تفسير سورة " آل عمران " للناشئين .. ( الآيات 23 : 45 )

تفسير سورة " آل عمران " للناشئين

[الآيات 23 : 45]

معاني مفردات الآيات الكريمة من (23) إلى (29) من سورة «آل عمران»

﴿الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب﴾: هم اليهود أوتوا التوراة. ﴿معرضون﴾: غاضبون، غير راضين بحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ﴿غرهم﴾: خدعهم وأطمعهم في غير مطمع. ﴿يفترون﴾: يكذبون على الله. ﴿فكيف﴾: فكيف يكون حالهم. ﴿ليوم﴾: هو يوم القيامة. ﴿ما كسبت﴾: جزاء ما عملته من خير وشر بالعدل. ﴿تولج الليل﴾: تدخله (أي تدخل بعضهما في بعض، نقصان الليل وزيادة النهار حيث إن الأرض تدور حول نفسها في مواجهة الشمس وميل محورها على الاتجاه العمودي على مستوى دورانها حول الشمس بزاوية 23.5 درجة).﴿ تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي﴾: يتعاقب الحياة والموت كما تتعاقب الظلمة والنور، كذلك يخرج الله المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وكذلك كثير من الأشياء الحية كالنبات تخرج من الميت كالأرض. بغير حساب: بلا نهاية لما تعطي، أو بتوسعة في الرزق. ﴿ أولياء﴾: أعوانًا وأنصارًا، أو حاشية وبطانة يود بعضهم بعضًا. ﴿إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾: إلا أن تخافوا من جهنم أمرًا يجب اتقاؤه والحذر منه.

1- أشارت هذه الآيات إلى موقف لجماعة من اليهود عندما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يهوديان معترفان بالزنا، ليحكم بينهما، فحكم عليهما بالرجم، فعارضاه، فأحالهما - صلى الله عليه وسلم - إلى التوراة فوجداها تأمر بالرجم، فرجما، فغضب من هذا الموقف بعض اليهود؛ لأنهم قالوا: إن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودة.

2- ثم توجه الآيات الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - بتعظيم ربه وشكره، وتفويض الأمر إليه والتوكل عليه.

3- ثم تحذر المؤمنين من موالاة الكافرين، أو التقرب إليهم بالمودة والمحبة، مبينة أنه في حالة الضرورة - كاتقاء شرهم وتجنب ضررهم - تجوز الموالاة في الظاهر دون الباطن.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (23) إلى (29) من سورة «آل عمران»:

1- الكون وما فيه يدل دلالة قاطعة على أن الله واحد لا شريك له، وأنه قادر على كل شيء.

2- موالاة الكافرين ومحبتهم محرمة في شريعة الله.

3- الإكراه يبيح للإنسان التلفظ بكلمة الكفر بشرط أن يبقى القلب مطمئنًا بالإيمان.

4- تجوز مداراة أهل الشر والفجور، ولا يدخل هذا في الموالاة المحرمة إذا كانت فيما لا يؤدي إلى ضرر الغير، ولا تخالف أصول الدين.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (30) إلى (37) من سورة «آل عمران»

﴿محضرًا﴾: ماشهدًا لها في صحف الأعمال. ﴿أمدًا بعيدًا﴾: زمانًا بعيدًا. ﴿رؤوف﴾: رحيم أشد الرحمة. ﴿تولوا﴾: أدبروا وأعرضوا. ﴿آل عمران﴾: عيسى وأمه مريم - عليهما السلام. ﴿على العالمين﴾: على عالمي زمانهم.  ﴿بعضها من بعض﴾: متجانسون في الدين والتقى والصلاح. ﴿امرأة عمران﴾: أم مريم - عليها السلام. ﴿محررًا﴾: متحررًا من العبودية لغير الله مخلصًا مفرغًا للعبادة وخدمة بيت المقدس. ﴿ وليس الذكر كالأنثى﴾: يقوم الذكر ببعض الأعمال التي لا تحسنها الأنثى ولكن الله أظهر فيها آية أكبر من خدمة المسجد؛ لمساندة العقائد، لا لمجرد خدمة رقعة تقام فيها الشعائر. ﴿مريم﴾: معناه في لغتهم: العابدة خادمة الرب. ﴿أعيذها بك﴾: أجيرها وأحصنها بك. ﴿وأنبتها نباتًا حسنًا﴾: ورباها تربية كاملة، ونشأها تنشئة صالحة. ﴿وكفلها زكريا﴾: وجعل زكريا كافلاً لها وضامنًا لمصالحها. ﴿ المحراب﴾: غرفة عبادتها في بيت المقدس. ﴿رزقًا﴾: فاكهة وطعامًا. ﴿أنَّى لك هذا﴾: كيف أو من أين لك هذا؟!. ﴿بغير حساب﴾: رزقًا واسعًا، لا نهاية له.

1- أشارت الآيات إلى ما يكون يوم القيامة من جزاء على الأعمال؛ حيث يجد كل إنسان ما عمل من خير حاضرًا لا يغيب عنه، وما عمل من شر يتمنى ألا يراه.

2- لن يصل الناس إلى حب الله إلا باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم.

3- ثم تذكر من اختارهم الله من عباده منذ بدء الخليقة، وأنهم ذرية بعضهم من بعض، وتخص بالذكر آدم، ونوحًا، وآل إبراهيم، وآل عمران.

4- ثم تذكر امرأة عمران التي نذرت لربها أن يكون ابنها الذي تحمله في بطنها خادمًا للمسجد طوال حياته، فلما وضعت بنتًا وفت بنذرها لله، ودعت ربها أن يحفظ هذه الفتاة التي سمتها «مريم» وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم. واستجاب الله دعاءها فجعل «مريم» أفضل نساء العالمين في زمانها، وقدر أن تكون أمًّا لنبي يجيء ميلاده معجزة كميلاد «آدم» - عليه السلام.

5- وتسابق علماء ذلك الزمان لنيل شرف تربية «مريم» ورعايتها؛ لأن والدها مات قبل ولادتها، فكانت من نصيب زكريا - عليه السلام - الذي رباها وأكرمها حتى كبرت، وكان لها محراب تتعبد فيه، فيزورها «زكريا» أحيانًا في محرابها فيفاجأ بوجود طعام ورزق وفير عندها، فيسألها: من أين جاءها هذا الرزق؟ فتجيبه: إنه من عند الله.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (30) إلى (37) من سورة «آل عمران»:

1- ضرورة اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به، فذلك دليل على حب الله - عز وجل.

2- محبة الله - سبحانه وتعالى - وطاعته لا تتم إلا بمتابعة الرسل وطاعتهم؛ لأنهم مبلغون عن الله.

3- قدرة الله - عز وجل -  التي لا يعجز شيء في الأرض ولا في السماء، ولا قيود عليها ولا حدود لها.

4- ضرورة الوفاء بالنذر، والله - سبحانه وتعالى - يتقبل من عباده الصالحين نذورهم وصالح أعمالهم.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (38) إلى (45) من سورة «آل عمران»

﴿هنالك﴾: في ذلك الوقت. ﴿هب لي من لدنك﴾: أعطني من عندك. ﴿بكلمة من الله﴾: عيسى - عليه السلام - (فقد خلق بكلمة «كن» بلا أب). ﴿سيدًا﴾: يسود قومه ويفوقهم. ﴿حصورًا﴾: يمنع نفسه عن الشهوات عفة وزهدًا، ولا يقرب النساء مع قدرته على ذلك. ﴿بلغني الكبر﴾: أدركتني الشيخوخة. ﴿عاقر﴾: عقيم لا تلد. ﴿آية﴾: علامة على حمل زوجتي لأشكرك. ﴿ألا تكلم﴾: ألا تقدر على كلام الناس.﴿ ثلاثة أيام إلا رمزًا﴾: مدة ثلاثة أيام إلا بالإشارة، مع أنك صحيح غير مريض. ﴿اقنتي﴾: أخلصي العبادة وأديمي الطاعة. ﴿واسجدي واركعي﴾: صلي. ﴿يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم﴾: يتنافسون على كفالة مريم، فيطرحون سهامهم لعمل قرعة على ذلك. ﴿يختصمون﴾: يتنازعون فيمن يكفلها منهم ويرعاها. ﴿بكلمة منه﴾: بمولود يحصل بكلمة من الله هي كلمة «كن» من غير واسطة أب. ﴿وجيهًا﴾: سيدًا معظمًا له جاه وقدر وشرف.

1- تواصل الآيات القصة مع زكريا الذي صار شيخًا عجوزًا وكانت زوجته كذلك وهي خالة مريم، ولم تلد من قبل في حياتها؛ لأنها عاقر، وتمنى زكريا أن يكون له ولد يرث علمه، ويصير نبيًّا.

2- وتضرع زكريا إلى ربه بالدعاء، وطلب من ربه ما يريد من الذرية، فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب وبشرته بأن الله - سبحانه وتعالى - استجاب دعاءه، فامتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحده وتمجيده، وسأل ربه أن يجعل له علامة على ذلك، فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق، فإذا حدث له ذلك فليتأكد أن امرأته حامل، وقد بشرته الملائكة بأن الله يرزقه بولد سماه الله له يحيى، وأنه سيكون نبيًّا من الصالحين.

3- ونادت الملائكة مريم قائلة لها: إن الله قبلك وطهرك وخصك بالكرامة، فأطيعي الله وصلي له مع المصلين.

4- هذه الأخبار يا محمد أوحاها الله إليك، ما كنت حاضرًا حين عملوا قرعة على من ينال هذا الشرف.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (38) إلى (45) من سورة «آل عمران»:

1- الصلاة مفتاح لكل خير، وبها تجاب الدعوات.

2- لا يستكثر المؤمن شيئًا على الله - سبحانه وتعالى - وإنما يدعوه في جميع حالاته، ويطلب منه ما يريد.