• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / بحوث ودراسات
علامة باركود

أثر اختلاف الدين في العلاقة النفسية

أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي


تاريخ الإضافة: 12/5/2011 ميلادي - 8/6/1432 هجري

الزيارات: 11652

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الافتتاحية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسَّلام على أشرفِ الأنبياء والمرسَلين، إمام الدُّعاة، وقُدوة الناس أجمعين محمَّد، وعلى آله وصحْبه والتابعين.

 

أما بعد:

فإنَّ مِن المستقر لدَى كلِّ ذي نظَر أنَّ مِن أوجب الواجبات، وأشرف المهمات، القيامَ بواجب الدعوة إلى اللَّه سبحانه؛ إذ ندَب الله إلى ذلك أشرفَ رسله، وأشرك في هذا الواجِب أتباعَه المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، وقال - جلَّ ذِكْرُه -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

وهذا الواجِب ليس خاصًّا بأحد دون أحد، بل هو عامٌّ للجميع؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بلِّغوا عني ولو آيَة))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((نضَّر اللَّهُ امرأً سمِع مقالتي فوعاها، فأدَّاها كما سمِعها، فربَّ مبلَّغ أوْعَى مِن سامِع))، وبيَّن - صلوات الله وسلامه عليه - أنَّ تغيير المنكر بمختلف درجاته - وهو جزءٌ مِن الدعوة - واجبٌ على كلِّ أحد، لا يُعذر فيه مؤمن؛ ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبِلِسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبِه، وذلك أضعفُ الإيمان))، وفي رواية: ((وليس وراءَ ذلك مِن الإيمان حبَّةُ خَرْدل)).

 

لقدْ كان إمامُ الدُّعاة - صلَّى الله عليه وسلَّم - خيرَ قُدوة في الدعوة إلى الله؛ حيثُ كان يقوم بالدعوةِ في جميع أحوالِه قولاً وعملاً، ليلاً ونهارًا، سرًّا وجهارًا، بالهمسِ الخافِت، والنداء العالي، ترغيبًا وترهيبًا.

 

وقد سلَك إلى ذلك كلَّ ما يمكن مِن الأسباب والوسائل: بالمشافَهة والمكاتبة، وبالوعظ والمجادلة، وبضرْبِ المثل وتصوير الحقيقة، ولقدْ دعا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بنفْسه، وأَرْسل الرسل وبَعث الكتب، وتحمَّل الأذى والمشقَّة، وبذَل النفْس والنَّفيس، فلا يَبقى بعد ذلك لأحدٍ يؤمِن بالله ويَقتدي برسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حُجَّة أنْ ينأى بنفسه عنِ الإسهام في واجبِ الدعوة وتبليغ الخير إلى مَن يحتاج إلى ذلك.

 

ولقد تشرَّفَتْ هذه الدولة المباركة عمومًا، وهذه الوزارة على وجهِ الخُصوص بالعناية بهذه الوظيفة الكريمة.

 

ويأتي معرض وسائل الدعوة إلى الله امتدادًا لاهتمامِ الوزارة وعنايتها بذلك؛ حيث يُعدُّ هذا المعرض تواصلاً بيْن الوزارة وعامَّة الناس، يهدف إلى تحفيزِهم واستنهاض هممهم لأنْ يقوم كلُّ فرد منهم بما يستطيع مِن تلك المهمَّة بحسب مستواه ومجاله، وذلك مِن خلال الدعوة المباشِرة للمشاركة، وبيان الوسائلِ الممكِنة للقيام بها.

 

وإذ ينعقد هذا المعرض في المدينة النبويَّة - على ساكنها أفضلُ صـلاة وأتمُّ سلام وأزكى تحية - فإنَّ ذلك ليعيد للأذهان احتضانَ هذه البقعة المباركة للغراس الأوَّل للدعوةِ الإسلاميَّةِ على يدِ المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابتِه الكِرام.

 

أخي القارئ الكريم:

إنَّ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثَّلة في وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحْث العلمي، إذ تضع بين يديك هذا الإصدارَ الخاص مِن مجلة دِراسات إسلامية بهذه المناسبة الطيِّبة، لتتمنَّى أن تجدَ فيه ما يُفيد وينفع، وأن تجِد في المعرض نفْسه ما يُعينك - بإذن الله - على القيام بجزءٍ مِن وظيفة المهتدين مِن أتباع المرسَلين، رزق الله الجميعَ الإخلاصَ في دِينه واتِّباع سُنة نبيِّه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - واللَّه أعلم، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على عبده ورسوله محمَّد وآله وصحْبه أجمعين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ

 

 

 

أثر اختلاف الدين في العلاقة النفسية

تأليف

د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي

الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء

بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

وبعد:

فقد خَلَق الله تعالى الإنسانَ في أحسن تقويم، وكرَّمه وفضَّله على كثيرٍ مِن مخلوقاته، كما قال الحق تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

 

وكان لهذا التكريم تبعاتٌ ومسؤوليات جسام، أُلقيت على عاتقِ هذا الإنسان، فبقَدْر هذا التكريم والتشريف، كانتِ المسؤولية والتكليف.

 

ولذا قال الحقُّ تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

 

وإذا كان الإنسان قد تحمَّل هذا التكليفَ أو الأمانة، فإنَّ رحمة الله اقتضتْ أن يكون لدَى هذا الإنسان الاستعدادُ للخير، والميل إلى التديُّن، فغرس في نفْسه غريزة التديُّن والتألُّه.

 

والأصْل أنَّ هذه الغريزةَ صفحةٌ بيضاء تعكِس الإقرارَ بالربوبيَّة للخالِق سبحانه، ولعل هذا مما تُشير إليه الآية الكريمة: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].

 

وممَّا يشهَد لذلك ما جاءَ في الحديث الصحيح: ((كلُّ مولودْ يُولَد على الفِطرة...))، والحديث الآخَر: ((خَلقتُ عبادي حُنفاءَ كلّهم فجاءتْهم الشياطينُ فاجتالتْهم عن دِينهم)).

 

وكلُّ ذلك يؤكِّد أنَّ التديُّنَ غريزةٌ وفِطرة، وعلى هذا فالإلحادُ أو اللادينية أمرٌ عارض على البشريَّة، سواء بصفِتهم أفرادًا أو جماعات.

 

ومِن أجل ترسيخ هذه الفِطرة وتعميق العبودية لله الواحد، أُرسلتِ الرسل، وأُنزلت الكتب، حتى تقوم الحُجَّة على الناسِ أجمعين، ولئلاَّ يحتجَّ الإنسان بالحُجج والأعذار عندما يضلُّ عن سواءِ السبيل.

 

ألا أنَّ الأمم منذُ عهد رسولِ الله نوح - عليه السلام - حتى خاتمهم محمَّد - عليه الصلاة والسلام - وحتى عصرنا هذا، وإلى قيامِ الساعة - لَم ولن تكونَ استجابتها لداعِي الله هيِّنة، بل إنَّ أكثرَ الناس مِن سائر الأمم والملل ما زالوا يختارون الضلالةَ على الهُدى؛ بسبب التقليدِ الأعمى والتعصُّب للقوم أو للوطن، أو للمذهب والملَّة!

 

وبنظرةٍ عجلى على واقِع الأمم الحاضرة على هذا الكوكب الذي نَعيش عليه، يُلحَظ كثرةُ الدِّيانات والمِلل والنِّحل، والمذاهب والمبادئ، برغمِ انتشار المذاهب الماديَّة والإلحاديَّة.

 

وإذا قابلتَ شخصًا مِن أيٍّ مِن أصحاب الدِّيانات ثم حاورته في الجوانبِ الفِكرية والعقديَّة، فستجد لديه فلسفةً أو رؤية للوجودِ وللحياة وللعبادة والتديُّن، على اختلاف في عُمق هذا التديُّن في نفْسه، ومدَى اقتناعه به.

 

بل يلحظ أنَّه متى تقابلتْ أمَّتان في مواجهةٍ فِكرية، فإنك واجد لدى كل أمة عصبيَّة للفِكرة، واعتذارًا بالمبدأ الذي تقومُ عليه.

 

وقد يتجاوز الأمْر مستوى مجرَّد الانتماء للدِّين والمذاهب، إلى مستوى الحبِّ والعشق والالتزام، مما يجعَل الإنسان يدافع عن مبادئه بكلِّ الوسائل، ولو كلَّفه ذلك زوال ماله أو نفْسه.

 

ولذا يقول الحق تعالى في تنزيله: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ﴾ [الأنعام: 108].

 

والشاهد هنا المقطع الأخيرِ مِن الآية الكريمة؛ يقول الإمام الطبري: "أي: كذلك زينَّا لكلِّ جماعة اجتمعتْ على عملٍ مِن الأعمال مِن طاعة الله ومعصيته، عملَهم الذي هم عليه مجتمِعون".

 

وإذا كان واقِع الأمم هكذا مِن تشبُّث بالدين والمبدأ والتعصُّب، فإنَّ ذلك يقتضي بطبيعة الحال أن يكونَ لدَى كل أمَّة إحساسٌ لا شُعوري بانتماء لهذا الدِّين، والانتماء والميول - مِن ثم - إلى كلِّ مَن ينتمي للدِّين؛ بحيث يشعُر كلُّ فرْدٍ مِن الأمَّة بأنَّه جزء مِن هذا الجسم.

 

وتختلف درجة الإحساس تلك، بحيث قد تترقَّى إلى أن تكون لدَى الإنسان هي معيار الحبِّ والبُغض، والقُرْب والبُعد، والصَّداقة والعداوة، بل قد يتجاوز ذلك إلى درجةِ الاجتماع أو النِّزاع، ثم الصِّراع والقتال، أو التناصُر والاتحاد.

 

وهذه حقائقُ لا يمكن إنكارها، حتى مِن لَدُن مَن يأبى الصراع بين الأمم ويمقتُه، ويتمنَّى أن تعيشَ بسلام ووئام.

 

والتاريخ الماضي والحاضر يؤكِّد تلك الحقائق، وهي أنَّ العلاقة بيْن الأمم تحكُمها الدوافعُ والميول النفسيَّة بدون شكٍّ.

 

نعم، قدْ يكون ثَمَّة دوافعُ أخرى تكون سببًا في التقلُّب أو التبلُّد، لكنَّها عارضة، ومعرَّضة للزوال، مثل: تبادُل المصالح والمنافِع، والتجاور، وتبادُل الهدايا وعقد العهود والمواثيق؛ ليرجع كل إنسان بعدَ ذلك إلى أصله ومعدنه.

 

ولذلك يقول الشاعر العربي:

كُلُّ العَدَاوَاتِ قُدْ تُرْجَى مَوَدَّتُهَا
إِلاَّ عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاكَ فِي الدِّينِ

 

ولما كان الأمر كذلك، كانتْ عقيدة الولاء والبراء مِن صميم عقائدِ الأمم وأصحاب الدِّيانات بعامَّة.

 

وأصبح لهذه العقيدةِ مكانٌ فسيح في التشريع العقائدي الإسلامي، وجاءتِ النصوص الكثيرة التي تؤسِّس هذا المبدأ وتعمِّقه في نفوس أهلِ المِلَّة الإسلاميَّة، وليس في ذلك أدْنى غرابة؛ لأنَّ كل الأمم تؤمِن به وتنطلق منه.

 

وإذا كانتْ بعض المِلل تدْعو إلى التسامُح مع الآخَر، فإنَّه تسامُح محدود، يدْعو إلى عدم الصِّدام والصِّراع مع الأُمم والحضارات الأُخرى، لكنَّه لا يلغي ما في النفوس مِن معاني الحبِّ والكره ولا يُزيلها.

 

وممَّا يُعزِّز ذلك ما يلحظ في العلاقة بيْن اليهود والنصارى، مِن النُّفرة والتباغُض منذُ بعثة المسيح - عليه السلام - وإلى العصْر الحاضِر، بل إلى قيام الساعَة!

 

نعم، قدْ توجد بينهما علاقةٌ ما من التقارُب والموالاة، ولكنَّها عارضةٌ ومؤقَّتة وناشِئة بأسباب قاهِرة؛ مثل: وجود خصْم مشترَك بينهما.

 

ولعلَّ هذا ما تُشير إليه الآيةُ الكريمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [المائدة: 51].

 

إذا تقرَّر ذلك، فإنَّ علاقة المسلِم بغير المسلِم، وعلاقة الأمَّة المسلِمة بغيرها مِن الأمم، وعلاقة الدولة المسلِمة بغيرها مِن دُول العالَم، هي بلا شكٍّ محكومة بعقيدة الولاء والبَراء، إلا أنَّ لذلك ضوابطَ تشريعيَّة يجب التقيُّد بها.

 

ويمكن إجمال ذلك في النِّقاط الآتية:

1- مشروعية محبَّة الخير كلِّه، وكراهية الشرِّ كلِّه.

2- مشروعية محبَّة الله تعالى ومحبَّة رسولِه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجميع الرُّسُل.

3- مشروعية محبَّة ما يحبُّه الله ورسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

4- مشروعية بغض ما يَكرهُه الله تعالى ورسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

5- مشروعية محبَّة المؤمنين (المسلمين).

6- مشروعية بُغض الشيطان وأوليائه.

7- عدم مشروعية محبَّة غيرِ المسلمين.

8- وجوب العدْل مع كلِّ الناس.

9- تحريم الظلم والغشِّ لجميعِ الناس.

10- مشروعية البِرِّ والإحسان إلى جميعِ الناس.

11- جواز التعامُل المشروع مع كلِّ الناس في الجُملة.

12- الدعوة إلى الرِّفْق قي المعاملة.

13- دعوة الناس إلى الحقِّ بالحِكمة، والموعِظة الحَسَنة، والجدال بالتي هي أحْسن.

14- أنَّ أمور الدنيا ميدانٌ للتنافُس بين الناس كلِّهم، ولا مانعَ مِن التعاون فيها وتبادُل المنافِع والمصالِح.

15- أنَّ مَن وقَف في وجه الحقِّ وانتشاره، أو اعتدَى على المسلمين، فالمشروع جهاده وقتالُه حتى لا تكونَ فتنة.

 

ويمكن إعادةُ هذه الضوابط إلى أربعة منها؛ هي: العدْل، والبِر، والدعوة، والتعاون، مع عدمِ الموالاة.

 

وبهذه الضوابط تكون العلاقةُ بيْن المسلم وغيره مِن المخالفين قد سلكتْ مسلكًا متوازنًا ومعتدلاً، لا إفراطَ فيه ولا تفريط.

 

ومِن مسالك الإفراط التي يُمارسها بعضُ الناس، اعتقاد أنَّ العلاقة بالكفَّار قائمةٌ على مبدأين فحسبُ، هما: البغض، والجهاد.

 

كما أنَّ مِن مسالك التفريط التي يمارسها بعضُنا، اعتقاد أنَّ العلاقة بيْن الأمم قائمة على مبادئ: المودَّة، والمساواة، والسلام.

 

والمتأمِّل في هَدْي محمَّد - عليه الصلاة والسلام - في علاقتِه ومعاملته للكَفَرة يَلْحَظ قطعًا أنَّها تختلف عن كلٍّ مِن المسلكين، بل هي قائمةٌ على المبادئ الأربعة الآنِفة الذِّكْر.

 

واللَّه وليُّ التوفيق.

 

 

المحتويات

1-

الافتتاحية

7

2-

وسائل الدعوة: مفهومها، مشروعيتها، أنواعها

أ.د. حمد بن ناصر بن عبدالرحمن العمار

11

3-

المنهج النبوي في دعوة المسلم الجديد

د.عبدالله بن إبراهيم اللحيدان

93

4-

معالم في دعوة غير المسلمين

د.عبدالرحمن بن معلا اللوبحق

141

5-

الدور الحضاري للمرأة الداعية

د. نورة بنت خالد السعد

157

6-

القرعاوي الداعية

د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري

163

7-

أثر اختلاف الدين في العلاقة النفسية

د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي

197

8-

حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام

أ.د. صالح بن حسين العابد

205

9-

معارض وسائل الدعوة إلى الله: دراسات ميدانية

د.عبدالمحسن بن محمد السميح

247

10-

(ملحق) تعريف ببعض التجارب الدعوية

275





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أثر اختلاف الدين في العلاقة النفسية (PDF)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في حفظ الحقوق وأداء الأمانات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في الشوق إلى دار السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في تحقيق الأمن النفسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اترك أثرا إيجابيا (10) حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اترك أثرا إيجابيا: عشر حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أثر سلبي وأثر نافع(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب