• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات
علامة باركود

خطيبتي تبدو مدَلَّلة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2010 ميلادي - 10/5/1431 هجري

الزيارات: 27094

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا مقبل على الزواج، ولَم يتبقَ إلا بعض الأشهر (4 على الأكثر).

أريد منكم في البداية نصيحة بشكْلٍ عام.

أما السؤال الأول:

فهل بإمكاني أن أُذَكِّر زوجتي في ليلة الدخلة بحقِّي عليها، وأنِّي تزوجتُها من أجل بناء أسرةٍ عمادُها الدِّين، وأنَّ حقوقها سَأَتَكَفَّل بها قدْر استطاعتي؟ أو أؤجِّل هذا الأمر ليومٍ آخر؟

أقول هذا لأنِّي لاحظتُ أنها مُدَلَّلة في بيتها؛ بمعنى أنها تُحب أن تفعلَ ما تريد، ولاحظتُ أنها - رغم صغرها - كانتْ تأمُر أخواتها الأكبر منها سنًّا، فأنا لَم أعْرفها إلا عندما زرْتُ بيتها في المرَّة الأولى، ولَم نتكلمْ كثيرًا، ولكن اكتفَيْنا بأداء الإعجاب فقط؛ أي: قلتُ: إنها تعجبني، خاصة عندما قبِلَتْ شرطي في أن تسترَ وجْهها في الزيارة الثانية والثالثة، تكلَّمنا وارتكبت حينها أخطاء؛ ذلك أننا كنَّا نتكلَّم على انفرادٍ في الغرفة، إلا أنها لَم تكنْ مُغلَقة، وكان أبوها يَتَفَقَّدنا مِنْ حينٍ لآخر، وأستغفر الله على ذلك، ولن أكررها، ولكنى اكتشفتُ أنها عندما تغضب يظهرُ ذلك على وجْهِها، وكانتْ تُحاول أن تمررَ رأيها، وعندما أقول لها في آخر المطاف: إن الأمر كذا، تقول: الرأي رأيك.

أريد معرفة حُدُود قوامتي، أو أنها مُطْلَقة، المُهم ألا تخالف شرْع الله؛ لأنَّني لن أتنازلَ عن حقِّي في القوامة، وإن أدَّى ذلك إلى النِّزاع.

وبارك الله فيكم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فالحياة الزوجية تُبنى أول ما تُبنى على الإيمان والمحبة، والأُلْفة والتراحُم، والتوافق بين الزوجين؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

والصلة بين الزوجَيْن من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله تعالى سَمَّى عقد الزواج بـ"الميثاق الغليظ"؛ فقال: ﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 21]، ولا يتأتى ذلك التفاهُم والتناغُم والتجانس بسهولة ويُسْر، وإنَّما يَتَطَلَّب جهدًا، ويستغرق وقتًا؛ نظرًا لاختلاف النشأة والعادات، فلا تكاد تجد رجُلاً وزوجته متَّفقَين في كلِّ الأمور، ومن ثَمَّ وصَّانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((استوصوا بالنِّساء خيرًا))؛ متفق عليه، وأخبرنا - صلى الله عليه وسلم - أنه ((لا يفرك - أي: لا يكره - مؤمنٌ مؤمنةً، إنْ كره منها خلقًا، رضي منها آخر))؛ رواه مسلم.

فكلٌّ من الرجل والمرأة مُطالبان بالصبر والتفاهُم، والتغاضي عن الهفوات، والتنازُل وغَضّ الطرف عن كثيرٍ مما لا يروق من الآخر، والتنازل عن بعض الحقوق، مع عدم التهاون في كل ما من شأنه إضعاف العلاقة الزوجية، أو يفوت منافعها، ويُهَدِّد مصالح كل منهما، وبهذا تُرفْرف المودةُ والرحمة والسكون.

ولَمَّا كان الزوج هو قيِّمَ البيت، فهو مطالَب بأن يتقي الله تعالى في أهله، وينظر إلى ما عند زوجته من كريم الأخلاق، ومن الخصال الحميدة، فإذا كره منها أمرًا تغاضَى عنه، ونظر في حسناتها؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، ولتعلم أن هذه المرأة أمانة عندك، فلْتتقِ الله فيها، ولتعلِّمها أمور دينها وتبصرها بالواجبات التي عليها؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.

كما عليكَ أن تُعاشرها بالمعروف، وتنفقَ عليها ما تحتاجه مِنْ كسوة، ونفقة، ومعاملة حسنة، وأمور الفراش، ونحو ذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19].

كما عليكَ أن تهيئ نفسكَ للصبر على أذاها، وتتحمَّل منها ما يصدر عنها من أخطاء، وتحتسب الأجْر عند الله.

ولتحذر من الكلمات المحرجة، أو السيئة التي تحطَّ مِنْ قيمتها، واستبدلها بكلمات لائقة تؤدي المراد من دون تنقص؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))؛ رواه الترمذي، وهو صحيح.

فقوامة الرجل على النساء تكليف أكثر منها تشريف، وتلك القوامة تقتضي تخويل الرجل صلاحيات تمكنه من إدارة شؤون من هو قيم عليهن، وتلك الصلاحيات محدودة مضبوطة بضوابط شرعية، من تعداها يعتبر باغياً ظالماً، فلا تعني قهر المرأة ومعاملتها معاملة سيئة، كما كانت الجاهليةُ الأولى وسائر الجاهليات المعاصرة تفعل، فتنْزل بها عن منزلة الرجل نُزُولاً شنيعًا يدعها أشبه بالسلعة أو العبيد، أو تتخذ منها تسلية ومتعة بهيمية، وتطلقها فتنة للنفوس، وإغراء للغرائز، ومادة للتشهِّي، والغزل العاري المكْشُوف، فجاء الإسلام ليرفعَ عنها هذا كله، ويردها إلى مكانها الطبيعي في كيان الأسرة، وإلى دورها الجدي في الأسرة والمجتمع.

لقد رفع الإسلامُ مستوى المشاعر الإنسانيَّة في الحياة الزوجيَّة من المستوى الحيواني الهابط إلى المستوى الإنساني الرفيع، وظللها بظلال الاحترام والموَدَّة والتعاطُف والتجمُّل؛ ليوثق الروابط والوشائج، فلا تنقطع عند أي صدمة أو انفعال مهما كبر.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم))؛ رواه أحمد والترمذي وصحَّحه، وعن أبي هريرة وعن عائشة قالتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))؛ رواه الترمذي وصححه.

قال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار":

"في ذلك تنبيه على أعلى الناس رُتبة في الخير، وأحقهم بالاتِّصاف به، هو مَن كان خير الناس لأهله، فإن الأهل هم الأحقاء بالبشر، وحسن الخلق، والإحسان، وجلْب النَّفْع، ودفع الضُّر، فإذا كان الرجلُ كذلك فهو خير الناس، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشرِّ، وكثيرًا ما يقع الناس في هذه الوَرْطة، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقًا، وأشجعهم نفسًا، وأقلَّهم خيرًا، وإذا لقي غير الأهْل من الأجانب، لانتْ عريكته، وانبسطتْ أخلاقُه، وجادتْ نفسه، وكثر خيرُه، ولا شك أنَّ من كان كذلك فهو محروم التوفيق، زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة ".

وتأمَّل قصة زواج شريح القاضي، الذي رواها ابنُ عساكر في "تاريخ دِمَشق"، وابن عبدربِّه الأندلسي في "العقد الفريد"، وعنه الأبشيهي في "المستطرف"، عن الهيثم بن عدي الطائي، عن الشعبي، عن شريح القاضي: أنه تزوج من زينب بنت جرير إحدى نساء بني تميم قال:... وأقبلت نساؤها يهدينها حتى أُدخِلَتْ عليَّ، فقلت: إن منَ السُّنَّة إذا دخلت المرأةُ على زوجها أن يقومَ ويُصلِّي ركعتَيْن، ويسأل الله تعالى مِنْ خيرها، ويتعوذ مِن شرها، فتوضأتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي، وصليتُ فإذا هي تُصَلِّي بصلاتي، فلما قضيتُ صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي، وألبسنني ملحفة قد صبغت بالزعفران، فلما خلا البيت دنوتُ منها فمددتُ يدي إلى ناصيتها، فقالتْ: على رسلك أبا أمية، ثم قالت: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعدُ، فإنِّي امرأة غريبة، لا علم لي بأخلاقك، فبَيِّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لكَ منكح في قومك، ولي في قومي مثل ذلك، ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولاً، وقد ملكتَ فاصنع ما أَمَرَكَ الله تعالى به، إمَّا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين.

قال فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلتُ: الحمد لله أحمده، وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، أما بعدُ، فإنك قلتِ كلامًا إن ثَبَتِّ عليه يكنْ ذلك حظًّا لي، وإن تدَّعيه يكنْ حجةً عليك، أحب كذا وأكره كذا، وما رأيتِ من حسنة فابثثيها، وما رأيتِ مِنْ سيئة فاستريها، فقالتْ: كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلتُ: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت: فمَن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له؟ ومَن تكرهه أكرهه؟ قلتُ: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبتُّ معها يا شعبي بأنعم ليلة، ومكثت معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحب.

فلمَّا كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهى قلتُ: مَن هذه؟ قالوا: فلانة أم حليلتك، قلتُ: مرحبًا وأهلاً وسهلاً، فلمَّا جلسْتُ أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلْتُ: وعليك السلام، ومرحبًا بكِ وأهلاً، قالتْ: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة، وأوفق قرينة، لقد أدَّبت فأحسنت الأدب، وريضت فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيرًا، فقالتْ: أبا أمية، إنَّ المرأة لا يرى أسوأ حالاً منها في حالتين، قلتُ: وما هما؟ قالتْ: إذا ولدتْ غلامًا، أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدلّلة، فقلتُ: والله لقد أدبت فأحسنت الأدب، وريضت فأحسنت الرياضة، قالتْ: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلتُ: ما شاؤوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثتْ معي يا شعبي عشرين سنة لَم أعبْ عليها شيئًا".

هذا؛ ولتعلما أن الحياة لا تبقى على وتيرةٍ واحدة؛ ففيها الفرح والترح، والخيرُ والشر، والسَّرَّاء والضَّراء، والفرَج والشِّدَّة، وفيها من أنواع الابتلاء وتسلُّط الشيطان الرجيم المتربص بالزوجين، وكل هذا يتطلَّبُ جهدًا مشتركًا من الزوجين، وتوافُقًا ومُصارحة، ومد جسور التفاهُم والتقارُب، والتصرُّف بحكمةٍ ورويَّة وتعقُّل، وترْك إلقاء اللوم على الآخر، والتخلُّق بفضيلة الاعتذار عند الخطأ، فهو خيرٌ من التمادي في الباطل، فالإنسان غير معصوم من الخطأ، والأهم هو عدم بحث كلا الزوجين عن استكمال جميع الحقوق، بل الأليق بهما هو أن يبحثَ كل منهما عن حقوق الآخر عليه فيمتثلها، كما فعل خيرُ القرون، صحابة رسول الله؛ فعن معاوية بن حيدة قال: قلتُ: يا رسول الله، ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال: ((تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت))؛ رواه أحمد وأبو داود.

ومن أعظم ما يصلح الزوجين دعاء كل منهما للآخر بظهر الغيب؛ كما قال - تبارك وتعالى -: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 89، 90]، فبَيَّن تعالى أنه أصْلح له زَوْجه.

وأختم الجواب بما ذكره العلامة الألباني - رحمه الله - في كتابه الماتع "آداب الزفاف" تحت عنوان: وصايا إلى الزوجين:

أولاً: أن يتطاوعا ويتناصحا بطاعة الله - تبارك وتعالى - واتِّباع أحكامه الثابتة في الكتاب والسنة، ولا يقدما عليها تقليدًا أو عادة غلبت على الناس أو مذهبًا؛ فقد قال - عز وجل -: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

ثانيًا: أن يلتزمَ كلُّ واحدٍ منهما القيام بما فرَض الله عليه من الواجبات والحقوق تجاه الآخر، فلا تطلب الزوجة - مثلاً - أن تساويَ الرجل في جميع حقوقه، ولا يستغل الرجل ما فضَّله الله تعالى به عليها من السيادة والرياسة، فيظلمها ويضربها بدون حق؛ فقد قال الله - عز وجل -: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]، وقال: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا))؛ رواه مسلم.

فإذا هما عرفا ذلك وعملا به أحياهما الله - تبارك وتعالى - حياة طيبة، وعاشا - ما عاشا معًا - في هناء وسعادة؛ فقد قال - عز وجل -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

ثالثًا: وعلى المرأة بصورةٍ خاصة أن تطيعَ زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، فإن هذا مما فضل الله به الرجال على النساء؛ كما في الآيتين السابقتين: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34]، ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، وقد جاءتْ أحاديث كثيرةٌ صحيحة مؤكِّدة لهذا المعنى، ومبينة بوضوح ما للمرأة وما عليها إذا هي أطاعتْ زوجها أو عصتْه، فلابد من إيراد بعضها؛ لعل فيها تذكيرًا لنساء زماننا؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

الحديث الأول: ((لا يحل لامرأة أن تصوم - وفي رواية: لا تصم المرأة - وزوجها شاهد إلا بإذنه - غير رمضان - ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)).

الثاني: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح - وفي رواية: أو حتى ترجع، وفي أخرى: حتى يرضى عنها)).

الثالث: ((والذي نفسي محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لَم تمنعه من نفسها)).

الرابع: ((لا تؤذي امرأةٌ زوجها في الدنيا إلا قالتْ زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلكِ الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)).

الخامس: عن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالتْ: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة فقال: ((أي هذه أذات بعل؟))، قلتُ: نعم، قال: ((كيف أنت له؟))، قالت: ما آلوه - أي: لا أُقَصِّر في طاعته وخدمته - إلا ما عجزت عنه، قال: ((فانظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك)).

السادس: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت)).

وجوب خدمة المرأة لزوجها:

قلتُ: وبعض الأحاديث المذكورة آنفًا ظاهرة الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها، وخدمتها إياه في حدود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن من أول ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله، وما يتعلق به من تربية أولاده، ونحو ذلك". اهـ. موضع الحجة منه مختصرًا.

 

ولمزيد من الفائدة راجع على موقعنا فتاوى: "ما الأولى - في الشَّرع - طاعة الزَّوج، أو طاعة الوالِدَين؟"، "حكم طاعة المرأة زوجها في الإنجاب"، "الحياة الزوجية السعيدة"، واستشارة: "زوجتي لا تهتم بي لانشغالها بأهلها".

والله أسأل أن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما على خير، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أنا وخطيبتي لسنا سعيدين بالخطبة
  • خطيبتي شديدة التعلق بوالدها
  • فقدت خطيبتي بسبب صديقتها
  • هل أفسخ خطبتي بسبب تجاوزاتي؟
  • فتاة عنيدة ولامبالية، هل تصلح زوجة؟
  • كيف أتفادى عوائق الخطبة للوصول إلى الزواج؟
  • خطيبتي لديها أصدقاء
  • كيف أكلم خطيبي بعد الملكة ؟
  • خطيبتي متمردة
  • خطيبتي رفضتني
  • خطيبتي عنيدة وأفكارها غريبة
  • حساسية خطيبي الزائدة
  • لا أطيق خطيبي فماذا أفعل ؟
  • فقدت الثقة في خطيبتي
  • بيني وبين خطيبتي صدامات واختلافات
  • شعور خطيبتي تجاهي متقلب
  • تجاوزات جنسية مع خطيبتي أورثتني الشك فيها
  • خطأ التعامل مع الخطيبة
  • خطيبتي ليست بيضاء
  • خطيبتي تسمع لداعية منحرف، فهل أتركها؟

مختارات من الشبكة

  • أحب خطيبتي السابقة، ومتمسك بخطيبتي الحالية(استشارة - الاستشارات)
  • مشاكل بينى وبين والدة خطيبتى(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي تحب غيري(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي أخفت عني أنها قد سبقت خطبتها(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي خانتني مع اثنين(استشارة - الاستشارات)
  • ماضي أهل خطيبتي(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي ترسل صورها عارية(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي أقامت علاقة مع خطيبها الأول(استشارة - الاستشارات)
  • محتار بسبب شكل خطيبتي(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي لم تكمل تعليمها(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب