• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات
علامة باركود

مناقشة العلاقة بين الإسلام والديموقراطية؛ جدل سفسطائي، أم قربى إلى الله؟

مناقشة العلاقة بين الإسلام والديموقراطية؛ جدل سفسطائي، أم قربى إلى الله؟
د. أحمد إبراهيم خضر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/9/2011 ميلادي - 22/10/1432 هجري

الزيارات: 23670

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناقشة العلاقة بين الإسلام والديموقراطية

جدل سفسطائي، أم قربى إلى الله؟


يرى البعض أنَّ مناقشة العلاقة بين الإسلام والديموقراطية - مجرَّد جدلٍ سفسطائي لا طائل من ورائه، لكن بعض الباحثين الإسلاميِّين في هذه القضية يرفضون مثل هذا الرأي، ويعتبرونه سطحيَّةً في التفكير، ولا واقعيَّة تُسانِده.

 

واستندوا في ذلك إلى ما يلي:

1- أنَّ مدار بحث الديموقراطية بات شأنًا عالَميًّا.

2- أن الغرب يروِّج لثقافته على أنَّها النَّموذج الأوحد الذي يصلح للعيش البشري السويِّ، ويدعو بالتَّالي إلى نشره وإرسائه، بل وقد يتدخَّل بالقوة لفرضه، لا سيَّما في العالَم الإسلامي.

3- أنَّ معايير سلامة الوضع الاجتماعي والثقافي والسِّياسي العامِّ في أيٍّ من دول العالَم، أصبحَت تعتمد على مدى ترسيخها للقِيَم الديمقراطية، ودلالات صحَّتِها وعافيتها تُقاس بمدى تحقُّق التحَوُّل الديمقراطيِّ فيها.

 

4- يَفترض الغربُ أنَّ العالَم الإسلاميَّ سيَبقى معرَّضًا للاهتزاز والاضطراب، وانعدام الاستقرار، طالما غابت الدِّيمقراطية عنه، وطالما بقي الحكم الشموليُّ الدِّكتاتوري مستمرًّا فيه، لذا فإنه سيظلُّ في نظرهم بؤرةَ توتُّرٍ، ومصدر قلقٍ دائمٍ لباقي العالم، وأنَّ انعتاق المسلمين من الظُّلم والقهر والتخلف رهنٌ بمدى التقدُّم الديمقراطي في بلادهم.

5- أنه نظرًا لقوة الدول التي تستند إليها الفكرة الديمقراطية، مضافًا إليها ذلك الوهج الذي حَظِيَت به في العقود الأخيرة، باتت أغلَبُ الفئات الناشطة في الميدان السياسي في العالم الإسلامي تدَّعي الديمقراطية وتدعو لها، بل وتزعم أنَّها هدَفُها الأساسي، رغم مناقضتها لها عمَليًّا أو عقائديًّا، أو كليهما في أغلب الأحيان.

 

ولهذا تصدَّى الباحثون الإسلاميُّون لمناقشة هذه العلاقة استنادًا إلى ما يلي:

1- أنَّ الإسلام هو العامل الحاسم في تشكيل هويَّة الأمة التي تعتنقه، وتعتبره وحده الصالح لإسباغ الشرعيَّة على أية نُظم أو قوانين أو أفكار تنظِّم شؤون حياتها، وفي حالة عدم شرعيَّة تلك الأفكار والأحكام، فإنَّه لن يُكتب لها العيش في حضن هذه الأمة حتمًا، إلاَّ غصبًا.

2- أن الدعوة إلى الديموقراطية في العالَم الإسلاميِّ هي مشروعٌ استعماريٌ صِرْفٌ، يَدفع الأمَّةَ إلى الاستغناء عن هويَّتها الثقافية والحضارية وقِيَمِها الخاصَّة بها، ويدفَعُها نحو الذَّوبان في الغرب والانصهار فيه، بينما يكمن الحل الحقيقيُّ الذي ينهض العالَمُ الإسلاميُّ في العودة إلى تعاليم الإسلام بنقائها وصفائها.

3- أنَّ القضية من أساسها هي تحريرُ الأمة جذريًّا من التبعيَّة للغرب، وعِتْقها من ربقة استعباده لها، ولا يكون ذلك بشدِّ وثاقها بِحُجج واهية إلى حضارته، وتمكين خصومها وأعدائها فكريًّا وثقافيًّا منها بعد أن تمكَّنوا منها سياسيًّا، بل وعن رغبةٍ وطواعية، ودعوة مؤصَّلةٍ إلى تبنِّي ثقافته وفكره وآرائه.

 

درس الباحثون الإسلاميُّون جذور فكرة الديموقراطية، وهل لها جذورٌ في الإسلام؟ فوجدوا الآتي:

1- الديموقراطية في الاصطلاح الأصليِّ كلمة يونانيَّة، تتركَّب من كلمتين: ديموس Demos، وكراتوس Cratos، ومعناهما: حُكْم الرعاع، ويقابلها كلمة: الأرستقراطيَّة، ومعناها حكم النُّبلاء، ثم استقرَّ معنى الديموقراطيةِ السياسيُّ على: حكم الشَّعب، وتَعني بعبارةٍ أخرى: أنَّ الإرادة العامَّة للشعب هي أصل السُّلطة، وأنه صاحب السِّيادة، فهي تتَّسِع لمذاهب سياسيَّة عدَّة، يختارها الشعبُ لنفسه، ويختار طريقةَ وأسلوبَ تنفيذها، ويضع تشريعاتِه بنفسه، ولَمَّا كان الشعبُ لا يستطيع أن يجتمع بكلِّ أفراده ليحكم نفسه - وهو نظام الديموقراطيَّة المباشرة - كان لا بد أن يختار ممثِّلين عنه يقومون بِحُكمه وهي الديموقراطية النيابيَّة، وبذلك تميَّزَت عن الحُكْم المُطْلَق، أو الحكم الاستبدادي، أو الحكم القبَليِّ أو نظام الحكومات: الأولجارشية Oligarchy؛ أيْ: حكم الفئة القليلة من الأعيان؛ أيْ: حكم الأقليَّة.

 

2- تمثَّلَت ديموقراطيَّة الغرب الحديثة في صورتين:

الأولى: صورة رأسماليَّة تعدُّدية، تعترف بالمِلكيَّة الفردية في ظلِّ القانون، وتهدف إلى حُكم الشَّعبِ نفْسه بنفسه، بالنظام الذي يراه، عن طريق اختيار حُكَّامه، ويحقِّق للأفراد حُرِّياتهم، وهي السائدة في الولايات المتحدة والدول الغربيَّة، سواء كان نظامها ملكيًّا أو جمهوريًّا أو رئاسيًّا.

والثانية: هي صورة اشتراكيَّة أُحادية، وهي التي توحِّد المجتمع في طبقةٍ واحدة، وتعتمد فلسفةً اقتصادية واجتماعيَّة، تغاير منطلق الديموقراطيَّة الليبرالية، ويَبْرز في هذه الصُّورة سيطرةُ الدَّولة على وسائل الإنتاج، وقد كان هذا هو الأمر السائد في الاتِّحاد السوفيتي والدول الاشتراكيَّة، وقد عدلَتْ عنه مُعظم الدول الاشتراكيَّة الآن، وبدأت بالتحوُّل إلى الاتجاه الأول تدريجيًّا، وقد انتهى الاتحاد السوفيتيُّ الذي كان يتبنَّى هذه الديموقراطية، وحل محلَّه (الكومونولث الذي تقوده جمهورية روسيا).

 

3- أنَّ الديمقراطية - كفكرةٍ - وُلِدت في زمن الإغريق، وقد تَلا ولادتَها - بعد عدَّة مئاتٍ من السنين - قدومُ السيِّد المسيح - عليه السَّلام - ولم تذكر في الإنجيل قطّ، وتعني الديمقراطية - وباتِّفاق - حُكم الشَّعب، الذي يضع قوانينه، وينتخب حكَّامه على حدٍّ سواء، وهذا هو ما كان معمولاً به في أثينا؛ مَصْدر الفكرة قبل 500 سنة من ميلاد المسيح - عليه السَّلام.

 

4- قدم النبيُّ الكريم محمدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليختم الرسالات السماويَّة بالإسلام، ولم يَرِدْ في القرآن الكريم الذي أوحي إليه ذِكْرُ الديمقراطية في أيَّة آيةٍ من آياته لا تلميحًا ولا تصريحًا، وليس هناك في السُّنة النبوية التي رُوِيت عنه نصٌّ ما، يُحبِّذ، أو يَحْظر لفظة الديمقراطية.

5- أنَّ الديموقراطية لم ترد في العقيدة أو الشريعة، ولا حتى في أيٍّ من كتب فقهاء المذاهب باختلافها، كما أسقطَتْها الأمة كذلك طوال تاريخها السياسيِّ والحضاري من أجندتها الثقافيَّة والفكرية والسياسية.

 

6- أنه على الرغم من ترجمةِ كثيرٍ من كتب التاريخ والفلسفة بأنواعها العقائديَّة والحكمية، فإنَّ فكرة الديمقراطية لم تستوقف علماء الإسلام البتَّة، مع أنَّهم وقفوا طويلاً أمام أفكار دونها أهميةً بكثير، وردت جرَّاء تفاعل الأمة مع غيرها من حضارات وفلسفات الرُّوم والفرس واليونان والهند، وكانت ترجمات كتب وأفكار حكماء اليونان - كسقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم - قد قُتِلَت بحثًا، وقد ناقشها علماءُ الإسلام؛ لِيُبْدوا الموقف الشرعي منها.

 

7- أن الديموقراطية لم تُلْقَ بثقلها على العالم الإسلامي، فارضةً نفسها بقوَّة فيه، إلاَّ مع احتلال بلاد الإسلام من قبل الفرنسيين والإنجليز، وخضوعها للاستعمار العسكري المباشر، فضلاً عن الهيمنة السياسية المطلقة، والغزو الفكري والثقافي، وانهيار دولة الخلافة الإسلامية.

8- أن الديموقراطية قد أخذت شكلاً أكثر تنظيمًا إبَّان الثورة الفرنسيَّة، وحصول النهضة الحديثة في أوربا في القرن الثامن عشر، حيث باتت تشكِّل وجهة نظرٍ متكاملةً في الحياة، تضع تصوُّراتٍ للمجتمع، وتُنظِّمُ علاقة الإنسان بالدين والدنيا على حدٍّ سواء.

 

9- أنه نتيجةً لاحتدام الصِّراع بين الفلاسفة والمفكِّرين من جهة، ورجال الدِّين سدَنة السُّلطة الحقيقيِّين من جهةٍ أخرى، أعادت الديمقراطية الإغريقيَّة تجديدَ نفسها لتفرض فصل الدِّين عن الحياة كأساسٍ لها، ولتجعل الشعبَ هو الحاكم أمام فكرة حكم الله والبابوات الذين يدَّعون تمثيله، ولتحصر الدِّين في أماكنَ خاصةٍ بالعبادة، كما نتج مقتٌ للدين إثْر ذلك الاستغلال البشع له في أوروبا من قبل الحُكَّام، حيث كان يصرُّ رجال الدين على الجمود إلى درجةٍ ينفر منها العقل، وتحدُّ من التطوُّر والتقدم الذي تفرضه العلوم الحديثة، ممَّا شكل حالةَ تضادٍّ بين الكنيسة - ممثَّلة الدين في أوروبا - والعلمِ الذي أنتجه المفكرون والفلاسفة والمبدعون، وكذلك بين إرادة من يزعم تمثيلَ الله تعالى على الأرض بعقل معطل، وبين حاجة المجتمع إلى عقلٍ مواكب للتطوُّرات الماديَّة والبشرية، مما اضطرَّ المفكِّرين في تلك الأجواء إلى فرض الإقامة الجبرية على الدين ليمكث في الكنيسة، وجعل الدين يختصُّ بالفسلفات الغيبيَّة، ومُعالجة الأمور النفسيَّة والرُّوحية الفردية منها فقط، لا غير.

 

10- الأمر في الإسلام يختلف عن ذلك تمامًا؛ ذلك لأنَّ الناظر فيه يرى الآتي:

أ- أنَّه قد جعل كافَّة المخلوقات ملكًا لله تعالى يتصرَّف فيها كيفما شاء، قال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54].

ب- أنَّ الله تعالى أخضع المادة لنظامٍ قَسْري يسير بموجب قوانين وسنن كونيَّة، قال تعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 40].

ج- أنَّ الله تعالى أوجب على الإنسان اتِّباعَ الرسول والتزامَ رسالته، إلا أنَّه صنع له إرادة وعقلاً يميِّزانه عن بقية الكائنات، وبِهما كان لديه القدرة على الاختيار؛ ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3].

 

د- أن الله تعالى اعتبر أنَّ الإسلام وحده الحقُّ المقبول اتِّباعُه في الحياة: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 85]، من ارتبط به نجا، ومن تركه هلك: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]، وجعل منه منهج حياة ونظامًا للحكم: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [الأنعام: 57]، ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ [النساء: 65]، ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء: 59].

 

هـ- أنه من حيث تنظيمُ المُجتمع، وطبيعةُ كيان الدَّولة والنظام السياسي فيها، فإنَّ نظام الحكم في الإسلام يقوم على عدة قواعد، على رأسها: قاعدة السِّيادة للشَّرع؛ حيث يستمدُّ الإسلام معالجات شؤون البشر التشريعيَّة - في الاقتصاد والاجتماع والسِّياسة - من مصدرين وحيدين، هما القرآن والسُّنة، إضافةً إلى مجموعةٍ من القواعد والأصول الشرعيَّة المستمدة منهما، وبِهذا يكون الإسلام قد ناقض جوهر الديمقراطية، حيث رفض حقَّ الشعب كله أو أكثريته أو ممثليه بوضع قوانين يتوافقون عليها فيما بينهم، دونما اعتبارٍ لدين كالذي تقتضيه وتفرضه الديمقراطية حسب توصيف أهلها لها.

 

لهذه الأسباب؛ رأى الباحثون الإسلاميُّون (والشرعيون منهم بصفة خاصة) أنَّ الديموقراطية ابتداعٌ في الدين، واتِّباع لسنن الكافرين، وخروج عن شريعة الله، وأنها فتنة يُعبَد فيها غير الله، ويحتكم فيها إلى غير شرعه، وأنَّ مواجهة كلِّ من يدعو ويروِّج لها من أعظم القربات في الدِّين، واستندوا في ذلك إلى إجماع العلماء على جواز غيبة المبتدعة وفضح ضلالهم وفتوى الشيخ "ابن تيميَّة" التي يقول فيها:

"ومثل أئمَّة البدع من أهل المقالات المُخالفة للكتاب والسُّنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذيرَ الأمة منهم واجبٌ باتِّفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرَّجل يصوم ويصلِّي ويعتكف أحبُّ إليك، أو يتكلَّم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل.

فبيَّن أنَّ نفع هذا عامٌّ للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذْ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك - واجبٌ على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لَفسدَ الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدوِّ من أهل الحرب".

 

كما استندوا أيضًا في إباحة - بل ووجوب - التصدِّي لكل من كان له خطرٌ على الدين، وتعيُّن فضحه، وبيان أمره؛ حتَّى لا يُضِلَّ غيره، إلى فتوى "القاضي عِيَاض" في "الشِّفا" التي يبيِّن فيها الأحوال التي يجوز فيها حكايةُ الأقوال المُكفِّرة؛ كسَبِّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونصُّها كالآتي:

"فإن كان القائل لذلك - أيْ: للسبِّ - ممن تصدى لأن يؤخذ عنه العِلم أو رواية الحديث، أو يُقطَع بِحُكمه أو شهادته أو فُتياه في الحقوق، وَجَب على سامعه الإشادة بما سمع منه، والتنفير للناس عنه، والشهادة عليه بما قاله، ووجب على من بَلَغَه ذلك من أئمة المسلمين إنكارُه، وبيانُ كُفرِه، وفساد قوله؛ لقطع ضرره عن المسلمين، وقيامًا بحقِّ سيد المرسلين - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وكذلك إن كان ممن يعظ العامَّة، أو يؤدِّب الصبيان، فإنَّ مَنْ هذه سريرته لا يُؤْمَن على إلقاء ذلك في قلوبهم، فيتأكَّد في هؤلاء الإيجاب لحقِّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولحقِّ شريعته".

لهذه الأسباب؛ تصدَّى الباحثون الإسلاميون (والشرعيون منهم بصفة خاصة) إلى مواجهة ومناقشة وتفنيد كلِّ الاتجاهات التي تدعو إلى مسايرة الإسلام للديموقراطية الغربية.


المصادر:

1- حسن الحسن، "الإسلام والديمقراطية؛ توءمان أم ضدَّان؟" منتدى التوحيد.

7anein.info/vbx/archive/index.php/t - 35816.html

2- عبدالعزيز الخياط، "أشوري أم ديموقراطية؟ مصطلح الديموقراطية ونظرة الإسلام إليها"، مجلة الوعي الإسلامي، الكويت، العدد 532.

alwaei.com/topics/view/article_new.php?sdd=957&issue=478





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الموقف من الديمقراطية
  • مناخ الديمقراطية وفرص التيار الإسلامي
  • هل آن الأوان لنكتشف فساد الديمقراطية؟
  • نقض فكرة مداهنة الديموقراطية بدعوى التدرج في تطبيق الشريعة

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: سياسة الإسلام وسياسة الديمقراطية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • إسلام الفلبينية Meredith بعد حضورها دورة تعريفية بالإسلام في المنتدى للتعريف بالإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الديمقراطية والإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث ثاني وعشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والديمقراطية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث واحد وعشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية نموذجا ( بحث عشرون )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص البحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية نموذجا ( بحث تاسع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث ثامن عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإسلام والقيم الحضارية المعاصرة الديمقراطية أنموذجا ( بحث سابع عشر )(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
6- الديمقراطية و الحرية
محمد بودوخة - الجزائر 10-11-2012 07:15 PM

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد.
أشكر جزيل الشكر كاتب هذا المقال للدراسة المعمقة بخصوص الديمقراطية إيجابياتها وسلبياتها, والنظام الديمقراطي هو بالطبع من صنع البشر وتبقى البشرية مهما علا شأنها ناقصة والكمال لله وحده و هو مدبر هذا الوجود وما القوانين الوضعية التي أصبحت المنهج الوحيد لتسيير وتدبير أمور الدول مما نتج عنه الحروب والمآسي وغالبية شعوب هذه الدول تعيش في اللاأمن
واللااستقرار , وبالتالي أقول نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فإن ارتضينا العزة بغيره أذلنا الله, نريدها لا شرقية و لا غربية بل إسلامية, والديمقراطية عند بعض الشعوب العربية هي الحرية المطلقة, وقيل حرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخرين والله الموفق.

5- رد على الأخ فهد العوهلي
سيف بن محمد التركي - بلاد الحرمين الشريفين 04-10-2011 05:53 PM

أخي الفاضل /
وهل أدبيات النظام الديمقراطي نصت على عدم سن قوانين تتعارض مع الشريعة الإسلامية ؟؟
بالطبع لا
إن كان جوابك بنعم .. فمعناها أنك غير مطلع على ذلك النظام والأساس الذي يعتمده في سن قوانينه .

وليتك أيضاً يا أخي تبحث عن تعريف الشرك وتتدبره جيداً ليسهل عليك استيعاب ما ذكرته في تعليقي الأول.
بدلاً من من أسلوب كيل التهم دون بينة والذي نترفع عنه في جدالنا.

4- رد على الأخ سيف التركي
فهد العوهلي 03-10-2011 01:20 PM

أخ سيف السلام عليكم. اعتقد أني معني بمداخلتك لذا لزم علي الرد.
إما أنك لم تقرأ مداخلتي جيدا أو لم تفهمها. انا لا أختلف معك بأن الشرع المطهر هو مصدر التنظيم وسن القوانين التي تحفظ علاقة الفرد الروحية ومن ثم المجتمع بالخالق، وتكفل عدم المس بالحرمات والمحرمات التي حرمها الله .. الدم والمال والعرض وغيرها. ولكن الرسول عليه السلام قال"أنتم اعلم بأمور دنياكم" فترك التنظيم الدنيوي للعباد لسن قوانينه بما يعود بالمصلحة العامة ولا يتناقض مع الشريعة وهذا ماقصدته. فيما يخص عبارتك التالية: من يقبل بالديمقراطية : فقد أشرك مع الكتاب والسنة تشريعات أخرى (أي : أشرك مع الله .
أرجو أن لا تجازف بالإفتاء واتهام الغير بالشرك لمجرد عدم اتفاقك معه بالرأي لأن هذا منهج الخوارج وأربأ بك وبكل خيّر عن هذا الفكر. شكرا

3- نحن قوم أعزنا الله بالإسلام لا غير
سيف بن محمد التركي - بلاد الحرمين الشريفين 02-10-2011 11:51 PM

بداية / جزيل الشكر للدكتور أحمد خضر على ما تفضل بتوضيحه .

وأستغرب كل الإستغراب من المطالبين بنظام حكم ديمقراطي لا يمت للإسلام الذي أعزنا الله به بصلة لا من قريب ولا من بعيد !!

قال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله.

كيف لنا أن لا نعتبره مخالفاً لحكم الإسلام وقد أشرك العاملون به إله آخر (أي تشريع آخر) ألا وهي القوانين الوضعية.

كيف لنا أن لا نعتبره مخالفاً لحكم الإسلام والإحتكام عند نوابه يكون لأصوات الأغلبية كبديل عن القرآن والسنة النبوية الشريفة !!
ألا يعد ذلك شركاً مع الله ؟؟

ألا يؤمن المطالبون بالديمقراطية بأن أحكام الإسلام صالحة لكل زمان ومكان ,وأن العمل بالقرآن والسنة وحدها من دون أن نشرك معها أي تشريعات أخرى واجب على الأمة الإسلامية جمعاء إلى أن تقوم الساعة ؟

ألا يعلم المطالبون بالديقراطية بأن نظامها يجيز الحريات بشكل مطلق كحرية الرأي وحريةالإعتقاد وحرية التملك وغيرها من الحريات اللتي قننتها الشريعة المحمدية.
فمن حق الشخص أن يتملك ما شاء وكيفما شاء بالحلال أم بالحرام ، لا تهم الطريقة ما دامها لم تنل من حرية غيره.
ومن حق الشخص أن يشبع غريزته كيفما شاء بالزواج أو بالزنى أو بأي طريقة تناسبه ما دامها لم تنل من حرية غيره .
ومن حق الفرد في النظام الديمقراطي أن يبدل دينه ويعتقد ما يعتقد وينال من الأنبياء والرسل وغيرهم ، ودفاع الغرب عن الرسام اللعين الذي أساء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لخير دليل على نتانة ذلك النظام الديمقراطي الذي قالوها صراحة بأنه يجيز للشخص أن يعبر بالذي يراه صحيحاً وأنه ليس هنالك من قانون ينص على منعه (أي في النظام الديمقراطي).
وغيرها من الحريات التي قننتها الشريقة الإسلامية بضوابط صانت مجتمعاتنا الإسلامية قروناً من الزمن عندما كنا نتأسى بالحكم الشرعي في جميع شؤون حياتنا.

باختصار /
الديمقراطية مصدرها : الغرب (اليونان تحديدا)
الإسلام : مصدره الله عز وجل (عالم الغيب والشهادة )

المشرع في النظام الديمقراطي : الشعب
المشرع في النظام الإسلامي : القرآن والسنة

من يقبل بالديمقراطية : فقد أشرك مع الكتاب والسنة تشريعات أخرى (أي : أشرك مع الله )
من لا يقبل بغير الإسلام : فقد نجا ونأى بنفسه مما لا تحمد عقباه (ونسأل الله السلامة)

2- تنبيه
يوسف إسماعيل - مصر 24-09-2011 10:36 PM

مقال جميل نشكر الكاتب عليه، ولكن نستأذنه في الإجابة عن التساؤلات التالية:
1- هل الديمقراطية عقيدة أم طريقة لإدارة شؤون البلاد؟
2- إذا كان الغرب قد أنتج منظومة بحثية أو فكرية أو علمية أثبت الواقع أنها تطوير لما لدينا وأكثر تلبية لحاجاتنا فهل نرفضها لمجرد كونها غربية؟
3- لماذا أخذ النبي بفكرة سلمان الفارسي في غزوة الخندق ولم يعتبرها تفرُّسا (على وزن تفرنجا)، وأخذ عمر بن الخطاب بفكرة تدوين الدواوين عن الفرس أيضا، وغيرها الكثير من الأفكار والإبداعات التي كانت لدى الفرس والروم..وإجماع الأمة على أنهم لم يخطئوا، بل على صواب ما فعلوه واستحسانه؟
4- ما رأيك في قيمة الشورى إذا كان الحاكم فاسدا مستبدا؟ ولماذا تجعل الديمقراطية (التي هي سلطة الشعب في اختيار ما يناسبه من أساليب ونظم ومعايير وقوانين لتنظيم شئونه الحياتية) مرادفة إهمال الكتاب والسنة، في حين أنه لا الشورى ولا الديمقراطية عند الشعوب المسلمة تقول بأنها تناقش نصا قاطعا ثابتا قطعي الثبوت والدلالة، وإنما أقصى ما يمكن أن تناقشه هو وضع معايير لتطبيقه أو تقنينه أو أولوية تطبيقه آنيا أم يحتاج لبعض الوقت تمهيدا وتدريجا أو غير ذلك من أسباب تأخيره لا إلغائه؟
أخشى أن الكاتب يرى أن الفساد والاستبداد إذا كان باسم الحكم الإسلامي فأهلا ومرحبا، أما إذا كان باسم الديمقراطية فلعنة الله عليها ولو جاءت بالإصلاح والحرية وهذا ليس من الإنصاف في شيء.
لقد مكث المسلمون القرون الأخيرة لا يقدمون شيئا من النظريات العلمية أو الفكرية التي تخدمهم أو تخدم العالم (وهذه سنة في الكون شعوب تتقدم وشعوب تتأخر)
فما المانع كما أفدناهم حين كنا سادة الدنيا أن نفيد من علومهم على الأقل حتى نقف على أقدامنا، وإن كنت لا أرى مانعا مع التواصل العالمي وثورة المعلومات أن تكون العلاقة بين الغرب والشرق هي علاقة أخذ وعطاء لا حرب وخصام إذا قامت هذه العلاقة على الاحترام المتبادل والندية والتنافس على هداية البشر إلى كل نافع ومفيد.

1- لا انتقائية في الإسلام
فهد العوهلي - عنيزة- السعودية 23-09-2011 02:06 PM

أتفق مع الكاتب الكريم على رفض البدعة في الإسلام.لكن وفق علمي المتواضع فالبدعة هي فيما يبتدع في العبادات وليس فيما ينظم حال المسلمين وأمور حياتهم وهنا تكون سنة حسنة لا بدعة.حكم الله في كتابة وسنة نبيه هي المشرع والدستور، ولكن عندما تعطل كلها أو أوجه كثيرة منها ويكون الفساد والاستبداد والنفاق والسكوت عن إظهار الحق ظاهرة، في حين ترتفع أصوات الصامتين والمنافقين في قضايا أقل أهمية فإن هذه انتقائية في الدين تخدم الشيطان وأعوانه وأخوانه من الإنس وتهدم الدين لا تبنيه.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب