• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات
علامة باركود

(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون): منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه

(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون): منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه
أ. د. فؤاد محمد موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2018 ميلادي - 27/3/1440 هجري

الزيارات: 446849

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]

منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلة أبنائه

 

من المشكلات التي تؤرِّق كثيرًا من الأسر: ما يُسببه الشباب مع الآباء من مشكلات قد تَعصف بالأسرة وبمستقبل هؤلاء الشباب، وقد تفشَّت هذه الظاهرة في الوقت الحاضر بشكل كبير، خرَج فيه الشباب عن طَوع الآباء، بل قد يخرج بعضهم عن ارتباطه بأسرته، والأكثر من ذلك ما قد يحدث من عداء بينهم.

 

وتَنبع هذه المشكلات في الأصل من الفجوة في التصور والتفكير بين الأهل والأبناء؛ إذ يعتقد الشباب في هذه المرحلة العمرية أنهم في سنٍّ تُمكنهم من اتخاذ قراراتهم الشخصية والاجتماعية بأنفسهم دون مساعدة الأهل، بينما لا يرضى الأهل بإعطائهم حريةَ الاختيار والتصرف.

 

وتزداد مشكلة الانحراف في التصور والانحراف في الخلق، والانحراف في التفكير - لدى كثيرٍ من الشباب، بسبب كثيرٍ من وسائل الإعلام - لا كل وسائل الإعلام - التي ضاعت فيها الأخلاق وفسَدت فيها العقائد؛ حيث تعرض المشاهد الإباحية والأفكار الفاسدة، وليس لدى الشباب الرصيد الكافي من الخبرة، أو ليس عنده رصيد أصلًا في أن يدفع نفسه بعيدًا عن ذلك، أو يُبيِّن زيفه.

 

هذه الفَجوة التي يصل فيها قول الأبناء: "إن آباءَهم كانوا يعيشون في عصور بالية، لا تناسب عصرهم وتقدُّمهم الآن": ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].

 

وإذا عرَضنا مثل هذه المشكلات على كتاب الله: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، نجد المشكلة والحل في سورة يوسف عليه السلام.

 

ولا شك أن الإسلام يحل جميع المشاكل، فالإسلام إذا طُبِّق تطبيقًا صحيحًا، فإنه لا تبقى معه مشكلة في الحياة، ومن ذلك مشاكل الشباب في هذا العصر.

 

إن المتأمل في سورة يوسف عليه السلام، لَيَجِدُ العجب العجاب في قصة يوسف وإخوته وأبيهم، هذه القصة يرويها لنا ربُّ العزة؛ لنتعلم منها، ونفهَم طبيعة الحياة التي خلقها الله، وما بها من نواميس، ويعلِّمنا الله كيف يكون منهجه في التعامل معها؛ لذلك كان قوله عز وجل في سورة يوسف: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وقوله:﴿ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِي ﴾ [يوسف: 7].

 

ونحن في هذا المقال لا نسرد القصة أو نفسِّر الآيات، ولكننا سنتوقف عند بعض المواقف من القصة، نتأمل من خلالها كيف كان منهج نبي الله يعقوب عليه السلام في التعامل مع مشكلته مع أبنائه، هذه المشكلة التي قد نرى جوانبَ منها في كثير من الأُسر المسلمة في وقتنا الحاضر، والتي قد تؤرِّق مضاجع الأسرة، ثم نبحث لها عن حلول عند المتخصصين في علوم النفس والاجتماع وما إلى ذلك.

 

مشكلة نبي الله يعقوب عليه السلام مع أبنائه الكبار:

هيَّا بنا لنرى مشكلة نبي الله يعقوب عليه السلام مع أبنائه الكبار، عشرة أبناء في ريعان الشباب والفتوة، هؤلاء الشباب قد عبروا عن تصوُّرهم لمشكلتهم مع أبيهم بقولهم: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8].

 

هذا التصور الذي عبَّر عنه هؤلاء الأبناء عن أبيهم بالقول: ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 8]، وهو نبي مرسل من رب العالمين.

 

هل نرى فظاعة هذا التصور الذي لا يتقبله أيُّ أبٍ من أبنائه، وبُعدَ الهُوة بينهما؛ مما يدل على ضخامة هذه المشكلة؟ ومما يؤكد عمق هذه المشكلة في نفوس هؤلاء الأبناء، ما فكروا فيه بقولهم بعد ذلك: ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ﴾ [يوسف: 9].

 

ثم تزداد المشكلة فظاعةً في تصرُّف إخوة يوسف بحِيلتهم الماكرة للانفراد بيوسف، ثم إلقائه في الجب للتخلص منه بدلًا من قتله، وتبرير اختفائه لأبيهم بأن الذئب قد أكلَه: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ * قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ * فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَجَاؤُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 11 - 18].


إن حقد القلوب ولَّد كلَّ هذه التصرفات لدى إخوة يوسف لمجرد شعورهم بحب أبيهم لأخوَيْهم الصغيرين، وهذا قد يحدث في كثير من الأُسر.

 

وهذا ما كان يخشاه يعقوب عليه السلام وحذَّر منه يوسفَ: ﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف: 5].


وقد ظل هذا الحقد متوقدًا في قلوب هؤلاء الفتية عشرات السنين؛ إذ كان ردُّهم على يوسف بعد أن وضع السقاية في رحل أخيه: ﴿ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 77].

 

بل ظل اتهامهم لأبيهم بما لا يليق: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف: 85]، ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ﴾ [يوسف: 95].


هذه المشكلة في بيت النبوة، بيت يعقوب عليه السلام، وهذا كان مختصرًا لها نستشفه من كتاب الله الذي أرسله إلينا نتعلم منه.

 

منهج يعقوب عليه السلام في التعامل مع تصرفات أبنائه:

ولكن كيف كان تصرُّف يعقوب عليه السلام حيال هذه المشكلة على مدار عشرات السنين؟!

إنه العجب بالنسبة إلينا، فلم يَرِدْ في سرد القرآن الكريم لهذه المشكلة أن يعقوب عليه السلام قد بادر بعقاب أبنائه الشباب المندفع في فعله وتصرفاته بأي عقاب بدني أو لفظي، أو بالإبعاد عنه، أو بأي شكل من الأشكال، كما قد يفعل الآباء الآن، إنما كان كلُّ ما ذكره لنا كتاب الله في تصرف يعقوب عليه السلام، هو قوله: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18].

 

وقد تكرر هذا القول مرتين بينهما عشرات السنين، الأولى: عندما ذكر له أبناؤه أن الذئب قد أكل يوسف، والأخرى: عندما ذكروا له أن أخاهم بنيامين قد أخذه ملك مصر، وفي هذه المرة قال: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 83].


هذا هو منهج يعقوب عليه السلام في الرد على تصرف أبنائه، فيه عتاب رقيق مهذب، بل في قمة التهذيب: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ﴾، فليس فيه تجريح ولا توبيخ لأشخاصهم، كما يفعل الكثير من الآباء مع أبنائهم عند قيامهم بتصرفات غير لائقة.

 

ثم يعقُب هذا القولَ: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾، لم يقل: فصبر فقط، بل جميل أيضًا، ما أحلى هذا! إنه صبر من نوع خاص، إنه جَمِيلٌ، فهل لنا أن نتعلم ذلك ونُمارسه مع أبنائنا في مثل هذه المواقف؟!

 

ثم يختم هذا بالاستعانة بالله: ﴿ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ .

الله، الله، إنه الملاذ في كنَفِ الرحمن، ورضا نفس، تشعر النفس معه بالراحة والطمأنينة والسكينة، رغم المصاب الجلل.

 

وفي القول الآخر: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾: إنه الاعتقاد الراسخ في تحقيق لَمِّ شمل الأسرة بعد هذا الفراق، والأمل في الله والثقة في رحمته.

 

إن يعقوب عليه السلام بشر يعاني مما يعاني منه غيرُه من هذه المشكلة: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84]، ولكنه يلوذ بكنَفِ الله ويناجيه: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86].

 

إن اللجوء إلى الله والاستعانة به، بل إن الشكوى إلى الله لا إلى غيره، هي من صلب العبادة والتوحيد، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأبناء الشباب هم الذين سببوا هذه المشاكل وهم الذين قاموا بها، فإن يعقوب عليه السلام يدعو أبناءه للقيام بحل هذه المشاكل: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


وهي وسيلة ناجحة لإصلاحهم، وفي نفس الوقت يدعوهم لعدم اليأس، وأن الأمر بيد الله: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


فتوجيهات يعقوب عليه السلام لم تنقطع لأبنائه طول هذه المشكلات، وتذكيرهم بالله: ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ * قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 64 - 66].

 

بل كان يُشعرهم بحبه لهم وخوفه عليهم رغم ما فعلوه، وكان هذا جليًّا في قوله لهم عند دخول مصر: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].


مدى نجاح منهج نبي الله يعقوب عليه السلام في التعامل مع تصرفات أبنائه:

إن معاملة نبي الله يعقوب لأبنائه بهذا المنهج طول هذه السنين، كان نهايته اعترافهم بأخطائهم فقالوا لأخيهم يوسف: ﴿ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91].

 

ثم طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 97، 98].

 

وهذا هو ما قاله آدم عند توبته: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

وأيضًا ما قاله ذو النون عند توبته: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

 

وقد أشاد الله بمنهج نبي الله يعقوب لأبنائه؛ حيث قال: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 132 - 134].

 

هذا منهج التعامل مع الشباب، يحتاج إلى الصبر والاستعانة بالله، والدعاء لهم بالهداية، مع استمرار التوجيه دون تنفيرٍ, وعدم القسوة عليهم؛ حتى لا يزداد نفورُهم؛ لأن هذه القسوة تقوي الشيطان عليهم، بل قد يهربوا إلى مَن يقودهم من شياطين الإنس، ويجب ألا ينتابنا اليأس من الأخذ بأيديهم مهما طال الزمن، ولنُحسن الظن بالله في صلاحهم: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (وجاؤوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
  • فصبر جميل
  • { أتصبرون } كلمة لك من رب العالمين

مختارات من الشبكة

  • أنواع الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حياة المؤمن بين صبر وشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصبر (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان شهر الصبر (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صبر المرأة المسلمة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصبر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وبشر الصابرين: أنواع الصبر - ما يهون المصائب - ثمرات الصبر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الصبر (واستعينوا بالصبر والصلاة)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • من أقسام الصبر .. صبر البدن(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر ودعاء
د. محمد عيسى - مصر 05-08-2022 05:25 PM

شكر الله لكم أستاذنا العالم القدير ما تقومون به من توضيح منهج الإسلام في تربية الأبناء وتزكية نفوسهم
بارك الله عملكم وحقق مبتغاكم وتقبل منكم
ونسأل الله لأولادنا الهداية والرشاد، إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب