• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم / خطب منبرية
علامة باركود

مهلاً أيها المسافرون

أ. د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/8/2007 ميلادي - 2/8/1428 هجري

الزيارات: 21907

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مهلاً أيها المسافرون

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.


في كل عامٍ في مثل هذه الأيام حينما تشتد حرارة الصيف اللاهبة، التي ما هي إلا نفس من أنفاس جهنم، نسأل الله السلامة منها.


وعندما يُلقِي الصيف بسمومه يفرُّ الناس إلى الشواطئ والمنتزهات عازمين السفر والتجوال، حازمين الحقائب فراراً من حرارة الأجواء، ويترجم ذلك التهافت على مكاتب الحجوزات للسفر في شتى القارات.


لسنا ضد مبدأ السفر، فالأصل فيه الإباحة، وربما يكون مستحبا، أو واجباً إذا غلبت فائدته، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج همٍّ واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد

 

فبالسفر يُطلب العلم، وفي السفر يُحجُّ بيتُ اللهِ الحرام، وفي السفر صلةُ الأرحامِ، وفي السفر الجهاد في سبيلِ الله، وفي السفر العظةُ والاعتبارُ، وفي السفر كسب الرزق، وفي السفر ترويحٌ مباح.


كما أنّنا لا نعترضُ على النزهة والترويح المباح؛ فإننا بحاجةٍ إلى الراحة بعد الكدِّ والتعب، وبحاجةٍ إلى الهدوء بعد الضجيج، وبحاجةٍ إلى الإجازة بعد العمل، ولا يُنكِرُ ذلك إلا مُكابِر.


إنّ الإسلام يُقِرُّ ذلك، وهو دينُ الفطرة، وقد جاء حنظلة بن عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه الغفلة عن الطاعة أثناء ملاعبة الأطفال، ومعاشرة النساء، قال: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَمَا ذَاكَ؟)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ، وَالأوْلادَ، وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً)) ثَلاثَ مَرَّات؛ رواه البخاري رقم (4937).


لسنا ضد السفر والترويح، ولكننا ضد المعصية والانحلال، وما يمارس في بعض هذه الأسفار مما يستوجب التحذير والبيان.

ولذا فسنقف عدة وقفات ونحن نستعد للإجازة الصيفية:

الوقتُ وما أدراك ما الوقت! إنه مادة الحياة ووعاء العمر.

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ♦♦♦ وأراه أسهل  ما  عليك  يضيع

والترفيهُ المباحُ والترويح المفيد لا ينافي الاستفادة من الأوقات، فربما كان فيها فائدة وراحة ولكن يجب ألا تكون فيها غفلة ومعصية.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمس نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي". فالإجازة الناجحة تتطلب التخطيط السليم، فكم مِنْ عائدٍ من إجازاته من غير فائدة دنيوية أو أخروية، بل لم يحقق حتى الترويح المباح، وربما عاد بالوِزْرِ والوبال.


إنّ في الإجازة فرصٌ كثيرةٌ للترويحِ المباحِ، ولزيارةِ بيتِ اللهِ الحرامِ، والذي تعدل الصلاة فيه مائة ألف صلاة، إنها لفرصة عظيمة وتجارة رابحة، ففي زيارة البيت العتيق تعليمُ أبنائنا قدسية ذلك المكان، وما فيه من مشاعر، وأحداث، والناس يأتون إليه من كل مكان، وهو منا قريب.


والإجازةُ فرصةٌ لزيارةِ المدينة النبوية، والصلاة في مسجد النبي الكريم، ثم زيارة القبر الشريف، والسلام على النبي الكريم وصاحبيه، وتعليم أبنائنا حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبته، ومحبة أصحابه، وتعلّم السيرة النبوية بمشاهدة أماكنها.


والإجازة فرصةٌ لزيارة المصائف في الداخل والترويح المفيد، وهي فرصةٌ لصلة الأرحام، وتدريب الأطفال والشباب على بعض المهارات؛ كتعليمهم السباحة، وإدخالهم المراكز الصيفية النافعة التي تنمي مواهبهم، وتُصقِلُ مهارَاتِهِم، وفيها حِفظُ كتاب الله تعالى، ومعرفة السنة النبوية، والأخلاق الكريمة، والعلوم النافعة، والرياضة السليمة، والأنشطة المفيدة، والعلاقات الخيِّرة، وبناء الشخصية.

والأسوأ من ذلك: أن نتركهم لرفقة السوء؛ ليهدموا ما غرسه الآباء، وما بناه المُربُّون في المدرسة من علم وأخلاق.

متى يبلغ البنيان يومًا  تمامُهُ  ♦♦♦ إذا كنتَ تبني وغيرك يهدمُ


إنّ المراكز الصيفية يديرها رجال التعليم بإشراف من رجال مخلصين - نحسبهم كذلك - وقد أقامتها الدولة مشكورة، وقد رأينا أثرها عاماً بعد عام في اكتساب العلوم والمهارات، وقبل ذلك الأخلاق والآداب، وهي محضن مفتوح ومأمون للترفيه والفائدة لاسيما ونحن نسمع عن الأعمال الإجرامية الأثيمة وفي البلد الحرام، من قِبَلِ أقوامٍ تطرَّفوا فكراً وسلوكاً بمعزل عن أهل العلم والتربية.


الإجازة فرصةٌ للإفادة من الأوقات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((اغتنم خمسًا قبـل خمس: شبابك قبل هرمـك .. وفراغـك قـبل شغلك))؛ رواه الحاكم في (المستدرك) رقـم (7847)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.


وإذا لم يملأ الفراغ بالمفيد فربما كان سببًا للانحراف والفساد.



فهم والله مسؤولون عن أوقاتهم، ومسؤولون عن أولادهم، وعن أموالهم: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر:92-93].


فهم يفِرُّون إلى ديار الكفر في رحلاتٍ عابِثة، كلها إسراف وتبذير، وغفلة وتفريط، ونحن لسنا بحاجة إلى تفصيل القول في أحوال الكثير من البلاد التي يُسَافَرُ إليها،حيث تتعرَّى الأجساد المحرمة، وتُشرَبُ الخمور كالماء، وينتشرُ الزنا في كل مكان، فضلاً عما سوى ذلك من الكفر، والفسوق، والإباحية.


فوالله، إنّه لتفريطٌ في رعاية الأبناء، وهم يعتادون على تلك المنكرات.

إنه التفريط والإهمال تحت ضغط النساء أو البنين، فربما استدان ربُّ الأسرة لتلك الأسفار المحرمة التي تترك فيها الواجبات، ويُعتادُ فيها على الحرام، وقد حرَّم الإسلامُ الإقامة في بلاد المشركين، وأوجَبَ الهجرة منها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً ﴾ [النساء: 97].


فمن استطاع الهجرة، وعجَزَ عن الدعوة، وإنكار المنكرات فإنه لا يجوز له البقاءُ في تلك البلاد، فكيف بمن يذهب بأولاده من بلاد المسلمين إليها؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ))؛ رواه أبوداود رقم (2274).


وقد استثنى العلماءُ ما كان فيه نفعٌ وفائدةٌ مُعتَبَرة لنفسه أو للمسلمين، كجهادٍ، ودعوةٍ، وعلمٍ، وعلاجٍ، وغير ذلك.

إنّ أصحاب مكاتب السفر عليهم أن يتقوا الله في تلك الإعلانات التي تمتلئ بها الصحف هذه الأيام، والتي لا همَّ لها إلا المتعة، دون أيِّ اعتبارٍ آخر.

وعلى المسافر إلى تلك البلاد: الحذرُ من الذَّهَاب إلى السحرة والمشعوذين ولو كان بحجَّةِ التسلية: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))؛ أخرجه أحمد (9171).

الحذرُ من مشاركة المشركين في أعيادهم، والحذر أيضاً من التبرع لجمعيات اليهود والنصارى التي تظهر لنا بأسماء براقة؛ مثل: "حقوق الإنسان"، وغيرها، ويجبُ التواصُلُ مع الجمعيات الإسلامية في تلك البلاد التي تهتم بالدعوة إلى الله ونشر الكتاب والسنة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7، 8].

فاتقوا الله..


الخطبة الثانية

الحمدلله...

عباد الله: فما للنفوس لا تتزوَّد من التقوى وهي مسافرة؟! وما للهمم عن ركب المتقين فاترة؟! وما للألسن عن شكر النعم قاصرة؟! وما للعيون إلى الفانية ناظرة وعن طريق الهداية حائرة؟!


أيها المسافرون إلى طاعة الله ورضوانه، أو على الأقل بعيدًا عن سخطه وعصيانه:

اعلموا أن للسفر آدابًا ومستحبَّات، منها:

صلاة الاستخارة قبل السفر: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُها أصحابه كما يعلمهم السورة من القران، وهو دعاء في نهاية ركعتين: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ))؛ رواه البخاري رقم (1096).


ومن ذلك: إرضاء الوالدين، وقضاء الدَّين إن وُجِدَ، والاتِّكالُ على الله عز وجل، وفعل أسباب السفر الناجحة من حجوزات وترتيبات، وحفظٍ للأولاد والأغراض، والعبرة والاتعاظ بما في الأرض من عبر وآيات.


يقول الثعالبي رضي الله عنه:

تلك الطبيعة قف بنا يا ساري
حتى أريك بديع صنع الباري
فالأرض حولك والسماء اهتزتا
لروائع الآيات والآثارِ


وعلى المسافر: مراقبة الله تعالى أينما حلَّ، وعليه بالأخلاق الكريمة مع من يقابله، فهو رسولُ بلده، وقد قَالَ رَسـُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اتَّـقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ))؛ رواه الترمذي (رقم 1910).


فلنكن قدوةً بأخلاقنا، ودعاةً بأعمالنا، مُكثِرين من الطاعة وذكر الله تعالى، فإنّ الأرض تشهدُ بما يُفعَلُ عليها: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 4، 5].


وعلى المسافر: أن يتذكَّر السفر الأخير الذي لا رجعة بعده، السفر إلى الدار الآخرة، والتزوُّد له: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].


كان الحسن رحمه الله تعالى يقول لطالب النصيحة: "أكْثِر الزادَ فإنَّ السفرَ طويلٌ، وأخْلِص العملَ فإنَّ الناقدَ بصيرٌ، واحذر الغرقَ فإنّ البحرَ عميقٌ".

يا ساهياً عما يراد به
آن الرحيل وما قدمت من زاد
ترجو البقاء صحيحا سالما أبدا
هيهات أنت غداً فيمن غدا غادِ

 

إننا أمام سفر لا خيار فيه، ولا ندري متى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون:99-100]


ثم نُنبِّهُ خِتامًا: بأن من لم يستطع السفر؛ فليس السفر بضرورة، والإجازة الناجحة لا تتطلب بالضرورة سفراً، وعلى الأب أن يعمل لأبنائه برامجَ مناسبةً من زيارةِ المنتزهاتِ، وإقامةِ المسابقاتِ النافعة، وإلحاقهم بالمراكزِ الصيفيةِ، وليُكثِر من مصاحبة أبنائه، والتأثير الإيجابي عليهم، ولا يتكلَّف ما لا يطيق لأجل السفر.

من فضائل الأسفار: أنّ صاحبها يرى من عجائب الأمصار، وبدائع الأقطار، ومحاسن الآثار؛ ما يزيده علما بقدرة الله تعالى، ويدعوه إلى شكر نعمه.

وللأسف فإنّ كثيراً من تلك الأسفار، وتلك الرحلات السياحية، فيها أخطار وإفساد، فلا علم أو دعوة أو جهاد، وفيها ضياعٌ وانحلالٌ، والآباءُ مسؤولون عن هذا أمام الله عز وجل، وهو أيضًا كُفرانٌ بنعمةِ المال، ونعمةِ الفراغ والصحة.

وأخطر من ذلك إرسال الأولاد بمفردهم ورميهم في تلك المستنقعات لأولئك المسافرين إلى بلاد الكفار أو إلى بلاد شبيهة بها، كما اعتاده كثير من الناس، وقد يصطحبون أولادهم من مراهقين ومراهقات وأطفال إلى تلك البلاد التي يجاهر فيها بالكفر والمعاصي.

إنّ أولادنا ثروة عظيمة، فهل نترك الإجازة تمرُّ عليهم دون فائدة؟إنّ مهمة الإنسان في الحياة، وسر وجوده ووسام عزه ومجده، بل وشرفه وسعادته: عبوديته لله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

إنّ المحافظة على العقيدة والأخلاق وعلى مرضاة الله تعالى هي من أعظم أولويات المسلم أينما حل، وأينما سافر في كل زمان ومكان، وهذا ظنُّنا بكل مسلم.

فالمؤمن أينما حلَّ وارتحل، وأينما وُجِدَ فإنه يضعُ مرضاةَ الله تعالى شِعَارَهُ، وطاعَتَهُ لربه دثاره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غدا سنسافر
  • مسافر زاده التقوى!!
  • مهلا أيها الشامتون
  • مهلا، سأكون في الموعد
  • المسافر والصوم

مختارات من الشبكة

  • مهلاً يا شريك العمر(محاضرة - موقع الشيخ د. عبدالله بن علي الجعيثن)
  • مهلاً رمضان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رمضان مهلاً (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • جنان الرضا (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة: مهلا أيها الآباء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مفردات غريب القرآن (6) (المهل)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مهلا يا شباب الأمة...! (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • مهلا يا مسلمون.. لا تغضبوا!(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- روعة كاتب
عبدالله بن صالح الفهدي - سلطنة عمان 28-12-2016 12:13 PM

مقال في قمة الروعة شكرا لخطبته الهادفة المؤثرة الله يبارك فيه وعلمه ويزيده من واسع فضله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب