• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالحليم عويس / قالوا عنه
علامة باركود

الدكتور: عبد الحليم عويس .. عالم رباني

إبراهيم محمد عويس


تاريخ الإضافة: 8/12/2012 ميلادي - 24/1/1434 هجري

الزيارات: 8379

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدكتور: عبد الحليم عويس .. عالم رباني


مقدمة:

عندما نتكلم عن العلماء فإنما نتكلم عمن يجلهم الله في كتابه أو من ينزلهم الله المنزلة السامقة السامية على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم.

 

والله عندما تكلم عن العلماء خصهم بأنهم أهل خشيته، فقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [1].

 

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع"[2].

 

وعندما نتكلم عن الدكتور/ عبد الحليم عويس، فإننا نتكلم عن عالم عالي الهمة، رفيع القدر، يجعل جهاد الدعوة همه الأسمى وبغيته العظمى، يساند كل دعوة للحق، ويندد ويدحض كل دعوة للباطل، وكنت أرى فيه قول الشاعر:


الحياة الجد، والجد الحياة
موت من يكسل أولى من بقاء

 

هذا كان حاله الجد والاجتهاد والمصابرة والمرابطة من أجل الدعوة ومن أجل العمل لدين الله ولا ريب، فقد كان يعمل بقوله الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [3].

 

ومما يدل على علو همته أنه كان يحثني على أن أجمع له مائة شهيد ليقوم بترجمتها، واستنباط المواعظ والعبر منها؛ لتكون نبراساً ومنهاجاً تربوياً لأجيال المسلمين على مر السنين، وكان هذا الطلب في فترة مرضه الشديد، فكان لا يهدأ له بال، ولا يقر له قرار إلا في ساحة الدعوة إما كاتباً وإما محاضراً وإما موجهاً هذا حاله، نسأل الله أن يكون عمله في ساحة الدعوة في ميزان حسناته، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير..

 

1- الدكتور/ عبد الحليم عالماً:

إن انطلاقات الدكتور/ عبد الحليم العلمية كان سببها الأول: أنها فريضة إسلامية، وباب واسع من أبواب التعبد لله، وكان مثله الأعلى في ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".

 

لقد كان يشغل فكره للتخطيط، والتنقيب عن الأسباب والحلول التي تنهض بالأمة من الضعف، حتى تبرز وتتألق وتكون على مستوى دينها في الجانب الديني والدنيوي فتنهض حضارتها، ويهيمن سلطانها، وتسترد قيادة الأمم من جديد.

 

ومن أسباب اهتمامه بالعلم أنه كان يرى أن نهضة الأمة منطوطة به، فهي الأمة التي نزل عليها قول الله عز وجل:﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾[4].

 

وكان دائماً يقول لنا القراءة قراءتان؛ قراءة في كتاب الله المسطور، وقراءة في كون الله المنظور، وهذه دعوة إلى إعمال الفكر.

 

ومن هذه الأسباب أيضاً:

"أن الخلافة في الأرض مرتبطة ومتعلقة بالعلم، فعندما قال الله للملائكة: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، تطلع الملائكة إلى هذا المنصب لكن هذه المكانة كانت من نصيب أولي العلم، فقال الله للملائكة:

﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [5].

 

2- من حسناته العمل لتقريب المسافات بين الحركات الإسلامية والدعوة إلى الجماعة:

وذلك لأن وحدة الأمة مصدر قوتها، ومنيع عزتها، ونقلها من مرحلة التبعية إلى مرحلة القيادة والريادة، فكان يعمل على تقريب المسافة بين السلفية والصوفية وغيرها كالإخوان المسلمين مع دعوة الجميع إلى الوقوف على منهاج القرآن والسنة، فما وافق كتاب لله اتبعناه، وما خالف كتاب الله ضربنا به عرض الحائط، فيقول في كتابه: "ثوابت ضرورية في فقه الصحوة":

شبه الإسلام المجتمع بالجسد الواحد كما أنه دعا الأفراد إلى الارتباط الوثيق بالجماعة، والعمل للمصلحة العام’ فقد ورد في الحديث الشريف.. "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.. فقالو ا: يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعون حقنا ويسألون حقهم؟ فقال: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم".

 

وهذا الأمر الجازم بالطاعة في هذه الحالة إنما يهدف الإسلام منه إلى الحفاظ على الجماعة، وإبعادهم - ما أمكن - عن التمزق، وقد كانت نظرة الإسلام في ربط الفرد بالجماعة وفي دفع الفرد إلى العمل من أجل المصلحة العامة أكثر دقة وشمولاً من كل النظريات والأديان.. ولهذا لم تظهر في التاريخ أخوة مترابطة مؤثرة على نفسها مثل أخوة الأنصار والمهاجرين!!

 

وكان من أثر هذه التربية الأخلاقية الاجتماعية للفرد المسلم أن تميز المجتمع الإسلامي بروح الحب والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخوة الإنسانية التي لا تفرق في المعاملة ولا في القضاء والحكم بين غني وفقير، وأسود وأبيض، وحاكم ومحكوم، فكلهم سواسية في الإنسانية، وفي العبودية لله الواحد الأحد.

 

3- الدعوة الربانية والعمل بالوحي:

كان ميزان الوحي هو المنهج الأصيل الذي يعتمد عليه في دعوته وكتاباته، وما عدا الوحي أو الاجتهاد في المنطقة التي سمح به الوحي فهو عنده غثاء لا قيمة له، ولا داعي للالتفات إليه.

 

كما أن العمل بالوحي عنده هو المسبار الذي يقيس به مدى التزام الإنسان بدينه والولاء له، وما كان الإلتزام بالوحي إلا تطبيقاً للأسوة الحسنة التي أمرنا بالسير على دربها: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾[6].

 

﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾[7].

 

وإذا كان الوحي دأبه والقرآن منهجه، والرسول والصحابة سلفه فهو بإذن الله من الفرقة الناجية الذين وسمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ما أنا عليه وأصحابي"[8].

 

ومع أن الوحي كان ميزانه ومنهاجه لم يكن يهمل جانب العقل؛ بل إن مساحة العقل التي أمر بالعمل فيها كان يكرس جهوده في حل قضايا الأمة ومشكلاتها ويشخص الداء، ويجتهد في إصابة الدواء الناجع لهمومها مع إيجاد البدائل المشروعة والميسرة.

 

وحول مكانة الوحي والعقل ننقل هذه الأسطر من كتابه "ثوابت ضرورية في فقه الصحوة الإسلامية" فيقول: "إن السؤال الذي يجب علينا أن نجيب عليه هنا هو: متى استشرى هذا الجدل في حضارتنا حول مكانة الوحي بالنسبة للعقل، أو مكانة العقل بالنسبة للوحي؟


إن البناء الإسلامي منذ قام وهو يتكئ على تشابك خيوط الوحي والعقل معاً، فإذا كان الأساس وحياً، فإن طبيعة الوحي لم تكن من مواد مناقضة للعقل أو عسيرة الاستيعاب بالنسبة له، وليس في القرآن الكريم، ولا في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة ما يتناقض مع العقل الصحيح، أما الفروع فإنها وإن رشحت بالوحي إلا أن امتداد العقل فيها فسيح وكبير!!

 

وفي ضوء هذا نقول ك إن علاقة الوحي بالعقل لم تكن مطروحة في عصر الرسالة أصلاً، لأن الصحابة - رضي الله عنهم - وهم أصحاب عقول صافية نقية - لم يكتشفوا تناقضاً بين حقائق الإسلام والفطرة والعقل، والمبادئ البسيطة التي تعارف عليها الوعي الإنساني، وقد كان من الصحابة مشغولين بتغيير أنفسهم، وتغيير العالم.

 

4- دفاعه عن العقيدة والشريعة:

كان لهذا العالم الجليل باع في الدفاع والذب عن العقيدة والشريعة، ودحض أباطيل الخصوم وضرب بسهم كبير في هذا الميدان، وكان له صولات وجولات، وكان كثيراً ما يصيب الهدف، ويرمي العدا بسهامه التي لا تخطئ، فكم رد على المستشرقين، وكم أفند من أقوال باطلة ودحضها وأظهر زيفها، فبعد أن كانت في نظر قائليها حججاً صارت هباءً لا قيمة لها ولا نفع من ورائها.

 

﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ﴾[9].


يقول هذا الفذ:

"من واجب العالم أن يجعل عقيدتنا مقياس الصحة والسلامة وعلى أصحاب الأديان والفلسفات أن يفلسفوا أفكارهم لتلتقي مع أفكارنا.. وليس العكس.." !!.

 

فالذي حدث في حركة الترجمة للأفكار والتصورات أن معظم فلاسفتنا وبعض المعتزلة - إن لم يكن أكثرهم - قد وقفوا موقف الدفاع.. وراحوا يبررون، ويلفقون ويدافعون، حتى يجدوا جسوراً بين بعض التصورات الإسلامية، وبين فلسفات أرسطو وأفلاطون،وأفلوطين وغيرهم..

 

وكان الأزكى أن نقدم - نحن المسلمين - بكل اللغات - عقيدتنا الإسلامية ونظرتنا للكون والإنسان وخالق الكون والإنسان.. وبالتالي نتخذ موقف الهجوم، وتجد العقائد الأخرى نفسها مضطرة لفهمنا واكتشاف حقائق الإسلام العقدية وأصوله التشريعية..[10].

 

ويقول في موطن آخر:

ومتى صح عن الدين شيء بخبر متواتر أو آحاد صحيح فلا يجوز إلغاؤه بالعقل..

 

ولا يعارض الثابت عن الله بالعقل.. بل يواجه النقل بالنقل، ويجمع الصحيح إلى الصحيح لتكتمل الصورة أو ليعاد الحديث المرتبط بموقف أو واقعة إلى الحديث الذي يضع قواعد تشريعية ذات صفات عمومية أو قواعدية.

 

وكل علماء الإسلام الواعين في القديم والحديث قد أوجبوا الأخذ بخبر الآحاد الثابت من حديث رسول الله.. وما وقفوا عند حديث منه إلا اعتماداً على حديث آخر أو آية قرآنية.. وليس اعتماداً على العقل..[11].

 

5- دعوته لتطبيق الشريعة:

عندما تكون الشريعة بناء أمة ومنهج حياة فلا ريب أن يكون لداعية كبير كالدكتور/ عبد الحليم عويس قلم سيال وفكر دؤب، وهم كبير وهمة عالية في العمل على إقامة المجتمع على شريعة الله، وإبراز فضائلها - وكلها والحمد لله فضائل.

 

ولم تكن همة الأستاذ في المطالبة بتطبيق الشريعة فحسب، بل كان صاحب همة عالية في إيجاد البدائل الشرعية وعرضها في البحوث والمؤتمرات حتى لا تكون هناك فجوة عند نزع ما في المجتمع من مخالفات لشريعة الله.

 

كان في تعزيزه للصحوة يزرع في النفوس حتمية تطبيق الشريعة والدعوة إليها، فإذا ما خالفت ذلك فهي صحوة تائهة لا قيمة لها ومن أقواله في هذا الجانب:

لا نستطيع أن ننكر أو نخفي أننا نرنوا ونسعى لتطبيق شريعة الله.. إنها حلمنا وهدفنا من كل كتاباتنا ونشاطاتنا.

 

والذين يتخيلون (صحوة إسلامية) لا تسعى لتطبيق الشريعة، إنما يخدعون أنفسهم وأمتهم.. فليس هناك (أمة إسلامية) بدون شريعة إسلامية، إنها في هذه الحالة أمة من ورق أو من عهن منفوش، أو هي (صورة) تافهة حتى ولو كانت صورة أسد.

 

ومن البديهيات العقلية والنقلية؛ أن كل ما ورد في القرآن إنما جيء به ليصوغ حياة الناس وليهتدي الناس به.

 

والقرآن والسنة الصحيحة هما المصدران الأساسيان اللذان لا ينطقان عن الهوى، وإنما هما وحي يوحى، والعمل بأوامرهما واجتناب نواهيهما يمثل الترجمة الحية والتطبيق العملي لشريعة الإسلام، التي لا يقوم الإسلام - في هذه الحياة - إلا بها.

 

وشريعة هذا الدين هي دستوره وقانونه وصبغة الله التي أنزلها ليهتدي بها البشر في دروب الحياة.

 

وهذه الشريعة واجبة التطبيق على كل المسلمين بدءاً من الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحتى آخر مسلم تقوم عليه القيامة، ولا عذر لمسلم إذا كان قادراً على الحياة في ظلال هذه الشريعة ولم يسع للحصول على هذه الحياة، فكيف الشأن بالذين بيدهم تطبيق هذه الشريعة على أنفسهم وأسرهم أو مجتمعاتهم، وينصرفون عن ذلك إلى مبادئ عاجزة صنعها بشر، ويريدون تطويع الشريعة للأوضاع الفاسدة، وليس تقويم الأوضاع الفاسدة لكي تصبح صالحة..

 

وكان يرى أن تطبيق الشريعة يحتاج إلى تمهيد وتخطيط ولا يكون خبط عشواء، ولكن يقوم على فقه بالواقع، ووضع الأمور في نصابها الصحيح حسب ما يتوافق مع سنن الله في الحياة والكون، وقد ذكر لذلك عدة أمور تمهيدية لهذا العمل منها:

1- تنقية التلفاز من الأفلام الساقطة، والصحافة من الحرب على تطبيق الشريعة قولاً أو فعلاً، والمذياع من الأغاني الماجنة.

 

2- بتنقية المناهج الدراسية في المدارس والجامعات من كل ما يخالف الشريعة والإسلام.

 

3- توفير العمل الشريف لكل المنحرفين لصوصاً كانوا أو زناة يتاجرون بأعراضهم أو أعراض غيرهم حتى لا تكون لهم حجة في التطبيق...

 

4- بتنقية الاقتصاد والمؤسسات التجارية والمالية من الفائدة، وكل صور الربا والاحتكار والفساد.

 

وهذا أمر ميسور جداً بعد نجاح تجربة البنوك الإسلامية وشركات المال والتأمين الإسلامية.

 

5- منع الاختلاط في المدارس والجامعات وبرمجة الدراسة بحيث يخصص وقت لصلاة الظهر - جماعة - في المدارس والجامعات؛ فضلاً عن الأوقات الأخرى أن توجد فيها دراسة.

 

6- تطبيق مبدأ الشورى في كل المؤسسات والأجهزة صغيرة أو كبيرة.

 

7- فتح أبواب الحلال في كل الأمور، وإغلاق أبوبا الحرام في كل الأمور[12].

 

6- عمله على نقل الأمة من مرحلة الغثائية:

لقد مرت الأمة فيما مرت بمرحلة ينطبق عليها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال: إنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل وما الوهن يا رسول الله، قال: حب الدنيا وكراهية الموت".

 

هذه مرحلة زمنية لازمت الأمة، كان حالها أنها كغثاء السيل، وتدخل الأعداء في شئونها الداخلية والخارجية ولم تسلم في كثير من الأحيان من الكيد والتربص.

 

وكان للداعية الكبير/ عبد الحليم عويس باع في وضع الحلول والمفاهيم التي تنقل الأمة من مرحلة الغثائية إلى مرحلة الثقل والقدم الثابتة وتعود إلى فتوتها وشبابها وهيمنتها ومن هذه الحلول:

• فتح باب الاجتهاد في شتى العلوم شرعية كانت أو فلكية أو طبيعية أو كيميائية أو طبية أو هندسية.

 

ويقول: إنه لضروري أن يفتح باب الاجتهاد للجميع في ضوء تكاملية المعرفة وتعقدها، وأيضاً نرى ذلك ضرورة لإبقاء الناس في حظيرة الإيمان بالدين، بعد أن وجدنا البشرية تنحدر في ظل الإبداع الأوربي الذي انطلق بعيداً عن الوحي والدين.. مؤمناً بالعقل وحده والمادة وحدها.

 

ويعدُ الاجتهاد في العلوم الشرعية - في هذه الحالة - بمثابة الأرضية التي تقف عليها الاجتهادات الأخرى، وبمثابة الضمانات والضوابط التي تحمي الإبداع البشري من الانتحار والسقوط وتجعل منجزاته في خدمة الحياة والإنسان ومنهج الله[13].

 

وكان الدكتور/ عبد الحليم يرى أن سبب نهضة الأمة وعزتها في الماضي هو أنها قامت على أساس الدين والعلم معاً فيقول: فهم المسلمون الاجتهاد بهذا المعنى الشمولي الواسع، وانطلقوا ينشرون الدين والعلم معاً في أرجاء المعمورة، ويجتهدون في فقه الكون والدنيا مؤمنين بأنهم يقومون بغرض شرعي يسمى فرض الكفاية، وبأنهم يحققون المعنى الحقيقي لقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾[14]، [15].

 

• ومنها قوله: الإيمان بأن التغيير يبدأ من الداخل، ولا يستورد من الخارج، وأن إصلاح الداخل هو الطريق لإصلاح الخارج، وأما إصلاح الخارج فلا يؤدي إلى إصلاح الداخل ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾[16].

 

• ومنها قوله: الإيمان بأنه لا طريق لتحضرنا ولا لتحقيق تقدمنا إلا بالإسلام، فالتقليد ليس طريق الإبداع الحضاري، وإنما الأصالة والمعاناة هما الطريق للتحضر، وكما أن الحرية لا تمنح، فكذلك الحضارة لا توهب، ولا تشترى، حتى وإن استوردت كل منتوجات الحضارة، فالحضارة شيء ومنتوجاته شيء آخر.

 

• ومنها قوله:ضرورة تخليص الإسلام من المفاهيم الحضارية المجلوبة الفارسية والهيلينية[17].

 

الدكتور/ عبد الحليم ورسائل النور:

رسائل النور هي رسائل قامت بالتصدي للفكر المنحرف، وغرس مبادئ الإيمان وقيمه، وكان لها الأثر في عودة تركيا إلى النهضة مرة أخرى بعد ظلام خيم عليها، وتثبيت الإيمان في القلوب والعقول، فكانت نهضة حضارية فكراً، و سلوكاً، وعملاً وبناءً، وقد تكلمت هذه الرسائل في فقه القرآن، ولفتت الانتباه إلى واقع الحياة، ووضعت الحلول الناجعة لنقل الأمة إلى السمو والارتقاء بالحضارة الإسلامية، فكانت رائدة في هذا الميدان وبارزة فيه.

 

كانت ثقافة بديع الزمان النورسي[18] - كما يتضح من رسائل النور - ثقافة شمولية تتشابك فيها المعارف، ويأخذ بعضها بأطراف بعض ويتحقق فيها التكامل الذي يتيح فرصة الاستنتاج العلمي، بحيث يصل الباحث إلى اكتشاف القوانين أو ما يقترب من القوانين[19].

 

ومن هنا رأيناه قادراً - بثقافته الشمولية المتكاملة - على أن يقدم قراءة جديدة معاصرة للقرآن من خلال رسائل النور التي يمكن أن نطلق عليه الموسوعة القرآنية المعاصرة[20].

 

وكان هذا المفكر الكبير - عبد الحليم عويس - شديد الحفاوة برسائل النور إذ إنها كانت تنص على تجارب واقعية تعمل على إحياء روح الإخلاص والتجديد، والدعوة إلى التودد إلى الله مع العمل القائم على الولاء من أجل الأمة والصعود بها وتلاصق أبنائها حتى تكون روح الجماعة هي السائدة فتصير الأمة كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وتصل إلى الخيرية التي تتألق من خلالها إلى القيادة والريادة.

 

كما دعمت هذه الرسائل الجانب الأخلاقي، خاصة خلق - الصدق - وعمدت إلى غرس هذا الجانب في النفوس انطلاقاً من الفهم والفقه لكتاب الله.

 

كانت لفتة رائعة من بديع الزمان/ سعيد النورسيّ إشارته إلى أن الصدق هو أس الإسلام، فهذا يعني أن "الصدق" هو "جوهر الأخلاق" شريطة أن يكون صدقاً مع الله ومع النفس، ومع الناس؛ أي كاملاً منسجماً مع الفطرة، والعقل الصحيح والدين الحق [21].

 

ولقد قدم النورسيّ تفسيراً جديداً وتقويماً عادلاً، ورؤية بحل كثير من الألغاز، وتحقيق كثير من المنافع للأمة الإسلامية في ظروفها المعاصرة [22].



[1] فاطر: 28.

[2] صحيح الجامع.

[3] آل عمران: 200.

[4] العلق: 1.

[5] البقرة: 30 ، 31.

[6] الأحزاب: 21.

[7] الحشر: 7.

[8] صحيح الجامع ، باب فضل الصحابة.

[9] الرعد: 17.

[10] د/ عبد الحليم عويس: ثوابت ضرورية في فقه الصحوة الإسلامية.

[11] المرجع السابق.

[12] د/ عبد الحليم عويس: ثوابت ضرورية في فقه الصحوة الإسلامية.

[13] د/ عبد الحليم عويس: الوحي والعقل والعدل في ميزان الإسلام.

[14] الذاريات: 56.

[15] د/ عبد الحليم عويس: الوحي والعقل والعدل في ميزان الإسلام.

[16] الرعد: 11.

[17] د/ عبد الحليم عويس: الإسلام كما أومن به.

[18] ولد سعيد النورسي في قرية "نورس" سنة 1293هـ (1873)م، وكان من العلماء الأجلاء الأتراك الذين وقفوا أمام الطاغية كمال أتاتورك ، فهو رجل الصعاب الأول في تركيا.. كون جيشاً من العلماء ليحفاظوا على المبادئ الإسلامية ضد هذا الطاغية، وظل يجاهد بكل ما أوتي من قوة حتى لقي ربه سنة 1379هـ ( 1960م).

[19] د/ عبد الحليم عويس: رجل القرآن الأول.

[20] المرجع السابق.

[21] د/ عبد الحليم عويس: رجل القرآن الأول.

[22] المرجع السابق نفسه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الدكتور عبد الحليم عويس .. العالم القدوة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الشيخ الدكتور: عبد الحليم عويس.. غيض من فيض(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • في رثاء الدكتور عبد الحليم عويس (قصيدة)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • حوار "المركز العربي للدراسات والأبحاث" مع المؤرخ الإسلامي الدكتور عبد الحليم عويس(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الدكتور عبد الحليم عويس .. رحلة عطاء مُكلَّلة بالجائزة(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • تعقيب على رد الدكتور المزيني على الدكتور البراك - مشاركة صحفية(مقالة - موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد)
  • هولندا: الدورة الشرعية رقم 25 لمؤسسة الوقف(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البرنامج العلمي لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير (1437هـ)(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عبد الحليم عويس ..الإنسان والمفكر(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • عبد الحليم عويس المفكر .. الإنسان(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب