• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات
علامة باركود

ملاحظات حول استبيان عن ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري

د. أحمد إبراهيم خضر


تاريخ الإضافة: 23/3/2013 ميلادي - 11/5/1434 هجري

الزيارات: 57138

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملاحظات حول استبيان عن ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري[1]


أولاً: أنصح الطالب بالدخول على موقع الإسلام سؤال وجواب ISLAM Q & A. هناك ما يقرب من ثلاثمائة فتوى خاصة بموضوع الطلاق، يستطيع الطالب أن يستفيد منها في التعرف على أسباب غير تقليدية للطلاق، وفتوى العلماء فيها، وأعتقد أن هذا الموقع يغطي جانبًا كبيرًا وهامًّا من رسالة الطالب، وخاصة العلاج الإسلامي لمشكلة الطلاق.


من قراءة الفتاوى والأسئلة يتضح على سبيل المثال أن هناك نقاطًا لا تغطيها استمارة الطالب؛ منها: (كراهية الزوج - الشذوذ الجنسي للزوج - عدم الالتزام الديني - تناول المخدرات والمسكرات - سجن الزوج - الإصابة بالوساوس - إنجاب البنات- خروج المرأة من المنزل بلا إذن- عقم الزوج أو الزوجة - مرض الزوجة).


ثانيًا: أنصح الطالب بالتفرق بين أسباب الطلاق الشائعة والأسباب غير المعقولة للطلاق؛ (كالطلاق بسبب شخير أحد الزوجين أثناء النوم....إلخ).


كما أن هناك مادة خاصة تحت عنوان: القيود الشرعية للحد من الطلاق.


ثالثًا: موضوع: "ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري" من الموضوعات التي قتلت بحثًا؛ سواء من قبل أقسام الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس المختلفة في الجامعات المصرية، أو المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، لكن هذه الاستمارة بالصورة التي عليها تبين أن الباحث لم يستفد من هذه الدراسات إن لم يكن لم يطلع عليها أصلاً، وأيًّا كان الجهد الذي يبذله الباحث في هذا الموضوع هو جهد مكرر لا جديد فيه ولا يضيف أي جديد في مجال البحث العلمي، إلا في حالة واحدة نذكرها في البند ثالثًا.


ثالثًا: أتصور أن هناك عنصرًا هامًّا في موضوع رسالة الطالب إذا ركز عليه، فإنه يمكن أن يضيف جديدًا في موضوع الطلاق، ويمكن أن يتمشى مع عنوان الرسالة التي تتحدث عن الطلاق في المجتمع المصري المعاصر.


هذا العنصر هو دور العوامل غير التقليدية في الطلاق؛ كاستخدام الإنترنت والشات، ومشاهدة الأفلام الإباحية للزوجين معًا، أو بصورة منفردة، وكيف واجه العلماء هذه المشكلة،والطالب لم يذكر ذلك إلا في السؤال رقم 7 تحت عنوان الاستخدام الخاطئ للإنترنت، ولتوضيح ذلك للطالب نعطي هذا المثال ما جاء في تقرير عن الطلاق يقول: "كشف جهاز التعبئة والإحصاء عن أن مصر شهدت أكثر من 75 ألف حالة طلاق خلال عامي 2006-2007، لكن المفاجأة التي فجرتها الإحصائية هي أن 45 ألف حالة من حالات الطلاق التي وقعت خلال العامين وجد أن السبب فيها هو الإنترنت؛ حيث ينشغل أحد الزوجين عن الآخر، فضلاً عن تعدد حالات الخيانة الزوجية من خلال شبكة الإنترنت، وقد أكدت دراسة أخرى أن 68% من حالات الطلاق نتجت بسبب تفضيل أحد الزوجين للكمبيوتر على زوجه أو زوجته.


كما أن ما يقرب من 56% ممن شملتهم الدراسة انشغلوا بمشاهدة مواقع إباحية عن زوجاتهم".


هذه النقاط التي تحتها خط غير موضحة في استمارة الباحث.


مثال ثان: جاء في دراسة أخرى: "كشف تقرير صادر عن المركز العربي للديموقراطية وحقوق الإنسان، قد كشف عن تزايد ظاهرة العنف الأسري خاصة داخل القاهرة الكبرى خلال عام 2007، وحذر من أن الظاهرة باتت تهدد استقرار الأسرة، وتؤثر سلبًا على أداء الأسرة في المجتمع".


هذه النقطة قصرها الباحث في جانب واحد وهو السؤال رقم 27 ضرب الزوج لزوجته، في حين يأخذ العنف الأسري مظاهر متعددة.


مثال ثالث: جاء في بعض التقارير: "يرى المتزوجون حديثًا أن الطلاق أمر سهل في هذه الأيام بعد أن خفت الضغوط العائلية التي كان يمارسها كبار العائلات لمنع الطلاق؛ كما تضاءلت النصائح للزوجين التي كانت تحول دون وقوع".


لا وجود لهذه النقطة في استمارة الطالب.


مثال رابع: جاء في أحد التقارير: "جاء في دراسة بعنوان: "مليارات الجنيهات فاتورة الطلاق في مصر"، "يبدو أن الطلاق ليس مجرد قرار شخصي؛ حيث تؤكد أحدث دراسة اجتماعية أن فاتورة الطلاق تكلف مصر مليارات الجنيهات من المصروفات المباشرة وغير المباشرة لإجراءات قضايا الطلاق في المحاكم.


يوجد حالة طلاق في مصر كل 6 دقائق، وأن المطلقين والمطلقات يتكبدون 4 مليارات جنيه في محاولتهم لبَدء حياة جديدة؛ كإيجاد شقة، ودفع تكاليف مقدم الشقة، والإيجار الشهري، ومصروفات النفقة ومصروفات الأولاد، ولا وجود لهذه النقطة في استمارة الطالب".


مثال سادس: "وجاء في دراسة حديثة عن الطلاق عنوانها الفرعي": تأثير الطلاق على التدهور الوظيفي للمطلقين والمطلقات، تقول الدراسة: "ناهيك عن الخسائر التي تتحملها الدولة نتيجة التدهور الوظيفي وانهيار كفاءة العمل للمطلقين والمطلقات العاملين في جميع قطاعات العمل نتيجة للطلاق".


هذه النقطة لا أثر لها في استمارة الباحث، ولا وجود لذلك في استمارة الطالب.


جاء في دراسة تتحدث عن تكاليف حياة المطلقين، فتقول: "تصل هذه التكاليف إلى 4 مليار جنيه": في نفس السياق أكدت دراسة مركز قضايا المرأة أن التكاليف غير المباشرة بعد الحصول على الطلاق، تكلف مصر نحو 4 مليارات جنيه يتكبدها كل طرف من الطرفين بعد الطلاق لفتح منزل جديد بمفرده، وتشمل مقدم الإيجار والإيجار الشهري، ومصروفات النفقة والأولاد، وتشمل التكاليف غير المباشرة للمطلقين خسائر الدولة من التدهور الوظيفي وانهيار كفاءة العامل بعد انفصاله عن زوجته، أو بعد تفكُّك أسرته، وقدرت الدراسة خسائر الموظف العام في عمله شهريًّا بعد الانفصال بنحو 1040 جنيهًا شهريًّا، بينما قدرت الدراسة خسائر الزوجة المطلقة في عملها بنحو 572 جنيهًا شهريًّا، وأن كل طرف يعمل بأقل من 50% من طاقته العملية وكفاءته الإنتاجية.


كل هذه النقاط خلت منها أسئلة الاستمارة تمامًا.


رابعًا: تعرض الباحث في أسئلته لأسباب الطلاق، فدمج بعضها في البعض الآخر، ومنها لم يتعرض له مطلقًا.


مثال ذلك: جاء في نتائج أحد الدراسات: "ولعل أهم أسباب الطلاق الرئيسية في مصر سوء معاملة الزوج؛ مثل الضرب والإهانة، وتدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين، والعجز الجنسي للزوج، وصعوبة التكيف بين الزوجين، وممارسة العنف والإيذاء البدني للزوجة.


وهذه النقاط لم يفصلها الطالب وإنما وضعها إجمالاً.


سابعًا: في الأسئلة المتعلقة بآثار الطلاق هناك نقاط جديدة لم يتعرض لها الباحث مطلقًا؛ مثل: جاء في موضوع: "تأثير الطلاق على جهاز الشرطة" ما نصه: "أما رجال الشرطة، فقد أعربوا عن ضيقهم من كثرة قضايا الأحوال الشخصية؛ لأنها تلتهم 90% من وقت العمل بأقسام الشرطة، حتى إن بعضهم اقترح أن تتجه الشكاوى الخاصة بالأحوال الشخصية إلى جهة غير أقسام البوليس".


هذه نقطة جديد يمكن أن تمثل إسهامًا جديدًا في رسالة الطالب.


خامسًا: جاء في استمارة الطالب سؤال يحدد أن من أسباب الطلاق عادات التلفظ بالطلاق وسهولة الفتاوى، ومع غموض وعدم تحديد المقصود من ذلك، فإنه بمراجعتي للمصدر المحتمل الذي استقى منه الطالب هذا السؤال، وجدت العبارة الآتية:

ومن أسباب الطلاق أيضًا انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى"، بأن الطلاق قد وقع في بعض الحالات، ويرتبط ذلك بجملة من العادات الاجتماعية، والتي تتطلب فهمًا وتعديلاً وضبطًا؛ كيلا يقع ضحيتها عدد من العلاقات الزوجية، والتي يمكن لها أن تستمر وتزدهر. والطلاق هنا ليس مقصودًا، وكأنه حدث خطأ، قد يكون الطالب استقى هذا السؤال من مصدر أصلي أو مصدر ثانوي.


المشكلة هي أن الطالب أغفل ثروة هامة جاءت في التقرير، كان يمكن أن تغطي جوانب هامة في دراسته، جاء في هذا التقرير:
"
وتتعدد أسباب الطلاق، ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل، وطغيان الحياة المادية والبحث عن اللذات، وانتشار الأنانية وضعف الخلق...................".


ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية، أن يكون سببًا في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها؛ مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معًا، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها؛ كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة، أو أنه يخفي أحداثًا أو أشياءَ أخرى، وذلك دون قصد أو تعمُّد واضح؛ مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر، ويؤدي إلى الشك المرضي، وهنا يجرب التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة، وغير ذلك من الأساليب التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين، وتُخفف من اشتعال الغيرة والشك؛ مثل: النشاطات المشتركة والجلسات الترفيهية، والحوارات الصريحة، إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً.


أجمل الطالب معظم هذه النقاط في سؤال واحد.


تفاصيل دقيقة عن التوافق الزواجي لم يعرها الطالب انتباهًا في دراسته:

يقول التقرير: "وهنا نأتي إلى سبب مهم من أسباب الطلاق، وهو "عدم التوافق بين الزوجين"، ويشمل ذلك التوافق الفكري، وتوافق الشخصية والطباع، والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق"، وإلى أي مدًى يجب أن يكون ذلك، ولا بد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق؛ لأن ذلك يفيد كثيرًا تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.


والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا، وإلى مرض العلاقة وتدهورها، وبشكل عملي نجد أنه لا بد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها، فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية، ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الآخر، ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البنَّاء الذي يضفي على العلاقة تنوعًا وإثارة وحيوية.


وإذا كان الاختلاف كبيرًا، أو كان عدائيًّا تنافسيًّا، فإنه يبعد الزوجين كلاًّ منهما عن الآخر، ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل؛ مما يؤدي إلى الطلاق.


ونجد أن عددًا من الأشخاص تنقصه "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين"، وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها، أو لأسباب تربوية وظروف قاسية، وحرمانات متنوعة، أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.


وهؤلاء الأشخاص يصعب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية؛ مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لا بد من التأكيد على أن الإنسان يتغير، وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة، وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر، وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.


وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال، أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه، وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معًا، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان: "فارس أحلامه"بسهولة ويسر، ودون جهد واجتهاد، ولعل ذلك "من ضرب الخيال"، أو "الحلم المستحيل"، أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات، ولا يمكننا طبعًا أن نقضي على الأحلام، ولكن الواقعية تتطلب نضجًا وصبرًا، وأخذًا وعطاءً، وآلامًا وأملاً.


وتبين الحياة اليومية أنه لا بد من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية،ولعل هذا من طبيعة الحياة، والمهم هو احتواء المشكلات، وعدم السماح لها بأن تتضخم وتكبر، وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها كثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلبيًّا بسبب نقص الخبرة والمُرونة، وزيادة التفكير الخيالي، وعدم النضج فيما يتعلق بالطرف الآخر وفي الحياة نفسها.


ونجد عمليًّا أن "مشكلات التفاهم وصعوبته" هي من الأسباب المؤدية للطلاق،ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية؛ مثل العناد، والإصرار على الرأي، وأيضًا النزعة التنافسية الشديدة، وحب السيطرة، وأيضًا الاندفاعية والتسرع في القرارات، وفي ردود الفعل العصبية؛ حيث يغضب الإنسان، وتستثار أعصابه بسرعة؛ مما يولد شِحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر، من خلال الصياح والسباب والعنف، أو بشكل غير مباشر من خلال السلبية "والتكشير"، والصمت وعدم المشاركة، وغير ذلك؛ كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم، وحل المشكلات اليومية العادية؛ مما يجعل الطرفين يبتعد كل منها عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.


وفي هذه الحالات يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواءً فعَّالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه، ويعيد النظر في أساليبه، كما يمكن تعلم أساليب الحوار الناجحة، وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات، وتساعد على حلها "بالطرق السلمية" بعيدًا عن الطلاق.


ويمكن "لتدخل الآخرين" وأهل الزوج أو أهل الزوجة، وأمه وأمها - أن يلعب دورًا في الطلاق، وهذا ما يجب التنبه إليه وتحديد الفواصل والحدود بين علاقة الزواج وامتداداتها العائلية، والتأكيد على أن يلعب الأهل دور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم، من خلال تقديم العون والمساعدة، "وأن يقولوا خيرًا أو يصمتوا"، إذا أرادوا خيرًا فعلاً، وفي الأسر الحديثة التي يعمل فيها الطرفان، نجد أن "اختلاط الأدوار والمسؤوليات" يلعب دورًا في الطلاق؛ مما يتطلب الحوار المستمر وتحديد الأدوار والمسؤوليات بشكل واقعي ومَرِن؛ حيث نجد أحد الطرفين يتهم الآخر بالتقصير، ويعبر عن عدم الرضا، ولكنه يستخدم مقاييس قديمة من ذاكرته عن الآباء والأمهات، دون التنبه إلى اختلاف الظروف والأحداث، ولا بد لهذه المقاييس أن تتعدل لتناسب الظروف المستجدة؛ مما يلقي أعباءً إضافية على الطرفين بسبب حداثة المقاييس المستعملة ونقصها وعدم وضوحها.


ومن أسباب الطلاق الأخرى:

"تركيبة العلاقة الخاصة بزوج معين"، كأن يكون للزوج أبناء من زوجة أخرى، أو أن الزوجة مطلقة سابقًا، وغير ذلك، وهذه المواصفات الخاصة تجعل الزواج أكثر صعوبة بسبب المهمات الإضافية والحساسيات المرتبطة بذلك، ويتطلب العلاج تفهمًا أكثر وصبرًا وقوة للاستمرار في الزواج، وتعديل المشكلات وحلها.


ومن الأسباب أيضًا "تكرار الطلاق" في أسرة الزوج أو الزوجة؛ حيث يكرر الأبناء والبنات ما حدث لأبويهم، وبالطبع فالطلاق ليس مرضًا وراثيًّا، ولكن الجروح والمعاناة الناتجة عن طلاق الأبوين، إضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية المتعددة الأسباب، كل ذلك يلعب دورًا في تكرار المأساة ثانية وثالثة، ولا بد من التنبه لهذه العملية التكرارية وتفهُّمها، ومحاولة العلاج وتعديل السلوك.


وهكذا نجد أن أسباب الطلاق متعددة، وأن الأنانية والهروب من المسؤولية وضَعف القدرة على التعامل، مع واقعية الحياة ومع الجنس الآخر - أنها عوامل عامة تساهم في حدوث الطلاق، ولا يمكننا أن نتوقع أن ينتهي الطلاق؛ فهو ضرورة وله مبررات عديدة في أحيان كثيرة، ولا يمكن لكل العلاقات الزوجية أن تستمر إذا كانت هناك أسباب مهمة ولا يمكن تغييرها.


وفي النهاية لا بد من الإشارة إلى دور العين والسحر والشياطين وغير ذلك من المغيبات في حدوث الطلاق، حين نجد عمليًّا أن هناك إفراطًا في تطبيق هذه المفاهيم دون تريث أو حكمة من قبل كثير من الناس.


ومن الأولى بحث الأسباب الواقعية والملموسة ومحاولة تعديلها لعلاج مشكلة الطلاق وأسبابه والحد منه، وأيضًا مراجعة النفس والتحلي بالصبر والأناة والمرونة؛ لتقبُّل الطرف الآخر، وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية؛ مما يشكل حلاًّ واقعيًّا، ووقاية من التفكك الأسري والاجتماعي.


كل هذه العناصر لا أثر لها في استمارة الطالب.


سادسًا: جاء في دراسة عن آثار الطلاق الآتي لم أجد لها أثرًا في استمارة الطالب، جاء في هذا التقرير الآتي:

"
لا شك أن الطلاق يترك بصمته وآثاره السلبية على المطلقين، وعلى أولادهم، وعلى المجتمع بأسره، وأن الضرر الذي يقع على هذه الفئات نتيجة الطلاق لهو أكبر بكثير من فوائد ومقاصد الطلاق، وبنظرة فاحصة مدققة على الجوانب الاجتماعية والتربوية، وإخراج الآثار المزعجة والخطيرة على المجتمع بصفة عامة، تجد أن الضرر يقع على أربع فئات:

أولاً: المرأة المطلقة، فهي التي تحس بألم الطلاق في المقام الأول، خصوصًا إذا لم يكن لها معيل غير الزوج أو مصدر رزق آخر.


ثانيًا: الرجل؛ نظرًا لكثرة تبعات وآثار الطلاق من مؤخر صداق ونفقة، وحضانة وأمور مالية أخرى.


ثالثًا: الأولاد، وذلك في البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب وفي الرعاية والإشراف من قبل الأب إن كانوا مع الأم.


رابعًا: المجتمع بأكمله، إذا لم تراعَ التزاماته وآدابه، فإن انحلال الزواج يكون وسيلة للكراهية والخصام بين أفراد المجتمع، خصوصًا من أقارب طرفي النزاع إذا وصل ذلك إلى ساحات المحاكم، وفي تشرُّد الأولاد، وعدم الرعاية من قبل الأبوين - تَكثُر جرائم الأحداث، ويتزعزع الأمن والاستقرار في المجتمع.


وحريٌّ بنا هنا أن نتحدث عن كل فئة من هذه الفئات، ونبين الضرر الواقع عليها اجتماعيًّا، ونلقي الضوء على آثار وسلوكيات كل فئة بعد الطلاق، آملين أن يكون ذلك تحذيرًا وحيطة وإنذارًا لكل مقدم على الطلاق.


هذه العناصر لا أثر لها في استمارة الطالب لاحتمال أن الطالب لم يقرأ قراءة علمية وافية في موضوع بحثه.



[1] وقع اختصار العنوان الأصلي للمقال وذلك لطوله، والعنوان هو: ملاحظات على استمارة استبيان عن "ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري المعاصر وعلاجها من منظور الإسلام".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملاحظات حول ( أطلس النحو العربي )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ملاحظات حول التوكيل في ذبح الأضاحي(مقالة - ملفات خاصة)
  • تنبيهات وملاحظات حول الأمر ومعناه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صناعة تعليم اللغات: لمحة تاريخية وملاحظات ميدانية حول تعليم اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مسألة حول إجازة قول المعاصرين: استعوض استعواضا، واستبين استبيانا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ملاحظات على شرح المدود للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • ملاحظات المد والقصر في أقسام الوقف على آخر الكلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملاحظات من تجربتي الشخصية مع الفلسفة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملاحظات على كتاب "المحلى" لابن حزم رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملاحظات ونقد على مدارس الرسم ومذاهبه في العصر الحديث(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- طلب استبيان الطلاق
حمزة - سورية 18-02-2019 12:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يجزيكم الخير على هذا الموقع المفيد

انا طالب ماجستير من سورية - حلب ... اقوم بدراسة حول ظاهرة الطلاق وأثر العوامل الحديثة على الطلاق
لذا ارجو مساعدتكم في هذا الامر من خلال تزويدي بالاستبيان الذي علق عليه الدكتور أحمد إبراهيم خضر مشكورا

من باب الاطلاع والتعرف على اسباب الطلاق

مع جزيل الشكر والامتنان

أخوكم حمزة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب