• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم
علامة باركود

ما يقال في الركوع والسجود

ما يقال في الركوع والسجود
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2019 ميلادي - 17/5/1440 هجري

الزيارات: 99599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما يقال في الركوع والسجود

 

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ))؛ رواه مسلم.

 

• عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)) يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.

 

وفي رواية: قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] يُصَلِّي صَلاةً إِلَّا دَعَا أَوْ قَالَ فِيهَا: ((سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)).

 

• عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: ((سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ))، قَالَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا؟ قَالَ: ((جُعِلَتْ لِي عَلامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وفي وراية: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] فَتْحُ مَكَّةَ))؛ رواه مسلم.

 

• عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ))؛ رواه مسلم.

 

وفي لفظ له: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: ((سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلهَ إِلَّا أَنْتَ))، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِي لَفِي شَأْنٍ، وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.

 

• عن عَائِشَة رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ))؛ رواه مسلم.

 

تخريج الأحاديث:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ...))؛ أخرجه مسلم (483)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب الصلاة" "باب: في الدعاء في الركوع والسجود"، حديث (878).

 

وحديث عائشة رضي الله عنها "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ...))؛ أخرجه مسلم (484)، وأخرجه البخاري في" كتاب الأذان" "باب: الدعاء في الركوع"، حديث (794)، وأخرجه أبو داود في "كتاب الصلاة" "باب في الدعاء في الركوع والسجود"، حديث (877)، وأخرجه النسائي في "كتاب التطبيق" "باب: نوع آخر من الذكر في الركوع"، حديث (1046)، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها" "باب: التسبيح في الركوع والسجود"، حديث (889).

 

وحديث عائشة رضي الله عنها " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ: ((سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ ...))؛ أخرجه مسلم (486)، وانفرد به.

 

وحديث عائشة رضي الله عنها: "فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ...."؛ أخرجه مسلم (486)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب الصلاة" "باب: الدعاء في الركوع والسجود" حديث (879)، وأخرجه النسائي في "كتاب الطهارة" "باب: من ترك الوضوء من مسِّ الرجل امرأته من غير شهوة"، حديث (169)، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب الدعاء" "باب: ما تعوذ منه رسول الله" (3841).

 

وأما لفظ "افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ..."؛ فأخرجه مسلم (485)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه النسائي في "كتاب التطبيق" "باب نوع آخر" حديث (1130).

 

وحديث عائشة رضي الله عنها ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ...))؛ أخرجه مسلم (487)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب الصلاة" "باب: ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده" حديث (872)، وأخرجه النسائي في "كتاب التطبيق" "باب: نوع آخر منه"، حديث (1047).

 

شرح ألفاظ الأحاديث:

• ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ)): دقه: بكسر الدال وتشديد القاف المفتوحة؛ أي: دقيقه وصغيره، وجِلَّه: بكسر الجيم وتشديد اللام المفتوحة؛ أي: عظيمه.

 

• ((وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ))؛ أي: ما كان في أول العمر وآخره، والمراد بهذه العبارات: ((وعلانيته وسِرَّه)) التأكيد لقوله: ((ذنبي كله)) وإرادة الإحاطة والشمول.

 

• "يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ"؛ أي: يعمل ما أُمر به فيه، ويدل على هذا المعنى الرواية في الباب، قالت عائشة رضي الله عنها: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ نَزَلَ عَلَيْهِ: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1]، يُصَلِّي صَلاةً إِلَّا دَعَا أَوْ قَالَ فِيهَا: "سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي".

 

• "يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ"؛ أي: في الفترة بين نزول سورة النصر وبين موته صلى الله عليه وسلم.

 

• "الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا تَقُولُهَا؟"؛ أي: أراك تقولها حديثًا.

• ((جُعِلَتْ لِي عَلامَةٌ فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا)): العلامة هي فتح مكة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى.

 

أمره الله تعالى في سورة النصر بالتسبيح المقرون بالاستغفار إذا فتح الله عليه مكة، فقال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3]، فصار النبي صلى الله عليه وسلم بعدها يكثر من قول: ((سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)).

 

• "فَالْتَمَسْتُهُ"؛ أي: بحثت عنه باللمس، وفي الرواية الأخرى: "فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ": التحسُّس البحث بإحدى الحواس إما بسماع الصوت أو النفس أو باللمس في نواحي البيت، فلما لم تجده رجعت إلى مكان النوم.

 

• ((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ)): استعاذ بالضد من ضده؛ لأن الرضا ضد السخط، والمعافاة ضد العقوبة، فلما صار إلى ما لا ضدَّ له وهو الله تعالى استعاذ به منه؛ أي: أستعيذ بالله من عقوبة الله.

 

قال الخطابي: "في هذا الكلام معنى لطيف، وهو أنه قد استعاذ بالله، وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدَّان متقابلان، وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة.

 

فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله سبحانه وتعالى، استعاذ منه لا غير، ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه"؛ [معالم السنن (1/214)].

• ((لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ))؛ أي: لا أطيقه ولا أحيط به.

 

• ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ)): بضم السين والقاف، وقد يفتحان، والضم أفصح وأكثر [انظر: شرح النووي (4/427)]، سبوح؛ أي: أنت المسبَّح؛ أي: المنزَّه والمبرَّأ من كل عيب ونقص، وقدُّوس؛ أي: المُطَهَّر من كل ما لا يليق.

 

• ((رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ)): المراد بالروح جبريل، عطفه على الملائكة، وهذا من باب عطف الخاص على العام، وذكر جبريل بمفرده لفضله على سائر الملائكة.

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الأحاديث دليل على مشروعية قول المصلِّي في ركوعه وسجوده هذين الذكرين:

1- ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)).

2- ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ)).

 

وأنه يُشرع للمصلِّي في سجوده من الدُّعاء:

• ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ)).


• ((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)).

 

الفائدة الثانية: قوله: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ)) دليل على مشروعية تأكيد الدعاء، وتكثير ألفاظه الموحية بتمام الافتقار، وإن أغنى بعض الألفاظ عن بعض، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مفتقرٌ إلى مغفرة الله.

 

قال النووي رحمه الله: "وأما استغفاره صلى الله عليه وسلم، وقوله: ((اللهم اغفر لي ذنبي كله)) مع أنه مغفور له، فهو من باب العبودية، والإذعان له، وإظهار العبودية والشكر، وطلب الدوام، أو الاستغفار عن ترك الأولى أو التقصير في بلوغ حق عبادته مع أن نفس الدعاء هو عبادة"؛ [عمدة القاري شرح صحيح البخاري (6/96)].

 

قال شيخنا العثيمين رحمه الله: "لو قال: (اغفر لي ذنبي) لكفى عن هذا التفصيل؛ لكن قال صلى الله عليه وسلم: ((ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ)) والبسط في الدعاء والتفصيل فيه فائدتان:

الفائدة الأولى: استحضار الإنسان لهذه الأحوال التي يقع فيها الذنب.

 

والفائدة الثانية: كثرة مُناجاة الله عز وجل، أو طول مناجاة الله سبحانه وتعالى، ولا شكَّ أن الحبيب مع حبيبه يحب أن يطول معه المناجاة؛ ولهذا تجد الحبيب مع حبيبه لو بقي ساعات طويلة وهو يحادثه ما مَلَّ.

 

فإن قال قائل: هل يستفاد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يُذنب؟

فالجواب: نعم؛ لكنه لا يُقَرُّ على الذنب، وأيضًا هناك ذنوب لا يمكن أن تقع منه ومن إخوانه من الأنبياء عليهم السلام"؛ [التعليق على مسلم (3/243)].

 

الفائدة الثالثة: الأحاديث دليل على مشروعية الدعاء في الركوع من المأثور لقوله: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي))، وإن كان الدعاء في السجود أكثر لما تقدَّم من الأمر بالإكثار والاجتهاد فيه بالدعاء، بخلاف الركوع، فالكثير فيه تعظيم الرب جل وعلا كما تقدَّم.

 

الفائدة الرابعة: الأحاديث دليل على لطف الله تعالى بنبيِّه صلى الله عليه وسلم بأمره بالتسبيح والاستغفار مبينًا له علامة أجله، وامتثال النبي صلى الله عليه وسلم بإكثاره من قول: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)) في ركوعه وسجوده، وفيها بيان معنى سورة النصر والفتح الذي فيها وأنه فتح مكة.

 

قال العيني: "وهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل بما أمر به في قول الله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ﴾ [النصر: 3] على أحسن الوجوه، فإن قلت إتيانه بهذا في الركوع والسجود، ما حكمته؟ قلت: أما كونه في حال الصلاة؛ فلأنها أفضل من غيرها، والله تعالى أعلم" [عمدة القاري (6/69)].

 

الفائدة الخامسة: قول عائشة رضي الله عنها: "فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ" استدلَّ به من يقول إن مس المرأة لا ينقض الوضوء، وهو قول الحنفية خلافًا للشافعية الذين قالوا بالنقض مطلقًا، والمالكية والحنابلة الذين فرَّقوا بين المس الناقض للوضوء، وهو ما إذا كان بشهوة، وبين غير الناقض ما إذا كان المس بلا شهوة؛ [انظر: بدائع الصنائع (1/132)، والفقه المالكي (1/89)، والمجموع (2/21)].

 

والأظهر والله أعلم عدم النقض مطلقًا؛ لحديث الباب، ولأن الأصل بقاء الطهارة فلا تنتقض إلا بدليل، ولا دليل صحيح صريح على هذا، وأما قوله تعالى: ﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ [النساء: 43]، فالمقصود به الجماع كما فسَّره ابن عباس، واختاره ابن جرير، وتفسيره مقدم على تفسير غيره.

 

أما قول الشافعية بالنقض مطلقًا فهو أضعف الأقوال، قال ابن تيمية: "إذا مسَّ المرأة لغير شهوة، فهذا مما علم بالضرورة أن الشارع لم يوجب منه وضوءًا، ولا يستحب الوضوء منه"؛ [الاختيارات صــــــ (18)].

 

والصواب كما تقدم عدم النقض مطلقًا وهو اختيار ابن تيمية، والشيخين ابن باز وابن عثيمين واللجنة الدائمة؛ [انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (12/222)، وفتاوى ابن باز (10/134)، وفتاوى ابن عثيمين (1/286)، والممتع (1/240)، وفتاوى اللجنة الدائمة (5/266)].

 

قولها:"وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ" دليل على مشروعية نصب القدمين عند السجود، وأما أصابع القدمين فالسنة أن يستقبل بأطرافهما القبلة؛ لحديث أبي حميد عند البخاري قال: "أنا أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..." وفيه: "فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأصابع رجليه القبلة".

 

الفائدة السادسة: الحديث دليل على مشروعية حسن اختيار ألفاظ الدعاء بما يناسبه؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، ودعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته ومفعولاته أفضل من الدعاء المباشر المجرَّد من الثناء أو ما يناسبه، وفي حديث الباب الاستعاذة بالضد من ضده، وفي هذا مراعاة للمناسبة في الدعاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ)).

 

الفائدة السابعة: الحديث دليل على أن العبد مهما بلغ من العبادة والمنزلة عند الله تعالى، فإنه لا يستطيع أن يحصي الثناء على الله، ويأتي بما ينبغي لله تعالى، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ))، فمن دونه من باب أولى، وعلى العبد أن يثني على الله بما يستطيع، ويفوِّض الأمر لله تعالى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)).

 

الفائدة الثامنة: الحديث دليل على مشروعية إخفاء العمل حتى عن أقرب الأقربين؛ كالزوجة مثلًا، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب انسلَّ من فراشه، وبدأ تعبُّده لله تعالى دون أن تشعر به عائشة رضي الله عنها على وجه الاختفاء حتى افتقدته.

 

الفائدة التاسعة: الحديث دليل على ما فطر الله تعالى عليه النساء من الغيرة، ووجهه أن عائشة رضي الله عنها مع ما هي عليه من الكمال ظنَّت أن النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه حين فقدته، فلما علمت قالت: ((بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؛ إِني لَفِي شَأْنٍ، وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ))، وهذا من حسن تعامُلها بعد تبيُّن الصواب لها.

 

الفائدة العاشرة: الحديث دليل على حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، ووجهه: أنه لم يُعنِّف عائشة رضي الله عنها على تحسُّسِها ومتابعتها وظنِّها؛ بل قدَّر ذلك، وفي الحديث الآخر عند البخاري سيأتي بإذن الله حيث ضربت القصعة التي جيء بها من بيت النبي صلى الله عليه وسلم الآخر وانكسرت، اعتذر النبي صلى الله عليه وسلم لغيرتها ولم يُعنِّفْها؛ بل قال: ((غارتْ أمُّكُم))، وعليه فالغيرة من الفطرة، وليست من الحسد الممنوع كما ذكر شيخنا العثيمين رحمه الله؛ [انظر: التعليق على مسلم(3/250)].

 

الفائدة الحادية عشرة: الأحاديث دليل على كثرة تعبُّد النبي صلى الله عليه وسلم لربِّه ودعائه والثناء عليه؛ حيث ذكرت عائشة رضي الله عنها كيف كان يُكثِر النبي صلى الله عليه وسلم من قول: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي))، وأيضًا دعاءه في السجود، وهكذا ينبغي للمؤمن في علاقته مع ربِّه عز وجل.

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الصلاة)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التسبيح في الركوع والسجود
  • النهي أن يسبق الإمام بالركوع والسجود
  • تسبيحتا الركوع والسجود
  • قراءة القرآن في الركوع والسجود
  • أحاديث في صفة السجود
  • تفريج الأصابع في الركوع
  • الركوع والسجود يحطان الخطايا

مختارات من الشبكة

  • حكم الدعاء في الركوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب عمدة الأحكام (وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود 2) الحلقة السادسة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • شرح كتاب عمدة الأحكام (وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود 1) الحلقة الخامسة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • حكم الركوع والسجود قبل الإمام(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • زيادة لفظ "والشكر" عند الاعتدال من الركوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الركن السادس من أركان الصلاة .. الطمأنينة في الركوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل هناك فرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • دعاء القنوت في الوتر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرفع من الركوع وأحكامه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب