نحن وهم (قصيدة)

أ. محمود مفلح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2022 ميلادي - 16/6/1443 هجري

الزيارات: 7743

نحن وهم

إذا كانَتْ جِراحُ الناسِ تخبو

فإنَّ جراحَنا أبدًا تفورُ

وإنْ كانَتْ همومُهُمُ رمادًا

فإنَّ همومَنا الصُّغرى سفيرُ

أيحكُمُ في قضيَّتِنا بليدٌ

ويُرشِدُنا لغايتِنا ضريرُ؟!

ونبقى في الحياةِ بلا لسانٍ

وقد نطقَتْ بحاجتِها الحميرُ

ندورُ متى يقولُ الغربُ دوروا

وإنْ رغبُوا الثباتَ فلا ندورُ

ومِنَّا من يرى في الخيشِ خَزًّا

ومِنَّا من يضايقُهُ الحريرُ

وتُعْوِزُ بعضَنا قطراتُ ماءٍ

وتُغرِقُ بعضَ سادَتِنا الخمورُ

وسُكْنى بعضِ أُمَّتِنا قبورٌ

وسُكْنى بعضِ أُمَّتِنا قصورُ

وما زالَتْ تؤرِّقُنا سفوحٌ

وما زالَتْ تُهدْهِدُنا بُدورُ

أننسى في دروبِ القدسِ ليلى

وليلى تستغيثُ وتستجيرُ؟

أننسى أعينَ الليمونِ ترنو

وأعشاشًا تَحِنُّ لها الطيورُ؟

محالٌ أنْ نقولَ لقد نسينا

وأنْ تُمحَى بمحنتِنا السطورُ

لئِنْ متْنَا فإنَّ لنا قبورًا

ستمشي نحوَ "ديرتِنا" القبورُ

رجالًا أصبحَ الأطفالُ فينا

وفي يومِ اللقاءِ لهم زئيرُ

كأنَّهمُ من الصَّوَّانِ قُدُّوا

وفي قَسَماتِهم ألقٌ ونورُ

فلا تعجَبْ وليسَ لهم رصاصٌ

إذا وقعَتْ على الموتِ الصدورُ

نَعَم ثارُوا وعدَّتُهم حجارٌ

ونحنُ القاعدينَ متى نثورُ؟

نعَم ثارُوا وكلُّهُمُ جِياعٌ

ونحنُ المتخمينَ متى نثورُ؟

دماؤُهُمُ على الطرقاتِ مِسْكٌ

ويمضي للعبيرِ بِكَ العبيرُ

قَبِلْنَا بالحلولِ وأنكرُوها

وقالُوا إنَّهُ العارُ الكبيرُ

وقبَّلْنَا الأكُفَّ لقاءَ سلمٍ

حقيرٍ ساقَهُ الرجلُ الحقيرُ

وضيَّعْنا الأمانةَ والأماني

فلا زحفٌ هناكَ ولا "عُبورُ"

وماذا يحكمُ الشهداءُ فينا

غداةَ غدٍ إذا انتَفَضَتْ قُبورُ؟!

دماءٌ قد نسينَاها ليبقى

لنا شاهٌ همامٌ أو أميرُ؟

على أنقاضِ أَرملةٍ وكوخٍ

تَشامَخَ ذلكَ القزمُ الأجيرُ

ولكنَّ الرجالَ هناكَ قالوا

لنا: كفُّوا فقَدْ فُطِمُ الصغيرُ

فإنَّ الغانياتِ لها مهورٌ

وندري كيفَ تُنْتَقَدُ المهورُ

فهذا الزرعُ ليسَ لهُ نظيرٌ

وحاشا أن يكونَ لهُ نظيرُ؟

بماءِ الذكرِ يُسقى كلَّ يومٍ

وفي أحضانِهِ تنمو البذورُ

يظنُّ بنو الصهاينةِ الأفاعي

بأنَّ الجيلَ ليسَ له جُذورُ

يعيشُ على فُتاتِ الغربِ حتَّى

إذا هبَّتْ رياحُهُمُ يطيرُ

وإنَّ مُناهُ راقصةٌ وكاسٌ

بها تُفدى العشيرةُ والعَشيرُ

ألا خسئُوا فإنَّ الجيلَ جيلٌ

على تكبيره بدأَ النفيرُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي