• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات
علامة باركود

الآثار السيئة للابتداع (3)

الآثار السيئة للابتداع (3)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/1/2022 ميلادي - 8/6/1443 هجري

الزيارات: 8277

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآثار السيئة للابتداع (3)

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

انتشار البدع له من آثار سيئة تضرُّ بدين الله تعالى، ما يجعلنا على يقين تام بضرورة محاربتها بكل ما أُوتينا من قوة؛ نُصرةً لدين الله، وقد سبق الحديث في (الجزء الأول والثاني) عن الآثار السيئة للبدعة للابتداع، ويتواصل الحديث عن ذلك، كما يلي:

10- ارتكاب البدع يُورِث التَّشبُّه بالكفار والمشركين:

جاءت شريعة الإسلام بالنهي القاطع عن التشبُّه بالكفار والمشركين في سائر المجالات؛ من العبادات والمعاملات والأخلاق والعادات، واللباس والهيئات والأعياد والمناسبات، ونصوص الشرع أكثر من أن تُحصر في هذا الشأن؛ لذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقصد مخالفتهم دائماً وأبداً؛ لأنَّ مخالفة الكافرين والمشركين والبراءة منهم أصل من أصول الدين، الإخلال به إخلالٌ بالدين.

 

وهذا النهي عن التشبه بالكفار والمشركين مَرَدُّه إلى التميز الذي ينبغي للأمة المسلمة أن تتميز به لتتمايز عن غيرها من الأمم، فالأمة المسلمة إنما أراد الله لها أن تكون متبوعة لا تابعة، قائدة لا مقودة؛ ولا تتحقَّق لها هذه المنزلة إلاَّ إذا كانت لها مكانتها الخاصة التي تستمدها من سلامة عقيدتها وصدق عبادتها وصفو منهجها وقوة تمسكها بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم؛ لذا وجب عليها مخالفة غيرها فيما هم عليه من ضلالات وانحرافات؛ لتبقى هي النموذج الذي يُحتذى والقائد الذي يتَّبع، وفي هذا تأتي الحكمة من النهي عن التشبه بالكفار والمشركين، وضرورة مخالفتهم.

 

ومَن اطلع على نصوص النهي عن التشبه بالكافرين اشتدَّ عجبُه من كثرتها في الكتاب والسنة، ومن ذلك:

أ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ). فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: (وَمَنِ النَّاسُ إِلاَّ أُولَئِكَ)[1].

 

فقد (أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ أمته قبل قيام السَّاعة يتَّبعون المُحدَثات من الأمور، والبدع والأهواء المُضِلَّة؛ كما اتَّبعتها الأممُ من فارس والروم؛ حتى يتغيَّر الدِّين عند كثيرٍ من الناس، وقد أنذَرَ صلى الله عليه وسلم في كثيرٍ من حديثه أنَّ الآخِرَ شرٌّ، وأنَّ السَّاعة لا تقوم إلاَّ على شرار الخلق، وأنَّ الدِّين إنما يبقى قائمًا عند خاصةٍ من المسلمين لا يخافون العداوات، ويحتسبون أنفسَهم على الله في القول بالحق، والقيام بالمنهج القويم في دين الله تعالى)[2].

 

ب- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ)[3]. (والمراد بالشِّبر والذِّراع وجُحْر الضَّب: التَّمثيلُ بشدَّة الموافقة لهم، والمراد الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر، وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم)[4].

 

قال ابن تيمية رحمه الله: (وهذا كلُّه خرج منه [صلى الله عليه وسلم] مَخْرَجَ الخَبَر عن وقوع ذلك، والذَّم لِمَنْ يفعله؛ كما كان يُخبر عمَّا يفعله الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المُحرَّمات، فعُلِمَ أنَّ مُشابهة هذه الأُمَّةِ اليهودَ والنصارى وفارسَ والرومَ مِمَّا ذمَّه الله ورسولُه [صلى الله عليه وسلم] وهو المطلوب)[5].

 

حكمة النهي عن التشبه بالكفار والمشركين: الأصل في أعمال الكفار وأخلاقهم وعقائدهم الضرر والفساد والنقص؛ لذا كانت مخالفتهم منفعةً للمسلمين، بل إن التشبه بالكافرين يؤدي بالمسلم إلى تبعيتهم والخضوع لهم، وهو منهي عنه بنص كلام الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149].

 

والمشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة في الأخلاق والأعمال وسائر الأحوال، وإن المشاركة في الهدي الظاهر تورث نوع مودَّة ومحبَّة وموالاة في الباطن، كما أنَّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهو أيضاً أمر محسوس، ويؤدي كل ذلك إلى الاختلاط الظاهر بهم ويرتفع التمييز ظاهراً بين المسلمين والكافرين، حتى ينسلخ المسلمُ من دينه وهو لا يشعر، خاصة مع الإعجاب بهم وبمنجزاتهم وحضارتهم.

 

قال ابن تيمية رحمه الله: (إنَّ المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسُباً وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقةٍ مَّا في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس؛ فإنَّ اللاَّبس لثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمامٍ إليهم، واللاَّبس لثياب الجند المقاتلة - مثلا - يجد من نفسه نوع تخلُّق بأخلاقهم، ويصير طبعُه مقتضياً لذلك)[6].

 

وقال أيضاً: (لو اجتمع رجلان في سفر، أو بلدٍ غريب، وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب، أو الشعر، أو المركوب ونحو ذلك؛ لكان بينهما من الائتلاف أكثر ممَّا بين غيرهما، وكذلك تجد أرباب الصِّناعات الدنيوية يألف بعضهم بعضاً ما لا يألفون غيرهم، حتى إن ذلك يكون مع المعاداة والمحاربة.

 

فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية، تورث المحبة والموالاة لهم؛ فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشد، والمحبة والموالاة لهم تُنافي الإيمان)[7].

 

11- كثرة وقوع المبتدعة في الفتن:

ما ترك الناس السنة وأقبلوا على البدع إلاَّ ابتلوا بأنواع من البلاء والفتن؛ فما أكثر ما يقع المبتدعة في الفتن الظاهرة والباطنة، فلا شيء أفسد للدين وأشد هدماً لبنيانه من الابتداع فيه؛ فإن من أعظم الفتن المُضِلَّة عمل العالِم بالبدعة وتقليد الناس له، وإذا وافقت البدعةُ أهواءَ الناس وشهواتهم وغرائز نفوسهم فتلك هي الفتنة الكبرى التي لا مخرج منها، ولا سيما مع سكوت العلماء عن بيان وجه الابتداع في البدعة فيعد العامةُ سكوتَهم إقراراً منهم على ذلك. وقد حذَّر الله تعالى من الفتن؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25].

 

وإن الابتداع في الدين ومخالفة سنة سيد الأنبياء والمرسلين، وعصيان أمره، وفتنة الناس في دينهم؛ من أخطر المصائب وأعظمها جرماً عند الله تعالى فاستحق هذا المخالف العذاب الأليم جزاءً وفاقاً: ﴿ فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

 

(أي: فليحذر وليخْشَ مَنْ خالف شريعةَ الرسول صلى الله عليه وسلم باطنًا أو ظاهرًا ﴿ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ أي: في قلوبهم، من كفرٍ أو نفاقٍ أو بدعةٍ، ﴿ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ أي: في الدنيا، بِقَتْلٍ، أو حَدٍّ، أو حَبْسٍ، أو نحوِ ذلك)[8].

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا؛ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)[9]. وكم باع المبتدعة الضَّالون دِينَهم، وسُنَّةَ نبيِّهم، ومنهجَه القويم بِعَرَضٍ من الدنيا!

 

("بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ" يعني: بالأعمال الصالحة، وهي كلُّ عملٍ كان خالِصاً لله، صواباً على شريعة الله، هذا هو العملُ الصالحُ، ثم قال: "فِتَنًا؛ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ" أخبر أنه ستوجد فِتَنٌ؛ كقطع اللَّيل المُظلِم، يعني أنها مُدْلَهِمَّة مُظلِمة، لا يُرَى فيها النور - والعياذ بالله، ولا يدري الإنسانُ أين يذهب؟ يكون حائراً ما يدري أين المخرج؟ أسألُ اللهَ أنْ يُعيذنا وإيَّاكم من الفتن.

 

و"الفتن" منها: ما يكون من الشبهات، وفتن تكون من الشَّهوات، فَفِتَنُ الشُّبهات: كلُّ فتنةٍ مَبينَّةٍ على الجهل، فهي فِتنةُ شبهة، ومن ذلك: ما حصل من أهل البدع الذين ابتدعوا في عقائدهم ما ليس من شريعة الله، أو أهل البدع الذين ابتدعوا في أقوالهم وأفعالهم ما ليس من شريعة الله، فإنَّ الإنسان قد يُفتن - والعياذ بالله - فيَضِلَّ عن الحق بسبب الشُّبهة)[10].

 

وقد سمع حذيفةُ رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم – يقول في الفتن التي تموج مَوْجَ البحر: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)[11].

 

والمقصود: بأنَّ القلب إذا افتُتِن بالبدع والمنكرات ومخالفة الكتاب والسنة؛ خرجت منه حُرمة المعاصي والمنكرات والبدع المُضِلَّة، وخرج منه نور الإيمان؛ كما يخرج الماء من الكوز إذا مال وانتكس، وصاحب هذا القلب الأسود والمائل عن الحق والمنتكس عن الفطرة الصحيحة تجده (لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) وهو ما يهواه قلبه الفاسد.

 

12- الذِّلة والصَّغار لأهل البدع في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة:

من سنن الله تعالى الماضية في خلقه أن جعل العِزَّةَ والنَّصر والتَّمكين لأوليائه في الدنيا، والنَّعيم المقيم في الآخرة، فالعزة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين المتبعين سنته وهديه صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]؛ فالمتَّبعون للسُّنة والشريعة هم الأعزاء، والمبتدعون في دين الله تعالى هم الأذلاء المُحتقَرون الصَّاغرون في الدنيا والآخرة.

 

ويؤيده قوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10].

 

فمَنْ أرد العزة في الدنيا والآخرة فليطلبها بالإخلاص، وباتباع سنة وهدي سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، فلا تُنال العزة إلاَّ باتباع الكتاب والسُّنة، ولا يُرفع العمل ويُقبل عند الله تعالى إلاَّ بالإخلاص ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وشريعته والبعد عن الابتداع في الدين، فبهذه الطريقة الصحيحة يعز صاحب السُّنة، ويرفع عملُه، ويقبله الله تعالى، بخلاف ارتكاب البدع؛ فإنه طريق إلى الذِّلة وإنْ أراد صاحبُ البدعة الرِّفعةَ بها، إلاَّ أنه يُمكر به، ويُكاد به؛ بسبب ارتكابه البدع والضلالات، ويعود عمله وبالاً عليه، ولا يزداد إلاَّ إهانةً ونزولاً وذلة.

 

وعلى قدر تمسُّك المؤمن بدينه واتِّباعه للنبي صلى الله عليه وسلم وهديه ينال هذه العزة المشار إليها في الآية الكريمة، ولذلك حُرِمَ المبتدعُ من هذه العزة بقدر ابتداعه في الدين، وبُعدِه عن هدي وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي.

 

ومن شؤم الابتداع ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته: الذِّلة والصَّغار في الدنيا، وغضب الله تعالى في الآخرة والعذاب الشديد؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]. فكلُّ مَنْ يُخالف النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويُعانده فيما جاء به ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾ بالدلائل القرآنية والبراهين النبوية، ثم هو بعد ذلك كلِّه ﴿ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي: يتَّبع غيرَ طريقِهم في العقائد والأعمال، فعند ذلك ﴿ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ﴾ أي: نتركه وما اختاره لنفسه، ونخذله فلا نُوفِّقُه للخير؛ لكونه رأى الحقَّ وعَلِمَه وترَكَه، فجزاؤه من الله – عدلاً – أنْ يبقيه في ضلاله حائراً ويزداد ضلالاً إلى ضلاله، ثم في الآخرة ﴿ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ ﴾ أي: نُعذِّبه فيها عذاباً عظيماً، ﴿ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ أي: مرجعاً له ومآلاً.

 

وهذا الوعيد المُرتَّب على الشِّقاق ومخالفة سبيل المؤمنين مراتب لا يُحصيها إلاَّ الله سبحانه، بحسب حالة الذنب والبدعة صِغَراً وكِبَراً، فمنه ما يُخلِّد في النار ويوجب جميع الخذلان، ومنه ما هو دون ذلك.

 

ويدل مفهومه الآية الكريمة: على أنَّ مَنْ لم يُشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبع سبيل المؤمنين، بأنْ كان قصدُه وجهَ الله واتِّباع رسوله ولزوم جماعة المسلمين، ثم صدر منه من الذنوب أو الهمِّ بها ما هو من مقتضيات النفوس، وغَلَبَات الطِّباع، فإنَّ الله لا يولِّيه نفسَه وشيطانَه بل يتداركه بلطفه، ويمنُّ عليه بحِفْظِه ويَعصِمُه من السُّوء؛ كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24]، أي: بسبب إخلاصه صَرَفْنَا عنه السُّوء، وكذلك كلُّ مخلص، متَّبع هدي النبيِّ وسُنَّتَه، كما يدل عليه عموم التعليل[12].

 

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي)[13]. فالذلة والصغار لجميع المبتدعة – بحسب نوع البدعة – التي ارتكبوها، بنص كلام الصادق المصدوق، وكم ذكر التاريخ لنا عن ذلة المبتدعة في الدنيا ولا سيما عند موتهم بسبب مخالفتهم لأمرِ رسول الله جزاء وفاقاً، أبى الله إلاَّ أنْ يُذِلَّ مَنْ عصاه.

 

والمُبتدع يعيش في ذِلة وصَغار أبداً ما دام حيًّا، والمُتابع لحركة التاريخ الإسلامي يلحظ هذا الأمرَ جيداً، فكم من فترة من فترات التاريخ الإسلامي خبا فيها صوت أهل السنة وهُزِمت دولتهم، لكنها باقية أبداً لم تنتهي ولن تنتهي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، في الوقت نفسه زالت دول وإمارات كانت رأساً للبدعة ولم تقم لها قائمة؛ فأمست أثراً بعد عين، وذكرى بعد ذِكر.

 

13- سوء عاقبة وخاتمة المبتدع:

حال الموت هو حال انكشاف للحقائق وبيان واضح لما يُضمره الإنسان من سريرة، فالإنسان أصدق ما يكون عند موته وانقطاع الأسباب عنه؛ لذا يُخاف على المبتدع من سوء الختام؛ لأن الشيطان أشد ما تكون وطأته على الإنسان في آخر لحظات عمره عند انقطاع أنفاسه بغية أن يوقعه في المصائب العظام؛ فيخيِّل له الشيطان عند الاحتضار أن دينه كلَّه ضلال، ولربما اعتراه شك أو جحود أو إصرار على البدع فيختم له بما سبق عليه الكتاب، وقد كان رؤوس أهل البدع والأهواء يُصرِّحون عند الموت بضلال ما كانوا فيه، ولربما تقطعت بهم السُّبل وامتلأت قلوبهم أسى وحسرة على ضياع أعمارهم فيما ظهر لهم من الضلال والفساد والحرمان والخسران[14].

 

وإن من أعظم أسباب سوء الخاتمة إصرار العبد على البدع والضلالات، وإنْ أظهر للناس غير ذلك، وممَّا يدل عليه: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)[15].

 

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ؛ فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ صَالِحٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ؛ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلاً صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: (يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ)[16].

 

قال أبو محمد عبد الحق الإشبيلي رحمه الله: (واعلم أن سوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يكون لِمَن استقام ظاهره وصلح باطنه، وإنما يكون ذلك لِمَن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة، ويثب عليه قبل الإنابة، ويأخذه قبل إصلاح الطوية فيصطلمه[17] الشيطان عند تلك الصدمة، ويختطفه عند تلك الدهشة، والعياذ بالله ثم العياذ بالله، أو يكون ممن كان مستقيماً ثم يتغيَّر عن حاله ويخرج عن سننه، ويأخذ في غير طريقه، فيكون ذلك سبباً لسوء الخاتمة، وشؤم العاقبة، والعياذ بالله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] )[18].

 

إذاً؛ من الآثار السيئة للبدعة وللابتداع الوقوع في سوء العاقبة وسوء الخاتمة؛ بسبب التلبس بالشرك أو النفاق أو التعلُّق بغير الله تعالى وما شابه ذلك من الصفات المذمومة، ولا سيما التعلُّق بأنواعٍ من البدع والضلالات، لذا قَلَّ أنْ يُخْتَم لمبتدع بخاتمة حسنة إلاَّ أن يتداركه الله تعالى برحمته وفضله.

 

وقد سبق الحديث عن حَيرة واضطراب حذَّاق أهل الكلام والفلسفة وعامة المبتدعة والكفار بما أغنى عن إعادته هنا، وليس للعبد من نجاةٍ أو ثباتٍ على الدين إلاَّ باتباعه السنة النبوية، وابتعاده عن البدع والأهواء المُضِلَّة، ولا نجاة له ابتداءً بدون توفيق الله وتثبيته حتى الممات، واللهَ تعالى وحده نسأل أن يُثبِّتنا على دينه حتى نلقاه.

 

يُتبع.



[1] رواه البخاري، (3/ 1478)، (ح 7405).

[2] شرح صحيح البخاري، لابن بطال (10/ 366).

[3] رواه البخاري، (3/ 1478)، (ح 7406)؛ ومسلم، (2/ 1128)، (ح 6952).

[4] شرح النووي على صحيح مسلم، (16/ 220).

[5] اقتضاء الصراط المستقيم، (ص 44).

[6] المصدر نفسه، (ص 93).

[7] المصدر نفسه، (ص 550).

[8] تفسير ابن كثير، (6/ 90).

[9] رواه مسلم، (1/ 63)، (ح 328).

[10] شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (1/ 105).

[11] رواه مسلم، (1/ 73)، (ح 386).

[12] انظر: تفسير السعدي، (1/ 202).

[13] رواه البخاري في (صحيحه) مُعلَّقاً، (2/ 565)؛ وأحمد في (المسند)، (9/ 123)، (ح (5114). وحسنه الحافظ في (الفتح)، (10/ 23)، والألباني في (الإرواء)، (5/ 109)، (ح 269).

[14] انظر: شرح العقيدة الطحاوية، (ص 227-230).

[15] رواه البخاري، (2/ 562)، (ح 2935)؛ ومسلم، (1/ 60)، (ح 320).

[16] رواه أحمد في (المسند)، (19/ 246)، (ح 12214)؛ وأبو يعلى في (مسنده)، (6/ 401)، (ح 3756). وقال الألباني في (السلسلة الصحيحة)، (3/ 408)، (ح 1334): (إسناده صحيح على شرط الشيخين).

[17] الاصطلام: هو الانتزاع والاستئصال والاختطاف. انظر: معجم مقاييس اللغة، (3/ 299).

[18] العاقبة في ذكر الموت والآخرة، (ص 180، 181).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الآثار السيئة للابتداع (1)
  • الآثار السيئة للابتداع (2)
  • الآثار السيئة للابتداع (4)
  • الآثار السيئة للابتداع (5)

مختارات من الشبكة

  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ج18 ( شرح معاني الآثار )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الآثار: إحباط محاولة تهريب مخطوط أثري بمطار القاهرة(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الآثار الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موقف الإسلام من الآثار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الآثار السيئة لضعف الوازع الأخلاقي (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة للشح والبخل (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة لهجر العقلانيين للسنة (2)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة لهجر العقلانيين للسنة (1)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب