• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات
علامة باركود

الاستشراق الألماني

الاستشراق الألماني
أ. د. علي بن إبراهيم النملة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2024 ميلادي - 23/6/1446 هجري

الزيارات: 927

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشراق الألماني

(الاستشراق بين منحيين.. النقد الجذري أو الإدانة)

 

وفي ضوء نقْد الاستشراق الجِذري، بما في ذلك اعتبار الاستشراق - بعمومه - شرًّا على الإسلام والمسلمين - تأتي الدعوة إلى الابتعاد عن التعميم في الأحكام العَجْلى، ومِن ثمَّ تُلتمس بعض النماذج التي تدحض التعميم، وتسعى إلى أنْ تنحو نحوًا موضوعيًّا، وإنْ أدَّى الحكم الموضوعي إلى الإدانة.

 

ولدينا عدد مِن النماذج التي يُمكن أنْ ينظر إليها من خلال الموضوعية في نقل التراث العربي الإسلامي للغرب وللشرق كذلك، ومِن بين هذه النماذج بعض مراكز الاستشراق وأقسامه، بل وبعض الناشرين في أوروبَّا، مثل دار إي. جي. بريل في مدينة لايدن بهولاندا، التي تؤدِّي (خدمة كبيرة إلى الاستشراق بإصدارها نشرات دورية عديدة في التعريف بالكتب المتعلِّقة بشؤون آسيا وإفريقيا)[1]، ويقول جواد علي أيضًا: (ولهذه الدار فضلٌ كبير على الشرق من ناحية أخرى، من ناحية نشرها المؤلَّفات المخطوطة القديمة والمؤلَّفات العلميَّة العميقة عن الشرق)[2]، ويَعُدُّ "جواد علي" عمل هذه الدار عملًا خيريًّا، بما في ذلك نشرها لدائرة المعارف الإسلامية باللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية[3].

 

النموذج الذي يُمكن الحكم من خلاله على الموقف العلمي من الاستشراق يُمكن أن يستمدَّ من الاستشراق الألماني الذي يعدُّ بحقِّ أقرب الاستشراقات إلى العلمية والنزاهة، ويرجع هذا لأسباب عديدة، من أهمها جدِّية الألمان وميلهم إلى الموضوعية والعمق وخدمة الأغراض العلميَّة، دون الدخول في استخدام الاستشراق لخِدمة أغراض دينية، كالتنصير، أو أغراض احتلالية أو سياسية.

 

ومن الأسباب أنَّ ألمانيا نفسها لم تمارس الاحتلال بصورته الواسعة التي مارستها فيه بريطانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا، ربَّما لأنه لم تُتح الفرصة للألمان لينضمُّوا إلى منظومة الدول المستعمِرة، فحيل بينهم وما يشتهون، فنزع المستشرقون الألمان إلى قدر عالٍ من الموضوعية، والحدب والدأب على خدمة التراث العربي الإسلامي والعمق في الدراسة والبحث، طارحين السطحية لغيرهم من المستشرقين[4]، فحقَّ لصلاح الدين المنجِّد أنْ يصف هذه الفئة بأنها أوتيت (الكثير من سعة العلم والتمكن من العربية والإخلاص للبحث والتحرُّر والإنصاف، فكانت دراساتهم مثمرةُ وأعمالهم مباركة)[5]، وهل يُمكن بحث علاقة الاستشراق الألماني بما يدور في الساحة الألمانية من قبول الإسلام دينًا رسميًّا في ألمانيا[6]، وأنه أضحى الدين الثاني، وربَّما يتحوَّل إلى الدين الأول؟ سؤال يحتاج إلى بحث[7].

 

وهذا يؤيِّد الفكرة القائلة بأنَّ الاستشراق الألماني سيظلُّ على هذا المنوال من قربه مِن النزاهة العلمية والعمق في النظر إلى الإسلام والمسلمين، ولن يتوقَّف أو يَضعف، بل إنه سينمو ويتناول موضوعات جديدة، مع أنه لن يتخلَّى عن الدراسات القديمة؛ كالإسلام واللغة والتراث والتاريخ واللغات السامية - كما هو رأي ميشال جحا[8].

 

ومع هذا فإن المفكِّر الضليع بالاستشراق عمومًا، والاستشراق الألماني خصوصًا، المتخرِّج في ألمانيا: الباحث رضوان السيِّد يَنفي هذه النزاهة عن الاستشراق الألماني نزاهةً تامَّةً، (فالألمان كانوا يملكون (رغبات) استعماريةً شرهةً ومعلنة، لكنها ما صارت فاعلة إلا بعد الوحدة الألمانية عام 1870م)[9]، ويتَّهم رضوان السيِّد الاستشراق الألماني بتعضيد الاحتلال، كما فعل مارتن هارتمان (1851 - 1919 م)، (الذي أصبح مدرِّسًا بالمعهد الاستعماري بهامبورج)؛ حيث كتب كتابين يدعو فيهما لنصرة السياسة الفرنسية والمطامع الفرنسية، كما يُنقل ذلك عن المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورخرونيه (1857 - 1936م)[10]، ويشير في موقف آخر إلى أنَّ الاستشراق الألماني لم يتعرَّض له لما تعرض له الاستشراق الفرنسي ثم الإنجليزي لسببين - من عدَّة أسباب؛ أحدها قلَّة من يتحدَّثون الألمانية، ومن ثمَّ قلَّة من درسوا الاستشراق الألماني أو على مستشرقين ألمان، والآخر قلَّة المترجَم إلى اللغة العربية من النتاج الاستشراقي الألماني، بالمقارنة بما تُرجم عن الفرنسية والإنجليزية[11].

 

ومع احترازات رضوان السيِّد يظل الاستشراق الألماني أقرب الاستشراقات للنزاهة وخدمة التراث العربي الإسلامي خدمة تستحق التقدير، ولعلَّ دراسة الحال القادمة تمثِّل أنموذجًا حيًّا لهذا المسار.

 

وقد سعى محمد عوني عبدالرؤوف إلى رصد ما أسهم به المستشرقون الألمان من تحقيقات ودراسات، وأوصلها إلى أربعمائة وأربعة وتسعين (494) تحقيقًا ودراسة[12]، وفي هذا جهدٌ مضنٍ في عمل فردي، وهو مقدَّر، إلا أنه لا يحصر تلك الإسهامات التي جاءت عن المستشرقين الألمان، ولا ينتظر منه أن يقرب منها.

 

كما سعيت في دراسة سريعة إلى رصد بعض ما قام به المستشرقون لخدمة التراث العربي الإسلامي؛ من حيث التحقيق والدراسة والترجمة[13]، وأعدت طباعة هذا الجهد المتواضع مع المراجعة والزيادة، وحاولت كذلك السعي إلى التوسُّع في ذلك برصد ما قام به العلماء المسلمون من تحقيق ودراسة ونشر للتراث العربي الإسلامي، في دراسة مقارنة ومقابلة لما قام به المستشرقون، وتأكَّد عندي (استحالة) قيام هذا العمل بجهد فردي محدود، رغم التقدُّم الهائل في تقنية نقل المعلومات[14].

 

المكتبة الإسلامية:

ومن الجهود التي تُذكر للاستشراق الألماني التي لا بدَّ من التوقُّف عندها تلك المكتبة، أو النشرات، الإسلامية Bibliotheca Islamica، التي أنشأها المستشرق الألماني هلموت ريتر (1892 - 1971 م) بتركيا، وكان مشرفًا على معهد الآثار الألماني في إسطنبول طوال ثلاثين سنة، ومنها أنشأ المكتبة الإسلامية سنة 1918م[15]، ثم خلفه على الإشراف عليها ألبرت ديتر شو إصطفان فيلد[16].

 

ويذكر صلاح الدين المنجِّد أنَّ هلموت ريتر أنشأ هذا المشروع سنة 1931م[17]، ثم أصدرها المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، بالتعاون مع جمعية المستشرقين الألمان: ستيفان ليدر وتيليمان تزايدنشتكر. وبلغت إصداراتها ثمانيةً وأربعين كتابًا، اشترك في تحقيقها والعناية بها عدد من المستشرقين وعلماء العربية والإسلام؛ (انظر في قائمة ما تَّم نشره، الملحق الثاني).

 

وجاء كتاب "الوافي بالوفيات"؛ لصلاح الدين أبو الصفا خليل بن أيبك بن عبدالله الصدفي (797 - 864 هـ) [18]، ليمثل المجموعة السادسة من هذه النشرات، واشتملت على ثلاثين (30) جزْءًا نُشرتْ كاملةً، وتقاسم تحقيقُها والعنايةُ بها ثلَّة من علماء العربية والإسلام والمستشرقين الألمان، وصدرت في تواريخ مختلفة، ودون ترتيب بحسب الأجزاء، وعبَّرتْ عن التحقيق بكلمة (باعتناء)، والتعبير بالتحقيق - على ما يظهر - أقوى من التعبير بالاعتناء؛ لأنَّ ما قام به هؤلاء العلماء هو في صُلب التحقيق، وتُضعفه كلمة الاعتناء، ومنها الطبعة الثانية التي صدرت عن دار النشر فرانز شتاينر في شتوتجارت أو في فيسبادن بألمانيا، وأُعيدت طباعة الأجزاء الثلاثين بين سنتي 1429 هـ / 2008م، و1430 هـ / 2009م، ووزَّعته مؤسسة الريَّان، (انظر في قائمة الأجزاء الثلاثين وتحقيقها الملحق الثالث).

 

وقد قام كلٌّ من أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي بتحقيق الكتاب، وظهَرا منه بتسعة وعشرين (29) مجلَّدًا، ونشرته ببيروت دار إحياء التراث العربي سنة 1420 هـ / 2000 م، وهو جهدٌ مشكورٌ، بذل فيه المحقِّقان وسعهما في إخراج الكتاب، إلا أنَّ تحقيق محقِّقين اثنين لكلِّ الكتاب يختلف عن تحقيق فريق متكامل، جرى توزيع الكتاب بأجزائه عليهم في أوقات متفاوتة.

 

وقد تيسَّر لي تتبُّع الترجمات بمسح المجلَّدات الثلاثين للطبعة الألمانية لغرض بحث تراثي قيد الإعداد، ومن خلال تتبُّعي للترجمات تعمُّدت الوقوف على تعليقات المحقِّقين من العرب والمستشرقين، فلم يظهر فارق كبير في القدرة على التحقيق وتتبُّع المصادر التي اعتمد عليها الصفدي في كتابه لكل ترجمة، بالإضافة إلى ذكر المصادر الأخرى التي ترجمت لمن ترجم لهم الصفدي.

 

وفي نهاية كل مجلَّد يرصد المحقِّق المصادر التي أعانت على متابعة من ترجم لهم الصفدي، وهذا وحده يكوِّن مكتبة عربية جيدة لكتب التراجم، المخطوط منها والمطبوع، وقد استوى في ذلك المحقِّقون المستشرقون والعرب على حدٍّ سواء، حتى إنك لا تفرِّق بينهم في القدرة على التحقيق والمتابعة والتعليق على بعض وقفات الصفدي ذات النفَس الموسوعي في الآداب والعقائد والجغرافيا والتاريخ، سوى ما كان من المستشرق بيرند راتكه Bernd Radtke محقِّق الجزء الخامس عشر من الكتاب، فقد جاء هذا التحقيق واهنًا بالمقارنة ببقية التحقيقات الشمولية للأجزاء الأخرى، ولم يظهر من التحقيق أنَّ المحقِّق كان مسيطرًا على فنِّ التحقيق، أو على إلمام بالتراث العربي الإسلامي، رغم إسهاماته المتعدِّدة في مجالات التصوُّف عند المسلمين وبحوثه المتعدِّدة فيه، وقد اكتفى بذكر مصدر واحد من المصادر التي تذكر ترجمةً للمترجم له عند الصفدي.

 

وجاء عدد الترجمات - حسب الطبعة التي اعتمدتُّ عليها - 14567 ترجمة، في 16350 صفحة. ونال سفين ديدرج من المستشرقين أكبر عدد من التحقيقات، كما نال محمد الحجيري من العرب أكبر عدد منها، واشترك اثنان في تحقيق مجلدٍ واحد، إما أنْ يكونا مستشرقَين أو عربيَين أو مستشرقًا وعربيًّا. ويتضح هنا أنَّ عدد المستشرقين الذين أسهموا في إخراج هذا السفر هم عشرة مستشرقين؛ وهم على الترتيب الآتي:

1- أوتفريد فاينترت، الجزء السابع والعشرون.

2- ينيامين يُوكِش، الجزء الثلاثون.

3- بيرند راتكه، الجزء الخامس عشر.

4- جاكلين سوبلة، الجزء العاشر.

5- دوروتيا كرافولسكي، الجزء السابع عشر.

6- سفين ديدرينج، الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والرابع عشر.

7- مونيكا جرونكه، الجزء الثالث والعشرون.

8- هلموت ريتر، الجزء الأول.

9- يوسف فان إس، الجزء التاسع.

 

وعدد العرب وصل إلى خمسة عشر محقِّقًا؛ وهم على الترتيب الآتي:

1- إبراهيم شبُّوح، الجزء الثامن والعشرون.

2- إحسان عبَّاس، الجزء السابع.

3- أحمد حُطيط، الجزء العشرون.

4- أيمن فؤاد سيد، الجزء الثامن عشر.

5- رضوان السيد، الجزء التاسع عشر.

6- رمزي بعلبكي، الجزء الثاني والعشرون.

7- رمضان عبدالتوَّاب، الجزء الثاني عشر.

8- شكري فيصل: الجزء الحادي عشر.

9- علي عمارة، الجزء العاشر.

10- ماهر جرَّار، الجزء التاسع والعشرون.

 

11- محمد الحجيري، الجزء الثالث عشر، والجزء الحادي والعشرون، والجزء الخامس والعشرون، والجزء السادس والعشرون، الجزء الثلاثون.

 

12- محمد عدنان البخيت، الجزء الرابع والعشرون.

13- محمد يوسف نجم، الجزء الثامن.

14- مصطفى الحياري، الجزء الرابع والعشرون.

15- وداد القاضي، الجزء السادس عشر.

 

دراسة هذه الحال والتمعُّن في الجهد الذي بُذل في إخراج هذا الكتاب الموسوعة من قبل هيئة استِشراقية يغلِّب الجانب الذي يرمي إلى القول بأنَّ الاستشراق - في بعض جوانبه ومناحيه - كوَّن قناة تواصُل بين المسلمين والغربيين، وأنَّه عرَّف بالتراث الإسلامي بين أهله والراغبين في التعرُّف عليه مِن غير أهله، دون إغفال أنه في بعض جوانبه ومناحيه الأخرى، قد استُخدم لأغراض غير علميَّة، وإنَّما الدراسة العلمية الموضوعية ينبغي أنْ تبرز هذه المناحي للاستِشراق الذي شغل العلماء والمفكِّرين المسلمين والعرب، منذ أكثر من مائة (100) سنة، في سعيهم إلى تحديد موقف واضح ينبني عليه مدى ثقة العرب والمسلمين بما أسهم به المستشرقون في دراسة علوم المسلمين.

 

ومن المهمِّ القول هنا: إنَّ هذه الجهود التي قامت بها النشرات الإسلامية، وربَّما غيرها من السلاسل و(المكتبات) من إخراج هذه الكتب ودراستها وتحقيقها لم تخلُ من السقطات والنقص التي استدركها المحقِّقون العرب المسلمون، وذلك مثل ما قام به المحقِّق الضليع حاتم الضامن من وقفات تحقيقيَّة لكتاب التيسير في القراءات السبع للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، باعتناء أوتوبر تزل، ويمثِّل العدد الثاني من المكتبة الإسلامية، فقد جاءت ملحوظاته الأولية في مائتي (200) صفحة هي مقدِّمة تحقيقه للكتاب، وجاء مجموع ملحوظات المحقِّق حاتم الضامن تسعمائة وثماني (908) ملحوظات، كما يذكر الأستاذ منصور مهران في موقع الألوكة (5 / 3 / 1433هـ - 27 / 1 / 2012 م)، مما يؤيِّد أنَّ ضلوع المستشرقين في عمق التحقيق لا يبعد أنْ يوقعهم في مثل هذه السقطات والنقص، التي لا تحسب عليهم على أنها من السقطات المقصودة، بل إنَّ ما أوقعهم بها هو نفسه ما يوقع غيرهم بها، من حيث كونهم بشرًا يفوت عليهم ما يفوت على غيرهم من البشر.

 

ولا يقال: إنَّ هذا العمل قد انفردت به المكتبة الإسلامية؛ إذ إنَّ المكتبة العربية الإسلامية قد أسهمت في مثل هذه المنهجية؛ وذلك مثل ما قام به الباحث القدير شعيب أرناؤوط الذي أشرف على تحقيق كتاب "سِيَر أعلام النبلاء"؛ للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، (توفِّي سنة 748 هـ)، وخرَّج أحاديثه وأجاد، وأسند تحقيق كل جزء من أجزائه الثلاثة والعشرين إلى أحد المحقِّقين، وقد يتكرَّر المحقِّق الواحد لأكثر من جزء[19]، وقد بلغ عدد المترجم لهم - حسب النسخة المتداوَلة، طبعة مؤسَّسة الرسالة، 1405 هـ / 1984م - ما وصل إلى 6119 شخصًا، شغلت ما مجموعه 12972 صفحة، (انظر الملحق الرابع).



[1] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام، مرجع سابق، (2: 474).

[2] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام، المرجع السابق، (2: 475).

[3] انظر: جواد علي: أبحاث في تاريخ العرب قبل الإسلام، المرجع السابق، (2: 475).

[4] انظر: موسى سامح الربايعة: الاستشراق الألماني والشعر الجاهلي، مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعية، 1999 م، (ص: 3).

[5] انظر: صلاح الدين المنجِّد: المنتقى من دراسات المستشرقين، ج 1، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1955، ص: د.

[6] انظر: شتيفان ليدر: وجوه الوعي بالإسلام في ألمانيا من عصر النهضة إلى القرن التاسع عشر، التسامُح، ع 24 خريف 1429 هـ / 2008م، (ص: 434 - 438).

[7] انظر: هاينربيليفيلد: صورة الإسلام في ألمانيا الإسلاموفوبيا: مفاهيم متباينة وخيارات سياسية للتعامُل، التسامُح، ع 24 خريف 1429هـ / 2008م، (ص: 439 - 443).

[8] انظر: ميشال جحا: الاستشراق الألماني في القرن العشرين، الاجتهاد، ع 50 و51 ربيع وصيف 2001م - 1422هـ، (ص: 257 - 276).

[9] انظر: رضوان السيد: المستشرقون الألمان، مرجع سابق، (ص: 7).

[10] انظر: رضوان السيد: المستشرقون الألمان، المرجع السابق، (ص: 7 - 8).

[11] انظر: رضوان السيِّد: تأثيرات المستشرقين الألمان في البحوث الأكاديمية العربية، مرجع سابق، (ص: 245 - 252).

[12] انظر: محمد عوني عبدالرؤوف وإيمان السعيد جلال: جهود المستشرقين في التراث العربي الإسلامي بين التحقيق والترجمة، مرجع سابق، (ص: 26 - 84).

[13] انظر: علي بن إبراهيم النملة: المستشرقون ونشر التراث: إسهامات المستشرقين في نشر التراث العربي الإسلامي: دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر والترجمة، الرياض: المؤلِّف، 1417 هـ / 1996 م، (ص: 198).

[14] انظر: علي بن إبراهيم النملة: المستشرقون ونشر التراث: دراسة تحليلية ونماذج من التحقيق والنشر، ط 2، الرياض: مكتبة التوبة / 1424 هـ / 2003 م، (ص: 191).

[15] انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون، مرجع سابق، (2: 460 - 462).

[16] انظر: صلاح الدين المنجِّد: المستشرقون الألمان: تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربية، دراسات جمعها وشارك فيها صلاح الدين المنجِّد، ج 1، ط 2، بيروت: دار الكتاب الجديد، 1982م، (ص: 9).

[17] انظر: صلاح الدين المنجِّد: المستشرقون الألمان، المرجع السابق، (ص: 9).

[18] انظر: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي: كتاب الوافي بالوفيات، 30 مج، بيروت: المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، 1429هـ / 2008م، 1: و - ح.

[19] انظر: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، شمس الدين: سير أعلام النبلاء، 23 مج، ط 4، بيروت: مؤسَّسة الرسالة، 1406هـ / 1986م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تأثير ابن تيمية في الفكر الغربي في عين الاستشراق الألماني
  • صورة الأدب الجغرافي الإسلامي في دوائر الاستشراق الغربي
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستشراق- الاستشراق الصحفي)
  • الاستشراق السياسي وصناعة الكراهية بين الشرق والغرب (الخلاصة والنتيجة)
  • مراحل النقل والترجمة

مختارات من الشبكة

  • المنهج في نقد الاستشراق (2)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق وأثره في علاقة الإسلام بالغرب(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق والرسول صلى الله عليه وسلم (الاستشراق والسيرة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستشراق- الاستشراق والتنصير)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الاستشراق بين الحقيقة والتضليل: مدخل علمي لدراسة الاستشراق (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الاستشراق(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاستشراق الألماني بين التميز والتحيز (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • مفهوم الاستشراق(مقالة - ملفات خاصة)
  • المنهج في نقد الاستشراق (1)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستشراق - المصطلح)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب