• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. حنافي جواد / مقالات علمية
علامة باركود

قصف العقول

أ. حنافي جواد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/6/2015 ميلادي - 16/8/1436 هجري

الزيارات: 17676

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصف العقول

 

تسميات للعصف الذهني:

القدح الذهني

القصف الذهني

المفاكرة والتفاكر

إمطار الدماغ

عصف الدماغ

تهييج الأفكار

عصف التفكير

استمطار

الأفكار

تنشيط التفكير

إثارة التفكير

 

 

أعلنت إحدى الشركات أنها ستقدِّمُ مبلغَ مائة دولار لكل مَن يتقدم بفكرة تساعد في تخفيض نفقات الشركة المالية.

 

فكان من ضمن الأفكار التي جاءتهم: "أن يخفضوا قيمة الجائزة إلى خمسين دولارًا!".

 

• أسلوب العصف الذهني من أساليب التنشيط، وتنمية التفكير الإبداعي، واستمطار الأفكار، واستخراج الحلول، وتقديم الاقتراحات للمشاكل والمسائل والقضايا، التي تتطلب تفكيرًا جماعيًّا أو تعبئة.

 

هي طريقة منصوح بها، وإن كانت لها بعض العيوب والنقائص سنشير إليها في سياقها.

 

• تقوم إستراتيجية العصف الذهني على فرضيات:

• العقل الجماعي بدل العقل المنفرد.

• الخيال مصدرٌ للأفكار.

• الكمُّ يُولد الكَيْفَ.

• التدخل يعيق ويعرقل.

• الأفكار تتلاقح.

 

• ومن طرق التنشيط وتنمية التفكير الإبداعي:

• العصف الذهني.

• القبعات الست.

• الأسئلة الذكية.

• الأدوار والشخصيات الأربع.

• الاسترخاء الذهني والبدني.

• التركيز العقلي.

 

سنركِّزُ على العصف الذهني:

هو طريقة عملية جماعية إبداعية ميسرة، غايتها والهدف منها توليد الأفكار، واقتراح الحلول للمشاكل، وتجاوز النقائصِ، تحاولُ المجموعة إيجادَ حلٍّ لمشكلة معينة، بتجميع قائمة من الأفكار؛ يساهم بها أفراد المجموعة بتَأْطير مؤطر، أو أستاذ، أو منشط.

 

كما ينبغي أن يُخبَر المشاركون في العصف بالقواعد والأدبيَّات المعمول بها؛ حتى يُؤتي العصف أُكُلَه.

 

فقد تكونُ جلسةُ العصف في قاعة حقيقيَّة أو افتراضية عبر الشبكة - أو ما يعرف بـ العصف الذهني الإلكتروني‏ - والهدف هو استمطارُ الأفكارِ واستلهامُها واستدرارها من الحضور المشاركين؛ بُغيةَ حلِّ الوضعية المطروحة.

 

وأقترح أن تكون المجموعة متحكَّمًا في عدد أفرادها؛ حتى تمرَّ جلسة العملية العصفية على أحسن ما يُرام ويُطلَبُ.

 

كما يمكن تقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة، ولكلِّ مجموعة مقرِّرٌ يجمع ويعرض الأفكار المستخرجة، ويُفضَّل ألا تزيد المجموعة الواحدة عن ستة أفراد؛ من أجل الضبط والانضباط للوقت المحدد.

 

• تطوير العصف وتعريفه:

والذي طوَّر وعرَّف العصف الذهني هو "أليكس أوسبورن" عام 1953 في كتابه "التخيل التطبيقي"، في هذا الكتاب لا يقترح " أوسبورن" طريقة العصف الذهني فقط، ولكنه يضع قواعد فعَّالة لاستضافة جلسات من العصف الذهني.

 

ويرجع الفضل في إرساء قواعد إستراتيجية العصف الذهني بصيغة علمية إلى أليكس أوسبورن Osborn عام 1938، حيث يعد واضع إستراتيجية العصف الذهني، وجاءت هذه الإستراتيجية كردِّ فعل لعدم رضاه عن الأسلوب التقليدي السائد آنذاك، وهو "أسلوب المؤتمر"، والذي يعقده عددٌ من الخبراء والمتخصصين، يُدلي كلٌّ منهم بدلوه في تعاقب أو تناوب، مع إتاحة الفرصة للمناقشة في نهاية الجلسة.

 

واستمر العالم أوسبورن Osborn في دراسة مدى كفاءة إستراتيجية العصف الذهني في حلِّ المشكلات المختلفة من جانب، وفي تنمية التفكير الابتكاري من جانب آخر، إلى أن تمكَّن عام 1953 من وضع القواعد والمبادئ المنظمة لكيفية إجراء جلسات إستراتيجية العصف الذهني في كتابه "الخيال المنطقي".

 

إن من أهدافِ العصفِ الذهني الوصولَ للحلول المبدعة والعبقرية، فمن خلال الكمِّ يمكن الحصول على الكَيْف (أفكار نوعية).

 

وفي جلسات العصف تتلاقح الأفكار بشكل عجيب، ويتعلَّمُ الناس بعضهم من بعضٍ، ويطَّلعون على مواقف وأفكار ووجهات نظر مختلفة.

 

وتعتبر طريقة العصف الذهني في التعليم من الطرق الحديثة، التي تشجِّع على التفكير الإبداعي، وتُطلِقُ الطاقات الكامنة عند المتعلمين؛ حيث يُسمَحُ بظهور كلِّ الأفكار والآراء في جوٍّ من الحرية والأمان والتفاعل.

 

• والجدير بالذكر:

أنه من المستحيل - الآن - أن تظل عملية التفكير، وحل المشكلات، واستشراف المستقبل - عمليةً رهينة بمفكر واحد، مهما كانت قدرته وشموليَّته، وأصبح من الضروريِّ أن يقوم بهذه العملية مجموعةٌ من المفكرين في تخصصات متنوعة، تُعمِلُ عقلها الجماعي في "إنتاج الأفكار" و"إنتاج حلول متنوعة للمشكلة الواحدة، أو القضايا المطروحة" و"إنتاج البدائل لمواجهة التحديات المستقبليَّة".

 

وغالبًا ما يرتبط العصف الذهني بالإبداع والابتكار؛ لأن الهدف منه توليد الأفكار المبدعة والعبقرية، وكأن هذا الأسلوب يُقحِمُ كلَّ الناس في العملية الإبداعية التشاركية في الإنتاج وإيجاد الحلول، ولعلَّه أسلوبٌ عِلميٌّ عَمليٌّ اعتمدتْه الشركات التي تنشد الجودة، وتصبو لحلِّ المشكلات بشكل جماعي تشاركي.

 

وله تطبيقات مختلفة في المجال التربوي المدرسي وغيره.

 

• متى تُستعمَلُ تقنيةُ العصف الذهني؟

تُستعمَلُ تقنيةُ العصف الذهني كلما قرَّرْنا حلَّ مشكلة وضعيَّة يَشترِكُ فيها مجموعة من المستهدَفِينَ، إما في شركة، أو إدارة، أو غيرها؛ تكريسًا للطريقة التشاركية في حل المشكلات ومعالجة الوضعيَّات.

 

وهي تقنية من تقنيات التنشيط، والجدير بالذكر أنها غيرُ مكلِّفة، ويمكن ترتيبُها في آخر لحظة، وقد نسلكُها ونتبعُها بشكل لا إرادي.

 

بشكل عام، ومن حيث المبدأ يمكن استخدام أسلوب العصف الذهني في كل الموادِّ الدراسية؛ فكل حقول المعرفة يوجد فيها جوانب تحتاج إلى توليد الأفكار، وطرح البدائل وتطويرها.

 

ولا نُغفِلُ كذلك أهمية (التفكير الفردي) في حل المشكلات.

 

• الكتابة الذهنية brain writing:

من أجل تجاوز بعض سلبيات أسلوب العصف الذهني يُقترَح اعتماد أسلوب "الكتابة الذهنية"، خصوصًا بالنسبة للأفراد الذين لم يشاركوا أو أظهروا عدمَ الحافزية.

 

• مثيرات العصف الذهني:

• مثير معنوي "مجرد": يكون المثير فيها مجردًا، مثل طرح تساؤلٍ أو تساؤلات.

 

• مثير مادي "حسي": يُستخدم مثير عمليٌّ؛ كأن نستخدم الرسومات - الأدوات - - لعبة معينة: منطلقًا للعملية العصفيَّة.

 

ويمكن أن يكون عصفًا شَفَهيًّا عبر الأسئلة الشفهية، أو كتابيًّا من خلال أوراق تتضمن مشاكل وقضايا تتطلب حلاًّ، تُدوَّنُ عليها الاقتراحات والأفكار.

 

• قواعد القدح الذهني:

القاعدة الأولى: لا يجوزُ انتقاد الأفكار التي يشارك بها أعضاء الفريق مهما بدت سخيفة أو تافهة.

 

القاعدة الثانية: تشجيع المشاركين على إعطاء أكبر عدد ممكن من الأفكار دون الالتفات لنوعها، والترحيب بالأفكار الغريبة أو المضحكة أو غير التقليدية.

 

القاعدة الثالثة: التركيز على الكمِّ المتولِّد من الأفكار، الذي ينطلق من الافتراض بأنه كلما زادت الأفكار المطروحة، زادت احتمالية بروز فكرة أصيلة.


القاعدة الرابعة: الأفكار المطروحة مِلكٌ للجميع، وبإمكان أي من المشاركين الجمعُ بين فكرتين أو أكثر، أو تحسين فكرة أو تعديلها بالحذف والإضافة.

 

القاعدة الخامسة: لا تخشَ التَّكْرار، كرِّر وكرر، المهمُّ هو التعبير.

 

القاعدة السادسة: لا تنتقد الإجابات، إن بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

القاعدة السابعة: كن محايدًا في تلقي الإجابات، ولا تعززها حتى لا تُوجهَ المقابلة العصفية إلى اتجاه ما.

 

القاعدة الثامنة: اقبَلِ الأفكارَ غيرَ الاعتيادية.

 

القاعدة التاسعة: يجب أن تكون تدخُّلات المنشط لا تزيد عن 20 - 15 %.

 

• تُستخدَمُ عملية العصف الذهني في الحالات التالية:

• حل المشاكل المختلفة.

• بناء فرق العمل.

• الإعلانات التجارية.

• التخطيط العملي.

• إدارة المشاريع.

• تعلُّم الإبداع.

• الاتفاق والتعبئة.

 

التخطيط للعصف:

الواجب التخطيط لتقنية العصف تخطيطًا شموليًّا تُحترَمُ معاييرُه؛ حتى لا تتحول الجلسة إلى هرج ومرج، أو اجتماع كسائر الاجتماعات.

 

وينبغي أن يشمل التخطيط كلَّ المراحل والخطوات، والأسئلة المطروحة، والاستمارات الموزعة، والوضعيات المُعدَّة.

 

مراحل الجلسة الصَّفِّيَّة:

1- تنظيم المجموعة المستهدفة؛ لتسهيل إدارتها.

2- عرض المشكلة أو المسألة المراد البحث فيها.

3- استمطار الحلول والتدخُّلات، (ويُحذر من التوجيه، أو الإشارات الموجَّهة).

4- تدوين مختلف الحلول والاقتراحات على السبورة، (تُسجَّل كافة الأفكار والمقترحات باهتمام ودقة وعناية).

5- مرحلة التصفية والمناقشة العامة للاستفاضة والغربلة.

6- محاصَّة الفئة التي لم تشارك باستمارات أو وثائق تدلي فيها بدلوها في الموضوع.

 

أو نعتمد المقترح التصميمي التالي:

 

• ينصح بـ:

أثناء التجهيز لأسماء المشاركين بجلسات العصف الذهني يَتأكَّدُ خبيرُ التدريب من عدم وجود الشخصيات ذات المسؤوليات الإدارية العليا؛ ممن قد يؤدي وجودُهم إلى إحجام البعض عن التفاعل بالأفكار والمقترحات بالجلسة، وبالتالي تصبح روتينيَّة وغيرَ فعَّالة[1].


ويُحتاط عند التقييم من خروج الجلسة العصفية عن نِطاقها اللائق إلى الشَّخْصَنة، أو الدفاع المتعصب؛ فذلك يُفسدُ كلَّ شيء.


وهذه نصيحة ثمينة غالية.

 

• مزايا إستراتيجية العصف الذهني:

• سهلة التطبيق.

• لا تتطلب - عادةً - أكثرَ من مكان مناسب، وسبورة وطباشير، وبعض الأوراق والأقلام.

• جلساتها لا تحتاج إلى وقت طويل.

• تنمِّي التفكيرَ الإبداعي والابتكاري.

• توفِّر جوًّا من التسامح والقبول بين الأعضاء.

• تنمِّي الطلاقة في التعبير، وسرعة البديهة.

• تنمِّي القدرة على إدراك العَلاقات بين الأشياء، وتنوع الحلول.

• تضفي على الدرس روح الإثارة والتحدِّي.

• تنمِّي الثقةَ بالنفس؛ فالطالب يتدرب على طرح أفكاره بحرية.

• تزيد من نشاط التلاميذ؛ فهي طريقة مبهجة ومسلِّية.

 

أمور يجب مراعاتها قبل العصف:

• يُفضَّلُ أن يكون الحاضرون في مستوًى وظيفيٍّ متقارب.

• ينبغي أن يكون قائدُ الجلسة غيرَ منحاز لاتجاه معين أو لفكرة معينة.

• تذكير الحاضرين بأساليب العصف الذهني وقواعده؛ حتى لا ينتقد بعضُهم بعضًا.

• تحفيز الحاضرين حتى يشعروا أن لكلامهم وتدخُّلاتهم أثرًا في الحلِّ.

• عصف الذهن يُستخدَمُ في الأمور التي تحتاج اقتراحَ أفكارٍ؛ فهي لا تستخدم في حلِّ المشاكل التي لها حلٌّ محدد يتم الوصول إليه بالحسابات أو القياسات أو التحليل العلمي.

 

العيوب والمعوقات:

يُمكِنُ تحديد عيوب هذه الإستراتيجية، أو المعوقات التي تعترِضُ استخدامَها في الآتي:

• صعوبة تجميع وتسجيل جميع الأفكار والآراء، وخاصة في الفصول ذات الكثافة العالية، ووجود المعلم بمفرده في الفصل.


• تَكْرار وتشابه بعض الآراء والأفكارِ من قِبَل بعض التلاميذِ أو المتدخِّلين، ويظنون أنها أفكار مختلفة، ولا بد من تسجيلها؛ منعًا من شعورهم بالتَّفْرقةِ، ولا سيَّما في الصفوف المبكرة من المرحلة الابتدائية.


• استغراقُها وقتًا كبيرًا من الحصة، مما ينقصُ من الوقت المخصص لباقي المهام الأخرى.


• تتطلَّبُ الخبرةَ والمهارة من المُعلِّمين في ترجمة وربط محتوى المقرر الدراسي بمشكلات حياتية، تثير اهتمام التلاميذ؛ لتوليد الأفكار وابتكار الحلول.


رغم فعاليَّة العصف الذهني في حلِّ المشكلات إلا أن الحاجة إلى سرعة تسجيل الملاحظات والأفكار، وفقدان العديد منها نتيجةَ تحدُّثِ أحد الحضور، وإحجام العديد من المشاركين؛ لخوفهم من نقد أفكارهم، والاقتصار على عدد قليل من المشاركين لتكلفة المكان أو السفر، إضافةً إلى مشكلة أخرى اكتشفتْها الدراسات حديثًا، وهي أن موظفي الشركات الذين عملوا في نفس القسم لفترات طويلة تكون لهم نفس التجارب والخلفيات، يطرحون حلولاً متشابهة ما يتعذَّرُ معه تجديد فكرهم الحالي[2] - كلُّ ذلك دفع للتفكير في البديل المعاصر.

 

العصف الذهني الإلكتروني:

خلال العقود القليلة الماضية تطوَّر مفهومُ العصف الذهني، وظهر أسلوب العصف الذهني الإلكتروني؛ لتلافي مشكلات العصف الذهني التقليدي؛ أي: العصف المستعمل في القاعات الحقيقية في الواقع الحي.

 

أسلوب العصف الإلكتروني أشعَلَ أفكارًا جديدة، وكسر أنماطَ الفكر الروتينيَّة، إضافةً إلى أنه شجَّع الجميع على المشاركة عن طريق تقنيات الكلمات والصورة العشوائية، كما أن شبكات الحاسوب ساعدتْ على توزيع الأفكار المبدعة على الجميع بلا استثناء.

 

لقد تميَّز هذا النوع من العصف الذهني بقدرته على حفظ الأفكار التي لم تُستعمَلْ؛ على أمل أن تُقدِّمَ يومًا تحسيناتٍ عظيمةً في الأقسام والمجموعات الأخرى في المنظَّمة.

 

ظهرت فكرة العصف الذهني الإلكتروني على يد سيث (هولندر)، وبدأ التطبيق العملي لها حينما أعدَّ برنامجًا حاسوبيًّا عام 1985م، تقوم فكرتُه على تولي البرنامج تسجيلَ الأفكار التي يقترحها المستخدم لحلِّ المشكلة، بحيث يسجِّلُها جميعًا، ثم يعرضُها للمستخدم في حالة الانتهاء من مرحلة التفكير.

 

وينقسِمُ العصفُ الذهنيُّ الإلكتروني إلى نوعين، هما:

1- العصف الذهني بمساعدة الحاسب الآلي:

في عام 1984م - تحديدًا - ظهرت فكرةُ العصف الذهني الإلكتروني على يد سيث (هولندر)، وبدأ التطبيق العملي لها حينما أعدَّ برنامجًا حاسوبيًّا عام 1985م، تقوم فكرته على تولي البرنامج تسجيلَ الأفكار التي يقترحها المستخدم لحل المشكلة، بحيث يسجلها جميعًا، ثم يعرضها للمستخدم في حالة الانتهاء من مرحلة التفكير.

 

وتنقسم طريقة العصف الذهني بمساعدة الحاسب الآلي إلى: طريقة الحاسب الواحد، وطريقة الحاسوبات المتعددة.

 

2- العصف الذهني من خلال الإنترنت:

العصف الذهني من خلال الإنترنت:

• مجموعات البريد الإلكتروني.

• المنتديات.

• البرامج.

• المواقع الإلكترونية المتخصصة.

• المدوَّنات.

• الفيس بوك من وسائل العصف الحديثة[3].

 

• خرافة العصف الذهني:

في نهاية القرن العشرين أصبح العصفُ الذهني أسلوبًا انعكاسيًّا للإبداع في العديد من المنظمات، ودخَل في مجال الأعمال.

 

ومن المعروف - الآن - أن قلة قليلة من الناس يشككون في هذا الأسلوب، ويُستخدَمُ العصف الذهني باعتباره طريقةً فعَّالةً في توليد الأفكار الإبداعية.

 

أكَّد البحث أن العمل فرديًّا أكثرُ إنتاجيَّةً من العمل في مجموعات.

 

كما أظهر البحث أن الإنتاجيَّة تنخفض كلما كبر حجم المجموعة.

 

وكانت الخلاصة من البحث:

أن العصف الذهني في مجموعات لا يجعل التفكير الإبداعي سهلاً، وتأتي المجموعات بأفكار أقلَّ ونتائج أسوأ؛ لأنها كانت أكثر ميلاً للالتزام بفكرة معينة.

 

يُجمِعُ معظم الباحثين في مجال العصف الذهني على استنتاج واحد:

أن أفضل طريقة للإبداع هي العمل وحيدًا، وتقييم الحلول أثناء الحصول عليها.

 

إن أسوأ الطرق للإبداع هي العمل في مجموعات كبيرة والابتعاد عن النقد، ونذكر هنا النصيحة المتداولة لستيف وزنياك Steve Wozniak المؤسس المشارك لآبل، وصانع أول كمبيوتر لها: "اعمل وحدك فستكون قادرًا على تصميم منتجات ثورية أفضل وذات ميزات أفضل، إن كنت تعمل وحيدًا لا مع مجموعة، ولا مع فريق".

 

يفشل العصف الذهني؛ لأنه نقيضٌ صريح للتفكير التقليدي، يقوم على القفزات لأعلى الخطوات، ولأنه يقوم على افتراض غيرِ ثابت، وهو أن امتلاك الأفكار شبيه بإبداعها.

 

يؤمن الجميع أن الأفكار مهمة كنتيجة جزئية.

 

وهناك سؤال يُطرَحُ دائمًا على الكتَّاب عند لقاءات توقيع كتبهم، وهو: "من أين تأتي بأفكارك؟".

 

فإذا طلبنا من عدة مجموعات مستقلَّة أن تستخدِمَ العصف الذهني على نفس الموضوع في نفس الوقت، فسنحصل على الكثير من الأفكار المتشابهة.

 

هذا ليس أمرًا يحدُّ من إمكانات العصف الذهني، ولأن لا شيء يَنتُجُ من القفزات، بل من الخطوات المتلاحقة؛ فإن أغلب الاختراعات تأتي في عدة أماكن تِباعًا عندما يسير أشخاص مختلفون على نفس الطريق، لا يَعلَمُ كلٌّ منهم بالآخرين.

 

الإبداع فعل تطبيقي وليس إلهامًا، يمتلك الكثيرون الأفكار، ولا يتحرك إلا القليل من الأشخاص لصنع ما يتخيَّلونه.

 

لا يعني هذا أن كلَّ ممارسات التفكير الجماعي خاطئة بالضرورة، لكن غالبًا ما يَطغَى على التفكير الجماعي - وخصوصًا عملياتِ العصف الذهني هذه - إيجابية كاذبة؛ تؤدي لطرح العديد من الأفكار غير العملية، والقوس القزحية الخاطئة - إن صحَّ التعبير.

 

وهناك - أيضًا - أمرٌ مهم هنا، وهو أن حجم الجماعة يَحُدُّ من الإبداع والتفكير الحرِّ نوعًا ما؛ لأنه لا يُساهم في الخروج عن المألوف، فالخروج عن المألوف أساسٌ للأفكار الأصلية، وقد يكون كلامًا مبالغًا فيه لا داعيَ أن نأخذ به، لكن هذه المبالغة قد تكون نافعة أحيانًا لفهم الصورة الأكبر[4].

 

والذي يظهر من خلال ما كتبه كيفن أشتون Kevin Ashton (الكاتب البريطاني ومخترع عبارة إنترنت الأشياء) "أن العصف خدعةٌ لا ينبغي الاعتماد على طريقته في حل المشكلات والتعامل مع الوضعيَّات اعتمادًا كليًّا"، فهو غيرُ مقتنع بالطرح الجماعي، والاستمطار الفكري، والتراكم المفترض؛ لأن الأفكار المتداولة مكرورة، والجماعة تؤثِّرُ في أفرادها أثرًا سلبيًّا، بحيث لا يُمكَّنون من اقتراحاتٍ جادة وفعَّالة ومضبوطة، وكون حجم الجماعة يُؤثِّرُ في الإبداع والتفكير، ولا يساهم في الخروج عن المألوف والإبداع والأصالة، فالإيجابية والجِدِّيَّةُ الجماعية مزيفة وخادعة؛ تطرح الأفكار بشكل مشتَّت وغير مُنسجم، تقفز على المراحل المهمة والخطوات العلمية المطلوبة في التفكير، وتدعو في المقابل إلى التفكير الفردي المستقل.

 

بالتأمل في رأي ما كتبه كيفن أشتون Kevin Ashton، وفي الرأي الأول الداعي والمشجِّع على العصف الذهني باعتباره إستراتيجية لتنمية الحسِّ الإبداعي، يمكن القول:

• لا يمكن الاستهانة بالتفكير الجماعي والاقتراحات التي تُقدَّمُ في جلسات العصف الذهني.

 

• كما لا ننسى الأثرَ التعليميَّ الهامَّ والتقاسمَ والتلاقح الذي يُمكِنُ أن تُخلفَه الطريقة التنشيطيَّة عَبْرَ تقنية العصف.

 

• ولا ينبغي إغفال الهدف التعبوي الهامِّ؛ لتقريب الأفكار ووجهات النظر، عندما يتعلَّق الأمر بالتفاوض الجماعي، فالهدف من العصف ليس الإبداع فقط، بل دعنا نتكلم عن التشاركية الإبداعية، عندما نبني الموقف جماعيًّا، ونتفق على حلوله، بصرف النظر عن الإبداع بالمعنى الضيِّق للكلمة.



[1] أساليب التدريب ووسائله؛ د/ سعاد جابر محمود، مدرس بقسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية بأسوان ص: 15.

[2] عنوان البحث: "العصف الذهني الإلكتروني" نشر المقال بمجلة المعرفة العدد 153 ديسمبر.

[3] عنوان البحث: "العصف الذهني الإلكتروني" نشر المقال بمجلة المعرفة العدد 153 ديسمبر.

[4] ما كتبه كيفن أشتون Kevin Ashton (الكاتب البريطاني ومخترع عبارة إنترنت الأشياء) بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العصف الذهني

مختارات من الشبكة

  • روسيا: قصف حجاج داغستان أثناء ذهابهم لأداء فريضه الحج(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فلسطين المحتلة: استشهاد فلسطينيين وإسرائيل تواصل قصف الأبراج السكنية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قصف من نوع آخر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفرق بين محالات العقول ومحارات العقول، في ضوء حديث النزول(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مفاتيح عقول الناس(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • العقل والشرع ( فضل العقل، العقل والنقل )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • غزة تحت القصف.. خطوات عملية للدعم والنصرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حروف تحت القصف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صور من ذكاء وكمال عقل الصحابة رضي الله عنهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نتائج العقول(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب