• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات
علامة باركود

تعريف السواك وفضله

الشيخ دبيان محمد الدبيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2012 ميلادي - 5/1/1434 هجري

الزيارات: 57982

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تعريف السواك وفضله


مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

فإن دين الإسلام دين الطهارة والنظافة، والطهور من الإسلام شطر الإيمان.

 

(665-1) فقد روى مسلم في صحيحه، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها))[1].

 

والعناية بالسواك، هي عناية بنظافة جزء من البدن، ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة بالعناية بالبدن، كالعناية بالشعر، والأظفار، والإبط، وشعر العانة، والاغتسال للجمعة، ومن الجنابة، ونحوها، وقد تعرضنا لأكثرها في بحث سنن الفطرة.

 

ولقد كان اهتمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالسواك اهتمامًا عظيمًا في سائر أحواله من ليل أو نهار، حتى إنه كان يرى في منامه أنه يتسوك، كما في صحيح البخاري، وسوف يأتي تخريجه في ثنايا البحث، ويكفي أن السواك كان آخر فعل فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته، فقد رَغِبَ في السواك وهو في سكرات الموت - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري، وسوف يأتي تخريجه - إن شاء الله.

 

ويكفي أن تعرف أن الإسلام جعل تطهير الفم - وهي منفعة دنيوية خالصة - سببًا في مرضاة الله - سبحانه وتعالى - فهل بعد هذا الترغيب في النظافة من ترغيب؟ وما اجتهد المجتهدون، وما تقرب الصالحون، بشيء إلا طلبًا لمرضاة الله - سبحانه وتعالى - ونيل رضاه.

 

وجاء في حديث عائشة عند مسلم ذكر السواك من سنن الفطرة، وهو كذلك من سنن الوضوء، ويتعلق به عبادات مختلفة في أوقات مختلفة، ولكثرة أحكامه أفردته في خطة مستقلة؛ حتى نستوفي أكثر أبوابه، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

تعريف السواك

جاء في اللسان:

"(سوك) السَّوْكُ: فِعْلُك بالسِّواك والمِسْواكِ.

ساك الشيءَ سَوْكًا: دَلَكه.

ساك فَمَه بالعُود يَسُوكه سَوْكًا.

 

قال عدِيُّ بن الرِّقاع:

وَكَأَنَّ طَعْمَ الزَّنْجَبِيلِ وَلَذَّةً
صَهْباءَ سَاكَ بِهَا المُسَحِّرُ فَاهَا

سَاكَ وسَوَّكَ واحدٌ، والمُسَحِّرُ الذي يَأْتيها بسَحُورها.

اسْتاكَ: مشتق من ساكَ.

وإِذا قلت: اسْتاك أَو تَسَوَّك فلا تذكر الفَم.

واسمُ العُود المِسْواكُ، يذكر ويؤَنث.

 

وقـيل: السِّواك تؤَنثه العرب. وفـي الـحديث: ((السِّواكُ مطْهَرَة للفم)) بالكسر؛ أَي: يُطَهِّرُ الفمَ.

 

قال أَبو منصور: ما سمعت أَن السواك يؤَنث، قال: وهو عندي من غُدَدِ اللـيث، السواك مذكر، وقوله: مطْهَرة، كقولهم: "الولدُ مَـجْبَنة مَـجْهَلَة مَبْخَـلة"، وقولهم: "الكفر مَخْبَثَة".

 

قال: السِّواك ما يُدْلَكُ به الفَمُ من العيدان، والسِّواكُ كالمِسْواك والجمع سُوُكٌ. وأَخرجه الشاعر علـى الأَصل، فقال عبدالرحمن بن حسان:

أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثَا
تِ تَمْنَحُهُ سُوُكَ الإِسْحِلِ.

 

وقال أَبو حنيفة: ربما همز فقيل: سُؤُك.

وقال أَبو زيد: يجمع السِّواكَ سُوُكٌ علـى فُعُلٍ مثل كتاب وكتب.

وسَوَّك فاه تَسْويكًا.

 

السِّواكُ: التَّسَاوُكُ: السير الضعيف، وقـيل: رَداءة الـمشي من إِبطاء أَو عَجَفٍ؛ قال عبيدالله بن الحُرِّ الجُعْفِي:

إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مَا أَرَى بِجِيادِنَا
تَسَاوَكُ هَزْلَى مُخُّهُنَّ قَلِيلُ

 

قال الأَزهري: تقول العرب:

جاءَت الغنم هَزْلَى تَساوَكُ؛ أَي: تَتمايل من الهزال والضعف فـي مشيها. قال: وهكذا رواه ابن جَبَلة عن أَبـي عبـيد، وفـي حديث أُم معبد أَن النبـي لـما ارتـحل عنها جاء زوجها أَبو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجافًا ما تَساوَكُ هُزالاً. اهـ.

 

ويقال تَساوكَت الإِبل: إِذا اضطربت أَعناقها من الهُزال؛ أَراد أَنها تتمايل من ضعفها.

 

السواك اصطلاحًا:

لا يخرج السواك في الاصطلاح، عن معناه اللغوي.

قال النووي: وهو في اصطلاح الفقهاء استعمال عود أو نحوه في الأسنان؛ لإذهاب التغير ونحوه، والله أعلم[2].

 

فضل السواك

ورد في فضل السواك أحاديث كثيرة، نذكر منها:

الدليل الأول:

(666-2) ما رواه أحمد، قال: حدثنا عفان، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبدالرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، أنه سمع عائشة تحدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).

[إسناده حسن إن شاء الله][3].

 

ومعناه، قال: عمر بن محمد النسفي: أي سبب للطهر، وسبب للرضاء، كما روي: "الولد مبخلة مجبنة مجهلة"؛ أي: سبب للبخل والجبن والجهل[4].اهـ

 

الدليل الثاني:

(667-3) ما رواه البخاري في صحيحه، قال: حدثنا عبدالوارث، قال: حدثنا شعيب بن الحبحاب، حدثنا أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكثرت عليكم في السواك))[5].

 

الدليل الثالث:

(668-4) ما رواه أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال سألت ابن عباس عن السواك، فقال: ما زال النبي يأمرنا به حتى خشينا أن ينزل عليه فيه.

[الحديث حسن][6].

 

الدليل الرابع: الإجماع.

أجمعت الأمة على فضل السواك، لمن فعله بنية القربة.

قال ابن عبدالبر: وفضل السواك مجتمع عليه، لا اختلاف فيه[7].



[1] صحيح مسلم (223).

[2] المجموع (1/326).

[3] في الإسناد: عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق:

ذكره البخاري في التاريخ الكبير، وسكت عليه. (5/302).

وقال أحمد بن حنبل: لا أعلم إلا خيرًا. الجرح والتعديل (5/255)، ثقات ابن شاهين (809)، تهذيب الكمال (17/227)، تهذيب التهذيب (6/192).

وقال الأزدي: كان صاحب نوادر وسمر، ليس من أهل الحديث. المرجع السابق.

قال الحافظ: كذا قال، والموصوف بالنوادر والده عبدالله بن أبي عتيق.

وقال ابن حبان: كان ثبتًا إلا أنه ربما وهم في الأحايين. مشاهير علماء الأمصار. (1/144). وذكره ابن حبان أيضًا في الثقات (7/65).

وقال الذهبي: وثق. الكاشف (3404).

وفي التقريب: مقبول. وفي هذا تليين لحديثه إذا انفرد، مع أنه أكبر من ذلك، فحديثه حسن - إن شاء الله - مع كلام الإمام أحمد، وتوثيق ابن حبان وابن شاهين له.

وأما والده عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق:

فذكره ابن حبان في الثقات. (5/41).

وقال العجلي: مدني ثقة. ثقات العجلي (2/57).

وذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه شيئًا. الجرح والتعديل (5/154).

وقال مصعب الزبيري: كان امرأً. تهذيب ا لتهذيب (6/10).

وفي التقريب: صدوق فيه مزاح. اهـ روى له البخاري ومسلم وغيرهما. وقد تجنبت عمدًا ما يروى من مزاحه، فالإسناد حسن - إن شاء الله.

[تخريج الحديث]:

الحديث أخرجه النسائي (5) أخبرنا حميد بن مسعدة ومحمد بن عبدالأعلى، عن يزيد بن زريع به. وأخرجه النسائي في الكبرى (1/64) بالإسناد نفسه.

وأخرجه ابن حبان (1607) من طريق روح بن عبدالمؤمن المقرئ، حدثنا يزيد بن زريع به. و أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/34) من طريق محمد بن أبي بكر، ثنا يزيد بن زريع به.

وتابع ابن زريع الدراوردي عند أبي يعلى (8/315) ح 4916، قال: حدثنا عبدالأعلى، حدثنا الدراوردي عبدالعزيز بن محمد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه به.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (278) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبدالله بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة. وقوله: محمد خطأ، والصواب: عبدالرحمن.

واختلف على عبدالرحمن بن أبي عتيق؛ فقيل: عنه، عن أبيه، عن عائشة، كما في رواية الباب.

وقيل: عنه عن القاسم بن محمد عن عائشة.

وقيل: عنه، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق.

أما روايته عن أبيه، عن عائشة، فقد خرجتها كما سبق.

وأما روايته عن القاسم، عن عائشة، فأخرجها البيهقي (1/34) حدثنا أبو عبدالله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبدالله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق، عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).

وهذا إسناد صحيح إلى عبدالرحمن بن أبي عتيق؛ فشيخ البيهقي هو الإمام الحافظ الحاكم صاحب المستدرك، غني عن التعريف.

وشيخه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثقة. انظر سير أعلام النبلاء (15/452)، وتذكرة الحفاظ (3/860).

والربيع بن سليمان هو المؤذن. ذكره ابن حبان في الثقات (8/240).

وقال ابن أبي حاتم: سمعنا منه، وهو صدوق ثقة، سئل أبي عنه، فقال: صدوق. الجرح والتعديل (3/464).

وقال النسائي: لا بأس به. تهذيب التهذيب (3/213).

وقال ابن يونس: كان ثقة. المرجع السابق.

وقال الخطيب: كان ثقة. تهذيب الكمال (9/87).

وقال مسلمة: كان من كبار أصحاب الشافعي، وكان يوصف بغفلة شديدة، وهو ثقة. تهذيب التهذيب (3/213). وتعقب ذلك التاج السبكي، فقال: إلا أنها لم تنته به إلى التوقف في قبول روايته، بل هو ثقة ثبت خرج له إمام الأئمة ابن خزيمة في صحيحه، وكذلك ابن حبان والحاكم. انظر حاشية تهذيب الكمال (9/89).

وعبدالله بن وهب، وسليمان بن بلال ثقتان من رجال الجماعة، وباقي الإسناد سبقت ترجمته. فعلى هذا يكون الإسناد إلى عبدالرحمن بن أبي عتيق إسنادًا صحيحًا.

فالذي يظهر لي أن عبدالرحمن قد سمعه من أبيه، ومن القاسم؛ لأنه قد توبع في كل منهما.

فأما في الرواية عن أبيه، فقد تابعه محمد بن إسحاق، رواه الشافعي في مسنده (ص:14) أخبرنا ابن عيينة، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).

وأخرجه الحميدي (162) ثنا سفيان به.

وأخرجه أحمد (6/47) ثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبدالله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة به. وهنا صرح ابن إسحاق بالتحديث.

وأخرجه أحمد أيضًا (6/238) ثنا يزيد، ثنا محمد بن إسحاق به. وأخرجه أحمد أيضًا (6/62) ثنا عبدة بن سليمان الكلابي، ثنا محمد بن إسحاق به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2/533)ح 1116 أخبرنا عيسى بن يونس، عن محمد بن إسحاق به.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (8/73)ح 4598 حدثنا محمد بن صباح، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن محمد بن أبي عتيق به.

وأخرجه البيهقي في السنن (1/34)، والبغوي في شرح السنة (199،200) من طريق محمد بن إسحاق به.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/159) من طريق شعبة، عن محمد بن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/382) من طريق شعبة، عن محمد بن إسحاق به.

وأما المتابعة لابن أبي عتيق في روايته عن القاسم، وهي وإن كانت ضعيفة إلا أنها صالحة - إن شاء الله - في المتابعات.

فقد أخرجه أحمد (6/146) ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله قال: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، وفي الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السّام))، قالوا يا رسول الله، وما السام؟ قال: ((الموت)).

وأخرجه ابن أبي شيبة (1/156) حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة به. وليس فيه ذكر للحبة السوداء. ومن طريق خالد بن مخلد أخرجه الدارمي (684).

وأخرجه إسحاق بن راهويه (2/385)ح 936 أخبرنا أبو عامر العقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة به.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (8/51) ح 4569 حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير، حدثنا حميد بن عبدالرحمن، عن إبراهيم بن إسماعيل به.

وفيه إبراهيم بن إسماعيل:

قال البخاري: منكر الحديث. التاريخ الكبير (1/271)، الضعفاء الصغير (2).

وقال النسائي: ضعيف مدني. الضعفاء والمتروكين (2).

وقال الدارقطني: متروك. تهذيب التهذيب (1/90).

وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: ثقة. الجرح والتعديل (2/83)، تهذيب الكمال (2/42).

وقال ابن سعد: كان مصليًا عابدًا صام ستين سنة، وكان قليل الحديث. الطبقات الكبرى (5/412).

وقال يحيى بن معين: صالح كما في رواية الدارمي عنه. الجرح والتعديل. زاد في تهذيب الكمال: يكتب حديثه، ولا يحتج به. تهذيب الكمال (2/42).

وذكره العقيلي في الضعفاء (1/43).

وقال أبو حاتم الرازي: شيخ، ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، منكر الحديث دون إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وأحب إلي من إبراهيم بن الفضل.

فهذا الإسناد ضعيف؛ لأن مداره على إبراهيم بن إسماعيل، إلا أنه صالح في المتابعات إن شاء الله، وقد رواه عبدالرحمن بن أبي عتيق عن القاسم، والسند إليه صحيح، فلعل عبدالرحمن بن أبي عتيق سمعه منهما. قال البيهقي في السنن (1/34): فكأنه سمعه منهما.

وأما رواية ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر:

فأخرجها الإمام أحمد (1/3) ثنا أبو كامل، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).

ورواه أيضًا (1/10) حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، به.

وأخرجه أبو يعلى (104) حدثنا عبدالأعلى بن حماد النرسي، حدثنا: قال: وسألت عنه فقال: هذا خطأ، ثم حدثني به، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره.

ورواه أبو يعلى (105) حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن سلمة به.

ورواه المروزي في مسند أبي بكر الصديق (ص: 174) من طريق عبدالأعلى النرسي، وأخرجه (ص: 176) من طريق يونس بن محمد كلاهما عن حماد بن سلمة به.

ورواه تمام الرازي في الفوائد (1/59) من طريق محمد بن عبيد الغساني، ثنا حماد بن سلمة به.

وانفرد حماد بن سلمة بجعله من مسند أبي بكر، وكل من رواه عن ابن عتيق جعله من مسند عائشة؛ ولذلك جزم بخطأ حماد كلٌّ من أبي زرعة وأبي حاتم والدارقطني.

قال أبو زرعة وأبو حاتم كما في العلل لابن أبي حاتم (1/12): "وهذا خطأ؛ إنما هو ابن أبي عتيق، عن أبيه عن عائشة. قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد. قال أبي - يعني أبا حاتم -: الخطأ من حماد، أو من ابن أبي عتيق.

وقال الدارقطني في العلل (1/277) عن هذا الحديث: "هو حديث يرويه حماد بن سلمة، عن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر. وخالفه جماعة من أهل الحجاز وغيرهم، فرووه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الصواب". اهـ

ورواه ابن عدي في الكامل (2/261) من طريقين عن حماد بن سلمة به. وقال: يقال إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، وإنما رواه غيره عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة.

ورواه ابن عدي في الكامل (1/299) من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).

وهذا حديث ضعيف، فيه ابن عياش، وروايته عن الحجازيين فيها كلام.

ورواه ابن حبان (1070) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيدالله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعًا: عليكم بالسواك؛ فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب. وسوف يأتي الكلام عليه وبيان أنه شاذ، فقد رواه ثمانية حفاظ عن عبيدالله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة بلفظ: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)).

ورواه ابن خزيمة في صحيحه (135) قال: أخبرنا أبو طاهر، عن أبو بكر، نا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي، عن سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، عن عائشة به.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، إلا الحسن بن قزعة، فإنه صدوق.

قال فيه أبو حاتم الرازي: صدوق. الجرح والتعديل (3/34).

وكذا قال يعقوب بن شيبة. تهذيب الكمال (6/303).

وقال النسائي: لا بأس به. تهذيب التهذيب (2/273).

وذكره ابن حبان في الثقات (8/176).

ورواه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم، قال البخاري في صحيحه، في كتاب الصوم، باب: السواك الرطب واليابس للصائم: وقالت عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب. اهـ

والحديث له شواهد:

الشاهد الأول: حديث ابن عمر:

أخرجه أحمد (2/108) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عليكم بالسواك؛ فإنه مطهرة للفم، ومرضاة للرب)).

وهذا الإسناد إسناد صالح في المتابعات.

وهناك طريق آخر عن ابن عمر إلا أن ضعفه شديد، فقد روى ابن عدي في الكامل (6/277) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر مولى عمر بن الخطاب، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.

قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلا من رواية محمد بن معاوية عن الليث. اهـ

وفيه: محمد بن معاوية:

قال فيه أحمد بن حنبل: رأيت أحاديثه أحاديث موضوعة. الجرح والتعديل (8/103).

قال فيه البخاري: روى أحاديث لا يتابع عليها. التاريخ الكبير (1/245).

وقال: يحيى بن معين: كذاب. الجرح والتعديل (8/103).

وقال أبو زرعة: كان شيخًا صالحًا إلا أنه كلما لقن يلقن، وكلما قيل: إن هذا من حديثك، حدث به، يجيئه الرجل فيقول: هذا من حديث معلى الرازي وكنت أنت معه، فيحدث بها على التوهم. قال ابن أبي حاتم: وترك أبو زرعة الرواية عنه، ولم يقرأ علينا حديثه. المرجع السابق.

وقال مسلم: متروك الحديث. تهذيب التهذيب (9/409).

وقال أبو داود: ليس بشيء، كتبت عنه. المرجع السابق.

وقال النسائي: ليس بثقة، متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (539).

وقال فيه ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات بما لا يتابع عليه، فاستحق الترك إلا عند الاعتبار فيما وافق الثقات؛ لأنه كان صاحب حفظ وإتقان قبل أن يظهر منه ما ظهر. المجروحين (2/298).

وقال ابن عدي: بين الضعف، يتبين على رواياته. الكامل (6/277).

الشاهد الثاني: حديث أنس:

رواه أبو نعيم كما في البدر المنير (3/71) من طريق هشام بن سلميان، ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستاك وهو صائم، ويقول: هو مرضاة للرب، مطهرة للفم. اهـ

وفيه: يزيد الرقاشي:

قال فيه النسائي: متروك. الضعفاء والمتروكين (642).

وقال ابن سعد: كان ضعيفًا قدريًّا. الطبقات الكبرى (7/245).

قال ابن حبان: غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي، وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات، بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب، وكان قاصًّا يقص بالبصرة، ويبكي الناس. المجروحين (3/98).

وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن أنس وغيره، ونرجو أنه لا بأس به برواية الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم. الكامل (7/257).

وقال أبو حاتم الرازي: كان واعظًا، بكاءً، كثيرَ الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عبادة، وفي حديثه صنعة. الجرح والتعديل (9/251).

الشاهد الثالث: حديث أبي أمامة:

فقد روى ابن ماجه (289)، حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن شعيب، ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تسوكوا؛ فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا وأوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم، وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي".

في الإسناد: عثمان بن أبي العاتكة:

قال يحيى بن معين: ليس بشيء. الجرح والتعديل (6/163).

وقال دحيم: لا بأس به، كان قاص الجند يعنى البلد، ولم ينكر حديثه عن غير علي بن يزيد، والأمرُ من علي بن يزيد. المرجع السابق.

وقال النسائي: ضعيف. الضعفاء والمتروكين (416).

وذكره ابن حبان في الثقات. (7/202).

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه بهذا الإسناد عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. الكامل (5/164).

وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي. المرجع السابق.

وقال ميمون الأصبغ: سألت أبا مسهر عنه، فقال: كان قاصًّا، فإن كان وهم، فهو منه. الضعفاء الكبير (3/221).

وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث. تهذيب الكمال (19/397).

وفي التقريب: صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني.

بينما قال الحافظ في التلخيص: رواه ابن ماجه، وفيه عثمان بن أبي العاتكة، وهو متروك، ولم يذكر فيه علي بن يزيد الألهاني، وهو أولى بالضعف من عثمان. والله أعلم. وإليك ترجمة علي بن يزيد الألهاني:

قال البخاري: منكر الحديث، عن القاسم بن عبدالرحمن، روى عنه عبيدالله بن زحر، ومطرح. التاريخ الكبير (6/301)، الضعفاء الصغير (255).

وقال أيضًا: ذاهب الحديث كما في علل الترمذي الكبير. انظر حاشية تهذيب الكمال (21/182).

وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، حديثه منكر، فإن كان ما روى علي بن يزيد، عن القاسم على الصحة، فيحتاج أن ننظر في أمر علي بن يزيد. الجرح والتعديل (6/208).

وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. المرجع السابق.

وقال يعقوب: علي بن يزيد واهي الحديث، كثير المنكرات. تهذيب التهذيب (7/346).

وقال الجوزجاني: رأيت غير واحد من الأئمة ينكر أحاديثه. المرجع السابق.

وقال النسائي: ليس بثقة. المرجع السابق. وقال أيضًا: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (432).

وقال ابن عدي: هو في نفسه صالح، إلا أن يروي عنه ضعيف فيؤتى من قبل ذلك الضعيف. الكامل (5/178).

وقال الدار قطني: متروك. تهذيب التهذيب (7/346).

وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. المرجع السابق.

وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه. المرجع السابق.

وذكره العقيلي في الضعفاء (3/254).

وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، فلا أدري التخليط في روايته ممن؟ في إسناده ثلاثة ضعفاء، وأكثر روايته عن القاسم أبي عبدالرحمن، وهو ضعيف في الحديث جدًّا، وأكثر من روى عنه عبيدالله بن زحر، ومطرح بن يزيد، وهما ضعيفان واهيان، فلا يتهيأ إلزاق الجرح من علي بن يزيد وحده... إلخ كلامه - رحمه الله. المجروحين (2/110).

وأخرجه الطبراني في الكبير أيضًا (8/262) ح 7876 من طريق عبيدالله بن زحر، عن علي بن يزيد به. وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه عبيدالله بن زحر:

قال يحيى بن معين: ليس بشيء. كما في رواية أبي بكر بن أبي خيثمة. الجرح والتعديل (5/315).

وقال أيضًا كل حديثه عندي ضعيف، كما في رواية عثمان بن سعيد. الضعفاء الكبير (3/120).

وقال علي بن المديني: منكر الحديث. المرجع السابق.

وقال أبو حاتم الرازي: لين الحديث. المرجع السابق.

وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي. ثقات العجلي (2/110).

وذكره العقيلي في الضعفاء (3/120).

وقال النسائي: ليس به بأس. تهذيب الكمال (19/36).

وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق. الجرح والتعديل (5/315).

وقال الحاكم: لين الحديث. تهذيب التهذيب (7/12).

قال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في الإسناد خبر عبيدالله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبدالرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم... إلخ كلامه. المجروحين (2/62).

وهذا خسف من ابن حبان، وعبيدالله بن زحر وثقه البخاري، وقال مرة: مقارب الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال نحوه أبو زرعة، فكيف يتهم، وهذا كلام الأئمة فيه من أهل العدل والإنصاف؟! وقد تعقبه الحافظ، فقال: ليس في الثلاثة من اتهم إلا علي بن يزيد، وأما الآخران فهما في الأصل صدوقان، وإن كانا يخطئان. تهذيب التهذيب (7/12).

وفي إسناده أيضًا القاسم أبو عبدالرحمن مختلف فيه:

قال أحمد بن حنبل: يروي عنه يعلى بن زيد أعاجيب، وتكلم فيها، وقال: ما أرى هذا إلا من القاسم. تهذيب التهذيب (8/289).

وقال الغلابي: منكر الحديث. المرجع السابق.

وذكره العقيلي في الضعفاء (3/476).

وقال يحيى بن معين: القاسم ثقة، والثقات يروون عنه هذه الأحاديث ولا يرفعونها، ثم قال: يجيء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفه. وقال أيضًا: إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء. تهذيب التهذيب (8/289).

وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، يكتب حديثه، وليس بالقوي. معرفة الثقات (2/213).

وأخرجه الطبراني في الكبير (7744)، وفي مسند الشاميين (888)، قال: حدثنا واثلة بن الحسين العرقي، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا بقية عن إسحاق بن مالك الحضرمي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطيبة للفم، مرضاة للرب.

وفي إسناده إسحاق بن مالك الحضرمي، تجنبه أصحاب الكتب الستة.

قال الأزدي: ضعيف. وذكر حديثه هذا، وقال: لا يصح. قال الحافظ: يعني بهذا الإسناد. لسان الميزان (1/370).

وفيه عنعنة بقية، وهو مدلس، بل تدليسه من شر التدليس.

الشاهد الرابع: حديث ابن عباس:

أخرجه البخاري في تاريخه الكبير (8/396) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن حنين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك يطيب الفم، ويرضي الرب.

في الإسناد يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن حنين، روى عنه اثنان كما في الجرح والتعديل (9/201). وسكت عليه، فلم يذكر فيه شيئًا.

وذكره ابن حبان في الثقات. (7/643).

وأما أبوه وجده، فهما ثقتان؛ فهذا إسناد صالح في الشواهد.

ورواه الطبراني في الكبير (11/428) ح 12215 من طريق يعقوب بن إبراهيم به.

ورواه الطبراني في الأوسط (7496) من طريق بحر السقاء، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ومجلاة للبصر.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه بحر السقاء:

قال ابن سعد: كان ضعيفًا. الطبقات الكبرى (7/284).

وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى استحق الترك، وكان الثوري إذا روى عنه يقول: حدثني أبو الفضل؛ حتى لا يعرف. المجروحين (1/192) رقم 140.

وقال ابن عدي: كل ما يحدث به، وما يروون أصحاب النسخ عنه، فعامة أسانيدها ومتونها لا يتابعه عليه أحد، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى غيره. الكامل (2/50).

وقال يزيد بن زريع: بحر السقاء كان لا شيء. الجرح والتعديل (2/418).

وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. المرجع السابق.

وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف. المرجع السابق.

وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/71) رقم 2521 من طريق إسحاق بن إبراهيم الغزي، حدثنا محمد بن السري، حدثنا بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: عليكم بالسواك؛ فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب، مفرحة للملائكة، يزيد الحسنات، وهو من السنة، ويجلو البصر، ويذهب الحفر، ويشد اللثة، ويذهب البلغم، ويطيب الفم.

قال البيهقي: ورواه غيره، وزاد فيه: "ويصلح المعدة"، وهو مما تفرد به الخليل بن مرة، وليس بالقوي في الحديث.

ورواه ابن عدي في الكامل (3/58) بالإسناد نفسه.

وهذا الأثر موقوف، وإسناده ضعيف؛ فيه الخليل بن مرة:

قال ابن عدي: أحاديثه غرائب، وهو شيخ بصري، وقد حدث عنه الليث، وأهل الفضل، ولم أر في حديثه حديثًا منكرًا قد جاوز الحد، وهو من جملة من يكتب حديثه، وليس هو متروك الحديث. الكامل (3/58).

وقال ابن حبان: منكر الحديث عن المشاهير، كثير الرواية عن المجاهيل. المجروحين (1/286).

وقال يحيى بن معين: ضعيف. المرجع السابق.

وقال النسائي: ضعيف.الضعفاء والمتروكين (178).

وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي في الحديث. الجرح والتعديل (3/379).

وقال أبو زرعة: شيخ صالح. المرجع السابق.

كما أن في إسناده بقية بن الوليد، مدلس وقد عنعن.

كما أن في إسناده محمد بن أبي السري، وهو محمد بن المتوكل:

قال فيه أبو حاتم: لين الحديث. الجرح والتعديل (8/105).

وقال يحيى بن معين: ثقة. تهذيب الكمال (26/355).

وقال ابن عدي: كثير الغلط. المرجع السابق.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان من الحفاظ. الثقات (9/88).

وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. تهذيب التهذيب (9/376).

وقال ابن وضاح: كان كثير الحفظ، كثير الغلط. المرجع السابق.

وفي التقريب: صدوق عارف، له أوهام كثيرة.

ورواه البزار في مسنده، كما في البدر المنير (3/74) من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فيه الربيع بن بدر:

قال ابن معين: ليس بشيء. ضعفاء العقيلي (2/53).

وقال أيضًا: ضعيف. المرجع السابق.

وقال أبو داود: ضعيف، وقال مرة: لا يكتب حديثه. تهذيب التهذيب (3/207).

وقال النسائي ويعقوب بن سفيان وابن خراش: متروك. المرجع السابق.

وقال الجوزجاني: واهي الحديث. المرجع السابق.

وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات الموضوعات. المجروحين (1/297).

[4] طلبة الطلبة (ص: 26).

[5] صحيح البخاري (888).

[6] مسند الطيالسي (2739) والحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي، عن التميمي، عن ابن عباس.

أما عنعنة أبي إسحاق، فقد رواه عنه شعبة، وهو لا يحمل عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث. وأما تغيره، فإن شعبة وسفيان ممن روى عنه قبل تغيره.

وفي الإسناد: التميمي أربدة:

قال ابن البرقي: مجهول. تهذيب التهذيب (1/173).

وذكره أبو العرب الصقلي القيرواني في الضعفاء. المرجع السابق.

وذكره ابن حبان في الثقات (4/52).

وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة. معرفة الثقات (2/446).

وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وقال: روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يذكر فيه شيئًا. الجرح والتعديل (2/345). وكذلك ابن حبان لم يذكر راويًا عنه إلا أبا إسحاق كما في الثقات (4/52). وذكر الحافظ في التهذيب راويًا آخر، وهو المنهال بن عمرو، قال الحافظ: روى السندي بن عبدويه، عن عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي، عن ابن عباس، قال: كنا نتحدث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلى عليّ سبعين عهدًا لم يعهدها إلى غيره. قال الحافظ رواه الطبراني في معجمه ونقل عن الذهبي أنه قال: هذا حديث منكر. اهـ

والحديث قد وقفت عليه في المعجم الصغير (956) حدثنا محمد بن سهل بن الصباح الصفار الأصبهاني، حدثنا أحمد بن الفرات الرازي، حدثنا سهل بن عبدربه السندي الرازي به.

قال الطبراني: لم يروه عن مطرف إلا عمرو بن قيس، ولا عن عمرو إلا سهل، تفرد به أحمد بن الفرات، واسم التميمي: أربدة. اهـ

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/113): "فيه من لم أعرفهم".

ورجال الإسناد معروفون:

فشيخ الطبراني محمد بن سهل بن الصباح الصفار الأصبهاني له ترجمة في طبقات المحدثين بأصبهان، قال: كان معدلاً، أروى الناس عن أبي مسعود (أحمد بن الفرات) عنده المسند والمصنفات (3/603).

وأحمد بن الفرات الرازي قال الذهبي: الحافظ الحجة، محدث أصبهان وصاحب التصانيف. تذكرة الحفاظ (2/544).

وقال ابن خراش: أحلف بالله أن أبا مسعود يكذب متعمدًا. قال ابن عدي: هذا تحامل ولا أعرف لأبي مسعود رواية منكرة، وهو من أهل الصدق. الكامل (1/190).

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أحفظ ما في الدنيا ثلاثة، فذكر أبا مسعود أحمد بن الفرات منهم. ثقات ابن حبان (8/36).

ومطرف بن طريف، قال أحمد: ثقة. الجرح والتعديل (8/313).

وقال علي بن المديني: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مطرف، وكان ثقة. المرجع السابق.

وقال أبو حاتم الرازي: ثقة. المرجع السابق.

وذكره ابن حبان في الثقات (7/493).

ومع أن رجاله معروفون إلا أن متنه منكر، وأظن أن الذهبي عندما قال: هذا حديث منكر، كما نقلت عنه قبل قليل، قصد نكارة المتن، ولم يقصد نكارة الإسناد. والله أعلم.

[تخريج حديث الباب]:

الحديث أخرجه البيهقي (1/35) من طريق الطيالسي، وأخرجه أحمد (1/339،340) حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة به.

وأخرجه أحمد (1/285) حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق به، بلفظ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر السواك حتى ظننا - أو رأينا - أنه سينزل عليه.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2693) حدثنا موسى، حدثنا عبدالرحمن - يعني ابن مهدي - به.

وأخرجه أحمد (1/237) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - أخبرنا شريك بن عبدالله، عن أبي إسحاق به.

وشريك وإن كان سيئ الحفظ إلا أنه قد توبع، ولفظه: أمرت بالسواك حتى ظننت أو حسبت أنه سينزل عليّ فيه قرآن.

وأخرجه أحمد (1/307) حدثنا أسود بن عامر، وأخرجه (1/315) حدثنا يحيى بن آدم، وأخرجه أيضًا (1/337) حدثنا حجاج - ثلاثتهم، عن شريك به.

وأخرجه أبو يعلى (2326) حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا شريك به.

ورواه ابن أبي شيبة (1809) حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق به.

ورواه ابن أبي شيبة (1793)، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس، قال: كنا نؤمر بالسواك؛ حتى ظننا أنه سينزل فيه.

وروى الطبراني في المعجم الأوسط (7/95) ح 6960 وفي الكبير (11/453) ح 12286، قال: حدثنا محمد بن علي المروزي، ثنا الحسين بن سعد بن علي بن الحسين بن واقد، حدثني جدي، عن علي بن الحسين، حدثني أبي، ثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني.

محمد بن علي المروزي، شيخ الطبراني:

قال الخطيب البغدادي: كان ثقة. تاريخ بغداد (3/68).

وأما الحسين بن سعد بن علي بن الحسين بن واقد، فقد ذكره المزي وغيره ممن روى عن جده علي بن الحسين، ولم أقف له على ترجمة.

وأما جده علي بن الحسين بن واقد:

فقال فيه أبو حاتم: ضعيف الحديث. الجرح والتعديل (6/179).

وقال النسائي: ليس به بأس. تهذيب التهذيب (7/271).

وقال البخاري: كان أبو يعقوب - يعني إسحاق بن راهويه - سيئ الرأي فيه في حياته لعلة الإرجاء، فتركناه، ثم كتبت عن إسحاق عنه. الضعفاء الكبير (3/226).

وذكره ابن حبان في الثقات (8/160). وفي التقريب: صدوق يهم.

وأما الحسين بن واقد:

فقال يحيى بن معين: ثقة. الجرح والتعديل (3/66).

وقال أبو زرعة: ليس به بأس. المرجع السابق.

وقال أحمد: لا بأس به، وأثنى عليه خيرًا كما في رواية الأثرم عنه. المرجع السابق.

وروى الأثرم عن أحمد أنه قال: في أحاديثه زيادة، ما أدري أي شيء هي؟ ونفض يده. تهذيب التهذيب (2/321).

وقال الساجي: فيه نظر، وهو صدوق يهم. قال أحمد: أحاديثه ما أدري أيش هي. المرجع السابق.

وقيل لابن المبارك: من الجماعة؟ قال: محمد بن ثابت، والحسين بن واقد، وأبو حمزة السكري. تهذيب التهذيب (2/321).

وقال النسائي: ليس به بأس. المرجع السابق.

وقال ابن حبان كلامًا فيه، منه: كان من خيار الناس، وربما أخطأ. الثقات (6/209).

وقال ابن سعد: كان حسن الحديث. الطبقات الكبرى (7/371).

وذكره العقيلي في الضعفاء. الضعفاء الكبير (1/251) رقم 300.

وفي التقريب: ثقة له أوهام.

عطاء بن السائب، قال الحافظ في التقريب: صدوق اختلط.

وقد اتفقوا على أن شعبة، وسفيان ممن سمع منه قديمًا.

قال يحيى بن سعيد القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح إلا حديثين، كان شعبة يقول: سمعتهما منه بآخرة عن زاذان. الجرح والتعديل (6/332)، الضعفاء الصغير (276)، والتاريخ الكبير (6/465).

واستثنى بعض العلماء حماد بن زيد، وقال: إنه سمع منه قديمًا، منهم يحيى بن سعيد القطان، والنسائي، وأبو حاتم. الضعفاء الكبير (3/398)، الكاشف - الذهبي (3798)، الكواكب النيرات (ص: 61).

واختلفوا في سماع حماد بن سلمة:

فقال ابن معين، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكتاني، وابن الجارود، ويعقوب ابن سفيان وغيرهم: حماد بن سلمة قديم السماع عن عطاء. الكامل (5/361)، الكواكب النيرات (ص: 61).

وخالفهم عبدالحق في الأحكام، فقال: سمع منه بعد الاختلاط، واعتمد كلام العقيلي.

ورجح الحافظ في التهذيب (7/183) أن حمادًا سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، إلا أنه في التلخيص (1/248) ح 190 رجح أن سماع حماد بن سلمة كان قبل الاختلاط.

فالإسناد ضعيف؛ له علتان:

الأولى: الحسين بن سعد، لم أقف له على ترجمة.

الثاني: اختلاط عطاء بن السائب، ومع ضعفه إلا أنه صالح في المتابعات.

والحديث له شواهد، منها:

الشاهد الأول: حديث سهل بن سعد:

رواه الطبراني في الكبير (6/252) ح 6018 حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن مرزوق والجراح بن مخلد، قالا: ثنا عبيد بن واقد أبو عباد القيسي، ثنا أبو عبدالله الغفاري، قال:

سمعت سهل بن سعد يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرني جبريل بالسواك حتى ظننت أني سَأدْرَد.

وهذا سند ضعيف من أجل عبيد بن واقد:

قال فيه أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، يكتب حديثه. الجرح والتعديل (6/5).

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (5/352).

وفي التقريب: ضعيف.

وفيه أبو عبدالله الغفاري، ذكره ابن حجر من شيوخ عبيد بن واقد، وقال: صاحب سهل بن سعد. تهذيب التهذيب (7/71) رقم 116. ولم أقف على ترجمة له، والله أعلم.

الشاهد الثاني: حديث أم سلمة:

رواه البيهقي في السنن (7/49) من طريق خالد بن عبيد، حدثني عبدالله بن بريدة، عن أبيه، عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت على أضراسي.

وفيه: خالد بن عبيد:

ذكره ابن أبي حاتم، وسكت عليه. الجرح والتعديل (3/342).

وقال ابن حبان: يروي عن أنس بن مالك نسخة موضوعة، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. المجروحين (1/279).

قال البخاري: فيه نظر. التاريخ الكبير (3/161) رقم 554.

وذكره العقيلي في الضعفاء. الضعفاء الكبير (2/10)رقم 412.

وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. تهذيب التهذيب (3/91).

واختلف على أبي تميلة، فرواه البيهقي كما سبق من طريق أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو تميلة، ثنا خالد بن عبيد، حدثني عبدالله بن بريدة، عن أبيه، عن أم سلمة.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (23/251) ح 510 من طريق محمد بن حميد، ثنا أبو تميلة، ثنا عبدالمؤمن بن خالد، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن أم سلمة.

فجعل بدلاً من خالد بن عبيد عبدالمؤمن بن خالد، وهذا إسناد ضعيف؛ فيه محمد بن حميد الرازي، قال البخاري: فيه نظر. التاريخ الكبير (1/69) رقم 167.

وقال ابن معين: ثقة، ليس به بأس، رازي كيس. الجرح والتعديل (7/232) رقم 1275.

وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، ولا سيما إذا حدث عن شيوخ بلده. المجروحين (2/303) رقم 1009.

وقال ابن وارة: يا أبا عبدالله - يعني أحمد بن حنبل - رأيت محمد بن حميد؟ قال: نعم. قال: كيف رأيت حديثه؟ قال: إذا حدث عن العراقيين يأتي بأشياء مستقيمة، وإذا حدث عن أهل بلده مثل إبراهيم بن المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف، لا تدري ما هي. قال أبو زرعة وابن وارة: صح عندنا أنه يكذب. قال: فرأيت أحمد بن حنبل إذا ذكر ابن حميد نفض يده. المرجع السابق.

فالطريق الأول أصح منه، وقد نقل البيهقي عن البخاري أنه قال عن الطريق الأول: هذا حديث حسن. السنن الكبرى (7/49).

الشاهد الثالث:

ما رواه أحمد (5/263) ثنا هارون بن معروف، ثنا عبدالله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن عبيدالله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن أبي أمامة أن رسول الله قال: ما جاءني جبريل - عليه السلام - قط إلا أمرني بالسواك، لقد خشيت أن أحفي مقدم فمي.

والحديث ضعيف جدًّا، وسبق الكلام عليه.

الشاهد الرابع:

رواه الطبراني في الأوسط (6/323) رقم 6526، قال: حدثنا محمد بن رزيق، ثنا أبو الطاهر، ثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبدالله بن سالم، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب.

ترجمة الإسناد:

• محمد بن رزيق، ذكره المزي ممن روى عن أبي طاهر، وسماه محمد بن رزيق بن جامع المصري. تهذيب الكمال (1/416).

وذكره ابن زبر الربعي فيمن مات سنة ثمان وتسعين ومائتين، ولم يذكر فيه شيئًا. مولد العلماء ووفياتهم. (2/628). ولم أقف له على ترجمة تبين حاله.

• أبو طاهر: هو أحمد بن عمرو المصري:

قال فيه أبو حاتم الرازي: لا بأس به. الجرح والتعديل (2/65).

وقال النسائي: ثقة. تهذيب الكمال (1/415) رقم 86.

وقال أبو زرعة: لا بأس به. تهذيب التهذيب (1/55) رقم 112.

وذكره ابن حبان في الثقات. الثقات (8/29) رقم 12110.

وقد أخرج له مسلم في صحيحه، وأصحاب السنن إلا الترمذي. وفي التقريب: ثقة.

• يحيى بن عبدالله بن سالم:

ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكر جماعة ممن رووا عنه، ولم يذكر فيه شيئًا. الجرح والتعديل (9/162) رقم674.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أغرب. الثقات (9/249) رقم 16259.

وقال النسائي: مستقيم الحديث. تهذيب التهذيب (11/210) رقم 391.

وقال ابن معين: صدوق ضعيف الحديث. المرجع السابق.

وقال الدار قطني: ثقة، حدث بمصر، ولا أعلم لأبيه حديثًا. المرجع السابق.

• عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب:

قال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. الجرح والتعديل (6/252) رقم 1398.

وقال ابن معين كما في رواية الدوري عنه: في حديثه ضعف، ليس بقوي، وليس بحجة، لم يرو عنه مالك، وكان يضعفه، وعلقمة بن أبي علقمة أوثق منه. المرجع السابق.

وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به؛ روى عنه مالك. المرجع السابق.

وقال أبو زرعة: مدني ثقة. المرجع السابق.

وذكره العقيلي في الضعفاء. الضعفاء الكبير (3/288) رقم 1289.

وقال الآجري: سألت عنه أبا داود، فقال: ليس هو بذاك، حدث عنه مالك بحديثين، روى عن عكرمة عن ابن عباس: من أتى بهيمة فاقتلوه.

وقال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب (8/72) رقم 122.

وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به؛ لأن مالكًا لا يروي إلا عن ثقة أو صدوق. الكامل (5/116) الرقم 1282. قلت: وهو مدني، وحسبك بمالك في معرفته لأهل المدينة.

وقال ابن حبان: ثقة، ينكر عليه حديث البهيمة. الثقات (2/181) رقم 1389.

وفي التقريب: ثقة، ربما وهم.

وعمرو بن أبي عمرو لم يسمع من عائشة، ولم يذكر المزي في تهذيبه أنه روى عنها، وقال الحافظ في التقريب: إن وفاته بعد الخمسين. اهـ وعائشة - رضي الله عنها - ماتت سنة سبع وخمسين، فلم يكن من أهل الرواية حينئذٍ، والله أعلم. فالحديث إسناده ضعيف للانقطاع.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (2/99). وهذا لا ينفي انقطاعه كما هو معلوم. وعلى كل فهو صالح في الشواهد.

الشاهد الخامس:

رواه أحمد (3/490) ثنا إسماعيل، قال: حدثنا ليث، عن أبي بردة، عن أبي مليح بن أسامة، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/76) ح 189، 190 من طريق إسماعيل بن علية وجرير، عن ليث به.

والحديث مداره على ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف.

قال عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث، ولكن حدث الناس عنه. الجرح والتعديل (7/177).

وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: ليث لا يشتغل به، وهو مضطرب الحديث. وقال أيضًا: سمعت أبا زرعة يقول: ليث بن أبي سليم لين الحديث لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. المرجع السابق.

قال معمر: قلت لأيوب: كيف لم تكثر عن طاوس؟ قال: وجدته بين ثقيلين عبدالكريم بن أمية وليث بن أبي سليم. الضعفاء الكبير (4/14).

وقال ابن سعد: كان ليث رجلاً صالحًا عابدًا، وكان ضعيفًا في الحديث، يقال: كان يسأل عطاء وطاوسًا ومجاهدًا عن الشيء فيختلفون فيه، فيروي أنهم اتفقوا من غير تعمد لذلك. الطبقات الكبرى (6/349).

قال فيه النسائي: ضعيف كوفي. الضعفاء والمتروكين (511).

قال ابن حبان: كان من العباد، ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين. المجروحين (2/231).

وقال ابن عدي: له من الحديث أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة والثوري وغيرهما من ثقات الناس، ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه. الكامل (6/87).

وقال يعقوب بن شيبة: هو صدوق ضعيف الحديث. تهذيب التهذيب (8/417).

وقال ابن شاهين في الثقات: قال عثمان بن أبي شيبة: ليث صدوق ولكن ليس بحجة. المرجع السابق.

وفي التقريب: صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك.

[7] التمهيد (7/200).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سنة السواك .. أحكام و آداب ومنافع
  • فوائد السواك ومنافعه
  • السواك بين الشريعة والطب
  • من سنن الوضوء السواك
  • هل الصلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك؟
  • هل السواك في شريعة من قبلنا؟
  • التسوك بالعود وأي السواك به أفضل؟
  • هل يحصل بالمعجون إصابة السنة؟
  • هل الأفضل اليابس من السواك أو الرطب؟
  • حكم السواك
  • حكم السواك للصائم
  • السواك يوم الجمعة
  • هل يبدأ المتسوك بجانب فمه الأيمن أو الأيسر؟
  • هل يحتاج المتسوك إلى نية؟
  • صفة شجرة الأراك
  • السواك في المسجد
  • أحاديث عن فضل السواك
  • أحاديث في فضل السواك

مختارات من الشبكة

  • تعريف المجتهد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحرام: تعريفه وبعض مسائله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تعريفات الأشياء ( التعريفات )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • هيئة التعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام تصدر موسوعة التعريف بنبي الرحمة باللغة الإنجليزية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • لغة التعريف وتعريف اللغة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مشروعات جديدة للتعريف بالرسول باللغة الإسبانية تتبناها هيئة التعريف بالرسول واتحاد الأئمة بأسبانيا(مقالة - ملفات خاصة)
  • مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعريف الصيام وفضله(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الإخلاص: تعريفه وفضله وحكمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق: تعريفه وفضله وثمراته(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب