• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ / مقالات
علامة باركود

التربية الخاطئة تدفع إلى الجرائم الخطيرة

الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/5/2012 ميلادي - 12/6/1433 هجري

الزيارات: 17863

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في بحث لفضيلة الدكتور عبدالله بن وكيل الشيخ أستاذ بقسم السنَّة وعلومها – كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت عنوان "الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة"، تناول فيها أهمية ودلالات وجوب القيام بالتربية الأسرية وفق النصوص الشرعية، والسنَّة النبوية المطهرة، واستهل ورقته المهمة والشيقة بالمدخل التالي:
يحكى أن رجلاً تعلم الطب ومَهَر فيه، ثم ترك الاشتغال به وانصرف إلى الاشتغال بأمور التربية ومعالجة مسائلها، فلما سئل عن سر ذلك التحول أجاب: "وجدت بالاستقراء الدقيق أن معظم أسباب العلل الإنسانية الجسمية والنفسية يرجع إلى نقص في التربية، فآثرت أن أستأصل الداء من جذوره باستئصال سببه الأول. عليَّ أن أقضي الوقت في علاج ما ينجم عن هذا السبب، والوقاية خير من العلاج، ولا شك أني بذلك أقوم بخدمة أعظم للإنسانية بقدر ما بين طب الأمم وطب الأفراد".

 

وجوب شرعي:
القيام بالتربية الأسرية واجب شرعي دلت عليه النصوص الشرعية وتفرضه المصلحة الواقعية ويقتضيه العقل الحصيف، قال الحق – سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. وقال علي – رضي الله عنه -: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير".

 

وقال بعض أهل العلم: إن الله – سبحانه وتعالى – يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عــن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً فللابن على أبيه حق؛ فكما قال – تعالى -: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ﴾ [الأحقاف: 15]، قال – تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } [التحريم: 6].

 

واستمع إلى هذه الأبوة الحانية وهي تسوق تأديبها في حلة قشيبة من التذكير والحض وإيقاظ دوافع النفس الخيرة: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19].

 

التربية عملية منهجية تحتاج إلى معرفة ومهارات وصبر على المتابعة. ولأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي يسلكه الوالدان في الأسرة أثرُه الفعال في الصحة النفسية لأبنائهما، فالأسلوب القائم على الشورى والتقبل يولد شعوراً إيجابياً لدى الناشئ تجاه ذاته أولاً، ويساعده على التكيف مع الأسرة والمدرسة والمجتمع والأصدقاء ثانياً.

 

بينما الأسلوب القائم على القهر والتسلط والإلزام الدائم فإنه يولد شعوراً سلبياً عند الناشئ تجاه ذاته أولاً ثم تجاه الأسرة والمدرسة والمجتمع والأصدقاء ثانياً، بل ويزيد من احتمالات ظهور مشكلات سلوكية لديه، وهذا ما انتهت إليه دراسة أجرتها أ. د نسيمة داود، وأ. نزيه حمدي على عينة من الطلبة العاديين والمضطربين سلوكياً في الأردن.

 

كما تظهر نتائج البحوث أن هناك مجموعة من المهارات التي يسهم الوالدان في تعليمها لأولادهما تحدد مستوى نجاح الطفل أو فشله في مرحلة الرشد. وتقع هذه المهارات في ثلاثة مجالات:
المجال الاجتماعي، والمجال المعرفي واللغوي، والمجال السلوكي.

 

المجال الاجتماعي:
تتضمن مظاهر النمو السوي في المجال الاجتماعي ما يلي:
التفاعل الناجح مع الآخرين والتعاون معهم، وغياب السلوك العدواني في العلاقة مع الآخرين، ووجود علاقات صداقة بين الطفل وأقرانه، وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، واستخدام أسلوب حل المشكلات عند مواجهة تلك المشكلات.


ولخص د. عبدالله وكيل الشيخ ثمرة النجاح في المجال الاجتماعي في أمرين مهمين، هما القدرة على إنشاء أسرة، وإقامة علاقات جيدة مع أفرادها، والقدرة على إقامة علاقات ناجحة مع الأهل والأقارب والأصدقاء. والنجاح في العمل بمعناه الواسع والذي يبدأ بالعلم المدرسي الذي يستهدف التأهيل لمهنة معينة، ثم النجاح في خط مهني يختاره الشخص ويسير عليه.

 

المجال المعرفي واللغوي
وعن المهارات في هذا المجال قال د. وكيل الشيخ: تتضمن مظاهر النمو السوي في المجال المعرفي واللغوي القدرة على التفكير المنطقي بحيث يكون الناشئ قادراً على الوصول إلى استنتاجات منطقية صحيحة قائمة على الحقائق الموضوعية. والقدرة على استخدام التفكير العلمي في حل المشكلات القائم على جمع البيانات، والموازنة بين الفروض المختلفة للوصول إلى الحل السليم. وكذلك القدرة على فهم أفكار الآخرين فهماً سليماً. والقدرة على توصيل الأفكار إلى الآخرين باستخدام الرسائل اللفظية وغير اللفظية.

 

المجال السلوكي:
وتتضمن مظاهر النمو السوي في المجال السلوكي ضبط الرغبات وتأجيل الإشباع عندما يتعلم الناشئ أن يضبط رغباته ويتصرف بطريقة عقلانية قائمة على التفكير وليس على القهر العاطفي، فهو يمكن أن يؤجل رغبته في الخروج إلى رحلة أو مشاهدة ما يحب من أجل أن ذلك يتعارض مع أدائه لواجباته المدرسية مثلاً، والضبط الذاتي للانفعالات والسلوك، فإذا غضب استطاع أن يسيطر على غضبه، وهو يتحكم في مستوى الانفعال لديه ولا يستسلم للمعالجات الخاطئة، فلا يقوده التوتر والقلق إلى اللجوء إلى المهدئات أو المخدرات ونحوهما، بل يستخدم الأساليب المناسبة؛ كالتفكير بشكل منطقي واستخدام تدريبات الاسترخاء.

 

تقديم النموذج الحي
في تلك المجالات الثلاثة يجب أن تقوم الأسرة بواجبها في التنشئة الإسلامية من خلال تقديم نموذج حي في هذه المجالات الثلاثة، فالوالدان يتصرفان مع الآخرين بطريقة تعاونية ويبديان تفهماً وتعاطفاً لسلوك الآخرين. كما يقدمان نموذجاً حياً للتفكير المنطقي البعيد عن الغلو والانفعالات؛ باستخدام أساليب حل المشكلات في فهم أفكار الآخرين وتوصيل الأفكار إليهم.

 

كما يكون الوالدان مثالاً حياً في ضبط الرغبات والضبط الذاتي والتحكم بالانفعالات وتأجيل الإشباع للحاجات والمشتهيات. وتعزيز السلوك الصحيح لدى الأبناء في المجالات الثلاثة والإشادة به والمكافأة عليه. وإيجاد القناعة لدى الأطفال بأساليب التنشئة الصحيحة ورفع مستواهم الثقافي في معرفتها ومعرفة فوائدها. وتدريب الناشئة على المهارات اللازمة في المجالات الثلاثة من خلال دورات متخصصة أو مراقبة سلوكية دائمة تعزز الصواب وتدل على الخطأ برفق.

 

التربية الإيمانية
وقبل هذه المجالات بل هو الموجه لها: التربية الإيمانية التي تربط المربي بالله – عز وجل – وتعلقه بخالقه، ويتجلى ذلك في المحبة لله – عزَّ وجلّ – من خلال النظر إلى نعمه والاستغراق في التفكير في موارد إحسانه، ورؤية اللطف في موارد قدره، والخوف من الله خوفاً يملأ القلب ويكف عن المحارم ويزجر عن غشيان الفساد، وتعظيم حرمات الشريعة وامتلاء القلب يقيناً باشتمالها على ما يضر العبد في دنياه قبل أخراه.

 

والوالدان هما المثل الحي أمام الأبناء في ظهور السلوكيات الدالة على وجود هذه المعاني الإيمانية في نفوسهم، مع التذكير بها دوماً وربط المتربي بها في السلوك اليومي.

 

وغني عن القول إن أصول التنشئة الصحيحة حفلت بها نصوص الشريعة:

• ففي مجال التعاون يقول الحق – سبحانه -: ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

 

• وفي تكوين سمة الاعتدال والتوسط يقول الحق – سبحانه -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ﴾ [البقرة: 143] . ويقول أيضاً: ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

تأسيس الإيجابية:
• وفي تأسيس الإيجابية وحب المبادرة يقول: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

• وفي تعزيز الانضباط السلوكي وتحمل الضغوطات النفسية يقول صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملكه نفسه عند الغضب"، ويقول أيضاً: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف…" الحديث.

 

• وفي تتمة روح المسؤولية يقول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته…" الحديث.

 

• وفي تقوية ملكة التأمل وشحذ قوة التفكير يقول -تعالى -: ﴿ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [يونس: 101]، ويقول: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، ويقول: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات ﴾ [المجادلة: 11].

 

• وفي تقوية الروح الاجتماعية وإحسان التكامل مع الآخرين يقول – سبحانه -: ﴿ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]، ويقول أيضاً: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10].

 

خلل تربوي
تتفق أكثر الدراسات التي اطلعت عليها والتي جرى بحثها على شرائح من المجتمع السعودي أو بعض المجتمعات الخليجية أو العربية عموماً؛ على وجود خلل كبير في التربية الأسرية على الأقل في الميادين التي تناولتها تلك الدراسات، ففي دراسة الدكتور محمد السيف "تربية المراهقين والمراهقات في الأسرة السعودية" يشتكي عامة المراهقين من كون الآباء يطلبون منهم عمل المستحيل؛ كالانقطاع عن الأصدقاء، أو يقف الوالدان موقفاً متحيزاً في حال عراك المراهقين وجدالهم، وكذا السماح بالوشاية بين الأبناء ضد بعضهم، أو الغلظة في العقوبة التي تلجئهم إلى الكذب، أو ضعف المهارة في الاتصال، وهو ما يدفعهم إلى الانصراف عن الإنصات والاحترام لنصيحة الوالدين، أو الخشونة في اللفظ التي تعود بذاتها إلى استعمال الولد ذاته الأسلوب نفسه المتبع معه.

 

امتداد الشقاء
وأسوأ ما يكون حينما يربي الوالدان ابنهما تربية سلبية تجاه الأسرة الجديدة التي سيقودها، فيمتد ذلك الشقاء إلى الأسرة الجديدة التي لم يؤهَّل قائدها أو على العكس من ذلك أهِّل تأهيلاً غير سوي، وقد أدى ذلك بالفعل إلى واقع مؤلم في فشل مشروع الزواج في المجتمع، حيث أثبتت الإحصائية الرسمية الصادرة من وزارة العدل من عام 1404هـ ـ 1424هـ أن ثلث مشاريع الزواج ينتهي بالطلاق، وتتراوح النســـب السنــوية ما بين 31% عام 1403هـ إلى 22% عام 1424هـ. هذا إذا نُظر إلى ظاهرة الطلاق بعامة، لكن إذا نظر إلى حالات الزواج الحديثة في المحافظات والمدن السعودية؛ فالأمر أشد، حيث تتراوح النسب ما بين 41% في منطقة الرياض إلى 17% في منطقة المدينة إلى 31% في المجمعة وهكذا. وينتهي الباحث الدكتور محمد السيف في دراسته الثانية (العشرة الزوجية والطلاق في الأسرة السعودية) إلى أن هذه الظاهرة نتاج خلل في ثقافة المجتمع وبنائه الاجتماعي بشكل أعم، ولا يصح إسناد هذه الظاهرة إلى تفسير جزئي كالدخل الاقتصادي أو عمل المرأة، أو مستوى التعليم وهكذا.

 

التربية الخاطئة
ومن أهم الجوانب المؤثرة في هذه الظاهرة:

التربية الخاطئة من الأسرة للــرجل أو المرأة. بل إن التربية الخاطئة دفعت إلى جرائم خطيرة كما في دراسة أجريت على 228 من الخاضعات للتأهيل في مؤسسات رعاية الفتيات، حيث كشفت الدراسة عن أن 86.8% من عينة الدراسة ارتكبن ما وقعن فيه بحثاً عن مشاعر الحب والحنان والعلاقة الحميمة التي افتقدنها في بيت الزوجية أو بيت الوالدين من خلال سلوكيات الوالدين في التفرقة والتفضيل بين الأولاد وخاصة الذكور والإناث، أو تفضيل أولاد إحدى الزوجات، أو معاملة البنت بأسلوب النبذ والإهمال وعدم اهتمام الوالدين بحاجات البنت النفسية والاجتماعية والمادية.

 

ضعف أساليب التربية
وشبيه بهذا من حيث الدلالة على ضعف أساليب التربية لدى الأسرة ما توصلت إليه الباحثة مها العلي في دراستها التي بعنوان: (إدراك الأبناء في مرحلة الطفولة المتأخرة لأساليب العقاب الضابطة المتبعة من قبل أمهاتهم، دراسة مسحية في ضوء بعض المتغيرات في مدينة الرياض)، وتكونت عينة الدراسة من 306 طلاب.

 

وإذا تجاوزنا ذلك إلى خارج المحيط السعودي فسنجد شبيهاً بمثل هذه النتائج، ففي الدراسة التي أجراها د. حمدي ياسين، ود. حسن الموسوي، وأ. محمد الزامل على عينة من أطفال الروضة في مصر والكويت؛ نجد أن ثمة صوراً ومظاهر شائعة لإساءة المعاملة لطفلة الروضة في كل من مجتمعي عينة الدراسة، وتتراوح هذه الإساءة ما بين الإساءة العدوانية (كالتأنيب، والصراخ، والسخرية، والتهديد، والتخويف، والإحساس بالذنب، والاحتقار، والشكوى، والحديث بجفاء). وبين أنواع أخرى من الإساءة (كتفضيل الإخوة، ورفض الطلبات، وعدم الاهتمام، والضيق، والحرمان من العطف).

 

كما تكشف الدراسة عن أن إساءة المعاملة للذكور أكثر من الإناث كان بهدف خلق الرجولة لديه وإعداده وتهيئته لمسرح أحداث الحياة وما تحمله من شظف وقوة.

 

المتغير الاقتصادي:
إن الأسرة المسلمة، بل الأسرة عامة تمر بها جملة من المتغيرات التي أثرت في الأدوار والمجالات التي تنهض بها الأسرة في تربية أفرادها، ومن جملة المتغيرات: المتغير الاقتصادي الذي كان له بجانب الجوانب الإيجابية جوانب سلبية تمثلت في ظهور الأسرة الثرية واتسامها بالعزلة والتفرد وتغير العلاقة بين الآباء والأبناء وضعفها، وتخلي الأسرة عن كثير من أدوارها في التعليم والتدريب على المهن المختلفة، وظهور بعض الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية عند الأبناء.

 

ومن أهم المتغيرات:

المتغير الإعلامي، حيث يعيش المتلقي في جو ثقافي كثيف وخفي يشكل وجدانه وعقله وتوجهاته. وقد دأبت أكثر أجهزة الإعلام على اقتباس النموذج الثقافي العالمي الذي يجري تعميمه على العالم كله، بل لم تكتف بذلك حتى أنتجت ثقافة مشوّهة؛ ثقافة المتعة العابرة مع إشاعة التفاهة والسطحية والابتذال.

 

وأخطر ما في واقع التربية الأسرية أن عناصرها الأساسية (أعني: الوالدين) منصرفة عن التعلم والتدرب لقيادة الأسرة بشكل منهجي صحيح قائم على معرفة نفسيات من يربونهم وحاجاتهم المتنوعة بتنوع جنسهم وعمرهم، ومعرفة الأساليب المساعدة في تحقيق الطموحات التي تريدها الأسرة.

 

وإذا كانت الثقافة في هذا المجال ضعيفة؛ فأضعف منها الإحساس بالحاجة إلى تكوين هذه المهارات، فضلاً عن البحث عن تحصيل هذه المهارة، فضلاً عن الانخراط في برنامج منتظم لتحصيلها.

 

فالأكثر يعتمد في أساليبه التربوية على محاكاة ما كان يعامله به والداه، أو ما يسمعه من أقاربه وأصدقائه، أو ما يشاهده من بعض الممارسات الإيجابية.
وعلى هذا؛ فهو يخوض معركة ليس معه سلاحها، ويكون ضحية هذا التفريط براعم هذه الأسرة، وقد لا يدرك الوالدان كثيراً من أخطائهما إلا بعد فوات الأوان.

 

ومن أخطر الأشياء: الاتكال على المؤسسات المجتمعية الأخرى؛ كالمدرسة والظن بأن هذه المؤسسة أو تلك تكفي للقيام بكل المهمة، ومن ثم يضعف الشعور بالمسؤولية لدى الوالدين ويكلان أمر التربية إلى جهة خارجية.

 

أساليب التربية الأسرية
تتراوح أساليب التربية الأسرية – كما يذكر بعض الباحثين – بين ثلاثة أساليب:

• أسلوب الحرص المبالغ فيه الذي يقف فيه الوالدان بكل دقة وراء تصرفات أفراد الأسرة، متبعين ذلك بسيل من الإرشادات والتوجيهات وألوان من العتاب والعقاب؛ بغية النشأة التي يتصورون أنها خير نشأة، وربما اصطحبوا تربية الوالدين لهم ونصبوا أمامهم آمالهم التي يبتغون وصول ولدهما إليها.

 

• وأسلوب ثانٍ غير مبالٍ بتصرفات الأولاد تاركاً للآخر أن يقوم بالدور، وربما ظن أن عوامل السن التي يصير إليها المتربي كافية في اختفاء السلبيات وحصول الإيجابيات. وقد يكون هذا النوع من الأساليب استراتيجية دائمة عند المربي، وربما سلكه بعد يأس اعتراه إثر محاولات لم يكتب لها النجاح.

 

• والأسلوب الثالث مزيج من الحدب والحرص على المتربي؛ مع قسوة أحياناً، وإهمال أحياناً، وذلك ناشئ من فقد الآلة المناسبة التي يرجو المربي أن يصل بها إلى مبتغاه.

 

• وهناك أسلوب آخر ناجح قد تزود بالعلم وتسلح بالمهارة ومارس التربية بوعي ونضج، وهذا قليل، ولكن في غياب الدراسات الشاملة يصعب إعطاء نسب دقيقة لممارسة كل نوع من هذه الأساليب في المجتمع.

 

مقترحات للحلول
وقام د. عبدالله وكيل الشيخ باقتراح جملة من المقترحات التي يرى أنها تساهم في حل هذه الأشكال وتحقيق المبتغى، ومن أهم هذه المقترحات ما يلي:
• إشاعة العلم بأهمية الثقافة الأسرية حتى يحس الناس بالحاجة الماسة إليها.
• ورسم استراتيجية وطنية للنهوض بالتربية الأسرية تسهم فيها أجهزة المجتمع.

 

• وتقترح الورقة أن يكون هناك أسبوع سنوي للتربية الأسرية تكثف فيه البرامج التوعوية بهذا الأمر. ومن المقترحات تضمين المناهج التعليمية في مدارس البنين والبنات الثقافة الأسرية المناسبة في أواخر المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية.

 

• وإيجاد كراسي بحث في الجامعات السعودية لأبحاث الأسرة والمجتمع. والإكثار من مراكز الإرشاد والتدريب الأسري في المدن والأحياء. واشتراط حدٍّ أدنى من المعرفة والمهارة بإدارة الأسرة وحل المشكلات لدى من يريد بناء أسرة جديدة. ولقد آن الأوان لوجود المجلس الأعلى للأسرة الذي يعتني بهذه الجوانب كلها بل وأكثر من ذلك.

 

وإذا كانت هذه المقترحات عامة تقوم بأكثرها أجهزة مساعدة خارج الأسرة؛ فذلك لا يغني عن مبادرة الأسرة إلى جملة من الأسباب، منها:
التثقيف الذاتي، وبلورة رسالة مستقبلية للأسرة يشترك في رسمها أفراد الأسرة كافة، وتعويد الأولاد على تحمل المسؤولية وتدريبهم على ذلك، وتكثيف الاستشارة من الوالدين للخبراء في التربية؛ لعلاج المشكلات الطارئة.

 

وختاماً:

فلست أجد أنفع في التربية ولا أجدى في تحقيق طموحات المربي من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "… وما أعطي أحد عطاءً أوسع من الصبر".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الجرائم الأخلاقية

مختارات من الشبكة

  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيمية "بحث تكميلي" لرسالة ماجستير التربية(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاصد الصيام (2) مقاصد التربية (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • التربية على أركان الإسلام والإيمان والإحسان (5)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تربية أولادنا (8) التربية بالعقوبة وضوابطها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (6) التربية الخلقية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (5) التربية بالقصة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- ماجستير خدمة اجتماعية
ذكرى - السعودية 25-09-2012 09:55 PM

وفقك الله لما يحبه ويرضاه ونفع بك وجزيت خير الجزاء

1- سلمت يداك
سلمان الصبحي 16-06-2012 11:38 AM

ذكر في القرآن الكريم:
- الوصية بالأبناء قبل الوصية بالوالدين
- حوار الابن مع والده قبل حوار الوالد مع ولده
- يسأل يوم القيامة الوالد يسأل عن أبنائه قبل أن يسأل الابن عن والديه
- حوار الأب مع أبنائه في قصة يعقوب مع أبنائه
- حوار الأم مع ابنتها في قصة موسى
- حوار الأخ مع إخوانه في قصة يوسف
- حوار البنات مع أبيهم في قصة بنتي الرجل الصالح مع موسى
- حوار الزوج مع زوجته في قصة موسى مع أهله
آمل من شيخي الكريم الإفادة عن هذه العناصر بأسلوبك الشيق بارك الله فيك وأحسن إليك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب