تفسير سورة المؤمنون للناشئين (الآيات 23 - 52)

تفسير سورة المؤمنون للناشئين

(الآيات 23 - 52)

معاني مفردات الآيابت من (23) إلى (52) من سورة «المؤمنون»:

﴿ أفلا تتقون ﴾: أفلا تخافون.

﴿ الملأ ﴾: أشراف القوم.

﴿ يتفضل عليكم ﴾: يطلب الشرف ويترأس عليكم.

﴿ به جنّة ﴾: به جنون.

﴿ فتربصوا به ﴾: فانتظروا هلاكه.

﴿ بما كذبون ﴾: بسبب تكذيبهم إياي.

﴿ الفلك ﴾: السفينة.

﴿ بأعيننا ﴾: برعايتنا وتعليمنا.

﴿ وفار التنُّور ﴾: ونبع الماء من مكان النار.

﴿ فاسلك فيها ﴾: فادخل في السفينة.

﴿ من كلٍّ زوجين اثنين ﴾: من كل صنف من الحيوان (ذكر وأنثى).

﴿ وأهلك ﴾: ونساءك وأولادك.

﴿ سبق عليه القول ﴾: وجب عليه الهلاك.

﴿ استويت ﴾: تمكنت من الركوب.

﴿ منزلاً ﴾: مكان نزول.

﴿ لآيات ﴾: لعبرًا ومواعظ.

﴿ أنشأنا ﴾: خلقنا.

﴿ قرنًا ﴾: أمَّة.

﴿ وأترفناهم ﴾: ونعمناهم ووسعنا عليهم.

﴿ مخرجون ﴾: مبعوثون للسؤال.

﴿ هيهات ﴾: بعد بعدًا كبيرًا.

﴿ لما توعدون ﴾: وقوع ما يعدكم به.

﴿ إن هي إلا حياتنا الدنيا ﴾: لا حياة إلا هذه الحياة التي نحن فيها.

﴿ افترى ﴾: اختلق من عند نفسه وادعى.

﴿ عمَّا قليل ﴾: بعد وقت قليل.

﴿ فأخذتهم الصيحة ﴾: صيحة جبريل التي دمرتهم.

﴿ بالحق ﴾: بالعدل من الله.

﴿ غثاءً ﴾: هالكين.

﴿ فبعدًا ﴾: فهلاكًا.

﴿ قرونًا آخرين ﴾: أممًا أخرى.

﴿ أجلها ﴾: الوقت المحدد لهلاكها.

﴿ وما يستأخرون ﴾: ولا يتأخرون عنه.

﴿ تترى ﴾: متتابعين.

﴿ وجعلناهم أحاديث ﴾: للعبرة.

﴿ بآياتنا ﴾: بالدلائل والمعجزات التسع.

﴿ وسلطان مبين ﴾: برهان واضح.

﴿ عالين ﴾: متكبرين.

﴿ وقومهما ﴾: بنو إسرائيل.

﴿ عابدون ﴾: خاضعون.

﴿ الكتاب ﴾: التوراة.

﴿ يهتدون ﴾: يعملون بشرائعها.

﴿ ابن مريم ﴾: عيسى عليه السلام.

﴿ آية ﴾: دليلاً على قدرة الله.

﴿ وآويناهما ﴾: أوصلناهما.

﴿ ربوة ﴾: مكان مرتفع.

﴿ ذات قرار ﴾: أمان واستقرار.

مضمون الآيات الكريمة من (23) إلى (52) من سورة «المؤمنون»:

1 - تبدأ الآيات بدعوة نوح عليه السلام قومه إلى عبادة الله وحده فما كان من القوم إلا أن أنكروا رسالته بحجة أنه بشر مثلهم، وأن ما جاءهم به لم يسمعوا بمثله في آبائهم الأولين واتهموه بالجنون، فلم يجد نوح عليه السلام منفذًا إلى تلك القلوب المتحجرة إلا أن يتوجه إلى ربه بالشكوى، وطلب النصر، فاستجاب الله له، وأمره أن يصنع السفينة لينجو فيها من الطوفان هو ومن معه من المؤمنين، وليحفظ بذور الحياة السليمة حتى تستمر من جديد بعد الطوفان، وليسارع فيحمل في السفينة من أنواع الحيوان والطيور والنبات المعروفة له في ذلك الزمان من كلٍّ زوجين اثنين، كذلك يحمل فيها أهله إلا من سبق عليه القول من الله أنه من الهالكين، وهم الذين كفروا وكذبوا، وكانت تلك العلامة أن يفوز الماء من النار حتى يكون الغرق من موضع الحرق دليلاً على قدرة الله سبحانه وتعالى وانتقامًا من الكافرين.

2 - ثم تعرض الآيات مشهدًا آخر من مشاهد الرسالة الواحدة، والتكذيب المكرور فهذا هود عليه السلام يدعو قومه بنفس الكلمة التي قالها من قبله نوح عليه السلام مع اختلاف اللغات التي كانت تتكلم بها الأمم، والجواب هو نفس الجواب تقريبًا، والاعتراض على بشريته هو نفس الاعتراض.

3 - ثم تستعرض الآيات الأمم الأخرى بعد ذلك إجمالاً لتقرير سنَّة الله الجارية في الزمن الطويل منذ نوح وهود - عليهما السلام - أول هذه السلسلة المتصلة وحتى موسى وعيسى في أواخرها، كل أمة تستوفي أجلها وتمضي وكلهم يكذبون الرسول، وكلما كذب المكذبون وقع عليهم العقاب في الدنيا وسيصيبهم العذاب في الآخرة وبقيت العبرة قائمة في هلاكهم لمن يعتبرون.

4 - ثم تذكر الآيات قصة موسى إجمالاً في رسالته وتكذيب فرعون وقومه واستكبارهم على الحق وهلاكهم. ثم تختم بإشارة مجملة إلى عيسى عليه السلام وما في خلقه من دلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وكيف ذهبت به أمه في طفولته وصباه إلى أرض مرتفعة - اختلف في تحديد موضعها - فحفظها الله في مكان طيب.

5 - ثم يتوجه الله سبحانه وتعالى بالخطاب إلى أمة الرسل؛ وكأنما هم يتجمعون في مكان واحد في وقت واحد؛ لأن الحقيقة التي تربط بينهم واحدة، ويطلب منهم أن يمارسوا طبيعتهم البشرية، ويزاولوا حياتهم الإنسانية على الأرض، مؤكدًا أن ملتهم وشريعتهم جميعًا ملة واحدة، وهو ربهم جميعًا فعليهم أن يعبدوه وحده، وأن يتقوه مهما أنكر عليه الغافلون فليس المطلوب من الرسول أن يتجرَّد من بشريته، إنما المطلوب أن يرتقي بهذه البشرية فيه إلى أفقها الكريم الوضيء الذي أراده الله لها.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (23) إلى (52) من سورة «المؤمنون»:

1 - حقيقة الإيمان الذي جاء به الرسل جميعًا واحدة مع اختلاف الأزمنة والأمكنة وتباين اللغات وجواب البشرية على هذه الدعوة جواب واحد، ولم يستجب إلا من أراد الله له الهداية والنجاح في الدنيا والآخرة.

2 - لابد للإنسان من الأخذ بالأسباب والوسائل، وبذل أقصى ما في وسعه؛ ليستحق العون من ربه.

3 - لا محاباة ولا مجاملة في الدين، من أجل خاطر قريب، أو صديق، فلم يشفع لزوجة نوح الكافرة ولا لابنه الكافر عند الله أنهما من أقرب الناس إلى نبي الله نوح عليه السلام فغرقا مع الغارقين.

4 - الأنبياء هم المثل الأعلى للبشر، والقدوة الصالحة التي يجب أن نقتدي بهم في كل شيء.

5 - الابتلاء أنواع: ابتلاء للصبر، وابتلاء للشكر، وابتلاء للأجر، وابتلاء للتوجيه، وابتلاء للتطهير.

6 - لم يحرم الإسلام التمتع بالطيبات من الرزق، وإنما حثَّ على ذلك ليأخذ الإنسان نصيبه من متع الحياة التي أحلَّها الله ويشكر ربه عليها، ويجعلها وسيلة للسعادة في الآخرة وذلك باستخدامها في طاعة الله.

7 - الحث على العمل والدعوة إليه؛ لأنه الوسيلة للتنمية وتحقيق سعادة الفرد والمجتمع، وبه يكون القضاء على البطالة والفقر والحاجة، وقد كان الأنبياء - عليهم السلام - يعملون، فقد اشتغل نوح بالنجارة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشتغل بالرعي والتجارة، وكان عيسى يأكل من غزل أمه وهو أطيب الطيبات.