ملخص الرسالة

أبو السعود وآراؤه الكلامية

مقدمة البحث:

الحمد للّه الهادي إلى سبيل الرّشاد، العالم بما بطن وظهر من أحوال العباد، جاعل العلماء واسطة في بيان الأحكام، فارقين بما علّمهم بين الحلال والحرام، فالرّابح من فاز بمتابعتهم، والخاسر من حاد عن مصاحبتهم. وصلواته وسلامه على عبده ورسوله محمّد الدّاعي إلى دار السّلام، المبشّر بما فيها من التّفضيل والإكرام، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام صلاة توجب لهم مزيد الفضل والإنعام.

أما بعد:

فإن من فضل الله تعالى عليّ أن كرمني بأن أكون ممن تشرفوا بالانتساب إلى العلم طلبًا، وتتبع العلماء حبًا.

وبدءًا لا بدّ لي من القول أن هذه الدراسة قد روت ظمأي، إذ كنت أتمنى التعرف على حقيقة الإمام أبي السعود - رحمه الله - الذي كانت شهرته واهتمام الباحثين به مدعاة فخر لكل مسلم، فكان اسمه يطالعني عند دراسة التفسير والفقه، ووجدته طودًا شامخًا في علم اللغة.

والإمام أبو السعود - رحمه الله - إمام لا يجهله إلا من كان بمعزل عن العلم، فما من باحث إلا ويحتاج إلى علمه ليزين به بحثه، وإن المطالع في كتب العلماء خصوصًا التفسير يجد أنهم يكثرون من النقل عنه، لذلك عزمت بعد التوكل على الله تعالى التعرف على موقف أبي السعود من الآراء الكلامية فكان موضوع هذه الأطروحة (أبو السعود وآراؤه الكلامية)، الذي حاولت فيها أن أقدم إلى مكتبة أبي السعود شيئًا جديدًا.

إن منهج البحث يقتضي فضلًا عن البحث في مؤلفات أبي السعود التعرف عن كثب بمؤلفات علم الكلام والفلسفة عمومًا لعلاقتها الوثيقة بالبحث. وكذلك الرجوع إلى كتب الفرق والخلاف التي تطرق مؤلفوها إلى موقف الخطابي من عدد مهم من الفرق التي ظهرت آنذاك.

وإذا كنت قد عزمت على أن أتناول جانبًا واحدًا من جوانب فكر أبي السعود لبحثه، فإني سأكون في الوقت نفسه مضطرًا إلى التعرض لكثير من مواضيعه، إما بإيجاز وإما إطناب.

واقتضت مستلزمات البحث تقسيمه على مقدمة وبابين:

الباب الأول: ترجمة أبي السعود والتعريف بتفسيره وبعلم الكلام، وفيه فصلان:

الْفَصْل الأَوْل: عصر أبي السعود، واشتمل على ثلاثة مباحث.

المَبْحَث الأَوْل: الحالة السياسية

المَبْحَث الثَّانِي: التقدم الحضاري

المَبْحَث الثَّالِث: الحركة العلمية

الْفَصْل الثَّانِي: ترجمة أبي السعود، واشتمل على سبعة مباحث:

المَبْحَث الأَوْل: ولادته واسمه ونسبه وأسرته

المَبْحَث الثَّانِي: مناصبه

المَبْحَث الثَّالِث: ثناء العلماء عليه

المَبْحَث الرَّابِع: شعره

المَبْحَث الخَامِس: شيوخه وتلامذته

المَبْحَث السَّادِس: وفاته

المَبْحَث السَّابِع: مؤلفاته

الْفَصْل الثَّالِث: التعرف بإرشاد العقل السليم، واشتمل على ثلاثة مباحث.

المَبْحَث الأَوْل: التعرف بالتفسير

المَبْحَث الثَّانِي: خصائص التفسير

المَبْحَث الثَّالِث: عناية العلماء بتفسير أبي السعود

الْفَصْل الرَّابِع: التعرف بعلم الكلام، وفيه أربعة مباحث.

المبحث الأول: تعريف بعلم الكلام

المبحث الثَّانِي: نشوء علم الكلام وفائدته

المبحث الثَّالِث: تسميات علم الكلام

المبحث الرَّابِع: موضوع علم الكلام

أما الباب الثاني فكان: أبو السعود وآراؤه الكلامية، وفيه خمسة فصول:

الفصل الأول: صفات المعاني، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: صفات الله تعالى وحياته

المبحث الثاني: قدرة الله تعالى وعلمه

المبحث الثالث: إرادته تعالى واتصافه بالسمع والبصر

المبحث الرابع: كلام الله تعالى

الفصل الثاني: الصفات السلبية، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: اتصافه الله تعالى بالقدم واثبات حدوث العالم

المبحث الثاني: البقاء والمخالفة للحوادث

المبحث الثالث: تنزيه الله تعالى عن الجسمية والنقائص

المبحث الرابع: القيام بالنفس والوحدانية

الفصل الثالث: في الصفات الإلهية، وفيه ثلاثة مباحث.

المبحث الأول: الاستواء ورؤية الله تعالى

المبحث الثاني: خلق الأفعال ولهداية والإضلال

المبحث الثالث: الآجال والأرزاق

الفصل الرابع: النبوة والإمامة، وفيه أربعة مباحث

المبحث الأول: تعريف النبي والرسول

المبحث الثاني: جواز بعثة الرسل وطرق معرفتهم

المبحث الثالث: صفات الأنبياء والرسل

المبحث الرابع: متفرقات حول النبوة

الفصل الخامس: السمعيات، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: المعاد

المَبْحَث الثَّانِي: موقفه من الفرق

وتوج بخاتمة ذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج.

أما الصعوبات التي واجهتني، فهي من نمط الصعوبات التي يواجهها طلبة العلم في العراق اليوم، قد تبدو لنا معتادة، ولكن الأمانة التاريخية تقتضي أن أشير أنها ظروف صعبة للغاية قد يعجز عن تحملها غيرنا.

وبالنسبة لهذه الرسالة، فأن أهم الصعوبات التي واجهتني تمثلت في جرد أقوال أبي السعود الكلامية مما استنزف مني جهدًا ليس بالقليل.

ختاما هذا جهدي أضعه بكل تواضع بين يدي شيوخي وأساتذتي الكرام، ولن تكسب هذه الرسالة قيمتها إلا بتقويمهم، وتوجيهاتهم السديدة راجيا من الله تعالى أن يمن على الجميع بالسداد والنجاح إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخاتمة:

بعد هذا العرض لأبرز آراء أبي السعود أذكر أهم الاستنتاجات بما يأتي:

1) لقد عاش أبو السعود مرحلة ازدهار علمي، وعاصر أهم مراحل قوة المسلمين.

2) منذ نشأة أبي السعود المبكرة ثابر في طلب العلم والمبادئ الأولية في الشريعة وجدّ في تحصيل العلم، فلمع نجمه في مقتبل شبابه وبرز على أقرانه وتلقى العلم على أيدي مشايخ أجلاء، تولى التدريس في عدة مدارس، وتولى مناصب القضاء إلى أن بلغ منزلة المفتي الأعظم.

3) بلغ أبو السعود المرتبة المتقدمة في العلم بدليل تصدره للإفتاء في الدولة العثمانية مدة زمنية طويلة.

4) لقد رفد أبو السعود المكتبة الإسلامية بعدد من المؤلفات القيمة النافعة أشهرها وأعظمها تفسيره الشهير.

5) أبو السعود صاحب عقيدة سليمة وخلق قويم من كل شائبة، لقد كان بحق إمامًا من أئمة المسلمين عقيدة وسلوكًا.

6) أخذ عنه كثير من طلبة العلم والعلماء مما يدل على صحة أفكاره.

7) إن أبا السعود انتهج منهجًا علميًا في عرض ومناقشة المسائل الكلامية.

8) لم يتوسع بعرض آراء المذاهب المخالفة بل لمح إليها ورد عليها باقتضاب.

9) كان مدافعًا عن مذهب أهل الحق.

10) اعتمد على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لإثبات صحة أقواله ودعمها بالحجج العقلية والبراهين المنطقية.

11) وافق الأشاعرة والماتريدية في جميع أقوالهم ولم يخرج عن هذا الرأي وإن كانت له بعض طرائقه الخاصة في الاستدلال.

هذه بعض الاستنتاجات التي استنتجتها من هذا الموضوع , واسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يثيبنا عليه في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيد المرسلين

وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهرس المحتويات