• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / بحوث ودراسات
علامة باركود

تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (17)

الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/2/2010 ميلادي - 16/2/1431 هجري

الزيارات: 28674

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فصلٌ: في حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه

 

69- قال المصنف - رحمه الله -: "ومحمدٌ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خاتَمُ النَّبِيِّينَ، وسَيِّدُ المرسلينَ، لا يَصِحُّ إيمانُ عبدٍ حَتَّى يُؤمِنَ برسالته، ويشهَدَ بنبوتِه، ولا يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ في القيامَةِ إلاَّ بشفاعَتِهِ، ولاَ يَدْخُلُ الجنّةَ أُمَّةٌ إلاّ بعْدَ دُخولِ أُمَّتِه.
70- صاحِبُ لِواءِ الحمْد، والمقامِ المحمود، والحوْضِ الموْرود، وهوَ إمامُ النَّبِيِّينَ، وخَطِيبُهم، وصاحِبُ شفاعتِهم.
71- أمَّتُه خيْرُ الأممِ، وأصحابُه خيْرُ أصحابِ الأنبياءِ - عليهم السلامُ".



الشرح

في هذا الفصلِ ذَكَرَ المصنِّفُ حقوقًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك بعدما ذكر فيما تقدَّم ما يتعلَّق بحق الله - جل وعلا - ذكر المُصَنِّفُ حقوقًا وخصائصَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
1- (خاتم النبيين)؛ أي: ختم اللهُ به النبيين، وختم الله به الرسل، وختم الله به الشرائع، فلا نبيَّ بعد نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - حتى إن عيسى - عليه السلام - ينزل في آخر الزمان يحكم بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبما نُبِّئَ به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - لأنه خاتم النبيين.

بدلالة الكتاب: قال - تعالى -: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[1].
وبدلالة السنة: فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلي ومثلُ الأنبياء كمثلِ رجلٍ بنى دارًا فأكملها وأحسنها، إلا مَوْضِعَ لَبِنَة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع اللبنة، فأنا موضع اللبنة، جئتُ فخَتَمْتُ الأنبياء))[2].
 
وعن جبير بن مُطْعِم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لي خمسةُ أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحْشَرُ الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبيٌّ))[3].

وعن ثَوْبَان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلُّهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، ولا نبي بعدي))[4].
 
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((فُضِّلْتُ على الأنبياء بسِتٍّ: أُعْطِيتُ جوامعَ الكَلِم، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهُورًا، وأُرْسِلْتُ إلى الخلق كافَّةً، وخُتِمَ بي النبيُّون))[5].

2- (سيد المرسلين): فهو - صلى الله عليه وسلم - سيِّدُ وَلَدِ آدمَ، سيِّدُ الأوَّلين والآخرين.
يدل على ذلك: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا سَيِّدُ ولد آدم))[6]، فكل من كان من ذرية آدم فهو سيِّدُه - صلى الله عليه وسلم - وفي الرواية الأخرى - كما تقدم في حديث الشفاعة -: ((أنا سَيِّدُ الناس يوم القيامة))، ومن كان سيِّدًا يوم القيامة، فهو سَيِّدٌ في الدنيا؛ فالمقدَّم يوم الجزاء هو المقدَّم في الدنيا.

• ظهرت سيادتُه - صلى الله عليه وسلم - حين أَمَّ الأنبياءَ ليلةَ الإسراء والمعراج، ومَرَّ بهم واحدًا واحدًا، كلٌّ في سمائه، وكلٌّ يُرَحِّب به ويسلِّم عليه - صلى الله عليه وسلم.
• وفي يوم القيامة سَتَظْهَر سيادتُه حين يتدافع الشفاعةَ أُولو العزم من الرسل، وهم الخمسة الذين جاء ذِكرهم في قوله - تعالى -: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}[7]، حين يَتَدَافَع الرُّسُل ونبيُّ الله آدمُ الشفاعةَ وتصيرُ إليه - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((أنا لها، أنا لها))؛ كما في الصحيحين، فيشفع للناس حينئذٍ؛ فهذا يدل على سيادته، وشرفه، وعلوِّ مكانته.

3- (لا يَصِحُّ إيمانُ عبدٍ حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته): فمَنْ لم يؤمن برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويشهد بنبوته، فليس بمؤمن؛ لأن مفتاح الدخول في الإسلام شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أُمِرْتُ أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله))[8].

ولا بد أن يؤمن بأنه - صلى الله عليه وسلم - رسولٌ لجميع الناس، وأن شريعته نَسختْ ما قبلها من الشرائع.
ويدل على ذلك: قوله - تعالى -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[9].

وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – السابق: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فُضِّلْتُ على الأنبياء بسِتٍّ))، وذكر منها: ((وأُرْسِلْتُ إلى الخلق كافَّة))[10].

فهو رسولٌ لكل مخلوق؛ يهوديًّا كان، أو نصرانيًّا، أو مجوسيًّا، أو غير ذلك، فهو رسولهم، ويجب عليهم الإيمانُ برسالته؛ لأنه أُرْسِل للخلق كافَّة، ففي الآية والحديث ردٌّ على من قال: إنه رسول العرب، أو رسولٌ لفئة من الناس دون غيرهم، وردٌّ على من قال: دينكم صحيح، وديننا صحيح، أو سَعَى لتقارب الأديان؛ بل على كل يهوديٍّ ونصراني ومجوسي، وغيرهم من أطياف الكفرِ - الإيمانُ برسالته، وإلا فهو كافر، وعلى دينٍ باطل، إن مات على ذلك مأواه جهنمُ وبئس المصير؛ يدل عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان من أصحاب النار))[11].

4- (لا يُقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته): وتقدم الكلام على الشفاعة، وتلك الشفاعة العظمى هي المقام المحمود - كما سيأتي بيانه.

5- (ولا يدخل الجنةَ أمةٌ إلا بعد دخول أُمَّتِه): ويدل على ذلك: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نحن الآخِرُون الأوَّلون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة))[12].

فدلَّ هذا الحديث على أن أمة محمد، وإن كانوا الآخرين في الدنيا، إلا أنهم هم الأولون يوم القيامة؛ وذلك بأنهم أول من يدخل الجنة، فلا تدخل أمةٌ الجنةَ إلا بعد أمة محمد - صلى الله عليه وسلم.

قال النووي: "قال العلماء: معناه: الآخِرُون في الزمان والوجود، السابقون بالفضل ودخول الجنة، فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم"[13].

6- (صاحب لواء الحمد): واللِّواء: هو الراية التي يحملها قائدُ الجيش، ويدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحب لواء الحمد حديثُ أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أوَّل من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر))[14].

• واختلف في لواء الحمد: هل هو لواء حقيقي؟
القول الأول: إنه لواء معنوي.
القول الثاني: إنه لواء حقيقي، وهذا هو الأقرب - والله أعلم - لأن الأصل فيما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - الحقيقةُ لا المجاز، فهو لواءٌ حقيقي - والله أعلم - والحمد يشمل ما يفتحه الله - عز وجل - على نبيِّه من المحامد؛ كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - حديث الشفاعة، وفيه: ((فأنطَلِق، فآتي تحتَ العرش، فأَقَع ساجدًا لربي - عز وجل - ثم يفتحُ الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحدٍ قبلي)).

ويشمل ما للنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم من الفضائل والمكانة؛ كالشفاعة العظمى، وافتتاح الجنة، وكون أمته أولَ الداخلين إلى الجنة - والله أعلم.

7- (والمقام المحمود)؛ أي: وصاحب المقام المحمود.
ويدل عليه: قول الله - تعالى -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

• وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في حديث جابر - رضي الله عنه - عند البخاري: ((مَنْ قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه - حلَّتْ له شفاعتي يوم القيامة)).

والمقام المحمود جاء بيانه في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه هو الشفاعة العظمى للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاء في روايةٍ معلَّقة عند البخاري بعد ذكر الشفاعة، قال: "ثم تلا: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، قال: ((وهذا المقام المحمود الذي وُعِده نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم))، ويدخل في المقام المحمود مناقبُه - صلى الله عليه وسلم - الأخرى غير الشفاعة.

8- (والحوض المورود)؛ أي: وصاحب الحوض المورود، الذي تَرِدُ عليه أمَّتُه، وتقدم الكلام على الحوض ومباحثه.

9- (وهو إمام النبيين وخطيبهم): أما إمامته - صلى الله عليه وسلم - للأنبياء، فهي إمامته في الدنيا والآخرة، ويقال فيها ما قيل في سيادته - صلى الله عليه وسلم.

ظهرت إمامته للأنبياء في الدنيا حين أمَّهم ليلة الإسراء والمعراج، وتظهر إمامته لهم في الآخرة حين يتدافع أولو العزم من الرسل الشفاعةَ، ثم تصير إليه - صلى الله عليه وسلم - فيشفع.

وأما كونه خطيبَ الأنبياء، فلِمَا رواه الترمذي من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أنا أول الناس خروجًا إذا بُعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا...))[15]، وجاء حديثٌ آخر رواه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وقال الألباني: إسناده حسنٌ من حديث أُبَيِّ بن كعب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا كان يوم القيامة كنتُ إمام النبيين وخطيبَهم، وصاحب شفاعتهم غيرَ فخر)).

10- (وصاحب شفاعتهم)؛ أي: الذي تصير إليه الشفاعة في ذلك الموقف، وتقدم الكلام عن الشفاعة ومباحثها.

11- (أمته خير الأمم)؛ أي: إن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خيرُ الأمم، وهذه من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - وأيضًا هي من خصائص أمته - صلى الله عليه وسلم - حيث جعلها الله خيرَ الأمم.
ويدل على ذلك: 
1- قوله - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[16]، وذكر ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية بأنها نص في أن أمة محمد خير الأمم.
2- ما رواه أحمد في "مسنده" من حديث علي في بيان ما خص الله به نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - وفيه: ((وجُعِلَت أمتي خيرَ الأمم))[17].
وخيرية أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من وجوهٍ كثيرة في الدنيا والآخرة على سائر الأمم؛ فخيريَّتُها في العمل، وفي الثواب، وفي الشريعة؛ بأن شرع لها من التيسير ما لم يشرع لغيرها، وفي الآخرة بتقدُّمِهم إلى فضائل كثيرة، أبرزها: أن أمته أوَّل الداخلين للجنة، وأكثر الأمم دخولاً الجنة؛ فخيريتها في الدنيا والآخرة.

12- (وأصحابه خير أصحاب الأنبياء - عليهم السلام): وهذه من خصائصه بأن أصحابه - صلى الله عليه وسلم - خيرُ الأصحابِ، وسيأتي في الفصل القادم ما يبين فضْلَهم على التفصيل، وأما في الجملة، ففضلهم جاء في نصوص كثيرة، منها:
1- قوله - تعالى -: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[18].
2- قوله - تعالى -: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[19].
3- حديث أبي بردة عن أبيه - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((النجوم أَمَنَةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماءَ ما تُوعَد، وأنا أَمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ، أتى أصحابي ما يُوعَدون، وأصحابي أَمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي، أتى أمتي ما يُوعَدون))[20].
4- حديث البراء - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الأنصار لا يُحِبُّهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبغِضهم إلا منافقٌ، من أحبَّهم أحبَّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))[21].
5- حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُ القرون قرني، ثم الذين يَلُونهم))[22].
6- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَسُبُّوا أصحابي، لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مِثْلَ أُحُدٍ ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أَحَدِهم ولا نَصِيفَه))[23].

والأحاديث في فضلهم كثيرة، وهم بالجملة ليسوا على مرتبة واحدة.

قال اللَّقَّاني - وهو أَحَدُ شيوخ المالكية - في "شرح جوهرة التوحيد": "أفضل الصحابة: أهلُ الحديبية، وأفضل أهل الحديبية: أهل أُحُد، وأفضل أهل أُحُد: أهل بدر، وأفضل أهل بدر: العشرة، وأفضل العشرة: الخلفاء الأربعة، وأفضل الخلفاء الأربعة: أبو بكر الصديق - رضي الله عنهم أجمعين".

وسيأتي بيان فضل الخلفاء الأربعة - رضي الله عنهم أجمعين - وأما جملة الصحابة فهم يتفاضلون:
فالمهاجرون أفضل من الأنصار:
يدل على ذلك: 
1- أن المهاجرين جَمَعوا بين الهجرة والنُّصرة، بخلاف الأنصار الذين أَتَوا بالنصرة فقط، وللتعريف بهم يقال: المهاجرون: هم الذين هاجروا إلى المدينة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل فتح مكة، والأنصار: هم الذين هاجر إليهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في المدينة.
2- تقديم الله - جل وعلا - المهاجرين على الأنصار في قوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 100]، وقوله: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117].

أهل بدر مرتبتهم أعلى من مراتب كل الصحابة:
يدل على ذلك: حديث علي - رضي الله عنه - وفيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وما يُدْرِيك؟ لعل الله اطَّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم))[24].

مَنْ أَنْفَق وقَاتَل قبل صلح الحديبية، أفضل ممن أنفق وقاتل بعد الصلح:
ويدل على ذلك: قوله - تعالى -: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[25]، ويُعْرَف ذلك بمعرفة تاريخ إسلامهم؛ كأنْ نرجع للكتب كـ"الإصابة"؛ لابن حجر.
 
 الشيخ/ عبدالله بن حمود الفريح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] [الأحزاب: 40].
[2] رواه مسلم.
[3] رواه مسلم.
[4] متفق عليه.
[5] رواه مسلم.
[6] متفق عليه.
[7] [الأحزاب: 7].
[8] متفق عليه.
[9] [الأعراف: 158].
[10] رواه مسلم.
[11] رواه مسلم.
[12] والحديث رواه مسلم.
[13] انظر: "شرح النووي لمسلم"، المجلد (6)، كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.
[14] رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، ورواه ابن ماجه، وصححه الألباني؛ انظر: "الصحيحة" (1571).
[15] الحديث رواه الترمذي، وقال: حسنٌ غريبٌ، وضعَّفه الألباني.
[16] [البقرة: 143].
[17] ذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (3939)، وقال: أخرجه أحمد، والبيهقي في "السنن".
[18] [التوبة: 100].
[19] [الحشر: 8].
[20] رواه مسلم.
[21] متفق عليه.
[22] متفق عليه.
[23] متفق عليه.
[24] متفق عليه.
[25] [الحديد: 10].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (1)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (2)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (3)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (4)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (5)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (6)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (8)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (9)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (10)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (11)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (12)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (13)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (14)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (15)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (16)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (18)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (19)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (20)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (21)
  • تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (22)

مختارات من الشبكة

  • تيسير رب العباد شرح لمعة الاعتقاد(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الدين يسر (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • تفسير: (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تيسير المقاصد شرح نظم الفرائد للعلامة حسن بن عمار الشرنبلالي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تيسير العسر بشرح ناظمة الزهر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التيسير شرح الجامع الصغير (ج1) (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التيسير شرح الجامع الصغير (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التيسير في شرح القواعد الفقهية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تيسير المنان بشرح حديث (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- chokr
ghizlane - maroc 25-10-2015 05:07 PM

la9ad estafadto mn hada nas wa ana achkorokom mn a3ma9 9albi

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب