• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / مقالات
علامة باركود

زلازل الدنيا وزلزال الآخرة

زلازل الدنيا وزلزال الآخرة
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/3/2014 ميلادي - 23/5/1435 هجري

الزيارات: 24082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زلازل الدنيا وزلزال الآخرة


الإلف حجاب، بمعنى أن الإنسان قد لا يتوقف متأملاً الأشياء التي ألفها؛ حتى يحدث انقلاب في معهود الأشياء، حينئذ يشعر الإنسان بحقيقة نعم الله، لنأخذ الزلازل على سبيل التوضيح؛ حيث نجد أن الناس لا يحسون بنعمة قرار الأرض إلا حينما تَميد الأرض من تحتهم، هنا يشعر الجميع بضَعفهم الشديد أمام قوة الله التي لا يحدها حدود، فيعلمون أن قرارهم على الأرض مرهون بعناية الله لهم، فيتأكدون أن القوة لله جميعًا أمام ضربات الزلازل، تَعجِز قوة البشر مهم تعاظمت؛ حيث تأتي الضربات بياتًا أو نهارًا.


تأتي الزلازل بغتة، فلا يفيد التنبؤ في الفرار منها، وكم من مرة تنبأ فيها العلماء بوقوع الزلازل ولم تقع، والزلزلة والزلزال كلمتان توحيان بالرهبة الشديدة، والانقلاب الحاد في معهود الأشياء من فُجاءة الموت ودمار الممتلكات، والناس بعد زلازل الدنيا، يسرعون لإنقاذ من تضرروا من آثار كارثة الزلزال، وربما ينجحون في إنقاذ أنفسٍ قد قاربت على الهلاك، يُهرعون طالبين النجدة من بعضهم البعض، فمن يعينهم يوم القيامة حينما تتقطع بهم الأسباب، ولا تضرب زلازل الدنيا الأرض كلها في وقت واحد، أما زلزال الآخرة فيضرب الأرض ضربة تُرج بها رجًّا، وتخرج الأرض بها أثقالها، وأثقال الأرض حديد ونيكل مصهوران، صهارة وحميم، وإذا كان الناس يمشون على سطح الأرض بعد حدوث الزلازل، فكيف يكون حالهم عند حدوث زلزال الآخرة، في وقت تكون أثقال الأرض قد خرجت من جوفها وما يصاحبها من حرارة شديدة؟


وعقب زلزال الدنيا يقف الناس ليصلحوا ما أفسده الزلزال، أما بعد زلزال الساعة، فتوضع الموازين القسط، والوزن حينئذ بمثقال الذر؛ يقول تعالي: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 1 - 8].


فيا أيها الناس، زلزال الدنيا بمثابة رسالة تحذير من ربكم، والساعة سوف تأتيكم بَغتة وأنتم لا تشعرون، ومهما تعاظمت زلازل الدنيا، فإن قارئ القرآن يعلم أن الأدهى والأمَرَّ هو زلزال الساعة، زلزلة تنسي الوالدة رضيعها، زلزلة ترى الناس سكارى دون أن يتعاطوا خمرًا؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].



والزلزلة والزلزال ابتلاء للمؤمنين ونذيرٌ للكافرين، والزلازل جند من جنود الله، يُهلِك به من يشاء، ويَصرفه عمن يشاء.


إعجاز الزلازل في سورة الرعد:

أولاً: آيات محكمات:
في سورة الرعد 4 آيات لا يسع أي عالم من علماء الجيولوجيا في العالم أجمع، إلا أن يشهد بعظمة العلم القرآني في مجال علوم الأرض، آيات تحمل إشارات علمية عميقة عن مد الأرض، وقطعها المتجاورات، وتقطيعها وسير جبالها، وإنقاص أطرافها، وتلك الآيات هي الآيات: 3،4، 31، 41.


وما وقائع زلزال المحيط الهندي الكبير الذي ضرب الأرض إلا تفسير عملي لتلك الإشارات القرآنية التي لم يعرفها علماء الجيولوجيا إلا منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين؛ أي: في خلال الأربعين سنة الماضية، وبمنتهى الوضوح الذي لا غموض فيه، فقد وقع هذا الزلزال نتيجة التقاء قطعة من الغلاف الصخري ((﴿ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ... ﴾)) تقع تحت المحيط الهندي تسمى باللوح الهندي (Indian Plate) بقطعة تجاورها اسمها قطعة بورما، وبما أن اللوح الهندي - الذي يمثل جزءًا من قطعة كبيرة تضم اللوح الهندي - أسترالي - يقع تحت المحيط الهندي وخليج البنغال، وينجرف نحو المنطقة الشمالية الشرقية بمعدل يبلغ 6 سنتيمتر في السنة، فإن تقابُلَه مع لوح بورما - (الذي يعتبر جزءًا من اللوح الأوربو- آسيوي الكبير) - ينشأ عنه خندق سندا، وفي نطاق التقابل يغوص اللوح الهندي لأسفل تحت لوح بورما التي تتضمَّن جزر نيكوبار، جزر أندامان، وشمال سومطرة، وينزلق اللوح الهندي بصورة أعمق وأعمق تحت لوح بورما، فتؤدي درجة الحرارة و الضغط المتزايدين إلى سحب اللوح الهندي لأسفل نحو الصهير الذي بدوره يدفع إلى أعلى مكونًا براكين (شكل: 3)، ويتم تلاقي تلك الألواح عبر قرون عديدة؛ حتى يتولد إجهاد يؤدي إلى نشأة الزلازل والأمواج المحيطية العارمة.


وللتبسيط نتصور أن اليد اليسرى تمثل اللوح الهندي، وأن اليد اليمنى تمثل لوح بورما، وهنا نتخيل أن اليد اليسرى - وهي هنا قشرة المحيط الهندي - تقترب باستمرار من اليد اليمنى - وهي هنا تمثل قشرة قارة آسيا - وعند تقابل اليدين - (بمعنًى آخر: القطعتين) - تنزلق اليد اليسرى تحت اليد اليمنى في نطاق تنضوي فيه اليد اليمنى، ومع استمرار الحركة تغوص اليد اليمنى، وينشأ عن الاحتكاك بين اليدين (القطعتين) حركة عنيفة تؤدي إلى حدوث زلزال؛ حيث تكسر الصخور وتنطلق منها موجات تفوق سرعتها سرع الصوت بأضعاف مضاعفة؛ حيث تصل سرعة الموجات الزلزالية إلى 7 كيلو مترات في الثانية، في حين أن سرعة الصوت 340 متر في الثانية)، وبمعنًى آخر فإن الأرض قد أنقصت من عند حواف قطعتي اللوح الهندي ولوح بوربما، فسحب جزء من الأرض لأسفل، وهنا نتذكر أنه عند هذا الأخدود ركب الغلاف الصخري لبورما فوق الغلاف الصخري الهندي؛ أي: إن قارة (ركبت) فوق قاع بحر، ووقعت واقعة.

ويتجلى الإعجاز العلمي في:
1- قطع الأرض المتجاورات: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ ﴾ [الرعد: 4].
توصل العلماء حديثًا إلى اكتشاف أن قشرة الأرض تتكون من عدة قطع متجاورة، وفي الأرض حددت قطع كبرى وأخرى صغرى متجاورات، واكتشف أيضًا أن تلك القطع تتميز بنشاط حركي عند أطرافها، وتلك الكشوف الجيولوجية لم يعلن عنها إلا مع مطلع الستينيات من القرن الماضي، وهنا تتجلى عظمة النص القرآني في الإشارة إلى تلك الحقائق.


2- مد الأرض، وإنقاصها:
ومن قدر الله أن يتساوى معدل المد والإنقاص؛ حيث تمد الأرض من عند مراكز الانتشار في البحار المسجورة والقارات، وفي زلزال المحيط الهندي نجد أن قاع المحيط الهندي يتسع في المكان الذي يتباعد عنده لوحا الغلاف الصخري، فتتحرك قطعة الهند باتجاه الشرق؛ حيث تتقابل مع قطعة بورما، وعند نطاق التلاقي تسحب قطعة الهند لأسفل، فتنشأ الزلازل، ومنها الزلزال الأخير، وتنقص الأرض من أطراف قطعة الهند، وتنصهر هي ووشاح الأرض، فتتكون البراكين.


ولك أن تتساءل: من الذي قطع الأرض؟


إنه الله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ ﴾ [الرعد: 4].


ومن الذي أنقص الأرض من أطرافها؟

إنه الله القائل في كتابه العزيز:
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 41]، والقائل أيضًا: ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 44].


ومن الذي جعل مد الأرض متعادلاً مع إنقاصها من أطرافها، عن طريق إلقاء وجعل الرواسي للأرض؛ حتى لا تضطرب نتيجة للمد، ولا تقر نتيجة للإنقاص؟ إنه الله - سبحانه وتعالى - الذي يحافظ على توازن الأرض بقدرته.


قارعة العصر: سان آندرياس:
يقول تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31].


وتمثل كارثة صدع سان آندرياس مثالاً لعجز الإنسان عن دفع الضرر، مع علمه بحتمية وقوعه، وعبر هذا الصدع سيحل بالأرض قارعة من المتوقع أن تضرب الأرض اليوم أو غدًا، أو بعد شهر، أو بعد سنة، أو بعد مائة سنة، أو بعد ألف سنة، وبصفة عامة في أي لحظة، ويمتد الصدع لمسافة 1300كم خلال ولاية كاليفورنيا بمحاذاة ساحل الولاية من المكسيك شمالاً، حتى خليج الولاية جنوبًا (شكل:12).


وتوجد منظومة الصدع في حزام يبلغ عرضه 100كم، وقد شقت فيه الأنهار مجاريَ لها، ومن عجيب القرآن أن يأتي ذكر القارعة في الآية السابقة، مقترنًا بتقطيع الأرض وسير الجبال، ثم يكون مسرح الكارثة المتوقعة عبر ذلك الصدع الذي يمثل حافة انزلاق ناتجة من تقطيع الأرض؛ حيث تلتقى قطعة المحيط الهادي (Pacific Plate)، وقطعة كوكس (Cocs Plate)، وقطعة جوان دى فوكا (Juan de Fuca Plate)، وتمثل مناطق الصدع نطاقًا حيويًّا للولايات المتحدة الأمريكية، يقطنه عشرة بالمائة من السكان، ويتركز فيه 40% من أوجه النشاط الاقتصادي، وفي هذا النطاق تهاجر مدينة لوس أنجلوس 2سم كل سنة نتيجة لحركة الأرض عبر هذا الصدع، وتتولد الزلازل نتيجة الحركة الفجائية عبر الصدع، وقد سجل عشرة آلاف زلزال في سنة 1984 فقط في مناطق ذلك الصدع، وتضرب الزلازل الأرض في تلك المناطق بصورة دورية، ففي سنة 1906 ضرب الأرض زلزال كبير أدى إلى إزاحة القاعدة الصخرية ما بين 5و4 إلى 6سم، تُرى متى تقع الكارثة الكبرى عبر صدع سان آندرياس؟

• الله أعلم.


ولقد هُرِع الأمريكان بقوات من البحرية الأمريكية - (ألف عضو من المارينز) - إلى منطقة شرق آسيا التي ضربها الزلزال لتقديم المساعدات الإنسانية، أو ربما لدراسة آثار الكارثة التي ليست منهم ببعيد، أو للبحث عن بعض بقايا القاعدة العسكرية التي ضرب منها المسلمون في أفغانستان، وفي العراق.


والخطر الماحق أن يكون زلزال المحيط الهندي 2004 سببًا في تفجير شرارة قارعة سان آندرياس التي يطلقون عليها: "انتظار الحدث الأعظم" (Waiting For The Big One) قارعة الصدع الذي سيأتي بزلازل مهلكة في مناطق الساحل الغربي أو قريبًا منه في المحيط الهادي، ولا عاصم من الزلازل أو الخسف أو الغرق، إلا مَن رحم الله.


وختامًا نقول: إن الزلازل جند من جنود الله، إن أخذ الكافرون بها، فإنما يكون بسبب ذنوبهم، وإن أصابت بعض الصالحين، فإنها تكون تكفيرًا لذنوبهم، وفتنة لغيرهم من ضعاف الإيمان، والزلازل في المقام الأول نذير للمغرورين بقوتهم المادية؛ ليعلموا أن هناك الأقوى منهم، القاهر فوق عباده، الذي لا يقع شيء في ملكه إلا بإذنه، ثم هي دعوة للتعاطف الإنساني في زمن طغت فيه المادة على القيم الخلقية، والزلازل دعوة للعودة إلى الله، ودعوة للإصلاح في الأرض بعد إفسادها، والزلازل دليل عيني على زلزال الساعة الذي تُرجُّ منه الأرض رجًّا.


وتقرع الزلازل آذان من يظنون أنهم ملكوا الدنيا، فها هو زلزال استمر بضع دقائق، ونتجت عنه أمواج عاتية، وقع ولم تكشفه أو تتنبأ بوقوعه جميع أجهزة وتقانة العالم، فأين المحسات التي تحس؟ وأين الأقمار التي تصور ليل نهار؟


حتى بعد وقوع الزلزال، لم يكن في مقدور أهل العلم في الشرق والغرب أن يحذروا الدول التي ضربتها الأمواج بعد ساعات من حدوث الزلزال، ووقف من يملكون مفاتح العلم سواءً مع مَن يجهلون كل شيء، يرقبون وهم عاجزون، ولم يتحرك من يعتقدون أنهم يملكون زمام القوة في عالم اليوم إلا بعد 72 ساعة من حدوث الزلزال.


الزلازل وغيرها من الكوارث الكبرى رسالة إلى المغرورين بألا يركنوا إلى قوتهم، رسالة لأهل الأرض يقول فيها رب العالمين:

﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].

شكل صدع سان آن رياس بطول الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا وانتظار قارعة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الزلازل الأرضية
  • دروس من الزلازل والكوارث
  • متفائلون .. رغم الزلازل!
  • يسألونك عن الزلازل
  • هل الزلازل غضب من الله تعالى؟!
  • التنبؤ بالزلازل
  • فقه الزلازل وما يستحب عندها
  • وأيقنت أنه زلزال!
  • الحدائق الزاهرة في تبيان الفرق بين سعي الدنيا وسعي الآخرة
  • أول منازل الآخرة (خطبة)
  • زلزال تركيا والشام (خطبة)
  • المشاهد الإيمانية في زلزال سوريا وتركيا

مختارات من الشبكة

  • الزلازل والآيات: وقفات وعظات (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • من الحكم فيما يصيب الناس من زلازل ومحن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزلازل جند من جنود الله(مقالة - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • زلزال الأرض وزلزال القلوب(مقالة - موقع مثنى الزيدي)
  • الزلازل في الكتاب والسنة والآثار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزلازل في أقوال الشعراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • الزلزال بين الدنيا والآخرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزلازل: أخبارها في مصادر التاريخ الإسلامي ومراجعه(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة الزلازل والصدقة(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الزلازل ظاهرة كونية أم عقوبة إلهية؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب