• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات
علامة باركود

صرخة معاناة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 10/1/2011 ميلادي - 4/2/1432 هجري

الزيارات: 11502

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

كم يعتصر قلب الإنسان المسلِم، ويشعر بالانكسار حين يتأكَّد أنَّه مُخطئ! وكَم يزداد أَلَمُه وأساه حين يدْرك عجزَه عن تقْويم الخطأ وإصْلاحه!

 

ولكن للثِّقة في الله دوْرها الفعَّال، ولأهْل الله - أهل العِلْم والدِّين وحَملة القُرآن والسنَّة - دورُهم في إصْلاح ما أساءَهُ الخطَّاؤون.

 

أنا شابٌّ مسلِم وملتزم، بل أنا منَ الدُّعاة إلى الله - ولله الحمْد - مشكلَتي أنَّني منذ فترةٍ طويلة تبلغ 11 سنة - أي: قبل بلوغي بأربَع سنوات - وأنا أُمارس العادة السِّرية، وقد حاولتُ التغلُّب عليها محاولات متعدِّدة - عن طريق الصَّوم وغضِّ البصر، و...، و...، و...، ولكنَّني دائمًا أفْشل!

 

أقِف مرَّات كثيرة أمام الله، وأتضرَّع إليه، وتدْمع عيناي، ويخشع قلبي، ولكنْ بعد فترة يسيرة أعود.

 

حاول الشَّيطانُ دائمًا أن يؤْيسني من رَحْمة الله، وأن يقول لي: لن تتوب منْها ولن تُقْلِع عنْها، ولكنَّني بفضْل الله أظلُّ آمُل منَ اللَّه الفرَج.

 

حاول مرَّات كثيرةً أن يقْنِعني بأنَّ الفِعْل ليس حرامًا مَحْضًا ما دام فيه خلافٌ بين العُلماء، ولكنَّني أُفْحِمه دائمًا، وأؤكِّد له قناعتي بأنَّ ما أفعله - على فرْض أنَّ فيه خلافًا معتبرًا - لا ينبغي لمثْلي ممَّن يرْجو منَ الله - بِمحْض منِّه وكرَمِه - الدَّرجات العُلى في الجنَّة أن يفعلَه.

 

والآن أرْجو منكم ما يلي:

1- إفادتي بالدَّواء الشَّافي.

 

2- الدُّعاء لي عن ظهْر غيب؛ لعلَّ الله أن يرحَمني، فأُجدِّد التَّوبة، وأخلِص وأُقْلع.

 

3- تبْيين دواء اعوِجاجٍ في ذَكَري سببُه ما قُلتُ سابقًا، وهو اعْوِجاج بـ 45 درجة تقريبًا، فهل هذا يؤثِّر على القُدرة الإنجابية لديَّ؟ وهل له من عِلاج غير الجِراحة؟ وهل له تأثيراتٌ سلبية على زوْجتي؟ (أنا أخاف أن يكونَ فيه إيذاءٌ لِلمرأة، ممَّا يدْفعني للتَّرَدُّد في شأْن الزَّواج لو أُتيحتْ لي فرصتُه).

 

أحبَّتَنا في الله:

بُحْت لكم بالنَّزْر القليل لعلَّ حالي تنبِّه فيكم قلْبًا يتألَّم لِما أُعاني، فتمتدّ أيديكم إلى بارئِها، وتنطلِق ألسنتُكم لي بالدُّعاء عن ظهْر غيب، في وقت ينزل فيه ربُّنا تعالى، فيكون لي ممَّا أُعاني فرَج، ولدي ممَّا أُحاذر مَخرج، ولَمْ أُبْدِ مَا ينْتَابُنِي مِنْ لَوْعَتِي  وَلَقَدْ كَتَمْتُ فَلَنْ أُبِيحَ وَلَنْ أُبِينْ وإنَّ العينَ لتدمع، وإنَّ القلب ليعتصرُه الألَم، وإنَّ الرَّجاء في الله ما زال قويًّا، وإنَّا بقَضاء الله لراضون، ومِن نارِه وعدْلِه وانتِقامه مُسْتجيرون - نَرجو منه الستْر والعفْو في الدنيا والآخرة - وإنَّ دعواتِكم لَمفاتيح الفرَج - بإِذْن الله.

 

ولله في خلْقِه شؤون، وَالله غالب على أمْرِه، ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعْلمون.

 

وأخيرًا: أَرجو لصرْختي أن تَنال منكُم أُذُنًا واعية، وقلبًا رحيمًا، وإجابة وقَبولاً، وإلاَّ فأقلّ ما تقدِّمونه إليَّ الدُّعاء، الدُّعاء، الدُّعاء، فلا أُسامِحُكم بحقِّي فيه - إن كان لي فيه حقّ - وقد طلبتُه منكم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فأسال الله أن يغفرَ ذنبك، ويُطهر قلبك، ويُحصن فرْجك، وأن يلهمك رُشدك، ويعيذك مِنْ شرِّ نفسك؛ فإنَّ الله قد منح عبادَه الضعفاء الفرصة تلو الفرصة للعودة لصَفِّ عباده المؤمنين التائبين المتطهرين، ولَم يطردهم أبدًا مِنْ رحْمته وهم راغبون رغبةً حقيقية في الحمى الآمن، والكنف الرحيم، متى تابوا وأنابوا إليه، فبابُ التوبة دائمًا مفتوح ليلجه الشاردون، ويستردوا أنفسهم من تِيه الضلال؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾ [النساء: 17].

 

واعلم - رعاك الله - أنَّ مَن صبَر على فِعْل الحسنة أوْرَثه صبْره حسنًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ﴾ [الشورى: 23]، فإن استمرَّ في ذلك، نشط وانشرح به صدرُه؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يرِدِ اللَّهُ أَنْ يهدِيهُ يشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125]، فإنْ دام على ذلك، امتحن وتطهر قلبه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ﴾ [الحجرات: 3]، فإن استمر يدخل فيمَن وصفَهُم الله في قوله: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيكُمُ الْإِيمَانَ وَزَينَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحجرات: 7، 8]، فإذا داوَم على الطاعة زادَهُ الله إيمانًا؛ كما قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [الفتح: 4]، فوَجَب على الإنسان ألا يسامحَ نفسه في الاجتهاد، وألا يخلّ بخير تعوَّده، ولا يرخص لها في شرٍّ ارتكبه، فتعاطي صغير الذنب يُفضي إلى ارتكاب الكبير، والإخلال بقليل الخير يؤدِّي إلى الإخلال بكثير؛ كما قال الشاعر:

 

وَأَزْرَقُ الفَجْرِ يبْدُو قَبْلَ أَبْيَضِهِ
وَأَوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ ينْسَكِبُ

 

والإنسانُ ما دام في الدنيا لا ينفك عن الوُقُوع في المعاصي، ولكن يجب عليه أن يجتهدَ في أداء ما أمْكنه، ويطهر نفسه بقدْر ما يتَيسَّر له، والرَّغبة إلى الله تعالى في تكفير ما قصَّر فيه أو قصَّر عنِ اكْتسابه، عسى الله أن يغفرَ له باقي السيئات؛ كما قال الله تعالى:﴿ يا أَيهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيئَاتِكُمْ ﴾ [التحريم: 8]، وقال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31].

 

ولتعلم أن الإصرار على المعاصي - ومنها إدمان تلك العادة القبيحة - له سببان:

أحدهما: الغفلة، وثانيهما: الشهوة، ولكل واحدٍ منهما علاج يقضي عليه، ويحسم مادته.

 

أما الغفلةُ، فدواؤُها العلم والتذكُّر دائمًا بما في القرآن الكريم والحديث الشريف من الوعيد الشديد للمذنبين في الدنيا الآخرة، فقد يُعجِّل الله لأهل المعاصي ألوانًا من العقوبة في الدنيا؛ كما صحَّ عنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ العبدَ ليُحرم الرزق في الدنيا بالذنب يُصيبه))؛ رواه ابن ماجه.

 

وأمَّا الشهوة، فدواؤها الابتعاد عن أسبابها المهيجة والمغرية بها، وتجنُّب مواطنها، واستحضار المخوفات الواردة فيها، والآثار الوخيمة المترتِّبة عليها، ولا شك أنَّ العبدَ إذا تَوَجَّه إلى ربِّه بنيَّة صحيحة وقلب مخلص، فإنه - تعالى بفَضْله وكرَمه - يُعينه على قصْده الحسَن، ويهديه إلى الطريق المستقيم، ويهَيئ له أسباب التوبة؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69].

 

فكلُّ مَن هاجَر إلى الله وجاهَدَ في سبيله، فحقيق أن يهديه إلى سبيله، والهجرة العظمى هجران فضول الشهوات، والمجاهَدة الكبرى مدافعة الهوى؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والمجاهِد مَن جاهَد نفسه في طاعة الله، والمهاجر مَن هجر الخطايا والذنوب))؛ رواه أحمد، وصححه الألباني.

 

فلتسرعْ إلى الله - عز وجل - بالتوبة النَّصُوح الكاملة الشروط قبل فوات الأوان، ولتبتعد عن المحرَّمات والمغريات؛ فإنَّ الإنسان لا يدْري متى يحضره أجله، فيلقى ربه مُتلبسًا بالمعاصي، وتذكَّر أنَّ الله - عز وجل - ناظر إليك وإلى ما تعمل، وخُذ نفسك بالشِّدَّة، ولا تتهاوَن معها، فتعين الشيطان على نفسك، فالله لَم يخلقنا مُطلقين في الأرض، ولا متروكين نفعل ما يحلو لنا بلا رقيب، بل هناك الإحصاء الدقيق المباشر والحساب الدقيق، وقد أقسَم الله تعالى بأن هذا القرآن عامة هو القول الفصْل الذي لا يتلبس به الهزْل؛ فقال: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ﴾ [الطارق: 11 - 14].

 

قال ابن القيِّم في "زاد المعاد" (4 / 185):

مِن أعظم أدوائه - أي: القلب -: الشِّرك والذنوب والغفْلة، والاستهانة بمحابِّه ومراضيه، وترْك التفويض إليه، وقلَّة الاعتماد عليه، والركون إلى ما سواه، والسخط بمقدُوره، والشك في وعْدِه ووعِيده.

 

وإذا تأمَّلْت أمراض القلب، وجدْتَ هذه الأمور وأمثالها هي أسبابها لا سبب لها سواها، فدواؤُه الذي لا دواء له سواه ما تضمنتْه هذه العلاجات النبوية من الأمور المضادة لهذه الأدواء، فإنَّ المرَض يزال بالضد، والصحة تحفظ بالمثْل، فصحتُه تحفظ بهذه الأُمُور النبوية، وأمراضه بأضدادها.

 

فالتوحيدُ: يفتح للعبد بابَ الخير والسرور، واللَّذة والفرَح والابتهاج، والتوبةُ استفراغ للأخلاط والمواد الفاسدة التي هي سبب أسقامه، وحمية له منَ التخليط، فهي تُغلق عنه باب الشرور، فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد، ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار.

 

قال بعض المتقدِّمين من أئمة الطِّب: مَن أراد عافية الجسم، فليقلِّل من الطعام والشراب، ومَن أراد عافية القلب فليترك الآثام، وقال ثابت بن قرة: راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام.

 

والذنوب للقلب بمنزلة السموم، إنْ لَم تهلكه أضعفتْه، ولا بُدَّ وإذا ضعفتْ قوته لَم يقدر على مقاومة الأمراض، قال طبيب القلوب عبدالله بن المبارَك:

 

رَأَيْتَ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ
وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ
وَخَيرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيانُهَا

 

فالهوى أكبر أدوائها، ومخالفته أعظم أدويتها، والنفس في الأصل خُلقتْ جاهلة ظالمة، فهي لجهلها تظن شفاءها في اتِّباع هواها، وإنما فيه تلفها وعطبها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، بل تضع الداء موضع الدواء فتعتمده، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه، فيتولد من بين إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواعٌ منَ الأسقام والعِلل التي تعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء، والمصيبة العظمى أنها تركب ذلك على القدر، فتبرئ نفسها وتلوم ربها بلسان الحال دائمًا، ويقوى اللوم حتى يصَرِّح به اللِّسان.

 

وإذا وصل العليل إلى هذه الحال، فلا يطمع في بُرئه إلا أن تتداركه رحمة مِن ربِّه، فيحييه حياة جديدة، ويرزقه طريقة حميدة".

 

ومما يعينك على ترْك تلك العادة أمور:

منها: أن تتذكر قبل المعصية أن المعاصي والفساد توجب الهم والغم، والخوف والحزن، وضيق الصدر وأمراض القلب، حتى إن بعضهم يفعلها بعد ذلك دفعًا لما يجده في صدره من الضِّيق والهم والغم؛ كما قيل:

 

وَكَأْسٌ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ
وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا

 

ومنها: التحلِّي بالصبر الذي بكماله مع العقل تدفع فتنة الشهوة - والله المستعان.

 

ومنها: تذكُّر أن الذي يهجر السيئات، ويغض بصره، ويحفظ فرجه، وغير ذلك مما نهى الله عنه - يجعل الله له من النور والعلم، والقوة والعزة، ومحبة الله ورسوله، والنجاة في الدنيا والآخرة - ما الله به عليم، والنقيض بالنقيض.

 

ومنها: إدراك أن السيئات تهواها النفوس، ويزينها الشيطان، فتجتمع فيها الشبهات والشهوات، ومِن ثَم يجب حسْم مادة المعصية والفساد، وسد ذريعته، ودفْع ما يفضي إليه إذا لَم يكن فيه مصلحة راجحة؛ مثال ذلك: ما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا يخلون الرجُل بامرأة؛ فإنَّ ثالثهما الشيطان))، فنهى - صلى الله عليه وسلم - عن الخلوة بالأجنبية والسفر بها؛ لأنه ذريعة إلى الشر.

 

ومنها: النظر في عواقب ما تفعله قبل فعله، فمن شغل العقل وتفكّر بتأمُّل عواقبِ المعاصي، رآها قبيحة، وهذا دواء ناجع مجرب.

 

ومنها: أن تعلم أن الانشغال بهذه الأوساخ، يصد عن ذكر الله، وينسي الآخرة.

 

ومنها: تفكر أحوال قوم صابروا الهوى، وتركوا ما لا يحل، فإن ضاق بهم أمر وسعه الصبر، وطيبه الرضا، طمعًا في ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، ورجاءَ الدخول في قوله تعالى:﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين ﴾[يوسف: 90].

 

فاللهَ اللهَ، الخلواتِ الخلواتِ، البواطنَ البواطنَ، النياتِ النياتِ، وإياكَ والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرَج من عباده الغافلين، وكن على مراقبة الخطايا، مجتهدًا في محوها، وأكثر من التضرع؛ فليس شيء ينفع من الوقوع في الخطايا مثلُه.

 

كما ننصحك بمراجعة طبيب متخصص للعيب المذكور في الاستشارة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • صرخة الشيطان وظهوره لبني الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخة فتاة تعرضت للتحرش(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صرخة أمل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صرخة في وجوه المجرمين ووقفة مع المسلمين في زمان التطاول على القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخات يائسة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صرخة الصمت(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • صرخة الهداية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صرخة التوحيد (لا إله إلا الله)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • صرخة في أذن المدخلات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صرخة كتاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب