• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل / قالوا عن الشيخ رحمه الله
علامة باركود

الإمام الجليل شيخ الدليل والتعليل: عبدالله بن عبدالعزيز العقيل

الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد

المصدر: جريدة الجزيرة الاثنين 14 شوال 1432 العدد (14228)
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2011 ميلادي - 15/10/1432 هجري

الزيارات: 17351

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإمام الجليل شيخ الدليل والتعليل

العلامة الشيخ الفقيه عبدالله بن عبدالعزيز العقيل - رحمه الله -


الحمد لله وحدَه، والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبيَّ بعدَه.

 

وبعدُ:

فلا تخفَى مكانةُ العلماء، ورِفعة شأنهم، وعلوُّ منزلتهم، وسموُّ قدرهم؛ إذ هم في الخير قادة وأئمَّة تُقتَصُّ آثارهم، ويُقتَدى بأفعالهم، ويُنتَهى إلى رأيهم، ويَستغفِر لهم كلُّ رطبٍ ويابس حتى الحِيتان في الماء، بلَغ بهم عِلمُهم منازلَ الأخيار، ودَرجات المتَّقين الأبرار، فسَمتْ به منزلتُهم، وعلَتْ مكانتهم، وعظُم شأنهم، وارتَفع قدرُهم؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال - تعالى -: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]؛ ولهذا فإنَّ فقْدهم خَسارةٌ فادحة، وموتهم مصيبةٌ عظيمة؛ لأنهم نور البلاد، وهُداة العباد، ومَنار السبيل، فقبضُهم قبضٌ للعلم، فما ذهاب العلم إلا بذهاب رجاله وحملته وحُفَّاظه.

 

وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ الله لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكنْ يقبض العلمَ بقبضِ العلماء)).

 

ولهذا لما مات زيدُ بن ثابتٍ - رضي الله عنه - قال ابن عباس - رضِي الله عنهما -: "مَن سرَّه أنْ يَنظُر كيف ذهاب العِلم، فهكذا ذهابه"؛ أي: إنَّ ذهابه بذهاب أهله وحملته.

 

وقال عبدالله بن مسعود - رضِي الله عنه -: "عليكم بالعلم قبلَ أنْ يُقبَض، وقبضُه ذهاب أهله".

 

ولهذا يُعَدُّ موتُ العالم خسارةً فادحة، ونقصًا كبيرًا، وثُلمةً في الإسلام لا تُسَدُّ؛ كما قال الحسن البصري - رحمه الله -: "موتُ العالم ثُلمةٌ في الإسلام لا يسدُّها شيءٌ ما اطَّرد الليل والنَّهار".

 

وقد فُجِعت الأمَّة بموت عالمٍ من عُلَمائها الذين كانوا عُنوانًا للمجْد في عِلمهم وعَملهم، أحسَبُه - والله حسيبُه ولا أُزكِّي على الله أحدًا - ممَّن صدَقُوا ما عاهَدُوا الله عليه، وهو فضيلة شيخنا الشيخ العلامة الوالد فقيه القضاة وإمام المذهب أبي عبدالرحمن عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله بن عبدالكريم بن عقيل آل عقيل.

 

فقد نشأ - رحمه الله - وبدأ جادَّة العلم بالقِراءة والكتابة على يد والده الشيخ عبدالعزيز، وبعد ذلك لزم محضن التعليم الأولي (الكُتَّاب) عند الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان آل دامغ - رحمه الله.

 

وكان والده حريصًا على إحضاره لجلسات المشايخ، وبعض الدروس لدى الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - وذلك سنة 1348هـ تقريبًا؛ من باب الدُّربة له وتهيئته لحبِّ العلم وتحصيله.

 

وبعدَ ذلك التحَقَ بالمدرسة الأهليَّة النموذجيَّة التي افتَتَحها الشيخ صالح بن ناصر آل صالح مع الطبقة الأولى، ودرس فيها مُدَّةً، ثم التحق بمدرسة الشيخ عبدالله القرعاوي التي افتتحها سنة 1348هـ.

 

وقد لازَم - رحمه الله - ثُلةً من علماء القصيم وغيرهم، وقد كانت ملازمته لهم من خِلال الطَّلب المباشر، والتَّواصُل بالرسائل والمراسلات العلميَّة، الحافلة بنَوادر الفوائد، وعَمِيق الأوابد، بل تداوَل من خِلال تلك المراسلات جملةً من النَّوازِل، فكان العالم الغائب ببدَنِه عن مَشايخه، والحاضر بمراسلاته ومُناقشاته، ومن هؤلاء العلماء:

• العلامة العَبقري الفقيه المفسِّر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي: وكانت بداية الطَّلب عليه سنة 1348هـ، وكان مجموع السنوات التي درس فيها على الشيخ 12 سنة، ومَن قرأ على الشيخ عبدالله بن عقيل - رحمه الله - أو نظَر في مُؤلَّفاته وكِتاباته، أدرَك عُمق محبَّته لشيخه عبدالرحمن السعدي، فهو مُعتَنٍ بفقه شيخه واختياراته العلميَّة، وتأثُّره بفِكر الشيخ ومَسلَكه في التوجيه والعَرض العلمي - رحمهما الله.

 

• العلامة المحدث عبدالله القرعاوي: التَحَقَ الشيخ بمدرسته التي افتتَحَها سنة 1348هـ، وحَفِظَ عليه مجموعةً من المتون، فكان ممَّا قرأ عليه: القرآن، و"ثلاثة أصول"، و"متن الرحبية" في الفرائض، و"الآجرومية"، وأوَّل "الألفية" من النحو، وكتاب مختصر: "الثمرات الجنية في الفوائد النحوية"، ومتن مختصر في الصرف، و"تحفة الأطفال" في التجويد، و"متن الجزرية" في التجويد، ومبادئ في مصطلح الحديث، و"البيقونية"، و"الأربعين النووية"، وقصيدة غرامي صحيح، وغيرها، وسمع منه مسلسل المحبة في مدرسته بتاريخ 10 شعبان 1339هـ، وأجازه إجازة عامَّة بتاريخ 1 ربيع الأول 1361هـ في أبي عريش بجنوب المملكة، واستفاد أيضًا منه في جنوب المملكة بين عامي 1358هـ و1365هـ، ولم تنقطع الصلة بينهما بعد ذلك.

 

• سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -: أخَذ عنه ابن عقيل - رحمه الله - في الرياض لما كان قاضيًا فيها، ثم لازَمه أربعةَ عشر عامًا، وذلك أثناء العمل معه في دار الإفتاء، فاستَفاد من علمه وأخلاقه، وحُسن تدبيره، وسياسته في الناس، وكانت له منزلةٌ عالية عند الشيخ، حتى كان يُنِيبه في الفتوى عنه.

 

• العلامة المحدِّث علي بن ناصر أبو وادي - رحمه الله -: قرأ عليه شيخُنا أطرافًا من الكتب الستَّة و"مسند الإمام أحمد"، و"مشكاة المصابيح" بعد صلاة الفجر في عدَّة أيَّام من شهري ربيع الأول وربيع الآخر عام 1357هـ، وأجازَه بروايتها عنه.

 

وغيرهم من أهل العلم قد لازَمهم شيخنا - رحمه الله - وثمة إشارة هنا تتعلَّق بأثَر ملازمات الشيخ؛ فهو تنوَّع في مُلازَماته العلميَّة ما أضفى على شخصيَّته منهجًا في تعامُلاته مع أفراد المجتمع، فكان ينزل العلماء والوجهاء وطلاب العلم والمثقَّفين والعامَّة منازلهم، كما أنَّه - رحمه الله - تميَّز بحصافةٍ في فهمه، وتوازُن في مواقفه، وعُمق في تعليمه، وفَصاحة في بَيانه، ودقَّة في تحليله وتقريراته، وكان بارزًا في حُسن توصيفه وتكييفه الفقهي للمسائل، وحِرصه على النُّصوص ونقْد ضعيفها، يتَّضح ذلك لِمَن جالَس الشيخ علميًّا وتداوَل معه تقريرات الفقهاء في مُدوَّناتهم، وعنايته بالدَّعوة ومناشطها، وطلاب العلم وإنتاجاتهم العلميَّة - فرحمه الله رحمة واسعة.

 

وقد عُرِفَ - رحمه الله - بعِنايته بالإسناد والإجازات العلميَّة؛ نشرًا للعلم، وحِفظًا لطَرائق أهل العلم في تعظيم الإسناد وحِفظه، وخُرِّجت لفضيلته عدَّة أربعينات، فمنها: "الأربعون في فضل المساجد وعمارتها"؛ خرَّجها له محمد بن ناصر العجمي، و"النوافح المسكية في الأربعين المكية"؛ خرَّجها له الشيخ محمد زياد التكلة، و"الأربعون الحنبلية" و"الثمانون"؛ خرَّجهما له الشيخ صالح العصيمي، و"الأربعون في الحج" و"الأربعون في الصيام"؛ خرَّجهما له الشيخ باسل الرشود، و"الأربعون في العلم"، و"الأربعون في فضل التوحيد"، وقد قُرِئَتْ هذه الأجزاء على شيخنا في الرياض وفي مكة المكرمة وفي جدة وفي الكويت.

 

كما خرج لفضيلته جزء: "النجم البادي في عوالي مقروءات العلامة ابن عقيل على شيخه المحدث علي أبو وادي"، وهي المواضع التي قرأها - رحمه الله - على شيخه علي أبي وادي، وخرج له: "الأوائل العقيلية"؛ خرَّجها له: الشيخ بدر بن طامي العتيبي.

وكان - رحمه الله - يُعَدُّ من رجالات الدولة؛ حيث شكَّلت له هذه السِّمة - بعد توفيق الله - ما تقلَّده من الوظائف العلميَّة والعمليَّة في القضاء والإفتاء؛ فقد اختِيرَ الشيخ عبدالله عام 1353هـ وهو في مَطلَع شَبابه مع المشايخ الذين أمَر الملك عبدالعزيز ببعْثهم قُضاة ومرشدين في منطقة جيزان، فكان نصيب الشيخ عبدالله مع عمه الشيخ عبدالرحمن بن عقيل - قاضي جازان - أنْ عمل مُلازمًا وكاتبًا، مع ما كان يقوم به من الإمامة، والخطابة، والحسبة، والوعظ، والتدريس.

 

وفي تلك الفترة وأثناء مُكوثه في جازان خرج مع الهيئة التي قامت بتحديد الحدود بين المملكة واليمن، حيث ظلَّت تتجوَّل بين الحدود والقبائل الحدوديَّة بضعة أشهر من سنة 1355هـ، وفي عام 1357هـ رجَع الشيخ إلى بلدة عنيزة، ولازَم شيخه ابن سعدي مرَّةً أخرى بحضور دروسه ومحاضراته حتى عام 1358هـ، حيث جاءت برقيَّة من الملك عبدالعزيز لأمير عنيزة بتعيين الشيخ لرئاسة محكمة جازان خلفًا لعمه عبدالرحمن، فاعتذَر الشيخ عن ذلك، فلم يقبَل عذره، فاقترح على الشيخ عمر بن سليم - رحمه الله - التوسُّط بنقل قاضي أبي عريش الشيخ محمد بن عبدالله التويجري من أبي عريش إلى جازان، ويكون هو في أبي عريش؛ فهي أصغر حجمًا، وأخفُّ عملاً، فراقَتْ هذه الفكرة للشيخ عمر بن سليم فكتب للملك عبدالعزيز الذي أصدر أمرَه بذلك، ومن ثَمَّ سافر الشيخ عبدالله إلى أبي عريش مباشرًا عمَلَه الجديد في محكمتها، مع القيام بالتدريس والوعظ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ذلك في رمضان من سنة 1358هـ، وفي سنة 1359هـ نقل الشيخ عبدالله إلى محكمة فرسان، لكنَّه لم يدمْ هناك طويلاً، فما لبث أنْ أُعِيدَ إلى محكمة أبي عريش مرَّة أخرى، ليمكُث فيها قاضيًا مدَّة خمس سنوات مُتَتالية.

 

وفي رمضان سنة 1365هـ نقل الشيخ بأمرٍ من الملك عبدالعزيز إلى محكمة الخرج، وذلك باقتراحٍ من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ولم يَدُمْ مكث الشيخ عبدالله في محكمة الخرج إلا قُرابة السَّنة؛ حيث تَمَّ نقلُه إلى المحكمة الكبرى في الرياض، وقد كان ذلك في شوال سنة 1366هـ، ظلَّ الشيخ قاضيًا في الرياض حتى سنة 1370هـ، إلى أنْ أمَر الملك عبدالعزيز بنقله قاضيًا لعنيزة مسقط رأسه، ومقر شيخه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، ولم يمنَعْه موقعه وهو قاضي عنيزة من متابعة دروسه العلميَّة، والاستفادة منه طيلة المدَّة التي مكَث فيها بعنيزة، وقد أشرف خِلال هذه الفترة على إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة عنيزة.

 

ومكَث الشيخ قاضيًا لعنيزة حتى سنة 1375هـ، حيث أُنشِئت دار الإفتاء في الرياض برئاسة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - وعُيِّنَ الشيخ عبدالله بن عقيل عضوًا فيها بأمر الملك سعود، وباشَر عمله في رمضان سنة 1375هـ.

 

وكان تعيين الشيخ في دار الإفتاء فرصةً عظيمة له لملازمة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - والاستمرار في الاستفادة منه، وأثناء عمل الشيخ عبدالله في دار الإفتاء أصدر مجموعة من العلماء برئاسة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم صحيفةً إسلامية سميت بـ"الدعوة"، وكانت فيها صفحةٌ للفتاوى، تولى الإجابة عليها أوَّل أمرها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ثم وكل للشيخ عبدالله بن عقيل تحريرها، والإجابة على الفتاوى التي تردُ من القُرَّاء، وقد جُمِعتْ هذه الفتاوى وطُبِعت في مجلَّدين باسم: "فتاوى ابن عقيل".

 

وبعد وَفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رئيس القُضاة - أمَر الملك فيصل بتَشكِيل لجنةٍ للنظَر في المعاملات الموجودة في مكتَبِه، فترأَّس الشيخ عبدالله تلك اللجنة التي سُمِّيت اللجنة العلميَّة، وقد ضمَّت في عضويَّتها كلاًّ من الشيخ محمد بن عودة، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ عمر المترك.

 

وفي عام 1391هـ وبعدَ أنْ أنهت اللجنة العلميَّة أعمالها، انتقَلَ الشيخ عبدالله بن عقيل بأمرٍ من الملك فيصل إلى عُضويَّة هيئة التمييز، بمعيَّة كلٍّ من الشيخ محمد بن جبير، والشيخ محمد البواردي، والشيخ صالح بن غصون، والشيخ محمد بن سليم، ورئيسهم الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد.

 

وفي عام 1392هـ تشكَّلت الهيئة القَضائيَّة العُليا برئاسة الشيخ محمد بن جبير، وعُضوية الشيخ عبدالله بن عقيل، والشيخ عبدالمجيد حسن، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ غنيم المبارك.

 

وفي أواخِر عام 1393هـ انتقَل عملُ الشيخ من الهيئة القضائيَّة العُليا إلى مجلس القَضاء الأعلى الذي تشكَّل برئاسة وزير العدل في ذلك الوقت الشيخ محمد الحركان - رحمه الله - حيث تعيَّن فيه الشيخ عبدالله عضوًا، إضافةً إلى عضويته في الهيئة الدائمة لمجلس القضاء الأعلى.

 

ثم عُيِّنَ الشيخ رئيسًا للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى إثْر انتقال الشيخ محمد الحركان إلى رابطة العالم الإسلامي، وتعيين الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد - رحمه الله - خلفًا له في رئاسة المجلس، كما كان الشيخ عبدالله بن عقيل يترأَّس المجلس الأعلى للقضاء نيابةً عن الشيخ عبدالله بن حميد أيَّام انتِدابِه، وأيَّام سفره للعلاج.

 

وقد اختِيرَ الشيخ عبدالله بن عقيل لعُضويَّة مجلس الأوقاف الأعلى إبَّان إنشائه في سنة 1387هـ، واستمرَّ في عُضويَّته إلى جانب أعماله التي تقلَّدَها حتى بلَغ السن النظامي للتقاعُد في سنة 1405هـ، ثم مُدِّدَ له لعام واحد.

 

ولم يَكُنِ التقاعد عن العمل الوظيفي تقاعدًا عن الأعمال عند الشيخ، فها هو يترأَّس الهيئة الشرعيَّة التي أُنشِئتْ للنظَر في مُعامَلات شركة الراجحي المصرفيَّة للاستثمار؛ ومن ثَمَّ النظر فيها بما يُوافِق الشريعة، وكانت اللجنة تضمُّ في عُضويَّتها كلاًّ من الشيخ صالح الحصين - نائبًا للرئيس - والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ عبدالله بن بسام، والشيخ عبدالله بن منيع، والشيخ يوسف القرضاوي، واستمرَّ رئيسًا لهذه اللجنة ما يزيدُ على عشرين عامًا كنت أحدَ أعضائها في بعض فتراتها تحت رئاسته - رحمه الله.

 

وقد فرَّغ الشيخ عبدالله نفسه منذُ أنْ تقاعَد عن العمل الرسمي للعلم وأهله وطلبته، فلا تَكادُ تجدُه إلا مشغولاً بالعلم تعلُّمًا وتعليمًا، بالإضافة إلى إجابة المُستَفتِين حُضوريًّا وعلى الهاتف - رحمه الله.

 

وقد أثنى عليه أهلُ العلم، وهو محلٌّ للثناء - رحمه الله رحمة واسعة - فقد عُرِفَ بلُطفه وحُسن خلقه، راسَلَه شيخه ابن سعدي بقوله: "من المحبِّ عبدالرحمن الناصر السعدي إلى جناب الولد النَّجيب، ذي الأخلاق المرضيَّة، والشمائل الزكيَّة، مَن نسأل الله - تعالى - أنْ يُرقِّيه في درج الكمال، ويُوصله إلى (أعلى) المقامات، بما مَنَّ الله عليه من علمٍ نافع، وعملٍ صالح، وعمل متعدٍّ، المكرَّم عبدالله بن عبدالعزيز العقيل المحترم، حفظه الله وتولاَّه..." عبدالرحمن بن ناصر السعدي، سنة 1358هـ.

 

"من المحبِّ عبدالرحمن الناصر السعدي إلى جَناب الولد المكرَّم، ذي الأخلاق الجميلة، والآداب الحسنة، والشَّمائل المستحسَنة، عبدالله العبدالعزيز العقيل المحترَم، حفظه الله وتولاه، وأصلح له دِينَه ودُنياه، آمين..."، عبدالرحمن بن ناصر السعدي، 1359هـ.

 

وإنَّني أُسجِّل هنا التعامُل الكريم، والاستقبال الجليل، والتقدير الكبير، الذي أحظَى به من لدُن فضيلته - رحمه الله - في كلِّ لقاءٍ التقَيْتُه أو مناسبةٍ تجمعني به - رحمه الله - فهو لطيفُ المعشر، أنيس المجلس، مجلسه مجلسُ علمٍ وفقه وبحث، مع الظرف الذي يحظى به في حديثه وأطروحاته ومحاوراته، وحُسن أدَبِه، وجمِّ تواضُعه، وقد تكرَّم - رحمه الله - فمنحني إجازةً علميَّة بسنده المتَّصل عن مَشايخه - رحمهم الله جميعًا.

 

كما أُسجِّل التقديرَ العظيم الذي يُكِنُّه لوالدي - رحمه الله - في علمه وفقهه، وذكائه وبُعد نظره، وحُسن إدارته ومعرفته للأمور.

 

وقد أمدَّ الله في عُمر الشيخ حتى قرَّت عينُه بالتلاميذ النُّجَباء الذين يتَوارَدُون على حَلقاته العلميَّة في مسجده ومنزله في حلِّه وترحاله من داخِل البلاد وخارجها، فكان الشمس الساطعة حوله الكواكب النَّيِّرات، فلفَضلِه ونُبله لم تحجب شمسه أنوار الكواكب من حَولِه ينهلون من علمه وموائد أدَبِه.

 

كما قرَّت عينه بما نُشِرَ من تُراثه العلمي؛ من فقهٍ وفتاوى، ورسائل وإخوانيَّات، وقُطوف أدبيَّة وعلميَّة.

 

فكلُّ هذا الثَّراء والثَّروة لم يتوافر على وجهه، ولم يستوِ على سُوقه إلا بعد أنْ ترَك الشيخ - رحمه الله - الأعمال الرسميَّة، فعظُمت فوائده، والتفَّ الطلاب حولَه، وذاعَ صِيتُه، وانتشَر فضلُه.

 

ولعلَّ هذا - إنْ شاء الله - من عاجل بُشرَى المؤمن.

 

وهنا فإنِّي أدعو أبناءَ وطلاب شيخنا بالسَّعي الحثيث على نشْر علم الشيخ ومَآثِره، وتدوين سيرته مُطوَّلةً حافلةً بجميل أيَّامه، وعاطِر مجالسه وموائده العلميَّة.

 

رَحِمَ الله شيخَنا ورفَع منزلته في عِليِّين، وبارَك في علمه وولده وطلابه، اللهم اجبرنا في مُصِيبتنا واخلفنا خيرًا منها.

 

وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحبه وسلَّم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تعزية خاصة من الشيخ الشاويش لأبناء سماحة الشيخ العقيل وذويه وطلابه
  • الشيخ عبدالله بن عقيل .. نجم أفل
  • العلاّمة الشيخ عبدالله بن عقيل.. فقيد العلم والخلق
  • العلامة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
  • مع شيخي العلامة الفقيه عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
  • مواقف مع الشيخ عبدالله بن عقيل رحمه الله
  • "قصتي في طلب العلم" للشيخ عبدالله بن عقيل
  • شيخ الحنابلة وآخر تلاميذ العلامة السعدي الشيخ عبدالله العقيل
  • بعد أن أمضى سبعين عامًا في القضاء وطلب العلم وتدريسه..
  • سبع وقفات في سيرة سماحة الشيخ عبد الله العقيل رحمه الله
  • رثاء وعزاء
  • عبدالله بن عقيل.. من بقايا الصالحين
  • ترجمة موجزة لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل رحمه الله

مختارات من الشبكة

  • في وفاة العلم العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • رحم الله معالي الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رحمة واسعة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • رجال في ذاكرة الوطن: معالي الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله ابن دغيثر (PDF)(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (9)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (8)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (7)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (6)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (5)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (4)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (3)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب