• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات
علامة باركود

الوحي وخطاب العقل

الوحي وخطاب العقل
أ. د. فؤاد محمد موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/5/2016 ميلادي - 8/8/1437 هجري

الزيارات: 15977

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة تأملات تربوية في بعض آيات القرآن

الوحي وخطاب العقل

 

لقد اتَّهم أعداء الإسلام من الداخل والخارج، في الماضي والحاضر، القرآنَ الكريم ومنهجه في الحياة، بالتخلُّف، وإغلاقه للفكر والعلم، ووصفوا الإسلام بأنه سبب تخلُّف العالم الإسلامي عن ركب الحضارة والتقدُّم، واتهموا كل متمسِّك بدينه الإسلامي بالرجعيَّة، وتعالت أبواق العلمانيين داخل بلاد الإسلام بأنهم أحق بقيادة البلاد والعباد بمَنهجهم العلماني، حتى يُنقذوا الأمة من تخلُّفها بالإسلام.

 

ويا للعجب أن تجد الواحد منهم يتقلَّد أعلى المناصب وأخطرها، ولا يستطيع أن يقرأ جملةً واحدة بلغة عربية صحيحة!

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ﴾ [الحج: 3].

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الحج: 8، 9].

إنَّ هؤلاء لا يفهمون أن الإسلام دين العلم ودين العقل ودين التَّفكير، فلا يفهمه حقَّ الفهم إلا أولو الألباب والنُّهى والعقول الراجِحة، ولا يُطبِّقه صحيح التَّطبيق إلا أهلُ النَّظر والتفكير.

 

إنَّ المتأمل لكتاب الله يجد فيه دعوة صريحة مُتكرِّرة ومُلحَّة للتدبُّر والتفكُّر وإعمال العقل، والأخذ بالمنهج العلمي في كل أمور الحياة؛ فالقرآن يُعتبر المصدر الفكريَّ والتربويَّ الذي يَحترم عقل الإنسان ويَمنحه الحرية الفكرية، فقد دعا القرآن الكريم الإنسانَ إلى النظر في آفاق الكون من حوله، والتفكُّر في آلاء الله، وقراءة صفحة الكون المفتوحة أمامه؛ ففي القرآن الكريم ما يزيد على ألف آية تتحدَّث عن معالم هذا الكون، وتذكر مفرداته من: السموات والأرض، والشمس والقمر، والكواكب والنجوم، والجبال والبحار والأنهار، والمطر والرعد والبرق... إلى آخره، كما جاءت في أسلوب وعبارات تفتح أمام العقل البشري آفاقًا واسعة للتفكير في دلالاتها.

 

وقد جاء القرآن الكريم بمنهج رائع في استخدامه الأدلَّة العقلية والبرهانية في عَرْض مسائل العقيدة وغيرها من المسائل، فالآيات القرآنية غالبًا ما تنساب تُخاطب العقل، عارضةً عليه الحقائق الربانية التي تُدركها العقول السليمة وتَستجيب إلى ربها بالحِكمة والاقتناع.

 

ومِن هنا يستمدُّ الإنسان المسلم القوة الفكرية والإيمانية من نور القرآن، ومِن تدبُّره وهدْيه، كما يستمد الوعي الكامل من آياته التي تَعكس في ذهنه المشاهد الحيَّة، والأبعاد الجماليَّة، والحقائق العلمية، وغيرها من المؤثرات الإبداعية التي توسِّع الخيال وتوقظ الوجدان.

 

ويَمتاز منهج القرآن الكريم في غرْس العقيدة بأنَّه يَستخدم أساليبَ إقناعيةً مُتنوِّعة، ويوظِّف التاريخ والواقع المحسوس والأدلَّة العقلية البسيطة، ويَلجأ إلى مخاطبة الفِطْرة الإنسانية؛ فهي الطريقة التي يتبعها القرآن لبناء هذا التصوُّر الكامل الصحيح في الإدراك البشري، وهو يُخاطب الفطرة خطابًا خاصًّا، غير معهود مثله في كلام البشر أجمعين، وهو يقلِّب القلب من جميع جوانبه، ومن جميع مداخله، ويعالجه علاج الخبير بكل زاوية وكل سرٍّ فيه.

 

وفي هذا المقال نستعرض أحد مَناهج القرآن الكريم في مخاطبة العقل البشرى التي جاءت في سورة النبأ، والتي يطلُق عليها في مناهج البحث العلمي "منهج الاستقراء"، وإن كان البعض يَعتقد أن علم "مناهج البحث العلمي" يعدُّ من العلوم التي تمَّ استحداثُها في الآونة الأخيرة، وأن أصالة هذا العلم يرجع الفضل فيها للفكر الغربي، وأنه أحد ما أبدعه العقل الغربي من مفاهيم ومناهج وآليات، وهذا من التصورات الخاطئة، فقد أشار القرآن الكريم لمثل هذه المناهج كما سنرى.

 

ولكن قبل تناول هذا الموضوع لا بد لنا مِن توضيح بعض المفاهيم العلمية؛ حتى يسهل لنا فهم ما جاء في الآيات القرآنية.

 

منهج الاستقراء:

يعرف منهج الاستقراء:

• بأنه تتبُّع الأمثلة أو الجزئيات وتفحُّصها؛ للتعرف على وجوه الشبه والخلاف؛ للتوصُّل إلى القاعدة أو القانون أو التعريف.

• أو: هو انتقال العقل من الحوادث الجزئية إلى القواعد والأحكام الكلية التي تنظِّم الحوادث والحالات، ويُسمَّى الاستقراء بالتركيب (توحيد المعلومات الجزئية ذات العلاقة في كليات).

 

وفي الغالب ما تكون الأمثلة أو الجزئيات عبارة عن حَقائق، والحقائق بأنواعها المختلفة تُعرَّف علميًّا كما يلي:

حقيقة الأمر: واقع الأمر، الواقع كما هو، ما هو ثابتٌ وصحيحٌ.

حقائِقُ أبديَّة: مبادئ أو قوانين مُطلقة محيطة بجميع المَوجودات.

حقائق علميَّة: مقطوع بها.

حقيقة: في الواقع فعلًا.

حقيقة بديهيَّة: تُثبت نفسَها.

حقيقة واقعة: ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة.

حقيقة واقعية: الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا.

 

بعد هذا التمهيد، هيا بنا نستعرض ما جاء في سورة النبأ لنتبيَّن حقيقة خطاب الوحي الذي يلهب العقول تفكيرًا، ليصل إلى تكوين قناعات فكريَّة تقوم عليها العقيدة الصلبة التي توجِّه الإنسان بعد ذلك في حياته ليكون على هدى ونور وبصيرة من أمره.

 

﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

 

المقطع الأول من سورة النبأ:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 1 - 5].

تفتتح السورة بعرض مشكلة، وتتم عملية العرض على مراحل، تزيد المتلقِّيَ شوقًا ولهفة لمَعرفة أمر هذه المشكلة وأبعادها وما يتعلق بها؛ وذلك في سياق روعة في العرض وجذب الانتباه وإثارة الفكر، وتَبدأ عملية العرض في صورة سؤال مُوحٍ، مُثير للاستِهواء: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [النبأ: 1]؛ عن أي شيء يتحدَّثون؟

 

ولم يكن السؤال بقصد معرفة الجواب منهم؛ إنما كان للتعجيب مِن حالِهم، وتوجيه النظر إلى غرابة تَساؤلهم، بكشف الأمر الذي يتساءَلون عنه، وبيان حقيقته وطبيعته.

 

ثم تأتي المرحلة الثانية كأنها الإجابة، ﴿ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 2]، ولم يحدِّد ما يتساءلون عنه بلفظه، إنما ذكره بوصفه.. النبأ العظيم.. استطرادًا في أسلوب التعجيب والتضخيم، ثم يضيف بعد ذلك وصفا آخر: ﴿ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ﴾ [النبأ: 3]؛ لتزداد عملية التشويق وإثارة التفكير، ثم لا يجيب عن التساؤل، ولا يُدلي بحقيقة النبأ المسؤول عنه، فيتركه بوصفه العظيم، وينتقل إلى التلويح بالتهديد الملفوف: ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 4، 5]! وتكرار الجملة كلها فيه من التهديد ما فيه.

 

انظر كم هي الروعة في عرض المشكلة لتُثير اللب، وتجذب الانتباه، وتشوِّق النفس، لمعرفة حل هذه المشكلة، وتجعل المتلقي يدرك أهمية الوصول إلى الحل، ويتلهف لمعرفة حقيقة الأمر الذي هو بشأنه!

إنه الإعجاز القرآني في التقديم والعرض والتشويق!

 

المقطع الثاني من سورة النبأ:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 6 - 16].

 

تنتقل السورة إلى مجال جديد في جولة في هذا الكون المشهود والواقع المحسوس الذي لا يُنكره أحد، إنها الحقائق والشواهد التي عرضتها السورة في تتابع سريع، وعرض موجز دقيق، تهزُّ العقول، وتُلهب الوجدان، حين يتدبَّرها الجنان، إنها طرقات مُتسارعة مُتوالية، لا تَجعل هناك فرصة لشرود الفكر فيما سواها، ولا مجال للفتور، ولا انقطاع عن التفكير والتدبر.

 

ما الهدف من كل ذلك؟

هي القراءة العقلية لهذه الحقائق والمشاهد؛ للوصول إلى قاعدة فكرية تَنغرس في العقول، وتكون العقيدة التي نستنبط منها الإجابة على ما سبق التساؤل عنه.

 

هيا بنا نحلِّل هذا المقطع لنرى فيه كل هذا:

م

المشاهد (الحقائق)

الفعل

الفاعل

1

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾

نَجْعَلِ

نون العظمة "الله"

2

﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾

وَخَلَقْنَا

نون العظمة "الله"

3

﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾

وَجَعَلْنَا

نون العظمة "الله"

4

﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾

وَجَعَلْنَا

نون العظمة "الله"

5

﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾

وَجَعَلْنَا

نون العظمة "الله"

6

﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾

وَبَنَيْنَا

نون العظمة "الله"

7

﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾

وَجَعَلْنَا

نون العظمة "الله"

8

﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾

وَأَنْزَلْنَا

نون العظمة "الله"

9

﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا، وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾

لِنُخْرِجَ

نون العظمة "الله"

 

في هذا الجدول نلاحظ:

• تسعة مشاهد كونية، كلها تعبر عن حقائق لا ينكرها أحد على الإطلاق؛ ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 38].

 

• لقد تم التعبير عن هذه الحقائق في عبارات دقيقة وموجزة وسريعة؛ ليتم التركيز عليها، وعدم التشتُّت في تفاصيل أخرى لا تلزم في هذا الموقف، فهناك هدف يراد الوصول إليه سريعًا.

 

• لقد بدأ عرض هذه الحقائق بصيغة الاستفهام الموجَّهة إلى المخاطبين، صيغة مقصودة هنا، فهي في اللغة تفيد التقرير.

 

• هذه الحقائق متنوعة ومتعدِّدة، تبدأ من الأرض ثم الجبال، وتنتقل إلى النفس الإنسانية، ثم ما حولها من تقلب الليل والنهار، ثم العروج إلى السماء، وما بها من كواكب ونجوم وسحب، ثم العودة إلى الأرض وما ينبت فيها بفعل ما نزل من ماء من السماء.

 

• التنقل السريع بين كل هذه الحقائق بما لا يدع فرجة للخروج عن هذه المشاهد.

 

• رغم تنوع هذه الحقائق فإن هناك رابطًا واحدًا يجمعها؛ فهناك فاعل واحد لكل هذه الحقائق، وهو "الله جل جلاله"، وكأنما هناك يد قوية تهز الغافلين، وهي توجه أنظارهم وقلوبهم رغم هذا الحشد من الخلائق والظواهر إلى ما وراءها من التدبير والتقدير، والقدرة على الإنشاء والإعادة، والحِكمة التي لا تدع أمر الخلائق سُدى بلا حساب ولا جزاء، ومِن هنا تلتقي بالنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون!


هل أدركتم؟

من الفاعل؟

أليس الله خالق كل هذا، وجاعل هذا وذاك؟!

فهو الله.

فهو الله.

فهو الله.

فهو الله يُجيبكم عن تساؤلكم!

يوضح ويفصل الإجابة.

فهل أنتم مدركون؟

فهل أنتم واعون؟

هذه هي الإجابة:

فالآن تتفتح القلوب وتعي بدون تعليق.

 

المقطع الثالث من سورة النبأ:

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا * إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا * رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 17 - 40].

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفهوم القرآن الكريم بين الوحي وعلماء القرآن
  • الوحي والعقل جناحا الحضارة الإسلامية
  • اتباع الوحي وعدم الاستغناء عنه بالعقل
  • العقل في القرآن الكريم
  • دروس من الوحي
  • معنى العقل ومكانته في الإسلام
  • ثم صرفكم عنهم ليبتليكم

مختارات من الشبكة

  • الجن والتمر: عندما ينفصم العقل عن الوحي والعلم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الوحي والعقل(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • التكامل المعرفي في الإسلام (التكامل بين الوحي والعقل أنموذجا)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معنى عبارة: التقى الوحي والعقل والنقل لأول مرة في القرآن(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • الوحي وحي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مقتضيات تعظيم الوحي(مادة مرئية - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • قصة الوحي الخاتم(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • رحلة مع الوحي المحمدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاجتهاد وسيلة لعقل المسلم لفقه الدنيا والدين(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • الوحي ينتصر للمرأة(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
63- الوحى وخطاب العقل
نورا ابوعلي - مصر 16-04-2025 07:02 PM

جزاكم الله خيرا يادكتور نفع الله بك وبعلمك الواسع.. وجعله الله في ميزان حسناتك ليوم الدين.

62- تأملات تربوية
علي حميد محمد العبيدي - العراق 06-04-2025 08:27 PM

ربي يحفظك دكتورتنا الغالي أنت إنسان راقٍ جدا شكراً جزيلاً على هذه المقالة الأكثر من رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك.
لقد نورتنا بهذه المقطع القصير لكن دلالاته كبيرة كيف لا وقد جعلته مزيجاً من العلم والقرآن.

61- الوحي وخطاب العقل
فاتن الشربيني - مصر 24-11-2024 05:29 PM

جزاك الله كل الخير دكتورنا الفاضل على هذا المقال الجميل والبسيط
إن القرآن الكريم منهج حياتي يعلمنا كل شيء ويدعو الإنسان إلى التفكير والإبداع والتغير دائما والإصلاح.
الحمد لله على نعمة الاسلام

60- الوحي وخطاب العقل
آية ياسر محمود أحمد البراشي - مصر 18-11-2024 10:20 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفي علمك وعملك دكتورنا الفاضل
نشكر حضرتك على هذا المقال الرائع الذي تناول موضوع مهم جدا بطريقة سرد بسيطة ومفصلة في تفسير سورة النبأ والذي يدعونا إلى التفكر وإعمال العقل وفهم القرآن الكريم.

59- الوحي وخطاب العقل
هاجر محمود محمود إبراهيم الغندور - مصر 10-11-2024 06:34 PM

جزاكم الله خيرًا دكتورنا الفاضل على هذا العمل الصالح جعل الله ثوابه في ميزان حسناتكم.
هذا المقال أوضح أن الإسلام دين يسر على عكس ما يعتقد الغرب العلمانيون، كما قام بتحليل والتدبر في سورة النبأ بطريقة سهلة وبسيطة، وأشار إلى أن القرأن الكريم يحث الإنسان على التفكير والتدبر والاعتبار بالآيات الكريمة، كما أشار إلى لغة وأسلوب القرآن الكريم الجذاب الذي يشد الانتباه ويجعلنا في قمة التركيز لبحث والتعرف في تفسير الآيات وأبعادها والتدبر في كل ما يتعلق بها.

58- الإعجاز القرآني
أميرة محمد محمد حسانين - جمهورية مصر العربية 10-11-2024 03:54 PM

جزاك الله كل خير يا دكتور علي هذا المقال الأكثر من رائع ونسأل الله أن يبارك في علم حضرتك وصحتك ونستفيد من علمك وتفكيرك
الحمد لله على نعمة الإسلام دائماً وأبداً.

57- الوحي وخطاب العقل
رنا مصطفى محمد رفعت مصطفى الجمل - مصر 10-11-2024 10:53 AM

كل الشكر والتقدير لحضرتك دكتور فؤاد على هذا المقال الذي توضح فيه أن القرآن الكريم ليس كتابًا يعرض فقط مسائل دينية أو غيبية، بل هو منهج تربوي فكري يُعلم العقل كيف يفكر ويستنتج من خلال ملاحظة الكون والأحداث. وهذا يتناقض تماماً مع تهم التخلف والإغلاق الفكري التي توجه للإسلام.

56- الوحي وخطاب العقل
هانم محمود محمد عبدالمحسن محمود - مصر 09-11-2024 10:08 PM

مما لا شك فيه أن أعداء الدين الإسلامي كثيرة وتحاول تشويه صورته أمام المؤمنين به وذلك لنشر قيم الفساد والضلال يجب على الإنسان الاسترشاد بعقله حتى يميز الصواب من الخطأ.

55- الوحي وخطاب العقل
إسراء محمد عبد المنعم عبد الرازق - مصر 09-11-2024 05:16 PM

شكرا جزيلا لحضرتك دكتور فؤاد.
على كل شيء تقدمه لنا من معرفة ومعلومات قد تكون بالفعل حولنا ولكن البعض غافل عنها صدقت فيما قلت حقا القرآن هو القائد الوحيد لكل من أراد معرفة أي شيء من حوله وقد يستخدم الغرب أساليبهم في التشتت لكل مسلم حتى يبتعد عنه عن طريق اتهامهم بالتخلف والرجعية مع أنه غير ذلك إطلاقا ومن هو على تلاوة القرآن قائم ومفكر في آياته يعلم أنه على حق.

54- الإعجاز القرآني
إسراء محمد عبد المنعم عبد الرازق - مصر 09-11-2024 05:13 PM

جزاك الله كل خير دكتورنا الفاضل د.فؤاد على هذا المقال الجميل وجعله الله فى ميزان حسناتك يا دكتور فعلا إن القران الكريم يعلمنا كيف نعيش في سلام مع الآخرين فهو راحة للنفس والعقل والقلب ويقدم لنا القرآن الكريم فرصا متعددة لإصلاح أنفسنا وحياتنا.

1 2 3 4 5 6 7 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب