• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   صوتيات   عروض تقديمية   مواد مترجمة   بلغات أخرى   في الإعجاز   مرئيات   الإعجاز العلمي للفتيان  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرياح والتراب
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الرياح في المرسلات والنازعات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    القسم القرآني بالذاريات
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الإعجاز في فرش الأرض
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    قاع البحر في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار البحار في القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    حماية الماء من التلوث
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    أسرار الماء الجوفي في آيات القرآن
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    وفي الأرض آيات للموقنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الفاحشة وطاعون الإيدز
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    الخمر أم الخبائث: داء وليست دواء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    مراحل خلق الجنين
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من أسرار السنة النبوية: شريط الخلق
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    دواب في السماء
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    العلم وأصل الحياة
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
  •  
    من نبوءات القرآن الكريم
    د. حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات
علامة باركود

الجوع.. لا حل بكم مكروه

الجوع.. لا حل بكم مكروه
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/10/2016 ميلادي - 1/1/1438 هجري

الزيارات: 10058

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجوع.. لا حل بكم مكروه


العالم اليوم يعيش أمرين متناقضين تمامًا.. يقول مصطفى لطفي المنفلوطي في إحدى نظراته: إنه مر على شخص يتضور جوعًا وقد عصب بطنه رجاء تخفيف آلام الجوع، ثم مر بآخر وقد هرع مسرعًا إلى الطبيب ليعالج مغصًا في أمعائه وتقلبات في نظام الهضم عنده؛ لأنه يأكل كثيرًا فيصاب بالتخمة، تعجب المنفلوطي من هذه الظاهرة في زمنه الذي عاش فيه، وأعجب لو كان المنفلوطي عائشًا اليوم، ماذا كان له أن يقول في عبرات تلي النظرات.


في بعض المجتمعات هناك تحذير متكرر من قِبَل علماء التغذية والمتخصصين في شؤون الحمية من كثرة الأكل والإفراط فيه والتنويع في أصنافه، والتحذير هذا يشمل لفت الانتباه إلى أضرار الإكثار من الكوليسترول والسعرات الحرارية وما يسمونه بالدهون المتشبعة، وفي هذه المجتمعات وجدت أصنافًا وأصنافًا من وصفات الأغذية التي تتبع أساليب الحمية "الريجيم" ويستفيد منها الكثيرون الذين أنشؤوا المؤسسات التجارية الرابحة التي تعنى بالوصفات المناسبة للحفاظ على الجسم سليمًا معافى من أمراض "كثرة الأكل"، ولا يقف الأمر عند هذا، بل ظهرت أصناف الحبوب "الدوائية" التي تضيق الخناق على الشهية مما يحدو بالمرء إلى التقليل من الأكل سعيًا وراء الاحتفاظ بوزن محدد للجسم رسمه المتخصصون؛ أي إن الطعام اليوم أصبح في هذه النوعية من المجتمعات عاملًا من العوامل التي تنغص على القوم حياتهم، فيحاولون البحث عن الحلول السريعة للتغلب على هذه المشكلة التي ربما أسميناها "بمشكلة الطعام المناسب"، بينما يسميها البعض بمشكلة الغذاء المناسب!


وفي أحد هذه المجتمعات وجدنا أن الناس بدؤوا يلجؤون إلى أطباق غريبة عليهم؛ طمعًا في الوصول إلى حل لهذه المشكلة، فهناك دعاية للأكل الشرقي عمومًا من صيني وهندي وعربي على اعتبار أن هذه الأطباق بسيطة في إعدادها، غنية في غذائها، وهذه محاولة من محاولات للتغلب على مشكلة الطعام المناسب، ومحاولة أخرى جاءت في التركيز على التمرينات الرياضية المتتابعة التي يراد منها تخفيف الوزن والمحافظة على وزن محدود دون اللجوء إلى النقص؛ لما في ذلك من ضرر، فظهرت في إثر هذا النوادي الرياضية التجارية التي تتيح جميع أنواع الأجهزة التي يمكن أن تؤدي هذا الغرض بموجب اشتراك سنوي أو فصلي، والمحاولات كثيرة على كل حال.


إذًا فهذه النوعية من المجتمعات تعيش حالة تخمة غذائية حقة، وهي في سبيل التخلص من هذه التخمة، ولكنها لم تصل إلى الأسلوب المناسب الفعال؛ إذ إن المحاولات المتعددة هذه لها سلبيتها التي ربما وصلت إلى الخطورة الصحية عند من يتناولون حبوب الحمية، أو يضغطون على التزامهم بحمية محددة قائمة على "التنقيص" من مواد لا بد للجسم منها، يمثل هذه المجتمعات عمومًا المجتمعات الغربية في أوروبا غربًا وشرقًا وفي أمريكا.

 

والجوع في الجانب الآخر:

في الوقت ذاته هناك مجتمعات كثيرة تهددها المجاعة تهديدًا يحتاج معه إلى الصور الحية الناطقة التي تغني عن الحديث والتبحر في اختيار الكلمات؛ إذ يكفي أن يعرض عليك فيلم لمدة لا تزيد عن خمس دقائق فقط لترى بنفسك ما وصل إليه العالم من تناقض، وسنضطر لذكر بعض المجتمعات بالتحديد؛ لأننا هنا نورد إحصائيات حديثة جدًّا يتطلب ذكرها ذكر مواقعها، وإيراد هذه الأرقام المهولة لا يراد منه أكثر من أن نلمس الصورة التي تعيشها هذه المجتمعات وما صلت إليه من الفاقة، والذي أحب أن أؤكد عليه أن هذه الظاهرة ليست ظاهرة مؤقتة تمثل الصدارة في نشرها وإعلانها فترة من الزمن ثم يأتي خبر آخر يضعها في طي الكتمان، بل إنها مشكلة مستمرة متفاقمة، وتزداد يومًا بعد يوم، داعية أهل الخير على جميع المستويات أن يساهموا في الوصول إلى حل جذري لها.


لظروف مناخية وظروف أخرى كثيرة - منها الظروف السياسية - يعيش كثير من أهل إفريقيا الخضراء في أراضٍ جدباء لا تنبت كلأ ولا يصلها الماء،فلو أخذنا - على سبيل المثال - الحبشة - وتسمى عند البعض إثيوبيا - العامرة باثنين وثلاثين مليون نسمة (32،000،000) رُبْعُهم؛ أي (8،000،000) يعيشون تحت الفاقة، ولو نظرنا إلى الزاوية الشمالية والشرقية منها فقط - والزاوية الشمالية لها مدلول خاص لدينا نحن المسلمين؛ إذ إنها تكتنف الأريتريين الذين يسعون إلى التخلص من أنظمة لا تناسبهم - لو نظرنا إلى هذه الزاوية لوجدنا فيها حوالي (100) مائة مخيم للاجئين الذين هربوا من الجدب سعيًا وراء الطعام، الذين يصلون إلى هذه المخيمات لا يزيدون على عشرين بالمائة من مجموع اللاجئين (20%)، أما الثمانون بالمائة (80%) المتبقية فهم يموتون في الطريق؛ نظرًا لعدم مقدرتهم الجسمية على السير إلى المخيمات،وفي هذه المنطقة هناك حوالي ستة ملايين نسمة (6،000،000) يعيشون على حافة الهلاك، وقد يصل عدد الذين يلاقون حتفهم من الجوع فقط حوالي المليون نسمة (1،000،000) في نهاية العام الميلادي الحالي - أي بعد عشرة أيام من اليوم،ويصل تعداد من تركوا منازلهم بحثًا عن الطعام في منطقة واحدة هي شمال الحبشة: ما يقارب المليونين وربع المليون نسمة (2،250،000) وتركهم منازلهم يعقبه أمور كثيرة، أقلها تركهم لأرضهم وأملاكهم التي أضحت لا تساوي شيئًا، ثم موتهم في الطريق كما أسلفنا.

 

ولو أخذنا القارة الإفريقية مجتمعة، لوجدنا أن هناك ما يصل إلى مائة وخمسين مليون نسمة (150،000،000) مهددين بالفاقة والموت جوعًا،ويذكر أن ستين بالمائة من سكان إفريقيا ينامون ليلهم جياعًا، وهناك حوالي مليون طفل (1،000،000) يموتون سنويًّا من أمراض الملاريا فقط، وهناك الذين يولدون فلا يجدون قطرة من حليب تسد رمقهم، فيموت منهم ما يقارب الخمسين بالمائة 50% حال ولادتهم،على أن هناك ما يصل إلى المائتي مليون طفل دون الخامسة عشرة من أعمارهم في إفريقيا (200،000،000) مائة وسبعون مليون طفل من هؤلاء (170،000،000) يعيشون دون المستوى الغذائي العادي جدًّا، ولديهم نقص في التغذية، وليس هناك مبالغة إذا قيل: إن سبعين بالمائة (70%) من سكان إفريقيا في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية يعيشون في مستوى يقل عن المستوى المعيشي المعتاد لكل فرد،أما محاولات إنقاذ الأطفال منهم فتبدأ بالأطفال الذين وصلوا إلى نسبة سبعين بالمائة (70%) دون المستوى المتوقع من الوزن.


أما في الشمال الوسط، وفي تشاد خاصة التي عاشت - ولا تزال - ويلات الحرب الأهلية، فإن مائتي طفل (200) يموتون كل خمسة عشر يومًا، وفي غضون الأشهر القليلة الماضية لاقى أربعة آلاف شخص (4000) حتفهم من النساء والأطفال، وقد ترك مجموعة من التشاديين منازلهم بحثًا عن الطعام، ويقدر عددهم حتى إعداد التقارير بحوالي مائتي ألف نسمة (200،004) ويذكر أنه في نهاية العام الحالي الميلادي؛ أي: بعد عشرة أيام من الآن، قد يصل عدد من تركوا منازلهم سعيًا وراء لقمة يعيشون بها ويسدون بها الرمق إلى ستمائة ألف نسمة (600،000)، ومن هؤلاء ما وصل إلى مائة ألف شخص (100،000) تركوا ديارهم وليس منازلهم فقط، بحثًا عن سبل العيش، ويصل مجموعات منهم إلى المناطق المجاورة، فالسودان مثلًا التي تعد عند الكثيرين "سلة خبز العرب" تحتضن اليوم ما يزيد على المليونين ونصف المليون (2،5000،000) من اللاجئين إليها من مناطق مجاورة مثل تشاد وكينيا وأريتريا.


وكينيا مشهورة بهذه الظاهرة الخطيرة، خصوصًا المناطق الشرقية منها، ولعل آخر ما يمكن أن يقال عنها: إن مرض "الكوليرا" مستفحل في بعض مناطقها، وقد عزلت هذه المناطق عن الحركة؛ إذ لا خروج ولا دخول إلا للناقلات الرسمية التي تحمل أدوات المساعدة والإغاثة، ومنها سيارات الإسعاف.


هذه مقتطفات من مشكلة كبرى تهدد بعض الدول الإفريقية..ولا يقتصر الأمر على إفريقيا وحدها، بل إن آسيا لا تخلو من أمثال هذه الأوضاع، وفي الهند العجب، وكذلك في مخيمات اللاجئين الأفغان على الحدود الباكستانية، ومن ذلك أيضًا مناطق جنوب شرق آسيا التي لم تنفض غبار الحروب عن كاهلها بعد، وأمريكا اللاتينية عمومًا (الجنوبية والوسطى) لا تخلو أيضًا من هذه النماذج، بل إن كثيرًا من المناطق لا يتصور أنها يمكن أن تكتنف جياعًا بين أهلها، ولكنها ليست مستثناة من هذه الظاهرة.


الاستعمار.. والتنصير والجوع:

مضى على استعمار كثير من البلاد أكثر من مائة سنة، وخرج كثير من المستعمرين بعد أن تركوا بصمات واضحة على المُستَعْمَر، كان لها تأثير واضح في التخلف التنموي للبلاد التي خضعت للاستعمار، فيما يهتم بالسيول والسدود وتصريف مياه الأنهار مثلًا، ولعل ذلك كان قصدًا من المستعمر؛ لأنه يخدم غرضًا استعماريًّا بعيد المدى، كما ساعد الاستعمار على انتشار جمعيات التنصير التي قدِمَتْ من أوروبا وأمريكا متسترة تحت شعارات إنسانية بحتة لا علاقة لها بدين أو عقيدة أو لون أو عِرق.


يذكر أنه في إفريقيا وحدها ما لا يقل عن مائة ألف (100،000) بعثة تنصيرية تزاول أعمالها في مختلف بقاع القارة الخضراء، يتبع هذه البعثات التنصيرية ما يصل إلى عشرين ألف مؤسسة تعليمية (20،000) على مختلف المستويات، وينضم إلى هذه المؤسسات التعليمية ما يقرب من خمسمائة ألف طالب وطالبة (500،000) معظمهم من المسلمين، كما أن هذه البعثات التنصيرية تدير ما مجموعه خمسمائة مستشفى (500) ما بين متنقل وثابت.


وقد ذكر لي شخصيًّا أحد الذين زاملوني في دراستي الأخيرة، وهو من إحدى بلاد إفريقيا، أنه يرغب في الحج وزيارة بيت الله والحرم المدني، فاستغربت منه ذلك، واسمه "جون"، فقال لي: إن والديه كانا مسلمين، ولكنهما خضعًا للتنصير، فاعتنقا النصرانية وعلمونا إياها، ولكني لا أزال أطمع في العودة إلى الفطرة.. وأنشطة بعثات التنصير مشهورة معروفة لدى الكثرين، وتشجع على ذلك كثير من الهيئات التي تمنح الجوائز التقديرية العالمية، وذلك مثل منح الأم "تيريزيا" جائزة علمية نظرًا لخدماتها المتصلة في "العناية ببني الإنسان"!


ولعلنا لا نجانب الصواب إذا قلنا: إن بعضًا من البعثات التنصيرية كان لها دور بارز فيما وصلت إليه القارة الإفريقية من حالة يرثى لها، فقد ذكرنا عند الحديث عن المجاعة أن أساليب مناخية مثل الجفاف وأساليب أخرى منها السياسة قد ساعدت على هذا الوضع، بل دعت إليه، ففي الخمس والعشرين سنة الماضية شهدت إفريقيا وحدها اثنتي عشرة حربًا (12)، منها الأهلية، ومنها ما هو شبه أهلي مع مناطق مجاورة، وقد حصل فيها ما لا يقل عن سبعين انقلابًا عسكريًّا وغير عسكري، كما تم في إفريقيا وحدها وفي غضون الأعوام المذكورة ثلاثة عشر اغتيالًا (13) لزعماء الدول فقط، وعدم الاستقرار هذا بأشكاله المختلفة له - ولا شك - الأثر الفعال في وصول سكان بعض دول إفريقيا إلى ما وصلوا إليه.


موقفنا نحن من الجوع:

تربطنا بإفريقيا والعالم كله روابط أقوى من أن تخضع لموازين بشرية ونحن نَدين بدِين حق يدعو للإغاثة والعون والنصرة والبذل والعطاء، وهذا واقع اضطلعت به بلادنا بقيادتها الرشيدة، فبذلت - وما زالت تبذل - الكثير من أجل العون والمساعدة، وعلى جميع المستويات العربية الإسلامية، وعلى مستوى الدول الفقيرة.


منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تساهم مساهمة فعالة في سبيل التغلب على هذه المشكلة، وصندوق التنمية العربي المختص بإفريقيا كذلك يقوم بدور بارز في هذه القضية، وبنك التنمية الإسلامية لا يبخل أبدًا في أن يقوم بدوره خير قيام، وكل هذه المنظمات التي لنا بها علاقة مباشرة تساهم في جانب المشروعات بعيدة وقريبة المدى، فضلًا عن المساعدات المباشرة التي تبادر إليه المملكة منفردة دون إعلان وتباهٍ.


ولذلك جاءت اللفتات الإنسانية من قِبَل المسؤولين في بلادنا حين دعوا دعوات متكررة وفي مواقع مختلفة ومناطق متعددة - دعوا أهل الخير من المواطنين إلى المساهمة الفعالة بالنقد والعينيات، وسهلوا على من يريدون أن ينقذوا القارة الخضراء عمليات التبرع؛ إذ لا يعدو الأمر الرجوع إلى البنوك المنتشرة في المناطق، وترك ما تجود به النفس مع هذه البنوك لتعطى إلى أيد أمينة تقوم بإيصال النقود والعينيات إلى المستحقين مباشرة، ويبقى دور المواطنين في هذه الفترة الزمنية القاسية أن يتذكروا أن مجموعات البشر يلاقون الويلات في سبيل الحصول على لقمة عيش يتقاسمونها بينهم!

 

الندوة العالمية للشباب الإسلامي:

إحدى الهيئات العالمية التي تسعى لخدمة الإسلام والمسلمين في أي مكان كانوا، تأسست سنة 1392هـ الموافق 1972م، ومقرها مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وتعد أول هيئة إسلامية عالمية متخصصة في شؤون الشباب، وتضم الآن أكثر من أربعمائة وخمسين (450) منظمة شبابية وطلابية منتشرة في أنحاء العالم.


وكأي هيئة عالمية أو محلية رسمت الندوة أهدافًا تسعى إلى تحقيقها وبدأت في مسيرة التحقيق، ومن هذه الأهداف:

1- خدمة الفكر الإسلامي الصحيح على أساس من التوحيد الخالص.

2- تعميق أسباب الوحدة الفكرية، وتقوية روابط الأخوة الإيمانية بين الشباب المسلم.

3- تعريف العالم بالإسلام بجميع الوسائل وعلى أوسع نطاق.

4- توضيح ودعم الدور الإيجابي للشباب والطلاب في بناء المجتمع الإسلامي.

5- دعم منظمات الشباب الإسلامي في جميع أنحاء العالم، والتنسيق بينها، ومساعدتها في تنفيذ برامجها.


ومن الوسائل التي تتبعها الندوة في سبيل تحقيق هذه الأهداف:

1- تأليف الكتب.

2- نشر الكتب التراثية وأعمال المؤلفين المسلمين والكتاب في الصحف والمجلات العالمية.

3- توزيع الكتب والمجلات والنشرات.

4- دعوة الشخصيات العالمية لزيارة البلاد الإسلامية.

5- تنظيم المؤتمرات والاجتماعات.

6- إقامة المخيمات للتدريب والتعارف.

7- إنتاج أفلام تلفزيونية إسلامية.

8- العناية بالفنون والآداب ذات الطابع الإسلامي.

9- إصدار نشرة دورية.

10- الاستعانة بالهيئات والجمعيات الإسلامية الأعضاء.

11- الدعم المادي والمعنوي للمنظمات الشبابية الإسلامية.


وتتطلع الندوة إلى تحقيق الإنجازات التالية:

1- تيسير نشر القرآن الكريم وترجمة معانيه.

2- التوسع في توفير الكتاب الإسلامي.

3- توفير مكتبة إسلامية صوتية ومرئية.

4- التوسع في تنفيذ البرامج الخاصة بتدريب الشباب.

5- التعاون مع الهيئات الحكومية والأهلية في مشاريع الخدمات العامة.

6- برامج لتبادل الزيارات بين الشباب.

7- برامج لرعاية الشباب المغترب.

8- إنشاء دار إسلامية عالمية للثقافة والتأليف والنشر.

9- إصدار مجلات إسلامية للأطفال.

10- إصدار مجلات للشباب المسلم.

11- إصدار مجلات نسائية.

12- الإسهام في مجالات الرياضة البدنية.


والأهداف والوسائل والتطلعات كلها تنطلق من نظرة طموحة وعملية في الوقت نفسه؛ فالمنظمة ساعية الآن في تحقيق أهدافها، ويقوم عليها شباب نحسبهم من خيرة شباب المجتمع، ويحتسبون عملهم، ويعتمدون على الله تعالى أولًا ثم على الدعم المادي والمعنوي والتشجيع الذي يلقونه من دولة المقر المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها.


النشرات:

والحق أن من يريد التعرف على الندوة وإنجازاتها يحتاج إلى مزيد من الشواهد، إلا أني أقف هنا وقفة سريعة على الهدف الثالث، وهو تعريف العالم بالإسلام بجميع الوسائل وعلى أوسع نطاق، حيث أجد أن الندوة قد أسهمت إسهامًا فعالًا ومؤثرًا في التعريف بالإسلام من خلال نشرات مطوية تحوي معلومات سريعة وموثقة وبسيطة في الوقت ذاته حول موضوع واحد دقيق من الموضوعات الإسلامية، فهناك نشرة عن الإسلام، وأخرى عن القرآن الكريم، وثالثة عن محمد صلى الله عليه وسلم، ورابعة عن حقوق الإنسان، وخامسة عن الأنبياء، وسادسة عن عيسى عليه السلام وهكذا، بالإضافة إلى التعريف ببعض قضايا المسلمين الراهنة، مثل قضية فلسطين والقدس وأفغانستان، كل هذه تكون باللغة العربية والإنجليزية والأردية والتاغلو "الفليبين" والملاوية والإندونيسية وبعض اللغات الإفريقية، وتوزع هذه المطويات على نطاق واسع داخل دولة المقر وخارجها.


وتستفيد منها مجموعة العاملين الوافدين إلى البلاد فائدة جليلة، وهي مدخل لهؤلاء للتعرف على الإسلام، ومن ثم الدخول فيه، أما المسلم فيستفيد منها في تصحيح عقيدته ومفهوماتها عن الإسلام، يصحب هذا تطبيق صادق للعقيدة والمفهومات في هذا المجتمع، فيلتقي التعريف النظري بالواقع العملي، فيزيد المسلم ارتباطًا بدينه، ويحمل معه هذا الدين الحق عندما يعود إلى بلاده، فيسمع منه الأهلون والقريبون منه، خاصة أنه عاد من بلاد الحرمين الشريفين، هذه البلاد التي تنظر لها الأمة الإسلامية على أنها القدوة في تطبيق الإسلام على المستوى الفردي وعلى مستوى الدولة.


وأجد أن هذه المطويات التعريفية تؤدي أثرًا غير يسير، وأنها الآن توزع بشكل جيد على مجتمعات العمال، وعلى المؤسسات الصناعية والطبية والزراعية التي يكثر فيها العمال والفنيون غير المسلمين، ولعل مزيدًا من التوزيع يتم في الوقت الذي نجد فيه الندوة العالمية للشباب الإسلامي تبدي استعدادها لتزويد كل الهيئات التي تطلب منها مثل هذه المطويات، وبعض الكتب المترجمة إلى لغات مختلفة، ويهم الندوة كثيرًا أن تنصب جهودها في مصابها المرادة لها، وهذا بفضل الله شيء ملموس.


ولو لم يكن للندوة من الأهداف والوسائل والمهمات إلا هذا الهدف الثالث، لقُلت عنها: إنها تقوم به على وجه مؤثر، ولعل العاملين على تحقيق هذا الهدف ينالون عليه - من الله تعالى - ما يستحقونه من الأجر والثواب، وعند الله المزيد.

 

المؤتمرات:

ومن وسائل تحقيق الأهداف للندوة عقد المؤتمرات، وإقامة المخيمات، ولدى الندوة إسهامات في مؤتمرات محلية ومخيمات تدريب وتعارف تصل في مجملها إلى خمسين مؤتمرًا أو مخيمًا في العام الواحد.


وتعقد الندوة مؤتمرها العالمي العام كل ثلاث سنوات، وقد عقدت منه حتى الآن ستة مؤتمرات عالمية، خمسة منها في مدينة الرياض، والسادس في كينيا، وكان المؤتمر الأخير الذي عقد في منتصف هذا العقد يدور حول الجاليات الإسلامية.


واللقاء السابع المرتقب سيكون في مدينة الرياض، وسيكون حول الوحدة الإسلامية، وسيعقد - بإذن الله - في العام القادم 1411هـ[1]، وتُعِدُّ الندوة اليوم العدة لأن يكون هذا المؤتمر وموضوعه المهم على المستوى الذي يتوقع من الندوة أن تكون عليه من حيث التهيئة للمؤتمر، ومن حيث استقطاب الدراسات والبحوث حول هذا الموضع.

 

الجيل المعاصر:

يقول رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي السابق الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ - رحمه الله رحمة واسعة -: "إن جيلنا المسلم المعاصر يواجه الكثير من التحديات الفكرية والعقائدية، وإن شبابه بصفة خاصة يواجه العديد من ألوان الغزو الثقافي، ومن صور الحروب الفكرية التي تتسرب إلى صفوفه، وتنخر في كيانه، والشباب دائمًا مستهدف ومقصود؛ فهو درع الأمة الواقي - بإذن الله - وهو عدتها وذخرها لمجابهة أعدائها المتربصين بها.


من أجل ذلك فكر الحادبون على مصلحة العمل الإسلامي بصفة عامة، وعلى مصلحة الشباب المسلم بصفة خاصة، أن يعملوا لأن يقيموا كيانًا إسلاميًّا قويًّا متمثلًا في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ينهض بعبء دعم منظمات العمل الشبابي الإسلامي في العالم، واستكمال أدواتها، وعونها في البلوغ بمستويات برامجها، وتدريب العاملين في حقل الدعوة الإسلامية إلى المكانة اللائقة بها..." من مقدمة الطبعة الأولى من كتاب قضايا الفكر الإسلامي المعاصر الصادر عن الندوة.

 

مأساة الإغاثة!

إلى أي حد يمكن للمرء أن "يمسك أعصابه" ويهدأ؟! ومتى يستطيع إزالة التأثير الإعلامي السريع من خلال متابعتنا المحمومة لنشرات الأخبار والتحقيقات والتقريرات التي تدوم لساعة كاملة في فترة إخبارية واحدة؟!


من المؤلم أن نطلع كل يوم على أخبار تدمي القلوب وتنغص العيش على العائشين، من المؤلم حقًّا أن يكون مصير شعب يموت جوعًا في هذا العصر - 1413هـ - 1992م - بسبب التشاحن بين فئتين سياسيتين، كل منهما يريد أن ينهش من تركة رجل عاث في الأرض فسادًا وتركها لمن هم ليسوا على مستوى قيادتها.


في الصومال يموت يوميًّا ما يزيد على خمس وعشرين نفسًا، هذه النفوس تموت أمام ناظري - نواظر الأبناء أو الآباء أو الأمهات أو الأزواج أو الزوجات - فتبيض العيون من الحزن، في الوقت الذي يتاجر فيه الآخرون بمواد الإغاثة ويسرقونها من السفن ليبيعوها في متاجرهم (شاهر ظاهر)، وفي الوقت نفسه الذي ينهبها الآخرون ليغذوا منها جنودًا يراد لهم أن يقتل بعضهم بعضًا.


ما الذي حل في الصومال ليمنع عن أهله كيس الرز وعلبة الزيت؟! ومن المسؤول المباشر على المدى البعيد عن هذه المأساة الإنسانية؟ ويبدو أن الوقت الآن ليس في محاسبة المسؤول المباشر على المدى البعيد بقدر ما هو الوقت لمحاسبة المسؤولين المباشرين على مدى اللحظة والثانية، وليس الوقت كما يبدو مناسبًا لمحاسبة المستفيدين من هذه المأساة، وأصدق القول إذا قلت: إن هناك مستفيدين من مآسي الدنيا، وعلى رأس المستفيدين أولئك الذين "يتلقطون" الأطفال الجياع، يخطفونهم ليؤمنوا لهم كوبًا من الحليب، وكوبًا آخر من الإيديولوجيات المنحرفة، ليعودوا بعد ذلك وتستمر على أيديهم المأساة.


ورغم أننا نتخطى القرن العشرين الميلادي ونشرف على الحادي والعشرين، فإننا - العالم كله - ننقاد إلى مآسٍ تتلوها مآسٍ، ويبدو أن منطق القوة والسلاح هو اللغة التي يفهمهما الآن بعض الناس حتى الحصول على حبة الرز ونقطة زيت الطعام تحتاج إلى "الكلاشنكوف"، بمعنى أنه إذا أردت الحصول على حبة رز لأطفالك الجياع في بعض المجتمعات المنكوبة بأهلها، فما عليك أولًا إلا الحصول على بندقية لتحصل على الحبة! عجب وأي عجب أن تصل بنا الأمور، نحن بني آدم، إلى أسوأ مما وصلت إليه الحال من الأنعام الأخرى!


وهل نملك إلا أن نتابع أحداث العالم من خلال أجهزة الإعلام، ولا نتفاعل مع هذه الأحداث؟ إن الألم حقًّا يعتصر القلوب، ولكن التعبير عن هذا الألم يأخذ وسائل عدة، وقد هيأ الله تعالى القلم ليسهم في التعبير عن هذه الآلام، ويزيل عن النفس شيئًا من الأثقال التي تحملها، ولكن الذي لا يحمل القلم قد يبحث عن وسائل أخرى ليست بالضرورة محببة ليعبر بها عن قلبه المعصور.


في عام المجاعة حصل أن سرق بعض المسلمين من بعض المسلمين، فما قام على السارقين الحد، وأخشى الآن في الصومال ألا يقتصر الأمر على مجرد السرقة من البعض/ السرقة المشروعة بعد أن فشت السرقة القذرة التي لا تستحق قطع اليد فحسب، بل قد تأخذ حد الفساد في الأرض، وأي إفساد أعظم من أن يموت أخي جوعًا وأنا أمنع عنه الطعام الذي هو بين يدي؟!


وإن حساب هذه الفئة المانعة عند الله شديد، ولعل القارئ الكريم بعد هذا يعذر القلم عندما يفقد أعصابه، وكان الله في عون الجميع.



[1] عقد هذا المؤتمر في ماليزيا عام 1413هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لماذا الجوع في عالم من الوفرة؟!
  • آفاق الرخاء وآلام الجوع
  • مشكلة الجوع
  • الجوع يفترس أهل الشام
  • أزمة الجوع في المناطق المحاصرة
  • هل أخرجك الجوع يوما؟
  • حالة جوع
  • طرد الجوع عن المسلم (4)

مختارات من الشبكة

  • لغة الخرافة الاقتصادية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • مشكلة استمرار حالة الجوع(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تحديات الجوع والفقر(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • قراءات اقتصادية (43) صناعة الجوع وخرافة الندرة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يعانون الجوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجوع الكاذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح باب فضل الجوع وخشونة العيش(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجوع بين دعاة التفاؤل ودعاة التشاؤم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • الجوع بئس الضجيع - مجاعة الصومال(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • قراءات اقتصادية (17) الجوع أقصر طريق إلى يوم القيامة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب