• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري / تفسير القرآن العظيم
علامة باركود

تفسير سورة الفاتحة (7)

الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/12/2010 ميلادي - 8/1/1432 هجري

الزيارات: 16147

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة الفاتحة (7)


اتزان العبد وضبط طاقاته:

السادس والعشرون بعد المائة:

عبودية الله الحقة تضبط اتزان العبد الصادق، فيكون متزناً في سائر شئونه، لا يطغيه مال ولا عز ولا منصب؛ لأنه يعتبر المال نعمة من الله، وعارية معارة منه إليه، سيسترجعها منه وينقلها إلى غيره في وقت مجهول لا يعلمه، فهو إذاً ينتهز الفرصة في حسن التصرف به واستغلاله استغلالاً صحيحاً، يكسبه المحمدة والخير في الدنيا والدرجات العالية في الآخرة، ولا يطغى فيتجاوز حدود الله فيه، فيتطاول به على الناس، أو يصرفه في شهواته ويتشفى بسببه من هذا في سبيل هذا أو ذاك. أو يبغي فيه الفساد بأي نوع، شأن الماديين الذين لهم أسوة بسلفهم الخبيث (قارون) بل عباد الله المخلصون الصادقون يستخدمون النعمة استخداماً طيباً في جميع وسائل الخير، مبتدئين منها بنصرة دين الله والإنفاق في سبيله ومساندة أهل طاعته - مهما كانوا -، محاذرين وعيد الله بقوله: ﴿ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 81].

 

وكذلك لا يطغيهم العز والنصر أو المنصب، أو تزيغهم أبهة الملك والسيطرة عما أمروا به وخلقوا من أجله، لاعتقادهم الجازم بأن الله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، ويَنزع الملك ممن يشاء، ويُعز من يشاء ويُذل من يشاء، وأن الله يبتليهم ويختبرهم بالخير والشر فتنة لهم، ليميز سليم القلب من  سقيمه، فيراقبون الله ويستعملون ما أولاهم من نعمه في تنفيذ أحكامه، حافظين لحدوده، لايتعدونها قيد أنملة بل يكونون أمناء على ما ولاهم الله إياه وأوصاهم به.

 

والتاريخ يشهد لعباد الله الصادقين بضبط الاتزان وحسن التصرف في نعم الله من مال وملك ووظيفة، بحيث أصبح تاريخهم مشرفاً بين الأمم، لم يتلوث بما تلوث به الماديون الزاعمون للحضارة والرقي والمدنية والمتبجحون بخدمة الشعوب، وهم جلادون للشعوب ومضللون لها، فهم شر البرية كما وصفهم الله، أما الأخيار فهم عباد الرحمن حقاً.

 

الوجه السابع والعشرون بعد المائة:

وهو أن من صدق الله فيما عاهده ويعاهده عليه من تكرار الضراعة إليه بـ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] فهذا ينضبط توازنه في أخلاقه وسلوكه في جميع نواحي الحياة ويكون إنساناً صالحاً لا ينتفع بحياته هو فقط، بل ينتفع به غيره كما أمره الله، وبذلك يحيا حياة طيبة كما وعده الله إذا حقق العمل الصالح المنبعث عن خشية الله ومراقبة حكمه، ولايحصل التوازن وينضبط إلا بالجمع بين العلم والعمل والغاية والوسيلة، والمادة والروح، والمحبة والوجدان، والحكمة والعاطفة، فيحصل حينئذ الإنصاف مع الانتصاف، والإحسان مع الموجدة، والصلة في مقابلة القطيعة، والإعطاء في مقابلة الحرمان، والعفو عند المقدرة، والحلم في مقابلة الغضب، والجمع بين العبادة والعمل، بحيث لا تتعطل أي موهبة من المواهب عن استخراج أي مادة وتسخيرها في أي ناحية، ليحصل الجمع بين العبادة والجهاد بجميع وسائل الكفاح، والاستعداد بجميع أنواع القوة، على اختلاف نواحيها.

 

فإذا توازنت هذه الطاقات وانضبطت في اتجاهاتها مع صلاح العمل المستقيم، وإخلاص القصد لله في هذا كله، حصلت الحياة الطيبة والنصر المبين، والسعادة في الدارين، وحصل الأمن الصحيح الكامل الشامل في الحياة وما بعدها، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] فوعد الله بالأمن والهداية العامة في جميع النواحي والشئون لمن لم يخلط إيمانه بشيء من الظلم، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، كما هو مقرر، فقوله (بظلم) يشمل جميع أنواع الظلم في كل شأن وناحية، سواء كان في معاملة الخالق أو المخلوق، وقد دل العقل والنقل على أن الشرك ظلم، وإن الظلم في معاملة الله شرك، إذ الظلم في اللغة هو: النقص، قال تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف: 33] والانتقاص من الحق ظلم لأنه انتقاص لصاحبه، وقد دل العقل  على أن الإنسان لا ينتقص حق أحد إلا وهو مستهين به، مستخف بشأنه، لايخشاه ولا يرجوه، ولا يوقره، وإنه لا يترك امتثال المأمور إلا حين يستخف بالآمر ولايبالي به، هذا في حق المخلوق في معاملته مع مخلوق مثله، فكيف بحق الخلاق العليم، مالك الملك؟!

 

ومن هنا حكم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن الظلم في معاملة الخالق شرك، فقد قال: (( إن الظلم هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال الله على لسان العبد الصالح لقمان: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾؟))[1].

 

وقال البخاري[2]: حدثنا محمد بن يسار، حدثنا ابن عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله قال: لما نزلت ﴿ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه، فنزلت:﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾.

 

وينبغي أن نعلم أن معاملة المخلوق لها ارتباط بمعاملة الخالق، والوقوف عند حكمه وحدوده، ومن أمعن النظر في جميع المفاسد والأخطار والجرائم، وجدها ناشئة عن اختلاف التوازن، سواء في السلوك الفردي أو الجماعي، فسورة الطيش والغضب والكبرياء والحقد، والشح والهمز واللمز والخيانة والسب، ومؤامرات السوء بسائر أنواع المكر، والسرقة والكذب والاحتيال والقتل، وسائر الجنايات، والبغي والنفاق بجميع فنونه، والانهماك في الحسد، والانطلاق في إشباع شهوات النفس ورغباتها على  حساب الآخرين، كل هذا وأمثاله سببه اختلاف التوازن الناشئ من عدم مراقبة الله، وتحقيق عبادته والاستعانة به - جل وعلا- في كل شيء، وكلها تؤدي إلى فساد المجتمعات وتؤذن بخرابها، لأنها السبب في إثارة العداوات واستفزاز الغضب والوثبات، المؤدية إلى الحروب الفاتكة المخربة المعدمة، كما جرى وسيجري أضعافه؛ لأن العالم المادي اليوم يتسابق في صنع ما يدمر المدنية، ويفتك بالحياة من تأثير ما ذكرناه، ومن تقديس العقل وإيثار المادة والنفعية على ما سواهما من الروحانيات التي بها تقوم السموات والأرض، وينضبط التوازن.

 

وكل الجريمة تعود في ذلك على اطراح وحي الله فيما أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - والكفر بالغيب وقصر الإيمان على المحسوس الملموس، مما ركزه طغاة اليهود في مذهب (دارون وفرويد) وغيرها من المذاهب اليهودية التي حلت وأفسدت مجتمعات أوربا وأمريكا، وأخذت الشيوعية  منها بقسط، والرأسمالية بقسط، وكلتاهما في الكفر والخبث سواء، وسلوكهما الباطل واختلال توازنهما سيجريان على العالم مختلف الويلات والدمار الرهيب، الذي لا يعلم مداه إلا الله، وهما وإن كانت تقع عليهما المسئولية مباشرة، لكن السبب في ذلك هو تخلي ورثة محمد - صلى الله عليه وسلم - عن القيادة، وانحطاطهم إلى هذه الحالة المشاهدة التي جعلتهم لا في العير ولا في النفير، ولو صدقوا ما عاهدوا الله عليه من حصر العبادة بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ لأنقذوا العالم وطهروه من كل فتنة.

 

فورثة محمد - صلى الله عليه وسلم - يجب عليهم القيام بإصلاح هذا الكون، وأن يفتحوا القلوب قبل البلاد، ويقوموا بتطهير الأرض من كل كفر وظلم وفسق وفجور، وأن يكونوا قوامين بالقسط، كما أمرهم الله، دافعين للباطل بسيوف الحق، التي هي سيوف الموحدين، وما يؤيدها من أنواع الحديد، وهذه المهمة لا تتحقق لهم إلا إذا ضبطوا توازنهم بحيث تتوازن جميع طاقاتهم، فلا يطغي بعضها على بعض، ولا يتعطل بعضها لحساب بعض، أو يتحد بلا حساب، فإن التوازن في داخل النفس البشرية حسبما رسمه الله هو الواقي من كل انحراف يكون في المجتمع، وهو الوسيلة لتفجير الطاقات، وبتحقيقه يصدق العمل للقول، وبعدمه يكذب العمل للقول؛ ولذا قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2-3] والمقت: أشد أنواع الكره والغضب.


وإذا كان مختل التوازن بهذه المنزلة عند الله فلا عجب من حالتنا اليوم؛ لأن الذي يمقته الله لا يوفقه ولا يرحمه الرحمة الصحيحة الخاصة بالمؤمنين، ولا ينصره على أعدائه، بل يسلطهم عليه، ويمده في الغواية مداً، بدلاً من أن يرده هداية ورشداً، والله ليس بظلام للعبيد، فمن طغى عليه حب المادة وإيثار زهرة الحياة، هانت عنده حدود الله، وضعفت قوته في أمر الله، فكان باخساً لحق الله، مطففاً في معاملته معه، لم يخص الله منه، ولا بمثل معاملته للمخلوق، فهذا لم يكن من أنصار الله الذين كتب الله على نفسه نصرتهم، وتحقيق الغلبة لهم في الدارين، ووعدهم أن يحييهم حياة طيبة يهنئوا فيها بالأمن والسعادة، بل انعكست حاله، فكان في أمر مريج وعيشة ضنك، لا يستريح فيها مع وفرة ماله، وطيب مساكنه، وارتفاع رتبته بين البشر، فوجود ما ينغص عيشته من الأخطار والمخاوف والإرهاصات المتنوعة، والحروب التي ينتظرها ويستعد لها، أو التي يتقلب فيها مابين حروب باردة أو كاوية، فلذاته ممزوجة بالمخاوف والمصائب.

 

وكذلك من طغى على قلبه حب لهو الحديث المتنوع والمجون، على حب ذكر الله وما نزل من الحق، أو طغى على قلبه حب شهواته ومعشوقاته على حب الله ورسوله، فهذا وهذا لا تندفع جوارحه في طاعة الله وتحقيق عبادته على الوجه المطلوب، من المسارعة في مرضاته وحمل رسالته والجهاد في سبيله لنصرة دينه، وقمع المفتري عليه، بل على العكس من كل هذا، وهذا يندفع اندافعاً بهيمياً إلى إشباع شهواته ونيل ملذاته، والتذوق من كل صوت حرام ومأكل ومشرب، ويكون على حد قوله تعالى:﴿ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [محمد: 12].

 

وهناك نوع آخر طغى ويطغى عليه التنسك إلى حد يقطع صلته بالواقع، أو يجعله يقتصر من دينه على صلوات ونحوها دون أن يهتم بشئون الحياة ويسعى لتسييرها على وفق شرع الله، فإنه يكون مفرطاً في جنب الله، ومتجاهلاً نفسه غير محترم لها في الوقت الذي يظن أنه قد احترمها وصرفها إلى عبادة الله،  ويكون  مخرجاً نفسه من الخيرية العظيمة التي هيأ الله أمة محمد لها، وأساء إلى دين الله بفسحه المجال لأهل الباطل، وإحداثه فراغاً هائلاً ينفذون منه في كل ميدان إلى ما يريدونه؛ لأنه بجموده قد ترك ثغور الإسلام الأخرى في جميع ميادين الحياة مفتوحة لغزو كل مبطل.

 

والتصوف - وإن قل - فقد خلف أهله رجالاً هم الأكثرون من محسوبي الإسلام يصلون صلاة هي مجرد حركات، لا يلتهب بها شعورهم وحماسهم، ويصومون كصيام البهائم المحبوسة عن الطعام، ويحجون ويعتمرون دون أن يشهدوا منافع لهم، بل يشهدوا الزحام واللكام، ويتبادل بعضهم الشتائم، ويرجعون دون أن ينتفع دينهم من نسكهم بشيء، وهكذا مما تنكبت به الأمة عن حال سلفها، فضاعت كرامتهم، وتبددت طاقاتهم، وكانوا مدداً لأعدائهم من حيث لا يشعرون.

 

ومن هنا نفذ علينا اليهود وأفراخهم النصارى وتلاميذهم من أبنائنا الذين انصبغوا برجسهم وثقافتهم، فانصبغت أكثر المناهج في سائر ميادين الحياة بصبغة مادية وثنية إلحادية، بعيدة عن حكم الله فيما أنزل، والسبب الأكبر في ذلك يعود إلى اختلال التوازن في المسلمين - سوقتهم وسراتهم - وقصرهم الدين على جهة دون جهة، مما جعلهم عرضة للغزو المتنوع، وجعل المسلمين في عقر دارهم، فيهم شبه من مسلمي (أوربا) ومسلمي (روسيا) اليوم، ويقيمون بعض الشعائر ويصلون في المساجد، لكن أولادهم في معزل عنهم ويتولى تربيتهم من لا يرضي، في دينه وأمانته، وكل هذا من اختلال توازنهم وانعزالهم عن أزمة الأمور، في جميع ميادين الحياة، وتصميهم على سلب دون إيجاب، فصارت عبودية الله كأنها في شيء دون شيء، والله أوجب على عباده العمل على إقامة حكمه وتسيير دفة الأمور وفق شرعه في كل ناحية وألا يندفعوا مع أي تيار أو يسايروا أحداً حيث سار، بل يدفعوا تيار الباطل، ويدفعوه بوحي ربهم، ويُسيُروا العالم على ضوء هدايته ببذل غاية مجهودهم وتفجير أقصى طاقاتهم، امتثالاً لقوله تعالى:﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾ [الحج: 78] لا بعض جهاده، بل بالمبالغة في ذلك، وهذا إذا حصل توازنهم بتحقيق عبودية الله، ولم يحصل فيهم الاختلال.

 

الثامن والعشرون بعد المائة:

الضارع إلى الله صدقاً بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يتجرد من جميع مؤثرات الجاهلية بكافة أنواعها، سواء المألوفة عنده في بيئته أو المستوردة عليه، فينخلع عنها وتبدأ منها عن بغض وعداء، مكتفياً بتلقي الهداية في جميع شئونه من كتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والجاهلية ليست رسماً خاصاً أو صبغة خاصة مقصورة على قرن أو قرون مضت. إنما الجاهلية: كل سلوك مخالف لملة إبراهيم وشريعة سيد المرسلين في أي ناحية من نواحي الحياة، والجاهلية التي ينتهجها أكثر الناس اليوم أفظع من كل جاهلية سبقتها؛ لأنها باسم العلم والفن تجعل الناس بمعزل عن منهج الله في الحياة، بل فيها الاعتداء الكامل على سلطان الله في الأرض، والسيطرة على عبيده بكل ظلم ومهانة، والجناية على عقولهم بالدجل والتضليل، وقتل أرواحهم بالأفكار السامة والعقائد المنحرفة التي تضيع دينهم ودنياهم، وفيها من الإغراء على كفر النعمة وإنكار الخالق، أو التنكر لدينه وشريعته والتنديد بها، مما هو تهجم على حكمته واستهانة بعزته، وفيها من التحسين للخلاعة والرذيلة والعمل على إذهاب الحياء ما لا تقبله جاهلية أبي لهب وأبي جهل، فأكبر مهمة للعابد لله تغيير واقعه  مما حل به من أنواع الجاهلية بأي وصف ولقب وأي خطة، بل من ضروريات الصدق للضارع إلى ربه بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ أن ينخلع من كل عمل أو قول أو اعتقاد جاهلي، وأن يتخلص من ضغط أهل مجتمعه، فلا يصطلح معهم أو يتفق أو يلتقي معهم في أي ناحية، فلا يتعامل في سوقه معاملة جاهلية مبتعدة عن شريعة الله، ولايلتقي مع أي مصرف عمولته على خلاف شرع الله، ولا يلتقي مع أي مصرف في عمولته على خلاف شرع الله، ولا يدخل أولاده في أي مدرسة يكون التعليم فيها على خلاف ملة إبراهيم وشريعة سيد المرسلين، ولا تجره المصلحة العائلية المزعومة إلى الهزيمة بإدخالهم في أي مدرسة كانت فيها خطر على العقيدة بما يخالف التصور الإسلامي الصحيح،ولا يسمح في بيته بدخول أي لون من ألوان الجاهلية من التبرج وإظهار المفاتن أو تضييق الثياب، أو الحفلات الحديثة النابية عن أخلاق الإسلام، فضلاً عن الاختلاط والعياذ بالله، بل تكون مهمته السامية أن يستعلي على هذا المجتمع ويترفع عن جميع عاداته ونظمه، وأن يعمل على تغييره بكل وسيلة من وسائل الحكمة، والتوجيه بسائر وسائل النشر والإعلام المختلفة، لا تخالطه الأنانية والميوعة، فلا يحاول الركون إليه أبداً؛ لأنه يحرمه أن يعيش كما يطلبه الله على وفق شريعته إما بالدجل والتضليل أو بالقهر والضغط المتنوع؛ لأن المجتمع الجاهلي - مهما اختلف اسمه ولقبه- يدعي بعض أهله أن لهم الحق في وضع التصورات والقيم وسن القوانين والنظم التي يجب خضوع الباقين لها؛ مما يجعل بعضهم أرباباً يشرعون وبعضهم عبيداً ينفذون، وقد يدعي الجميع منهم أن له الحق في سلوك ما يهواه، فكيف يلتقي معهم العابد لله حقاً؟ طبعاً لا يلتقي معهم إلا المطفف مع الله أو الجاهل بحكم الله.

 

التاسع والعشرون بعد المائة:

العابد لله حقاً والضارع إليه بـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يعلم أنه  لا يصلح نفسه ولا مجتمعه، بل ولا يصلح جميع أوضاع العالم، إلا بتحقيق عبادة الله وإقامة دينه حسبما شرعه، وليس حسب نظريات قلقة من فلسفات اليهود والملاحدة باسم الحرية والديمقراطية أو الاشتراكية.. إلى آخر المصطلحات الجوفاء.

 

فإن العدالة المطلوبة المنشودة في كل هذه المصطلحات السابقة إنما ينبثق فيه المجتمع من التصور الإسلامي الصحيح المرتكز على عقيدة توحيد الألوهية، التي يرد الأمر فيها كله لله ويقبله عباده الصادقون عن رضا وطواعية وتسليم لأمر الله ورسوله.

 

فلا يطمع أحد بغير ما آتاه الله أو يحقد على غيره من أجل ذلك، كما لا يحاول أحد أن يوجه الناس ضد قضاء الله وقدره، كما يجري ممن ينازع سلطان الله بحكم الأرض أو بعضها على خلاف وحيه الذي بعث به نبيه وعمل به هو وصحابته.

 

فقد بعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - والمجتمع العربي فيه أنواع من البؤس والنزعات الطائفية، والاستعمار المحيط به، فلم يأمره بالدعوة إلى قومية يتكتل فيها العرب، ولا بالدعوة إلى اشتراكية يغريهم فيها بالمساواة الكاذبة.

 

ولو دعا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك لاستجاب له أكثر العرب أو كلهم بلا عنت ولا عناء، ولكن الله يعلم أن هذا ليس طريقا مجدياً لحمل الرسالات، ولا لتطهير الضمائر أو إصلاح الجوارح، كما أنه ليس الطريق الصحيح لتخليص الناس وتحريرهم من عبودية بعضهم لبعض واستعداء بعضهم على بعض.

فالعبودية الحقة الواجبة لله عى الخلق هي سيطرة سلطان الله على الضمائر والجوارح وسائر الأحاسيس.

 

الثلاثون بعد المائة:

بتحقيق عبادة الله يعرف الإنسان نفسه فيغالي بقيمتها، ذلك أنه لا يعرف قيمة نفسه إلا الذي يعرف الله حق معرفته، ويقدره حق قدره، فينزهه عن العبث، ويتيقن أنه لم يخلق السموات والأرض ومابينهما باطلاً؛ لأن ظن الذين كفروا، والله لم يخلقهما إلا بالحق وأجل مسمى، لنهاية لم يطَّلعْ عليها أحد من خلقه، ثم يعرف وظيفته في الأرض وأن اقامة فيها خليفة له، فيتصور وظيفة الخليفة وواجب الخليفة، وذلك التصور ناشئ من اعتقاد أنه لم يخلقه الله عبثاً، تعالى الله وتقدس عن ذلك.

 

وعلى أساس ذلك يشمخ برأسه، متشرفاً بوظيفته العالية الجليلة، مراعياً خدمة مولاه العلي العظيم في تحقيق أوامره، وتنفيذ وصاياه وتشريعاته، مترفعاً عن الخيانة في ترك شي منها، أو التقصير في تنفيذه،  وهنالك يتمسك بوحي ربه الذي أورثه إياه من نبيه، وأمده به قبساً ونوراً يهتدي به ويهدي سواه، كما أمره وأوجب عليه، فيعرف قيمته وشرفه بين المخلوقات من ناحيتين:

إحداهما: أنه خليفة للملك العظيم، مالك الملك، إله السموات والأرض، فكما يعتز من هو نائب الحاكم من حكام الدنيا باستخلاف الحاكم له، فإن اعتزاز المؤمن العارف بوظيفته لله، والراجي مقامه عند الله، أعظم من اعتزاز ذلك أضعافاً مضاعفة، وهذا الاعتزاز يكسبه الاستمساك بوحيه، والقوة في تنفيذ أوامره، والغلظة على مخالفية، ومحبة أحبابه وأهل طاعته وموالاتهم، وبغض أعدائه المنابذين لوحيه ومعاداتهم ولو كانوا أقرب قريب.

 

ويعلم حق العلم أن الله أقامه مقام القيادة والتوجيه، فلا يقصر في استلام القيادة، ولا يتراخى في مسكها، ولا يقصر في توجيه عموم البشرية إلى الله بما أوحاه إليه، ولا يجمد في قصره على أسلوب واحد أو تصريف واحد، بل ينوع أساليب هدايته ويصرفها إلى كل مثل، ويشبع بها كل مادة، ويكيف بها كل برنامج من برامج التعليم، ومواد النشر والإعلام المختلفة مستغنياً بوحي ربه، المتضمن لكل هداية، والمتكفل بالرد على كل ناحية من نواحي الإلحاد والنظريات المختلفة،والوافي بجميع الحلول لكل المشاكل، معتقداً كفايته عما سواه.

 

ثانيتهما: إنه وارث لنبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في حمل رسالته وتبليغ دعوته وتوزيع أنوار هدايته، وأن يسلك مع الناس نفس المسلك الذي سلكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليحصر التلقي من هذا الرسول، كما كان هو حاصراً للتلقي من عند ربه، لا يطيع آثماً ولا كفوراً، متحذراً من كل واحد أن يفتنه عن بعض ما أنزل الله إليه، غير متبع أهواءهم في أي شأن من الشئون، فكذلك المسلم الوارث لنبيه يحصر تلقي الهداية على  سنته قولاً وفعلاً، وإقراراً، مما هو تبيين لكلام ربه، ولا يتعداه مثقال ذرة، ولا ينخدع بزخارف القول من غير المسلمين المؤمنين، ولا يسلم لشيء من نظرياتهم المخالفة لمدلول وحي الله، أو ينهزم هزيمة فكرية أمام ما يزعمونه من اكتشافات يظهر بها مؤقتا مما يخالف الوحي، لأن اكتشافاتهم مهما اطردت وتطورت فهي قاصرة جداً، والجديد منها ينقض القديم، ولا يزال الله يريهم من آياته وعجائب صنعه وقدرته ما يتبين لهم به أنه الحق، كما وعد بذلك في الآية (53) من سورة فصلت.

 

فالمؤمن بالله العابد لله المغالي بقيمته بين العالم، لا ينهزم فكرياً أمام ما يذيعونه من نتائج اكتشافاتهم، جازماً أن ما خالف الحق منها سيكذبه اكتشاف جديد موافق لوحي الله، سواء كان قريباً أو بعيداً؛ لأن الله عز وجل لا معقب لحكمه ولا مبدل لكلماته، وكل ما أخبر به على  لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -. لابد أن يتحقق وأن ينكشف كذب غيره، وأن تنعكس حالة كل من خالفه وابتغى الخير في سواه، وبهذا اليقين يصمد ثابتاً لا  يتغير بشي من جعاجع الناس وفراقعهم، ولا يستخفونه بتقليدهم أو إصدار فتاوى موافقة لأهوائهم ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾ [المؤمنون: 71]؛ لأنهم إذا استخفوه وفتنوه فغيروا مجرى سيره، تدنى برأسه وسقط إلى مستواهم المادي البهيمي ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 10] وحينئذٍ تذهب ميزته المحمدية بين سائر الأمم.

 

الثاني والثلاثون بعد المائة:

هو أن المستعين بالله يملك نفسه ويملك وقته، ويحتفظ بحرية الحركة تلقاء ما يواجه من أمور الحياة طيبها ومكروهها، دون أن يخيفه شيء أو يعوقه أي مؤثر، فيعتمد على الله ثم يثق بنفسه، فيمده الله بقوة معنوية يقدر بها على فعل الكثير، دون استمداد من أحد أو انتظار عونه، وإنما بالاستعانة الصادقة بالله، يحرك قواه الكامنة ويفجر طاقاته وملكاته المدفونة فيه، ويستغل كل فرصة متاحة له دون أي تفريط أو تسويف، فلا يؤجل عمل اليوم لغد، أو يتريث عنه متعلقاً بالأماني؛ لأن ذلك مخالف للاستعانة، ومؤخر أو حارم من حصول الخير.

 

فالاستعانة الصحيحة بالله أعظم دعامة لتحقيق المستقبل وتخفيف عبئه، وتحمل مشاق لتنفيذ كل منهاج في الحياة، والمستعين بالله حقاً ينجح بين العدة الروحية والمادية فلا يخيب مسعاه بإذن ربه، وضده إما أن يغفل أو يكسل، فتطول فترة عنائه التي يبتغي الخلاص منها، وإما أن يقتصر على الماديات مغفلاً جانب الله إلى نفسه من جهة، ويسيره حسب سنته الكونية بما يشقيه - وإن نجح مؤقتاً - لحكمه قضاها الله لاستدراجه وعقوبة غيره به. فإنه لابد من انعكاس أمره كما جرى لكل أمة منحرفة في القديم، وللأمم الشيوعية في الحديث، كذلك من نحا منحاها أو قابل باطلها بباطل معاكس له، ولم يقابلها بما نزل من عند الله من الحق، فإن هذا النوع من الناس تئول به جهوده إلى الانحدار والهزيمة حسياً ومعنوياً، مهما عالج أو غالط، فالله غالب على أمره.

 

الثالث والثلاثون بعد المائة:

العابد لله يطهر قلبه من أدران الذنوب وينقيه من الوساوس، ويصقله بذكر الله والتوبة، نادماً متحسراً على كل لحظة فاتت، متلهفاً على ما فرط منها غير عمل صالح، ومتحسراً على ما أمضاه منها في باطل، ومنتهماً على المزيد مما صلح منها، وقد أورد الأصبهاني حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((النادم ينتظر من الله الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله ولا يخرج من الدنيا حتى يرى حسن عمله، وسوء عمله، وإنما العمال بخواتيهما والليل والنهار مطيتان، فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة، واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة، ولا يغتر أحدكم بحلم الله،فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله))[3].

 

ففي هذا الأثر حض على اغتنام فرص العمر وترك التسويف في الطاعة والتوبة والاستزادة من الأعمال، وعدم الاغترار بإمهال الله وحلمه، ويا عجباً ممن ينظف منزله ومتجره ومكتبه كل يوم، ويجدد لذلك الأثاث والبضائع، بل يجدد ثيابه وينظف ما تدنس منها دائباً، ولا ينظف قلبه، ولا يجدد لكل خطيئة أو تقصير توبة، ولا يصفي قلبه لله من كل شيء، كل هذا من الغفلة والغرور ولا يرضى لثيابه بالدنس، ويعمل على دنس قلبه، بل على مزيد منه بترك تطهيره، وفي الحديث: ((إن العبد إذا أذنب ذنباً نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقلت وإلا علت قلبه، فذلك الران الذي قال الله فيه: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾))[4].

 

فالعابد لله يراقب الله بمحاسبة نفسه على كل خطرة أو نظرة، وعلى كل حركة وسكون ليصقل قلبه من سواد المعصية فعلاً والتقصير في الطاعة فلا يلقى الله بقلب أسود، فإذا تدنس ثوبه ذكر دنس قلبه فسعى لتنقيته وتطهيره قبل ثوبه؛ لقوة معرفته أنه محل نظر الله.

 

وإنما كان العابد لله منقياً لقلبه منزهاً لأحاسيسه ليسلم تفكيره مما سوى الله، فتنضبط جوارحه وحركاته وفق حدود الله، فتكسب نفسه الاعتدال والتوازن، وكلما اعتراها شيء من نزعات الشياطين أصلحه بمراقبة الله والتوبة النصوح؛ ليرجع إليها توازنها واعتدالها، فلا تفقد مدد الله، فإن الإنسان في أشد الحاجة إلى تعهد حياته المعنوية والتنقيب في أرجاء نفسه، ليعمل مايصونها من التفكك، والعلل الناشئة من الشرك الذي هو اتباع الهوى، أو المعصية التي لا تكون إلا من غفلة أو غيبوبة منهزم عقل.

 

فإن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلما يتماسك مع حدة الاحتكاك بأنواع الشهوات والمغريات، وتأثير وساوس شياطين الجن، وقرناء السوء من شياطين الإنس، وهذه عوامل الهدم في الكيان البشري، تهدم الضمير وتسلب العقل وتقضي على الفطرة، ولا ينجي منها إلا مواصلة الجهاد في تنقية القلب وتطهيره مما سوى الله، ولذا كان المؤمن دائماً في جهاد أكبر، لحماية مملكته الغالية التي بين جنبيه من استعباد الهوى والشهوات، واستعمار شياطين الجن والإنس لها.

 

الرابع والثلاثون بعد المائة:

عبودية الله تستلزم الإخبات له، فالعابد لله يكون مخبتاً له، والإخبات: الاطمئنان، فهو النزول بالنفس عن الكبرياء والغطرسة بأن تستذل لله وحده، وترى فقرها وحاجتها إليه ملازمين لها،ويسمى المكان المطمئن في اللغة: (خبتاً) والإخبات لله هو: الذل والاطمئنان عند ذكره خوفاً ووجلاً، والرضا بقضائه بالصبر على المصائب، وهو عدم الجزع والهلع لا الاستسلام بالكلية، بل يعالج قضاء الله بما قضاه من الأشياء التي تدفعه أو تخفف وطأته، وأ، يكون العابد مقيما للصلاة، مصطبرا عليها كما أمره الله، ليستعين بها على طاعته وتنفيذ وصاياه، وأن يجود بماله بالإنفاق فيما يرضي الله.

 

وقد أوضح معنى الإخبات في قوله عز وجل: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 35-34] فالإخبات من لوازم العبودية؛ لأنها مبنية على الذل والخضوع ومنه يسمى الطريق الممهد المذلل بالآلات معبد، لكن هذا الذل  لا ينبغي إلا لله وحده، أما لسواه فلا يكون محموداً، بل هو جبن وخنث وميوعة، وقد يكون شركاً والعياذ بالله.

 

وبعكس المخبت (المغرض الانتهازي) الذي يعبد الله على حرف، فإن نال خيراً ونجاحاً عاجلاً رضي واطمأن به ومن أجله، وإن أصابه شر أو انتكس مقصوده بحدوث فتنة أو محنة سخط على الله، وانقلب عن طاعته أو شك فيه - والعياذ بالله - فهذا ليس من العابدين لله، بل هو انتهازي ليس عنده إيمان ولاعقيدة، وعاقبته الخسران المحتم من الله في قوله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [ الحج: 11].

 

الخامس والثلاثون بعد المائة:

العابد لله يلتفت إلى حكمة في مصالحة الأمور، فيدفع الشر والإساءة بالتي هي أحسن، ويكون حكيماً في المعاملة، يستجلب الود والإخاء، ويعفو عن الزلات، ويقابل المسيء بالإحسان، ليستبقي مودته، ويكسب صداقته، بدلاً من أن يشاوره، فيستعجل الخلاف، ويتفاقم الشر، ويعظم الخطر، ويتسع الصدع، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34] وهذا إذا كانت الإساءة ليس لها مساس بالدين أولاً، ولم تصدر من خبيث الطبع ثانياً، ولم تتكرر ثالثاً، فإن كان لها مساس بالدين وجب الغضب لله، غيرة له وحمية لدينه، فيعالجها بمقتضى الشرع من إزالة المنكر، وتأديب فاعله حسب حاله، وحال خطيئته، ناوياً بذلك رحمته بتطهيره مما قال أو فعل مع نصرته للحق، فإن الرحمة الصحيحة لا تتحقق إلا بذلك، فرحمته بنصحه وزجره وتأديبه ليرتدع فتطهر جوارحه وأحاسيسه من رجس الخطيئة وشؤمها، وتركه غش له وإيذاء لجوارحه، وتنجيس لروحه، وخيانة لرب العالمين وإخلال بعبوديته.

 

وأما خبيث الطبع فلا ينفع معه التسامح، ولا يجدي فيه المعروف والإحسان، بل يزيد في تمرده وغروره واستعلائه على الأخيار، فعلاجه ودفع ضرره بقمعه بالعقوبة الرادعة الملائمة، نصحاً لله ولكتابه ولرسوله وعباده المؤمنين، وما أحسن قول الشاعر:


واخش الأذى عند إكرام اللئيم كما
تخشى الأذى إن أهنت الحر ذا النبل
إن الصنيعة للأنذال تفسدهم
كما تضر رياح الورد بالجعل

 

وكذلك من تكرر بإهدار الكرامة والنيل  من المؤمن، وإن لم يكن خبيث الطبع فإنه يردع حتى لا يكون ذلك سجية له، فيكون ردعه تهذيباً له ورحمة.

فالعابد لله يجمع بين الصبر والانتفاضة، وبين الحلم والغلطة حسب الحدود الشرعية، بحيث لا يطغي كل منهما على الآخر، وقيل:

لئن كنتُ محتاجاً إلى الحلم إنني
إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولستُ أود الجهل خدناً وصاحباً
ولكنني أرضى به حين أحرج

 

السادس والثلاثون بعد المائة:

عبودية الله توجب على العابد اعتزال المخالفين صراط الله، المنابذين لوحيه،فلا يجالسهم أو يقترب منهم، إلا لمصلحة دين الله، وما يستوجب خدمة عباده الصادقين، ولا يخالطهم على باطل أو يجلس معهم وهم يخوضون في آيات الله؛ لأن العامل لشيء من ذلك مخل بعبودية الله، بل قد انطفأت جمرة الغيرة لله من قلبه، لنقص حب الله فيه أو انعدامه منه والعياذ بالله، وقد قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68].

 

السابع والثلاثون بعد المائة:

عبودية الله توجب على العابد ألا يوالي من خالف أوامر الله أو تجاوزه حدوده، أو عمل على إيذاء المؤمنين أو التنكيل بهم، ولا يتعاون مع فاعل ذلك، ولا يعينه، ولا يدفع عنه عقوبة، ولا يحسن إليه؛ لأنه بذلك يكون مسيئاً إلى الحق وأهله، مشجعاً للباطل وفاعليه، ومؤذياً أولياء الله، وناصراً أعداءه، وبذلك تكون المبارزة لله بالمحاربة كما ورد في الحديث القدسي: ((من عادي لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة))[5].. الحديث. بل عمله منافٍ لأصل التوحيد من الحب في الله والموالاة لأجله، والبغض في الله، والمعاداة من أجله.

 

فالعابد لله لابد أن يعلن البراءة ممن انتهج غير شريعة الله وحكمه، واتبع غير سبيل المؤمنين، حاله في ذلك حاله أبينا إبراهيم إذ تبرأ من قومه المشركين.

 

الثامن والثلاثون بعد المائة:

فالعابد لله حقاً يكون صادق الوعد، لا يلويه عن الصدق أي مصلحة أو شهوة، وقد مدح الله نبيه إسماعيل عليه السلام بأنه كان صادق الوعد، وذم المنافقين بإخلافهم الوعد وترك الصدق في قوله تعالى:﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 75-77].

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً))[6].

وقيل له - صلى الله عليه وسلم -: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: ((نعم))، فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال:((لا))[7].

 

التاسع والثلاثون بعد المائة:

والعابد لله يأمر أهله بالصلاة والزكاة مصطبراً على ذلك، ممتثلاً أمر الله: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه:132].

والأهل يشمل الأولاد ذكوراً وإناثاً، والزوجات، والإخوان، والأخوات، وسائر الأقارب أصولاً وفروعاً.

 

ويتسع معنى الأهل باتساع القدرة ونفوذ الكلمة، فالحاكم يدخل في عموم أهله جميع رعاياه مهما كثر عددهم واتسعت بلادهم، فهو مسئول عنهم جميعاً.

 

والصلاة عمود الدين، وهي الفارق بيننا وبين المشركين، والمسلم المؤمن مطالب من الله بقتال الناس حتى يشهدوا الشهادتين، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، وإذا كان مطالباً بقتالهم، فكيف يغفل عمن هم تحت يده، أو يهملهم في إقامة هذه الشعائر؟!!

 

الأربعون بعد المائة:

عبودية الله تقتضي تحقيق ألوهيته في الأرض كألوهيته في السماء، فتخضع القلوب لسلطانه، وتنقاد الجوارح لطاعته وتمتلئ القلوب من محبته وتعظيمه، وتندفع جميع القوى والطاقات في نصرة دينه، وقمع المفتري عليه، وجعل الحاكمية له وحده، وتكريس كل الجهود لانتزاعها من كل ظالم وطاغوت يريد الاستبداد بها وفق أهوائه.

 

فالعابد لله لا يقر أحداً على ذلك، فضلاً عن أن يخضع له؛ لأن من أقره وخضع له طوعاً يكون عابداً له قد اتخده نداً لله سبحانه وتعالى.

 

أما الخاضع له والمنفذ لحكمه استحساناً فهذا مشرك، بخلاف المرغم عليه وهو ساخط، فإن حكمه حكم من أُكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان.

 

فإن عبادة الله تحصر السلطان له وحده في سائر ميادين الحياة، ولا تعتبر لعباد الله جنسية سوى العقيدة التي يتساوى فيها جميع الناس، والخارج عن ذلك ليس عبداً لله ؛ لأن عمله مناقض لمدلول الشهادتين.

 

الحادي والأربعون بعد المائة:

العابد لله حقاً عن حب ومعرفة، هو الذي يخر لتلاوة آيات الله خاشعاً مسبحاً، وإجلالاً لعظمة الله وتقديراً له حق قدره، واعترافاً بجميله، وقياماً بشكره، فيتدبر ما يتلوه أو يتلى عليه من وحي ربه، ويعمل بمدلوله بعد تفهمه الناتج من ذلك الخشوع والتدبر والتعظيم، فيكون هادياً مهدياً، صالحاً مصلحاً، مهتدياً بنفسه، داعياً إلى ربه، موزعاً لأنوار الوحيين، مصلحاً بها قلبه، مطهراً بها جوارحه، وساعياً لإصلاح ما قدر على إصلاحه من أهل الأرض على ضوئها، فيكون خليفة صالحاً لله في أرضه، كما أوجب عليه، وخلقه من أجل ذلك، ويكون مقتدياً بنبيه - صلى الله عليه وسلم - محسناً التصرف في ميراثه، مستجلباً بذلك مدد الله ونصرته على أعدائه مهما كانوا، ويحقق إنسانيته الكاملة بانتفاعه بكتاب الله علماً وعملاً.

 

أما من كان على خلاف ذلك فقد دسى نفسه، ونزل بها عن مستوى الإنسان الرفيع إلى مستوى الحيوان الوضيع؛ لأن من لم ينتفع بوحي الله من كتاب وسنة وقد حمله الله إياه فهو كالحيوان، بل شبهه الله بأبلد البهائم وأخسها، فقال: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ [الجمعة: 5] وهذا المثل لمن لم ينتفع بوحي الله لعدم تقبله والانطباع به؛ لأنه ببلادته كالحمار الذي يحمل الكتب، فإنه لو حملها على ظهره طول عمره لم ينتفع بها لعدم فهمه، فالإنسان الذي شرفه الله وأمده بقبس من نوره فيما أوحاه إلى رسله، إذا زهد فيه وأعرض عن هدايته، وتخلى عن واجبه لله فيه، شابه ذلك الحمار في بلادته، وهو الجاني على نفسه بطرحه لما شرفه الله به، فاستحق ذلك المثل السيئ من الله الذي هو أحكم الحاكمين.

 

ولكن كثيراً ممن رضي بالحياة الدنيا وقصر عمله عليها، وصار غاية همه ومنتهى قصده تأمين معيشته البهيمية، وتربية عياله، وجمع المال أو اكتسابه لهذه الغاية، دون تفكير بحمل رسالته وحماية عقيدته وتركيزها والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، لتنفيذ هذا المخطط، وتوسيع رقعة الإسلام - فهذا النوع الكثير من الناس اليوم- لو قيل لواحد منهم: (أنت كالحمار) غضب وزمجر، ووقع في عرضك، وقال عن نفسه:(أنا الرجل وأنا وأنا) وهو غافل سادر لا يدري أنه مستحق لهذا الوصف السيئ من رب العرش العظيم.

 

وبسبب هذا الشعور الخاطئ وقلة الاهتمام بما أوجب الله من حمل الرسالة لتوزيع الهداية وحماية العقيدة تغلب على المسلمين الجامدين والمحسوبين على الإسلام طغام، ممن تسيرهم الأرتال الخمسة الماسونية اليهودية، وتحركهم المبادئ المادية التي غرسها اليهود على أيدي المستعمرين؛ لأن هؤلاء الطغام انشغلت قلوبهم - التي تركها المسلمون المفرطون فارغة - بتلك المبادئ، واستعلت تحمساً لها، فتصلبوا للدفاع في سبيلها ونجحوا - مؤقتاً- نجاحاً جروا به الخراب والدمار في كل ناحية، وسببه تبلد المسلمين لانطفاء جمرة الغيرة لله في قلوبهم.

 

والله الذي ضرب هذا المثل لمن لم ينتفع بوحيه بحسن حمله ورعاية الأمانة فيه، قد ضرب مثلاً أسوأ منه لمن انحرف عن وحيه وانسلخ منه مبتغياً سواه، مما تهواه نفسه من المذاهب والأذواق، فشبهه بالكلب الذي من طبيعته أنه ﴿ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾ كما نص على ذلك في الآيات [175-176] من سورة الأعراف، وقد ذكرت في عدة مواضع أن هذا المثل هو من معجزات القرآن الخالدة، فإننا نرى المنحرف عن وحي الله إلى شهواته وأطماعه يلهث كالكلب، بل نجد هذا الصنف من الناس يتهارطون في صحفهم وإذاعاتهم، تهارط الكلاب، وإذا سكت بعضهم لم يسكت الآخر عنه فيعود إليه.

 

وهذه من بعض عقوبات الله على الكفرة ومن شابههم من أدعياء الإسلام، الذين إذا ذكروا بآيات الله خروا عليها صما وعمياناً، لا تعيها آذانهم، ولا ترعاها قلوبهم، فلا تنطلق بها جوارهم، فإنهم بذلك يحدثون فراغاً هائلاً تنفتح به جميع ثغورهم أمام غزو أعدائهم المتنوع كما حصل، ولا ينجو المسلمون منه حتى يحققوا عبادة الله بأخذ وحيه بقوة، وأن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، مبتعدين عن مشابهة أهل الكتاب في أي شيء كما سنوضحه.



[1] أخرجه البخاري (32)، وأخرجه مسلم (124).

[2] انظر التخريج السابق.

[3] أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 314) رقم (520)، والبيهقي في الشعب (5/ 453) رقم (7254) وغيرهم من طرق عن مطرف بن مازن عن سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به. وقال ابن عدي في الكامل (6/ 430) وهو بهذا الإسناد منكر. اهـ.

ومطرف بن مازن كذبه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بثقة. انظر ميزان الاعتدال (6/ 443).

[4] أخرجه الحاكم في المستدرك(1/ 45)، وابن حبان في صحيحه (3/ 210) رقم (930) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه به.

[5] أخرجه البخاري (6502)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

[7] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(4812)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 54)، ومالك في الموطأ (2/ 990) رقم (1795) من حديث صفوان بن سليم مرسلاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة الفاتحة (1)
  • تفسير سورة الفاتحة (2)
  • تفسير سورة الفاتحة (3)
  • تفسير سورة الفاتحة (4)
  • تفسير سورة الفاتحة (5)
  • تفسير سورة الفاتحة (6)
  • تفسير سورة الفاتحة (8)
  • تفسير سورة الفاتحة (9)
  • تفسير سورة الفاتحة (10)
  • تفسير سورة الفاتحة (11)
  • تفسير سورة الفاتحة (13)
  • تفسير سورة الفاتحة (14)
  • تفسير سورة الفاتحة (15)
  • تفسير سورة الفاتحة (18)
  • تفسير سورة الفاتحة (19)
  • تفسير سورة الفاتحة (20)
  • تفسير سورة الفاتحة (21)
  • تفسير سورة الفاتحة (22)
  • تفسير سورة الفاتحة (23)
  • أسرار الفاتحة (1) اعرف ربك من خلال سورة الفاتحة

مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصَّل ( 10 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ مالك يوم الدين - إياك نعبد وإياك نستعين ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير سور المفصَّل ( 9 ) تفسير الآيتين من سورة الفاتحة ﴿ الحمد لله رب العالمين - الرحمن الرحيم ﴾(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من مائدة التفسير: (تفسير سورة الفاتحة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير سورة الفاتحة للأطفال(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مجلس في تفسير الفاتحة من تفسير ابن جزي المالكي الغرناطي(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مجلس في تفسير الفاتحة من تفسير ابن جزي الغرناطي المالكي(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مخطوطة تفسير الفاتحة المسمى (تفسير العلوم والمعاني المستودعة في السبع المثاني)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (1) سورة الفاتحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب