• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات
علامة باركود

الضعف في العلوم العربية سبيل الانحراف

أهمية دراسة العلوم العربية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2016 ميلادي - 10/9/1437 هجري

الزيارات: 15353

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الضعف في العلوم العربية سبيل الانحراف


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، اختار أفضل اللغى لخير الكتب، ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، واختار أمة العرب من بين الأمم، ليكون منهم أفضل الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم، فكان من شرف أمة العرب أن حملوا على أعتاقهم نشر خير الرسالات بين الأمم، والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد.

 

أما بعد:

فإن مما يؤسف له ذلك العزوف الكبير من الناس عامة ومن طلبة العلم خاصة عن تعلم أشرف اللغات التي نزل بها أشرف الكتب ونطق بها أفضل الرسل، مع علم الجميع بأنه لا يمكن الدين الخاتم الذي هو السبيل الوحيد للنجاة إلا بالتعمق في لغة العرب ومعرفة أساليبهم.

وفي هذا البحث تذكير بأهمية العربية وفضلها، وتعليمها الصغار، واشتراطها للتخصص في العلوم الشرعية.

 

اهتمام السلف بتعليم العربية:

كان سلف الأمة وقادتها يحرصون على التوعية بأهمية تعلم العربية لكل أحد. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة»[1].

 

وروى أبوبكر الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن: «مر من قِبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام»[2].

وعن أبي العالية قال: «كان ابن عباس يعلمنا اللحن. قيل: يعلمنا الصواب. وقيل: يعلمنا الخطأ لنجتنبه»[3].

وعن الحسن البصري أنه سئل: «ما تقول في قوم يتعلمون العربية؟ قال: أحسنوا، يتعلمون لغة نبيهم»[4].


وأنشد المبرد:

النحو يبسط من لسان الألكن
والمرء تعظمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها
فأجلها منها مقيم الألسن[5]

 

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: «والجلالة هنا نسبية إلى علوم الآلة، والله أعلم»[6].

وقال الشعبي: «النحو كالملح في الطعام لا يستغنى عنه»[7].

وروى أبو نعيم في رياضة المتعلمين عن ابن شبرمة قال: «زين الرجال النحو وزين النساء الشحم»[8].

وفي أهمية تعلم اللسان العربي يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: «فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون»[9].

 

وقال رحمه الله: «معلومٌ أنّ تعلُّمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي، ونُصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً »[10].

 

وقال أيضا رحمه الله: «اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخُلُقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب»[11].

 

وليُعلم أنه لا سبيل إلى ضبط الدين وفهمه إلا باللسان العربي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فإن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغاً عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله وأقرب إلى شعائر الدين وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم؛ ولذلك كان أهل بلاد فارس أقرب العجم إلى فهم الدين لقرب لغتهم من اللغة العربية. ونلاحظ أنه لم ينبغ منهم نابغة في العلم إلا بعد تعلمه اللسان العربي»[12].

 

وقال الشاطبي رحمه الله: «وعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً أمران:

أحدهما: ألا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي في كونه عارفاً باللسان العربي، بالغا فيه مبلغ العرب. قال الشافعي رحمه الله: فمن جهل هذا من لسانها - وبلسانها نزل الكتاب وجاءت السنة - فتكلف القول في علمها، تكلف ما يجهل بعضه، ومن تكلف ما جهل وما لم تثبت معرفته كانت موافقته للصواب - إن وافقه - غير محمودة والله أعلم، وكان بخطئه غير معذور إذ نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيها.

ثم قال الشاطبي: وما قاله حق، فإن القول في القرآن والسنة بغير علم تكلف، وقد نهينا عن التكلف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»[13]، لأنهم إذا لم يكن لهم لسان عربي يرجعون إليه في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم رجع إلى فهمه الأعجمي وعقله المجرد عن التمسك بدليل يضل عن الجادة. قال الحسن البصري رحمه الله: «أهلكتهم العجمة يتأولونه على غير تأويله».

ثانيهما: إذا أشكل عليه شيء فإنه يسأل أهل العربية»[14].


تعليم الصغار العربية:

ولما كان الاختلاط بالأعاجم مظنة لفساد اللسان العربي، حرص السلف على تقويم ألسنة الصغار من اللحن فقد جاء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما «أنه كان يضرب بنيه على اللحن»[15].

 

ولم يكن السلف مُغْفلين علوم العربية عند تعليم أبنائهم بل كانوا يولونه قدراً كبيراً، فقد أرسل معاوية رضي الله عنه إلى دغفل فسأله عن العربية وعن أنساب العرب وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم. قال: «يا دغفل من أين حفظت هذا؟ قال: بلسان سؤول، وقلب عقول، وإن آفة العلم النسيان. قال: انطلق بين يديَّ - يعني ابنه يزيد - فعلِّمه العربية وأنساب قريش والنجوم وأنساب الناس»[16].

 

ولما دفع عبدالملك ولده إلى الشعبي يؤدبهم قال: علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا[17]، وحسن شعورهم تشتد رقابهم، وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام[18].


مكانة العربية في ترتيب العلوم لطالب العلم:

نقل الذهبي في السير عن أبي العيناء قال: أتيت عبد الله بن داود الخريبي فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فاحفظ القرآن. قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ ﴾ [يونس: 71] فقرأت العشر حتى أنفذته. فقال لي: اذهب الآن فتعلم الفرائض. قلت: قد تعلمت الصلب والجد والكُبَر. قال: فأيما أقرب إليك ابن أخيك أو عمك؟ قلت: ابن أخي. قال: ولِم؟ قلت: لأن أخي من أبي وعمي من جدي. قال: اذهب الآن، فتعلم العربية. قلت: قد علمتها قبل هذين، قال: فلم قال عمر - يعني حين طعن - يا لَلَّهِ يا لِلمسلمين، لم فتح تلك وكسر هذه؟ قلت: فتح تلك اللام على الدعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار، فقال: لو حدثت أحداً لحدثتك[19].


وروى أبو نعيم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كانوا يؤمرون أو كنا نؤمر أن نتعلم القرآن، ثم السنة، ثم الفرائض، ثم العربية الحروف الثلاثة، قال: قلنا: وما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر والرفع والنصب[20].

♦♦♦♦♦

 

العلم باللسان العربي لطالب الفقه والاجتهاد

أهمية العربية للمجتهد في الفقه:

يشترط في من يريد التفقه في الدين أن يعلم كل ما يعينه في فهم نصوص الوحيين من علوم النحو والصرف والغريب والتراكيب العربية. وقد شرطه الجماهير من الأصوليين كالشافعي والغزالي والجويني والآمدي والقرافي والفتوحي والطوفي والشوكاني وغيرهم[21].

 

بل نجد أن ابن حزم رحمه الله يصرح بوجوب تعلم النحو للمفتي[22]، حتى لا يقع في الخطأ وإضلال الناس جراء الفهم السقيم للنصوص.

 

ومعرفة علوم العربية من الدين لأنه لا سبيل إلى فهم الوحيين إلا بذلك، قال شيخ الإسلام: «إن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية»[23].

 

ولذلك حرص الفاروق رضي الله عنه على هذا الأمر فكان يذكر الصحابة الذين اختلطوا بالأعاجم ألا يغفلوا علوم العربية، فقد كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما قال: «أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي»[24].

وقال مرة موجهاً الناس: «تفقهوا في الدين وأحسنوا عبارة الرؤيا وتعلموا العربية»[25].

 

قال شيخ الإسلام: «لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه الأقوال وفقه الشريعة هو الطريق إلى فقه الأعمال. وقال الفاروق رضي الله عنه أيضاً: «تعلموا اللحن والفرائض فإنها من دينكم»[26].

 

وقيل للحسن البصري رحمه الله: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويقيم بها منطقه؟ قال: نعم فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعيا بوجهها فيهلك، وقال: أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله[27].

 

وقد كان كبار الأئمة يُعْنَون بعلوم العربية عناية فائقة، قال الشافعي رحمه الله: من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم. وقال أيضاً: لا أُسْأَل عن مسألة من مسائل الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو[28].

 

والجرمي[29] يقول: أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس من كتاب سيبويه رحمه الله[30]، فلما بلغ المبرد هذا الكلام قال: لأن أبا عمر الجرمي كان صاحب حديث، فلما عرف كتاب سيبويه تفقه في الحديث، إذ كان كتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش[31].

وقال الشافعي أيضاً: ما أردت بها - يعني علوم العربية - إلا الاستعانة على الفقه[32].

 

وقد ذكر بعض العلماء أن معرفة متون مختصرة في علوم العربية تكفي للمجتهد وهذا محل انتقاد فقد، قال الشوكاني رحمه الله: ومن جعل المقدار المحتاج إليه في هذه الفنون هو معرفة مختصر من مختصراتها أو كتاب متوسط من المؤلفات الموضوعة فيها فقد أبعد، بل الاستكثار من الممارسة لها، والتوسع في الاطلاع على مطولاتها مما يزيد المجتهد قوة في البحث، وبصراً في الاستخراج، وبصيرة في حصول مطلوبه. والحاصل أنه لا بد أن تثبت له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطول الممارسة، وكثرة الملازمة لشيوخ هذه الفنون[33].

 

وليعلم أنه بمقدار التضلع من علوم العربية مع العلوم الأخرى المشروطة يكون قرب المجتهد من الفهم الصحيح للنصوص، قال الإمام الشافعي رحمه الله: وما ازداد - أي المتفقه- من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته وأنزل به آخر كتبه كان خيراً له[34].

 

وقال الشاطبي رحمه الله: «وإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية فهو مبتدئ في فهم الشريعة، أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإذا انتهى إلى الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجةً، فمن لم يبلغ شأوه فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً»[35].

 

ضرورة التعمق في دراسة لغة العرب لطالب التفسير:

روى أبو عبيد في فضائل القرآن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: (لأن أعرب آية أحب إليّ من أن أحفظ آية)[36]. وذلك لأن فهم الإعراب يعين على فهم المعنى. والقرآن نزل للتدبر والعمل.

 

وقال ابن عباس رضي الله عنه: التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهله وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله[37]. وكان يقول: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب[38].

 

وقال الشافعي رحمه الله: على الخاصَّة الّتي تقومُ بكفاية العامة فيما يحتاجون إليه لدينهم الاجتهادُ في تعلّم لسان العرب ولغاتها، التي بها تمام التوصُّل إلى معرفة ما في الكتاب والسُّنن والآثار، وأقاويل المفسّرين من الصحابة والتابعين، من الألفاظ الغريبة، والمخاطباتِ العربيّة، فإنّ من جَهِلَ سعة لسان العرب وكثرة ألفاظها، وافتنانها في مذاهبها جَهِلَ جُملَ علم الكتاب، ومن علمها، ووقف على مذاهبها، وفَهِم ما تأوّله أهل التفسير فيها، زالت عنه الشبه الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانها من ذوي الأهواء والبدع[39].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: «لا بُدّ في تفسير القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلّ على مراد الله ورسوله من الألفاظ، وكيف يُفهَم كلامُه، فمعرفة العربية التي خُوطبنا بها ممّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإنّ عامّة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب، فإنّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدّعون أنّه دالٌّ عليه، ولا يكون الأمر كذلك»[40].

 

وقال ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله: «وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها...»[41].

 

وأيضاً يحتاج طالب علم التفسير إلى العلم بلغات العرب، إذ من المعلوم أن لكل قبيلة لغتها، وأفصح اللغات لغة قريش إلا أن هناك بعض الكلمات في القرآن جاءت على غير لغة قريش. فقد أشكل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه معنى قوله تعالى: ﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ﴾ [النحل: 47] فقام في المسجد فسأل عنها فقام إليه رجل من هذيل فقال معناها: «على تنقص» أي شيئاً فشيئاً، ودليله قول شاعرنا الهذلي يصف سرعة ناقته:

تَخَوَّفَ الرَّحْلُ منها تَامِكاً قَرِداً *** كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفِنُ

أي: أخذ الرحل يحتك بسنام الناقة من سرعتها، حتى كاد ينقص كما يبري البحار عود السفينة بالسكين لينقص منها.

وسئل أبوبكر اعن معنى: ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴾ [عبس: 31] ما معنى الأبّ؟ فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم؟».

 

ولهذا السبب يقول الإمام مالك رحمه الله: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً [42].

ورحم الله مالكاً كيف لو رأى زماننا هذا !!.


العلم بالعربية طريق فهم الحديث:

قال ابن الصلاح: وحق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما[43].

وروى الخطيب عن شعبة قال: من طلب الحديث ولم يبصر العربية كمثل رجل عليه برنس وليس له رأس![44]. وروى أيضا عن حماد بن سلمة قال: مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها[45].


فمعرفة العربية شرط في المحدث، قال النووي رحمه الله: «وعلى طالب الحديث أن يتعلم من النحو ما يسلم به من اللحن والتصحيف، وقد روى الخليلي في الإرشاد عن العباس بن المغيرة عن أبيه قال: جاء عبدالعزيز الدراوردي في جماعة إلى أبي ليعرضوا عليه كتاباً، فقرأ لهم الدراوردي، وكان رديء اللسان يلحن، فقال أبي: ويحك يا دراوردي، أنت كنت إلى إصلاح لسانك قبل النظر في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك[46].

 

ويقول الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن الزكي الـمِـزِّي (ت742هـ) في مقدمة كتابه «تهذيب الكمال في أسماء الرجال»: «ينبغي للناظر في كتابنا هذا أن يكون قد حصل طرفا صالحا من علم العربية، نحوها ولغتها وتصريفها، ومن علم الأصول والفروع، ومن علم الحديث والتواريخ وأيام الناس».

 

ذم اللحن بعامة ولطالب العلم بخاصة:

كَثُرت أقاويل العلماء في ذم اللحن. فعن أيوب السختياني رحمه الله أنه كان إذا لحن قال: ( أستغفر الله )[47].

وقال الأصمعي رحمه الله: «إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله صلى الله عليه وسلم: «من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»؛ لأنه لم يكن يلحن. فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.

 

وروى الخطيب البغدادي أن عليّاً وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم كانوا يضربون أبناءهم على اللحن. ونقل عن الرحبي أنه قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحَّان، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، فكتب عن اللحان لحَّان آخر، صار الحديث بالفارسية !![48].

 

وقد تحسَّر ابن فارس[49] رحمه الله على أهل وقته من غفلتهم عن العلوم العربية وانشغالهم عنها فقال: «وقد كان الناس قديما يجتنبون اللحن فيما يكتبونه أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب، فأما الآن فقد تجوزوا حتى إن المحدث يحدث فيلحن والفقيه يؤلف فيلحن فإذا نبها قالوا: ما ندري ما الإعراب وإنما نحن محدثون وفقهاء فهما يُسَرَّان بما يساء به اللبيب. ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس فقلت له: ما حقيقة القياس ومعناه؟ ومن أي شيء هو؟ فقال: ليس علي هذا، وإنما علي إقامة الدليل على صحته. فقلَّ الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيء لا يعرف معناه، ولا يدري ما هو. ونعوذ بالله من سوء الاختيار»[50].

 

وقال العلامة الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه القيّم (حلية طالب العلم): «احذر اللحن: ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق، ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني»[51].


وما أحسن ما قاله الشاعر عبدالرحمن العشماوي في وصف من يلحن في لفظه:

يلقي على المرفوع صخرة جهله
فيصير تحت لسانه مجرورا
وينال من لغة الكتاب تذمراً
منها ويكتب في الفراغ سطورا
ورأيت مبهوراً بذلك كله
فرحمت ذاك الجاهل المغرورا
وعلمت أن العقل فينا قسمة
والله قدَّر أمرنا تقديرا


الجهل بالعربية من أسباب الزيغ:

من المقرر لدى علمائنا أن الضعف في علوم العربية سبَّبَ ضلالاً في فهم كثير من المتفقهة. قال ابن جني: «إن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفُه في هذه اللغة الكريمة الشريفة التي خوطب الكافة بها» [52].

 

وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد لما ناظره في مسألة خلود أهل الكبائر في النار، احتج ابن عبيد أن هذا وعد الله والله لا يخلف وعده - يشير إلى ما في القرآن من الوعيد على بعض الكبائر بالنار والخلود فيها - فقال ابن العلاء: من العجمة أُتيتَ، هذا وعيد لا وعد، قال الشاعر:

وإني وإن أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادي ومنجز موعدي[53]

ومن أمثلة التفاسير الخاطئة المبنية على الجهل بالعربية قول من زعم أنه يجوز للرجل نكاح تسع حرائر مستدلا بقوله تعالى: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [النساء: 3] فالمجموع تسع نسوة، قال الشاطبي: ولم يشعر بمعنى فُعال ومفعل وأن معنى الآية: فانكحوا إن شئتم اثنتين اثنتين أو ثلاثاً ثلاثاً أو أربعاً أربعاً.

 

ومن ذلك قول من قال إن المحرم من الخنزير إنما هو اللحم، وأما الشحم فحلال لأن القرآن إنما حرم اللحم دون الشحم، ولو عرف أن اللحم يطلق على الشحم بخلاف الشحم فلا يطلق على اللحم لما قال ما قال[54].

 

ومن ذلك قول من قال في حديث: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر، يقلب الليل والنهار»، بأن فيه مذهب الدهرية وهذا جهل، فإن المعنى لا تسبوا الدهر إذا أصابتكم مصائب ولا تنسبوها إليه فإن الله هو الذي أصابكم فإنكم إذا سببتم الدهر وقع السب على الفاعل لا على الدهر[55].

 

قال الشاطبي رحمه الله: فقد ظهر بهذه الأمثلة  كيف يقع الخطأ في العربية في كلام الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه، والصحابة رضوان الله عليهم براء من ذلك لأنهم عرب لـم يحتاجوا في فهم كلام الله تعالى إلى أدوات ولا تعلم. ثم من جاء بعدهم ممن هو ليس بعربي اللسان تكلف ذلك حتى علمه[56].

أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ويرزقنا العلم والعمل.



[1] الجامع 2/ 25.

[2] الغريب للخطابي 1/ 61.

[3] الغريب للخطابي 1/ 61.

[4] الغريب للخطابي 1/ 61 1.

[5] الجامع 2/ 25.

[6] حلية طالب العلم ص60.

[7] تدريب الراوي 2/ 161، الجامع للخطيب 2/ 8، حلية طالب العلم ص59.

[8] الغريب للخطابي 1/ 61.

[9] اقتضاء الصراط المستقيم ص 203.

[10] الفتاوى 32/ 252.

[11] اقتضاء الصراط المستقيم 207.

[12] اقتضاء الصراط المستقيم / 162.

[13] رواه البخاري ( فتح 1/ 174)، ومسلم (1673) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

[14] الاعتصام 2/ 297.

[15] رواه ابن أبي الدنيا في العيال 1/ 508، والبيهقي في الكبرى 2/ 18.

[16] رواه ابن أبي الدنيا في العيال 1/ 528.

[17] أي: يرتفعوا كما في لسان العرب، مادة: نجد.

[18] رواه ابن أبي الدنيا في العيال 1/ 512، والبخاري في الأدب المفرد (873)، وفي البداية والنهاية (6/ 66) من طريق المدائني أن عبدالملك قال ذلك لإسماعيل بن أبي المهاجر، بلفظ أطول من هذا.

[19] السير 9/ 351. والأشهر: يا لله ويا للمسلمين. والمثبت من السير.

[20] الغريب للخطابي 1/ 61.

[21] كما في كتاب إبطال الاستحسان في خاتمة الأم 7/ 274، والرسالة / 509 - 511 والمستصفى 2/ 352 والبرهان 2/ 869-870 وفواتح الرحموت 2/ 363 وشرح الكوكب المنير 4/ 581 والإحكام 4/ 170 والذخيرة / 137وشرح مختصر الروضة 3/ 581 وإرشاد الفحول 2/ 1031 والمهذب 5/ 2325.

[22] الإحكام 5/ 119-120.

[23] الاقتضاء 1/ 470.

[24] رواه ابن أبي شيبة (9963).

[25] رواه عبدالرزاق في المصنف 4/ 323.

[26] رواه ابن أبي شيبة (9975).

[27] الاعتصام 1/ 304. وقوله: أهلكتهم العجمة. ررواه البخاري في خلق أفعال العباد 1/ 75، 106، وفي التاريخ الكبير 5/ 93. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (37571) 7/ 303 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أخوف ما أتخوف على هذه الأمة قوم يتأولون على غير تأويله.

[28] شذرات الذهب لابن العماد / 231 عن مجلة البيان العدد رقم 182 ص67.

[29] هو إمام العربية أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي البصري، توفي سنة 225هـ. السير 10/ 561 - 563.

[30] الموافقات 4 / 83.

[31] كتاب سيبويه 1/ 5 عن مقالات العلامة الطناحي 2/ 438.

[32] السير 1/ 75.

[33] إرشاد الفحول 2/ 1031-1032.

[34] الرسالة / 49.

[35] الموافقات 4/ 83.

[36] الغريب للخطابي 1/ 61.

[37] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 6.

[38] مستدرك الحاكم2/ 499، والأسماء والصفات للبيهقي 2/ 80.

[39] الأزهري، التهذيب 1/ 5 المقدمة.

[40] الإيمان ص 111.

[41] الفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص 7.

[42] الإتقان للسيوطي 2 / 179 عن مجلة البيان العدد رقم 182 صفحة 68.

[43] المقدمة ص400.

[44] الجامع 2/ 26.

[45] الجامع 2/ 27.

[46] الإرشاد 1/ 302.

[47] المحدث الفاصل / 525.

[48] تدريب الراوي 2/ 161، الجامع للخطيب 2/ 8، حلية طالب العلم / 59.

[49] هو أبو الحسين أحمد بن فارس القزويني الرازي اللغوي، من أعظم عباقرة العربية، يشهد له على ذلك كتبه التي منها الصاحبي ومقاييس اللغة، توفي سنة 395هـ. ابن فارس اللغوي 25 - 105.

[50] الجامع للخطيب 2/ 25-29.

[51] التعالم ص66.

[52] الخصائص 3/ 245 عن اللغة العربية والتعريب ص39.

[53] رسائل الشيخ عبداللطيف آل الشيخ ص24.

[54] الاعتصام / 304.

[55] فتح المجيد / 358.

[56] الاعتصام / 304. وللاستزادة انظر: كلام الرافعي في إعجاز القرآن هامـش صفحة 105.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أهمية دراسة الأسماء والصفات
  • أهمية دراسة العقيدة
  • أهمية دراسة جرائم الشرف
  • أهمية دراسة ألفاظ الجنة في القرآن الكريم
  • أثر تجديد العلوم العربية الغابرة في انتشار اللغة وانحسارها
  • في فترات الضعف تطفو جيف الإلحاد

مختارات من الشبكة

  • البحث في علم الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حث الطلاب على الجمع بين علم التفسير والحديث والفقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العلوم التي لا يشترط الاجتهاد فيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم تعلم النساء العلوم الدنيوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل العلوم الشرعية من العلوم الإنسانية؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العلوم الشرعية أفضل العلوم على الإطلاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علم المصطلح وعلم اللغة: أبعاد العلاقة بينهما(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطة لمعالجة الضعف في الإملاء والتعبير تصلح للمرحلة المتوسطة والثانوية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من أقوال السلف في أفضل العلوم وأنفعها وأشرفها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أدب القوة وأدب الضعف(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب