• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن عبدالعزيز الشبل / مقالات
علامة باركود

شرح العقيدة الواسطية (5)

شرح العقيدة الواسطية (6)
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/9/2015 ميلادي - 21/11/1436 هجري

الزيارات: 12921

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح العقيدة الواسطية (5)


وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تَعدل ثلث القرآن[1]:

المقصود بالجملة هو جملة الأسماء والصفات - التي يفصِّل الشيخُ فيها - حيث قال في أولها: "ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله"، دخل في هذه الجملة ما وصَف به نفسه في سورة الإخلاص؛ فإن فيها النفيَ والإثبات الذي جمَع الله تعالى لنفسِه وصفًا واسمًا، وتعدل ثُلث القرآن، والذي قال ذلك هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ ((فإن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن))، كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة، وفيها قاعِدةٌ لأهل السنَّة أن كلام الله يتَفاضَل؛ أي: بعضه أفضلُ مِن بعض، ولا يَعني أن المفضول مزدَرًى، لكن المعنى أن الفاضل أعلى رتبةً مِن هذا المَفضول، وكلاهما من كلام الله، لكن كلام الله يتفاضَل كما أن رسل الله يتفاضلون: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [البقرة: 253].

 

وأفضل القرآن سورة الفاتحة، والبقرة وآل عمران الزَّهراوان لهما فضائلهما، وأفضل وأعظم آية في القرآن آية الكرسي، وسورة الإخلاص سُمِّيت الإخلاص لأنها خَلصت بأوصافها وأسمائها لله تعالى، خَلصت بأسماء الله وصفاته، فليس فيها ذِكرٌ لغيرِه، فسُمِّيت بالإخلاص[2].

 

لِمَ تَعدِل سورة الإخلاص ثلث القرآن؟

وكونها تَعدل ثلث القرآن استنبط العلماء من ذلك أن القرآن على ثلاث مضامين كبار:

1- إما توحيد، وقد اشتملت به واستقلَّت به هذه السورة.

2- وإما قصص، سلى الله بها رسوله، والمؤمنين، وأخذوا منها العِبرة.

3- وإما أحكام وتشريعات.

 

فبهذا الاعتبار صارَت هذه السورة ثلُث القرآن، وشيخ الإسلام رحمه الله له فيها كتابان جليلان: الأول: "تفسير سورة الإخلاص"، وهو أمتع ما رأيت في تفسير هذه السورة، والثاني: "جواب أهل العلم والإيمان بأن ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] تَعدِل ثلث القرآن"، وهذا غير التفسير، بل في فنِّ العقيدة، في قاعدة تفاضُل كلام الله عز وجل فهما كتابان مُستقلان، وثمة تفسير لهذه السورة مُختصَر لكنه جمع أصول أهل السنَّة، وهو "تفسير سورة الإخلاص"؛ للحافظ ابن رجب.

 

مضامين العقيدة إجمالاً في سورة الإخلاص:

حيث يقول: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].


قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] فيها اسم الله (الله) الذي لا يَجوز أن يُسمى به أحد غيره، و(أحد)، وهذا وصف الله بالأحديَّة وتسميتُه بالأحد.

 

و(الصمد) له ثلاثة معان يدور عليها عند السلف:

1- المعنى الأول: الذي تَصمد إليه المخلوقات في حوائجها؛ أي: تَقصدِه، تَلتفِت إليه في طلب حوائجها وتحصيلها.

 

2- والمعنى الثاني: قيل: الصمد الذي لا جوف له؛ فإن الشيء المُصمَد الذي لا جوف له، والله تعالى لا حاجة له إلى الجوف؛ لأنه يُطعِم ولا يُطعَم، كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14]، فاستدلَّ به على أن الله ليس له ما للمَخلوق مِن الجوف الذي هو أمعاء، وكبد وما إلى ذلك؛ لأنه يطعِم ولا يطعَم.

 

3- والمعنى الثالث: أنه السيد الكامل في سؤدده وسيادته[3].

﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3]؛ م يَزعم أحد بأن الله تولد مِن والدَين.

 

الزاعِمون بأن لله ولدًا:

1- وقد زعم بأن الله يَلد اليهودُ والنَّصارى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 30].

 

وقال المشركون: الملائكة بنات الله.

 

وقالت الفلاسفة واليونانيون: إنَّ الآلهة تتوالد، فزعموا بأن لله الولد، وهذا الزعم زعمٌ نادر - الذي زعموه اليونانيون الإغريق الوثنيون في آلهتهم - أنها تتولَّد، لكن في حق الله لا نعرف أن أحدًا زعم أن الله ولد من والِدَين.

 

قال أهل العلم: لما نفى الولادة ناسب أن يَنفي ما يُقابلها وهو التولُّد، فلما نفى أن يكون له ولد ناسب أن ينفي الوالدين؛ لئلا يأتي أحد يَعتقده في الله أنه تولد من والدين، فقال: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3]، وهذا كله على جهة التفصيل إثبات الأسماء والصفات، والنفي والإثبات تفصيلاً، فقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 1، 2]، هذا إثبات مفصَّل، وقوله: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3]، هذا نفْيٌ مفصَّل، ثم أجمل فقال: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]؛ أي: إنه لا أحد يكافئه سبحانه وتعالى ولا يُماثله، ولا يشابهه، ولا يناظره، ولا يُنادده، فهذا نفيٌ مجمَل.

 

وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه؛ حيث يقول: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].


فضل آية الكرسي في التوحيد:

هذا استمرارٌ لما بدأه في ذكر الأدلة على أسماء الله وصفاته، فبدأ بسورة الإخلاص وهي سورة التوحيد، ثم ثنَّى بأعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي، وكونها أعظم آية في كتاب الله كما جاء في حديث أبيِّ بن كعب رضي الله عنه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك[4]، وآية الكرسي اشتملت على مضامين عظيمة في توحيد الله، فيقول تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] فبدأها بأعظم أسمائه وهو اسم (الله) المسمى عند أهل العلم بلفظ الجلالة؛ لأنه لا يجوز أن يُسمى به مخلوق، ولهذا فإن أسماء الله الأخرى يجوز أن يتسمى بها المخلوق مع المفارقة بين الاسم والاسم، أما اسم الجلالة (الله) فلا يجوز أن يتسمى به مخلوق أبدًا.

 

﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 255]: هذه هي كلمة التوحيد المشتملة على ركني النفي والإثبات.

 

﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] ثمَّة قاعدة في أسماء الله وصفاته: أنَّ كلَّ اسم من الأسماء يتضمن صفة إما بالتضمُّن بدلالة المطابقة، أو بدلالة الاستلزام، أو بدلالة التضمُّن، وسأبينها إن شاء الله بالتمثيل، وليس الصفة يؤخذ منها اسم، وهذه من قواعد أهل السنَّة أن الأسماء الحسنى يؤخذ منها صفات، ولا يؤخذ من الصفات أسماء، ومثاله: الحي، فاسم الله الحي يؤخذ منه أن الله له حياة، وقد دلَّ اسم الله الحي على صفة الحياة دلالة تضمُّن؛ لأنَّ اسم الله الحي دلَّ على ذاته ودلَّ على حياته، ودلَّ اسم الله "الحيُّ" على الله دلالة مطابقة؛ لأنها دلَّت على جميع معناه، ودلَّ اسم الله الحي على بقائه وأبديته، وعلى قدرته، وملكوته بالاستلزام؛ لأن الحي يستلزم أنه باقٍ أبدًا، والحي يستلزم القدرة، فدلَّ اسم الله الحي على صفة الملك والبقاء دلالة استلزام.

 

تطبيق أنواع الدلالات:

والفرق بين أنواع هذه الدلالات أن دلالة المطابقة هي دلالة الشيء على جميع معناه، ودلالة التضمن دلالة الشيء على بعض معناه وعلى شيء آخر، فدلَّ اسم الله الحي على صفة الله الحياة، ودل على شيء آخر، وهو ذات الله، وعلى اسمه الله، وعلى الحي، ودلالة الاستلزام هي دلالة الشيء على أمر خارج عن معناه (يستلزمه)؛ كاسم الله الملك يتضمن صفة الله القدرة؛ فالله قادر لأن المَلِك من معانيه القدرة.

 

﴿ الْحَيُّ ﴾ [البقرة: 255] ويؤخذ منه صفة الله الحياة، ﴿ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وهو القائم بنفسه، المقيم لغيره، فغيره يَحتاجون إليه، وهو لا يحتاج إليهم لأنه قائم بنفسه، مقيم لغيره، وخلق غير قائمين بأنفسهم.

 

قال ابن القيم في هذين الاسمين:

والوصف بالقيوم ذو شأن كذا
موصوفه أيضًا عظيمُ الشانِ
والحيُّ يتلوه، فأوصاف الكما
لِ هُما لأفْقِ سمائها قُطبانِ
فالحي والقيوم لن تتخلف الْ
أوصافُ أصلاً عنهما ببيانِ

 

﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255] هذا نفي مفصَّل، وهو من النوع القليل الذي جاء في الكتاب والسنة، والأكثر في النفي أنه يأتي مجملاً لكن النفي من الأقل أنه يأتي مفصلاً.

 

والنفْيُ نفْيان: الأول: نفْي محْض وهو العدَم المحض، والثاني: نفْي يتضمَّن إثبات كمال ضدِّه، فالنفي المحض ليس فيه كمال، ولهذا عاب أهل السنَّة على الجهمية والمُعتزلة وأضرابهم أنهم يصفون بالسلوب، ويَمدحون الله بأنه لا حي ولا ميت، ولا داخل العالم ولا خارج، ولا جسم ولا جوهر، ولا مركَّب ولا مُعنصَر، وهذه أوصاف سلبية عدمية، لا كمال فيها.

 

ولهذا لم يأتِ هذا النفي العدمي المحض في الكتاب ولا في السنَّة أبدًا، بل في عرف الناس لو أن إنسانًا قام يَمدح ملكًا، أو سلطانًا، أو رئيسًا فقال: أنت - أيها السلطان - لست زبالاً، ولا كناسًا، ولا كذابًا، ولا خسيسًا، ولا خبيثًا... فإنه لا يستحقُّ إلا أن يعذَّب؛ لأنه لم يمدحه، وإنما أتى بالنفي المحض، أما لو أنه قال: يا أيها السلطان! أنت لست ظالمًا؛ لأن عدم الظلم يثبت عدله، أو قال: لستَ غافلاً عن رعيتك؛ أي: إنك فطن لهم، مطَّلع على حوائجهم صار هذا النفي كمالاً، فإذا كان هذا في المخلوق فالخالق من باب أولى.

 

ولهذا فإن قوله: ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]؛ أي: لا تَلحقه السِّنة، والسِّنة هي النُّعاس، فنفى السِّنَة، ونفى ما هو أعظم منها وهو النوم؛ لكمال حياته، وكمال قيوميته تعالى، وفي الحديث: ((إنَّ الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، بيده القسط يخفضه ويرفعه))[5].


﴿ لَهُ ﴾ [البقرة: 255]: اللام هنا لام الملْك، ولام الملك تفيد الاختصاص، ومعرفة دلالة الحروف نحتاجه في دلائل التوحيد كثيرًا كما نحتاجه في الأحكام الشَّرعية، وفي استِنباط القرآن: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]؛ أي: لله اختصاصًا وملكًا، ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]؛ أي: ولربك، فاللام هنا لام الاختصاص ولام الملك، وتأتي في أمور الفقهيات في آية الزكاة، في سورة براءة: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ﴾ [التوبة: 60] اللام هنا للتمليك، فلا تَبرَأ الذمة إلا بتمليك الزكاة للفقير؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ؛ ﴾ [التوبة: 60] فهذه لام الملك، والملك يفيد اختصاص المملَّك.

 

﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 255] (ما) موصولة بمعنى الذي، فتشمل كل شيء فله كل ما في السماء وكل ما في الأرض.

 

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]؛ أي: إنه لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه، وهذا دليل لأحد شرطَيِ الشفاعة؛ فإن الشفاعة لها شرطان:

1- الأول: إذن الله للشافع بالشفاعة.

2- والثاني: رضا الله عن المشفوع له.

 

وقد جُمِعا في قوله تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26]، لا أحد يَشفع عنده إلا بإذنه، قال العلماء: وفيها فرق بين الشفاعة عند الله والشفاعة عند المخلوقين، فالشفاعة عند المخلوقين من الأمراء والقضاة وذوي الشرف يشفع عندهم بغير إذنهم، أما الله تعالى فلا يُمكن أن يشفع عنده إلا إذا أذن للشافع ورضي عن المشفوع له، وهذا يُبين أن شفاعة المخلوق من حاجة المخلوق لمن يشفع عنده، أما الشفاعة عند الله فليس فيها حاجة الخالق للمخلوق.

 

﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ [البقرة: 255]، وهذا فيه إثبات صفة العلم - كما ستأتي لها الأدلة - وهي من أعظم خصائص الله تعالى وخصائص ربوبيته: علمه الذي أحاط بكل شيء، ولهذا اضطرب الفلاسفة والمتكلِّمون في مسألة إثبات العلم أعظم الاضطراب، في كيف يثبتونه؟ هل يعلم الكليات أو يعلم الجزئيات؟ حتى قال أبو عبدالله الرازي - لما حار واضطرَب، وتاب في أبياته، التي ذكرها شيخ الإسلام في الدرء -:

نهايةُ إقدامِ العُقول عِقالُ
وغايةُ سَعْي العالَمين وبالُ
ولم نَستفِد من بحثنا طول عُمرِنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

 

إلى أن قال: "لقد جَرَّبتُ المناهج الفلسفية والطرق الكلامية فلم أرها تَشفي عليلاً ولا تَروي غليلاً، ورأيتُ أقرب الطرق طريقة القرآن"؛ اقرأ في الإثبات: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، واقرأ في النفي: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110] فعرف أن القرآن في ألفاظه وفي دلائله على أسماء الله وصفاته أتى بأعظمِ ما يكون في حق الله من التنزيه والإجلال، وإن تكلَّف المُتكلِّفون وابتدع المبتدعون ألفاظًا فإنها لا تَبلغ ما في دلالة هذين الوحيين.

 

﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ﴾ [البقرة: 255] نفى الله الإحاطة من المخلوق بشيء، و"شيء" نكرة فتشمل القليل والكثير من علم الله عز وجل؛ لأنه هو الذي يعلم ما بين أيديهم، أي: ما أمامهم وما خلفهم.

 

معنى صفة العلم لله عز وجل:

فهو سبحانه يعلم كل شيء، وفي اعتقاد أهل السنة أنَّ الله يعلم ما كان ويعلم ما يكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، والأدلَّة على أن الله يعلم ما كان وما يكون كثيرة؛ منها قوله: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ [البقرة: 255]، وقوله: ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]، لكن الأدلَّة على أن الله تعالى يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون فكثيرة أيضًا؛ ومنها: قوله تعالى عن أهل النار إذا اصطَرخوا ونادَوا لعلَّ الله أن يُخرجهم مما هم فيه، وأنهم لو خرجوا لرجعوا للتوحيد وآمنوا وأصلحوا أنفسهم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ﴾ [الأنعام: 28]، ومعلومٌ أنَّ ردَّهم إلى الدنيا في الناحية العقلية مُمكن، لكنه مُستحيل؛ لأنَّ الله قضى على نفسه ألا يردَّهم فلا يُمكن أن يرجعوا إلى الدنيا مرة ثانية، ومع ذلك عَلم الله هذا الأمر المستحيل الذي لم يكن لو كان كيف سيكون؛ بمعنى أنهم يَكذبون ويَعودون إلى ما هم عليه.

 

لا يمكن أن يعلم المخلوق من الغيب إلا ما شاء الله جلَّ جلاله أن يعلمه، ولكن لا يمكن أن يعلم المخلوق علم الغيب المطلق، ومن زعم أن مخلوقًا أيًّا كانت منزلتُه؛ ملَكًا من الملائكة، أو نبيًّا من الأنبياء، أو صالحًا أو وليًّا أو طالحًا - يَعلم علم الغيبِ الكليَّ فقد كفَر؛ لأنه نازع الله أخصَّ خصائص ربوبيته، أما بعض الغيب فقد يطَّلع عليه بعضُ المخلوقين؛ كما قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ﴾ [الجن: 26، 27]، ورسول هنا نكرة، فتشمل رسل الملائكة ورسل الإنس، ﴿ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن: 27]، وبهذا نعلَم أنَّ ما قاله الشرف البوصيري في بردته التي يُتغنَّى بها لمناسبة المولد عند أصحاب المدائح والموالد والاحتفالات المبتدعة المحدثة - أن قوله:

يا أكرمَ الخَلقِ ما لي مَن ألوذُ به
سواكَ عند حلولِ الحادث العمَمِ
إنْ لم تكن في معادي آخذًا بيدي
فضلاً، وإلا فقل: يا زلَّة القدَمِ
فإنَّ مِن جُودك الدنيا وضرَّتَها
ومِن علومك علم اللوح والقلمِ

 

إنَّ هذا من أعظم ما يكون محادةً لله في أن جَعل للرسول صلى الله عليه وسلم عِلمَ ما في اللوح والقلم - والعياذ بالله - وجعل من ملك الرسول ملك الدنيا وضرتها وهي الآخرة.

 

﴿ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255] بما شاء الله مِن أن يَعلمَه خلقُه، ولهذا قد يرى الإنسان في منامه ما يكون غيبًا على غيره؛ فقد يوحى إليه، وقد يُطلَع عليه، ولا يكون الوحي إلا للأنبياء عليهم السلام.

 

• أقوال العلماء في الكرسي:

قوله تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255] الكرسي هنا اختلف فيه علماء أهل السنَّة اختلافًا، وهذا الاختلاف يَندرج تحت الاختلاف في المسائل الاجتهادية من تفاصيل مسائل العقيدة؛ كاختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله، واختلافهم في الكرسي ما هو، واختلافهم في العاصي هل يعذَّب أو يدخل تحت الموازنة في أصحاب الكبائر، هذه تفاصيل ولا تَندرج على الأصل أن مسائل العقيدة (أصولها ومسائلها) ليس فيها اختلاف بين أهل السنة:

1- فمِن قائل: إن الكرسي هو العِلم؛ أخذًا من سياق هذه الآية.

2- ومن قائل: إن الكرسي هو العرش.

3- والقول الثالث: إن الكرسي موضع القدمين، وهذا هو القول الراجح عند المحقِّقين؛ لأثر أبي موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم أنهما قالا: "الكرسيُّ موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره"[6].

 

﴿ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾ [البقرة: 255]، هذا مِن النفي المتضمن كمالَه؛ أي: إنه لا يعجزه سبحانه وتعالى ولا يكلفه حفظ السماوات ولا حفظ الأرض، قال شيخ الإسلام: "أي: لا يكرثه ولا يثقله" فإذا كان لا يكرثه ولا يثقله ولا يُعجزه دل على كمال قدرته وقوته.

 

أنواع علو الله عز وجل:

﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ ﴾ [البقرة: 255]؛ "عليٌّ" له أنواع العلوِّ الثلاثة:

1- الأول: علوُّ الذات، وهذا العلو الذي ينحرف فيه المنحرفون من الجهمية والمعتزلة، ومن المتكلمين فالأشاعرة والماتريدية يَنفون علوَّ الله بذاته.

2- الثاني: وله العلو بقدره ومنزلته، فلا أحد أعلى من الله قدرًا ولا منزلة.

3- والثالث: وله العلوُّ بقهره وغلبته، فلا أحد يقهر الله عز وجل.

 

قال أهل العلم: والعلو بالذات بالقهر والغلبة، والعلو بالمنزلة والشأن ما اتفق عليه الناس، أما الذي وقع فيه الانحراف فهو العلوُّ بالذات:

وهو العلي فكل أنواع العلوْ ♦♦♦ وِله فثابتةٌ بلا نُكرانِ

﴿ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]: الذي لا أعظم منه عَظمةً في ذاته، وعظمة في صفاته، وعظمة في أفعاله.

وهو العظيم بكلِّ معنًى يوجب التْ ♦♦♦ تَعظيم لا يُحصيه من إنسانِ

 

ولهذا كان مَن قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولم يقربه شيطان حتى يُصبح:

وهذه الآية المشتملة على هذه المضامين العظيمة من العقيدة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ حتى يُصبح، ولا يقربه شيطان))[7]، ولهذا لما جاء الشيطان مرة ومرة ومرة في ليالٍ ثلاث إلى الصدقة يسرق منها، كل مرة يُقبض عليه، فيعتذر بأن لديه صِبية، وفي الثالثة قال له حارس الصدقة أبو هريرة رضي الله عنه: "والله لا أتركك حتى أسلمك إلى النبي" وقد حاول معه ثم قال: "ألا أدلك على شيء إذا صنعتَه لم يزَل عليك من الله حافظ ولا يقربنَّك شيطان؟" فأخبره عن آية الكرسي فقال النبي في ذلك: ((صَدَقك وهو كذوب)).

 

"الحي القيوم" هذان الاسمان جاءا في القرآن في ثلاثة مواضع:

1- الموضع الأول: في آية الكرسي.

2- والموضع الثاني: في أول سورة آل عمران: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 2].

3- والموضع الثالث: جاء في سورة طه: ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾ [طه: 111].

 

في قوله: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58] استدلالٌ من الشيخ بمعنى اسم الله "الحي"؛ أن له الحياة الكاملة لا التي يَلحقها موت، ولا حتى النومُ والنعاس؛ لأنَّ النوم والنعاس حاجة وافتقار، فمَن لم ينم يكون مريضًا؛ فالمخلوق يحتاج إلى النوم ليرتاح، فصار هذا الكمال وهو النوم كمالاً للإنسان؛ لفقرِه واحتياجه وافتقاره، ولما كان الله كاملاً من كل الوجوه فلا حاجة له إلى هذا النوم.



[1] رواه البخاري (5015)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ورواه مسلم (811) من حديث أبي الدرداء.

[2] انظر: القاعدة البعلبكيَّة؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية.

[3] انظر: تفسير ابن كثير عند هذه الآية في سورة الإخلاص.

[4] رواه مسلم (810)، من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.

[5] رواه مسلم (179)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

[6] رواه عبدالله ابن الإمام أحمد، في كتاب السُّنَّة، (586)، وابن أبي شيبة في العرش، (161)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (2248)، والحاكم في المستدرك (2 / 282)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

[7] رواه البخاري (2311)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح العقيدة الواسطية (1)
  • شرح العقيدة الواسطية (2)
  • شرح العقيدة الواسطية (3)
  • شرح العقيدة الواسطية (4)
  • شرح العقيدة الواسطية (6)
  • شرح العقيدة الواسطية (7)
  • شرح العقيدة الواسطية (8)
  • شرح العقيدة الواسطية (9)

مختارات من الشبكة

  • عناية العلماء بالعقيدة الواسطية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • كتب تنصح اللجنة الدائمة بقراءتها في مجال العقيدة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد من شرح العقيدة الواسطية للشيخ سعد بن ناصر الشثري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح العقيدة الواسطية(محاضرة - موقع د. زياد بن حمد العامر)
  • شرح العقيدة الواسطية (39)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (38)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (37)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (36)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (35)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح العقيدة الواسطية (34)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب