• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمد بريش / لقاءات
علامة باركود

حوار مجلة تواصل مع د. محمد بريش (PDF)

د. محمد بريش

عدد الصفحات:9
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 7/4/2014 ميلادي - 6/6/1435 هجري

الزيارات: 13767

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

د. محمد الرجراجي بريش خبير غير متفرغ لمنظمة الأسيسكو:

أحد أسباب أزمة الثقافة العربية الانبهار بصورة الآخر


أجرى الحوار: محمود بن عبدالله العبري

في حديث الخبرات نستضيف الدكتور المهندس محمد بريش مدير مشروع تطوير التعليم الديني بوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة والخبير غير المتفرغ لدى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأسيسكو) ونبحر معه في تجربته الثقافية والعلمية عبر المنظمات الدولية والاقليمية في هذا الحوار الشيق:

الملاحظ أنكم مثقف متعدد الاهتمامات، متنوع التخصصات! هل هذا التعدد والتنوع من وجهة نظركم صفة لصيقة بخبراء استشراف المستقبل؟

الإنسان نتاج بيئته، وعطاء من أشرفوا على تربيته، وساهموا في تعليمه وتأهيله.

 

فمن العادات السائدة في مجتمعات المغرب العربي أنهم حينما يحتكون بشخص متميز بحسن الخلق وطيب التعامل يثنون عليه ويرددون عبارة "الله يرحم من رباه"، وإن لمسوا لديه علمًا وحكمة رددوا هذ الدعاء "الله يرحم من أقرأه".

 

فهم حين الثناء يلهجون بالدعاء، وهذا إيمان راسخ بالمصدر الأساس للنعم وهو الله جل علاه. بل نلاحظ أنهم في دعائهم الأول ينسبون حسن الخلق وجميل التعامل إلى الأصل الذي أشرف على التربية والرعاية، أي إلى الأسرة الراعية ممثلة بالأب والأم أو من يقوم مقامهما. وفي دعائهم الثاني ينسبون ثمرة العمل إلى الأصل الذي علم وأشرف على التعليم من شيوخ وأساتذة. وفي كل ذلك تنويه ضمني بالمتعلم إذ تجلت فيه الثمرة، وإشادة بمن خضع للتربية إذ تحلى بمحاسنها وجمال أثرها. بل في كلامهم أقوى الدلالة على استحالة جودة الفرع دون طيب الأصل، وأن من سلامة الذوق التنويه حين جني الثمار بالزارع قبل الحاصد.

 

فتعدد الاهتمام وتنوع الاختصاص لدى كل رد يكون عادة من نتاج البيئة وأحضان العناية وأكناف الرعاية. فأنا رجل شاء قدر الله عز وجل أن يكون ميلادي في المخاض الأخير لعمليات النضال من أجل استقلال المغرب، وعمري آنذاك بضعة أشهر؛ حيث صادف عيد ميلادي الثالث الفرحة العارمة التي عمت المغرب بعيد الاستقلال من الاستعمارين الفرنسي والإسباني.

 

أقول ذلك لأخلص إلى أنه لما كانت أسرتي من الأسر المشاركة في المقاومة في الجنوب، فإنني كنت في عينيها غداة الاستقلال مشروع الفتى الذي ينشد مثله المغاربة الأحرار ليشكلوا به وبأقرانه القطيعة الكلية مع العهود المظلمة من الاحتلال. ولهذا لم تبخل لا الأسرة ولا المجتمع -في حدود المتاح- في بذل الجهود الطاقات، والإصرار على التربية وفق المبادئ الإسلامية والمقومات الوطنية.

 

لم يخل الأمر من عقبات ونواقص، لكن كان الحماس في المجتمع قويًّا، والنيات في مجملها صافية، والعقبات الإجرائية شبه منعدمة، رغم تواضع البنية التحتية، وضعف ملموس في الأدوات والمناهج التربوية.

 

علمت من بعد -عبر البحث والدراسة- أن المرحلة كانت سياسيًّا واجتماعيًا قاسية، شكلت منعطفًا تباينت فيه الآراء والأفكار والتوجهات، وطرحت فيه بحدة المبادئ الأربعة التي أريد لقطاع التعليم والتربية أن ينطلق منها ويرتكز عليها: المجانية (بمعنى الأولوية للمدارس العامة قبل الخاصة)، والتعميم (بمعنى التعجيل ببرنامج إنشاء وبناء للبنية التحتية يجعل مؤسسات التعليم على مختلف أنواعها تعم المغرب كله مدنه وقراه)، والمغربة (بمعنى مغربة الإدارة وهيئات التدريس، والقطيعة مع التعاون الأجنبي المكثف)، والتعريب (أي التدريس أساسًا بالعربية بدل الاستمرار بالفرنسية).

 

أنا لا أريد أن أبتعد عن سؤالك، ولا أن أسرد سيرة ذاتية، ولكنني أريد أن أركز على أن البيئة والمناخ الاجتماعي والمحضن الأسري، وقبله وبعده العناية الربانية والتوفيق الإلهي، هي عوامل أساسية في صياغة الشخصية والهوية، وتحديد الاهتمامات الفردية والجماعية، والترغيب في نوع من التخصصات وتحصيل معارف ومعلومات، أيًا كان المرء وأيًا كان موقعه وأصله.

 

فأنا ألمحت بإيجاز إلى تلك العناصر المذكورة آنفًا لأشير إلى أن المؤسسة التربوية غداة الاستقلال، وطيلة ثلاثة عقود ونيف، من الابتدائي إلى الجامعي، كانت حقلًا سياسيًّا مهيئًا للتسخير من حين لآخر لفائدة صراع مرير عاشه المغرب في العهود الأولى من استقلاله بين مختلف الفئات السياسية، أسه الاختلافات حول المبادئ السابقة وأولوياتها ومناسبتها للظرف الاجتماعي القائم، والتصور السياسي الملائم، مما أضر من وجهة نظري بالنهوض الكبير بالتعليم، وإن لم يخل من فوائد ومكتسبات.

 

دخلت المدرسة مبكرًا وأن ابن خمس سنين بحكم وجاهة الأسرة في المقاومة، وهو أمر كان غريبًا وغير معتاد في ذلك العهد (سنة 1958)، إذ معي في الصف تلامذة يقاربون البلوغ، وقضيت المراحل الأولى من التعليم في مناخ تربوي شديد الحماس، لكن في بعض الجوانب غامض الوجهة، وفي بيئة اجتماعية متطورة، لكن في بعض المناحي صاخبة. وواقع اجتماعي واقتصادي وثقافي وتربوي –رغم ما قد يعتريه من سكون- ساحاته حبلى بالتقلبات والمفاجئات.

 

كل ذلك كان باعثًا لمثلي على التساؤل منذ الصغر، محفزًا على التفكير المجتمعي قبل مراحل النضج الطبيعي، مروضًا على الاستشراف المبكر رغم استحالة استيعاب مناهجه وأدواته بدقة في تلك السن.

 

هل نفهم من هذا أن الحس المستقبلي ينشأ لدى المرء مبكرًا؟

قد يكون ذلك صحيحًا إلى حد كبير. فهناك مواقف عدة تدعو المرء في صباه وطفولته إلى أن يتساءل عن الغد المنشود، ويستفسر عن أسباب ودوافع ما يلحظه من المستقبل المفقود. فأنا لا أختلف عن الفتى المعاصر مثلًا الذي فتح عينيه مدللًا في سنوات النهضة الهادئة والواعدة في هذه الديار الخليجية الطيبة، ليقف مندهشًا أمام أحداث الاحتلال الغاشم للكويت، ثم حائرًا أمام الاحتلال الظالم للعراق، متسائلًا عن أسباب ودوافع وآثار الهزات والتقلبات التي رمت بظلالها على المنطقة منذ فتنة الحادي عشر من سبتمبر، إلى العدوان على غزة، مرورًا بالأزمة العالمية الخانقة الحالية، سواء كان قريبًا أو بعيدًا عن ساحة الصراع! كل هذه الأحداث أفرزت وستفرز في الغد القريب خبراء الإستراتيجية والاستشراف، لأنهم إلى جنب الاغتراف من حقول المعرفة والتمرن عبر الممارسة والتجربة؛ أصروا على أن يكونوا أبناء أعزاء لبيئتهم، مستوعبين لهموم واقعهم، أوفياء لطموحات شعوبهم وجهود أوطانهم.

 

لكن ما سر جمعك بين التخصص التقني الدقيق والتأهيل الشرعي العتيق؟

سر ذلك مرة أخرى في البيئة والمناخ، والرعاية الأسرية، وسير الحياة الاجتماعية. فلقد أمعن الاستعمار كما هو العهد به في تهميش اللغة العربية والدرس الشرعي، وبالغ في ترسيخ الثقافة الفرنسية، يساعده في ذلك فرنسة الإدارة والاقتصاد والقضاء؛ حيث استمرت لسنوات آثار ذلك غداة الاستقلال.

 

في هذا المناخ رأت العائلة، وخاصة الوالدة حفظها الله، أن أدخل إلى التعليم العصري المزدوج (فرنسي مطعوم بالعربية) نظرًا لتعميمه، وأن أحرص بشكل مواز على متابعة التعليم الشرعي، والمسمى عندنا بالعتيق، عبر التلمذة اليومية على يد شيوخ علماء وحفظة نجباء كان لهم الفضل في ترسيخ علوم القرآن والعربية والفقه في ذاكرتي منذ الصغر.

 

كما ساهم نظام تناوب أفواج الطلبة في المدرسة العصرية بين صباح ومساء بفعل الاكتظاظ وضعف البنية التحتية والإقبال الكثيف على التعليم غداة الاستقلال من التفرغ صباحًا للمدرسة العصرية ومساء للمدرسة الشرعية، أو العكس حسب الفصول والسنة، وقبولي في المدرسة العصرية ضمن فوج الصباح أو المساء.

 

ورغم الإرهاق الذي يحسه من تابع النظامين بدقة، فلقد يسر الله سبحانه لي أساتذة حببوا إلي اللغة العربية والأدب والبلاغة وحب العلم والبحث العلمي، فلم أشعر بالأرق إلا قليلاً.

 

كنت الذكر الأول بعد ثلاث بنات، فكانت الأسرة كما جرى العرف في المجتمع تشعر بالفخر حين أحفظ السورة من القرآن، أو أنشد نشيدًا من ديوان الحماسة الوطنية في جمع عام. كل ذلك كان حافزًا لي على حب العلم والعلماء. فقد كان لنا احترام خاص للأستاذ في المدرسة العصرية. وعناية إلى درجة التبجيل للشيخ العالم في المدرسة الشرعية. كان لدينا بمثابة القدوة نقبل يده حين قدومه وحين ذهابه، ولهيبته لم نكن نجرأ على كثرة سؤاله، سواء الشيخ المحفظ للقرآن، أو صنوه المدرس للعربية والبلاغة. وكنا نرى في حسن هندامهما وصادق تدينهما وحليم سمتهما وجميل نظامهما باعثًا قويًّا على المواصلة والمثابرة، والتشبه بهما في التعامل والتصرف.

 

وقفت عند هذه التفاصيل لأن إبانها رسخ في الذهن الارتباط بين الثقافة والعلم، وانغرس في القلب انصهار الحضارية بالقيم. لك أكن أومن مثل العديد من أقراني بأن سر تخلف بلداننا العربية والإسلامية هو في ضعف الصناعة والبحث العلمي، ولكن كنت أرى أن من العبث أن يوصف من هو خارج حلبة السباق بالمتخلف. فالأليق أن يقال المتفرج، أو المنصرف. إذ سر تخلفه هو أساسًا في عدم حضوره وتغيبه شبه العمد عن ساحة التنافس. فكيف نفسر تعطل الدوائر الأوروبية حين الحرب العالمية وضعف سرعة سيرها وعدم لحاقه بها ولو يسيرًا إلا بكنه لم يسابقها ولا تحمس ولا أعد أصلًا لسباق!

 

ربما أدركت ذلك مبكرًا لدراستي بشكل متواز في مدرستين مختلفتين متكاملتين. فلقد كان جليًا أمامي بالممارسة رغم سن الطفولة حاجة المدرسة العصرية لذوق اللسان وقوة البيان ولين الجناح والحلم، وحاجة أختها الشرعية لأدوات ونظام الإدارة المعاصرة ومبتكرات حديث العلم.

 

في تلك السن المبكرة، وبفضل ما سخر الله لي من أساتذة في المدرستين على اختلاف في الفصول، أدركت العلاقة الوطيدة بين العلم واللغة، وبين البرهان وطلاقة اللسان، ولمست عن قرب ودون وعي عميق وقتها متين الروابط بين ما يدعى بالعلوم الحقة والعلوم الاجتماعية، وارتباط الجميع بالعلوم الإنسانية والسلوكية.

 

تخصصت في الهندسة المدنية، حبًا في الجمال والفن، وتميزت في بناء الطرق والجسور، فبدأت حياتي المهنية محافظًا للأشغال العامة بالجنوب، ثم بالعاصمة الرباط في قطاع الطرق والمواصلات، في مرحلة كان المغرب فيها بعد عشرين سنة من الاستقلال يعمل جادًّا على تنفيذ برنامج خاص للتنمية رصدت له الأموال وجند له الرجال.

 

ساهم البحث في فك العزلة عن القرى النائية في المناطق الجبلية وربطاه بشبكة الطرق الرئيسية وتشييد البنى التحتية من موانئ وسدود ومنشآت من اهتمامي بالشأن المجتمعي، وخاصة منه الجوانب الدينية والثقافية والحضارية، ومدى تأثرها وتأثيرها في المبتكرات العلمية والتجهيزات الحديثة. فعمقت جوانب الدراسة في ذلك عبر تداريب خاصة وتكوين مستمر، وإسهامي في أبحاث علمية مع مؤسسات دولية. بل لحبي في إعداد نخب تقنية تقوم بأعباء التنمية على الوجه المطلوب تم تعيين بعد رجوعي من تفرغ للدراسة العليا وكيلًا مساعدًا لوزارة التجهيز لإعداد الأطر والكفاءات التقنية والسهر على تكوينها وتدريبها.

 

لم يتوقف عندي جانب تلقي العلم الشرعي على يد العلماء والمشايخ، وخاصة في مجال التفسير والحديث والفقه وأصول الفقه، بل تعدد الأساتذة بحكم الزمالة وإمكانية الرحلة لهم في أوقات الإجازة الأسبوعية والسنوية. ثم بالمشاركة جنبهم في إصدار المجلات العلمية، وإنجاز المشاريع البحثية، وإدارة بعض الجمعيات الأهلية الثقافية.

 

ثم جاء التحول من خلال التساؤلات المتراكمة حول الخلل الحضاري المجتمعي وأسبابه وسبل علاجه لأدخل في مطلع ثمانينيات القرن الميلادي الماضي مجال الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية، وأبدأ مسارًا آخر من البحث العلمي تبين لي فيه على يد فطاحل من العلماء والخبراء أن العلم جزء من الثقافة، وأن الثقافة نتاج فكر وقيم. وكان على رأس الأساتذة الذين فتحوا لي قلبهم ومكتبهم وأفرغوا لي أوقاتهم في مجال الدراسات المستقبلية والإستراتيجية عميد المستقبليين العرب الدكتور المهدي المنجرة حفظه الله.

 

فعمقت هذا التخصص - إلى جنب التتلمُذ على يد د. المنجرة - عبر دورات تدريبية متعددة، وتكوين مستمر بالمغرب وأوروبا والمشرق العربي في مجالات إدارة القيادات العليا، وصياغة الاستراتيجيات العامة والقطاعية للإدارات والمؤسسات، ونظم البحث عن أمثل السبل لتدبير الأوراش الكبرى ومشاريع البنيات التحتية، واكتساب المهارة في تقنيات ومناهج اتخاذ القرار ومعالجة الأزمات، وخاصة في مجالات التجهيز والعمران والمواصلات، وام يحتاجه ذلك من برامج تربوية ومهنية لإعداد الكفاءات.

 

بعد دراسة مستقبلية أنجزتها لصالح وزارة منتدبة لدى الوزير الأول، رأيتني منغمسًا بقوة في علم الاجتماع الديني، ووكيلًا مساعدًا لدى وزارة شؤون الجالية المغربية بالخارج، ثم مديرًا ثقافيًّا للمركز الإسلامي والثقافي ببروكسيل، إلى جنب المشاركة كخبير غير متفرغ مع مجموعة الوحدة الأوروبية في برنامج استشراف العلوم والتقنيات.

 

اكتسبت بفعل دراستي للجوانب الثقافية والدينية للمجتمع الغربي مهارة علم الاجتماع الديني، ودراية بتجارب حوار الديانات والثقافات ودوافعه وموانعه، وموقع المجتمع المسلم الأوروبي فيه وموقفه منه، مما حدا بوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حين رجوعي للبلد بعد أربع سنوات ونيف من الإقامة بالخارج إلى أن يختاروني مستشارًا له، ثم وكيلًا للتوجيه الديني، ومسؤولًا رئيسًا عن تنشيط حقول الثقافة الدينية على الصعيد الوطني، وإعداد الكفاءات المعتدلة والراسخة العلم لتحقيق صحوة حداثية راشدة.

 

ثم رأيت بعد ست سنوات من العمل الحكومي أن أتفرغ للبحث العلمي, وحتى أفر من شباك العروض لتناول المسؤولية الإدارية مجددًا في هذا القطاع أو ذاك، عزمت على أن أتجه جهة الخليج حيث مركز التدافع الحضاري المعاصر. فأشرفت كأمين عام على أول مركز للدراسة والبحوث أنشئ في مدينة الشارقة، لأجدني بعد أربع سنوات من العمل الثقفي الجاد على عود محمود للإسهام مجددًا جنب أشقائي في هذا البلد الحبيب في إعداد الكفاءات ودراسة المناهج في المجالات اللصيقة بالثقافة العربية والتربية الإسلامية كخبير تربوي بوزارة التربية والتعليم وفق خطة إستراتيجية محكمة ساهمت في إعدادها والإشراف عليها.

 

على ذكركم للدراسات الإستراتيجية، شاركتم في تحرير وصياغة استراتيجيات كبرى لمنظمة الإسيسكو، هل تلمسون تطبيقا فعليا لهذه الاستراتيجيات؟ وهل أثرت في الوضع الثقافي الحالي لعالمنا الإسلامي؟

أنا خبير غير متفرغ لدى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وصغت لصالحها بصفتي منسقًا ومحررًا أو مشرفًا على فريق من الخبراء خمس استراتيجيات أساسية:

• "الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي" (1991).

• "إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي بأوروبا" (1998).

• "إستراتيجية الاستفادة من العقول المهاجرة من العالم الإسلامي" (2001).

• "إستراتيجية التكافل الثقافي" (2005).

• خطة عمل حول "السياسات الثقافية في الدول الأعضاء ومواءمتها مع المتغيرات الدولية" (2007).

 

هذه الاستراتيجيات واكبت العمل الثقافي المحلي والدولي، وساهمت في إنجاز العديد من الأنشطة، ودعمت عديدًا من المشاريع الثقافية، لكن الجسد الإسلامي كبير، والجرح الثقافي فيه عميق، وبخل المؤسسات والحكومات في مجال الثقافة بين، فحين يدمج بين الرياضة والثقافة في جهاز حكومي واحد تنتعش الثقافة ببعض ما خصص للرياضة، أما إذا انعزلت فحالها كالمطلقة، لها الضروري من النفقة والكسوة والمتاع، وحسبها سعادة دوام ذلك.

 

فكل إستراتيجية لا تعدو أن تكون منهاجًا يختصر الطريق ويسمح بعمق التنسيق بين مختلف العناصر الفاعلة في الحقل المدروس، لكنها لا تغني عن الفعل والقوة الدافعة للفعل. فلا ننكر أنه بوجود المنظمة واستراتيجياتها أضحى الشأن الثقافي اليوم فيه نوع من التنظيم النظري وأثر من العمل الجماعي.

 

لكن ليست القوة في الاستراتيجيات، وهي ضرورية وسابقة لكل عمل، ولكن حينما ندرس ما يسميه رجال المستقبل بالعوامل الفاعلة والتيارات الغالبة، نجد أن ما ساعد على نجاح المنظمة والاهتمام باستراتيجيتها هو استباق الحكومات العربية والإسلامية لتدارك النقص في عنايتها بالشأن الثقافي الإسلامي بعد أن كاد أن يكون -لغياب الاستثمار الرسمي- حكرًا على الجماعات الإسلامية الأهلية، والتي اتهم بعضها بتسييس الشأن الثقافي الديني.

 

فالألسكو، الصنو العربي للإيسيسكو، تعيش على العكس منذ نقل الجامعة العربية إلى القاهرة وبقاء مقرها في تونس نوعا من التهميش، وتعثر في الإنتاج، لولا بعض الدعم الموسمي. وهي حالة أضحت تعيشها الجامعة العربية اليوم ككل. فما أظن أن الكويت مثلا ستكرر تجربتها مع الألسكو لتحتضن مشروع صياغة إستراتيجية الثقافة العربية وتمول دراساتها وندواتها المتعددة واجتماعات خبرائها وطباعة أجزائها الخمسة مثل ما فعلت في منتصف ثمانينات القرن الميلادي الماضي. معاذ الله أن تبخل الكويت مجددًا بذلك! لكن في رأيي المتواضع ذلك عهد ولى، وما أخال الإيمان بصدق عروبته ووحدويته لدى العديد من الساسة الفاعلين بعد استفحال الخلافات العربية متحققًا.

 

هذه الحال تجرنا إلى تناول أمة الثقافة العربية. فقد كثر الحديث عن أزمة المثقف العربي وفقدان الهوية العربية وغيرها، وقد عالجتم في بحوثكم جوانب من ذلك. ما حقيقة هذه الأزمة وما أبعادها؟

الأزمة مستفحلة وراسخة القدم. فهي ليست وليدة اليوم. من وجهة نظري هي مستفحلة بفعل عنصرين خطيرين: الانبهار بالصورة وإجهاض عمليات الصحوة. فهناك انبهار إلى درجة التقليد المفرط بصور التمدن لدى الغير. ورغبة عمياء في القفز على مراحل ومحطات أساسية للنهوض العملي واللحاق الشريف به، وابتسار لمشاريع ترسيخ العلوم وصقل فنون التربية وضمان تأهيل الكفاءات وتمكين لسلطان الأخلاق ومرجعية القيم. فكان أن تحققت جوانب من التقدم العمراني والتجهيز التقني دون أن تكون الأزمة قد عولجت من جذورها، بل تفاقمت وجعلت الهوية في صراع مع تطور التنمية، مهددة الأركان سكانيًّا وثقافيًّا ولغويًا.

 

فالقيم الذاتية والخصائص الثقافية هما العجلتان المحركتان لحضارة وإنجار كل أمة.

 

وكلما انبرى الخلل لإحداهما أو كليهما كان المقود بيد من آل إليه زمام الحركة وملك محركات الدفع فليس في مجال التدافع الحضاري من سكون. فإما أن تقود و إما أن تقاد! والمقاد قد يشعر بنشوة لو غازله أو تبسم في وجهه القائد، لكن من الأكيد أنه حين العزم على امتلاك القيادة والانسلاخ من سلطان القائد سيواجه بشدة المواجهة وقوة المنافسة، ولا مفر له لتأكيد الحضور والثبات على الثغور من اللجوء إلى رصيد القيم الراسخة، وتفعيل خصوصيات الثقافة الأصيلة، والاستفادة من كل أدوات التواصل المعاصرة.

 

من جهة أخرى فإن العالم العربي و الإسلامي حديث عهد بصحوة من نوم عميق وغفوة مغيبة. والحالة هذه، طبيعي أن يتردد هذا الكيان البشري والجغرافي بين نهوض غير تام وانغماس في فرجة ممتعة.

 

لكن إن تعجب فعجب أن الدنيا بفضل الله ومشيئته قد جادت عليه حتى في أزمنة التراجع بكل ثرواتها، وحفته بعطائها، سواء حين السكر أو حين الصحوة، من ثروات بشرية وحضارية إلى ثروات نفطية وطبيعية، فجعلته قبلة المحتل وهدف الطامع وفريسة الباغي. لم يملك ناصية الدنيا منذ أزمنة بزمامه, ولكن ظلت لصيقة بحزامه!

 

ومن عجب العجاب أن له مناعة خاصة في وجه عوامل الاندثار والإبادة. فلغته لارتباطها بالقرآن قد تعرف بين الحين ضعفا في أوساط مجتمعه, لكن رغم قلة العناية والرعاية تظل حية لا تموت وثرواته رغم استمرار النهب وتضاعف السلب تتنامى وتزداد وتتضاعف بتزايد الاكتشافات وتطور الصناعات. لو بحثت عن البؤر الملتهبة اليوم لوجدت معظمها في أرضه، ولو عددت الأحداث المدوية لرأيت معظمها في ساحاته وبين شعوبه. فيه من الأدواء لو في بلد من الغرب عشرها لكاد أن يمحى من المعمورة. يخضع للابتلاءات الجمة والاعتداءات الصارخة والاحتلالات الظالمة، ويظل القلب النابض للعالم وبؤرة اهتماماته.

 

هذه خاصيات لا تكاد تجدها عند أمة من الأمم، ولهذا كانت أزمته من نوع خاص، أزمة تواصل واتصال، تواصل مع ماضيه المفقود، وتواصل مع حاضره المشهود، وتواصل مع أجياله القادمة وغده المنشود.

 

الأزمة فكرية ثقافية بالأساس، وعلاجها تربوي تعليمي تأهيلي، في مناخ من سيادة القيم الذاتية النبيلة وسلطان الخصائص الثقافية الأصيلة.

 

في رأيكم كيف يمكن لعالمنا العربي والإسلامي أن يتخلص من مشاكله ويخرج من أزمته؟

الحل يكمن في جملة واحدة: "ضمان البقاء وتوفير النماء"، وأول من تقع عليه أمانتها وضرورة النهوض بمحتواها قطاع التربية والتعليم. فليس سهلًا أن يقوم المجتمع بلوازم ضمان البقاء، ذلك أنه من دلالات البقاء استمرار الحياة ومواصلة البناء، والحفاظ على المكتسبات والمنجزات، وصيانتها وحسن استغلالها, فبقدر ما تكبر الحصيلة تكبر المسؤولية، وبقدر ما يتسع الإنجاز تتسع دائرة الصيانة والرعاية والحامية. هذا هو كنه البقاء وحقيقة استمرار العطاء.

 

بل نجد القرآن يربط بقوة بين البقية المتمكنة من البقاء وبين سلطانها على محاربة الفساد وعوامل التآكل والانهيار. يقول ربنا عز وجل: ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قليلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 116].

 

فسر البقية الباقية هو في بقائها على الحق من أجل الإصلاح والصلاح، والتخلي عن مواصلة البقاء يجد أصله في اتباع الترف وينتهي بممارسة الإجرام!

 

وفي كل ذلك عناصر إبادة محققة وفناء أكيد.

 

كما أن توفير النماء هو جزء من استمرار البقاء، لكنه متميز بخصوصياته؛ إذ يضيف إلى مشاريع الحفاظ على الموجود، برامج التهيئة للمزيد من إنجاز المنشود، والبحث عن الضروري المفقود.

 

فنحن إذا ما رمنا قويم إصلاح، وقصدنا متين مراجعة، كان لزامًا علينا أن نرجع لسليم الرشد في استنباط الأحكام والأفكار، ونعمد لحكيم القراءة لتراث صلحاء السلف، والاستفادة من علوم ومناهج العصر، ونؤمن ونتيقن ونقنع أنفسنا بأننا أمة مأمورة بأداء الرسالة، مطلوب منها أن تنجز مهام الخيرة المنصوص عليها في الذكر الحكيم: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، ونعلم أن صياغة المستقبل هو بأيدينا ووفق نصوص شرعنا، وأن العدو المتربص بنا الدوائر مهما خطط ومكر فإن مكره محيط به: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: من الآية 43]. بل في تواصلنا مع الخيرة من محيطنا زيادة لنا في تحصين ذاتنا والتعريف بثقافتنا وتأكيد خصوصياتنا.

 

فكل مشروع خير صوت يصدع بالحق، شاهد بالحق، ناصر بالحق، ولهذا أرى أن ينكب عملنا على تشجيع أصوات الحق مهما علت وتعددت أصوات الباطل، فالتنمية حق، والتربية حق، والتواصل حق، ومشاريع ومنجزات الخير قائمة بالحق خادمة للحق، تحتاج منا إلى إستراتيجية خماسية الأبعاد:

• إن الراشد من أصوات الحق ينبغي أن يحفظ:

فهناك منجزات أفنت فيها الأجيال الماضية والحاضرة عصارة جهدها وثرواتها ينبغي أن تبقى، وجامعات ومؤسسات ومعاهد ومدارس ينبغي أن يدوم أثرها. ومقررات وبرامج ومناهج أثبتت فاعليتها ينبغي الحفاظ عليها، ومساجد ومراكز أسست لذكر الله ورفع كلمة الله والدعوة لدينه ينبغي أن تبقى وتستمر، لأن كل ذلك وغيره من منابر الحق وأصوات الخير ن إذا لم يحافظ عليها أهلها عطل فعلها أو أزيل وجودها أو خضعت لتغيرات في جوهرها لتصبح شيئا آخر على غير صلة بالحق.

 

فالراشد من أصوات الحق ينبغي أن يجتهد في بقائه، ويبذل الجهد في المحافظة على استمرار حياته ودوام عطائه وفعله. فهناك مشاريع شتى تفعل فعل الخير في الأمة، ومن أجلها يغضب ذلك الباطل ويتحرك بجنوده وجيوشه. هذه كلها يلزم أن تحصن وتصان وتحفظ، والحفظ مشروع استراتيجي قائم بذاته.

 

• وأن القاصر منها ينبغي أن يرشد:

والقاصر من أصوات الحق ينبغي أن يرشد، فهناك مؤسسات خير ومنابر حق لا تحتاج منا إلا لجهد يسير لتبلغ مستوى هام من الرشد، وتدخل راشدة سليمة الأركان ساحة الفعل من بابها الواسع باطمئنان. والملاحظ أننا كثيرا ما نبذل الجهود الكثيفة حين انطلاق المشاريع، ثم نتقاعس عن استمرار تدفقها بعد تجاوز العقبات الأولى، وخاصة حين دخول تلك المشاريع في عمليات إنجاز المراحل الأخيرة والدقيقة منها، وهذا عيب لا يتغلب عليه إلا أهل الحنكة الإستراتيجية الذين يدركون ما معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[ (آل عمران: 139]، وأن العبرة منها بعموم لفظها لا بخصوص سببها.

 

• وأن المعوج منها ينبغي أن يقوم ويسدد:

والمعوج من تلك الأصوات ينبغي أن يقوم ويسدد، لا أن تنسب له العديد التهم، أو يقصد عمدًا إلى التشهير بسوء فعله وشنيع عمله، أو يهمش ويضعف ليتمكن الآخر منه فيزيله أو يغيب أثره؛ فإذا كنا نعرف أن في فكره دخنا، أو أن في منهجه اعوجاجًا، عالجنا منه ما يلزم أن يعالج، وتعاملنا معه كجزء منا يلزم تطبيبه وإصلاحه وتقويته ما دامت له صلة بالحق ونصرة الحق؛ ذلك أنه إن ترك لحاله ضل وهوى, واشتد ضعفه وكبر اعوجاجًا ليكون سهل الافتراس، فيستغل في صورة صوت حق يراد به خدمة باطل، أو ينقلب على عقبيه ليكون مدخلًا من مداخل الفساد.

 

• وأن المكبل منها ينبغي أن يفك قيده ويساعد:

فالمكبل من أصوات الحق وأنوار الحق يلزم حتمًا أن يفك قيده ويساعد، هناك عديد من الأصوات منعت ظلمًا أو جهلا من أن تجهر بالحق. وتحتاج لأن تساعد على نصرة الحق، وأخرى كبلت بشتى القيود، المادية والمعنوية، ووضعت في وجهها العديد من العقبات،... هذه الأصوات من واجب أصوات الحق الراشدة أن تعمل على مساعدتها لتقوم بدورها ورسالتها على صعيد الأمة.

 

• وأن الغائب منها ينبغي أن يوجد:

وهناك أصوات غائبة فعلًا على مستويات شتى، في العلوم والفنون والثقافة والتربية والإعلام والمعالجات الاجتماعية وغيرها، ونحتاج إلى إخراجها للوجود عاجلًا لنتمكن من لمزيد من تفعيل النماء وتمديد عمر البقاء.

 

ونحن في كل ذلك نحتاج إلى إعادة بناء منظومة للقيم والأخلاق في مجتمعاتنا المعاصرة، فنعطي لكبيرنا حقه، ولصغيرنا حظه، ونحفظ لأميرنا بيعته، ونقر لعالمنا فضله.

 

فقد نجد العذر لنا في التخلف عن الركب الحضاري المعاصر في جوانب علمية وصناعية شتى، لكن لا عذر لنا في التخلق عن الصدارة على مستوى القيم السامية والأخلاق النبيلة، فضلا عن البعد من عار التخلف عنها أو التمسك بضدها.

 

فلا نماء بدون أخلاق ولا بقاء. وما أصدق أمير الشعراء شوقي إذ قال:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
وإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

نشر بمجلة تواصل - عمان ، العدد 10، ربيع الأول 1430هـ - مارس 2009م، ص 48 - 55





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • الحوار المفروض والحوار المرفوض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الحوار لغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحوار وسيول الجدال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حكم الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب