• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات
علامة باركود

الإعجاز العلمي في حديث الأبهر

الإعجاز العلمي في حديث الأبهر
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/9/2014 ميلادي - 21/11/1435 هجري

الزيارات: 79325

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإعجاز العلمي في حديث الأبهر


في البداية والنهاية للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي:

"قال البخاري: رواه عُروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَمَّا فُتِحت خيبر، أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ).

 

وقد قال الإمام أحمد: حدَّثنا حجاج، ثنا ليـث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: لَمَّا فُتِحت خيبر، أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجمعوا لي مَن كان هنا من اليهود)، فجمعوا له، فقال لهم النبي: (هل أنتم صادِقي عن شيءٍ إذا سألتُكم؟)، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال: (هل جعلتُم في هذه الشاة سُمًّا؟)، فقالوا: نعم، قال: (ما حَمَلكم على ذلك؟)، قالوا: (أردنا إن كنتَ كاذبًا أن نستريحَ منك، وإن كنتَ نبيًّا لم يَضرَّك).

 

وفي الصحيحين من حديث شُعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مسمومة، فأكَل منها، فجِيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، قالت: أردتُ لأقتلك، فقال: (ما كان الله ليُسلِّطَك عليّ)، أو قال: (على ذاك)، قالوا: ألا نقتلها؟ قال: (لا)، قال أنس: فما زلتُ أعرفها في لَهَوَات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وقال الزهري عن جابر: واحتجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبَقِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين، حتى كان وجعه الذي توفِّي منه، فقال: (ما زلتُ أجد من الأكلة التي أكلتُ من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري)، فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدًا.

 

قال ابن هشام: الأَبْهَر: العِرق المُعلَّق بالقلب.


قال: فإن كان المسلمون ليَرَوْنَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدًا، مع ما أكرمه الله به من النبوة.

 

لسان العرب لابن منظور:

الأبهر: عِرق في الظهر مُستبطِن القلب، والأبهر: عِرق إذا انقطع ماتَ صاحبُه، والأبهر: عِرق مستبطن في الصُّلب والقلب مُتصل به، فإذا انقطع لم تكن معه حياةٌ.

 

التلخيص:

(1) أن امرأة تُدعى زينب بنت الحارث، قدَّمت شاة مَصْليَّة مَسمومة للرسول صلى الله عليه وسلم، فأكَل منها.

 

(2) أن الذراع أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها مسمومة.

 

(3) أن الرسول أخبَر في مرضه الذي توفِّي فيه أن هذا أوانُ انقطاع الأَبْهَر منه صلى الله عليه وسلم من أثَر الشاة المسمومة.

 

(4) أن كثيرًا من علماء الأمة وسلفها، يرون أن الرسول مات شهيدًا، وأن الله أنعَم عليه بالشهادة بجانب النبوة.

 

(5) الأَبْهَر: عِرق يتصل بالقلب، ويَمر بالصُّلب، والأبهر هو ما نُسميه طبيًّا: الأورطي.

 

يقول ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد": "إن النبي بَقِي بعد هذا الحادث ثلاث سنين حتى قال في وجَعه الذي مات فيه: ما زلتُ أجد من الأكلة التي أكلتُ من الشاة يوم خيبر، فهذا أوان انقطاع الأَبْهَر مني".

 

قال الزهري: فتوفِّي صلى الله عليه وسلم شهيدًا.

 

مِن استعراض القصة في كتب السيرة تَبرُز لنا عدةُ أسئلة:

السؤال الأول:

هل نستطيع أن نعرف نوعَ السُّمِّ الذي وضعتْه زينب بنت الحارث للرسول صلى الله عليه وسلم في الشاة؟

 

هذا السم:

(1) يستخدم من آلاف السنين ومعروف في الجزيرة العربية.

 

(2) يظهر أثرُه في اللهوات؛ كما قال أنس رضي الله عنه.

إذًا ما هو السم الذي استُخْدِم من آلاف السنين، وتظهر علامته على اللهوات؟

 

اللهوات: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لَهَوَاته إنما كان يبتسم"؛ صحيح مسلم.

 

اللهوات: جمع لَهَاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك؛ قاله الأصمعي.

 

وفي فتح الباري للإمام ابن حجر العسقلاني في التعليق على حديث وفاة الرسول وقصة الشاة المسمومة التي قُدِّمت للرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر؛ يقول ابن حجر: "أما قول أنس: فما زلت أعرفها في لَهَوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاللهوات جمع لَهاة، وهي اللحمة المعلقة في أصل الحنك، وقيل: هي ما بين منـقطع اللسان على منقطع أصل الفم، وهذا هو الذي يُوافق الجمع المذكور.

 

ومُراد أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يَعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانًا، وهو موافقٌ لقوله في حديث عائشة: (ما أزال أجد ألَمَ الطعام).

 

ويقول ابن حجر: "ويُحتمل أن يكون أنس أراد أنه يُعرَف ذلك في اللهوات بتغيير لونها أو بنُتوءٍ فيها أو تحفيرٍ؛ (قاله القرطبي)".

 

وفي صحيح مسلم بشرح النووي: "وأما اللهوات، فبفتح اللام والهاء: جمع لَهَاة بفتح اللام، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصْل الحنك؛ قاله الأصمعي"، وقيل: اللحمات اللواتي في سقف أقصى الفم.

 

وقوله: (ما زلت أعرفها)؛ أي: العلامة كأنه بقِي للسمِّ علامة وأثرٌ من سوادٍ أو غيره.

 

من المعلوم طبيًّا في علم السموم أن السمَّ الذي يترك أثرًا على أصل الحنك واللثة هو المواد الثقيلة (Heavy metals)؛ مثل: الزرنيخ (Arsenic)، والقصدير (Lead).

 

فهل استُخْدِم الزرنيخ أو القصدير (Arsenic - Lead) منذ سنوات عديدة كسُمٍّ زُعاف؟ وهل يترك كلاهما أثرًا على اللهوات؟

في:

Human Health fact sheet

ANL, November 2001

Arsenic has been recognized from ancient times be poisonous

 

الزرنيخ منذ العصور القديمة يُستخدم كمادة سامة.

هل يترك القصدير أو الزرنيخ أثرًا على اللهوات؟

* Brit. Med. J 3(5666) 336-7, 1969

(Lead poisoning in soldiers in Hong Kong)

clinical finding include blue lines on the gum.

 

ظهور خط أزرق في اللثة بالفم نتيجة التسمم بالقصدير.

* Journal of the society of Occupational Medicine, Vol 40, No. 4 pages 149-152, 28 references, 1990

Arsenic trioxide could cause gingival ulceration and gum discoloration.

 

الزرنيخ يؤدي إلى التهاب وتغيُّر في لون اللثة.

 

يتَّضح بعد هذا التفصيل أن القصدير والزرنيخ يؤديان إلى تغيُّرٍ في لون اللثة واللهاة، كما يؤديان إلى التهابات الفم واللثة واللهاة.

 

بعد هذا الشرح نستنتج الآتي:

(1) من المرجَّح أن يكون الزرنيخ أو القصدير أو كليهما قد استُخدِم في تسميم الشاة المَصليَّة التي قدِّمت للرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر.

 

(2) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تناوَل السُّمَّ فعلًا.

 

السؤال الثاني:

هل يؤثر التسمُّم بالزرنيخ أو القصدير على الشِّريان الأَبْهَر؟

* Bulletin of Environmental contamination and toxicology Vol. 31, No. 3 pages 267-270, 1983.

The accumulation of arsenic (AS) compounds was studied in human tissues. The highest mean total AS concentration occurred in the aorta.

* Journal of Nutrition, Vol. 96, No. 1 pages 37-45, 1968.

Large amounts of AS accumulated in tissues especially red cells and aorta.

 

كمية كبيرة من الزرنيخ تتجمَّع في الأبهر.

Toxnet web site:

During exposure to lead the concentration is relatively high in soft tissues especially aorta.

 

أي: إن القصدير أيضًا يتجمع بنسبة عالية في الشِّريان الأَبْهَر.

 

ومن هذا يمكننا أن نَستنتج بوضوح أن كلاًّ من القصدير والزرنيخ يتركزان بكمية كبيرة في الشِّريان الأبهر.

 

السؤال الثالث:

هل تتشابه أعراض المرض الذي توفِّي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انقطاع الأبهر؟

 

بدأ المرض بالنبي صلى الله عليه وسلم في مطلع شهر ربيع الأول، وبدأ بأن اشتكى وجعًا في رأسه؛ قالت عائشة رضي الله عنها: "رجع عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعًا في رأسي، وأنا أقول: وارأساه، قال: (بل أنا وارأساه): قال: (ما ضرَّك لو مِتِّ قبلي، فغسَّلتُك وكفَّنتُك، ثم صليتُ عليك ودفنتُك)؛ رواه أحمد، وابن ماجه.

 

وكانت عائشة رضي الله عنها تُحدِّث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتدَّ وجعُه: (هَرِيقوا عليّ من سِبع قِرَبٍ لم تُحْلَلْ أَوْكِيتُهنَّ، لعلي أعْهَدُ إلى الناس)؛ رواه البخاري ومسلم.

 

قالت عائشة: "ما رأيت رجلًا أشدَّ عليه الوجعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ البخاري، ومسلم.

 

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَك وعكًا شديدًا، فمسستُه بيدي، فقلت: يا رسول الله، إنك لتُوعَك وعكًا شديدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجَل، إني أُوعَك كما يُوعَك الرجلان منكم)؛ البخاري، ومسلم.

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: "لَمَّا ثقُل المرض على النبي صلى الله عليه وسلم، جعل يتغشَّاه، فقالت فاطمة: واكَرْبَ أباه، فقال لها: (ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم)؛ رواه البخاري.

 

يقول العباس رضي الله عنه: "وكنت إذا لَمستُه، ضربتني الحُمَّى".

 

ومن استعراض هذه الروايات يتَّضح لنا الآتي:

(1) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُصيب بحُمَّى وارتفاع شديد في درجة الحرارة.

(2) أنه كان يُوعك وعكًا شديدًا ويتألم ألمًا شديدًا.

(3) كان يتصبَّب عرقًا من شدة ارتفاع درجة الحرارة.

(4) كان صلى الله عليه وسلم يُغشى عليه لَمَّا ثقُل عليه المرض.

 

العلامات والأعراض الإكلينيكية لانقطاع الأبهر: Signs and symptoms of Aortic dissection:

1- chest pain آلام في الصدر

2- sudden, severe, stabbing tearing حادة - شديدة

3- decreased movement صعوبة الحركة

4- pallor اصفرار الوجه

5- profuse sweating عرق شديد

 

• لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُوعك وعكًا شديدًا.

• وكان يَحمله العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

 

الخلاصة:

إن أعراض مرض وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تتشابه مع أعراض انقطاع الأَبهر إلى حدٍّ كبير.

 

السؤال الرابع:

أ‌- هل عرَف النبي صلى الله عليه وسلم باقتراب أجَله؟

ب‌- منذ متى عُرِف مرض انقطاع الأبهر؟

ج- مَن الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المرض؟

 

أ‌- بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله في آيات عدة من القرآن الكريم؛ منها: قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 34، 35].

 

﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقوله: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أُنزلت هذه السورة "إذا جاء نصر الله والفتح" على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، وعُرِف أنه الوداع)؛ سنن البيهقي.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه سأل الصحابة عن قوله تعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح"، قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: "أجَل أو مَثَلٌ ضُرِب لمحمد صلى الله عليه وسلم نُعِيَتْ له نفسُه"؛ البخاري.

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أقبلت فاطمة تَمشي كأن مِشيتها مَشْي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مرحبًا يا بُنيَّتي)، ثم أجْلَسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا، فبكتْ، فقلت لها: لِمَ تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحِكتْ، فقالت: ما رأيتُ كاليوم فَرَحًا أقرَبَ من حزنٍ، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأُفشي سرَّ النبي صلى الله عليه وسلم حتى قُبِض النبي صلى الله عليه وسلم، فسألتها، فقالت: أسرَّ إليّ أن جبريل كان يُعارضني القرآن مرة، وأنه عارَضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضَر أجَلي، وإنك أوَّل أهل بيتي لحاقًا بي، فبكيتُ، فقال: (أمَا تَرضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين)، فضحِكت لذلك"؛ البخاري ومسلم.

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "خطَب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: (إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله)، قال: "فبكى أبو بكر، فعجِبنا لبكائه، وكان أبو بكر آنذاك أعْلمنا"؛ البخاري، ومسلم.

 

وتقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: (إنه لم يُقبض نبيٌّ قطُّ حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيا أو يُخيَّر)، فلما اشتكى وحضَره القبضُ ورأسُه على فَخِذ عائشة، غُشِي عليه، فلما أفاق، شخَص ببصره نحو سقف البيت، ثم قال: (اللهمَّ في الرفيق الأعلى)، فقلت: إذًا لا يُجاورنا، فعرَفت أنه حديثه الذي كان يُحدثنا وهو صحيح"؛ البخاري.

 

ب‌- وهكذا يتَّضح لنا في نهاية هذا المبحث أن الرسول كان يعلم قُرب أجَله، وأنه خُيِّر بين الخلود في الدنيا ولقاء الله، فاختار صلى الله عليه وسلم لقاء ربِّه، وأن الله أخبره بأن السُّمَّ الذي دُسَّ له في شاة زينب بنت الحارث اليهودية، قد سبَّب انقطاع الأَبْهَر.

 

الخلاصة:

(1) أن الله حقَّق للنبي صلى الله عليه وسلم معجزة مادية، بأن جعل الذراع تُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها مسمومة.

 

(2) أن الله حقَّق للنبي صلى الله عليه وسلم معجزة علمية شاهـدة على صدق نبوَّته، وعلى أنه لا يَنطق عن الهوى.

 

الإعجاز العلمي في الحديث:

1- معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم لمرض انقطاع الأبهر بأكثر من ألف عام لمعرفة العلماء لهذا المرض.

 

2- إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أن التسمم يُسبب مرضًا للأبهر، وهذا لم يُعرَف إلا حديثًا، وما زال لا يذكر في معظم كتب أمراض القلب.

 

3- أن الله أخبر نبيَّه صلى الله عليه وسلم بقُرب أجَله، وأخبره بسبب الوفاة؛ إذ لم يعرف هذا المرض بصورة قاطعة إلا في القرن التاسع عشر.

 

4- احتجام الرسول بعد أن طَعِمَ السُّمَّ من ذراع الشاة، يحتاج إلى بحثٍ عن تأثير الحجامة على علاج بعض السموم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإعجاز العلمى فى حديث الأبهر
  • دور الإعجاز العلمي

مختارات من الشبكة

  • إعجاز القرآن: من الإعجاز العلمي إلى الإعجاز الاقتصادي للدكتور رفيق يونس المصري(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • أطوار خلق الإنسان في القرآن بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أصناف الناس في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإعجاز العلمي في حديث الثلث(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • الإعجاز العلمي في أحاديث عجب الذنب (2)(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث : ( مثل المؤمنين )(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • الإعجاز العلمى فى أحاديث عجب الذنب (1)(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • الإعجاز العلمى فى حديث الثلث(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • موقف من "الإعجاز العلمي"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإعجاز العلمي (لقاء)(مادة مرئية - موقع د. محمد السقا عيد)

 


تعليقات الزوار
4- الله أعلم
د. أحمد لطفي - مصر 21-10-2024 01:27 PM

جزاكم الله خيرا على مجهودكم
لكن أظن أن المقصود بانقطاع الأبهر هنا مجرد تعبير لغوي كناية عن نهاية الأجل، وليس بالضبط انفجار الأورطى أو انشقاق جداره، لأن أعراض هذه الاضطرابات الأخيرة تكون حادة وطارئة، بينما ثبت عن فترة مرض الرسول كانت سبعة عشر يوما..
نعم قرر الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه في الآثار الصحيحة أن سبب الوفاة سيكون من آثار ذلك السم.. لكن ما الطريقة تحديدا؟ الله أعلم.

3- حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم
سعدان رضوان - الجزائر 25-08-2023 12:40 PM

حبيبنا ومعلمنا رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم

2- اللهم اجمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم
عبود - السعودية 28-02-2020 04:50 PM

يا الله كل هذا تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم يوم قرأت أعراض مرض الأبهر والسم اللي ذاقه وأعراضه من إغماء وارتفاع شديد جداً في الحرارة وصداع في الرأس وخفقان في القلب وأعراضه الكثير من تنمل أطراف القدمين واليدين بكيت على حالنا النبي صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم وما تأخر من ذنبه وابتلي بلاء لن ولم يبتلى أحداً مثله من هذا المرض أو من فقد والديه وهو صغير وفقد جميع أبناءه وبنات عدا فاطمة بقيت بعده بستة أشهر وفقد زوجته العزيزة على قلبه خديجة واستشهاد عمه حمزة واصحابه في بئر معونة او الرجيع والجوع الذي تعرض له حتى يجلس اهل بيته ثلاث اشهر بدون طعام وشراب عدا الماء والتمر!!! حتى أنه يربط الحجر والحجرتين على بطنه من الجوع واذى المشركين واليهود والنصارى والمجوس والمنافقين له ولدعوته ...
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

1- شكرا لكم
محمد 13-06-2017 10:16 AM

أشكركم علي هذا البحث وخاصة أن الحديث لفت انتباهي وبحثت عنه ووجدت ضالتي لديكم من الناحية الطبية شكرك لك دكتور حسني وجزاك الله كل خير والله إنني فرحت وبكيت في نفس الوقت من هذا المقال الرائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب