• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ.د. مصطفى مسلم / علوم القرآن
علامة باركود

اليهود: الموبقات والانحراف الخلقي دين يتقرب به إلى الله في زعمهم

اليهود: الموبقات والانحراف الخلقي دين يتقرب به إلى الله في زعمهم
أ. د. مصطفى مسلم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/1/2014 ميلادي - 25/3/1435 هجري

الزيارات: 13305

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في بني إسرائيل (2)

الموبقات والانحراف الخلقي دين يتقربون به إلى الله في زعمهم

معالم قرآنية في الصراع مع اليهود


﴿ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75].

 

إن في جميع الأمم والشعوب من يسرق ويزني ويخون الأمانة ويتعامل بالربا.

 

ولكن كل من يرتكب ذلك يقر على نفسه بالانحراف وأنه يرتكب ذنباً ومعصية، والمجتمع ينظر إليه كذلك. ولا يوجد في الأمم من يزعم أنه يتقرب إلى الله بهذه الانحرافات سوى اليهود.

 

وهذا ما أشارت إليه الآيات الكريمة حيث يقول جل شأنه: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ [1] وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 75 - 77].

 

1- أكل المال الحرام ومسارعتهم فيه:

انطلاقاً من عقيدة اليهود أنهم البشر وأن الدنيا خلقت من أجلهم، وأن الأمم الأخرى ما خلقت إلا لخدمة اليهود، فإن المال لليهود وحدهم، وإذا وجد في أيدي غيرهم فإنما قد غصبوه من اليهود، وتلمودهم مليء بمثل ذلك وأحبارهم يضربون الأمثلة للتفنن في الحصول على المال وإعادته إلى حوزة اليهود واستخلاصه من يد الأميين، فقد جاءت نصوص كثيرة تنص على ذلك منها:

يقول الرابي (البو): «سلط الله اليهود على أموال باقي الأمم ودمائهم»[2].

 

ويقول الرابي (عشي): «إني نظرت كرماً حاملاً عنباً فأمرت خادمي أن يستحضر لي منه، إذا ظهر أنه تعلق (ملك) أجنبي، وأن لا يمسه إذا ظهر أنه تعلق يهودي»[3].

 

ويمتدحون فعل الرابي صموئيل - أحد حاخاماتهم - عندما اشترى آنية من الذهب من أجنبي كان يظنها الأجنبي نحاساً ودفع ثمنها أربعة دراهم فقط وهو ثمن بخس وسرق أيضاً درهماً من البائع.

 

وفعل الرابي كهانا، عندما اشترى مائة وعشرين برميلاً من النبيذ ولم يدفع للأجنبي إلا ثمن مائة برميل فقط.

 

ولا يجوز لليهودي في شريعته أن يرد مالاً مفقوداً لأمي فقد جاء في التلمود: (إن الله لا يغفر ذنباً ليهودي يرد للأمي ماله المفقود)[4].

 

والتعامل بالربا عند اليهود طريقة مشروعة للسيطرة على أموال الأميين.

يقول الرابي مؤاب: (عندما يحتاج النصراني إلى دراهم فعلى اليهودي أن يستولي عليها من كل جهة ويضيف الربا الفاحش إلى الربا الفاحش حتى يرهقه ويعجز عن إيفائه ما لم يتخل عن أملاكه أو حتى يضاهي المال مع فائدته أملاك المسيحي وعندئذ يقوم اليهودي على مدينه وبمعاونة المحاكم يستولي على أملاكه)[5].

 

وإذا ضاعت وثيقة لأمي فيها إثبات حقه على يهودي، فلا يجوز حسب تعاليم التلمود أن يعيدها اليهودي الذي رآها إلى الأمي لإثبات الحق. يقول الرابي جريكام: «إذا فقد أجنبي سنداً محرراً على يهودي بدين ما، ووجده يهودي فيمتنع رده إليه لأن الدين يسقط بوجود السند تحت يد يهودي، وإذا قال من وجده إني أرده لصاحبه احتراماً لاسم الله وتأدية للحق فيلزم الرد عليه بما يأتي وهو: إذا أردت أن تحترم اسم الله فادفع الدين من مالك»[6].

 

هذه بعض أقوال أحبارهم وربييهم في شروحهم على التوراة، فهل بقيت وسيلة من الوسائل للحصول على المال السحت إلا ونصوا عليها؟!.

 

وهل يستغرب أن ينص القرآن الكريم على هذه الطبيعة الراسخة في المتقدمين منهم والمتأخرين عندما يصمهم بهذه السمة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34 - 35].

 

وإذا كان هذا دين الكبراء منهم فلا عجب أن نراهم يتركون الأتباع يرتعون في المال الحرام ولا ينهونهم عن أكله يقول تعالى في حقهم:

﴿ وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة: 62 - 63].

 

ونتيجة هذه التعاليم المضللة التي حشوا بها أذهان اليهود - والإثم الأكبر، لا شك على القادة الموجهين الربيين الذين بيدهم دفة القيادة والتوجيه - ونتيجة لتلك التعاليم وجدت هذه النفسية المطوية على الشر والكذب والخداع والمبالغة في أكل الحرام والحرص عليه:

يقول تعالى: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾[7] [المائدة: 41 - 42].

 

ولهذه الصفات الراسخة في نفسية اليهودي، تجده منبوذاً من المجتمعات الإنسانية جميعاً، رمز الجشع والاستغلال والنذالة ويضحي بكل القيم في سبيل الحصول على المال، فالعرض والأخلاق والدين والمروءة كل ذلك يضحي به في سبيل الحصول على المنافع المادية.

 

لأجل هذه المفاهيم التي اختلقها اليهود والتزموا بها، عاملهم الله سبحانه وتعالى بتلك الشدة والقيود والإصر والأغلال ليربي تلك النفوس المنحرفة ويلين من قسوة تلك القلوب المتحجرة.

 

يقول الله تعالى: ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160 - 161].

 

وإذا حصل اليهودي على المال طغى وتجبر وجعله وسيلة للإفساد والتدمير بل والاستعلاء على الذات الإلهية، ويظنون أن من أوتي المال فقد أوتي السيادة والعزة والسعادة يقول الله سبحانه وتعالى عنهم:

﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 181 - 182].

 

عقيدة اليهود في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

إن الأنبياء والمرسلين هم صفوة خلق الله الذين اصطفاهم لحمل رسالته إلى الناس وهم الأنموذج العملي لتطبيق شرائع الله وحمل دعوته، حيث يتمثلون الدعوة وأحكامها في سيرتهم الشخصية، لذا فالشرائع والأحكام تستمد من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم. من هنا كانت لهم العصمة في حياتهم فلا تتسلط عليهم الشياطين ولا يستطيع أحد من البشر أن يخدعهم أو يلبّس عليهم أمور الدنيا فهم في الذروة من الكمالات البشرية من الذكاء والفطنة والأمانة والصدق والشجاعة والكرم والنبل والمروءة وسائر الصفات الرفيعة.

 

﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [الحج: 75 - 76].

 

والرسالة والنبوة هبة من الله تعالى لا تكتسب بالرياضات الروحية أو الجهد البشري ولكن الله يعطيها لمن تكون لديه الأهلية لحملها.

 

لذا لما تطلّع بعض القوم لأن تأتيهم الرسالة أو تصيبهم، رد الله سبحانه وتعالى عليهم هذه الأوهام والآمال، يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾ [الأنعام: 124].

 

هذا واقع أنبياء الله وأصفيائه من خلقه وهذا ما نعتقده في حقهم، ولكن الأمر مختلف عند اليهود في حق الأنبياء.

 

فالتوراة المحرفة تصورهم عصابة من الأشرار يرتكبون الموبقات ويحرصون على الشهوات، يشربون الخمور ويزنون بالقريبات والبعيدات والمحرمات يكذبون ويخادعون، ويقتلون ويسفكون الدم الحرام، ويسرقون ويستولون على الأموال يزني أحدهم بابنته وحليلة ابنه، ويتآمر على أتباعه ليستولي على زوجته.

 

فهل تتصور هذه الأعمال في حق أفسق الناس وأشرارهم؟ هكذا تصور كتب اليهود المقدسة الأنبياء والمرسلين الذي يتبعونهم وهذا لون من ألوان ترويج الإفساد في الأرض ونشر الرذيلة، لأن الذي يقرأ مثل ذلك عن الأنبياء ويقول في نفسه فما الحرج عليَّ إن أنا عملت مثل عملهم ووقعت في مثل ما وقعوا فيه، فإذا كان الأنبياء هكذا فكيف نحن البشر. وكثرة الحديث عن أمر ما يجعل وقعه خفيفاً على النفوس لا تشمئز من ذكره وفيما يلي نقولات عن بعض كتب اليهود في حق الأنبياء:

أ- فعن لوط عليه السلام وابنتيه تقول التوراة: «وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لأنه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي أبانا خمراً أو نضطجع معه فنحيي من أبينا نسلاً فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد أن قالت البكر للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمراً الليلة أيضاً وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابناً ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم. والصغيرة ولدت ابناً أيضاً ودعت اسمه بني عمي وهو أبو بني عمون إلى اليوم»[8].

 

وتصوّر عائلة أحد الأنبياء بمثل هذا التفكير وهذه التربية، ولوط عليه السلام باعترافهم أحد الأنبياء، فكيف تكون أسر غيرهم في عقلية اليهود.

 

أما آل لوط فصورتهم مشرقة في القرآن الكريم وهو الحق اللائق بمقام أنبياء الله وأصفيائه:

﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [النمل: 54 - 58].

 

ب- ويسرد اليهود قصة داود مع أوريا في توراتهم المحرفة كما يلي:

«وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً، فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد أليست هذه بتشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي، فأرسل داود رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى فأرسل داود إلى يوآب يقول أرسل إليَّ أوريا الحثي فأرسل يوآب أوريا إلى داود فأتى أوريا إليه فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب قال داود لأوريا أنزل إلى بيتك واغسل رجليك فخرج أوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته فأخبروا داود قائلين لم ينزل أوريا إلى بيته فقال داود لأوريا أما جئت من السفر فلماذا لم تنزل إلى بيتك.. وفي الصباح كتب داود مكتوباً إلى يوآب وأرسله بيد أوريا وكتب في المكتوب يقول اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيُضرب ويموت.. فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضاً..

 

فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابناً، وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب»[9].

 

هذه أفعال داود في ذهن اليهود وتوراتهم المحرفة، أما القرآن الكريم فقد أثنى على نبي الله داود عليه الصلاة والسلام: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النمل: 15].

 

ويقول الله سبحانه وتعالى فيه: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 78 - 80].

 

والقضية التي وردت في سورة (ص) حول داود وتسور المحراب عليه من قبل الخصمين عرضها القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن ظاهرها كانت في قضية خصومة على النعاج فقد كانت مزلقة قدم لبعض المفسرين المسلمين بسبب اطلاعهم على روايات بني إسرائيل وتلفيقاتهم حول أوريا وزوجته، وظاهر الآيات لا يدل على شيء من ذلك، وسبب استغفار داود عليه السلام وإنابته إنما كان بسبب احتجابه عن الرعية لعبادة ربه، وسماع أحد الخصمين والقضاء له قبل سماع الخصم الآخر، وبعد الحادثة جاء الثناء العطر على داود عليه السلام ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].

 

ج- ويعتقد اليهود أن نبيهم هارون هو الذي صنع العجل لبني إسرائيل:

تقول التوراة المحرفة: «ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه، فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها، نزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر، فلما نظر هارون بنى مذبحاً أمامه ونادى هارون وقال غداً عيد للرب فبكروا في الغد وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب» سفر الخروج الإصحاح 32 ص 139، 140.

 

حاشا لله ولرسله أن يعبدوا مع الله أحداً وهم دعاة التوحيد، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. ولقد كان موقف هارون عليه السلام مثل موقف موسى عليه السلام من عبدة العجل ولكنه لم يقاتل بمن معه من الموحدين عبدة العجل خشية أن يغضب عليه موسى ويقول فرقت بين بني إسرائيل فانتظره حتى يحضر وهذه شهادة ربه له بهذا الموقف يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 90 - 94].

 

من خلال النقول السابقة من التوراة المحرفة ومن التلمود المزوّر نجد أن الانحراف والظلم والفساد الخلقي وأكل المال السحت كل ذلك دين يدين به اليهود لأنها من جملة عقائدهم في أنبيائهم. لذا فهم يربّون الأجيال على هذه المفاهيم ويجعلونها جزءاً لا يتجزأ من شخصيتهم.



[1] عن ميمون بن مهران قال: ثلاثة المسلم والكافر فيهن سواء من عاهدته فوفّ بعهده مسلماً كان أو كافراً فإنما العهد لله ومن كانت بينك وبينه رحم فصلها مسلماً كان أو كافراً, ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلماً كان أو كافراً.

[2] انظر الكنز المرصود ص 72.

[3] المرجع السابق ص 73.

[4] المرجع السابق ص 75.

[5] أخلاق اليهود ص 41.

[6] همجية التعاليم اليهودية ص 156, 157.

[7] لم تستخدم كلمة السحت في القرآن الكريم إلا في حق اليهود, ومعنى السحت: المال الحرام الذي يذهب بدين المرء ومروءته, وفي الكلمة إشارة إلى الأساليب الدنيئة التي يتبعها اليهود للحصول على هذا الحرام فليس كل حرام سحتاً, انظر هذا المعنى في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي ص233.

[8] سفر التكوين, الإصحاح 19 ص 29.

والذي دفع أحبار اليهود إلى اختراع هذه الفرية, تحقير نسل المؤابيين, وبني عمون الذين كانوا ينازعون الإسرائيليين الأرض والديار.

[9] سفر صموئيل الثالي الإصحاح 11 ص498.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإستشراق في خدمة التنصير واليهودية
  • العلمانية والدولة اليهودية ... عناق واتفاق
  • نجمة داود زخرفة إسلامية ولا علاقة لها باليهودية
  • من أجل هذا لُعن اليهود
  • اليهود ونقض العهود
  • التصدي للتآمر الصليبي واليهودي ضد العالم الإسلامي
  • التسامح بين الإسلام واليهودية والمسيحية
  • اتحاد الدفاع اليهودي واليمين المتطرف في مواجهة الأسلمة

مختارات من الشبكة

  • شرح حديث: لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدكتور المسيري: مع اليهود أم ضد اليهود؟(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • لن تضيع القدس(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الكوشر... هل هو مجرد منتجات من اليهود لليهود؟!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حق اليهود التاريخي في فلسطين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • اليهود والنصارى: انحراف في التصور وفساد في الاعتقاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الانحراف لدى اليهود عن الإيمان بدعوة الحق(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • اليهودية والاستغراب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب