• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم / خطب منبرية
علامة باركود

الإيدز!.. إحصائيات مخيفة.. وعلاجات ضعيفة (خطبة)

الإيدز!.. إحصائيات مخيفة.. وعلاجات ضعيفة (خطبة)
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/2/2023 ميلادي - 5/8/1444 هجري

الزيارات: 6273

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإيدز... إحصائيات مخيفة... وعلاجات ضعيفة[1]

بقلم/ فضيلة الشيخ أحمد بن حسن المعلم[2]

 

الحمد لله الذي لا أغيرَ منه على المحارم، ولا أبغض منه للفواحش والجرائم، ‏ينتقم من المجرمين، ويقطع دابر الظالمين، عذَّب قوم لوط عذابًا لم يعذب به ‏أحدًا من العالمين؛ فقال وهو أصدق القائلين: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 82، 83]، والصلاة والسلام على من بُعِثَ ليُتمِّم مكارم الأخلاق، ويُطهِّر من الفحشاء ‏والمنكر سائر الآفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ‏ورسوله؛ أما بعد، عباد الله: ‏

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى.‏

 

أيها الإخوة المؤمنون:‏

احتفل العالم يوم أمس الأول من ديسمبر باليوم العالمي للإيدز، ذلك الوباء ‏المريع، والداء الشنيع، الذي أقضَّ مضاجع العالم، وأقلق الدول والشعوب، ‏وروَّع سكان الأرض أجمعين؛ لِما يتميز به من انتشار سريع، وآثار مدمرة، ‏واستعصاء على الحلول والمعالجات، يقف أمامه العالم بكل ما يملك من ‏إمكانيات وقدرات علمية ومادية مبهوتًا مذعورًا، لا يستطيع مقاومته، ولا ‏القضاء عليه، ولا حتى الحد من انتشاره؛ لأنه عقاب من الله، ومن ذا يستطيع ‏أن يقف أمام عقاب الله؟ ‏

 

أيها الإخوة المؤمنون:‏

إنما هو التاريخ يعيد نفسه، وصور البغي والكبرياء تتكرر، فمثل هؤلاء مثل ‏قارون الذي رد على قومه بقوله: ﴿ أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [القصص: 78]، فقال الله تعالى رادًّا ‏عليه: ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 78].‏

 

نعم، لقد حصد هذا الوباء من الأنفس ما لم تحصده الحروب والحوادث ‏المختلفة، عشرات الملايين الذين هلكوا بسببه، وعشرات الملايين الذين ‏ينتظرون الهلاك؛ حيث حملوا هذا الفيروس الخبيث المدمِّر، وعشرات ‏الملايين معرَّضة للإصابة به، هذا في العالم، وفي يمننا الحبيب الحالات ‏المسجلة من عام 97 إلى 2010م (3560) حالة، ويُتوقع أن تكون عدد ‏الحالات فعليًّا (30000) حالة، وحسبنا أن نعلم أن عدد الحالات المصابة ‏بالإيدز والمسجلة في محافظتنا حضرموت فقط من يناير إلى أكتوبر هذه ‏السنة (40) حالة، معظمها في الساحل، وإذا حسبناها كما يرى المختصون ‏بأن وراء كل حالة مسجلة عشر حالات غير مسجلة، فإن الحالات الفعلية قد ‏تصل في حضرموت إلى (400) حالة فقط في عشرة أشهر؛ أي: في كل شهر ‏‏(40) حالة، فتصوروا حجم الكارثة المترتبة على هذا الوباء.‏

 

وما دمنا قد تصورنا حجم الكارثة، فيجب أن نعرف سببها؛ ليمكننا الحديث عن ‏علاجها.‏

 

لقد خرجت منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات بأن نحو 93% ‏من أسباب انتشار مرض الإيدز هي العلاقات الجنسية، والعلاقات الجنسية ‏الشاذة أكثر بأضعاف المرات من العلاقات العادية، وأثبت تاريخ المرض أن ‏أول من عُرف أنه أُصيب به أهل اللواط في أمريكا، ويحدثنا المهتمون بأمر ‏الإيدز في بلادنا بأن أكثر الإصابات به كان سببها اللواط، وهذه حقائق علمية ‏وتاريخية وواقعية، قبل أن تكون استنتاجات فقهية أو وعظية.‏

 

ولكن واجب البيان يحتم علينا أن نردها إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله ‏عليه وسلم؛ لنعلم كيف سُلِّطت على هذا العالم.‏

 

وعندما ترجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ تجد أن الله ‏تعالى يقول: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].‏

 

ويقول جل ذكره: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، ويقول معللًا إغراق قوم فرعون ‏وإهلاكهم: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الزخرف: 55]، وعندما نرده إلى ‏الرسول صلى الله عليه وسلم نجده يقول: ((إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد ‏أحلوا بأنفسهم عذاب الله))؛ [رواه الطبراني والحاكم عند ابن عباس وهو ‏صحيح]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى ‏يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ‏الذين مضوا))؛ [رواه ابن ماجه والحاكم عند ابن عمر وهو صحيح].‏

 

وها هي ذنوب الناس ومعاصيهم وكفر بعضهم وإلحاده ومحاربته لله ورسوله ‏وللمؤمنين - قد ظهرت بشكل لا يكاد يوجد له مثيل من قبل، وها هي الفاحشة ‏من الزنا واللواط، والخمور والمخدرات، وأنواع الفواحش ما ظهر منها وما ‏بطن، قد أُعلنت، بل قد قُنِّنت ورُخِّصت، وأصبح ملومًا من ينكرها أو يدعو ‏لمحاربتها، ويُعَدُّ متعديًا على الحرية وحقوق الإنسان.‏

 

عباد الله:‏

إن دعاة الرذيلة لم يعدوا مجرد مذنبين أو دعاة للفاحشة ومحبين أن تشيع ‏في الناس فقط، ولكنهم تعدوا ذلك فاعتدوا على الفطرة التي فطر الله الناس ‏عليها، واعتدوا على القيم التي ترعرت الأمم عليها، وتوارثتها جيلًا بعد جيل، ‏إن دعاة الرذيلة لم يقفوا عند الدعوة الصريحة للفاحشة، بل تعدوا إلى تجريم ‏من ينكر الفاحشة؛ كما قال قوم لوط: ﴿ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56]، فإن من دعاة الفاحشة اليوم قد سنُّوا القوانين، وأبرموا ‏الاتفاقات، ونشروا المفاهيم التي تجعل من كل من يقاوم الفاحشة مجرمًا ‏يستحق أنواعًا من العقوبات.‏

 

إن العصابات الممسكة بقيادة عدد من المنظمات الدولية ذات السلطة الواسعة ‏في العالم، إنها تجر العالم بأسره إلى غضب من الله، وانتقام لم يسبق له مثيل؛ ‏لأنها قد حاربت الله والفطرة التي فطر الناس عليها، بما لم يحارب به أحد من ‏العالمين فيما مضى، وليس غريبًا أن يمضي ذلك ويمر على الكافرين، ولكن ‏الغريب حقًّا أن يتابعهم على ذلك بعض الدول التي تنتمي للإسلام، ويدين ‏شعبها به.‏

 

نعم لقد شرعت الفاحشة من زنا ولواط من معظم بلدان العالم غير الإسلامي، ‏وفي بعض دول العالم الإسلامي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.‏

 

وأكبر من ذلك؛ فقد قننت عدد من الدول الزواج المثلي؛ أي أن يتزوج الرجل ‏بالرجل والمرأة بالمرأة، وتجري عقود ذلك رسميًّا، وتُقام له الحفلات، كما ‏تُقام للزواج المعتاد تمامًا وباسم حقوق الإنسان؛ ليعد من ينكر ذلك مجرمًا ‏تُفرَض عليه العقوبة، فماذا ننتظر بعد ذلك؟‏

 

وحينما علموا أنه لا يمكن تسويق ذلك بهذا الوضوح والصراحة في بلاد ‏العرب والمسلمين، لجؤوا إلى مقدماته، فأرغموا عددًا من الدول على التوقيع ‏على اتفاقية السيداو، وتبنِّي مفهوم النوع الاجتماعي – الجندرة - اللذين ‏يعنيان برفض جميع أنواع التمييز بين الرجل والمرأة في كل شيء، وما ذلك ‏إلا خطوة نحو الوصول إلى ما وصلت إليه بعض دول الغرب من تلك ‏التشريعات، التي تعكس جميع أنواع الفطرة والقيم الأخلاقية، والأحكام ‏الشرعية والإنسانية، هذا بالإضافة إلى تسويق وسائل الإثارة الجنسية ‏المؤدية إلى ارتكاب الفاحشة؛ مثل: القنوات، والمواقع الإباحية، والصور، ‏وغيرها.‏

 

وإذا كانت بعض الدول قد تبنَّت ما تفرضه المنظمات المنحرفة، بل المحاربون ‏للفطرة، فإن بعض الأفراد قد باعوا أنفسهم للشيطان من شياطين الجن ‏والإنس؛ فتبنَّوا نشر القنوات الإباحية، غير المشفرات، والمواقع الإباحية عبر ‏بعض مقاهي الإنترنت والأفلام والسيديهات التي يتداولها الشباب، وتتولى ‏بثها بعض الفنادق واللوكندات، هذا كله موجود والدول تغض النظر عنه، ‏والناس عنه غافلون، وكثير من الأسر قد غزاها ذلك إلى داخل بيوتها، ‏ووصلت شروره إلى أبنائها وبناتها، وهم عنه في غفلة.‏

 

وهذه هي صرخة النذير، فهل من سامع؟ هل من منتبه؟ هل من متحرك لإنقاذ ‏البلاد والعباد من شرٍّ بدأت علاماته وظهرت سحبه؟ يقول عنها البعض: هذا ‏عارض ممطرنا؛ والحقيقة كما قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 24، 25].‏

 

عباد الله:‏

إن مرض الإيدز إنما هو عقوبة إلهية على ما وصل إليه العالم من انحراف ‏ومحاربة للفطرة، ونشر للفاحشة ومجاهرة بها، فهل يعقل الناس ذلك؟ وهل ‏يتعظون ويعتبرون ويرجعون إلى ربهم، فيتوبوا مما هم فيه؟ كما قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ﴾ [الأنعام: 43]، هذا هو الواجب، ولكن الواقع عكس ذلك؛ ‏كما قال تعالى عن إخوانٍ لهم سابقين: ﴿ وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]، ثم تأتي النتيجة المرَّة: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 44، 45]. ‏

 

وهذا ما ينتظر العالم إذا لم يأخذوا على أيدي المجرمين ويأمروهم بالحق.‏

 

إن الملاحظ أن الجهود التي يبذلها العالم لمحاربة الإيدز والقضاء عليه جهود ‏فاشلة، لن تؤدي إلى نتائج حاسمة، ولا علاج ناجح؛ لأنهم مع معرفتهم ‏الكاملة بالسبب الحقيقي لانتشار المرض؛ وهو الفاحشة والشذوذ، نجدهم ‏يفصلون هذا السبب، ولا يعملون على إزالته، بل بالعكس ما زالوا يعمقونه ‏ويرسخونه ويشرعونه، وبدل أن يعملوا على إزالته، نجدهم يتواطؤون على ‏إبقائه، ويسعَون فقط لجعله آمنًا باتجاه وسائل تجعل الزاني واللوطي ‏يستمران في ممارسة فواحشهما، ولكن بطرق تمنع من انتشار المرض، ولن ‏يصلوا بذلك إلا إلى مزيد من المعاناة والمرض: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81].‏

 

ولئن كان أولئك القوم كفارًا، لا يرجون لله وقارًا، بل يعبدون أهواءهم ‏وشهواتهم وفروجهم، فإن الواجب علينا - معشر المسلمين - ألَّا نؤمل الخير ‏من قِبلهم، ولا ننتظر الحلول من جهتهم، ولا نعلق آمالنا بهم، ولا نربط مصيرنا ‏بمصيرهم، بل يجب أن نبحث لأنفسنا عن الحلول والمعالجات، فيما عندنا من ‏الهدى ودين الحق، وفيما ورثه لنا إسلامنا من الأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة، ‏ونحارب ما يخالف ذلك ويتعارض معه.‏

 

وعندما نوقن بعِظَمِ الخطر وفداحة المشكلة، فيجب أن نلتفت إلى ذاتنا ‏وأعمالنا، ونقلع مما أوجب لنا ذلك؛ قال تعالى: ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 10، 11].‏

 

علينا أن نرجع إلى دستورنا العظيم، ومعجزة نبينا الخالدة؛ القرآن الكريم؛ ‏الذي وصفه منزله سبحانه بأنه هدًى وشفاء، وهدًى إلى كل خير وصلاح ‏وفلاح، يُخرِج من اتبعه من كل خطر وكارثة وبيلة، وشفاء عام لكل مرض ‏روحي أو جسدي، عام أو خاص، صحي أو اجتماعي، اقتصادي أو سياسي، ‏لكل أنواع الأمراض؛ قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44]. ‏

 

هذا هو كتاب الله، هذا هو القرآن الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ‏وهو لا يزال كذلك.‏

 

إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم، وجدناه قد نهانا عن الاقتراب من أسباب ‏الفاحشة، سيما هذا المرض؛ فقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، وقال ناهيًا عن الزنا واللواط وكل أنواع الفواحش: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأنعام: 151]، وقال واصفًا عباده المؤمنين الصالحين: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ [النجم: 32].‏

 

أيها الإخوة المؤمنون:‏

إن الله تعالى لم ينْهَ عن مواقعة الزنا، بل نهى عن قربانه، ويفهم من ‏ذلك النهي عن كل ما يؤدي إلى الزنا؛ وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ ﴾ [الأنعام: 151] يؤدي نفس المعنى، وهكذا وصف الصالحين باجتناب كبائر الإثم ‏والفواحش، يدل على أنهم يكونون في جنب آخر غير الجنب الذي فيه تلك ‏الذنوب والفواحش، وإذا كان الأمر كذلك، فيجب علينا أن نتجنب كل أسباب ‏الوقوع في الفواحش؛ ومن ذلك:‏

 

‏‏• ‏منع الاختلاط في جميع المرافق بين الجنسين.‏

 

‏‏• ‏ومنه منع جميع وسائل الإثارة والشهوات من مسموع ومرئي، ‏سواء كانت أفلامًا أو أقراص حاسوب من القنوات والمواقع ‏الإلكترونية وغيرها، ويعاقب كل من يروج لذلك؛ لأنه أقوى سبب ‏لانتشار الفاحشة.‏

 

‏‏• ‏ومنه إحسان تربية الأطفال والشباب ذكورًا وإناثًا، حتى يتحلوا ‏بالفضائل، ويتخلوا عن الرذائل، ومنه إقامة الحدود والتعازير ‏الشرعية على كل من يثبت عليه ما يوجب ذلك، ويشيع ذلك، ويظهره؛ ‏كما قال تعالى: ﴿ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2]؛ ليكون ‏زاجرًا لكل من تسول له نفسه ذلك، ومنه تيسير أمر الزواج ‏وإزالة العوائق من أمامه، ويدخل في ذلك عدم تحديد سن معين ‏للزواج؛ حتى يتمكن كل أحد من النظر لِما فيه مصلحته ومصلحة من ‏تحت يده.‏

 

‏‏•‏ ومن أسباب الوقاية من هذا المرض أيضًا ضبط حدود البلاد، ومنع ‏الحاملين له من الاختلاط بالناس ونشر بلائهم فيهم.‏

 

‏‏• ‏ومنه ضبط المرافق الصحية، والأطباء العاملين الصحيين؛ لمنع ‏انتقاله عبر الدماء الملوثة والحاملين له.

 

‏• ‏ومنه حسن التصرف مع المرضى بهذا المرض؛ إذ ليس كل ‏مريض بالإيدز هو زانٍ، فلا يجوز عد وتصنيف المرضى بأنهم زناة ‏أو لوطيون وليس كلهم مذنبين، ولكن اللائق بنا أن نحسن معاملتهم، ‏ونرفع من معنوياتهم، ونأخذ بأيديهم إلى التوبة والصلاح؛ لأن في ‏ذلك خيرهم وخير المجتمع، وكبحًا لشرهم عن الآخرين.‏

 

بينما إذا قنَّطناهم من رحمة الله، وأوحينا إليهم أنهم منبوذون وممقوتون، ‏وأنهم أعداء لأنفسهم والمجتمع، فسوف تمتلئ نفوسهم بالحقد على الجميع، ‏ويحاولون الانتقام من الكل، ويبذلون كل ما في وسعهم لنشر هذا المرض ‏فيمن حولهم، ومن ثَمَّ نساهم من حيث لا نشعر في تفشي المرض وزيادة ‏المشكلة.‏



[1] أصل الموضوع خطبة جمعة بتاريخ 27/ ذي الحجة/ 1431هـ في مسجد خالد بن الوليد بمدينة المكلا، حضرموت.

[2] رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت، مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد، عضو جمعية علماء اليمن، رئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية في حضرموت، رئيس مجلس أمناء كلية الريان للعلوم الإنسانية والتطبيقية، ورئيس منتدى المعلم الثقافي الاجتماعي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإيدز (A.I.D.S)
  • الإيدز الإعلامي
  • الإيدز الثقافي
  • مرض الإيدز وانتشاره في السودان
  • الفاحشة وطاعون الإيدز

مختارات من الشبكة

  • إيدز الأخلاق(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • تقارير علمية تؤكد أن الختان يقلل الإصابة بالإيدز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مالاوي: حملة إسلامية ضد العادات والتقاليد الخاطئة التي تنشر الإيدز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مالاوي: المسلمون يطالبون بتشديد الإجراءات لمنع انتشار الإيدز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مالاوي: مكافحة مرض الإيدز بالقرآن الكريم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • اليوم العالمي لمرض فقدان المناعة المكتسب (السيدا - الإيدز)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذروا الإيدز(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مالاوي: المجتمع الإسلامي يساهم في مكافحة الإيدز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أوغندا: محاربة الإيدز بالختان وتعدد الزوجات والوعي الديني(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الإيدز الاقتصادي (3-3)(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب