر بمجموعة من الآداب؛ كإخلاص النية، وطلب الثواب في القراءة، والإنصات، والتدبر، والعمل بالقرآن.. فقد نهى المسلم عن أمور يجب عليه أن يجتنبها؛ منها: الابتعاد عن المراءِ، والاختلاف في القرآن...

5) أما الأحاديث التي درسناها في أغلبها صحيحة وردت في "الصحيحين" إضافة إلى ما جاء بعد الصحيح كالحسن وغيره.

6) أن عدد الأحاديث الواردة في هذا الشأن هي (48) حديث في السنة النبوية أما المكرر منها فقد أشرنا إليه في التخريج بالرقم والصفحة والجزء.

7) وأخيرًا وليس آخرًا فإنَّ آداب قراءة القرآن الكريم من المواضيع المهمة في حياة المسلم وخلق يجب اتباعه؛ إحترامًا وتوقيرًا لكتاب الله العزيز.. ولله الحمد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فهرست المحتويات