ذكريات شموع الروضة (8)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على قضائه وقدره، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بقلوب مؤمنة مطمئنة راضية بما كتب الله، تلقينا نبأ وفاة جارنا العزيز، الرجل الطيب الخلوق، محمد فتح الرحمن الذي عرفناه عن قرب، وعاشرناه أكثر من سبعة وعشرين عاماً في حي الملز، فلم نرَ منه إلا كل بر وخير وصلاح كان – رحمه الله – مثالاً للرجل الصالح، حسن السيرة، جميل العشرة، صاحب قلب كبير وأخلاق عالية. وقد ورث هذا الخير عن أبيه الكريم فتح الرحمن، رحمه الله الرجل المعروف بطيب معدنه ونقاء سريرته، الذي كان مضرب المثل في حسن التعامل وكرم الأخلاق بين جيرانه وأصدقائه.
يشهد الله أننا ما عرفنا عنهم إلا كل خير، وما سمعنا عنهم إلا أجمل الذكر، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً وها نحن اليوم نقف على أعتاب فراقه، تغمرنا الأحزان وتلهج ألسنتنا بالدعاء، أن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. اللهم اجزه خير الجزاء على ما قدم، وارزقه رحمة لا تنقطع، واغفر له ولوالديه ولأهله أجمعين، واجمعنا بهم في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين، لا أنسى فضلك وخيرك عليك أيها الرجل الفاضل وان لله وإنا إليه راجعون.

بسم الله الرحمن الرحيم
(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

- المسجد الذي ظل ملازمه طيلة تلك السنوات.
- ومنزله الذي يجد راحته فيه.
- وعمله مكان رزقه الذي كتبه الله له.

ولكن كان له سرٌ عجيب بينه وبين الله محافظ عليه لم يخبرنا به لأن كل أعماله بينه وبين الله لا يريد بها سمعة ولا رياء وتظاهر.
أحب الله فأحبه الله
حفظ الله فحفظه الله
لذا أراد الله به خيراً حينما توجه في أواخر رمضان لأداء العمرة جهز نفسه وسافر لوحده وكأنه يعلم أنها الرحلة الأخيرة لم يهتم بزاد ولا صحبة بل سافر وهو يحمل إحرامه بداخل كيس، ذهب لبيت الله أشعث أغبر بإحرام فقط أكمل العمرة وصلى ما شاء الله له أن يصلي ودعى وبكى وطاف وسعى كأنه يودع بيت الله بعد أن أشبع عيونه من الكعبة المشرفة وقدم للمدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأراد أن يشبع كل حواسه منها فهو من محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومين على زيارته كلما سنحت له فرصه صلى فيها وزار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والروضة الشريفة وحينما ختم زيارته ذهب ليرتاح قليلا ليعود ويروي ما به من عطش في مسجد حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لم تساعده قدماه فأسلم روحه الطاهرة النقية التقية لله سبحانه وتعالى صلى عليه آلاف المصلين بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع مع الصحابة رضى الله عنه وبالقرب من حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبوبكر وعمر رضى الله عنهم.

ما أجملك يا محمد فتحي وأنت تفوز بهذه المنزلة العظيمة
ما أروعك يا محمد فتحي وأنت تختم حياتك بتلك الأعمال الجليلة فتنال حسن الختام
قل لي بربك ما السر الذي بينك وبين الله حتى وصلت لتلك المرتبة العالية
ما هي الأعمال الجميلة التي كنت تعملها وتخفيها عن الجميع ولا يعلمها إلا الله
شيخنا محمد فتحي اذكرني عند الله يوم الحساب إذا لم تجدني بقربك لأن الله يشفع الصديق في صديقه قال تعالى في سورة الشعراء:
(فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم)
رحم الله شيخ محمد وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة على سرر متقابلين ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر الجميل وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون..

أخوك محمد حسن محمد حسن التوم.

رحمك الله يا محمد ونشهد عليك أنك رجل صاحب خلق عظيم ورحمك الله.

صدقة جارية عن المرحوم محمد فتح الرحمن رحمه الله

جزاك الله خيرا على هذا الكلام الجميل، وسبحان من ختم لهذا الرجل الفاضل بهذه الخاتمة الحسنة ولعلها عظة وعبرة لنا، رحم الله الحاج محمد وجزاك الله خيراً شيخنا وننتظر المزيد عن هذا الشخص الفاضل وشكر الله سعيك.

اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم آمين يا رب العالمين. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى
أحسن الله العزاء وأعظم الأجر.