• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات
علامة باركود

التربة في القرآن الكريم (1)

التربة في القرآن الكريم
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2014 ميلادي - 20/7/1435 هجري

الزيارات: 69153

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربة في القرآن الكريم (1)

﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾ [الحج: 5]


قد يكون مستغربًا على الإنسان تصوُّر صعوبة، بل واستحالة الحياة على الأرض بدون عمليات التجوية، والتعرية، والنقل؛ وذلك لأن تلك العمليات هي المسؤولة عن جعل الأرض فراشًا، وتشكيل الكثير من معالم تضاريس الأرض، وتكوين التربة التي يخرج الإنسان منها غذائه من كافة الزروع والثمار؛ ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 -34].

 

ولو نظر الإنسان إلى ما يحرثه من الأرض لازداد عجبًا، فما من تربة يحرثها الإنسان في واد في صحراء، أو حول ضفاف، أو في دلتا نهر ما، إلا وكان وراء تكوينها عمليات غاية في التعقيد، ولو سأل سائل: من أين تأتي التربة التي يزرعها أهل مصر مثلاً؟ ومن أين تأتي حبات رمال بعض شواطئ شرق مصر؟

 

وللعلم فإنها قد أتت من تفتيت حجارة جبال الحبشة عبر ملايين السنين، بفعل مياه الأمطار والرياح وجاذبية الأرض، ثم قامت مياه نهر النيل بنقل فتات الجبال على هيئة حبات لمسافة آلاف الكيلومترات، حتى ترسبت على ضفاف نهر النيل، وكوَّنت أرض الدلتا، وحقيقة الأمر أن الإنسان لا يملِك مثقال حبة من تراب تلك الأرض، ولكن الله هو الذي سخر دورة الماء، ودورة الرياح، ودورة تكوين الجبال، ودورة التعرية، ودورات أخرى عديدة؛ بعضها من الأرض، وبعضها من خارج الأرض، دورات عديدة تمارس نشاطها بدأبٍ، وَفق سنن حددها رب العالمين؛ حتى تتكون التربة التي يحرثها ويزرعها الناس، وأكثرهم عن شكر نعمة الله غافلين.

 

والعجيب أن الإنسان يفتح عينيه فيرى الأرض مخضرة ولا يشكر الله، أو يلهو مستلقيًا على رمال شواطئ البحار في أيام الحر الشديد، وينسى شكر المنعم على نعمته التي أتى بها من مكان بعيد، وجعلها تحت أقدام الناس بلا حول ولا قوة منهم، ترى ما شكل الأرض لو لم يهيئ الله الأسباب التي تُفتت الصخور الصلبة في الجبال، وتنقل حبيباتها، وتُرسبها تربةً صالحة للحرث؛ هل كان بإمكان أهل مصر مثلاً أن يأتوا بها من جبال الحبشة أو غيرها من الجبال أو وديان الصحاري، وصدق الله العظيم حيث يقول تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾ [الواقعة: 63، 64]. أي: أخبروني عما تحرثون من الأرض؟! إنكم تحرثون التربة التي تلقون فيها البذور، فتنبت بإذن الله، فهلاَّ تفكَّرتم كيف تكوَّنت تلك التربة؟ إنها أديم الأرض الناتج من تجميع حطام صخور الجبال ومن تركيز المادة العضوية، ثم إن تلك التربة تمثِّل فراش الأرض، هلاَّ شكرتم؛ ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22].

 

هلاَّ شكرتم الله الذي فرش الأرض ومهدها؛ ﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾ [الذاريات: 48].

 

وفيما يلى بيان إشارة القرآن حول خلق التربة ومعطيات العلم الحديث، ونعطي للمرة الأولى تقسيم التربة العالمي من إشارات القرآن، ونوجزها في المعالجة العلمية التالية:

2- المعالجة العلمية:

أ- قطاع التربة: صفوان عليه تراب:

من الإعجاز العلمي في القرآن الإشارة إلى وصف التربة بألفاظ موجزة تفي بالمعنى، والإيجاز نجده في وصف التربة بالصفوان الذي عليه تراب، وأقرب المعاني العلمية لذلك الوصف هو قطاع التربة، فلا تربة بدون صفوان، ولا تربة بدون تراب، وفي القرآن الكريم يضرب الله مثلاً للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله بالأرض الطيبة التي تحتل منطقة مرتفعة من الأرض؛ يخرج نباتها طيبًا حينما يصيبه المطر الغزير أو المطر الضعيف والندى، أما الذين ينفقون أموالهم رياءً للناس، مع عدم إيمانهم باليوم الآخر- فمثلهم كمثل حجر صلد ضخم، يعلوه تراب لا نبات عليه، وإذا أصاب الصفوان أو التراب أو كليهما معًا مطر شديد، انتقل التراب إلى مكان آخر، وترك الصفوان عاريًا، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 264 -265].

 

ومن روائع الإشارات الوصفية في القرآن أن نجد وصفًا كاملاً لقطاع التربة في المثلين السابقين، فالصفوان يشير إلى طبقة الصخر (Bed Rock) الذي ترتكز عليه التربة، والتراب يشير إلى التربة (Soil)، والتراب الذي يغطي الصفوان - خاصة بالربوة العالية - يشير إلى بقية قطاعات التربة، ومن بديع القرآن تشبيه إنفاق المنافقين بأفقر قطاعين في التربة، بينما يشبه إنفاق المحسنين بجنة بربوة قد اكتملت فيها جميع نطاقات التربة؛ ابتداءً من النطاق الأعلى "أو" (O Horizon)، ثم النطاق الذي يليه لأسفل "إيه" (A Horizon)، فالنطاق "بي" (B Horizon) أسفله، وأخيرًا النطاق "س" (C Horizon) الذي يمثل طبقة الصخر التي تعرضت للتكسير بفعل التجوية الذي يرتكز على الطبقة الصخرية أو الصفوان، ويتوافر وجود النطاقات الثلاثة العليا بتربة الروابي؛ حيث ينمو النطاق "أو" الغني بالمواد العضوية نظرًا لكثافة الغطاء النباتي في الربا، وفي تربة الروابي يتم تركيز المواد العضوية أيضًا في النطاق "إيه" بجانب تركيز الطين وأيونات التغذية التي تتسرب من النطاق "أو".

 

أما النطاقان السفليان "سي"، والطبقة الصخرية، فيوجدان في جميع أنواع التربة واللذين عبر عنهما القرآن في قوله تعالى: ﴿ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ ﴾ [البقرة: 264].

 

ب- المفهوم العلمي للتربة:

يختلف تعريف التربة باختلاف تخصص الدارسين، ففي مجال الهندسة والإنشاءات، يطلق لفظ التربة على مادة الأرض المفتتة غير المتماسكة، وغالبًا ما يستخدم الجيولوجيون لفظ التربة للتعبير عن الطبقة التي أصابتها التجوية، فجعلتها مادة غير متماسكة ترتكز على الطبقة الصخرية، والتعريف الأخير هو الأقرب إلى الوصف القرآني: ﴿ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ ﴾ [البقرة: 264]، أما علماء التربة، فإنهم يحصرون التعريف في الطبقات المجواة التي تتكون من مادة الأرض غير المتماسكة التي تحتوي على المادة العضوية والقابلة لأن تنبت، ويطلق مصطلح التربة القمة (Topsoil) على الجزء العلوي من التربة الأكثر خصوبة مقارنة بالتربة تحته.

 

(Subsoil) والتربة القمة هي أقرب في الوصف إلى المسمى القرآني: ﴿ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ﴾ [البقرة: 265]، وما التربة النامية في حقيقتها سوى محصلة قرون من التجوية الكيميائية والفيزيائية قد التحمت مكوناتها مع النباتات المتحللة والمادة العضوية، وقد عبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45].

 

وفي الواقع فإن التعبير عن التربة في القرآن بالتراب، تعبير أصاب كبد الحقيقة؛ حيث إنها تتكون من الوحل (الغرين والطين)، والرمل الناعم، وتلعب معادن الطين (Clay Minerals) والكوارتز الأدوار الرئيسية في نمو كلٍّ من التربة والنباتات، ويعمل معدن الكوارتز على الحفاظ على تفكُّك وتهوية التربة، الأمر الذي يسمح بتصريف الماء خلالها، وفي نفس الوقت تساعد معادن الطين على إمساك التربة للماء والمواد الغذائية اللازمة للنبات.

 

ت- الجرز أرض لا تنبت:

إذا كان علماء التربة قد وصفوا حديثًا ما يعرف بالأرض الصلدة (Hardpan)؛ فقد سبقهم القرآن في وصف الأرض الجرز في قوله تعالى: ﴿ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف: 40]، وفي قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة: 27]، والصعيد الزلق هو التراب الأملس أو كالجرز الذي لا ينبت شيئًا؛ كما قال ابن عباس، والأرض الجرز هي التي لا نبات فيها ولا نفع فيها؛ أي: أرض خراب.

 

والآن ماذا يقول العلم في الأرض السابقة؟ العلماء يعرفون نوعًا من التربة باسم "هاردبان" (Hardpan)، ولم أجد ترجمة مناسبة سوى الأرض الجرز، و"الهاردبان" مصطلح عام يطلق على طبقة تراب الأرض الصلبة التي يصعب الحرث أو الحفر فيها، ويوجد نوعان من تلك الأرض الجرز، وتتكون التربة في النوع الأول في المناطق الرطبة من معادن الطين والسيليكا، ومركبات الحديد، بينما تتكون تربة النوع الثاني والمعروفة بالكاليش" (Caliche)؛ حيث تتماسك حبيبات التربة بواسطة كربونات الكالسيوم وأملاح أخرى تترسب في التربة بعملية التبخير، وبناءً عليه يكون من الأنسب استخدام المصطلحات القرآنية؛ من مثل: الصعيد الزلق والأرض الجرز في وصف تلك الأ نواع من التربة.

 

ث-التربة المتبقية والتربة المنقولة:

التربة نوعان: تربة متبقية، وتربة منقولة، والتربة المتبقية (Residual Soil) هي التي تنتج بفعل تجوية الصخور التي توجد تحتها مباشرة؛ مثل: التي تتكون في مناطق المناخ الرطب، وتمثل تلك التربة الحالة المثالية، وقد عبر القرآن عن تلك التربة في قوله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ﴾ [البقرة: 265]، والتربة المنقولة هي التي لم تأت من مصدر محلي، ولكن أتت مادتها من مصدر بعيد عن منطقة وجودها؛ حيث انتقلت مادة التربة بفعل المياه الجارية والرياح وزحف الجليد، وتلك التربة نجد إشارة لها في القرآن في قوله تعالى: ﴿ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ﴾ [البقرة: 264].

 

ج- الطين الذي يربو (Clay mineral that swell):

معادن الطين من المعادن الشائعة على سطح الأرض، وبالرغم من أنها معادن عديدة، فإنها تشترك في أنها تتكون من صفائح السيليكات، كما أنه تختلف في طبيعة الأيونات التي تربط هذه الصفائح، وفي عدد الصفائح ذاتها، ويعتبر معدن المونتمور يللينيت (Montmorillinites) من معادن الطين المثيرة، ويعرف بالطين المنتفخ (Expansive Clay or Swelling Clay)، وعند إضافة الماء إليه، يحدث امتصاص لجزيئات الماء في الفراغات بين ألواح السيليكات، ويؤدي ذلك إلى زيادة الحجم؛ ليصل أحيانًا إلى مئات عديدة من مثل حجمه الأصلي، ويتولد عن الزيادة الكبيرة في حجم معدن الطين ضغط يمكن أن يصل إلى 50 ألف كيلومتر لكل متر مربع، ويكفي هذا الضغط لرفع المباني الكبيرة المقامة فوق القاعدة الطينية.

 

وتتصدع المنشآت المقامة على ذلك الطين المنتفش بفعل اختلاطه بالماء، وتحدث بها شروخ، ويعتقد البعض أن الدمار الذي يحدثه ذلك الطين المنتفش يفوق الدمار الذي تحدثه الزلازل والانزلاقات الأرضية، وعلى الجانب الآخر يمكن الاستفادة من الطين المنتفش بضخه مختلطًا بالماء في شقوق الأرض، فيملؤها عند حفر الأبار تلافيًا لحدوث الانهيارات الأرضية، أو بحقنه في الشقوق الأرضية التي تقام عليها سدود وخزانات المياه، والآن لنتدبر الحقائق المذهلة التي توصلت إليها علوم التربة، والتي عبر عنها القرآن بكلمات غاية في الدقة في قوله تعالى في وصف التربة: ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾ [الحج: 5].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربة فى القرآن الكريم
  • البلاغة في آيات خلق الجبال وخاصية التربة في الإنبات
  • التربة في القرآن الكريم (2)
  • ما تحت الثرى

مختارات من الشبكة

  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التربية في القرآن الكريم: توجيهات تربوية لبعض آيات القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لفظة القرآن في القرآن الكريم (دراسة موضوعية )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا وكيف أتدبر القرآن الكريم؟ (كلمات في العيش مع القرآن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تلاوة القرآن الكريم (ورتل القرآن ترتيلا)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب